مسيحيون فلسطينيون: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف معادل لم يعد موجود في الصفحة الإنجليزية (1.1) إزالة (تصنيف:مجموعات عرقية في فلسطين)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.6
سطر 54:
كان السبب الرسمي المعلن [[حملات صليبية|للحملات الصليبية]] الصعوبات التي تعرض لها الحجاج المسيحيون في الوصول إلى الأماكن المسيحيّة المقدسة وهدم كنيسة القيامة.<ref name="حملات صليبية">النور البهي، مرجع سابق، ص.159</ref> غير أن دوافع الحملات الصليبية كانت متعددة منها دوافع دينية، واقتصاديّة، وتوسعيّة، واجتماعيّة. قام الصلبييون بثمان حملات في فلسطين والشرق. فاحتلوا مدينة القدس سنة 1099، ومنها اجتاحوا سائر مناطق فلسطين. عندما دخل الصليبيون إلى القدس وأسسوا [[مملكة بيت المقدس]]، وقعوا في خلاف حول طبيعة الحكم، فقد نادى بعض الفرسان وعلى رأسهم البطريرك بإعلان المملكة [[ثيوقراطية|دولة دينية]] يرأسها البطريرك، ومن ثمّ حوّل النقاش واستمرّ خلال [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] إلى مملكة مزدوجة يرأسها الملك والبطريرك. أياً كان فقد كان الحكم في المملكة مدنياً، غير أنه كان للكنيسة قوتها كحال جميع الممالك في أوروبا خلال [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]]، ومن صلاحيات الكنيسة النظر في وراثة العرش وعزل الملك والمحاسبة عن "المفاسد الأخلاقية" وترتيب أحوال الزواج والطلاق والإرث وما إلى ذلك من [[قانون الأحوال الشخصية|الأحوال الشخصية]] في المملكة.<ref>الاستيطان الصليبي في فلسطين، مرجع سابق، ص.193-194</ref> وإلى جانب بطريرك المدينة، كان هناك سبعة مطارنة في [[بيت لحم]] و[[الخليل|حبرون]] و[[الناصرة]] و[[قيسارية]] و[[اللد]] و[[صور (لبنان)|صور]] و[[الكرك]]، وقد أثار هذا التقسيم حيرة عدد من المؤرخين، إذ إن مدنًا صغيرة حازت على تصنيف مطرانية بينما مدن كبرى مثل [[يافا]] و[[عكا]] لم تحصل على مثل هذا الامتياز، وربما يعود السبب في ذلك لضياع التنظيم والخلط بين النموذج الذي أراد الصليبيون استحداثه من ناحية، والنموذج البيزنطي والأرمني الذي كان قائمًا أصلاً في المدينة خلال حكم العباسيين، حيث كانت أغلبية المسيحيين في القرى والمدن الصغرى لا في المدن الكبرى.<ref>الاستيطان الصليبي في فلسطين، مرجع سابق، ص.197</ref> كان من بين رعايا المملكة أعداد كبيرة من [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكس الشرقيين]] و[[أرمن|الأرمن]] و [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية|السريان الأرثوذكس]] الذين اختلف قادة الصليبيين في الطريقة المثلى للتعامل معهم، غير أن الرأي الذي خلص إليه ومن عشية [[الحملة الصليبية الأولى]] تمخض عن "قبول العيش بسلام مع جميع معتنقي الديانة المسيحية على وجه الخصوص" كما ذكر نارسيس بطريرك [[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الأرمن الأرثوذكس]].<ref name="روم">الاستيطان الصليبي في فلسطين، مرجع سابق، ص.261</ref>
 
وقد انتصر صلاح الدين الأيوبي على الصلبيين في [[معركة حطين]] سنة [[1187]]. وفي السنة عينها استرجع مدينة القدس.<ref name="حملات صليبية"/> وفي [[1104]] سيطر الصلبيين على مدينة [[عكا]]، وأصبحت الميناء الرئيسي والحصن المنيع لهم، وقسمت إلى أحياء، حيث تركزت كل جالية منهم بحيّ خاص بها، مثل [[جمهورية بيزا|بيزا]] و[[جمهورية جنوة|جنوة]] و[[جمهورية البندقية|البندقية]] و[[فرسان الهيكل]] و[[فرسان الإسبتارية|الإسبتاليين]]، وضمت المدينة أيضاً على أحياء للمجتمعات [[مسيحية|المسيحية الشرقية]] والإسلامية المحليَّة. وواصلت عكا خلال الحقبة الصليبية ازدهارها كمركز تجاري رئيسي لشرق [[البحر الأبيض المتوسط]]، وكانت مدينة ثرية نسبياً نابضة بالحياة التجاريًّة.