يوبا الأول: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏حياته: تعديل
وسوم: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول تعديل المحمول المتقدم
وسوم: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول تعديل المحمول المتقدم
سطر 32:
== تطور مقاومة يوبا الأول ==
[[ملف:Juba denarius in support of Pompey against Cesar 60 46 BCE.jpg|تصغير|عملة عليها صورة الملك يوبا الأول]]
عاش "يوبا الأول" في المرحلة اللاتينية التي تميزت بسيطرة القوات الرومانية على ممالك [[شمال أفريقيا،أفريقيا]]، واستعداد هذه القوات الإيطاليةالرومانية لاحتلال [[شمال إفريقيا]] بكاملها من الشرق حتى الغرب ،الغرب، مع إظهار النية السيئة في تطويق الممالك البربرية وتسييجها بخط الليمس لفصل أفريقيا النافعة عن غير النافعة وطرد المقاومين خارج السد الأمني، واستغلال كل ماهو داخل نطاق هذا الخط الأمني لصالح أباطرة روما ومعمري [[شمال أفريقيا]] ورجال كنيستها.
 
وكان لما يقع في [[روما]] من فتن وأحداث دامية وما يجري فيها من إحن وصراعات سياسية وعسكرية، وما تعرفه من قلاقل وثورات وانقلابات له أثر كبير وصدى سلبي ينعكس على سياسة شمال أفريقيا وتوجيه سياستها الداخلية والخارجية، ففي أواسط" القرن الأول ق.م شهدت الممالك البربرية …تطوراتتطورات خطيرة، عكست مدى تبعيتها لروما ووقوعها في فخ سياستها، ذلك أنه بعد موت "الدكتاتور سيلا" ساد فراغ سياسي في [[روما]] نتيجة ضعف مجلس الشيوخ، فبرز ثلاثة زعماء طموحين في الساحة، مما أفضى إلى نزاع بينهم انتهى بسيطرة قيصر على الحكم سنة 48 ق.م. وقد امتدت تأثيرات هذه التطورات إلى شمال أفريقيا، التي كانت دائما أحد ميادين تصفية الحسابات السياسية الرومانية، إذ تحالف الملوك [[البربر]] النوميد مع فرقاء الصراع الروماني، مما جر ويلات كثيرة على الدول البربرية."
 
وعلى أي، فقد عايش يوبا الأول الحرب الأهلية الإيطالية التي كانت رحاها تدور في شوارع روما خاصة بين القائدين الرومانيين الكبيرين:"يوليوس قيصر"، و"پومبيوس Pompeius " من أجل الاستيلاء على السلطة. فكان لابد للملوك البربر في شمال أفريقيا أن يحددوا ولاءهم لقائد من هذين القائدين، وأن يتحالفوا مع واحد ضد الآخر، وأن يقدموا له كل المساعدات المادية والمعنوية والبشرية والعسكرية حتى يحافظوا على ملكهم في نوميديا،[[نوميديا]]، ويستفيدوا من الجوائز والهبات والامتيازات والاستيلاء على ممالك جيرانهم . زد على ذلك، أنه من الواجب أن يدافعوا عن ممالكهم ضد الغزاة الرومان ؛ لأن القوات اللاتينية متجمهرة في عدة مراكز حدودية وعسكرية، وقد استنفر القواد حشودها المنظمة في عدة فيالق مدربة على أحدث الأسلحة الحديدية ،الحديدية، ومنظمة أحسن تنظيم عسكري في [[العالم]] في تلك الفترة من [[التاريخ القديم]] ، ومحصنة بطريقة عتيدة في قلاع و ثغور [[شمال أفريقيا]] تراقب كل تحركات الممالك النوميدية والموريتانية بشكل دقيق ومخطط، منتظرة الفرصة السانحة للانقضاض على [[قائمة ملوك نوميديا|ملوك نوميديا]] للتنكيل بهم والإيقاع بهم إما ذلا وأسرا وإما خسفا وهلاكا.
 
