معركة فارنا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 209:
اعتبر الطرفان: العثماني والمجري أن هذه الاتفاقية بمثابة فرصة لالتقاط الأنفاس، وخصوصًا بعد سلسلة طويلة من الصراعات والحروب، ولكن [[فلاديسلاف الثالث|الملك ڤلاديسلاڤ]] والكاردينال سيزاريني نقضاها بعد فترة وجيزة.<ref name=":03" />
 
=== نقضاستعدادات الصليبيونالصليبيين لنقض المعاهدة سراوغزو =[[أدرنة|إدرنة]]==
في 22 سپتمبر تحرك الصليبيون من المجر، {{sfn|Engel|2001|p=287}} يُريدون التقدم باتجاه [[البحر الأسود]] عبر '''[[جبال البلقان]]'''. {{sfn|Cartledge|2011|pp=56-57}}{{sfn|Stavrianos|2000|p=53}}
لم تكن الدولة العثمانية قد علمت حتى ذلك الحين بنقض المندوب البابوي الكاردينال "جوليان سيزاريني" للمعاهدة، وتسييرهم الجيش الصليبي من المجر.
 
== مقدمات المعركة ==
كان الغرض من حملة الصليبيين هو مهاجمة وغزو [[أدرنة|إدرنة]] عاصمة [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]] والواقعة في [[روملي|الروملي]] (أرض أوروپا) أثناء انقطاع السلطان [[مراد الثاني]] بعيداً عنها في [[الأناضول]] (أرض آسيا الصغرى)، وفي ظل وجود السلطان الطفل [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] حاكماً رسمياً للعثمانيين، وتواجد الجيش العثماني في [[الأناضول]] (الآسيوية) واستحالة نقله سريعاً إلى [[روملي|الروملي]].
 
اعتمد الصليبيون على مساعدة الأسطول البحري المسيحي الذي كان يتكون أساسًا من السفن البابوية [[جمهورية البندقية|والبندقية]]، فكان من المفترض أن يمنع الأسطول الصليبي القوات الرئيسية للسلطان [[مراد الثاني]] الذين كانوا في [[آسيا الصغرى]] ([[الأناضول]]) من عبور مضيق [[الدردنيل]] أو مضيق [[البوسفور (مضيق)|البوسفور]] إلى [[روملي|الروملى]] ([[أوروبا|أوروپا]])، مما يتيح سرعة تقدم الصليبيين في [[روملي|الروملي]].
 
ولكن تبين أن هذا التصور صعب التنفيذ من الناحية الفنية لأن المدفعية العثمانية كانت تحرس ضفتي المضيق، ولذلك ابحرت السفن البابوية والبندقية التي دخلت مضيق [[الدردنيل]] تحت قيادة "'''ألڤيس لوريدان'''"، إلى [[فارنا|ڤارنا]] للالتقاء مع جيوش الصليبيين هناك ومن ثمّ نقلهم على طول الساحل إلى [[القسطنطينية]]، {{Sfn|Gulino|2005}} وذلك أسرع زمنياً من زحف الجيوش ودخولهم الأراضي العثمانية عن طريق البرّ.
 
دعا الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] حاميات القلاع العثمانية التي صادفتهم على طول طريق تقدّم الجيش الصليبي باتجاه مدينة [[فارنا|ڤارنا]] إلى الاستسلام، ولكنهم دافعوا جيداً عن أنفسهم مما أدَّى إلى تأخير تقدم الجيش المجري. ونتيجة لذلك تمت مجاوزة الحصون العثمانية الصعبة أو الاستيلاء عليها إن استطاعوا.
 
وفي خلال المسير، انضم إلى الجيش الصليبي الكثير:
 
* انضم السكان البلغار المحليين من مدن: [[فيدين]] و<nowiki/>[[أورياهوفو|أورياهوڤو]] و [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]].
* وانضم للجيش أيضاً المتمرد البلغاري [[فروزين]] بحرسه الشخصي، وكان أبوه هو ملك البُلغار السابق "إيڤان شيشمان" الذي توفي منذ 49 عاماً (1395م).
 
