أسطورة إيزيس وأوزوريس: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من Elmesalem إلى نسخة 33789718 من Adil Faouzi.
ط بوت:إضافة وصلة أرشيفية.
سطر 6:
توجد أجزاء من الأسطورة في مجموعة متنوعة من [[أدب مصري قديم|النصوص المصرية القديمة]]، بدءًا من [[نصوص جنائزية مصرية قديمة|النصوص الجنائزية]] و{{المقصود|التعويذات السحرية|سحر}} ووصولًا إلى [[أقصوصة|القصص القصيرة]]. وبهذا تكون القصة أكثر تفصيلًا وتلاحمًا من أي أسطورة [[مصر القديمة|فرعونية]] أخرى. لكن لا يوجد مصدر مصري يعطي فكرة كاملة وافية عن الأسطورة، كما تختلف الأحداث إلى حد كبير باختلاف المصادر. وبالرغم من أن الكتابات [[اليونان القديمة|اليونانية]] و[[روما القديمة|الرومانية]]، وعلى وجه التحديد كتاب "حول العادات والأعراف" لصاحبه [[بلوتارخ]]، توفر معلومات أكثر عن الأسطورة، فهي لا تعكس ال[[عقيدة|معتقدات]] المصرية بدقة في كل الأحيان. وبفضل هذه الكتابات، استمرت أسطورة إيزيس وأوزويس حتى بعد زوال معظم المعتقدات الفرعونية. ولا تزال هذه الأسطورة معروفة حتى اليوم الحالي.
 
== مصادر الأسطورة ==
كانت أسطورة إيزيس وأوزوريس ذات أهمية بالغة في [[أساطير فرعونية|الديانة المصرية القديمة]]، كما كانت شائعة بين عامة الشعب.<ref name="Assmann 124">Assmann 2001, p. 124</ref> ومن أسباب شيوع هذه الأسطورة استنادها إلى معنى {{المقصود|دين|دين}}ي، وهو أن أي ميِّت يمكن أن ينعم في [[يوم القيامة في الإسلام|الآخرة]].<ref name="Smith 2">Smith 2008, p. 2</ref> سبب آخر لشيوع هذه الأسطورة هو كَون الشخصيات والمشاعر فيها أقرب إلى حياة الناس ال[[واقع]]ية من أي أسطورة مصرية أخرى، مما يجعل القصة تروق للذوق [[جمهور|الجماهيري]] العام بشكل أكبر.<ref name="O'Connor 37">O'Connor 2009, pp. 37–40</ref> وكما يقول [[علم المصريات|عالم المصريات]] ج.جوين جريفثس في حديثه عن العلاقة بين إيزيس وأوزوريس وحورس، فالأسطورة تنقل على وجه الخصوص "إحساسًا قويًا بالولاء والتفاني داخل [[أسرة|العائلة]]".<ref>Plutarch 1970, pp. 344–345</ref> وبهذه الجاذبية الكبيرة، تظهر هذه الأسطورة أكثر من أي أسطورة أخرى في النصوص القديمة، وبشكل استثنائي في مجموعة واسعة من ألوان [[أدب مصري قديم|الأدب المصري القديم]].<ref name="Assmann 124"/> وهذه المصادر توفر أيضًا كمية غير عادية من التفاصيل.<ref name="Smith 2"/> تتسم الأساطير المصرية القديمة بالتفكك و[[غموضية|الغموض]]، ذلك أن الصور الجمالية الدينية داخل الأساطير كانت أهميتها أكبر من أن تكون ا[[رواية (أدب)|لرواية]] متماسكة. وإلى حد ما تبدو أسطورة إيزيس وأوزوريس متفككة وغنية بالكثير من الرموز. لكن بمقارنتها بالأساطير الأخرى فهي أكثر شبهًا بالروايات المتماسكة.<ref>Tobin 1989, pp. 21–25, 104</ref>
 
