الدولة السعودية الثالثة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط ←‏الاستيلاء على القصيم: تعديل مسمى الفقرة وإضافة معلومات موثقة
ط ←‏ضم القصيم: إضافة توثيق
سطر 190:
 
: '''فتح عنيزة:'''
خرج الأميرالملك عبدالعزيز بنآل سعود، بجموعه، من [[الرياض]]، في أواخر [[ذو الحجة]] عام [[1321]]هـ - [[مارس]] [[1904]]م <ref name="موسوعة مقاتل من الصحراء"/>.م، وانضم إليه أمراء عنيزة، وأمراء [[بريدة]] السابقون.السابقون، وقد أظهر أنه متجه لأطراف الكويت رغبةً منه في التمويه على اعدائه، وفي [[5 محرم]] سنة [[1322]] هـ - [[23 مارس]] [[1904]]م، اقترب الأميرالملك عبدالعزيز بن سعود من [[عنيزة]]، وحاصر أسوارها الجنوبية. وأمر آل سُليم، وآل مهنا، وأتباعهما،وأتباعهم أن يدخلوا عنيزة، ليستولوا عليها.عليها؛ فدخلوها، من دون مقاومة، وكمنوا لرئيس الحامية الرشيدية فيها، فهيد بن سبهان، وتمكنوا من قتله، وحاصروا قصر الإمارة، الذي تحصنت به السرية الرشيدية، ثم استسلم أفرادها، وطلبوا الأمان. ولم تتمكن السرية، الموجودة خارج البلدة، بقيادة ماجد الحمود بن رشيد، من تقديم أي عون إلى مَن هم في داخلها، وبخاصة بعد أن علموا بتعاون أهلها مع أمرائهم السابقين. ودخل الأمير عبدالعزيز بن سعود [[عنيزة]]، وعين عبدالعزيز بن عبدالله بن سليم، أميراً عليها، وصالح بن زامل، قائداً للغزو بهابها، وعين ابن سعود أحد أبناء الوجهاء أميرا لعنيزة، وهو عبد العزيز آل سليم الذي عاد من منفاه في [[الكويت]] مع أتباعه المسلحين، وبعد ضم [[عنيزة]] بعث أهالي بريدة وفداً إلى ابن سعود طالبين السماح لهم بمهاجمة الحصن في مدينتهم، والذي تمركزت فيه حامية عبدالرحمن بن ضبعان ورجاله.<ref>معارك الملك عبدالعزيز المشهورة لتوحيد البلاد، عبدالله الصالح العثيمين، ط1، الرياض، 1415هـ/1995م، ص84-86.</ref>
 
وعين ابن سعود أحد أبناء الوجهاء أميرا لعنيزة ، وهو عبد العزيز آل سليم الذي عاد من منفاه في [[الكويت]] مع أتباعه المسلحين . وبعد سقود [[عنيزة]] بعث أهالي بريدة وفدا إلى ابن سعود طالبين السماح لهم بمهاجمة الحصن في مدينتهم ، والذي تمركزت فيه حامية من الشمريين . فإن الاستيلاء على عنيزة أقنع أهالي بريدة بأن الأحداث في تلك اللحظة تتطور لصالح أمير [[الرياض]] . زد على ذلك أن آل مهنا (وهم من أبرزم بطون [[بريدة]] الذين كانوا في السابق في المهجر الكويتي) قد وصلوا إلى عنيزة مع فصيل غير كبير ، منتظرين فرصة استلام مقاليد السلطة مجددا <ref name="مولد تلقائيا16"/>.
 
