معركة فارنا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 50:
بلغت [[حملة فارنا الصليبية|حملة ڤارنا الصليبية]]، المعروفة أيضاً باسم "[[حملة فارنا الصليبية|الحملة الطويلة]]"، ذروتها بانتصار [[الدولة العثمانية|عثماني]] حاسم على التحالف الصليبي في "معركة ڤارنا" التي قُتل فيها ملك پولندا والمجر [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] وقُتل فيها أيضاً المندوب البابوي الكاردينال "جوليان سيزاريني" {{إيطالية|Giuliano Cesarini, seniore}} في نفس يوم المعركة، كما قُتل أساقفة آخرون قادوا قوات صليبية، وأعداد غفيرة من الصليبيين.
 
حالف الحظ الصليبيين في بداية الحملة بعد أن أوقعوا عدة هزائم بالعثمانيين في عامي 1443-1444م، مما اضطر [[قائمة سلاطين الدولة العثمانية|السلطان العثماني]] [[مراد الثاني]] للإسراع بتوقيع معاهدة سلام "[[أدرنة|إدرنة]]-[[سيجد|سكدين]]" مع الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] لمدة 10 سنوات نظراً لتمرد [[دامات|الداماد]] "[[إبراهيم الثاني القرماني|إبراهيم بك الثاني]]" حاكم [[إمارة قرمان|إمارة "قره مان"]] المجاورة في [[الأناضول]] ونهبه المدن العثمانية، فاضطر السلطان للإسراع بتوقيع المعاهدة كي يغادر [[روملي|الروملي]] مصطحباً الجيش العثماني إلى [[آسيا الصغرى|الأناضول]] ويتفرغ لتأديب [[إمارات الأناضول|إمارة]] [[إمارة قرمان|"قره مان"]] الذين طعنوا العثمانيين من الخلف، إذ أن العثمانيين كانوا قد ساعدوا "[[إبراهيم الثاني القرماني|إبراهيم بك الثاني]]" للصعود إلى العرش ولكنه خانهم بعدها وتحالف مع المجر سراً ليحاربا العثمانيين من الجهتين.
 
في عام 1444م اضطر [[مراد الثاني|السلطان]] [[مراد الثاني]]، الذي أُجبر على قتال الصليبيين في [[روملي|الروملي]] وقتال [[دامات|الداماد]] "[[إبراهيم الثاني القرماني|إبراهيم بك الثاني]]" في [[آسيا الصغرى|الأناضول]]، على توقيع معاهدة سلام مع ملك پولندا والمجر [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]]، والتي أقرَّ بموجبها باستقلال الأراضي الصربية المتاخمة للمجر، ووعد الطرفان بعدم عبور جيوشهما [[دانوب|نهر الدانوب]] الفاصل بينهما لمدة 10 سنوات، وأقسم السلطان على [[القرآن|القرآن الكريم]] وأقسم الملك على [[الإنجيل في الإسلام|الإنجيل]] بألا ينقضا هذه المعاهدة. وفي أغسطس 1444م، نقل السلطان [[مراد الثاني]] العرش إلى ابنه السلطان [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] البالغ من العمر 12 عامًا، وقرر الابتعاد عن شؤون الدولة. {{Sfn|Engel|}}
سطر 107:
}}</ref> فكانت عاقبة عصيانه أن توجَّه السلطان [[مراد الثاني]] بجيشه من [[الأناضول]] إلى [[روملي|الروملي]] وسار إلى بلاد الصرب والمجر ففتح مدينة "سمندرية" (Smederevo) الواقعة بالقرب من مدينة [[بلغراد]] عاصمة بلاد الصرب بعد أن حاصرها مدة ثلاثة أشهر، <ref name="نبيل7">{{مرجع كتاب|مؤلف1=عليّ، عبدُ الله نبيل|عنوان=الدولة العُثمانيَّة: الدُستور، الإستخلاف والتمكين، سلاطين الدولة العُثمانيَّة، عهد الفوضى|طبعة=الأولى|صفحة=284 - 286|سنة=[[2018]]|ناشر=مُؤسسة شباب الجامعة|الرقم المعياري=9789772123315|مكان=[[الإسكندرية|الإسكندريَّة]] - [[مصر]]|المجلد=الجُزء الأوَّل}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1=برجاوي، سعيد أحمد|عنوان=الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة: تاريخها السياسي والعسكري|طبعة=الأولى|صفحة=66|سنة=[[1993]]|ناشر=الأهليَّة لِلنشر والتوزيع|تاريخ الوصول=[[2 يونيو|2 حُزيران (يونيو)]] [[2019]]م|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://archive.org/details/al.imbratorya.al.othmanya/page/n65}}</ref> وفرَّ "'''دوراد برانكوڤيتش'''" إلى بلاد المجر محتميًا عند ملكها، <ref name="نبيل7" /><ref name="منجم8">{{مرجع كتاب|مؤلف1=[[أحمد منجم باشي|مُنجِّم باشي، أحمد بن لُطف الله السلانيكي الرُّومي المولوي الصدِّيقي]]|مؤلف2=دراسة وتحقيق: د. غسَّان بن عليّ الرمَّال|عنوان=كتاب جامع الدُول: قسم سلاطين آل عُثمان إلى سنة 1083هـ|صفحة=428 - 429|سنة=[[1430 هـ|1430هـ]] - [[2009]]م|ناشر=دار الشفق لِلطباعة والنشر|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وبعدها حاصر السلطان مدينة [[بلغراد]] عاصمة الصرب مدة ستة أشهر، ولم يتمكن من فتحها لشدة دفاع من بها من الجنود.<ref name="محمد فريد2">{{مرجع كتاب|مؤلف1=[[محمد فريد|فريد بك، مُحمَّد]]|مؤلف2=تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|عنوان=تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|إصدار=العاشرة|صفحة=154|مسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|سنة=[[1427 هـ|1427هـ]] - [[2006]]م|ناشر=دار النفائس|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|تنسيق=pdf|تاريخ الوصول=[[28 أبريل|28 نيسان (أبريل)]] [[2019]]م}}</ref>
 
