معركة فارنا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 193:
 
=== تنفيذ بنود المعاهدة ===
[[ملف:Balkangebirge Balkan topo de.jpg|بديل=|تصغير|270x270بك|سلسلة [[جبال البلقان|'''جبال البلقان''']] مُحددة باللون الأصفر على الخارطة.
 
تمتد [[جبال البلقان|'''جبال البلقان''']] من أواسط [[بلغاريا]] حتى [[شرق|شرقي]] [[صربيا (توضيح)|صربيا]]، ومنها [[جبل أوليمبوس|جبل أوليمبس]] الشهير في [[اليونان]].
 
في 22 سپتمبر 1444م، تحرك الصليبيون من المجر يُريدون التقدم باتجاه [[البحر الأسود]] عبر '''[[جبال البلقان]]''' للنزول سريعاً وغزو '''[[أدرنة|إدرنة]]''' عاصمة العثمانيين الواقعة في [[روملي|الروملي]] (أرض أوروپا). ]]
في 22 أغسطس 1444م، وبعد أسبوع واحد من انتهاء المفاوضات، استعاد "'''دوراد برانكوڤيتش'''" أراضيه في صربيا بادئاً باستلام مدينة سمندرية (Smederevo) في ذلك اليوم بعد أن أخلاها [[الدولة العثمانية|العثمانيون]]. {{sfn|Engel|2001|p=287}}
 
السطر 200 ⟵ 205:
 
=== ما بعد الصلح ===
[[ملف:Balkangebirge Balkan topo de.jpg|بديل=|تصغير|270x270بك|سلسلة [[جبال البلقان|'''جبال البلقان''']] مُحددة باللون الأصفر على الخارطة.
 
تمتد [[جبال البلقان|'''جبال البلقان''']] من أواسط [[بلغاريا]] حتى [[شرق|شرقي]] [[صربيا (توضيح)|صربيا]]، ومنها [[جبل أوليمبوس|جبل أوليمبس]] الشهير في [[اليونان]].
 
في 22 سپتمبر 1444م، تحرك الصليبيون من المجر يُريدون التقدم باتجاه [[البحر الأسود]] عبر '''[[جبال البلقان]]'''. ]]
بعد إتمام الصلح، توفي [[شاهزاده (لقب)|الشاه زاده]] "علاء الدين" چلبي {{تر|Alaüddin Çelebi}} أكبر أبناء السلطان [[مراد الثاني]] جراء سقوطه من على جواده أثناء رحلة صيد، فحزن عليه السلطان وشعر بالتعب من أعباء السلطنة وهُمُوم الدُنيا، فتنازل عن المُلك لابنه [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] الذي عرف فيما بعد [[محمد الفاتح|بمحمد الفاتح]] والبالغ من العمر 12 عامًا آنذاك، وانقطع [[مراد الثاني|السلطان مراد الثاني]] لِلعبادة، وأقام بعيداً عن العاصمة [[أدرنة|إدرنة]]. <ref name=":24" />
 
سطر 218:
اعتمد الصليبيون على مساعدة الأسطول البحري المسيحي الذي كان يتكون أساسًا من السفن البابوية [[جمهورية البندقية|والبندقية]]، فكان من المفترض أن يمنع الأسطول الصليبي القوات الرئيسية للسلطان [[مراد الثاني]] الذين كانوا في [[آسيا الصغرى]] ([[الأناضول]]) من عبور مضيق [[الدردنيل]] أو مضيق [[البوسفور (مضيق)|البوسفور]] إلى [[روملي|الروملى]] ([[أوروبا|أوروپا]])، مما يتيح سرعة تقدم الصليبيين في [[روملي|الروملي]].
 
ولكن تبين أن هذا التصور صعب التنفيذ من الناحية الفنية لأن المدفعية العثمانية كانت تحرس ضفتي المضيق، ولذلك ذهبتابحرت السفن البابوية والبندقية التي دخلت مضيق [[الدردنيل]] تحت قيادة "'''ألڤيس لوريدان'''"، إلى [[فارنا|ڤارنا]] للالتقاء مع جيوش الصليبيين هناك ومن ثمّ نقلهم على طول الساحل إلى [[القسطنطينية]]، {{Sfn|Gulino|2005}} وذلك أسرع زمنياً من زحف الجيوش ودخولهم الأراضي العثمانية عن طريق البرّ.
 
