أدب عربي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسام (نقاش | مساهمات)
ط استرجاع تعديلات 151.254.8.124 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة أشرف الصغيوري الإدريسي
وسم: استرجاع
ط وصل بصفحة الشعر الشعبي
سطر 193:
امتاز هذا التأليف بأسلوب مسجوع منمق، مناسب للملوك الذين طلبوا هذا التأليف. ولما عجز الشعراء عن متابعة العلوم الإنسانية والثقافة الفكرية في زمانهم، ضاق أفقهم وعاشوا في محيطهم الضيق. وازداد الأمر سوءاً، حين أصبح مجالهم الأكبر، ووظيفتهم الرئيسية، أن يمجدوا الحكام الذين رعوا الفنون. ومن هنا ضغط سلطان الشكل والتقليد القديم. ومنذ القرن 9 والشعراء يحاولون الفكاك من أسر هذه الكلاسيكية الطاغية. أول هؤلاء كان [[أبو تمام]] (846)، الذي حاول التوفيق بين غنائية الشعر الجاهلي، وبديع العصر العباسي، وحمل الشعر طاقات فكرية وصوراً عقلية جديدة، وإن كان معاصره [[البحتري]] (897) (الذي تتلمذ عليه ثم قورن به في دراسات عدة) قد ظل محافظاً على التقليد القديم. بشعر أرق وأكثر رواء. وفي العراق حاول [[ابن الرومي]] (896) أن يوجد للقصيدة وحدة عن طريق التحليل للصورة وللعاطفة، وأن يجدد في الأسلوب متأثراً بثقافة يونانية، ولكن شعره وإن أعجب الناس لم يقلد، ولم يمتد تياره المتشائم لمن جاء بعده. ويعد [[ابن المعتز]] (908) أكثر من أحيا القديم في محاولته التجديد. وأرجوزته (450 بيتاً) في وصف خلافة ابن عمه [[المعتضد]] تشهد بذلك حيث نجد مواقف مثل مواقف الرسائل تنظم بالشعر السهل الجميل.
 
منذ القرن 10، دخل البديع عنصراً أساسياً في الخيال الشعري، وكان لابد من شاعر فحل يمزج بين خصائص المدرسة السورية وخصائص المدرسة العراقية، في الشعر، فلم يقم بهذا إلا [[المتنبي]] (965) الذي ولد بالكوفة، وكان معجباً بشعر [[ابن الرومي]] و[[ابن المعتز]]، ولكنه تعلم الشعر في سوريا، وعاش في بلاط سيف الدولة الجزء الأهم والأكبر من حياته الشعرية، وقد نافسه [[أبو فراس]] (968) في حلب بشعره الغزلي الرقيق كما نافسه [[ابن هانئ]] (973) في الأندلس بمدائحه الفاطمية. وقد سار أكثر الشعراء من بعده في نفس التيار، من حيث موضوعات القصيدة وفنيتها، وشهر في هذا القرن: [[الشريف الرضي]] (1015)، و[[مهيار الديلمي]] في العراق، ولكن أوسعهم شهرة وأميزهم شعراً كان أبا العلاء المعري (1057) في سوريا، الذي بدأ متأثراً بالمتنبي في "سقط الزند"، ثم انطلقت ملكته، فخرج عن الشكل المألوف في القصيدة إلى مقطوعات اللزوميات التي نالت شهرة عظيمة، لما حوته من أفكار سامية، فسيحة الأفق، حرة الانطلاق، ويعد أبو العلاء بشعره ونثره وأسلوب حياته، من أكبر شعراء العربية، إن لم يكن أكبرهم وفي الأندلس كان فحول الشعراء يقلدون شعراء المشرق: فقلد [[ابن هانيء]] أبا تمام وقلد [[ابن زيدون]]، [[البحتري]]، و[[ابن دراج]]، [[المتنبي]]. في هذه الفترة أيضاً شهر [[ابن حمديس]] (1132) في [[صقلية]] والمعتمد الأمير العبادي (1092) في الأندلس. وأخذ [[الشعر الشعبي]] في الأندلس ينتعش في فن الموشحات والزجل. ومنذ القرن 12 إلى أول العصر الحديث نجد تيارين يتحكمان
 
في الإنتاج الأدبي: هما التيار المدرسي، والتيار الصوفي، وكلاهما كان نتيجة حركات [[السلاجقة]] في إنعاش مذهب السنية وإحيائه، وبإنشاء المدارس التي أدخل فكرتها [[نظام الملك]] (1092) في المدرسة النظامية، طرأ تغيير واضح في التاليف الأدبي، الذي استوحى متطلبات الدراسة المنظمة، وأخذ يوفي أغراضها في تخريج العلماء والموظفين للدولة، فطغت الكتب المدرسية، والموسوعات والمجموعات على التأليف المبتكر والخلق الأدبي. من مؤلفي هذا الطراز: [[التبريزي]] (1109) تلميذ أبي العلاء و[[الجواليقي]] (1145)، و[[الجويني]] (1085)، و[[الغزالي]] (1111) في أول أمره، حيث ألف في الدفاع عن الإسلام ضد الإلحاد الهليني، وفشت كتب العقائد، فألف فيها النسفي والسنوسي والإيجي.