وفي خضم هذه الحرب الأهلية التي نشبت بين هذين القائدين الكبيرين، ارتضى "يوبا الأول" أن يتحالف مع القائد بومپيوس و صديقه الملك "ماسينيسا الثاني؛الثاني"؛ لأنه كان يعرف مسبقا نوايا [[يوليوس قيصر]] وأطماعه الخفية والمعلنة في شمال أفريقيا، وطريقته المستبدة في إدارته لمنطقة شمال إفريقيا واستعماله للشدة والقسوة في تسييره لممالك هذه المنطقة. لذلك رفض الملك "يوبا الأول" التحالف مع قيصر الروم لامن قريب ولا من بعيد، بينما الملكان الموريتانيان بوگود الثاني وبوگوس الثاني اختارا التحالف مع يوليوس قيصر طمعا في الامتيازات وخوفا من بطش يوليوس القيصر المتجبر . وكان النصر في الأخير للقيصريين على حساب القائد پومپيوس المنهزم أمام القوات القيصرية المتحالفة مع القوات البربرية العاتية.
وقبل ذلك، لقد ارتضت القوات الرومانية القيصرية النزول السريع بتونس في "رأس بون" سنة 49ق.م ، فحاصرت مدينة "أوتيكا " التي لم تحرر إلا من قبل الملك "يوبا الأول،الأول"، وقد نال هذا العمل الرائع إعجاب القائد الروماني بومپيوس ورضاه الكبير، فشجعه على مواصلة القتال حتى النفس الأخير. بيد أن القوات القيصرية ستحط ركابها وتنزل عتادها مرة أخرى في شواطئ أفريقيا. وبالتالي، ستحاصر فيالق القيصر قوات "يوبا الأول" من كل الجهات مدعّمة بالقوات المورية الغربية التي كان يقودها كل من بوگود الثاني وبوگوسب[[الجيش الثانيالنوميدي]]. فاضطر "يوبا الأول" للتراجع نحو عاصمته زاما،[[بون]] [[عنابة]] حاليا، ولكنه لم يرض بالفرار والتراجع، فاختار ميتة شريفة عن طريق المبارزة مع العدو في ساحة القتال والشرف بدلا من أن يؤخذ أسيرا ذليلا إلى روما. وكانت هذه الفترة تسمى في [[التاريخ القديم]] بعصر الجمال الذي" ظهرت بوادره خلال المائة سنة التي سبقت التاريخ الميلادي؛ وبالتحديد في سنة 46 ق.م خلال معركة تابسوس (رأس الديماس) ؛ التي دارت بين يوليوس قيصر روما والملك البربريالنوميدي يوبا الأول؛ الذي تحالف مع خصم سيزار اللدود بومپيي ( پمپايوس). ".
وعليه، فقد اندلعت حرب الحلفاء سنة48 ق.م في شمال أفريقيا، وشاركت فيها قوات يوبا الأول مع قوات پومپيوس وقوات [[ماسينيسا]] الثاني، ولكنها انهزمت هزيمة شنعاء أمام التحالف الثلاثي الذي كان يتكون من جيش قيصر وجيش [[بوگود الثاني وجيش بوگوس الثاني]]. فتعرضت قوات يوبا للهلاك الفظيع، و لحق مملكته دمار هائل وخراب كبير. وتمكن يوبا الأول من الفرار بعد أن وجد نفسه وحيدا في المعركة مع قلة من جيشه المنهوك من شدة المواجهة الشرسة والمقاومة العتيدة.
 