* وفي 10 أكتوبر 1444م، بالقرب من [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]]، التحق حوالي 7 آلاف من سلاح الفرسان تحت قيادة [[ميرتشا الثاني حاكم الأفلاق|ميرتشيا الثاني]] الابن الأكبر "'''لڤلاد الثاني دراكول'''" الذي كان قد استعاد عرش [[الأفلاق]] بمعاونة [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] عام 1436م فلم يشارك في المعركة بل حاول ثني ابنه عن الالتحاق بجيش الصليبيين ولم يفلح. {{Sfn|Emecen|2012}}
 
وصل "'''ڤلاد الثاني دراكول'''" بالقرب من [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]] وحاول ثني [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] ملك بولندا والمجر عن مواصلة [[حملة فارنا الصليبية|حملة ڤارنا الصليبية]]. يُخبر المؤرخ البولندي "كالّيماتشوس" (Callimachus) أن قادة الحملة الصليبية لم يستمعوا له، لذا عاد "'''ڤلاد الثاني دراكول'''" إلى [[الأفلاق]] بعد أن ترك ابنه '''ميرتشا الثاني''' على قيادة وحدة مساعدة مكونة من 4000 (<u>{{خلفية نص|green|#faf30b|وفي مصدر آخر:}}</u> 7000) من سلاح الفرسان [[الأفلاق|الأفلاقيين]]، شاركوا جميعهم في معركة ڤارنا. لاحقاً بعد الهزيمة الثقيلة التي مُني بها الائتلاف الصليبي في [[حملة فارنا الصليبية|ڤارنا]]، قاد '''ميرتشا الثاني''' ما تبقى من وحدته والقوات المسيحية هارباً عبر [[دانوب|نهر الدانوب]].
 
رجع السلطان [[مراد الثاني]] مرة أخرى وتولَّى قيادة الجيش ونقل قواته بسرعة من [[آسيا الصغرى]] إلى [[روملي|الروملي]] عبر المضيق بفضل مساعدة أسطول [[جمهورية جنوة|جنوة]]، وبذلك تم إغلاق طريق الصليبيين إلى الجنوب وأصبحت القوات الملكية الصليبية في وضع خطير مُهدَّدين بأن تتحرك القوات العثمانية وتذهب وراءهم لتقطع طريق عودتهم وتهاجمهم (باعتبار أن وجهتهم كانت غزو العاصمة [[أدرنة|إدرنة]]).
 
تحت هذه الظروف، كان تراجع الصليبيين من خلال الوادي الضيق لنهر "پروڤاديا" (Provadiya) خطير جدا، لذلك قرر [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] و<nowiki/>[[يوحنا هونياد|هونيادي]] الذهاب من الطريق الحرّ الوحيد الموصل إلى مدينة [[فارنا|ڤارنا]]، ومنها يمكن الانسحاب والتراجع نحو "[[دبروجة|دوبروجا]]" الواقعة نحو 50 كم شمال مدينة [[فارنا|ڤارنا]].
 
في 9 نوفمبر 1444م، اقترب الجيش الصليبي من [[فارنا|ڤارنا]] وخيَّم بعساكره خارجها. وفي نفس اليوم بعد ذلك بقليل، اقترب الجيش العثماني من [[فارنا|ڤارنا]] وخيَّم أيضاً، في اتجاه الغرب من المدينة. وبذلك انحصر الصليبيون بين [[البحر الأسود]] و<nowiki/>[[بحيرة ڤارنا]] والمنحدرات الحرجة على الحافة الجنوبية لهضبة فرانغا، <u>وانعدم بذلك وجود طريق لهروب الصليبيين عن طريق البرّ</u>.
 
 
 