سطر 24:
قام كثير من [[كاتب|الكُتّاب]] [[اليونان القديمة|اليونان]] و[[روما القديمة|الرومان]] القدماء، الذين وصفوا {{المقصود|دين|دين}} المصرية في أواخر عهدها، ب[[تاريخ|تسجيل]] الكثير عن أسطورة إيزيس وأوزوريس. كما ذكر [[هيرودوت]] في القرن الخامس قبل الميلاد أجزاءً من الأسطورة في وصفه ل[[مصر]] في عمله المعروف باسم [[تاريخ هيرودوتس|التواريخ]]، وبعدها بأربعة قرون، ألحق [[ديودورس|ديودور الصقلي]] ملخصًا للأسطورة في عمله المعروف باسم ال[[مكتبة]] التاريخية.<ref>Pinch 2004, pp. 34–35, 39–40</ref> وفي أوائل [[القرن الثاني]] بعد الميلاد،<ref>Plutarch 1970, pp. 16–17</ref> كتب [[بلوتارخ]] القصة الأكثر اكتمالًا وقِدمًا عن الأسطورة في كتابه حول العادات و[[عرف|الأعراف]] الذي يعتبر تحليلًا للمعتقدات المصرية القديمة.<ref name="Tobin">Tobin 1989, p. 22</ref> والقصة التي يقدمها بلوتارخ هي التي غالبا ما تحكيها الكتابات الحديثة الرائجة.<ref>Pinch 2004, p. 41</ref> لكن مثل هذه الكتابات للمؤلفين [[كلاسيكية|الكلاسيكيين]] يمكن أن تشوه صورة المعتقدات المصرية القديمة.<ref name="Tobin" /> فعلى سبيل المثال، يحتوى كتاب "حول العادات والأعراف" على من تفسيرات للمعتقدات المصرية متأثرة ب[[فلسفة يونانية|الفلسفات اليونانية]]، كما أن القصة التي يحكيها ال[[كتاب]] تحتوي على أجزاء لا شبيه لها في التقاليد المصرية. استنتج العالم جريفثس أن كثيرًا من عناصر هذه القصة مأخوذ من [[ميثولوجيا إغريقية|الميثولوجيا الإغريقية]]، وأن ال[[كتاب|عمل]] بأكمله لم يكن مستندًا بشكل مباشر إلى {{المقصود|مصادر|مصدر}} مصرية.<ref>Plutarch 1970, pp. 51–52, 98</ref> ومن ناحية أخرى، يرجح زميله جون باينز أن [[معبد|المعابد]] ربما احتفظت بقصص مكتوبة عن الأسطورة ضاعت فيما بعد، ومن المحتمل أن يكون [[بلوتارخ]] اعتمد على هذه المصادر في كتابة روايته.<ref>Baines in Loprieno 1996, p. 370</ref>
 
== ملخص القصة ==
=== موت وإحياء أوزوريس ===
في بداية القصة، يحكم أوزوريس مصر حيث يرث المُلك من [[جد|أجداده]] الذين يمتد [[نسب (تطور)|نسبهم]] إلى خالق العالم، الإله [[رع]] أو {{المقصود|أتوم|أتوم}}. [[إيزيس]] هي زوجة أوزوريس، وهي، بالإضافة إلى أوزوريس وقاتله ست، واحدة من أبناء إله الأرض [[جب]] وإلهة السماء [[نوت]]. يوجد القليل من المعلومات عن حُكم أوزوريس داخل النصوص المصرية؛ فالتركيز فيها على موته والأحداث التابعة لموته.<ref>Pinch 2004, pp. 75–78</ref> يرتبط ذكر أوزوريس بالقوة المانحة للحياة، و[[ملكية|النظام الملكي]] القويم، وحكم [[ماعت]] الذي يقوم على النظام [[مثالية|المثالي]] الطبيعي الذي ظل الحفاظ عليه هدفًا أساسيًا في ال[[ثقافة]] المصرية القديمة.<ref>Pinch 2004, pp. 159–160, 178–179</ref> وعلى النقيض، يمثل ست العنف والفوضى. وبناءً عليه، يرمز قتل أوزوريس إلى الصراع بين النظام والفوضى، والخلل في الحياة الناتج عن الموت.<ref>te Velde 1967, pp. 81–83</ref>
 