[[ملف:Smederevo small town panorama 3.jpg|مركز|تصغير|680بك|'''قلعة''' '''سمندريَّة''' (Smederevo) التي فتحها السلطان [[مراد الثاني]] يوم '''الخميس''' [[16 ربيع الأول]] [[842 هـ|842هـ]] الموافق [[5 سبتمبر|5 سپتمبر]] [[1438|1438م]] بعد عصيان [[الديسبوتية الصربية|ديسپوت الصرب]] "'''دوراد برانكوڤيتش'''"، أخلاها [[الدولة العثمانية|العثمانيون]] بعد أسبوع واحد من انتهاء مفاوضات معاهدة [[سيجد|أدرنةإدرنة]][[سيجد|-سكدين]]، ليستلمها مرة أخرى "'''دوراد برانكوڤيتش'''" يوم '''الخميس''' [[7 جمادى الأولى|7 جمادى الأول]] [[848 هـ|848]]<nowiki/>هـ الموافق [[22 أغسطس]] [[1444]]<nowiki/>م.]]
 
=== الوضع في المجر ===
سطر 118:
بحلول نهاية عام 1442م، أَمَّنَ [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ]] وضعه في المجر، ورفض اقتراح عثماني للسلام مقابل الحصول على مدينة [[بلغراد]].<ref name="varna2" />{{Sfn|Imber|2006}}
 
== معاهدة [[أدرنة|إدرنة]][[سيجد|-سكدين]] 1444م بين العثمانيين والمجر ==
[[ملف:Mihai 1600.png|تصغير|'''<u>مقاطعات [[رومانيا]] الثلاث:</u>'''<br>
-الأخضر: إمارة [[الأفلاق|'''الأفلاق''' أو والاتشيا]] "Wallachia"<br>
سطر 125:
حاربت الأقاليم الثلاثة ضد العثمانيين في '''معركة ڤارنا'''، وكانت ممالك مستقلة يومئذ.<br>
كان [[يوحنا هونياد|'''يوحنا هونيادي''']] هو حاكم [[ترانسيلفانيا|إمارة الأردل (ترانسيلڤانيا)]] .|270px]]
[[ملف:II. Murat.jpg|يمين|تصغير|رسم تخيلي للسلطان العثماني [[مراد الثاني]] الذي قاد جيشًا جرَّارا والتقى بِالعساكر الصليبيَّة عند مدينة [[فارنا|وارنة (ڤارنا)]] [[بلغاريا|البُلغاريَّة]] وانتصر عليها انتصارًا كبيرًا، ثم عاد إلى عُزلته وانقطع للعبادة، فتنازل عن المُلك لِولده [[محمد الفاتح|مُحمَّد الثاني]] للمرة الثانية.|بديل=|262x262بك]]كانت [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]] تتحزّب منذ زمن طويل تتحزّب للدعوة إلى [[حملات صليبية|حملة صليبية]] ضد [[الدولة العثمانية|العثمانيين]]، ومع نهاية كل من الحرب الأهلية المجرية في وقت واحد تقريباتقريباً مع مثلها في [[بيزنطة]]، أصبحت الكنيسة قادرة على بدء المفاوضات مع الدول المسيحية والتخطيط بشكل واقعي لإطلاق ائتلاف صليبي جديد.
 
