صالح جبر: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:تدقيق إملائي V1.4
سطر 42:
انجبت لطيفة ثلاثة اولاد، هم صالح ، وعزيز الملقب بـ ( عزوز) وقد عمل موظفا في السكك الحديد، وعبد الرضا ، الذي اصبح قائمقاما في كركوك لفترة من الزمن . كما أنجبت آمنة ، وهاشمية. . عندما توفي النائب سليمان الشريف زوج هاشمية عام 1955، قدمت في عام 1957 طلبا الى دائرة التقاعد بتخصيص راتب تقاعدي من الراتب التقاعدي لشقيقها المتوفي صالح جبر، لاعالة ولديها القاصرين حميد ومجيد .
ولد محمد صالح بن جبر النجار بن علي في عام 1896 ،وأختلف في ولادته أهي في مركز مدينة الناصرية أو في مدينة الحلة ولكن الراجح استنادا لاسرته انه ولد في '''[[الشطرة]]''' وهي جزء من ديرة [[المنتفك]]<ref>مع سعد صالح جبر ، صادق الحلو 2009</ref>. وتوجد في اضبارة صالح جبر التقاعدية ، نسخة من دفتر نفوس ثان ، كان صالح جبر قد حصل عليه عام 1936، تشير المعلومات المدونة فيه الى ان ولادته كانت في عام 1895في الناصرية _ ([[الشطرة]]). نشا صالح جبر في محلة الجامع الكبير في مدينة الناصرية، وقد شجعه والده على الدراسة ، فدخل المدرسة الرشدية في الناصرية عام 1902، وكانت لعائلة صالح جبر علاقة جيدة مع وجهاء المنطقة، وكان اولاد الوجهاء ياخذون دروس خصوصية، شاركهم فيها صالح جبر. ويذكر كامل الجادرجي انه كانت لصالح جبر رغبة شديدة في التعلم والدراسة، فتعلم اللغة التركية إلى حد ما، الامر الذي ساعده على ان يجد وظيفة في المحاكم .
هناك شخصان آخران، اسهما في تشجيع صالح جبر على مواصلة التعلم والتفوق ، هما قريش ومحمد احمد خان . الاولالأول تركي الاصل ، كان مرشحا لان يكون عضوا في مجلس المبعوثان (النواب) العثماني ، وكان صالح جبر صديقا لابناء قريش افندي، فدخل معهم المدرسةالابتدائية، وظهرت علامات تفوقه منذ ذلك الوقت .
اما محمد احمد خان، فهو من اصل هندي، وقيل ايرانيإيراني من سكان مدينة البصرة، جاء الى العراق مع الحملة البريطانية عام 1914، وعمل مترجما ومستشارا مع البريطانيين. وقد اصبح فيما بعد مفتشاً للمحاكم عام 1920. عندما اكمل صالح جبر دراسته في المدرسة الرشدية في الناصرية عام 1910، انتقل الى بغداد ، واصبح طالبا في المدرسة الجعفرية حتى عام 1919.
كان صالح جبر خلال سنوات دراسته في المدرسة الجعفرية ، قد عين كاتبا في احدى المحاكم العدلية لاجادته اللغة الانكليزيةالإنكليزية ، وقد وجد عبد الحميد خان في صالح جبر، شابا ذكيا يتكلم اللغة الانكليزيةالإنكليزية ، فعرض عليه فكرة الدخول الى مدرسة الحقوق في بغداد فيما بعد . وفي هذا الصدد يذكر توفيق السويدي، ان صالح جبر "عاش في كنف والده جبر النجار في مستوى معيشة ، تحت الوسط ، ولما اكمل دراسته الابتدائية وكان في اثنائها يقوم بخدمة المستر تيسي، مدير مالية لواء المنتفك ، الذي اراد مكافأته على ما ابرز من خدمته الخصوصية، فعرض على ابيه بان يوافق على ارساله الى بغداد ، على نفقته الخاصة ليكمل دراسته الثانوية هناك" . يذكر علي آل بازركان ان رئيس دائرة الاستخبارات في الجيش البريطاني الرائد ايري ادخل صالح جبر في سلك المخبرين عام 1918، ومن هنا جاء اتقانه الانكليزيةالإنكليزية .
اكمل صالح جبر دراسته الثانوية في بغداد، ثم التحق بمدرسة الحقوق عام 1921 بمساعدة احد الضباط البريطانيين هو الرائد ديجبرن ، وتخرج منها عام 1925، وكان مدير المدرسة توفيق السويدي ، ومن زملاء دورته ، منير القاضي وهو اقرب زملائه ، وسعد صالح جريو.