دعا الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] حاميات القلاع العثمانية التي صادفتهم على طول طريق تقدّم الجيش الصليبي باتجاه مدينة [[فارنا|ڤارنا]] إلى الاستسلام، ولكنهم دافعوا جيداً عن أنفسهم مما أدَّى إلى تأخير تقدم الجيش المجري. ونتيجة لذلك تمت مجاوزة الحصون العثمانية الصعبة أو الاستيلاء عليها إن استطاعوا.
 
وفي خلال المسير، انضم إلى الجيش الصليبي الكثير:
 
* انضم السكان البلغار المحليين من مدن: [[فيدين]] و<nowiki/>[[أورياهوفو|أورياهوڤو]] و [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]].
* وانضم للجيش أيضاً المتمرد البلغاري [[فروزين]] بحرسه الشخصي، وكان أبوه هو ملك البُلغار السابق "إيڤان شيشمان" الذي توفي منذ 49 عاماً (1395م).
 
* وفي 10 أكتوبر 1444م، بالقرب من [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]]، التحق حوالي 7 آلاف من سلاح الفرسان تحت قيادة [[ميرتشا الثاني حاكم الأفلاق|ميرتشيا الثاني]] الابن الأكبر "'''لڤلاد الثاني دراكول'''" الذي كان قد استعاد عرش [[الأفلاق]] بمعاونة [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] عام 1436م فلم يشارك في المعركة بل حاول ثني ابنه عن الالتحاق بجيش الصليبيين ولم يفلح. {{Sfn|Emecen|2012}}
 
دعا الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] حاميات القلاع العثمانية التي صادفتهم على طول طريق تقدّم الجيش الصليبي إلى الاستسلام ولكنهم دافعوا عن أنفسهم مما أدَّى إلى تأخير تقدم الجيش المجري. ونتيجة لذلك تمت مجاوزة الحصون العثمانية أو الاستيلاء عليها إن استطاعوا، وفي خلال المسير، انضم إلى الجيش البلغار المحليين من مدن: [[فيدين]] و<nowiki/>[[أورياهوفو|أورياهوڤو]] و [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]]، وانضم للجيش أيضاً المتمرد البلغاري [[فروزين]] بحرسه الشخصي، وكان أبوه هو ملك البُلغار السابق "إيڤان شيشمان" الذي توفي منذ 49 عاماً (1395م). وفي 10 أكتوبر 1444م، بالقرب من [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]]، التحق حوالي 7 آلاف من سلاح الفرسان تحت قيادة [[ميرتشا الثاني حاكم الأفلاق|ميرتشيا الثاني]] الابن الأكبر "'''لڤلاد الثاني دراكول'''" الذي كان قد استعاد عرش [[الأفلاق]] بمعاونة [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] عام 1436م فلم يشارك في المعركة بل حاول ثني ابنه عن الالتحاق بجيش الصليبيين ولم يفلح. {{Sfn|Emecen|2012}} وكانوصل "'''ڤلاد الثاني دراكول'''" قد وصل بالقرب من [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]] وحاول ثني [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] ملك بولندا والمجر عن مواصلة [[حملة فارنا الصليبية|حملة ڤارنا الصليبية]]. يُخبر المؤرخ البولندي "كالّيماتشوس" (Callimachus) أن قادة الحملة الصليبية لم يستمعوا له، لذا عاد "'''ڤلاد الثاني دراكول'''" إلى [[الأفلاق]] بعد أن ترك ابنه '''ميرتشا الثاني''' على قيادة وحدة مساعدة مكونة من 4000 (<u>{{خلفية نص|green|#faf30b|وفي مصدر آخر:}}</u> 7000) من سلاح الفرسان [[الأفلاق|الأفلاقيين]]، شاركوا شاركتجميعهم في معركة ڤارنا. لاحقاً بعد الهزيمة الثقيلة التي مُني بها الائتلاف الصليبي في [[حملة فارنا الصليبية|ڤارنا]]، قاد '''ميرتشا الثاني''' ما تبقى من وحدته والقوات المسيحية هارباً عبر [[دانوب|نهر الدانوب]].
 