يُعتقد أن السلطان [[مراد الثاني]] كانكانت لديه أمنية كبيرة للسلام،للسلام ومنبسبب بينعدة دوافع أخرى،مجتمعة. توسلت إليه أخته للعمل على إطلاق سراح زوجها الذي أُسر في [[معركة كونفيتزا|معركة كونوفيتشا]] "محمود بك" شقيق [[صدر أعظم|الصدر الأعظم]] (كبير الوزراء) [[خليل باشا الجاندرلي الصغير|خليل پاشا الجاندرلي]].<ref name="varna2" /> وزادت زوجة السلطان [[مراد الثاني]]، [[مارا برنكوفيتش|مارا برانكوڤيتش]]، التي كانت أميرة صربية وابنة [[الديسبوتية الصربية|ديسپوت (حاكم) الصرب]] "'''دوراد برانكوڤيتش'''" وإحدى زوجات السلطان [[مراد الثاني]]، <ref name="Florescu1">{{مرجع كتاب|title=Dracula, Prince of Many Faces: His Life and His Times|last=Florescu|first=Radu R.|authorlink=Radu R. Florescu|author2=Raymond McNally|year=1989|publisher=Little, Brown & Co.|location=Boston}}</ref> المزيد من الضغوط. في 6 مارس 1444م، أرسلت [[مارا برنكوفيتش|مارا برانكوڤيتش]] مبعوثًا إلى والدها "'''دوراد برانكوڤيتش'''" [[الديسبوتية الصربية|ديسپوت الصرب]]؛ وفتحت بذلك باب النقاش لبدء مفاوضات السلام مع [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]]، والتي أدت لاحقاً بمعاهدةإلى أعادتمعاهدة الحكمسلام الصربيأعادت لوالدها "'''لدوراددوراد برانكوڤيتش'''" حُكم [[الديسبوتية الصربية|ديسپوت الصرب]]. <ref name="varna2" /><ref name="varna1">{{مرجع كتاب|last=Imber|first=Colin|title=The Crusade of Varna, 1443–45|date=July 2006|publisher=Ashgate Publishing|isbn=0-7546-0144-7|pages=9–31|chapter=Introduction|chapterurl=http://www.ashgate.com/subject_area/downloads/sample_chapters/Crusade_of_Varna_Intro.pdf|chapter-format=PDF|accessdate=2007-04-19}}</ref>
 
في 24 أبريل 1444م، أرسل [[فلاديسلاف الثالث|الملك ڤلاديسلاڤ]] رسالة إلى السلطان [[مراد الثاني]] تُفيد بأن سفيره "ستويكا جيسدانيتش" (Stojka Gisdanić) مُسافر إلى [[أدرنة|إدرنة]] عاصمة [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] بصلاحيات كاملة للتفاوض نيابة عنه، وطلب منه أنه بمجرد التوصل إلى اتفاق، أن يُرسل السلطان [[مراد الثاني]] سفراءه مع المعاهدة وحلفائه اليمين إلى المجر، وعندها يُقسم الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] أيضاً على المعاهدة.<ref name="varna2" />
 
<u>وفي نفس اليوم الذي أرسل فيه سفيره للسلطان [[مراد الثاني]] للاتفاق على الصلح</u>، عقد [[فلاديسلاف الثالث|الملك ڤلاديسلاڤ]] المجلس التشريعى بمدينة "[[بودا (بودابست)|بودا]]"، وأقسم أمام [[كاردينال|الكاردينال]] "جوليان سيزاريني" {{إيطالية|Giuliano Cesarini, seniore}} بأن يقود حملة صليبية جديدة ضد [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] في الصيف. وافق أيضاً على تلك الهدنة من كان أكبر مؤيد لادعاء "[[لاديسلاوس اليتيم]]" العرش، وبالتالي زال خطر نشوب حرب أهلية مجرية أخرى.<ref name="varna2" />
سطر 135:
في 12 يونيو 1444م، قَبِلَ الوفد المجري عرض السلطان [[مراد الثاني]] قبولاً مبدئياً. {{sfn|Teke|1980|p=129}} نتج عن ذلك اطلاق سراح الأسير "محمود بك" زوج أخت السلطان [[مراد الثاني]] الذي وصل [[أدرنة|إدرنة]] عاصمة العثمانيين أوائل يونيو 1444م.
 
