تارار: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Mr.Ibrahembot (نقاش | مساهمات) بوت:أضاف 1 تصنيف |
أسامة منصور (نقاش | مساهمات) تدقيق املائي وسوم: تعديلات طويلة تعديلات المحتوى المختار تحرير مرئي |
||
سطر 45:
'''تارار''' ([[لغة فرنسية|بالفرنسية]]: Tarrare أو Tarare) (ولد 1772 - توفي 1798). نجم استعراضي وجندي [[فرنسا|فرنسي]]، اشتهر بعاداته الغذائية الغريبة؛ فقد كان باستطاعته تناول كميات كبيرة من اللحم، وكان دائماً ما يشعر بالجوع، لذا لم تستطع عائلته تحمل نفقات طعامه المرتفعة فطردته من بيت العائلة عندما كان مراهقاً. تنقل تارار بين مقاطعات فرنسا مع مجموعة من السارقين والعاهرات، قبل أن يصبح عرضه أحد العروض الساخنة لمجموعة من [[شعوذة|المشعوذين]]؛ حيث كان يبتلع سدادات الزجاجات، والأحجار، والحيوانات الحية، وثمرات التفاح الكاملة. بعد فترة انتقل تارار لعرض فقرته بشوارع [[باريس]].
عندما اندلعت [[حرب التحالف الأول]]، انضم تارار لجيش [[الثورة الفرنسية]]، حيث واجه مشكلة وجبات الجيش التي لم تكن لتكفي شهيته، مما
أثناء خدمة تارار العسكرية، لاحظ الفريق ألكسندر دي بوارنيه، قدرات تارار الخارقة تلك، فقرر استغلالها، لصالح الجيش الفرنسي عن طريق توظيفه لابتلاع الوثائق السرية والمرور عبر أراضي الأعداء، ومن ثم استخراجها من برازه فور وصوله بأمان للوجهة التي حددت له. ولسوء حظ تارار، الذي لم يكن يتحدث الألمانية، اشتبهت به [[مملكة بروسيا|القوات البروسية]]، فقامت بالتنكيل به بشدة وإخضاعه لعملية إعدام خداعية، قبل إرساله إلى الخطوط الفرنسية مرة أخرى.
سطر 62:
بالرغم من عاداته الغذائية الغريبة، كان تارار رشيقاً متوسط الطول؛ فقد كان وزنه في عمر السابعة عشر يساوي 100 رطل فقط، أي ما يعادل 45 كيلوغرام.<ref name="LMPJ1919 203"/>{{Sfn|Good|1864|p=80}} وصف شعر تارار بكونه ناعماً جداً، بينما وصف فمه بأنه واسع جداً ذو أسنان ملطخة ببقايا الطعام الغريب الذي كان يتناوله،{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}} وتغطيه شفاه صغيرة جداً، تكاد تكون غير مرئية.{{Sfn|Millingen|1839|p=198}}<ref name="LMPJ1919 205">{{Citation|المحرر=T. Bradley, Samuel Fothergill & William Hutchinson|العنوان=Polyphagism|journal=London Medical and Physical Journal|المسار=http://books.google.co.uk/books?id=4e0EAAAAQAAJ|volume=42|السنة=1819|الناشر=J. Souter|المكان=London|الصفحة=205.| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20141217094724/http://books.google.co.uk/books?id=4e0EAAAAQAAJ | تاريخ الأرشيف = 17 ديسمبر 2014 }}</ref>
