سيمون فايل: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
سطر 42:
}}
 
'''سيمون أدولفين فايل''' (سيمون ڤــايل) (ب[[الفرنسيةلغة فرنسية|بالفرنسية]]: Simone Weil): (باريس [[3 فبراير]] [[1909]] - [[أشفورد]] [[24 أغسطس]] [[1943]]): فيلسوفة [[ومتصوفة وناشطة سياسية فرنسية]] وُلِدَتْ في عائلة يهودية غير متدينة. تُعتبَر سيمون فايل من أهم فلاسفة القرن العشرين، وهي أخت عالِم الرياضيات [[أندريه ويل|أندريه فايل]].<ref>{{MacTutor Biography|id=Weil}}</ref><ref>{{MacTutor Biography|id=Weil_family|class=HistTopics|title=Weil family}}</ref>
 
مع أنها لم تعش سوى 34 عاماً فقد كانت غزيرةَ الإنتاج تجاوزت مؤلفاتها العشرين. اعتبرها الكاتبُ والروائي الفرنسي [[ألبير كامو]] أكبرَ عقل في عصرها. كما اعتبرها الكاتبُ والصحفي البريطاني [[توماس مالكوم مادجيريدج]] ([[Thomas Malcom Muggeridge]]) العقلَ الأكثرَ إشراقاً في القرن العشرين. بلغَ تأثيرُها حداً جعلَ [[ألبير كامو]] نفسُه يرى أنه من المستحيل تصور أية مكانة لأوروبا في المستقبل ما لم تأخذ أوروبا بالحسبان المتطلباتِ التي حدَّدَتْها سيمون فايل.
 
بعد تخرجها من التعليم الرسمي، أصبحت فايل معلمة. درَّست بشكل متقطع خلال ثلاثينيات القرن العشرين، وأخذت إجازات عديدة بسبب صحتها السيئة ولأنها كرست نفسها للعمل في النشاط السياسي وهو عمل من شأنه أن يساعدها في حركة النقابة العمالية، إذ وقفت في صف [[لاسلطوية|اللاسلطويين]] المعروفين باسم عمود دوروتي في [[الحرب الأهلية الإسبانية]]، وأمضت أكثر من سنة تعمل كعاملة في مصانع السيارات غالباً لتتمكن من فهم الطبقة العاملة بشكل أفضل.
نقلَ المترجمُ السوري [[محمد علي عبد الجليل]] إلى العربية كتابَها الشهير [[التجذر]] (''[[التجذر: تمهيد لإعلان الواجبات تجاه الكائن الإنساني]]'' (''[[L’enracinement: Prélude à une déclaration des devoirs envers l’être humain]]'')). وقامت دار [[معابر (مجلة)]] للنشر في [[دمشق]] بنشر الترجمة عام 2010م. كما ترجمَ مختاراتٍ من أعمالها في كتاب نُشِرَ في دار [[معابر (مجلة)]] للنشر أيضاً.
 
سلكت طريقاً غير مألوف بالنسبة إلى المثقففين اليساريين في القرن العشرين، وأصبحت أكثر تديناً وميلاً إلى الروحانية مع تقدمها في السن. كتبت فايل العديد من المؤلفات خلال حياتها، رغم أن معظم كتاباتها لم تلفت الانتباه إلا بعد وفاتها. في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، أصبحت أعمالها مشهورة في أوروبا القارية وفي [[العالم الناطق بالإنجليزية|البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية]]. ظل فكرها موضوع دراسات مكثفة في مجالات عديدة.<ref>Especially philosophy and theology—also political and social science, feminism, science, education, and classical studies.</ref> وجدت دراسة لاحقة من جامعة كالغاري أنه بين عامي 1995 و2012 نُشر أكثر من 2500 عمل علمي جديد عنها.<ref name="Calgary">{{cite web|url=https://www.ucalgary.ca/simoneweil/|title=Simone Weil: Bibliography|publisher=University of Calgary|author=Saundra Lipton and Debra Jensen|date=2012-03-03|accessdate=2012-04-16}}</ref> وصفها [[ألبير كامو]] بأنها «الروح العظيمة الوحيدة في عصرنا».<ref name="Hellman">{{cite book|author=John Hellman|title=Simone Weil: An Introduction to Her Thought|pages=1–23|year=1983|isbn=978-0-88920-121-7|publisher=Wilfrid Laurier University Press}}</ref>
 
نقلَ المترجمُ السوري [[محمد علي عبد الجليل]] إلى العربية كتابَها الشهير [[التجذر]] (''[[التجذر: تمهيد لإعلان الواجبات تجاه الكائن الإنساني]]'' (''[[L’enracinement: Prélude à une déclaration des devoirs envers l’être humain]]'')). وقامت دار [[معابر (مجلة)|مجلة معابر]] للنشر في [[دمشق]] بنشر الترجمة عام 2010م. كما ترجمَ مختاراتٍ من أعمالها في كتاب نُشِرَ في دار [[معابر (مجلة)]] للنشر أيضاً.
 