تزوج صالح جبر للمرة الاولى عام 1923 من جميلة شهاب العساف، وهي من اهالي مدينة الفلوجة، واخت اللواء فاضل العساف، مدير شرطة بغداد. انجبت جميلة ابنتان وولد، الكبرى خديجة وهي من مواليد 1927، خريجة الدراسة المتوسطة، تزوجت من عبد الستار مجبور، وان جدها جبر النجار، هو خال مجبور الذي هو والد زوجها عبد الستار، والاخير هو سكرتير صالح جبر الشخصي، عملت ربة بيت ولها عدد من الاولاد والبنات، توفيت عام1988. اما البنت الثانية فهي سعدية من مواليد 1929 ، تزوجت من حسن حسين الخفاف الموظف في مديرية التقاعد العامة، توفيت عام 1996. أما سعد فقد ولد عام 1930 ، وأكمل دراسته في جامعة الينوى الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية على نفقته الخاصة عام1947.
تزوج صالح جبر عام 1936 ثانية من فضيلة ابنة عداي الجريان، من ابرز شيوخ البو سلطان من عشيرة زبيد المعروفة في الحلة . وربما كان للسيد [[عبد المهدي المنتفكي]]، اثر في إقناع صديقه صالح جبر في الزواج من ابنة إحدى الشخصيات العشائرية المهمة والمؤثرة. فقد تحدث السيد عبد المهدي المنتفكي مع الشيخ نايف شقيق عداي الجريان في موضوع الزواج، فأختار له ابنة أخيه. وكان لهذا الزواج أثرا مهما في حياة صالح جبر، فقد راح يبحث عن الجاه والسلطة ويتطلع الى حياة الباشوات .
كان عداي الجريان معروفا بولائه لبريطانيا ، فقد وصفته السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي البريطاني المس بيلG. Bell ، بالشخص الذي بذل جهودا للمحافظة على السلم إبان ثورة العشرين. ورفض في السابع والعشرين من تموز، طلب الثوار، بتقديم المساعدة، فحال دون هجوم عشائر البوسلطان على البريطانيين. وكان أيضا من مؤيدي معاهدة 1922 مع بريطانيا، فتعرض لمحاولة اغتيال عام 1924. ويذكر المندوب السامي البريطاني هنري دوبس Henry Dobbes ، أنه وقف ضد الهياج، الذي حدث ضد المعاهدة أثناء مناقشتها في المجلس التأسيسي عام 1924. وقد أنجبت فضيلة عداي الجريان ولدا وحيدا هو احمد في 13 كانون الاولالأول 1952 في بغداد .
كان صالح جبر أسود العينيين، أسمر الوجه قصير القامة ممتلئ الجسم. وعلى حد وصف أحد الباحثين كان "عصاميا سمت به همته الى أعلى المراتب، كان خلوقا، عملاقا في إرادته و تصميمه، غير هياب من الاضطلاع بالمسؤولية، قوي الحجة، ناصع البيان، لا يتردد ولا يتراجع فيما يراه صوابا، وفي وصفه كسياسي، انه كان واقعيا في سياسته يهدف إلى مصلحة البلاد من خلال مسايرة البريطانيين، ومساومتهم على حقوق العراق وفلسطين وسائر الأقطار العربية بلا هوادة أو لين. وكان صلبا هماما حرا في تفكيره وبعيدا عن التعصب، فيه مواصفات القيادة والحزم وحسن التوجيه ويكثر من المطالعة ويستأنس بآراء الكبير والصغير ومتواضعا أنيسا يتفقد أصحابه. ويعطف على الضعفاء" . وقد عاش في كنف والده في مستوى معيشة تحت الوسط ، منحته الكثير من التأمل والصبر. ويشاطر هذه الآراء في مدح صالح جبر أحد معاصريه هو الصحفي احمد فوزي الذي يقول "كان عصاميا بنى نفسه بنفسه، وارتقى من مجرد موظف صغير إلى منصب رئيس الوزراء وزعيم لحزب سياسي ورجل دولة" . ويقول عنه السياسي العراقي البارز كامل الجادرجي "ابرز صفات صالح جبر ذكاؤه واعتداده بنفسه وتحزبه القوي ونزاهته أثناء توليه