أُجريت مفاوضات لإبرام معاهدة سلام بين يونيو وأغسطس 1444م، أولاً في [[أدرنة|إدرنة]]، ثم في [[سيجد|سيجيد]] (Szeged). ومع ذلك لم يكن الصليبيون مهتمون تمامًا بالسلام، خاصة مع قيام [[كاردينال|الكاردينال]] "جوليان سيزاريني" بالدفع من أجل استمرار الحملة الصليبية. وفي نهاية المطاف وجد الكاردينال حلاً من شأنه أن يتيح استمرار القتال والتصديق على المعاهدة، وفي 15 أغسطس 1444م تم القسم على "'''معاهدة سلام [[سيجد|سيجيد]]'''" (تُسمَّى عند العثمانيين: '''معاهدة [[أدرنة|إدرنة]]-[[سيجد|سكدين]]''') ودخلت حيز التنفيذ.<ref name=":3" /><ref name="varna2" /><ref name="نيقولا5">{{مرجع كتاب|الأخير=ڤاتان|الأول=نيقولا|مؤلف2=تعريب بشير السباعي|سنة=[[1993]]|عنوان=صعود العثمانيين، فصل في كتاب تاريخ الدولة العُثمانيَّة|ناشر=دار الفكر للدراسات|مكان=[[القاهرة]]-[[مصر]]|إصدار=الأولى|المجلد=الجزء الأوَّل|صفحة=103 - 104}}</ref>
 
وقّع [[قائمة سلاطين الدولة العثمانية|السلطان العثماني]] [[مراد الثاني]] هدنة لمدة عشر سنوات مع المجر، وأقسم الملك المجري على [[إنجيل|الإنجيل]] والسُلطان مُراد على [[القرآن|القُرآن]] على عدم مُخالفتهما شُرُوط هذا الصُلح ما داما على قيد الحياة.<ref name="أوزتونا5">{{مرجع كتاب|مؤلف1=[[يلماز أوزتونا|أوزتونا، يلماز]]|مؤلف2=ترجمة: عدنان محمود سلمان|عنوان=موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري|المجلد=المُجلَّد الأوَّل|إصدار=الأولى|صفحة=124|سنة=[[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|ناشر=الدار العربيَّة للموسوعات|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://ia801904.us.archive.org/17/items/waq76579/01_76579.pdf|تاريخ الوصول=[[1 مايو|1 أيَّار (مايو)]] [[2019]]م}}</ref> ثم صنع [[قائمة سلاطين الدولة العثمانية|السلطان]] [[مراد الثاني]] السلام مع [[دامات|الداماد]] "[[إبراهيم الثاني القرماني|إبراهيم بك الثاني]]" حاكم [[إمارة قرمان|إمارة "قره مان"]] في [[الأناضول]] في أغسطس 1444م، وكان [[دامات|الداماد]] "[[إبراهيم الثاني القرماني|إبراهيم بك الثاني]]" قد انتهز فرصة انشغال [[قائمة سلاطين الدولة العثمانية|السلطان]] [[مراد الثاني]] مع الصليبيين ونهب المدن العثمانية في الأناضول بما في ذلك [[أنقرة]] و<nowiki/>[[كوتاهية]]، وكان ذلك أحد أسباب تعجل [[قائمة سلاطين الدولة العثمانية|السلطان]] [[مراد الثاني]] في توقيع المعاهدة مع المجر.<ref name="نبيل8">{{مرجع كتاب|مؤلف1=عليّ، عبدُ الله نبيل|عنوان=الدولة العُثمانيَّة: الدُستور، الإستخلاف والتمكين، سلاطين الدولة العُثمانيَّة، عهد الفوضى|طبعة=الأولى|صفحة=287 - 293|سنة=[[2018]]|ناشر=مُؤسسة شباب الجامعة|الرقم المعياري=9789772123315|مكان=[[الإسكندرية|الإسكندريَّة]] - [[مصر]]|المجلد=الجُزء الأوَّل}}</ref> وفي هذا الخصوص، أفتى مؤرخ [[الدولة المملوكية]] الفقيه الشافعي [[ابن حجر العسقلاني]] (توفي 1448م) والفقيه الحنفي سعد الدين ديري (توفي 1462م) بالقاهرة، بوجوب قتل [[دامات|الداماد]] "[[إبراهيم الثاني القرماني|إبراهيم بك الثاني]]" إن لم يتب ويستغفر، بسبب طعنه العثمانيين من الخلف أثناء جهادهم الكفار.<ref name=":5" />
 
