أحرار الشام: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.6*
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:عنونة مرجع غير معنون (1)
سطر 88:
== الإستراتيجية العسكرية ==
 
امتازت أحرار الشام في بداية ظهورها بعملياتها النوعية الكبيرة، والتي تعتمد على زرع [[عبوة ناسفة|العبوات الناسفة]] على جوانب الطرق لاستهداف الإمداد العسكري وعرقلته <ref>[http://www.crisisgroup.org/ar/Regions Countries/Middle East - North Africa/Egypt Syria Lebanon/Syria/131-tentative-jihad-syrias-fundamentalist-opposition.aspx]</ref> وقد تمكنت من تنفيذ هذه العمليات بسبب خبرة أعضائها في تصنيع العبوات الناسفة محلية الصنع والتي اكتسبوها خلال جهادهم في [[أفغانستان]] و[[العراق]]، كما قامت بعددٍ من العمليات "الاستشهادية" باستخدام [[سيارة مفخخة|السيارات المفخخة]] إلا أنها كانت تنفي رسمياً استخدامها "للاستشهاديين" مدعيةً أن السيارات كانت تُقاد عن بعدٍ أو أنها كانت تُقاد من قبل عناصر الشبيحة على الرغم من أن أنصارَ الحركة على [[وسائل تواصل اجتماعي|شبكات التواصل الاجتماعي]] كان لهم كلامٌ آخر.
تمكنت أحرارُ الشام عبر احتوائها على نخبٍ عسكريّةٍ خبيرةٍ بصناعة المتفجّرات ومدفعيات الهاون والراجمات من تحقيق رصيدٍ عسكريٍّ مميّزٍ سرعان ما جذب المزيد من التمويل الشبكيّ والحكومي لتتمكّنَ من الحصول على كميّاتٍ جيدةٍ من القناصات ومضادّات الدروع، والتي مكنتها من اتباع تكتيك الحصار للحواجز والقطع العسكرية واجتياحها واغتنام أسلحتها، وقد امتازت الحركة بنشاطٍ لعله الأكبر على جبهات القتال، فلا يوجد عمليّةٌ عسكريّةٌ مهمة إلا وكانت الحركة أحد قادتها أو المشاركين فيها، وهو ما مكنها من اغتنام أسلحةٍ نوعيّةٍ من مخازن النظام والحركة اليوم تستعين في تنفيذ عملياتها بالدبابات والبيكا والشيلكا وصواريخ الغراد وفاغوت والهاون وصواريخ الكونكورس وحشوات الآر بي جي، بل وغنمت عدداً من طائرات الهيلوكابتر والطائرات الحربية والتدريبية القادرة على العمل.
اكتسبت الحركة رصيدها في البداية من خلال عمليات نسفِ الحواجز ومحاصرتها في ريف إدلب وريف حلب وريف حماة، وقد كانت أحد أكبر الفصائل المشاركة في تحرير ريف إدلب الذي تحوّل إلى معقل المعارضة الأشد شراسةً في لحظات ركود الثورة عسكرياً، وكذلك الأمر بالنسبة لريف حماة، وقد تمكنت بالتعاون مع حركة الفجر الإسلامية التي اندمجت معها لاحقاً من المساهمة الفعّآلة في تحرير ريف حلب وأصبحت أحد أهمِّ التشكيلات المسيطرة على حلب وريفها، كما استطاعت التغلغل في ريف اللاذقية كسلمى وجبل التركمان عبر كتائب [[أنصار الشام]] وكانت التشكيل الأكبر الذي قاد عملية تحرير ريف الرقة ومدن الطبقة وتل أبيض وغيرها قبل الدخول إلى الرقة وتحريرها، كما أدّت دوراً وازناً في تحرير بعض القطع العسكرية في درعا والاستيلاء على معابرها الحدوديّة وتمتاز بحضورٍ عسكريٍّ جيدٍ في ديرالزور وغوطة دمشق. وركزت على مهاجمة القطع العسكرية واغتنام أسلحتها وأدّت دوراً قياديّاً في معارك تحرير المطارات كمطار تفتناز وكويرس والجراح والضبعة والنيرب، وقد غنمت عدداً من طائراتهم التدريبية كما أدّت دوراً قيادياً في معارك تحرير سجن إدلب وسجن حلب وتحرير معسكر الشبيبة وحصار القطع العسكريّة المحيطة بمدينة إدلب وحصار الجزء الغربيّ من مدينة حلب، كما ساهمت في معارك المعابر التي افتتحتها جبهة النصرة والتشكيلات العشائريّة ضدَّ تشكيلات حزب العمال الكوردستاني المتحالف مع النظام في سيري كانيه وكوباني وغيرها من مناطق الشمال.
سطر 117:
تبدو تجربة الطليعة الإسلاميّة، التي بدأها مروان حديد في حماة مطلع الستينيّات وقاد شعلتها في الثمانينيّات [[عدنان عقلة]] تجربةً ملهمةً لأبي بصير الطرطوسي الذي يغلب الظن أنه كان أحدَ مقاتليها وأن أخاه عبد القادر كان أحد المفقودين فيها كما تبدو ملهمةً لحركة أحرار الشام والتي تحتوي في صفوفها على حركة الطليعة الإسلامية وكتيبة الشهيد عدنان عقلة، وتبدو الكلاسيكيات السلفيّة ل[[ابن تيمية]] وابن القيم الجوزي و[[محمد بن عبد الوهاب]] حاضرةً في أدبيات أبي بصير والحركة ولا يرى الشيخ أبو بصير رادعاً في الاعتراف بأنه وهابي على الرغم من عدائه الشديد للنظام السعودي، ولا يكتفي بوصف النظام بالنصيري وإنما يزيد عليها، بهدى "شيخ الإسلام" ابن تيمية، صفة النظام القرمطي على الرغم من غياب أيِّ صلةٍ تاريخيّةٍ تجمع العلويّين النصيريّين بالقرامطة الإسماعيليين، هذا وتشكل كتيبة ابن تيمية إحدى أكبر كتائب حركة الفجر الإسلامية.
 