في المجلس العسكري الذي عقد فجر يوم 10 نوفمبر 1444م، اقترح سيزاريني بناء "حصن العربات المتحركة"، وأن يُحيط المخيمَ بتلك العربات بحيث يمكن للجيش أن يجلس في الخفاء وينتظر وصول الأسطول المسيحي للهرب من خلاله إن أراد من خلال البحر، وبعد ذلك يكون الخيار للصليبيين إما الإبحار أو مهاجمة العثمانيين. قام أسقف [[إيغر|إيجر]] "سيمون روزغوني" و<nowiki/>[[بان (لقب)|"بان"]] [[كروات|الكروات]] "فيرينك تالوسي" والعديد من الفرسان المجريين والبولنديين وحتى الملك نفسه، بدعم رأي سيزاريني في بداية الأمر، ثم أخذ الكلمة [[يوحنا هونياد|هونيادي]] في وقت لاحق وأثبت فشل التكتيكات الدفاعية وأوضح أن الاختباء وراء العربات لم يكن ليستحق الجيش الذي كان يسعى لتحقيق النصر. وقال بأن "حصن العربات المتحركة" يمكن أن يكون فقط الغطاء الأخير لجيشٍ هُزم بالفعل. ولأجل موقفه هذا، تم تكليف القوات المسيحية كلها بالحرب تحت قيادة [[يوحنا هونياد|هونيادي]] الذي أصبح قائداً للجيوش الصليبية مجتمعة لهذه المعركة القادمة. {{Sfn|Bánlaky|1929}}{{Sfn|Цветкова|1979}}
 
=== استعداد الصليبيين لنقض العهد وحرب العثمانيين ===
على الرغم من مفاوضات المعاهدة، إلا أن التخطيط للحملة الصليبية استمر ضد العثمانيين. ففي الثاني من يوليو عام 1444م، وبناءً على دعوة المندوب البابوي الكاردينال "جوليان سيزاريني"، طمأن الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] حلفائه بعزمه على قيادة الحملة الصليبية بإعلان أنه سيتوجه إلى مدينة "[[أوراديا|ڤاراد]]" ([[أوراديا]] حاليا) {{مجر|Várad}} {{تر|Varat}} في 15 يوليو لتكوين جيش. {{sfn|Cartledge|2011|p=56}} وبناء على توصية الكاردينال، أعطى الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] تاج العرش البلغاري [[يوحنا هونياد|لهونيادي]]. {{sfn|Engel|2001|p=287}}
[[ملف:Ciriaco d'Ancona di Benozzo Gozzoli.jpg|بديل=|تصغير|230x230بك|الرحَّالة الإيطالي [[متخصص بالأثريات|المتخصص بالأثريات]] "'''[[شيرياكو دي بيتسيكولي|تشيرياكو دي بيتسيكولي]]'''"{{إيطالية|Ciriaco d'Ancona di Benozzo Gozzoli}} (1391م-1453/55م) والذي يُعرَّف أحيانًا بأنه أبو "[[علم الآثار|علم الآثار التقليدي]]" وله نشاط [[النهضة الإنسانية|للنهضة الإنسانية]].
السطر 250 ⟵ 218:
لم يكن الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] هو الشخص الوحيد الذي يُكره على المضى في الحملة الصليبية على العثمانيين، ففي 24 يونيو 1444م كتب الرحَّالة الإيطالي "'''[[شيرياكو دي بيتسيكولي|تشيرياكو دي بيتسيكولي]]'''" {{إيطالية|Ciriaco de' Pizzicolli}} الذي عُرف بنشاطه [[النهضة الإنسانية|للنهضة الإنسانية]]، كتب إلى [[يوحنا هونياد|هونيادي]] رسالة توسل لتجاهل السلام، زاعماً فيها أن الأتراك مرعوبين "وأنهم يُعدّون جيشهم للانسحاب بدلاً من دخول المعركة"، وتابع قائلاً أن المعاهدة ستسمح للسلطان [[مراد الثاني]] "بالانتقام من الهزيمة التي ألحقها به [[يوحنا هونياد|هونيادي]] في الماضي القريب"، وأن المجر والدول المسيحية الأخرى يجب أن تغزو [[تراقيا]] بعد "إعلان حربٍ تستحق الدين المسيحي".<ref name="varna" />
 