=== بنود معاهدة سلام [[أدرنة|إدرنة]]-[[سيجد|سكدين]] 1444م ===
{{عدة صور
| caption_align=center
سطر 145:
| align=left
| background color = #FC9D95
| footer=أعاد السلطان [[مراد الثاني]] حصن غولوباتس و حصن سمندرية إلى "دوراد برانكوڤيتش" ديسپوت الصرب بموجب معاهدة أدرنةإدرنة-سيجيد 1444م.
| image1=Golubac Fortress (27379120351).jpg
| caption1=حصن غولوباتس (Golubac)
سطر 195:
 
== مقدمات المعركة ==
كان الغرض من الحملة هو مهاجمة [[أدرنة|إدرنة]] عاصمة [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]] آنذاك.
 
اعتمد الصليبيون على مساعدة الأسطول المسيحي الذي كان يتكون أساسًا من السفن البابوية [[جمهورية البندقية|والبندقية]].
سطر 232:
}}</ref>
 
وكان [[مراد الثاني|السلطان مراد الثاني]] قد تنازل عن المُلك لابنه [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] بعد إتمام المعاهدة وانقطع لِلعبادة بعيداً عن العاصمة، إذ أنَّ مع نهاية أغسطس 1444م كان العثمانيون قد أخضعوا [[إمارة قرمان|إمارة "قره مان"]]، مما ترك انطباعاً لدى [[مراد الثاني|السلطان مراد الثاني]] بأن حدوده آمنة، وتوقع أن تُعطي الشروط المواتية الممنوحة في كل من معاهدة سلام [[أدرنة|إدرنة]]-[[سيجد|سيجيد]] والتسوية مع [[دامات|الداماد]] "[[إبراهيم الثاني القرماني|إبراهيم بك الثاني]]" حاكم [[إمارة قرمان|إمارة "قره مان"]] سلامًا دائمًا.[[ملف:Toruń - Władysław III.(2).jpg|يمين|تصغير|لوحة للملك الشاب [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] ملك پولندا والمجر، صعد إلى عرش المجر وعمره 20 عاماً ونقض معاهدة السلام مع السلطان [[مراد الثاني]] وحنث باليمين، ثم قُتل في "معركة ڤارنا".|بديل=|250x250بك]]بعد توقيع المعاهدة استغل الصليبيون وجود السلطان العثماني الشاب [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] قليل الخبرة لحداثة سنّه وكذلك وجود الجيش العثماني بعيداً في الأناضول، فتعاونت المجر مع [[البندقية]] [[إيجين الرابع|والبابا يوجين الرابع]] لتنظيم جيش [[حملات صليبية|صليبي]] جديد بقيادة [[يوحنا هونياد|يوحنا هونيادي]] والملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]]، وكان هدفهم الرئيسي هو الدفاع عن المجر ضد [[الدولة العثمانية|العثمانيين]]، ثم مهاجمة [[أدرنة|إدرنة]] لاحقاً وهي عاصمة العثمانيين يومئذٍ. {{sfn|Mureşanu|2001|p=96}}
 
استعمل [[يوحنا هونياد|يوحنا هونيادي]] الكثير من ممتلكاته وأمواله لتهيئة الجيوش في سبيل صد [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] في [[البلقان]]. جعلته انتصاراته يرتقي منصبا عاليا في [[مملكة المجر|المملكة المجرية]]، وتملك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والمدن والقلاع، وكان نفوذه الأكبر في بلاده بحيث أنه لم يضاهه أي نفوذ آخر، ومنحه البابا [[بيوس الثاني]] لقب "[[بطل المسيح]]". لم يكرِّس قوته في سبيل السيطرة على عرش المجر التي كان يمتد نفوذها إلى [[رومانيا]] المعاصرة وأجزاء من [[البلقان]] وغيرها.
سطر 257:
[[ملف:PapstEugen.jpg|تصغير|لوحة زيتية من [[القرن 15]] للبابا '''[[إيجين الرابع|يوجين الرابع]]''' ([[1383]]م/[[25 فبراير]] [[1447]]م) [[بابوية كاثوليكية|بابا الكنيسة الكاثوليكية]] الذي بدأ [[حملة فارنا الصليبية|حملة ڤارنا الصليبية]] رسميًا في الأول من يناير عام 1443م، بمرسوم بابوي صليبي نشره، ولكن لم يبدأ القتال كما خُطط له. كان من المفترض أن تهاجم الجيوش الصليبية المجرية و[[إمارة قرمان|القره مانية التركية]] علي طرفي [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]] في وقت واحد، ولكن في ربيع عام 1443م، هاجم [[إمارة قرمان|"القره مانيون"]] العثمانيين قبل أن يكون المجريون مستعدون فدمرهم جيش السلطان [[مراد الثاني]] بالكامل.<ref name="varna9" />|بديل=|215x215بك]]
 