وقد نتج عن هذا الموقف التراجيدي الذي يتمثل في الهزيمة والخسران إحساس يوبا الأول بالعزلة عن أسرته وجيشه. فقرر يوبا الانتحار بطريقة غريبة قوامها الإباء والشرف والشجاعة والموت في ساحة الحرب بدلا من الفرار والتراجع عن مبادئه السامية التي كان يؤمن بها ويؤمن بها كل بربري حر وشهم. لذلك، دعا للمبارزة آخر رفيق وجده بجنبه، وهو قائد روماني، فتضاربا إلى أن أردى كل منهما الآخر قتيلا في 46 قبل الميلاد.
ولما توفي يوبا الأول ترك ولدا صغيرا في الخامسة أو السابعة من عمره يسمى [[يوبا الثاني،الثاني]] الذي ولد في مدينة [[عنابة]]، فأسره [[يوليوس قيصر]] فحمله معه إلى [[روما]] ، ثم نشأ الفتى بعد ذلك في كنف الإمبراطور أغسطس خلف قيصر الذي ساعده على طلب العلم في عدة مدارس ومعاهد رومانية وأجنبية إلى أن صار مثقفا كبيرا يشهد له بالعلم الواسع أعداؤه قبل أصدقائه .
ونظرا لثقافة [[يوبا الثاني]] الموسوعية وكفاءته في التسيير الإداري ووفائه وإخلاصه للقيصر الروماني، نصبه أغسطس ملكا على [[موريتانيا الطنجيةالقيصرية]] غرب [[الجزائر]] وزوجه ملكة [[سيليني]] (Selené) ابنة الإمبراطورة الرومانية كليوباترة[[كليوبترة]] المصرية وأنطوان ليبقى حليفا مواليا طائعا للرومان في شمال أفريقيا. فكانت المفارقة " أن رعايا يوبا الثاني كانوا يقدسونه ويمقتونه في آن واحد".
وعلى العموم، فبعد انتحار يوبا الأول ،الأول، تحولت مملكته [[نوميديا]] الشرقية إلى مقاطعة رومانية أطلق عليها أفريقيا الجديدة، بينما كوفئ بوگوس الثاني من قبل القيصر بضم جزء من نوميديا الغربية إلى مملكته، في ذات الوقت خلقت دويلة في قلب [[نوميديا]] لتكون حاجزا عسكريا استراتيجيا أعطيت لمغامر عسكري إيطالي يدعى ستيپوس للفصل بين أفريقيا الجديدة ومملكة موريتانيا[[موريطانيا الشرقيةالقيصرية]].
هكذا أسفرت التطورات السالفة عن إعادة رسم الخريطة السياسية لإفريقيا الشمالية وفق مصالح روما،[[روما]]، وبالتالي، وضعت الأسس لخططها المستقبلية، إذ نجد قيصر يشرع في توطين الفقراء وقدماء الجنود الرومان في ولاية أفريقيا القديمة،القديمة (شمال [[تونس]])، الشيء الذي ينم عن إرادته في خلق قاعدة اجتماعية لحكمه الفردي، وهو ما أفضى إلى اغتياله سنة 44ق44 ق.م".
وعلى أي حال، فبهزيمة يوبا الأول في معركة التحالف البربري–الروماني فقدت [[نوميديا]] استقلالها السياسي سنة46سنة 46 ق.م بعد قرن من ذكرى احتلال قرطاجنة[[قرطاج]] في 146ق146 ق.م على أيدي الرومان بتحالف مع قوات [[ماسينيسا]] الأول. وبالتالي، فقد دخلت [[نوميديا]] بصفة خاصة وأفريقياو"أفريقيا الشمالية" بصفة عامة بشكل مباشر في ظل الحكم الروماني لتصبح [[نوميديا]] مقاطعة تابعة للعاصمة المركزية روما،[[روما]]، ليبدأ عهد جديد بعد فترة التمهيد والتوطئة الاستعمارية هو عهد التوطين وإرساء الحكم الروماني إداريا وسياسيا واقتصاديا.
بيد أن الاستقرار في [[نوميديا]] لن يكون أمرا سهلا؛ وإنما سيفرز حتما ودوما عدة مقاومات عسكرية وثقافية واجتماعية ستعكر صفو أباطرة الرومان الذين سوف لن ينعموا أبدا بسعادة الانتصار وثمار الاستغلال وزهو السيطرة حتى تنتهي شوكتهم بدخول الوندال والبيزنطيين والفاتحين المسلمين.
 
== انجازاته ==