بحث نوعي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.6
ط بوت:إضافة وصلة أرشيفية.
سطر 10:
 
تقدم المناهج النوعية في التصور التقليدي لدى علماء [[إحصاء|الإحصاء]]، تفسيرات فقط لحالات معينة مدروسة (على سبيل المثال، كجانب من إثنوغرافيا برنامج حكومي مطبق حديثًا). وتعتبر أي استنتاجات عامة مجاوزة لسياق الدراسة، بمثابة قضايا مؤقتة (تأكيدات معروفة)، نظرًا لعدم الحصول على القضايا العامة غالبًا، على أساس النظرية الإحصائية. وبالتالي تحتاج المناهج النوعية إلى توفير دليل وتبرير رياضي لمثل تلك الفرضيات من أجل مزيد من البحث. وقد يُحاجج الباحث النوعي في المقابل، بأن فهم الظاهرة أو الموقف أو الحدث، يأتي من استكشاف مجمل الموقف (على سبيل المثال، المداخل الفينومينولوجية، والتفاعلية الرمزية)، مع الوصول غالبًا غلى كميات كبيرة من البيانات الصارمة لنموذج غير رقمي. وقد تبدأ كمدخل للنظرية متأصل، مع عدم وجود فهم سابق للظاهرة لدى الباحث؛ أو قد تبدأ الدراسة من خلال قضايا او مقترحات ثم التحرك بطريقة علمية وتجريبية خلال عملية البحث (على سبيل المثال، بوجدان وتايلور 1990).
يمكننا التمييز بين هؤلاء الذين يتبعون منطق المناهج الكمية في قواعدهم ومعايرهم، ثم إجراء تعميمات بالمعنى الرقمي (أي من حالات عديدة إلى حالات أكثر عددًا)، وبين هؤلاء الذين يتبعون بوضوح مناهج نوعية، إذ أنها لا تعتمد في تفسيراتها وتعميماتها على تكرار حدوث ظاهرة اجتماعية معينة، ولكن على منطق التعميم من حالة فردية، سواء كانت تلك الحالة عبارة عن سيرة شخصية أو منظمة أو وسط معين أو وضع اجتماعي؛ فيشمل ذلك على عمل توصيفات مجهرية ومكبرة للظاهرة التي نهتم بها، وكذلك بهدف التعميم من حالة فردية. -جابرييل روزنتال (2018: 13): البحث الاجتماعي التفسيري؛ مقدمة.<ref>{{cite journal|last=Bogdan|first=R.|last2=Taylor|first2=S.|year=1987|title=Looking at the bright side: A positive approach to qualitative policy and evaluation research|journal=[[Qualitative Sociology]]|volume=13|issue=2|pages=183–192|doi=10.1007/BF00989686}}</ref>
 
