الفتح الإسلامي للسند: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.6*
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.6*
سطر 51:
كانت غزوات المُسلمين الأولى أقرب إلى اختبار البلاد وأهلها بِالسرايا، ولم يتحقق فيها فتحٌ مُستدام، وكانت كُل الفُتُوحات تجري برًّا، ولم يركب المُسلمون البحر نحو ثُغُور السند حينذاك نظرًا لمنع الخليفة عُمر القادة وجُنُودهم من رُكُوب البحر لِما في ذلك من مُجازفة، لا سيَّما وأنَّه لم يكن لِلمُسلمين دراية بِالغزوات البحريَّة بعد. وتُعتبر أحداث فتح هذا الإقليم شبيهة بِأحداث [[الفتح الإسلامي لما وراء النهر|فُتُوحات بلاد ما وراء النهر]] من عدَّة أوجه: فقد بدأ المُسلمون فُتُوحاتهم المُستدامة في هذا الإقليم سنة [[89 هـ|89هـ]] المُوافقة لِسنة [[708]]م، أي بعد أن بدأ [[قتيبة بن مسلم الباهلي|قُتيبة بن مُسلم الباهلي]] فُتُوحاته لِبلاد ما وراء النهر بِسنتين اثنتين، وإن كانت اهتماماتهم بِفتح [[شبه قارة الهند|بلاد الهند]] ترجع إلى عصر الخُلفاء الراشدين. وقد تمَّت فُتُوحات كُلٍ من إقليم ما وراء النهر وإقليم السند في ظل وحدة العالم الإسلامي التي حقَّقها الخليفة [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك بن مروان الأُموي]]، كما كانت القيادة العامَّة لِلحملات العسكريَّة المُوجَّهة إلى كِلا الإقليمين مُوحَّدة، فالحجَّاج بن يُوسُف الثقفي هو الذي وجَّه تلك الحملات، وكلَّف قُتيبة بن مُسلم بِفتح بلاد ما وراء النهر كما كلَّف صهره وابن عمِّه مُحمَّد بن القاسم بِفتح إقليم السند.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ الدولة الأُمويَّة 41 - 132هـ \ 661 - 750م|طبعة= السابعة|صفحة= 111|سنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|ناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953183978|تاريخ الوصول= [[27 يوليو|27 تمُّوز (يوليو)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/stream/FP144673/144673#page/n109/mode/2up|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190727094037/https://archive.org/stream/FP144673/144673|تاريخ أرشيف=[[27 يوليو|27 تمُّوز (يوليو)]] [[2019]]م}}</ref> ولم يكن مُحمَّد بن القاسم قد تجاوز العشرين من العُمر لمَّا عُهد إليه بِفتح السند وعُيِّن أميرًا على تلك البلاد، فانتقل إلى [[مكران|مُكران]] وتمركز فيها، وجعلها نُقطة الانطلاق وقاعدة الفتح، وخرج منها إلى [[الديبل|الديبُل]]، على ساحل [[بحر العرب]]، وفتح وهو في طريقه إليها عدَّة قلاع. ولمَّا وصل إليها حاصرها واقتحمها بعد ثلاثة أيَّام، وأعاد تخطيطتها وأسكنها بِأربعة آلاف من المُسلمين، وجعلها قاعدةً بحريَّة.<ref name="البلاذري3">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[البلاذري|البلاذري، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البغدادي]]|المؤلف2=تحقيق عبد الله عُمر وأنيس الطبَّاع|العنوان= فُتُوح البُلدان|الصفحة= 612 - 614|سنة= [[1957]]|الناشر= دار النشر للجامعيين|تاريخ الوصول= [[27 يوليو|27 تمُّوز (يوليو)]] [[2019]]م|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=http://books-library.online/files/elebda3.net-wq-6170.pdf&hl=ar}}</ref> وكان لِفتح هذه المدينة تأثيرٌ كبيرٌ على الوضع الداخلي لِلمُدن والقُرى المُجاورة، حيثُ هرع السُكَّان يعرضون الصُلح على المُسلمين.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[اليعقوبي|اليعقوبي، أبو العبَّاس أحمد بن إسحٰق بن جعفر بن وهب بن واضح]]|العنوان= تاريخ اليعقوبي|volume= الجُزء الثاني|الصفحة= 346|سنة= [[1883]]|الناشر= [[دار بريل للنشر]]|تاريخ الوصول= [[27 يوليو|27 تمُّوز (يوليو)]] [[2019]]م|المكان= [[لايدن|ليدن]] - [[مملكة هولندا|هولندا]]|مسار= https://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/2/26/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A82.pdf| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190106104406/https://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/2/26/تاريخ_أحمد_بن_أبي_يعقوب2.pdf | تاريخ الأرشيف = 6 يناير 2019 }}</ref>
 