المناصب القضائية الصغيرة، ثم عند توليه المناصب الادارية الكبيرة. كما برزت فيه هذه الصفة بمعاداته القوية لخصومه مما جعله من أصحاب الشخصيات القوية. وقد وصفه الصحفي العربي البارز ناصر الدين النشا شيبي الذي تربطه علاقة صداقة قوية معه انه "كان دقيقا في مواعيده، حريصا على هندامه، صعبا في موضوع الحفاظ على كرامته. كان يزن خطواته بميزان من ذهب ، ويزن حركاته وابتساماته على قلة عددها ولا يعطي بقدر ما يستطيع هو، بل بقدر ما يستحق الذي سيأخذ" وضرب مثلا عنه بقوله "يسأل عن مكانه في الحفلة العامة، قبل أن يسأل عن أسباب الحفلة وغرضها وهو يشغل نفسه لمدة ساعة أو ساعات طوال بموضوع قد يبدو بالنسبة للفرد العادي، تافها ولكنه بالنسبة أليه جد خطير .. فهو يفكر وهو يسأل نفسه لو زاره ضيف ... كنت أزوره في منزله ببغداد عام 1953 ، وعندما "دخل علينا الخادم مسرعا وأعلن عن وصول نوري السعيد ونظر إلى صالح جبر لمدة دقيقة أو اكثرأكثر كان خلالها يسأل نفسه هل يخرج لاستقبال الضيف أم يبقى حيث هو… واخيرا سمعته يقول للخادم وكأن الأمر لا يعنيه قل له أن يتفضل، وقبل أن ينهي كلامه كان نوري السعيد قد فتح باب المكتب دخل وهو يضحك 00".
أما عبد الكريم الازري السياسي العراقي المعروف فيرى إن نقطة ضعف صالح جبر تكمن في كونه من بيئة متواضعة ، "وان لصالح جبر مؤهلات الذكاء الوقاد والشجاعة النادرة وقوة الأعصاب والثقة بالنفس والخبرة والشخصية الفذة ، التي تؤهله أن يكون زعيما كبيرا في العراق وإن نقطة ضعفه هي تطلعه للعيش المترف المرفه ليغطي على نشأته الفقيرة ". ونرى أن ذلك لا يعد عيبا عليه حينما يتطلع ، ونعتقد إن هذه المسألة لا تقلل من شأنه و ليس عيبا ان يتزوج الفقير ابنة إحدى العوائل الثرية المشهورة ، التي ربما لا تملك المؤهلات التي يملكها الفقير. وإن الذي يطمح الى زعامة سياسية حقيقية، يجب أن يعتبر هذه النشأة من بيئة ، مثل بيئته شرفا له ونقطة قوة ومفخرة يعتز بها في تحقيق زعامته الشعبية. وكـم مـن الناس من لا يتطلع إلى ذلك! وهي مسألة لا تقلل من شأنه، وليس عيبا او تقصيرا عليه .
يقول سكرتيره الأستاذ عبد الستار مجبور، ان صالح جبر كان يجالس بعض ضيوفه ومنهم المبعوث البريطاني الى الشرق الأوسط والسفير البريطاني في طهران، وكان الحديث يدور حول إنشاء مصنع للنسيج في الموصل وأخر في السليمانية، حين أتصل [[نوري السعيد]] مستفسرا فيما إذا كان الضيوف قد خرجوا، وبعد خروجهم اتصل السعيد ثانية وطلب التحدث مع صالح جبر، وقد تحاور الاثنان بالتركية حول ما دار بين صالح جبر وضيوفه، الأمر الذي يدل على حرص الاثنين على سرية العمل فيما بينهما من جهة ومدى تأدب ودماثة خلق صالح جبر الذي لم يطلب من سكرتيره الشخصي ان يغادر الصالة ، لذلك تحدث معه باللغة التركية، التي لايجيدها السكرتير . و يضيف سكرتيره إن صالح جبر كان يمتلك سيارة قديمة( سكراب) ،كثيرة العطل ، وفي إحدى المرات وأثناء سفرهم إلى البصرة ، في فترة تولي عبد الحميد صرصر، متصرفية البصرة وكان معهما في هذه الرحلة عائلته و أخوه رضا وزوجته الثانية ومدير الشرطة العام عبد الله علوان، فكانت عجلات السيارة كثيرة العطل، وبعد مشقة الوصول الى البصرة، ومعرفة عبد الحميد صرصر أسباب التأخير، اشترى إطارات جديدة لسيارة صالح جبر.