<ref name="Sharon26">{{cite book|ref=harv|last=Šārôn|first=Moše|title=Corpus Inscriptionum Arabicarum Palaestinae (CIAP).: A. Volume one|url=https://books.google.com/books?id=j1rSzWgHMjoC&pg=PA26|year=1997|publisher=Brill|isbn=978-90-04-10833-2| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160501142843/https://books.google.com/books?id=j1rSzWgHMjoC | تاريخ الأرشيف = 1 مايو 2016 }}</ref><ref name=Riley>{{cite web|author=Jonathan Riley-Smith, University of Cambridge |url=http://www.bbc.co.uk/ahistoryoftheworld/objects/2GL6QSA8SMmcMCtPgHQJsw |title=A History of the World – Object : Hedwig glass beaker |publisher=BBC |date= |accessdate=September 15, 2011| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190413043829/http://www.bbc.co.uk/ahistoryoftheworld/objects/2GL6QSA8SMmcMCtPgHQJsw | تاريخ الأرشيف = 13 أبريل 2019 }}</ref> وانتهى الوجود الصليبي في [[فلسطين]] سنة [[1291]] بسقوط مدينة [[عكا]]، آخر معاقل وحصون الصليبيين في [[بلاد الشام]].<ref name="حملات صليبية"/> وقام السلطان [[الدولة المملوكية|المملوكي]] [[الأشرف صلاح الدين خليل|الأشرف خليل]] بإسترجاع مدينة [[عكا]] من الصليبيين وطردهم منها سنة [[1291]] في ما عرف بـ "[[فتح عكا]]"، ومع دخول [[الدولة المملوكية|المماليك]] للمدينة حُرق وقتل سكانها ومن ضمنهم البطريرك اللاتيني.<ref name="مولد تلقائيا9">الحجارة الحية، مرجع سابق، ص.45.</ref> وقام [[الظاهر بيبرس]] بتدمير القرى والبلدات الصليبية في منطقة [[عكا]].<ref name="مولد تلقائيا9" /> وتركت [[حملات صليبية|الحملات الصليبية]] آثارًا عمرانيّة عدة؛ وكثيرة هي الأديرة والرهبنات والكاتدرائيات التي بنيت خلال العهد الصليبي، ولعل أهمها ما كان يبنى بتبرع الهيئات العسكرية الدينية، ومنها [[كنيسة القيامة]] التي أعيد تجديد بنائها وترميمها عام [[1149]]، وكاتدرائية عكا، التي اعتبرت أكبر وأجمل ما بُني في العهد الصليبي، كما نقل قدماء المؤرخين.<ref>الاستيطان الصليبي في فلسطين، مرجع سابق، ص.201</ref> كما وخلفّت آثارًا سلبيّة إذ وسعت حدة الخلاف بين الكنيسة [[مسيحية غربية|المسيحية الغربية]] و[[مسيحية شرقية|الشرقية]]، وبين الديانتين المسيحية والإسلامية.<ref name="حملات صليبية"/>
 
=== الفترة العثمانية ([[1516]] إلى [[1917]]) ===
سطر 60:
[[ملف:MontCarmel.20July.2.jpg|يمين|200بك|thumb|مسيحيون يحتلفون بعيد [[إيليا|مار إلياس]] في [[جبل الكرمل]]، [[حيفا]]: إظهار الاحتفالات الدينية لم يكن مسموحًا به قبل إصلاحات [[عبد المجيد الأول]].]]
بعد [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]] خضعت [[فلسطين]] لحكم [[الدولة المملوكية|المماليك]] بين السنوات [[1291]]-[[1516]]،<ref name="الحكم العثماني">النور البهي، مرجع سابق، ص.161</ref> بعد القضاء على [[إمبراطورية المغول|المغول]] في [[معركة عين جالوت]]، أصبح المسيحيين هدفاً لإنتقام [[الدولة المملوكية|المماليك]]،<ref name="مولد تلقائيا8">الحجارة الحية، مرجع سابق، ص.44.</ref> حيث تعرض المسيحيين لعمليات ذبح وقتل في [[الناصرة]] و[[بيسان]] و[[صفد]] و[[قيسارية]]،<ref name="مولد تلقائيا8" /> إلى جانب عمليات هدم الكنائس و[[تحول قسري|الأسلمة القسريَّة]]،<ref name="مولد تلقائيا8" /> وهربت أعداد منهم إلى المدن الساحليّة التي كانت لا تزال بيد [[حملات صليبية|الصليبيين]].<ref name="مولد تلقائيا8" /> وعمّت الفوضى السياسية في زمنهم حيث عانى السكاّن المسيحيون بشكل خاص في ظل حكم المماليك مع بعض الإستثناءات خاصًة في ظل حكم [[الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون|الناصر]]،<ref name="الحكم العثماني"/> حيث وصل في ظل حكمه رهبان من [[فرنسيسكانية|الرهبانية الفرنسيسكانية]] سنة [[1333]] والذين لعبوا دورًا هامًا في المحافظة على [[مواقع مقدسة مسيحية|المواقع المسيحية المقدسة]] وأصحبوا حراس الأماكن المقدسة بالنسبة [[العالم المسيحي|للعالم الكاثوليكي]].<ref name="الحكم العثماني"/> إتبعّ [[الدولة المملوكية|المماليك]] سياسة اتسمت بالقسوة تجاه من بقي من المسيحيين في فلسطين،<ref name="مولد تلقائيا9" /> حيث دمرت الكنائس وتعرض المسيحيين لكافة أشكال القمع و[[اضطهاد المسيحيين|الإضطهاد]]،<ref name="مولد تلقائيا9" /> وفرضت عليهم ضرائب باهظة، كما أُجبر المسيحيون على لبس عمامة زرقاء تميّزهم عن المٌسلمين. دفعت هذه السياسات إلى إعتناق الكثير منهم للإسلام أو النزوح من البلاد شرقاً هرباً من السياسات التعسفيّة التي اتبعها [[الدولة المملوكية|المماليك]].<ref name="مولد تلقائيا9" />