توجَّه مُحمَّد بن القاسم، بعد ذلك، إلى البيرون، الواقعة على الضفَّة الغربيَّة [[نهر السند|لِنهر السند]]، فصالحهُ أهلها، كما صالحهُ سُكَّان سربيدس وسهبان و[[سيهون|سدوسان]]،<ref group="ْ">{{citation |last=Wink |first=André |title=Al-Hind: The Making of the Indo-Islamic World, Vol 1: Early Medieval India and the Expansion of Islam |publisher=Brill |year=2002 |origyear=first published 1990 |ISBN=9780391041738 |url=https://books.google.co.uk/books?id=g2m7_R5P2oAC|pages=201-205| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20191220090430/https://books.google.co.uk/books?id=g2m7_R5P2oAC | تاريخ الأرشيف = 20 ديسمبر 2019 }}</ref> وهي مُدن تقع على الضفَّة الشرقيَّة لِلنهر، ثُمَّ التقى [[راجا داهر|الراجا داهر بن چچ بن سيلائج]] في مدينة مهران وانتصر عليه وقتله.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[البلاذري|البلاذري، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البغدادي]]|المؤلف2=تحقيق عبد الله عُمر وأنيس الطبَّاع|العنوان= فُتُوح البُلدان|الصفحة= 614 - 615|سنة= [[1957]]|الناشر= دار النشر للجامعيين|تاريخ الوصول= [[27 يوليو|27 تمُّوز (يوليو)]] [[2019]]م|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=http://books-library.online/files/elebda3.net-wq-6170.pdf&hl=ar| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20200113013133/https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=http://books-library.online/files/elebda3.net-wq-6170.pdf&hl=ar | تاريخ الأرشيف = 13 يناير 2020 }}</ref> سيطر المُسلمون، بعد هذا النشاط الجهادي، على كامل إقليم السند ثُمَّ زحفت جُيُوشهم نحو الشمال الشرقي حتَّى وصلوا مدينة بُرهمناباد وقد لجأت إليها فُلُول جيش داهر بِقيادة ابنه «جيسيه»، فقاتلهم المُسلمون وانتصروا عليهم وفتحوا المدينة عنوة. وفرَّ جيسيه إلى الشمال، وتحصَّن [[أرور|بِالراور]] عاصمة السند، فلحقهُ المُسلمون وحاصروا المدينة مُدَّة أربعة أشهر قبل أن يفتحوها. وتابع القائد المُسلم زحفهُ حتَّى قطع نهر بياس، أحد روافد نهر السند، ووصل إلى [[ملتان|المُلتان]] فحاصرها وفتحها عنوة، وأرسل فرقةً عسكريَّةً دخلت البيلمان وصالحهُ أهلُ سرست، وفتح الكيرج عنوةً.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[خليفة بن خياط|الأخباري العُصفُري، خليفة بن خيَّاط بن أبي هُبيرة]]|المؤلف2= تحقيق: د. [[أكرم ضياء العمري|أكرم ضياء العُمري]]|العنوان= تاريخ خليفة بن خيَّاط|الطبعة= الثالثة|الصفحة= 304 - 305|سنة= [[1405 هـ|1405هـ]] - [[1985]]م|الناشر= دار طيبة|تاريخ الوصول= [[27 يوليو|27 تمُّوز (يوليو)]] [[2019]]م|المكان= [[الرياض]] - [[السعودية|السُعُوديَّة]]|مسار= https://archive.org/details/tatikh_khalefa_pdfbook_ara/page/n304| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190727123606/https://archive.org/details/tatikh_khalefa_pdfbook_ara/page/n304 | تاريخ الأرشيف = 27 يوليو 2019 }}</ref><ref group="ْ">{{مرجع كتاب | last = Blankinship | first = Khalid Y. | author-link =:en:Khalid Yahya Blankinship | date = 1994 | title = The End of Jihad State | publisher = State University of New York Press | isbn = 0-7914-1827-8 |page=132}}</ref>
 
أضحى وادي السند، بعد هذا الانتشار الإسلامي، في قبضة المُسلمين. فانصرف مُحمَّد بن القاسم إلى تنظيم أُمُور البلاد المفتوحة، والاستعداد لِلزحف نحو إمارة قنَّوج في شمال الهند، لكن أتاه نعي الحجَّاج ثُمَّ نعي الخليفة [[الوليد بن عبد الملك]] في سنة [[96 هـ|96هـ]] المُوافقة لِسنة [[715]]م وتولِّي أخيه [[سليمان بن عبد الملك|سُليمان]] الخِلافة، فتوقَّفت العمليَّات العسكريَّة.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ الدولة الأُمويَّة 41 - 132هـ \ 661 - 750م|طبعة= السابعة|صفحة= 113 - 114|سنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|ناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953183978|تاريخ الوصول= [[27 يوليو|27 تمُّوز (يوليو)]] [[2019]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/stream/FP144673/144673#page/n111/mode/2up| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190727094037/https://archive.org/stream/FP144673/144673 | تاريخ الأرشيف = 27 يوليو 2019 }}</ref>