زكي الأرسوزي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.6*
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.6*
سطر 85:
جادل الأرسوزي بأنه على عكس اللغة اللاتينية والتي هي لغة تقليدية جامدة، فقد كانت كلمات اللغة العربية مستمدة من غناء المقاطع الصوتية ولفظها مما يجعلها تتوافق مع الطبيعة أكثر من بقية اللغات، ووفقاً للأرسوزي فاللغة العربية هي لغة بديهية تحمل تعاطفاً طبيعياً بين نطق الكلمة ومعناها.
 
اعتقد الأرسوزي أنَّ هوية الأمة العربية تتجسد في اللغة العربية، وهي التي تشكل مصدر الروح القومية، وفي حين تقوم القومية الأوروبية على مبدأ السببية فإنَّ القومية العربية تقوم على مبدأ العفوية <ref>Choueiri, 2000, pp. [https://books.google.com/books?id=4xiI0Q-fHzEC&pg=PA147 147–148.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200201223304/https://books.google.com/books?id=4xiI0Q-fHzEC&pg=PA147 |date=1 فبراير 2020}}</ref>، وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ تعريف الأرسوزي للغة يناقض تعريف سقراط والفلاسفة الآخرين<ref>Choueiri, 2000, p. [https://books.google.com/books?id=4xiI0Q-fHzEC&pg=PA148 148.]</ref>.
 
=== القومية ===
أرجع الأرسوزي صعود القومية الأوروبية إلى الثورات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، حيث قامت الثورات الأوروبية الأولى ضد النظام الإقطاعي، أمَّا الثورة الثانية في أوروبا فكانت هي الثورة العلمية بقيادة نيكولاس كوبرنيكوس وغاليليو غاليلي وهذه الأحداث خلقت أسس العقلانية الحديثة، وفي هذا السياق قال الأرسوزي إنَّ الإنسان كان مؤهلاً لمعرفة الحقيقة لأن ما يتم بناؤه عن طريق العقل يمكن التحقق منه بالتجربة، ولخص هذه النظرة الخاصة للسلوك الإنساني والحضارة بكلمات رينيه ديكارت: "الفطرة السليمة والعقل الطبيعي هما الإنسانية" <ref>Choueiri, 2000, p. [https://books.google.com/books?id=4xiI0Q-fHzEC&pg=PA145 145.]</ref>، وبحسب الأرسوزي فإذا كان البشر مخلوقات عقلانية بفطرتهم فإنَّ كل منهم يرغب في تنظيم نفسه وفقاً لإحساسه بالعقل ولذلك قام المستعمرون بوضع عوائق أمام هذا التغيير العقلاني<ref>Choueiri, 2000, pp. [https://books.google.com/books?id=4xiI0Q-fHzEC&pg=PA145 145–146.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200201204807/https://books.google.com/books?id=4xiI0Q-fHzEC&pg=PA145 |date=1 فبراير 2020}}</ref>.
 
إنَّ الحياة المعاصرة موجودة بسبب شيئين هما العلم والصناعة، فالعلم يقضي على الخرافات ويستبدلها بالحقائق، والصناعة مكنت الحضارة من إنشاء مجتمع أكثر تنظيماً بحيث يمكن أن تصبح الحرية والمساواة والديمقراطية دائمة وراسخة، وقد أثبتت تجارب الثورتين الإنجليزية والفرنسية هذه الحقائق بشكلٍ غير قابل للجدل، وقد أعطت الثورات الفرد بعض الحقوق بحيث يمكن له إدارة شؤونه الخاصة وفقًا لرغبته وفي نهاية المطاف سيتطور مطلب الحرية إلى مطلب الاستقلال والقومية، والقومية وفقاً للأرسوزي تتجلى في جميع مناحي الحياة من حكم القانون إلى الفنون <ref>Choueiri, 2000, p. [https://books.google.com/books?id=4xiI0Q-fHzEC&pg=PA146 146.]</ref>.