الدولة العباسية: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [مراجعة غير مفحوصة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
بطاطا وسوم: تعديلات المحتوى المختار تحرير من المحمول تعديل ويب محمول |
|||
سطر 91:
أسس الدولة العباسية رجالٌ من سلالة [[العباس بن عبد المطلب]] أصغر أعمام الرسول [[محمد|محمد بن عبد الله]]، وقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على [[فرس (مجموعة إثنية)|الفرس]] الناقمين على الأمويين لاستبعادهم إياهم من مناصب الدولة والمراكز الكبرى، واحتفاظ [[عرب|العرب]] بها، كذلك استمال العباسيون [[الشيعة]] للمساعدة على زعزعة كيان [[الدولة الأموية]]. نقل العباسيون عاصمة الدولة، بعد نجاح ثورتهم، من [[دمشق]]، إلى [[الكوفة]]، ثم [[محافظة الأنبار|الأنبار]] قبل أن يقوموا بتشييد مدينة [[بغداد]] لتكون عاصمة لهم، والتي ازدهرت طيلة ثلاث قرون من الزمن، وأصبحت أكبر مدن العالم وأجملها، وحاضرة العلوم والفنون، لكن نجمها أخذ بالأفول مع بداية غروب شمس الدولة العباسية ككل، ونقل المعتصم عاصمة الدولة من بغداد إلى [[سامراء]] التي اطلق عليها '''سر من رأى''' ثم أعيدت إلى بغداد بعد أربعين سنة. عرفت الدولة العباسية عصرها الذهبي خلال عهدي هارون الرشيد وابنه المأمون، إذ نشطت الحركة العلمية وازدهرت ترجمة كتب العلوم الإغريقية والهندية والفهلوية إلى اللغة العربية على يد السريان والفرس والروم من أهالي الدولة العباسية، وعمل المسلمون على تطوير تلك العلوم وابتكروا عدة اختراعات مفيدة، كما ازدهرت [[فلسفة إسلامية|الفلسفة الإسلامية]] واكتمل تدوين المذاهب الفقهية الكبرى: ال[[حنفية]] وال[[مالكية]] وال[[شافعية]] وال[[حنابلة|حنبلية]] عند أهل السنة، و[[إمامية|الجعفرية]] وال[[زيدية]] عند الشيعة، وبرزت الكثير من الأعمال الأدبية والفنية مثل كتاب [[ألف ليلة وليلة]] وغيرها، وساهم [[أهل الكتاب]] من المسيحيين واليهود والصابئة بهذه النهضة الحضارية، وبرز منهم علماء وأدباء وفلاسفة كبار.
تنوّعت الأسباب التي أدّت لانهيار الدولة العباسية، ومن أبرزها: بروز حركات [[
انتهى الحكم العباسي في [[بغداد]] سنة [[1258]]م عندما أقدم [[هولاكو خان]] على نهب وحرق المدينة وقتل أغلب سكانها بما فيهم الخليفة وأبنائه. انتقل من بقي على قيد الحياة من بني العباس إلى [[القاهرة]] بعد تدمير بغداد، حيث [[الخلافة العباسية في مصر|أقاموا الخلافة مجددًا]] في سنة [[1261]]م، وبحلول هذا الوقت كان الخليفة قد أصبح مجرد رمز لوحدة الدولة الإسلامية دينيًا، أما في الواقع فإن سلاطين ال[[الدولة المملوكية|مماليك]] المصريين كانوا هم الحكّام الفعليين للدولة. وكان محيي الخلافة العباسية في القاهرة هو السلطان [[الظاهر بيبرس]]، الذي رغب بأن يكون الحاكم المُسلم الذي يُعيد الحياة إلى هذه الخِلافة على أن يكون مقرَّها القاهرة، لِيجعل منها سندًا لِلسلطنة المملوكيَّة التي كانت بِحاجةٍ ماسَّة إلى دعمٍ روحيٍّ يجعلها مهيبة الجانب، بِالرُغم من الانتصارات التي حققتها ضدَّ المغول، ولِيُحيط عرشه بِسياجٍ من الحماية الروحيَّة يقيه خطر الطامعين في مُلك مصر والشَّام، ويُبعد عنه كيد مُنافسيه من أُمراء المماليك في مصر الذين اعتادوا الوُصُول إلى الحُكم عن طريق تدبير المُؤامرات، وكي يظهر بِمظهر حامي الخِلافة الإسلاميَّة.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشَّام|طبعة= الرابعة |صفحة= 93|سنة= [[1436 هـ|1436هـ]] - [[2015]]م|ناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953183206|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> لذلك استدعى إلى القاهرة أمير عباسي هو [[أحمد المستنصر بالله|أبو القاسم أحمد]] وبايعه وعلماء الديار المصرية بالخلافة، فقلد الخليفة بيبرس البلاد الإسلاميَّة وما ينضاف إليها، وما سيفتحهُ من بلادٍ في [[دار الإسلام ودار الكفر|دار الحرب]]، وألبسهُ خُلعة السلطنة.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[محيي الدين بن عبد الظاهر|ابن عبد الظاهر، مُحيي الدين أبو الفضل عبد الله بن رشيد الدين السعدي المصري]]|مؤلف2= تحقيق ونشر: عبدُ العزيز الخويطر|عنوان= الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر|صفحة= 100|سنة= [[1976]]}}</ref> ومُنذ ذلك الوقت عُرف كل سلطان مملوكي بـ«قسيم أمير المؤمنين». استمرت الخلافة العباسية قائمة حتى سنة [[1519]]م، عندما اجتاحت الجيوش العثمانية [[بلاد الشام]] و[[مصر]] وفتحت مدنها وقلاعها، فتنازل آخر الخلفاء عن لقبه لسلطان آل عثمان، [[سليم الأول]]، فأصبح [[الدولة العثمانية|العثمانيون]] خلفاء المسلمين، ونقلوا مركز العاصمة من [[القاهرة]] إلى [[القسطنطينية]].
|