سطر 43:
وجه أخير للاختلاف في قصة بلوتارخ هو [[ولادة|مولد]] حورس. فصورة حورس الذي ينتقم لأبيه كانت موجودة ومولودة قبل مقتل أوزوريس. هذه الصورة هي طفل ثانٍ وُلِدَ سابقًا لأوانه وهو حربوقراط الذي وُلد نتيجة ال[[جماع]] بين أوزوريس بعد وفاته وإيزيس. وهنا، توجد صورتان منفصلتان لحورس في ال[[تراث]] المصري لكل منهما موقع مختلف في نسخة [[بلوتارخ]] للأسطورة.<ref>Plutarch 1970, pp. 147, 337–338</ref>
 
=== مولد حورس وطفولته ===
[[ملف:Egyptian - Isis with Horus the Child - Walters 54416 - Three Quarter Right.jpg|تصغير|يسار|إيزيس تُرضِع حورس.]]
في القصص المصرية، تختبئ إيزيس [[حمل|الحبلى]] من ست، الذي يمثل له الطفل المنتظر تهديدًا، في [[أجمة]] من ال[[بردي]] في [[دلتا النيل]]. يسمى هذا المكان أخبِتي، ومعناه ب[[لغة مصرية|المصرية]] "أجمة البردي لملك الدلتا".<ref name="Hart 80">Hart 2005, pp. 80–81</ref> ويسمي الكُتّاب [[اليونان]] هذا المكان خِمّيس، ويشيرون إلى أنه قريب من مدينة [[بوتو (مدينة)|بوتو]]،<ref>Plutarch 1970, p. 313</ref> لكن في الأسطورة لا يمثل الموقع المادي أهمية مقارنة بطبيعته التي تجعل منه [[رمز|رمزًا]] لمكان ال[[عزلة]] والأمان.<ref name="Assmann 133">Assmann 2001, p. 133</ref> تمت الإشارة إلى مكانة الأجمة الخاصة من خلال وصفها المتكرر في ال[[فن]]ون المصرية. لكن في أغلب الأحداث في ال[[ميثولوجيا]] المصرية، غالبًا ما توصف الخلفية أو يُحكى عنها على استحياء. وفي هذه الأجمة، تلد إيزيس حورس وتُربيه، ومن هنا أطلق عليها "[[عش|عُش]] حورس".<ref name="Pinch 80"/> كما تتكرر صورة إيزيس وهي [[رضاعة|ترضع]] حورس كثيرًا في [[الفن في مصر القديمة|الفن المصري]].<ref name="Hart 80"/>
سطر 51:
في هذه المرحلة من الأسطورة، يصبح حورس طفلًا ضعيفًا محاطًا بالمخاطر. تقوم النصوص ال{{المقصود|التعويذات السحرية|سحر}}ية، التي تستخدم طفولة حورس بصفتها أساسًا للتعويذات السحرية داخل النصوص، ب{{المقصود|تشخيص|تشخيص}} مرض حورس بصور مختلفة، بدءًا من لدغات العقرب وحتى [[ألم|آلام]] ال[[معدة]] البسيطة،<ref>Meeks and Favard-Meeks 1996, p. 73</ref> ويكون اختيار المرض على أساس التعويذة الموجودة بالنص السحري والتي من المفترض أن تعالج هذا المرض.<ref>Pinch 2004, p. 39</ref> لكن الشائع أن الطفل الإله [[لدغات الأفاعي|لدغه ثعبان]]، مما يعكس خوف المصريين القدماء من لدغة الثعبان وما ينتج عنها من [[سم|سُم]].<ref name="Pinch 80"/> وتشير بعض النصوص إلى أن هذه المخلوقات العدوانية من أعوان ست.<ref>Griffiths 1960, p. 50</ref> يمكن لإيزيس حينئذ أن تستخدم قواها السحرية في [[علاج (طب)|إنقاذ]] طفلها، أو الاستغاثة بالآلهة مثل رع وجب أو تهديدها لمعالجته. وبما أنها تمثل النموذج الأصلي لل[[رثاء]] في أول جزء من القصة، فأثناء طفولة حورس تقوم بدور الأم المثالية المتفانية.<ref>Pinch 2004, pp. 147, 149–150, 185</ref> ومن خلال النصوص ال{{المقصود|التعويذات السحرية|سحر}}ية الشافية، امتدت مجهوداتها في شفاء ابنها إلى درجة [[علاج]] أي مريضٍ كان.<ref name="Assmann 133"/>
 