تعتبر دراسة الحالة هي المنهج الشائع في البحث النوعي (ستاك 1995، ين 1989)، والتي تفحص بعمق عينات هادفة من أجل فهم أفضل للظاهرة (دعم الأسر على سبيل المثال؛ راسينو 1999)؛ ويعبر منهج دراسة الحالة عن تفضيل الباحثين النوعيين للعمق والتفاصيل والسياق، وغالبًا ما يعملون مع عينات أصغر وأكثر تركيزًا، مقارنة مع العينات الأكبر التي تعتبر مصدر الاهتمام الأول بالنسبة للباحثين الإحصائيين، إذ يسعون وراء القوانين العامة. وتُعد المناهج النوعية عنصرًا مكملًا لزوايا التحليل الخمسة التي تتبناها منهجية ترشيح البيانات. ويمكن لتلك المناهج أن تُستخدم جنبًا إلى جنب مع المناهج الكمية، والمراجعات الدراسية أو العلمانية للمادة العلمية، والمقابلات مع الخبراء، والمحاكاة الحاسوبية، بوصفها جزءًا من التوجه متعدد المنهجية من أجل جمع وتحليل البيانات (تسمى المخطط الإجمالي أو التثليث). يمكن للمرء أن يفكر أكثر في المنهج النوعي من ناحية مفاهيم (الوسائل) و(التوجه)، من أجل المساعدة على استكشاف المشهد غير المتجانس للبحث النوعي. فيمكن للمرء على وجه الخصوص ان يُحاجج بأن الباحثون النوعيون غالبًا ما يرفضون نماذج الصدق الخاصة بالعلوم الطبيعية، ويفضلون الاستقراء وعمليات وإجراءات البحث المولد للفرضيات (من خلال نماذج اختبار الفرضية)، ويتوجهون نحو استقصاء المعاني عوضًا عن السلوك، ويفضلون الحصول على البيانات في شكل كلمات وصور، التي تُستمد بشكل طبيعي ونموذجي (الملاحظة العميقة في مقابل التجريب على سبيل المثال).<ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Stake|الأول=R.|سنة=1995|عنوان=The art of case study research|مكان=Thousand Oaks, CA|ناشر=Sage}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Yin|الأول=R.|سنة=1989|عنوان=Case Study Research: Design and Methods|مكان=[[Newbury Park, California]]|ناشر=Sage|isbn=978-0-8039-3470-2|مسار=https://books.google.com/books?id=gxy2AAAAIAAJ| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20170109083950/https://books.google.com/books?id=gxy2AAAAIAAJ | تاريخ الأرشيف = 9 يناير 2017 }}</ref><ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Mesly|الأول=Olivier|سنة=2015|عنوان=Creating Models in Psychological Research|ناشر=Springer Psychology|isbn=978-3-319-15752-8}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Racino|الأول=J.|سنة=1999|عنوان=Policy, Program Evaluation and Research in Disability: Community Support for All|مكان=London|ناشر=Haworth Press|isbn=978-0-7890-0597-7|مسار=https://books.google.com/books?id=qDavoDQiH-QC| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20170109080442/https://books.google.com/books?id=qDavoDQiH-QC | تاريخ الأرشيف = 9 يناير 2017 }}</ref><ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Silverman|الأول=D.|سنة=2011|عنوان=Interpreting Qualitative Data|إصدار=4th|ناشر=[[SAGE Publications]]}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Pernecky|الأول=T.|سنة=2016|عنوان=Epistemology and Metaphysics for Qualitative Research|مكان=London|ناشر=[[SAGE Publications]]}}</ref>
 
== التاريخ ==
يشير عالم الاجتماع إيرل بابي إلى أن البحث النوعي قديم جدًا وجديد جدًا في آن واحد. يوثق بابي استخدام المناهج النوعية طوال العديد من القرون، إلا أن علماء الأنثروبولوجيا هم الذين قدموا مناهج البحث الميداني النوعي في مركز الصدارة خلال ملاحظاتهم للمجتمعات المختصة في القرن التاسع عشر. تتبع روبرت بوجدان في حلقاته الدراسية المتقدمة حول البحث النوعي، التاريخ الخاص بتطور المجالات، وارتباطها الوثيق الخاص بالإعاقة، بما في ذلك عمل زميله روبرت إدجرتون، ومؤسس الملاحظة التشاركية هوارد س. بيكر. ويصف روبرت بوجدان وساري بيكلن، مؤرخين البحث النوعي في كتابهم التربوي، بأنهم لم يصنفوا أبدًا كل من فرويد وبياجيه على سبيل المثال، ضمن المطورين للمدخل النوعي، على الرغم من أنهم اعتمدوا على دراسات الحالة والملاحظات والمقابلات العميقة.<ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Bogdan|الأول=R. C.|الأخير2=Biklen|الأول2=S.|سنة=1982|عنوان=Qualitative Research for Education: An Introduction to Theory and Methods|مكان=Boston|ناشر=Allyn & Bacon|isbn=978-0-205-07695-6|صفحة=14|مسار= https://books.google.com/books?id=wIOcAAAAMAAJ&pg=PA14|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200125061908/https://books.google.com/books?id=wIOcAAAAMAAJ&pg=PA14|تاريخ أرشيف=2020-01-25}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Becker|الأول=H. S.|سنة=1970|chapter=Whose Side Are We On?|عنوان=Sociological Work: Method and Substance|مكان=Chicago|ناشر=Aldine|isbn=978-0-87855-630-4|صفحات=123–134|chapterurl=https://books.google.com/books?id=StGqxHrNhrMC&pg=PA123}}</ref>
 