: '''فتح بريدة:'''
أما [[بريدة]]، فإن أمرها كان هيناً، بعد أن تشجع أهلها بأنباء دخول الأميرالملك عبدالعزيز بنآل سعود عنيزة؛ فقدم عليه وفد منهم، يبدون وقوفهم معه. فسيّر إليها أمراءها السابقين، آل مهنا، فاستقبلهم الأهالي بحماسة. وحاصر آل مهنا قائد حامية [[بريدة]]، عبدالرحمن بن ضبعان، في القصر. وبعد أن استمر الحصار شهراً ونصف الشهر، استسلم أفراد الحامية، وخرجوا بسلاحهم، وأعطاهم الأمير عبدالعزيز بن سعود الأمان على أرواحهم، ليرحلوا إلى بلادهمبلادهم، وكان الطريق إلى [[بريدة]] مفتوحاً، فبعث ابن سعود إلى المدينة فصيلاً بقيادة صالح آل مهنا أبا الخيل وفيما بعد، عندما دخل عبدالعزيز بريدة أقسم له سكانها يمين الولاء. وسلمت الحامية الشمرية المكونة من 150 شخصا الحصن في حزيران (يونيو) [[1904]] <ref name="مولد تلقائيا12">تاريخ العربية السعودية - ألكسي فاسيلييف - الفصل التاسع: بعث إمارة الرياض في مطلع القرن العشرين (1902-1914)- التقدم نحو القصيم</ref>.
وقبيل العمليات الحربية الحاسمة بعث حسن شكري برسالة إلى عبدالعزيز عندما كان هذا الأخير لايزال في عنيزة وحذره من العواقب الوخيمة للعمليات الحربية ذد حاكم حائل . وكتب العقيد التركي يقول : (إن جلالة الخليفة الأعظم بلغة اضطراب الفتنة في بلاد نجد، وأن يدا أجنبية محركة لها . فلهذا السبب بعثني إليكم حقنا للدماء ولمنع التدخل الأجنبي في بلاد المسلمين) . ثم تشكى كاتب الرسالة من تعاون عبدالعزيز مع مبارك الذي يتعاون مع بريطانيا الدولة الأجنبية الكافرة ، واقترح بلهجة متعالية على عبدالعزيز بأن يعرض شكاواه على السلطت العثمانية وليس على مبارك الذي أعلن العصيان على الخليفة . وأشار شكري إلى أنه حليف ليس فقط لأل الرشيد ، بل ولجميع الذين ينشدون المعونة والدعم من الإمبراطورية العثمانية ، وقال بأنه إذا رغب ابن سعود أيضا في هذه المساعدة فبوسعه أن يتمتع بنفس النعم التي يتمتع بها آل الرشيد من الحكومة العثمانية، شعر حاكم الرياض بالقلق ، ولكنه كان متصلبا في موقفه . ورد على تلك الرسالة بجواب جاء فيه : (وأما الآن ، فلا نقبل لكم نصيحة ولانعترف لكم بسيادة ، والأحسن أنك ترجع من هذا المكان إذا كنت لا تود سفك الدماء . فإن تعديت مكانك هذا ، مقبلا إلينا ، فلا شك أننا نعاملك معاملة المعتدين علينا ... فإن كنت حرا منصفا فلا يخفاك أن سبب عدم إطاعتي هو عدم ثقتي بكم ... وخلاصة القول أن كل العمال الذين رأينا أنهم خائنون منافقون . فلا طاعة لكم علينا ، بل نراكم كسائر الدول الأجنبية) . ثم يستشهد عبدالعزيز بالوضع في اليمن والبصرة والحجاز وبسلوك الأتراك هناك لتوضيح أعماله . وأعاد إلى الأذهان نهب سلطات الحجاز للحجاج أمام الكعبة . وحذر الأمير في ختام رسالته العقيد بأنه إذا تحرك الأتراك نحو المنطقة الخاضعة له فإنه سيعاملهم معاملة المعتدين .
 
وكان الطريق إلى [[بريدة]] مفتوحا ، فبعث ابن سعود إلى المدينة فصيلا بقيادة صالح آل مهنا أبا الخيل . وفيما بعد ، عندما دخل عبدالعزيز بريدة أقسم له سكانها يمين الولاء . وسلمت الحامية الشمرية المكونة من 150 شخصا الحصن في حزيران (يونيو) [[1904]] <ref name="مولد تلقائيا12">تاريخ العربية السعودية - ألكسي فاسيلييف - الفصل التاسع: بعث إمارة الرياض في مطلع القرن العشرين (1902-1914)- التقدم نحو القصيم</ref>، نصب ابن متعب معسكرا في قصيباء – في منتصف الطريق تقريبا بين حائل وبريدة ، وهناك استقبل الحامية الشمرية التي سمح لها ابن سعود بمغادرة بريدة . وقبيل العمليات الحربية الحاسمة بعث حسن شكري برسالة إلى عبدالعزيز عندما كان هذا الأخير لايزال في عنيزة وحذره من العواقب الوخيمة للعمليات الحربية ذد حاكم حائل . وكتب العقيد التركي يقول : (إن جلالة الخليفة الأعظم بلغة اضطراب الفتنة في بلاد نجد ، وأن يدا أجنبية محركة لها . فلهذا السبب بعثني إليكم حقنا للدماء ولمنع التدخل الأجنبي في بلاد المسلمين) . ثم تشكى كاتب الرسالة من تعاون عبدالعزيز مع مبارك الذي يتعاون مع بريطانيا الدولة الأجنبية الكافرة ، واقترح بلهجة متعالية على عبدالعزيز بأن يعرض شكاواه على السلطت العثمانية وليس على مبارك الذي أعلن العصيان على الخليفة . وأشار شكري إلى أنه حليف ليس فقط لأل الرشيد ، بل ولجميع الذين ينشدون المعونة والدعم من الإمبراطورية العثمانية ، وقال بأنه إذا رغب ابن سعود أيضا في هذه المساعدة فبوسعه أن يتمتع بنفس النعم التي يتمتع بها آل الرشيد من الحكومة العثمانية .
 