== سيرتها الذاتية ==
 
=== حياتها المبكرة ===
وُلدت فايل في شقة والديها في [[باريس]] في 3 فبراير عام 1909، والدها الطبيب برنارد ووالدتها سولومي ويل، وهما يهوديان [[لاأدرية|لاأدريان]] من منطقة [[ألزاس]] انتقلا إلى باريس بعد ضم أراضي الألزاس واللورين إلى ألمانيا. كانت فايل طفلة تتمتع بصحة جيدة في شهورها الستة الأولى، لكن بعدئذ عانت من نوبة حادة من التهاب الزائدة الدودية، ثم رافقتها الصحة السيئة طوال حياتها. كانت الطفلة الصغيرة لوالديها، وتمتعت بعلاقة طيبة مع أخيها عالم الرياضيات أندريه فايل طوال حياتها. كان والداهما ميسورا الحال وأنشآ طفليهما في بيئة واعية وداعمة.<ref>Simone Pétrement (1988); pp. 4-7.</ref>
 
شعرت فايل بالأسى بسبب اضطرار والدها إلى مغادرة المنزل لعدة سنوات بسبب تجنيده للخدمة في [[الحرب العالمية الأولى]]. آمنت إيفا فوغلمان وروبرت كولز وعلماء آخرين أنه من الممكن أن تكون هذه التجربة ساهمت في حالة الإيثار الكبيرة التي أظهرتها فايل طوال حياتها.<ref>According to Fogelman, Cole, and others, various studies have found that a common formative experience for marked altruists is to suffer a hurtful loss and then to receive strong support from loving carers.</ref><ref>{{cite web|url=http://blogs.forward.com/the-arty-semite/153791/friday-film-simone-weil-s-mission-of-empathy/|title=Friday Film: Simone Weil's Mission of Empathy|publisher=The Jewish Daily Forward|author=Eva Fogelman|date=2012-03-23|accessdate=2012-09-06}}</ref><ref name="Coles">{{cite book|author=Robert Coles|title=Simone Weil: A Modern Pilgrimage (Skylight Lives)|year=2001|isbn=978-1893361348|publisher=SkyLight Paths}}</ref> اكتسبت فايل هوساً بالنظافة من المنزل الذي قضت فيه طفولتها، وفي أوقات لاحقة من حياتها، تحدثت فايل أحياناً عن اشمئزازها واعتقدت أن الآخرين يرونها بهذه الطريقة مع أنها كانت تُعتبر جذابة جداً في شبابها.<ref>According to Pétrement (1988) p. 14, family friends would refer to Simone and André as "the genius and the beauty".</ref>
 
كانت فايل عطوفة جداً بشكل عام وتجنبت أي شكل من أشكال التواصل الجسدي تقريباً حتى مع صديقاتها.<ref>Simone Pétrement (1988); pp. 4–7, 194</ref>
 
وفقاً لصديقها وكاتب سيرتها الذاتية سيمون بيترومونت، قررت فايل في سنوات حياتها المبكرة أن عليها اكتساب صفات ذكورية والتضحية بالكثير من فرص العلاقات العاطفية من أجل متابعة مهنتها بالكامل لتحسين الأوضاع الاجتماعية للمحتاجين. منذ سنوات مراهقتها الأخيرة، كانت فايل تخفي جمالها المتواضع خلف مظهر ذكوري بشكل عام، ونادراً ما تضع مساحيق التجميل وترتدي ملابس ذكورية.<ref name="Hellman2">{{cite book|author=John Hellman|title=Simone Weil: An Introduction to Her Thought|pages=1–23|year=1983|isbn=978-0-88920-121-7|publisher=Wilfrid Laurier University Press}}</ref><ref>Simone Pétrement (1988); pp. 27–29</ref>
 
=== حياتها الفكرية ===
كانت فايل تلميذة سابقة لعمرها، وأتقنت [[اللغة الإغريقية]] في عمر الثانية عشرة. تعلمت السنسكريتية لاحقاً بعد قراءة كتاب البهاغافاد غيتا. كانت اهتماماتها في الأديان الأخرى على مستوى عالمي مثل مفكر عصر النهضة بيكوديلا ميراندولا، وحاولت فهم طقوس كل دين كتعبير عن الحكمة المتعالية.
 