=== الصراع بين حورس وست ===
يبدأ الجزء التالي من الأسطورة بحورس ال[[بالغ]] الذي يتحدى ست على عرش مصر. تتسم المنافسة بينهم في الغالب بالعنف، لكن يمكن وصفها أيضًا ب[[محاكمة]] شرعية أمام [[التاسوع المقدس]]، وهو مجموعة من الآلهة المصرية لتقرير من له الأحقية في [[إرث|وراثة]] المُلك. من المحتمل أن يكون ال[[قاض]]ي في هذه المحاكمة هو [[جب]] الذي، بوصفه والد أوزوريس وست، اعتلى ال[[عرش]] قبلهما، أو ربما يكون أحد إلهَي الخلق [[رع]] و{{المقصود|أتوم|أتوم}}، منشئي النظام الملكي.<ref>Griffiths 1960, pp. 58–59</ref> كما تؤدي آلهة أخرى أدوارًا مهمة؛ فالإله [[تحوت]] يؤدي دور مصلح في النزاع<ref>Griffiths 1960, p. 82</ref> أو مساعد للقاضي الإلهي. وفي كتاب "الصراعات"، تستخدم إيزيس ذكائها وقواها السحرية في مساعدة ابنها.<ref>Assmann 2001, pp. 135, 139–140</ref>
 
سطر 65:
على أية حال، فاستعادة عين حورس إلى جسده تمثل عودة القمر إلى [[دور القمر|كامل إشراقه]]،<ref>Kaper, Olaf E., "Myths: Lunar Cycle", in Redford 2001, vol. II, pp. 480–482</ref> وعودة المُلك إلى [[حورس]]،<ref>Griffiths 1960, p. 29</ref> وكثيرًا من جوانب ماعت.<ref>Pinch 2004, p.131</ref> وأحيانًا تصحب استعادة عين حورس استعادة خصيتي [[ست]]، ولهذا يصبح كلا الإلهين في صورته المكتملة بنهاية ال[[صراع]].<ref>te Velde 1967, pp. 56–57</ref>
 
=== نهاية الأسطورة ===
كما جرت العادة في كثير من أجزاء الأسطورة، فنهاية القصة معقدة ومتنوعة. وفي أغلب [[قصة (أدب)|القصص]]، يتقاسم [[حورس]] و[[ست]] المملكة بينهما. يمكن أن يعادل هذا التقاسم أي من الازدواجيات المتعددة التي شهدها المصريون في عالمهم. ويمكن أن يحتوي نصيب حورس على الأرض الخصبة حول [[النيل]]، وقلب [[مصر القديمة|الحضارة المصرية]]، وفي هذه الحالة يكون نصيب ست هو ال[[صحراء]] الجرداء أو الأراضي الأجنبية المتصلة بها. كما يحكم حورس الأرض في حين يسكن ست في ال[[سماء]]. ويمكن أن يقتسم الإلهان نصفي البلد التقليديين، وهما [[صعيد مصر]] وال[[دلتا]]، وفي هذه الحالة يمكن لأي من الإلهين الاتصال بأي من النصفين. لكن في تمثيلية [[منف]]، يقسم ا[[لقاض]]ي جب المملكة بين المطالبين بها، ثم يرجع بعد ذلك في قراره تاركًا التحكم المطلق ل[[حورس]]. وفي هذا الاتحاد السلمي، يتصالح حورس وست، وتتحول الازدواجية بينهما إلى مجموع متحد. بهذه النهاية، يعود ال{{المقصود|نظام|نظام}} بعد ال[[صراع]] العاصف.<ref>te Velde 1967, pp. 59–63</ref>
 
