التوحيد في الإسلام: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط روبوت إضافة: ja:タウヒード, ur:توحید
سطر 48:
ويرى [[ابن خلدون]]<ref>مقدمة ابن خلدون</ref> أن المعتبر فى التوحيد ليس هو [[الإيمان]] فقط ، لأن الإيمان تصديق علمى، أما التوحيد فهو علم ثان ينشأ من العلم الأول ، والفرق بينهما أشبه بالفرق بين العلم بالشىء والاتصاف بهذا الشىء أو التحقق به.
 
==أقسام التوحيد==
 
قال تعالى: ينـزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون <ref>[[سورة النحل]] آية 2 </ref>
إن كلمة لا إله إلا الله، هي كلمة التوحيد الدالةعلى نوعي التوحيد:
 
#توحيد الربوبية
# توحيد الألوهية
;توحيد الربوبية: "وهو الإقرار بأن الله وحده خالق كل شيء"<ref>عقيدة الطحاوية</ref>،والنافذ فيهم أمره ، بيده النفع والضر ، والجاه والموت ..إلى آخر معاني الربوبية الحقة .
;توحيد الألوهية: "هو استحقاقه سبحانه وتعالى أن يُعبد وحده لا شريك له"<ref>عقيدة الطحاوية</ref> "وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة"<ref>القول المفيد على كتاب التوحيد . محمد بن صالح العثيمين ج1.ص14. </ref>.
 
توحيد الربوبية لا يكفي وحده ، فلا يقبله الله حتى يتحقق معه توحيد الألوهية، فهما متكاملان ؛ إذ أن توحيد الألوهية نتيجة حتمية لتوحيد الربوبية. فكما أن الله تعالى لا يشاركه أحد في الخلق والرزق، فكذلك يجب أن لا يشاركه أحد في العبادة وهذا هو ما جاء جميع الرسل لتأكيده. فتوحيد الربوبية مقرور في نفوس البشر بالفطرة ولكن الفطرة قد يصيبها الصدأ ،قال تعالى: ) ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون [[سورة لقمان]] آية 25.
فكانت كلمة لا إله إلا الله هي أول كلمة يطرق بها الرسل جميعاً أسماع أقوامهم لأنها أساس عقيدة التوحيد التى بعثوا بها، وجاؤا لتقريرها وتأكيدها في النفوس، فهي الأصل الذي إذا رسخ ثبتت عليه بقية الفروع،
 
وهي الحقيقة الكبرى التي لا مرية فيها، فها هم الرسل عليهم السلام. يقولون لأقوامهم :
¬)يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره( (6)،ثم بذلوا جهدهم، وقدموا الأدلة والبراهين على صدق قولهم بأسلوب يفهمه جميع القوم فلفتوا أنظار أقوامهم إلى ملكوت السماوات والأرض والتفكير في خلق الله؛ فهذا نوح u يقول لقومه: )ما لكم لا ترجون لله وقاراً * وقد خلقكم أطواراً * ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً *وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً * والله أنبتكم من الأرض نباتاً * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً * والله جعل لكم الأرض بساطاً * لتسلكوا منها سبلاً فجاجاً((7)، ثم نرى سيدنا صالحا u يقول لقومه: )أتتركون فيما هاهنا ءامنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل * طلعها هضيم * وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين * فاتقوا الله وأطيعون((8)،وهاهو نبي الله هود u يدعوا قومه قائلاً : )فاتقوا الله وأطيعون * واتقوا الذي أمدكم بما تعملون * أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون * إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم((9)،وكذلك سلك نفس الطريق شعيب u فقال)واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين((10)،وهذا موسى u يلفت نظر فرعون إلى رب السماوات والأرض وما بينهما
)قال فرعون وما رب العالمين* قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين((11)
 