ويستند أبو بصير على مظلوميّةٍ إسلاميّةٍ يعزّزها أن <ref>https://www.facebook.com/photo.php?fbid=489460794429281&set=a.188139241228106.42806.187950447913652&type=1</ref> "الكل يسكت عندما يقصف الطاغية النصيري بشار الأسد المساجد " في حين " ستسمع الأسطوانة التي تتكلم من غير كللٍ ولا مللٍ ولا توقف عن حرية الأديان والاعتقاد، وحرية العبادة لو كان الاعتداء على الكنائس، أو معابد الوثنيين" وكذلك يكثر من ذكر القيمة الخاصة لأرض الشام التي تظهرها الأحاديث النبوية، ومنذ وقتٍ مبكرٍ من الثورة رأى أبو بصير أن " شعار " الموت لا المذلّة " قد انتهى مفعوله ودوره وزمانه، وقد آن أوان شعار " الجهاد ولا المذلة " " ويبدي عداءً شديداً للديموقراطية على اعتبارها صيغةً "يمكن استثمارها والاستفادة منها في تمرير كلِّ باطلٍ وشرٍّ وكذلك حاله تجاه العلمانيّة والأخوان المسلمين على حدٍّ سواء " ولكنه يرى أيضاً أن "تغييب وإهمال العمل بمبدأ الشورى فيما بين المسلمين (أهم) أسباب تفرّق الأمة في هذا العصر وضعفها" ويحاول انتهاج الوسطية تجاه مسألة التدخل الخارجي فيردُّ على رفض جبهة النصرة للتدخل الخارجي بالقول "فمسألة الاستعانة بكافرٍ على كافرٍ شره مغلظ ومباشر، لا يمكن دفعه إلا من خلال هذا النوع من المساعدة أو التعاون تحت عنصر الإكراه، والضرورات مسألة مشروعة، قابلة للنظر والبحث" ويرى أنه "لا ينبغي محاكاة الأسلوب الجهادي في أفغانستان أو العراق .. واستخدام الأدبيّاتِ والكلمات نفسها، فأفغانستان وكذلك العراق محتلتان من قبل القوات الأمريكيّة والغربية، وحلفائهم من دول العالم، بينما سوريا محتلةٌ من قبل قرامطة النظام النصيري الأسدي الفاشي، وحلفائهم من روافض مجوس إيران، وحزب اللات، ومن ثَمَّ لا يلزم كل ما يُقال في أفغانستان أو العراق أن يُقال في سوريا أو العكس" وتأتي هذه المقاربات في سياق سجالٍ حامٍ بينه وبين منظّري وبيانات [[جبهة النصرة]] التي لا يتردد في وصف عملياتها بالانتحارية وكذلك يرى أن " المبايعة لا تُعطى إلا للخليفة أو الحاكم العام الذي ترتضيه الأمة حاكماً عليها، أما أمراء الجماعات فهذه إمارةٌ استثنائيّةٌ خاصة .. طاعتها خاصة ومقيدة فيما تمَّ التعاقد عليه تنتهي بانتهاء ما تم التعاقد عليه فالإمارة العامّة هي للخليفة أو الحاكم العام للمسلمين، وليس لأحدٍ غيره!" ويؤكد على أن الإستراتيجيّة الأمثل هي جهاد الأمة حيث يراعي المجاهدون حاضنتهم الشعبية لا جهاد العصابة. ويظهر أبو بصير في تعليقاته على ميثاق الجبهة الإسلامية<ref>[http://ahraralsham.com/Archive/?page=articles&cat=2 حركة أحرار الشام الإسلامية | ثورة شعب<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> على يمين الجبهة حيث يؤكد على ضرورة نزع الطابع الوطنيّ للجبهة والتأكيد على أمميّة الإسلام ويدعو إلى التأكيد على اختلاف حقوق الرجل عن المرأة وإلى ضرورة التصريح بإقامة دولةٍ إسلاميّةٍ عادلة.
 