رجع السلطان [[مراد الثاني]] مرة أخرى وتولىوتولَّى قيادة الجيش ونقل بسرعة قواته بسرعة من [[آسيا الصغرى]] إلى [[روملي|الروملي]] عبر المضيق بفضل مساعدة أسطول [[جمهورية جنوة|جنوة]] عبر المضيق.، وبذلك تم إغلاق طريق الصليبيين إلى الجنوب وأصبحت القوات الملكية الصليبية في وضع خطير مُهدَّدين بأن تتحرك القوات العثمانية وتذهب وراءهم لتقطع طريق عودتهم وتهاجمهم من الخلف (باعتبار أن وجهتهم كانت غزو العاصمة [[أدرنة|إدرنة]]). في هذه الظروف، كان تراجع الصليبيين من خلال الوادي الضيق لنهر "پروڤاديا" (Provadiya) خطير جدا، لذلك قرر [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] و<nowiki/>[[يوحنا هونياد|هونيادي]] الذهاب من الطريقة الحر الوحيد الموصل إلى مدينة [[فارنا|ڤارنا]]، ومنها يمكن الانسحاب والتراجع نحو "[[دبروجة|دوبروجا]]".
 
تحت هذه الظروف، كان تراجع الصليبيين من خلال الوادي الضيق لنهر "پروڤاديا" (Provadiya) خطير جدا، لذلك قرر [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] و<nowiki/>[[يوحنا هونياد|هونيادي]] الذهاب من الطريق الحرّ الوحيد الموصل إلى مدينة [[فارنا|ڤارنا]]، ومنها يمكن الانسحاب والتراجع نحو "[[دبروجة|دوبروجا]]" الواقعة نحو 50 كم شمال مدينة [[فارنا|ڤارنا]].
 
في 9 نوفمبر 1444م، اقترب الجيش الصليبي من [[فارنا|ڤارنا]] خيَّموخيَّم خارجها،بعساكره خارجها. وفي نفس اليوم،اليوم بعد ذلك بقليل، اقترب الجيش العثماني من [[فارنا|ڤارنا]] وخيَّم أيضاً.أيضاً، ونظرًافي لأناتجاه العثمانيين أتواالغرب من الغرب،المدينة. فقدوبذلك انحصر الصليبيون بين [[البحر الأسود]] و<nowiki/>[[بحيرة ڤارنا]] والمنحدرات الحرجيةالحرجة على الحافة الجنوبية لهضبة فرانغا، <u>وانعدم بذلك وجود طرقطريق لهروب الصليبيين عن طريق البرّ</u>.
دعا الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] حاميات القلاع العثمانية التي صادفتهم على طول طريق تقدّم الجيش الصليبي إلى الاستسلام ولكنهم دافعوا عن أنفسهم مما أدَّى إلى تأخير تقدم الجيش المجري. ونتيجة لذلك تمت مجاوزة الحصون العثمانية أو الاستيلاء عليها إن استطاعوا، وفي خلال المسير، انضم إلى الجيش البلغار المحليين من مدن: [[فيدين]] و<nowiki/>[[أورياهوفو|أورياهوڤو]] و [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]]، وانضم للجيش أيضاً المتمرد البلغاري [[فروزين]] بحرسه الشخصي، وكان أبوه هو ملك البُلغار السابق "إيڤان شيشمان" الذي توفي منذ 49 عاماً (1395م). وفي 10 أكتوبر 1444م، بالقرب من [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]]، التحق حوالي 7 آلاف من سلاح الفرسان تحت قيادة [[ميرتشا الثاني حاكم الأفلاق|ميرتشيا الثاني]] الابن الأكبر "'''لڤلاد الثاني دراكول'''" الذي كان قد استعاد عرش [[الأفلاق]] بمعاونة [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] عام 1436م فلم يشارك في المعركة بل حاول ثني ابنه عن الالتحاق بجيش الصليبيين ولم يفلح. {{Sfn|Emecen|2012}} وكان "'''ڤلاد الثاني دراكول'''" قد وصل بالقرب من [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيكوپوليس]] وحاول ثني [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] ملك بولندا والمجر عن مواصلة [[حملة فارنا الصليبية|حملة ڤارنا الصليبية]]. يُخبر المؤرخ البولندي "كالّيماتشوس" (Callimachus) أن قادة الحملة الصليبية لم يستمعوا له، لذا عاد "'''ڤلاد الثاني دراكول'''" إلى [[الأفلاق]] بعد أن ترك ابنه '''ميرتشا الثاني''' على قيادة وحدة مساعدة مكونة من 4000 (<u>{{خلفية نص|green|#faf30b|وفي مصدر آخر:}}</u> 7000) من سلاح الفرسان [[الأفلاق|الأفلاقيين]] شاركت في معركة ڤارنا. لاحقاً بعد الهزيمة الثقيلة التي مُني بها الائتلاف الصليبي في [[حملة فارنا الصليبية|ڤارنا]]، قاد '''ميرتشا الثاني''' ما تبقى من وحدته والقوات المسيحية هارباً عبر [[دانوب|نهر الدانوب]].
 