بعد فترة وجيزة من الوفاء بجميع المتطلبات " قصيرة الأجل" للمعاهدة، استأنف المجريون وحلفاؤهم الحملة الصليبية بعد محاولات [[دبلوماسية|الدبلوماسية]] البابوية والتي يمثّلها المندوب البابوي الكاردينال "جوليان سيزاريني" <u>بإقناع الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] ملك پولندا والمجر بأن نقض العهد مع المسلمين لا يُعدّ حنثاً بالعهود</u>.<ref name=":24" /> وعلى الرغم من أن الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] كان قد أقسم على الإنجيل بأنه لن يخلّ بالمعاهدة، إلا أنه حصل على فتوى من البابوية بالإخلال بالاتفاق وحنث اليمين حتى ولو كان هناك قسم على الإنجيل، وقد جاء في تلك الفتوى: "'''لما أنَّ الأتراك يُنكرون ألوهية عيسى''' '''فهم كُفار، ومع الكفار يجوز الإخلال بالاتفاق حتى ولو كان هناك قسم على الإنجيل'''".<ref name=":4">{{مرجع ويب
| url = http://ar.osmannuritopbas.com/portfolio/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86
| title = العثمانيون – عثمان نوري طوبّاش
السطر 269 ⟵ 237:
 
رفض "دوراد برانكوڤيتش" أن ينضم للجيش الصليبي في المعركة بعد توقيعه المعاهدة التي [[الديسبوتية الصربية|استرد بها أملاكه]] سلمياً من [[الدولة العثمانية|العثمانيين]]، فقد كان يرغب في السلام أيضًا، وكانت ابنته [[مارا برنكوفيتش|مارا برانكوڤيتش]] متزوجة من السلطان [[مراد الثاني]] أيضاً. {{Sfn|Цветкова|1979|страницы=299—300}}{{Sfn|Emecen|2012}}<ref name="Florescu1" /><ref>{{مرجع ويب|url=https://cdn.islamansiklopedisi.org.tr/dosya/42/C42013794.pdf|title=VARNA MUHAREBESÝ|date=|accessdate=|publisher=|last=|first=|website=| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190328180101/https://cdn.islamansiklopedisi.org.tr/dosya/42/C42013794.pdf | تاريخ الأرشيف = 28 مارس 2019 }}</ref>
 
=== نقض الصليبيون للمعاهدة سرا ===
في 22 سپتمبر تحرك الصليبيون من المجر، {{sfn|Engel|2001|p=287}} يُريدون التقدم باتجاه [[البحر الأسود]] عبر '''[[جبال البلقان]]'''. {{sfn|Cartledge|2011|pp=56-57}}{{sfn|Stavrianos|2000|p=53}}
لم تكن الدولة العثمانية قد علمت حتى ذلك الحين بنقض المندوب البابوي الكاردينال "جوليان سيزاريني" للمعاهدة، وتسييرهم الجيش الصليبي من المجر.
 
=== استدعاء السلطان [[مراد الثاني]] للعودة إلى الحكم ===
السطر 280 ⟵ 252:
| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20191028094731/https://kainatingunesi.com/varna-meydan-savasi/ | تاريخ الأرشيف = 28 أكتوبر 2019 }}</ref>
 
غضب السلطان [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] على والده الذي تقاعد منذ فترة طويلة وانقطع في جنوب غرب [[الأناضول]] لرغبته بِالتفرُّغ لِلعبادة والطاعة لله بعمر 41 عاماً وكان تقيًّا مخلصاً في إسلامه عاش حياةً مستقيمة وجديَّة ونزيهة، فكتب إلى والده قائلاً: "أبي المحترم! إن الدِّين والدولة في خطر، وإذا كنت أنت السلطان، فتعال لقيادة جيوشك. وإذا كنت أنا السلطان، فإني أطلب منكم القدوم لقيادة جيوشنا". بعد تلقي هذه الرسالة وافق السلطان [[مراد الثاني]] على العودة لقيادة الجيش العثماني مرة أخرى، فعاد وأعد جيشه للقاء [[حملة فارنا الصليبية|تلك الحملة الصليبية]] والتقى بهذه الحملة في [[فارنا|مدينة ڤارنا]] على شاطئ [[البحر الأسود]].<ref name=":24" />
 
<u>{{خلفية نص|green|#faf30b|تذكر بعض المصادر}}</u> أن "'''دوراد برانكوڤيتش'''" [[الديسبوتية الصربية|ديسپوت الصرب]] قد أخبر السلطان بقدوم حملة [[يوحنا هونياد|يوحنا هونيداي]] الصليبية.<ref name="Anzulovic1999">{{مرجع كتاب|author=Branimir Anzulovic|title=Heavenly Serbia: From Myth to Genocide|url=https://books.google.com/books?id=CWMVCgAAQBAJ&pg=PA43|page=41}}</ref>
 