في عمر المراهقة، درست في مدرسة هنري الرابع تحت إشراف معلمتها القديرة إيميلي تشارتي والتي تُعرف باسم «ألين».<ref>{{cite book|last=Hellman|first=John|title=Simone Weil: An Introduction to her Thought|publisher=Wilrid Laurier University Press|year=1982}}</ref> انتهت محاولتها الأولى في تقديم اختبار القبول في مدرسة الأساتذة العليا في يونيو عام 1927 بالفشل بسبب درجاتها المنخفضة في التاريخ. عام 1928، نجحت في الحصول على القبول. احتلت المرتبة الأولى في اختبار الحصول على شهادة «الفلسفة العامة والمنطق»، بينما حلت [[سيمون دي بوفوار]] في المرتبة الثانية.<ref name="bandw">{{cite web|url=http://www.kirjasto.sci.fi/weil.htm|title=Simone Weil|website=Books and Writers (kirjasto.sci.fi)|first=Petri|last=Liukkonen|publisher=Kuusankoski Public Library|location=Finland|archiveurl=https://web.archive.org/web/20070424181411/http://www.kirjasto.sci.fi/weil.htm|archivedate=24 April 2007|url-status=dead}}</ref> أثناء تلك السنوات، لفتت فايل الانتباه بسبب آرائها المتطرفة. كانت تدعى «البكر الغاضبة»، وحتى أن معلمتها القديرة لقبتها «بالمخلوق المريخي».<ref>Alain, "Journal" (unpublished). Cited in Petrement, ''Weil'', 1:6.</ref>
 
درست الفلسفة في مدرسة الأساتذة العليا، ونالت شهادة الدراسات العليا ( وهي شهادة مكافئة لشهادة الماجستير) عام 1931، وكان عنوان أطروحتها «العلم والكمال عند ديكارت».<ref name="Schrift">{{cite book|last=Schrift|first=Alan D.|editor=|others=|title=Twentieth-century French Philosophy: Key Themes and Thinkers|airdate=|origyear=|month=|url=|edition=|series=|year=2006|publisher=Blackwell Publishing|isbn=978-1-4051-3217-6|page=186}}</ref> حصلت على موافقة العمل في العام نفسه.<ref>{{cite web|url=http://rhe.ish-lyon.cnrs.fr/?q=agregsecondaire|title=Les agrégés de l'enseignement secondaire. Répertoire 1809-1950|author=André Chervel|publisher=Laboratoire de recherche historique Rhône-Alpes|accessdate=23 June 2014}}</ref> درَّست فايل الفلسفة في مدرسة إعدادية للبنات في مدينة لو بوي أون فيلاي، وكان التدريس أول عمل تقوم به في حياتها القصيرة.
 
=== نشاطها السياسي ===
يعود سبب مشاركتها في العمل السياسي غالباً إلى عطفها على [[طبقة عاملة|الطبقة العاملة]]. عام 1915، عندما كان عمرها ست سنوات فقط امتنعت عن تناول السكر تضامناً مع القوات المرابطة على الجبهة الغربية. عام 1919، عندما كانت في العاشرة من عمرها أعلنت انتماءها للبلشفيك (الأكثرية). وفي سنوات مراهقتها الأخيرة، شاركت في حركة الكتَّاب. كتبت مقالات سياسية، وخرجت في مظاهرات، وأيدت حقوق العمال. في ذلك الوقت، كانت ماركسية ومن دعاة السلام وعضواً في نقابة العمال. أثناء تدريسها في لو بوي أون فيلاي، شاركت في العمل السياسي المحلي لدعم العاطلين عن العمل والعمال المضربين رغم الانتقادات التي تعرضت لها. لم تنضم فايل إلى الحزب الشيوعي بشكل رسمي، وبدأت تنتقد الماركسية بشكل كبير في عشرينياتها.
 