سطر 72:
في وسط [[احتفال]] كبير بين الآلهة، يتولى حورس ال[[عرش]] وأخيرًا يحكم مصر [[شرعية سياسية|حاكم شرعي]].<ref name="Assmann 141">Assmann 2001, pp. 141–144</ref> يسهم القرار الإلهي بأن ست مذنب في التعويض عن ال[[ظلم]] الناتج عن قتل أوزوريس، كما يُكمِل عملية {{المقصود|أعادته إلى الحياة|إحياء}} بعد الموت.<ref name="Smith 3">Smith 2008, p. 3</ref> أحيانًا يُجبر ست على حمل [[جثة]] أوزوريس إلى [[قبر]]ه باعتبار هذا جزءًا من [[عقاب]]ه.<ref>te Velde 1967, pp. 97–98</ref> يؤدي الملك الجديد مراسم [[جنازة]] أبيه ويقدم قرابين من الطعام لمساندته، وغالبًا ما تضمنت القرابين [[عين حورس]] التي تمثل في هذه الحالة الحياة والفيض.<ref>Assmann 2001, pp. 49–50, 144–145</ref> وفقًا لنفس المصادر، عبر هذه الأفعال فقط يمكن أن يحيا أوزوريس في الآخرة ويتولى منصبه ملكًا للموتى، نظيرًا لدور ابنه بصفته ملكًا للأحياء. من ذلك الحين فصاعدًا، ينشغل أوزوريس بالدورات الطبيعية للموت و{{المقصود|البعث|البعث}}، مثل النمو السنوى {{المقصود|للمحاصيل|محصول}}، الذي يناظر عمليه إحيائه.<ref>Pinch 2004, pp. 84, 179</ref>
 
== أصول الأسطورة ==
بما أن أسطورة إيزيس وأوزوريس ظهرت لأول مرة في [[نصوص الأهرام]]، فلابد أن معظم الملامح الأساسية بها تشكلت قبل أن تُكتب النصوص. ويمكن أن تكون الأجزاء المميزة في ال[[قصة]]، من موت أوزوريس وإحيائه وطفولة حورس وصراعه مع ست، في الأصل حلقات أسطورية منفصلة. وإذا صحّ هذا، فلابد أن هذا الحلقات اندمجت جميعًا في قصة واحدة في وقت نصوص الأهرام، التي تربط بين هذه الأجزاء ربطًا فضفاضًا. في أي حال من الأحوال، فالقصة تكونت نتيجة لمجموعة من المؤثرات.<ref name="O'Connor 37"/> وكثير من أجزاء القصة قائم على أفكار {{المقصود|دين|دين}}ية،<ref name="te Velde 76">te Velde 1967, pp. 76–80</ref> وعلى الطبيعة العامة لل[[مجتمع]] المصري القديم من الطبيعة ال[[إله]]ية للملك، وخلافة [[ملك]] لآخر،<ref>Griffiths 1980, pp. 185–186, 206</ref> والصراع للإبقاء على [[ماعت]]،<ref>Tobin 1989, p. 92</ref> والجهد المبذول للتغلب على الموت.<ref name="O'Connor 37"/> على سبيل المثال، [[رثاء]] إيزيس ونيفتيس لأخيهم الميت يمكن أن يمثل التقاليد الأولى لطقوس الرثاء.<ref>Tobin 1989, p. 120</ref>
 
سطر 86:
بعد ملاحظة ال[[شك]]وك المحيطة بالأحداث حتى الآن، يرجح هيرمان تي فيلدي أن الجذور ال[[تاريخ]]ية للصراع في غاية [[غموضية|الغموض]] لا يمكن استخدامها في فهم ال[[أسطورة]] كما أنها بلا أي مغزى يتعلق بمعنى الأسطورة ال{{المقصود|دين|دين}}ي. يقول هيرمان: ضاعت أصول أسطورة حورس وست في ضباب التقاليد الدينية لما قبل التاريخ.<ref name="te Velde 76"/>
 