== مقدمات المعركة ==
كان الغرض من حملة الصليبيين هو مهاجمة وغزو [[أدرنة|إدرنة]] عاصمة [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]] والواقعة في [[روملي|الروملي]] (أرض أوروپا) أثناء انقطاع السلطان [[مراد الثاني]] بعيداً عنها في [[الأناضول]] (أرض آسيا الصغرى)، وفي ظل وجود السلطان الطفل [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] حاكماً رسمياً للعثمانيين، وتواجد الجيش العثماني في [[الأناضول]] (الآسيوية) واستحالة نقله سريعاً إلى [[روملي|الروملي]].
 
اعتمد الصليبيون على مساعدة الأسطول البحري المسيحي الذي كان يتكون أساسًا من السفن البابوية [[جمهورية البندقية|والبندقية]]، فكان من المفترض أن يمنع الأسطول الصليبي القوات الرئيسية للسلطان [[مراد الثاني]] الذين كانوا في [[آسيا الصغرى]] ([[الأناضول]]) من عبور مضيق [[الدردنيل]] أو مضيق [[البوسفور (مضيق)|البوسفور]] إلى [[روملي|الروملى]] ([[أوروبا|أوروپا]])، مما يتيح سرعة تقدم الصليبيين في [[روملي|الروملي]].
 
ولكن تبين أن هذا التصور صعب التنفيذ من الناحية الفنية لأن المدفعية العثمانية كانت تحرس ضفتي المضيق، ولذلك ابحرت السفن البابوية والبندقية التي دخلت مضيق [[الدردنيل]] تحت قيادة "'''ألڤيس لوريدان'''"، إلى [[فارنا|ڤارنا]] للالتقاء مع جيوش الصليبيين هناك ومن ثمّ نقلهم على طول الساحل إلى [[القسطنطينية]]، {{Sfn|Gulino|2005}} وذلك أسرع زمنياً من زحف الجيوش ودخولهم الأراضي العثمانية عن طريق البرّ.
 
دعا الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] حاميات القلاع العثمانية التي صادفتهم على طول طريق تقدّم الجيش الصليبي باتجاه مدينة [[فارنا|ڤارنا]] إلى الاستسلام، ولكنهم دافعوا جيداً عن أنفسهم مما أدَّى إلى تأخير تقدم الجيش المجري. ونتيجة لذلك تمت مجاوزة الحصون العثمانية الصعبة أو الاستيلاء عليها إن استطاعوا.
 
وفي خلال المسير، انضم إلى الجيش الصليبي الكثير:
 
* انضم السكان البلغار المحليين من مدن: [[فيدين]] و<nowiki/>[[أورياهوفو|أورياهوڤو]] و [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]].
* وانضم للجيش أيضاً المتمرد البلغاري [[فروزين]] بحرسه الشخصي، وكان أبوه هو ملك البُلغار السابق "إيڤان شيشمان" الذي توفي منذ 49 عاماً (1395م).
 
* وفي 10 أكتوبر 1444م، بالقرب من [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]]، التحق حوالي 7 آلاف من سلاح الفرسان تحت قيادة [[ميرتشا الثاني حاكم الأفلاق|ميرتشيا الثاني]] الابن الأكبر "'''لڤلاد الثاني دراكول'''" الذي كان قد استعاد عرش [[الأفلاق]] بمعاونة [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] عام 1436م فلم يشارك في المعركة بل حاول ثني ابنه عن الالتحاق بجيش الصليبيين ولم يفلح. {{Sfn|Emecen|2012}}
 