رفض بعض الباحثين في أوائل [[القرن 20|القرن العشرين]]، المذهب الوضعي، وهو الفكرة النظرية القائلة بوجود عالم موضوعي يمكننا أن نستمد منه البيانات ثم نتحقق من تلك البيانات عبر التجريب. اعتنق هؤلاء الباحثون نموذج إرشادي (برادايم) للبحث النوعي، محاولين جعله دقيقًا مثل البحث الكيفي، وأنشأوا مناهج وفيرة في البحث النوعي. كانت تلك التطورات ضرورية لأن الباحثون النوعيون قد فازوا بجوائز المركز القومي، بالتعاون مع زملائهم الباحثين من الجامعات والمعاهد الأخرى؛ ودعمت الأقسام الجامعية الأخرى درجة الدكتوراه في كل من المجالين خلال العقود التالية. وتشتمل معظم الأبنية النظرية على عمليات فهم وتحليل نوعي، وبناء لتلك المفاهيم (نظريات ولفنسبرجر التي أعطت قيمة للدور الاجتماعي على سبيل المثال).
ساعد الانتشار المتزايد لأجهزة الكمبيوتر في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، في التحليلات النوعة، وظهرت العديد من المجلات ذات التركيز النوعي، واكتسبت حركة ما بعد الوضعية اعترافًا في الأوساط الأكاديمية. طُرحت أسئلة الهوية في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، بما في ذلك قضايا الخطاب والمجتمعات العرقية والطبقية والجندرية، مما أدى بالبحث والكتابة إلى الاقتراب بشكل أكبر نحو الجانب التأملي. رُفض خلال تسعينيات القرن العشرين، فكرة الباحث أو المُلاحِظ السلبي، وأصبح البحث النوعي أكثر تشاركية وذو توجه نشط مع الدعم الآتي من الهيئات الفيدرالية، مثل المعهد القومي لبحوث الإعاقة وإعادة التأهيل، التابع لوزارة التعليم الأمريكية (على سبيل المثال، المراكز البحثية والتدريبية لإعادة التأهيل من أجل الحياة الأسرية والمجتمعية، 1990). وبدأ الباحثون أيضًا خلال ذلك الوقت، في استخدام مداخل ذات مناهج مختلطة، مما يشير إلى التحول في التفكير بشأن اعتبار أن المناهج النوعية والكيفية متنافرة بشكل جوهري. ومع ذلك لا يُعد هذا التاريخ منزهًا عن السياسة، مثلما ظهر في سياسات الأدلة (على سبيل المثال، الممارسات المبنية على دليل في مجال الصحة والخدمات الإنسانية)، ويُعد ما يمكن وصفه بأنه بحثًا علميًا في الدراسة، محلًا للجدل المستمر في الأوساط الأكاديمية.<ref>Wolfensberger, W. (1994). "A Brief Introduction to Social Role Valorization as High-Order Concept for Structuring Human Services" (2nd Edition). Syracuse, NY: Training Institute for Human Service Planning, Leadership and Change Agentry, Syracuse University.</ref>
 
== جمع البيانات والتحليل وتصميم البحث الميداني ==
تواجه البحوث النوعية العديد من خيارات التقنية من أجل استخلاص البيانات، والتي تتراوح بين ممارسة وتطور النظرية الأساسية والسرديات وحكاية القصص والشعر المنسوخ ومقابلات السرد الشخصي والإثنوغرافيا الكلاسيكية والدراسات الحكومية أو المتعلقة بالدولة وعروض الخدمات والأبحاث ومجموعات التركيز ودراسات الحالة والملاحظة التشاركية والمراجعة النوعية للإحصاءات من أجل التنبؤ بالأحداث المستقبلية أو التتبع، وأشياء أخرى كثيرة. تُستخدم المناهج النوعية في مداخل منهجية عديدة مثل بحوث الأفعال التي لها أساس سوسيولوجي أو نظرية الشبكة الفاعلة.<ref>Glaser, B.G. & Strauss, A.I. (1967). "The Discovery of Grounded Theory: Strategies for Qualitative Research". NY, NY: Aldine DeGruyter.</ref>
 
سطر 45:
{{ضبط استنادي}}
 
[[تصنيف:بحث نوعي| ]]
[[تصنيف:أساليب البحث]]