== تأثير الأسطورة ==
كان تأثير أسطورة إيزيس وأوزوريس في ال[[ثقافة]] المصرية القديمة أعظم وأكثر انتشارًا من أي [[أسطورة]] أخرى.<ref name="Assmann 124"/> في ال[[أدب]]، لم تكن الأسطورة قائمة على هدف ال[[حكاية|حكي]] فحسب مثل "الصراعات". لكنها توفر أيضًا الأساس ل{{المقصود|قصص|قصص}} أخرى متعقلة بهذه الأسطورة عن بعد. فتتضمن "[[قصة الأخوين]]"، الحكاية ال[[شعبية]] ذات [[بطل|الأبطال]] البشر، بعض العناصر المشابهة لأسطورة إيزيس وأوزوريس.<ref name="Baines 372">Baines in Loprieno 1996, pp. 372–374</ref> ففيها تأكل [[سمك]]ة العضو التناسلي لإحدى الشخصيات، وفي وقت لاحق تموت هذه الشخصية ويتم {{المقصود|أعادته إلى الحياة|إحياء}}.<ref>Lichtheim 2006b, pp. 206–209</ref> كما أن "قصة الحقيقة والكذب" تتبنى الصراع بين حورس وست في صورة [[تمثيل (أدب)|حكاية رمزية]] تقوم فيها الشخصيات ب[[مذهب التأنيس|تشخيص]] الحقيقة والكذب مباشرة بدلًا من الإتيان بالآلهة المرتبطة بهذه المفاهيم.<ref name="Baines 372"/>
 
[[ملف:Opening of the Mouth - Tutankhamun and Aja.jpg|تصغير|يمين|احتفال فتح الفم: طقس جنائزي هام ل[[توت عنخ آمون]] يؤديه خليفته [[خپر خپرو رع آي|آي]]. يلعب الملك المتوفى دور أوزوريس الذي كان من المفترض يؤدي حورس من أجله الاحتفال.<ref>Roth, Ann Macy, "Opening of the Mouth" in Redford 2001, vol. II, pp. 605–608</ref>]]
منذ وقت [[نصوص الأهرام]] على أقل تقدير، تمنى الملوك أن يقوموا بعد موتهم ب[[محاكاة]] {{المقصود|أعادته إلى الحياة|إحياء}} أوزوريس وحكمه ل{{المقصود|مملكة|مملكة}} ال[[موت]]ى. وفي بداية [[الدولة الحديثة]] (2055-1650 ق.م)، اعتقد بعض المصريين من خارج الأسرة الملكية أنهم هم أيضًا يمكنهم التغلب على الموت مثلما فعل أوزوريس، وذلك بعبادتهم له والمرور بنفس الطقوس [[جنازة|الجنائزية]] التي قامت عليها الأسطورة جزئيًا. وبهذا أصبح أوزوريس أهم [[إله]] للحياة [[الآخرة]] في مصر.<ref>David 2002, pp. 154, 158</ref> كما أثرت الأسطورة على الفكرة التي انتشرت في [[الدولة الحديثة]] بأن ذوي ال[[فضيلة]] من الناس فقط هم من يصلون إلى [[أساطير فرعونية|الآخرة]]. وبما أن الآلهة المجتمعة قضت بكون أوزوريس وحورس صالحَين [[باطل|إبطالًا]] لل[[ظلم]] الناتج عن [[قتل]] أوزوريس، فكان من اللازم أن يُحكم بصلاح روح المتوفى حتى يمكن إبطال موته.<ref name="Smith 3"/> بصفة أوزوريس إلهًا حاكمًا لأرض الموتى متصلًا ب[[ماعت]]، أصبح هو ال[[قاض]]ي في محاكمته بعد ال[[موت]]، وعرض الحياة بعد الموت لمن يحذو حذوه.<ref>Griffiths 1980, pp. 181–184, 234–235</ref>
 