كان جلد تارار غريباً، بحيث كان مترهل جداً لدرجة أنه كان يستطيع لف جلد بطنه حول خصره، عندما يكون بطنه خاوياً،{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}}{{Sfn|Millingen|1839|p=198}} وعندما كان تارار يأكل بشراهة، كانت بطنه تأخذ شكل بالون ضخم.{{Sfn|Bondeson|2004|p=276}} بينما كان جلد خديه مجعد بشدة، وقد كان هذا هو السر وراء قدرة تارار على وضع 12 بيضة أو 12 تفاحة في فمه، في وقت واحد.<ref name="LMPJ1919 205"/>{{Sfn|Lord|1839|p=113}} وكذلك كان جسم تارار ساخناً ودائم التعرق، لذا كان تارار يعاني من رائحة جسد كريهة للغاية؛{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}}<ref name="LMPJ1919 205"/> "كانت رائحة تارار المنفرة تلك قوية، بحيث كان باستطاعة الناس شمها على بعد 20 خطوة منه".<ref name="LMPJ1919 205"/> وقد كان من الملاحظ أن هذه الرائحة البشعة كانت تصبح لا تطاق بعد أن يتناول تارار طعامه الغريب،{{Sfn|Millingen|1839|p=198}}<ref name="LMPJ1919 205"/> كما كان الدم يندفع بشدة إلى
لم يكن السبب وراء سلوك تارار الغريب معروفاً، فلم تحظى الحالات المعاصرة لتارار، ممن ظهرت عليهم بعض سلوكه، بالتشريح، على العكس من جثة تارار التي شرحت بعد موته. بيد أن التاريخ المعاصر لم يشهد تسجيل حالة تشبه حالة تارار. {{Sfn|Bondeson|2006|p=312}} ومن المعروف طبياً أن [[فرط الدرقية]] من شأنه تحفيز ال[[شهية]] بشدة، وإنقاص الوزن بسرعة أيضاً. ويقترح بوندسن (2006) أن تارار كان يعاني من
== الخدمة العسكرية ==
سطر 69:
"كانت القطط والكلاب تهرب في ذعر شديد عند رؤيته، وكأنها تعرف المصير الذي يعده تارار لها"{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}}
قرر كلاً من الطبيبان كورفل وبرسي قياس مدى شهية تارار؛ كان الأطباء يقيدون تارار في حضور الطعام، إلا أنهم في هذه التجربة الأولى
وفي تجربة أخرى، قدمت لتارار قطة حية، فبدأ تارار بفتح بطنها بأسنانه لامتصاص دمها، ثم قام بأكل لحم وجلد وفراء القطة، متفادياً العظم. وبعد ذلك تقيأ تارار الجلد والفراء،.<ref name="Gould & Pyle"/>{{Sfn|Millingen|1839|p=197}} وبعد ذلك قدمت لتارار مجموعة أخرى من الحيوانات المُختلفة كالثعابين، والسحالي، والجراء، حيث استطاع تارار أكلهم جميعاً،{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}} وفي واقعة أخرى، قام تارار بابتلاع سمكة ثعبان كاملة، بعد أن كسر رأسها بأسنانه.<ref name="Gould & Pyle"/>
سطر 75:
بعد عدة أشهر من التجارب الطبية التي قضاها تارار بالمشفى العسكري، كان هناك ضغط قوي من السلطات العسكرية لإعادة تارار للخدمة العسكرية مرة أخرى.{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}} إلا أن د. كورفل كان حريصاً على التعرف على كلاً من عادات تارار الغذائية ونظامه الهضمي، لذا تقدم الطبيب باقتراح للفريق ألكسندر دي بوارنيه لاستغلال قدرات تارار الخارقة لخدمة جيش الثورة.{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}} ولتعزيز فكرته، قام د. كورفل بوضع وثيقة داخل صندوق خشبي، ومن ثم قام الطبيب بإطعام تارار هذا الصندوق، وبعد ذلك بيومين، استخرج الصندوق من براز تارار، حيث كانت الوثيقة لا تزال صالحة للقراءة.{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}}<ref name="LMPJ1919 204"/> وبعد نجاح تلك التجربة، كان د.كورفل واثقاً في فكرة تعيين تارار رسولاً بالجيش؛ ينقل الوثائق السرية من فرنسا إلى القوات الفرنسية التي تقاتل في أرض الأعداء، بدون وجود أية خطورة من وراء تفتيشه، وبالتالي لن تكون هناك ثغرة لاكتشاف الوثائق التي يخفيها تارار.{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}}