وضع العثمانيين حدًا لحكم [[الدولة المملوكية|المماليك]] عندما دخل [[سليم الأول]] السلطان العثماني فلسطين عام [[1516]] مبتدئًا حكمًا دام ما يقرب 400 عام. وفي العهد العثماني سقطت مدينة [[القسطنطينية]] عام [[1453]].<ref name="الحكم العثماني"/> خلال حكم أمير [[موحدون دروز|الدروز]] [[فخر الدين المعني الثاني]] سُمح للرهبان [[فرنسيسكانية|الفرنسيسكان]] حق اعادة بناء في [[بازيليكا البشارة]] في الناصرة، والتنقيب حول الأماكن المسيحية في منطقة الجليل، وإقامة المدارس.<ref>[http://www.panet.co.il/article/261799 لماذا تضع كنيسة اللاتين بالناصرة لافتة لتقدير فخر الدين؟] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191020063029/https://www.panet.co.il/article/261799 |date=20 أكتوبر 2019}}</ref> وشجع الوالي [[ظاهر العمر]] التسامح الديني والهجرة المسيحية واليهودية إلى [[الجليل (منطقة)|منطقة الجليل]]، وأدى التدفق المسيحي إلى نمو عددي كبير للمجتمعات المسيحية في [[عكا]] والناصرة،<ref name="Pringle30">Pringle, 2009, p. [https://books.google.com/books?id=tKwienZI03MC&pg=PA30 30] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140707040809/http://books.google.com/books?id=tKwienZI03MC |date=7 يوليو 2014}}</ref><ref>Dumper, 2007, p. [https://books.google.com/books?id=3SapTk5iGDkC&pg=PA6 6] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160511033249/https://books.google.com/books?id=3SapTk5iGDkC |date=11 مايو 2016}}</ref> وساهم المسيحيون في تلك الحقبة بتطوير الاقتصاد بسبب السهولة النسبية في التعامل مع التجار الأوروبيين، وشبكات الدعم التي حافظ عليها الكثير منهم في [[دمشق]] أو [[إسطنبول]]، ودورهم في صناعات الخدمات.<ref name="Pringle30"/> تغيرت الأحوال خلال حقبة [[أحمد باشا الجزار]]، حيث تعرض المسيحيين لإعتداءات وهجمات متكررة في [[الناصرة]] و[[القدس]]،<ref>Emmett, p. 23.</ref> في حين تعرض المسيحيين في [[الرملة]] و[[اللد]] إلى القتل والنهب وأجبر الكثير منهم على الفرار.<ref name="Haas301">Haas 1934, p. 301.</ref>
 
عاش المسيحيون إبان الحكم العثماني في ظل نظام الملّة، الذي أعطى لرؤساء الدين خاصًة البطاركة سلطة دينيّة ومدنيّة واسعة على رعاياهم،<ref name="الحكم العثماني"/> فكانت الطوائف المسيحيّة تدير نفسها بنفسها وفق القوانين الخاصة بكل طائفة. وهذا ما يدعى بقانون "الأحوال الشخصيّة" الذي لا يزال معمولًا به في المحاكم الكنسيّة حتى اليوم في بعض الدول العربية.<ref name="الحكم العثماني"/> ومع الزمن تضعضعت الدولة العثمانية حتى راحت تُدعى في القرن التاسع عشر "رجل أوروبا المريض"، وهذا ما حمل [[أوروبا|الدول الأوروبية]] على أن تتدخل في الشؤون الداخليّة للإمبراطورية العثمانيّة. ففرضوا أنفسهم كحماة للفئات المسيحيّة في الشرق فنجم عن ذلك "نظام المحميّات"،<ref name="الحكم العثماني"/> الذي بموجبه تحمي كل دولة أوروبيّة الرعايا المسيحيين الذين يدينون بملتها. وكان كاثوليك الدولة العثمانية قد وضعوا تحت حماية [[فرنسا]] و[[النمسا]]، إذ اعتبر [[هابسبورغ|آل هابسبورغ]] حكام [[الإمبراطورية النمساوية]] حماة [[كاثوليكية|الكاثوليكية]]، في حين وضع الأرثوذكس تحت حماية [[الإمبراطورية الروسية]] وقامت [[إنجلترا]] بحماية [[بروتستانتية|البروتستانت]].<ref name="الحكم العثماني"/>