ابن عساكر: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
'''ابن عساكر''' هو علي بن الحسن بن هبة الله في غرة المحرم من سنة [[499 هـ|499هـ]] = [[13 سبتمبر]] [[1105]] وكان أبوه تقيا ورعًا، محبًا للعلم ومجالسة العلماء ومصاحبتهم، وكانت أمه من بيت علم وفضل، فأبوها أبو الفضل يحيى بن علي كان قاضيا وكذلك كان أخوها أبو المعالي محمد بن يحيى قاضيًا.
 
وقد رزق الوالدان الكريمان قبل ابنهما علي بولد كان له شأن هو أبو الحسين الصائن هبة الله بن الحسن كان من حفاظ [[حديث نبوي|الحديث]] ، رحل في طلبه إلى [[بغداد]] وعُني بعلوم [[القرآن الكريم|القرآن]] واللغة و[[نحو عربي|النحو]]، وجلس للتدريس والإفتاء.
 
== تنشئته وتعليمه ==
نشأ ابن عساكر في بيت[[دمشق]] ببيت علم وكانت أسرته الصغيرة هي أول من تولى تعليمه وتهذيبه، فسمع الحديث من أبيه وأخيه وهو في السادسة، ثم تتلمذ على عدد ضخم من شيوخ [[دمشق]] وعلمائها، قرأ على [[أبي الفرج غيث بن علي الصوري]] تاريخ صور وجزءا من كتاب [[تلخيص المتشابه]] لل[[خطيب البغدادي]] وقرأ على [[عبد الكريم بن حمزة السليم]] كتاب الإكمال ل[[ابن ماكولا]] ومشتبه النسبة ل [[عبد الغني بن سعدي]] ، وقرأ على شيخه [[أبي القاسم النبيه]] كتاب [[المجالس وجواهر العلم]] ل[[أحمد بن مروان الدينوري]] وتلخيص المتشابه للخطيب البغدادي، وقرأ على [[أبي محمد بن الأكفاني]] كتاب المغازي لموسى بن عقبة وكتاب المغازي ل[[محمد بن عائذ الدمشقي]]، وأخبار الخلفاء لابن أبي الدنيا، وغيرها.
 
== الحديث الشريف ==
بدأ ابن عساكر رحلاته سنة [[520 هـ|520هـ]] = [[1126]] إلى بغداد، ثم اتجه منها إلى [[الحجاز]] لأداء [[فريضة الحج]] وزيارة النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولم تطل إقامته في المدينتين المقدستين حيث كر راجعًا إلى بغداد؛ لمتابعة دروسه في [[المدرسة النظامية]] ببغداد.
 
فيوفي فترة إقامتهرحلاته التي استغرقت خمس سنوات قابل في أثنائها عددًا كبيرًا من أئمة العلم، وقرأ عليهم عشرات الكتب العظيمة ذات المجلدات الضخمة، فاتصل ب[[أبي غالب بن البنا]] وقرأ عليه كتاب [[نسب قريش]] لل[[زبير بن بكار]]، وكتاب التاريخ ل[[ابن أبي خيثمة]]، وبعضا من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد، وقرأ على [[أبي القاسم بن الحصين]] [[مسند أحمد]] والغيلانيات، ودرس على [[أبي بكر محمد بن عبد الباقي]] الطبقات الكبرى ل[[ابن سعد]]، والمغازي ل [[محمد بن عمر الواقدي|الواقدي]]، ولزم [[أبا القاسم بن السمرقندي]] وسمع منه كتبًا كثيرة، منها: سيرة ابن إسحاق ، وكتاب الفتوح لسيف بن عمر، وتاريخ الخلفاء [[محمد بن يزيد ابن ماجة|ابن ماجه]] ، ومعجم [[صحابة|الصحابة]] لأبي القاسم [[البغوي]]، والمعرفة والتاريخ للنسوي، والكامل في الضعفاء لابن عدي.
 
عاد الحافظ ابن عساكر إلى [[دمشق]] سنة [[525 هـ|525هـ]] = [[1130]] واستقر بها فترة عاود بعدها رحلته مرة أخرى سنة [[529 هـ|529هـ]] = [[1134]] إلى [[إيران]] و[[خراسان (توضيح)|خراسان]] و[[أصفهان (مدينة)|أصبهان]] و[[همذان]] و[[أبيورد]] و[[بيهق]] و[[ري (توضيح)|الري]] و[[نيسابور]] و[[سراخس|سرخس]] و[[مشهد (توضيح)|طوس]] و[[مرو (توضيح)|مرو]]، سمع في أثنائها عددًا كبيرًا من الكتب على كبار الحفاظ والمحدثين في بلاد المشرق، مثل: [[سعيد بن أبي الرحاء]]، و[[زاهر بن طاهر الشحامي]]، ثم عاد إلى دمشق سنة = [[1138]] وقد طبقت شهرته الآفاق، وقصده طلاب العلم من كل مكان، وانصرف إلى التأليف والتصنيف.
 
== تاريخ دمشق ==
شغل أبو عساكر نفسه بالعلم مذاكرة وتحصيلا، وجعله هدفا لا يصرفه عنه شيء، ولم يجعله وسيلة لتولي منصب أو طمعًا في مال أو جاه، أعطاه نفسه ولم يبخل عليه بجهد، فكافأه الله سعة في التأليف، وصيتًا لا يزال صداه يتردد حتى الآن، ومكانة في العلم تبوأها في المقدمة بين رجالات العلم في تاريخ [[إسلام|الإسلام]].
 
وخلال التدريس وضع ابن عساكر مؤلفات كثيرة، لكن مؤلفًا منها قد ملك عليه فؤاده، وانصرفت إليه همته الماضية منذ أن اتجه إلى طلب العلم، فبدأ يضع مخططًا لكتابه الكبير "[[تاريخ دمشق]]"، يضاهي به عمل [[الخطيب البغدادي]] في [[تاريخ بغداد]] الذي صار نموذجًا للتأليف في تاريخ المدن، يحتذيه المؤلفون في المنهج والتنظيم.
 
استغرق التفكير والتأليف في تاريخ دمشق وقتا طويلا من حياة مؤلفه، وصاحبه منذ فترة مبكرة من حياته، فكرة في الذهن، ثم مخططًا على الورق، وشروعًا في التنفيذ، فهو لم يؤلفه في صباه وشبابه ولم ينجزه في كهولته، وإنما شغل حياته كلها، ولم يفرغ منه إلا بعد أن وهن جسده وكلّ بصره.
 
وكان العمل ضخمًا يحتاج إنجازه إلى أعمار كثيرة، وكاد المؤلف ينصرف عن إنجازه وإتمامه، لولا أن خبر هذا الكتاب تناهى إلى أسماع "[[نور الدين زنكي|نور الدين محمود]]" حاكمملك [[دمشق]] و [[حلب]] فبعث إلى الحافظ ابن عساكر يشحذ همته ويقوي من عزيمته، فعاد إلى الكتاب وأتمه سنة ([[559 هـ|559هـ]] = [[1163]])، ثم قام ولده القاسم بتنقيحه وترتيبه في صورته النهائية تحت بصر أبيه وعنايته، حتى إذا فرغ منه سنة [[565 هـ|565هـ]] = [[1169]] قرأه على أبيه قراءة أخيرة، فكان يضيف شيئا، أو يستدرك أمرًا فاته، أو يصوب خلطًا، أو يحذف ما يراه غير مناسب أو يقدم موضعًا أو يؤخر مسألة، حتى أصبح على الصورة التي نراها الآن بين أيدينا تحفة الكتب في تاريخ المدن .
 
== المصادر ==