 
ويوسف u يتدرج في مخاطبة العقل بالمنطق السليم قائلاً )يا صاحبي السجن ءأربابٌ متفرقون خير أم الله الواحد القهار، ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنـزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون((12)
أما أبو الأنبياء إبراهيم u فقد عرض حقيقة الألوهية بطريقة سلسة وواضحة ، وكان ذلك في ثنايا محاجته للنمرود. قال تعالى: )ألم تر إلى الذي حآج إبراهيم في ربه أن ءاتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذي يحيي ويميت، قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي
كفر والله لا يهدي القوم الظالمين((13).
يقول ابن القيم: "ولما كان مفتاح الدعوة الإلهية معرفة الرب تعالى قال أفضل الداعين إليه سبحانه وخيرهم لمعاذ. وقد أرسله إلى اليمن (إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة)(14) " (15)هكذا كان الهدف من دعوة الرسل جميعاً.. (فأعلم أنه لا إله إلا الله) ولكن المؤثرات البيئية التي تحيط بالإنسان - من تعاليم اجتماعية وعادات تدين ما انـزل الله بها من سلطان - تؤثر في الفطرة فيصاب القلب بالصدأ فتنحرف الفطرة عن مجراها وتجحد خالقها وتقاوم ما تراه من أدلة كونية كإبداع الكون ونظامه.
وكذلك الجهل؛ فهو غشاوة عمياء تغشى القلب فتعكر صفو ضياء الفطرة السليمة بدخان قاتم تعمى به البصيرة، وتلتبس به معالم الحق وتلتوي به سبل النجاة، حتى إذا ما شع نور العلم في عقل الإنسان وأشرق القلب بضياء الإيمان الذي يستند إلى ركن شديد تألف من معاني (لا إله إلا الله) التي ثقلت في السماوات والأرض ونال السعادة وفاز بالجنة كل من أسلم بها واستسلم لها.
الإسلام محور جميع الرسالات:
جعل الله الإسلام محوراً تلتف حوله جميع الرسالات السماوية، فالإسلام هو الوسيلة الأساسية والوحيدة التي تقوم بخدمة الهدف الأعظم، والهدف الرئيسي في جميع الرسالات فإنه لا يتحقق معنى لا إله إلا الله إلا عن طريق الإسلام والذي يعنى الاستسلام لشريعة الله سبحانه وتعالى التي جاءت بها الأنبياء والرسل عليهم السلام.(.... فالإسلام في لغة القران ليس اسماً لدين خاص، وإنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به جميع الأنبياء وانتسب إليه كل أتباع الأنبياء. هكذا نرى نوحاً يقول لقومه )وأمرت أن أكون من المسلمين((16).أبناء يعقوب يجيبون أباهم )قالوا نعبد إلهك وإله ءابآئك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون((17) ، وموسى يقول لقومه: ) وقال موسى يا قوم إن كنتم ءامنتم بالله فعليه توكلوآ إن كنتم مسلمين((18) ، والحواريون يقولون لعيسى) ءامنا بالله واشهد بأنا مسلمون( (19) إذن فالله سبحانه وتعالى لم ينـزل ديانات مختلفة إنما أرسل جميع رسله عليهم السلام بدين واحد هو الإسلام قال تعالى:) إن الدين عند الله الإسلام((20)
"بل إن القرآن الكريم ليقرر في وضوح كامل أنَّ الإسلام دين أهل السماوات والأرض. قال تعالى )أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون((21) "
لأن الإسلام في جوهره وحقيقته الاستسلام الكامل لله تعالى ومظهره في الخارج الخضوع والانقياد لشرع الله عن رضا واقبال بدون قيد ولا شرط .وإلى هذا الدين وحده وجه النبي الخاتم رسله ورسائله إلى ملوك الأمصار في زمانه، وأشهدهم على إسلام من معه،قال تعالى: ) قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً * ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون((22)" (23)وهكذا يوجهنا كتاب الله العزيز إلى أفضل الطرق والأساليب في الدعوة إلى الإسلام طرق واضحة وأساليب مرنه وسلسة،وسأحاول بإذن الله تعالى في المطلب التالي أن أوضح بعضاً من هذه الأساليب والطرق.
~
________________________________________