بزيادة أهمية أوزوريس زادت شعبيته. ففي أواخر [[الدولة الوسطى]] تم اعتبار [[مقبرة]] حاكم الأسرة الأولى [[خنت دجر]]، القريبة من المركز الرئيسي لعبادة أوزوريس في مدينة [[أبيدوس]]، مقبرة أوزوريس. ومن ثم، أصبحت المقبرة تركز بشكل كبير على عبادة أوزوريس. ولمدة الألف وخمسمائة سنة التالية، سافرت [[موكب|مواكب]] سنوية من ال[[معبد]] الرئيسي لأوزوريس حتى موقع المقبرة. تمت الإشارة في هذه المواكب إلى [[رثاء]] إيزيس ونيفتيس وعملية استعادة و{{المقصود|أعادته إلى الحياة|إحياء}} أخيهما المقتول، وربما تمت إعادة تمثيل الطقوس التي قامتا بها.<ref>O'Connor 2009, pp. 90–91, 114, 122</ref> وقام الملوك وعامة الشعب في أنحاء مصر ببناء معابد تؤدي دور المقابر الخاوية بالقرب من الطريق الذي يسير فيه الموكب. بفعلهم هذا سعوا إلى أن يقووا الاتصال بأوزوريس في [[الآخرة]].<ref>O'Connor 2009, pp. 92–96</ref> أصبح [[احتفال]] جنائزي كبير آخر مرتبطًا بأوزوريس في [[الدولة الوسطى]]، وهو احتفال قومي منتشر في عدة أيام من شهر [[كياهك]] في [[تقويم مصري|التقويم المصري]].<ref>Graindorge, Catherine, "Sokar", in Redford 2001, vol. III, pp. 305–307</ref> أثناء شهر كياهك كان عامود جد، شعار أوزوريس، يُرفع إلى الوضع المستقيم، مما يرمز إلى إحياء أوزوريس. في عصر [[المملكة البطلمية]] (305-30 ق.م) شهد شهر كياهك أيضًا زراعة بذور في "[[سرير]] أوزوريس" المتكون من التربة متخذًا شكل [[مومياء]] رابطًا بين إحياء أوزوريس والنمو الموسمي للنباتات.<ref>Mettinger 2001, pp. 169–171</ref>
سطر 131:
* {{مرجع كتاب|المؤلف=Plutarch|author-link=Plutarch|العنوان=Plutarch's De Iside et Osiride|others=Edited with an introduction, translation and commentary by J. Gwyn Griffiths|السنة=1970|الناشر=University of Wales Press}}
* {{مرجع كتاب|editor-last=Redford|editor-first=Donald B.|editor-link=Donald B. Redford|العنوان=[[Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt|The Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt]]|السنة=2001|الناشر=Oxford University Press| الرقم المعياري=0-19-510234-7}}
* {{مرجع ويب | الأخير = Smith | الأول = Mark | editor1-last = Dieleman | editor1-first = Jacco | editor2-last = Wendrich | editor2-first = Willeke | العنوان = Osiris and the Deceased | العمل = UCLA Encyclopedia of Egyptology | الناشر = Department of Near Eastern Languages and Cultures, UC Los Angeles | السنة = 2008 | المسار = http://escholarship.org/uc/item/29r70244 |تاريخ الوصول = 5 يونيو 2012|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190919231438/https://escholarship.org/uc/item/29r70244|تاريخ أرشيف=2019-09-19}}
* {{مرجع كتاب|الأخير=te Velde|الأول=Herman|العنوان=Seth, God of Confusion|others=Translated by G. E. Van Baaren-Pape|السنة=1967|الناشر=E.J. Brill}}
* {{مرجع كتاب|الأخير=Tobin|الأول=Vincent Arieh|العنوان=Theological Principles of Egyptian Religion|الناشر=P. Lang|السنة=1989|الرقم المعياري=0820410829}}
سطر 150:
</div>
 
== وصلات خارجية ==
* [http://penelope.uchicago.edu/Thayer/E/Roman/Texts/Plutarch/Moralia/Isis_and_Osiris*/home.html {{ط|بلوتارخ: إيزيس وأوزوريس}}، في موقع LacusCurtius]. النص الكامل من ''De Iside et Osiride'' كما ترجمها فرانك كول بابت.
{{مواضيع مصر القديمة}}