استُدعي تارار بعد ذلك، لاستعراض قدراته أمام دي بوارنيه وقادة جيش الراين الآخرين،{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}} حيث أعجب الجميع به وأعطوه عربة يدوية محملة بثلاثين رطل من كبد الثيران غير المطبوخة، <ref name="Gould & Pyle"/>
وعقب النجاح الباهر الذي حققه هذا الاستعراض، تم تعيين تارار عميل لصالح جيش الراين. وبالرغم من أن الفريق دي بوارنيه كان على أتم الثقة من قدرات تارار العضوية، فإنه لم يكن يثق كثيراً بقدراته العقلية؛ الأمر الذي دفعه لعدم المخاطرة بوثائق عسكرية هامة، في أول مهمة لتارار.{{Sfn|Bondeson|2004|p=278}} كانت مهمة تارار الأولى هي حمل رسالة لكولونيل محتجز لدى القوات البروسية بمدينة نويشتات.{{Sfn|Bondeson|2004|p=277}} أُخبر تارار أن الوثائق التي يحملها وثائق سرية ذات أهمية عسكرية
عبر تارار الخطوط البروسية تحت جنح الظلام، متخفياً في زي فلاح ألماني،{{Sfn|Bondeson|2004|p=278}} لم يكن تارار يستطيع التحدث ب[[لغة ألمانية|اللغة الألمانية]]{{Sfn|Millingen|1839|p=198}} لذا أثار وجوده شكوك المواطنين المحليين، الذين قاموا بدورهم بتنبيه القوات البروسية، التي قبضت عليه خارج مدينة لانداو الألمانية. لم يظهر التفتيش الذاتي لتارار أية أدلة اتهام، ولم ينجح الجلد بالسياط في انتزاع الاعتراف بشأن المهمة منه.{{Sfn|Bondeson|2004|p=278}} وحتى عند عرضه على الفريق زوغلي، القائد البروسي للمنطقة العسكرية، رفض تارار الاعتراف، فأمر الفريق بسجنه.{{Sfn|Bondeson|2004|p=278}} ولكن بعد مرور أربع وعشرون ساعة على اعتقاله،
أوردت بعض المصادر أن الفريق زوغلي لم يستطع استخراج الصندوق، لأن تارار استطاع أن يخرجه ثم يبتلعه ثانية، قبل أن تلحظه الجنود البروسية..{{Sfn|Good|1864|p=80}}<ref name="LMPJ1919 204"/> ولكن معظم المصادر تشير إلى أن تارار استخرج الصندوق بالفعل، بعد أن أخبر الفريق زوغلي بأن الوثائق التي يحملها تحوي معلومات
== محاولات علاجه ==
سطر 93:
بعد تلك الحادثة بأربع سنين، أي في عام 1798، اتصل مشفى مسيو تسير بمدينة [[فرساي]]، بالدكتور برسي لتخبره أن هناك مريضًا يطلب رؤيته. بالطبع كان المريض هو تارار ذاته، ولكنه تلك المرة كان سقيماً طريح الفراش{{Sfn|Bondeson|2004|p=279}} أخبر تارار طبيبه السابق أنه قد ابتلع شوكة ذهبية منذ عامين، وهو يظن أن انحباسها في جوفه هو السبب وراء مرضه الحالي، بيد أن د. برسي أدرك أن تارار يعاني من مرحلة متأخرة من مرض [[سل|السل]].{{Sfn|Bondeson|2004|p=279}} وبعدها بشهر، كان تارار يعاني من [[إسهال|الإسهال]] الذي استمر حتى موت تارار بعد ذلك بفترة قصيرة.{{Sfn|Bondeson|2004|p=279}}
تعفنت الجثة بسرعة، ورفض
== انظر أيضاً ==
|