رجع السلطان [[مراد الثاني]] مرة أخرى وتولى الجيش ونقل بسرعة قواته من [[آسيا الصغرى]] إلى [[روملي|الروملي]] بفضل مساعدة أسطول [[جمهورية جنوة|جنوة]] عبر المضيق. وبذلك تم إغلاق طريق الصليبيين إلى الجنوب وأصبحت القوات الملكية الصليبية في وضع خطير مُهدَّدين بأن تتحرك القوات العثمانية وتذهب وراءهم لتقطع طريق عودتهم وتهاجمهم من الخلف (باعتبار أن وجهتهم كانت غزو العاصمة [[أدرنة|إدرنة]]). في هذه الظروف، كان تراجع الصليبيين من خلال الوادي الضيق لنهر "پروڤاديا" (Provadiya) خطير جدا، لذلك قرر [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] و<nowiki/>[[يوحنا هونياد|هونيادي]] الذهاب من الطريقة الحر الوحيد الموصل إلى مدينة [[فارنا|ڤارنا]]، ومنها يمكن الانسحاب والتراجع نحو "[[دبروجة|دوبروجا]]".
 
في 9 نوفمبر 1444م، اقترب الجيش الصليبي من [[فارنا|ڤارنا]] خيَّم خارجها، وفي نفس اليوم، بعد ذلك بقليل، اقترب الجيش العثماني من [[فارنا|ڤارنا]] وخيَّم أيضاً. ونظرًا لأن العثمانيين أتوا من الغرب، فقد انحصر الصليبيون بين [[البحر الأسود]] و<nowiki/>[[بحيرة ڤارنا]] والمنحدرات الحرجية على الحافة الجنوبية لهضبة فرانغا، <u>وانعدم بذلك وجود طرق لهروب الصليبيين</u>.
 
في المجلس العسكري الذي عقد فجر يوم 10 نوفمبر 1444م، اقترح سيزاريني بناء "حصن العربات المتحركة"، وأن يحيطيُحيط بالمخيمالمخيمَ يتلكبتلك العربات بحيث يمكن للجيش أن يجلس في الخفاء وينتظر وصول الأسطول المسيحي للهرب من خلاله إن أراد،أراد من خلال البحر، وبعد ذلك يكون الخيار للصليبيين إما الإبحار أو مهاجمة العثمانيين. قام أسقف [[إيغر|إيجر]] "سيمون روزغوني" و<nowiki/>[[بان (لقب)|"بان"]] [[كروات|الكروات]] "فيرينك تالوسي" والعديد من الفرسان المجريين والبولنديين،والبولنديين وحتى الملك نفسهنفسه، دعمبدعم رأي سيزاريني في البدايةبداية سيزاريني.الأمر، ثم أخذ الكلمة [[يوحنا هونياد|هونيادي]] في وقت لاحق وأثبت فشل التكتيكات الدفاعية وأوضح أن الاختباء وراء العربات لم يكن يستحقليستحق الجيش الذي كان يسعى لتحقيق النصر. وقال بأن "حصن العربات المتحركة" يمكن أن يكون فقط الغطاء الأخير لجيشلجيشٍ هزمهُزم بالفعل،بالفعل. ولأجل موقفه هذا، فتمتم تكليف القوات المسيحية كلها بالحرب تحت قيادة [[يوحنا هونياد|هونيادي]] الذي أصبح قائداً للجيوش الصليبية مجتمعة لهذه المعركة القادمة. {{Sfn|Bánlaky|1929}} {{Sfn|Цветкова|1979}}
 
=== استعداد الصليبيين لنقض العهد وحرب العثمانيين ===