وفقاً لبيترومونت، كانت من أوائل من وضعوا شكلاً جديداً للطغيان لم يكن مُتوقعاً من قبل ماركس، إذ أمكن للنخبة البيروقراطية جعل حياة الناس العاديين بائسة كما فعل معظم الرأسماليين المستغِلين.<ref name="Simone Pétrement 1988; p. 176">Simone Pétrement (1988); p. 176</ref>
 
عام 1932، زارت فايل ألمانيا لمساعدة الناشطين الماركسيين الذين كانوا يُعتبروا في ذلك الوقت أقوى الشيوعيين وأكثرهم تنظيماً في [[أوروبا الغربية]]، لكنها لم تعتبرهم نداً [[فاشية|للفاشيين]] الذين سيظهرون لاحقاً. عند عودتها إلى فرنسا، رفض أصدقاؤها من السياسيين في أميركا مخاوفها لأنهم يعتقدون أن ألمانيا ستبقى تحت سيطرة الوسطيين أو اليساريين. بعد تولي هتلر السلطة عام 1933، أمضت فايل معظم وقتها محاولة مساعدة الشيوعيين الألمان على الهرب من نظامه.<ref name="Simone Pétrement 1988; p. 1762">Simone Pétrement (1988); p. 176</ref> نشرت فايل مقالات أحياناً عن قضايا اجتماعية وسياسية من بينها «الاضطهاد والحرية» ومقالات قصيرة عديدة لصحف النقابة. انتقد هذا العمل الفكر الماركسي المشهور وقدم وصفاً متشائماً لحدود [[رأسمالية|الرأسمالية]] [[اشتراكية|والاشتراكية]]. رد [[ليون تروتسكي]] بنفسه على العديد من مقالاتها مهاجماً أفكارها وشخصيتها. على أي حال، وفقاً لبيترومونت، تأثر تروتسكي ببعض أفكار ويل.<ref>Simone Pétrement (1988); p. 178</ref>
 
شاركت فايل في الإضراب العام في فرنسا عام 1933، ودعت إلى التظاهر ضد البطالة وخفض الأجور. في العام التالي، حصلت على إجازة لمدة سنة من منصبها كمعلمة لتعمل متنكرة كعاملة في مصنعين، تعود ملكية أحدهما لشركة رينو انطلاقاً من اعتقادها أن هذه التجربة ستسمح لها بالتواصل مع الطبقة العاملة. عام 1935، استأنفت التدريس وتبرعت بمعظم دخلها لأسباب سياسية ومساعي خيرية.
 
عام 1936، ورغم إعلانها أنها كانت [[سلامية]]، سافرت لتشارك في [[الحرب الأهلية الإسبانية]] وكانت مع الجمهوريين، وانضمت إلى عمود دوروتي [[لاسلطوية|اللاسلطوي]]. حتى أنها حملت بندقية لكن رفاقها أبعدوها عن صفوف القتال بسبب قصر بصرها الشديد، وكانوا يخشون أن تطلق سيمون النار على أحدهم، فقد اصطدمت بقدر مليء بسائل مغلي بسبب قصر بصرها وأصيبت بحروق ملحوظة، وجاءت عائلتها إلى إسبانيا لتعيدها إلى وطنها. أثناء إقامتها في جبهة أراغون، أرسلت بعض الأخبار المكتوبة إلى صحيفة لو ليبيرتي الفرنسية. وعرفت عن نفسها بأنها لاسلطويّة،<ref>{{cite book|author=McLellan, David|title=Utopian Pessimist: The Life and Thought of Simone Weil|publisher=Poseidon Press|year=1990}}, p121</ref> وبعد وصولها إلى إسبانيا، حاولت الوصول إلى القائد المناهض للفاشية جوليان غوركين وطلبت منه إرسالها في مهمة كعميل متخفٍ لإنقاذ الأسير خواكين مورين. رفض غوركين ذلك قائلاً أنها حتماً تضحي بنفسها مقابل لا شيء إذ أنه من غير المرجح أن تتمكن من العبور كإسبانية.<ref>Simone Pétrement (1988); p. 271</ref>                  
 
== أعمالها ==
السطر 55 ⟵ 88:
* ''الإلياذة أو قصيدة القوة''
* ''انتظار الله''
* [[التجذر]] ''[[التجذر تمهيد لإعلان الواجبات تجاه الكائن الإنساني]]''
 
== مراجع ==
{{مراجع|2}}
{{تصنيف كومنز|Simone Weil}}
{{مواقع التواصل الاجتماعي}}