شعر حاكم الرياض بالقلق ، ولكنه كان متصلبا في موقفه . ورد على تلك الرسالة بجواب جاء فيه : (وأما الآن ، فلا نقبل لكم نصيحة ولانعترف لكم بسيادة ، والأحسن أنك ترجع من هذا المكان إذا كنت لا تود سفك الدماء . فإن تعديت مكانك هذا ، مقبلا إلينا ، فلا شك أننا نعاملك معاملة المعتدين علينا ... فإن كنت حرا منصفا فلا يخفاك أن سبب عدم إطاعتي هو عدم ثقتي بكم ... وخلاصة القول أن كل العمال الذين رأينا أنهم خائنون منافقون . فلا طاعة لكم علينا ، بل نراكم كسائر الدول الأجنبية) . ثم يستشهد عبدالعزيز بالوضع في اليمن والبصرة والحجاز وبسلوك الأتراك هناك لتوضيح أعماله . وأعاد إلى الأذهان نهب سلطات الحجاز للحجاج أمام الكعبة . وحذر الأمير في ختام رسالته العقيد بأنه إذا تحرك الأتراك نحو المنطقة الخاضعة له فإنه سيعاملهم معاملة المعتدين .
 
وفي صيف [[1904]] حاول ابن سعود الاعتماد على الإنجليز في صراعه ضد الأتراك وصنيعتهم فأقام اتصالات مع الميجر بيرسي كوكس الذي كان قد صار قبل حين معتمدا سياسيا لبريطانيا في منطقة الخليج . وقبل ذلك كان كوكس مساعدا للمعتمد البريطاني في الصومال خلال الفترة من [[1892]] حتى [[1901]] وقنصلا في مسقط للفترة من [[1901]] حتى [[1904]] . وقدر له أن يلعب دورا هاما في العلاقات الأنكلوسعودية حتى إحالته على التقاعد في [[1923]] <ref name="مولد تلقائيا12"/>. وبإشرافه عمل المستعربون المعروفون ولسن وبيلي و[[فيلبي]] . وكانوا يمثلون جيل الموظفين والمخبرين والعسكريين الاستعماريين البريطانيين الذي يعتبر كيبلنغ أميرا لهم . وكانوا يعتقدون ، بهذا القدر أو ذلك من الإخلاص ، بأنهم يتحملون (عبء الإنسان الأبيض) عندما يدافعون عن المصالح الاستعمارية البريطانية ، إلا أن الكثيرين منهم كانوا يقومون بدراسات عميقة ، وكانوا ، على سبيل المثال ، مطلعين جيدا على شئون [[شبه الجزيرة العربية|الجزيرة العربية]] <ref name="مولد تلقائيا12"/>.
 
لقد اعتبرت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] ظهور القوات [[اللغة التركية|التركية]] في نجد خرقا لاتفاقية [[1901]] بشأن المحافظة على الأوضاع القائمة . وبعثت لندن إلى الباب العالي احتجاجا شديد اللهجة . وبعد أن رأى العثمانيون وابن متعب استحالة إقناع عبدالعزيز بالرضوخ لمطالبهم قرروا البدء بالعمليات الحربية . كان لدى الأتراك حوالي ألفين من المشاة أو ثماني كتائب (11 كتيبة حسب رواية أخرى) من القوات النظامية وستة مدافع خفيفة وكمية كبيرة من النقود والذخيرة والأسلحة والأغذية . وبالإضافة إلى الشمريين التحق بقوات جبل شمر أبناء قبيلة حرب ، وكذلك سكان حائل . وعندما علم عبدالعزيز باقتراب العدو قرر مواجهته في معركة مكشوفة . وخرجت من بريدة نحو الغرب قواته المكونة من أبناء الرياض والقصيم والخرج وقبائل مطير و بني رشيد . على هذا النحو نشأ الموقف قبيل معركتي الشنانة و[[البكيرية]] اللتين اتسمتا بأهمية كبيرة لتقرير مستقبل أواسط الجزيرة كأهمية استيلاء عبد العزيز على [[الرياض]] <ref name="مولد تلقائيا12"/>.
 
ودخل الأمير عبد العزيز بن سعود [[بريدة]]، وبايعه أهلها. وعين صالح الحسن المهنا أميراً عليها. وبخضوع [[عنيزة]] و[[بريدة]]، يكون إقليم [[منطقة القصيم|القصيم]]، قد خضع للحكم السعودي.