'''النشاط الأهلي والمدني'''
 
في بيانها التأسيسيِّ "هل أتاكم حديث الكتائب" <ref>[http://www.ahraralsham.com/Archive/?page=pages&id=3 حركة أحرار الشام الإسلامية | ثورة شعب<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> ، تذكر كتائب أحرار الشام أن هدفها يشتمل على " إسقاطِ هذهِ العصابةِ المجرمةِ و تقويضِ أركانِها، وتسعى لرِفعةِ الأُمَّةِ و الأَخذِ بأيديْ أبنائِها لجادَّةِ الخيرِ و العملِ على إرساءِ نظامِ حُكْمٍ إسلاميٍّ عادلٍ راشدٍ بوسائلَ مشروعةٍ و برؤيةٍ إستراتيجيّةٍ تأخذُ بعينِ الاعتبارِ واقعَ أهلِنا في سوريةَ بعدَ عُقودٍ من ممارساتِ نظامِ البعثِ ومحاولاتِهِ الدَّؤوبةِ لحرفِ مَنهَج التَّفكيرِ لدى العامَّةِ من أبناءِ شعبِنا . "، ويتضح مدى مرونة هذا الخطاب وابتعاده عن المفردات التي قد تستفز بعض الحساسيات المجتمعية، فلا يتمُّ الكلام عن خلافةٍ إسلاميّةٍ موعودةٍ وإنما عن "حكمٍ إسلاميٍّ راشد"، ولا يتم الكلام عن تنفيذٍ فوريّ لأحكام الشريعة وإنما عن نهجٍ تدرجيٍّ يراعي واقع السوريين بعد عقودٍ من محاولات النظام الأسدي محاربة المشاريع الإسلامية.
 
وينطبق هذا النهج التدرجيّ المرن على مجمل فعاليّات ونشاطات حركة أحرار الشام، ولاسيّما في طريقة معالجتها لواقع المجتمعات الأهلية، فعلى الصعيد الأمنيِّ والعسكريِّ والقضائيّ تسعى الحركة إلى بناء هويةٍ وسمعةٍ قائمتين على المرونة وحرمة الدم والاحتكام إلى الشريعة الإسلامية بعيداً عن المحسوبيات الأهليّة والعشائرية والحزبية، وتشكل الحركة إحدى أهمِّ مهندسي ما يسمّى بالهيئة الشرعية والتي تحاول أن ترسي مرجعيّةً قضائيّةً قائمة على الشريعة الإسلاميّة في المناطق المحرّرة، وقد شهدت الهيئات الشرعية مرحلةً أولى تخللها اختلاط الشريعة الإسلاميّة بالمحسوبيّات الجهوية والعشائرية والعسكرية وكان لحركة أحرار الشام وباقي الكتائب السلفية الوازنة الدورُ في تخليص الهيئة من تلك المحسوبيات واقتصارها على "[[حاكمية الشريعة]]" لتشكل في ذهن مواطن المناطق المحرّرة تجسيداً منطقياً لمقولة الدولة بوصفها "جوهراً أخلاقياً متعالياً" !