وصل "'''ڤلاد الثاني دراكول'''" بالقرب من [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]] وحاول ثني [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] ملك بولندا والمجر عن مواصلة [[حملة فارنا الصليبية|حملة ڤارنا الصليبية]]. يُخبر المؤرخ البولندي "كالّيماتشوس" (Callimachus) أن قادة الحملة الصليبية لم يستمعوا له، لذا عاد "'''ڤلاد الثاني دراكول'''" إلى [[الأفلاق]] بعد أن ترك ابنه '''ميرتشا الثاني''' على قيادة وحدة مساعدة مكونة من 4000 (<u>{{خلفية نص|green|#faf30b|وفي مصدر آخر:}}</u> 7000) من سلاح الفرسان [[الأفلاق|الأفلاقيين]]، شاركوا جميعهم في معركة ڤارنا. لاحقاً بعد الهزيمة الثقيلة التي مُني بها الائتلاف الصليبي في [[حملة فارنا الصليبية|ڤارنا]]، قاد '''ميرتشا الثاني''' ما تبقى من وحدته والقوات المسيحية هارباً عبر [[دانوب|نهر الدانوب]].
 
رجع السلطان [[مراد الثاني]] مرة أخرى وتولَّى قيادة الجيش ونقل قواته بسرعة من [[آسيا الصغرى]] إلى [[روملي|الروملي]] عبر المضيق بفضل مساعدة أسطول [[جمهورية جنوة|جنوة]]، وبذلك تم إغلاق طريق الصليبيين إلى الجنوب وأصبحت القوات الملكية الصليبية في وضع خطير مُهدَّدين بأن تتحرك القوات العثمانية وتذهب وراءهم لتقطع طريق عودتهم وتهاجمهم (باعتبار أن وجهتهم كانت غزو العاصمة [[أدرنة|إدرنة]]).
 
تحت هذه الظروف، كان تراجع الصليبيين من خلال الوادي الضيق لنهر "پروڤاديا" (Provadiya) خطير جدا، لذلك قرر [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] و<nowiki/>[[يوحنا هونياد|هونيادي]] الذهاب من الطريق الحرّ الوحيد الموصل إلى مدينة [[فارنا|ڤارنا]]، ومنها يمكن الانسحاب والتراجع نحو "[[دبروجة|دوبروجا]]" الواقعة نحو 50 كم شمال مدينة [[فارنا|ڤارنا]].
 
 
 
في 9 نوفمبر 1444م، اقترب الجيش الصليبي من [[فارنا|ڤارنا]] وخيَّم بعساكره خارجها. وفي نفس اليوم بعد ذلك بقليل، اقترب الجيش العثماني من [[فارنا|ڤارنا]] وخيَّم أيضاً، في اتجاه الغرب من المدينة. وبذلك انحصر الصليبيون بين [[البحر الأسود]] و<nowiki/>[[بحيرة ڤارنا]] والمنحدرات الحرجة على الحافة الجنوبية لهضبة فرانغا، <u>وانعدم بذلك وجود طريق لهروب الصليبيين عن طريق البرّ</u>.
 
 
 
في المجلس العسكري الذي عقد فجر يوم 10 نوفمبر 1444م، اقترح سيزاريني بناء "حصن العربات المتحركة"، وأن يُحيط المخيمَ بتلك العربات بحيث يمكن للجيش أن يجلس في الخفاء وينتظر وصول الأسطول المسيحي للهرب من خلاله إن أراد من خلال البحر، وبعد ذلك يكون الخيار للصليبيين إما الإبحار أو مهاجمة العثمانيين. قام أسقف [[إيغر|إيجر]] "سيمون روزغوني" و<nowiki/>[[بان (لقب)|"بان"]] [[كروات|الكروات]] "فيرينك تالوسي" والعديد من الفرسان المجريين والبولنديين وحتى الملك نفسه، بدعم رأي سيزاريني في بداية الأمر، ثم أخذ الكلمة [[يوحنا هونياد|هونيادي]] في وقت لاحق وأثبت فشل التكتيكات الدفاعية وأوضح أن الاختباء وراء العربات لم يكن ليستحق الجيش الذي كان يسعى لتحقيق النصر. وقال بأن "حصن العربات المتحركة" يمكن أن يكون فقط الغطاء الأخير لجيشٍ هُزم بالفعل. ولأجل موقفه هذا، تم تكليف القوات المسيحية كلها بالحرب تحت قيادة [[يوحنا هونياد|هونيادي]] الذي أصبح قائداً للجيوش الصليبية مجتمعة لهذه المعركة القادمة. {{Sfn|Bánlaky|1929}}{{Sfn|Цветкова|1979}}
 
== الاستعدادات البحرية ==