كان الغرض النهائي من [[حملة فارنا الصليبية|الحملة الصليبية]] هو الهجوم على [[أدرنة|إدرنة]]، عاصمة [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]] آنذاك، واعتمد الصليبيون على مساعدة الأسطول المسيحي الذي كان يتكون أساسًا من السفن البابوية والبندقية.
 
ذهبت السفن البابوية والبندقية تحت قيادة "'''ألڤيس لوريدان'''"، بعدما دخلت [[الدردنيل]]، إلى [[فارنا|مدينة ڤارنا]] لمقابلة الصليبيين هناك ونقلهم على طول الساحل إلى [[القسطنطينية]].
سطر 460:
تشكّل قلب الجيش العثماني من كل من جنود [[إنكشارية|الإنكشارية]] وجابيو الرسوم من [[روملي|الروملي]]، موزعين حول تَلَّين بهما مدافن قديمة للسكان المحليين [[تراقيون|التراقيين]].
 
اتخذ السلطان [[مراد الثاني]] موقعه فوق أحد هذين التلّين ليدير ويراقب سير المعركة، وبالقرب من خيمة السلطان [[مراد الثاني]] تم غرز رمح في الأرض مرفوع عليه معاهدة السلام التي انتهكها الصليبيون بشكل خطير وذلك على الرغم من اليمين التي أقسمها ملكهم على الإنجيل، {{Sfn|Hammer-Purgstall|1840}} وقبل غرز الرمح في الأرض، تم حمله بين صفوف الجنود العثمانيين كدليل على خيانة الكفار، و<u>تم تعليق نص معاهدة [[أدرنة|إدرنة]]-[[سيجد|سيجيد]] بحيث تكون مواجهة لجبهة الحرب</u>.
 
تم إنشاء مقر السلطان وفقًا للممارسة العثمانية المعتادة؛ فحفرت جنود [[إنكشارية|الإنكشارية]] مجموعة من الخنادق الخلفية عميقة من جميع الجوانب، بالإضافة إلى إنشاء حاجزين كالسدّ بالقرب من الخنادق بإعادة استخدام تراب الأرض المحفورة، وعند الحافة وضعوا دعامات حديدية ووضعوا دروعًا، ليمكن إطلاق السهام منها.
سطر 608:
 
=== في تقديرات المؤرخين العثمانيين ===
جاء السلطان [[مراد الثاني]] من اعتكافه واعتزاله إلى [[أدرنة|إدرنة]] عاصمة العثمانيين، واختار من الجيش أحسن 40,000 جندي وذهب إلى [[فارنا|ڤارنا]]، دون أن يخلع ابنه السلطان [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] عن العرش.<ref name=":5">{{مرجع ويب
| url = http://www.maktbtna2211.com/book/7502
| title = تاريخ الدولة العثمانية - يلماز أوزتونا - يلماز أوزتونا - مكتبتنا
سطر 818:
ذُبح ملك پولندا والمجر الشاب "[[فلاديسلاف الثالث|'''ڤلاديسلاڤ الثالث''']]" {{بولندية|Władysław III Warneńczyk}}.
 
قُتل المندوب البابوي الكاردينال "'''جوليان سيزاريني'''" {{إيطالية|Giuliano Cesarini, seniore}} الذي كان أول من أثر على معاهدة سلام [[أدرنة|إدرنة]]-[[سيجد|سكدين]] 1444م.
 
استشهد [[دامات|الداماد]] "'''قره جه پاشا'''" [[بكلربك|بكليربك]] [[الأناضول]] خلال الحرب، وكان أيضاً زوجاً لأخت السلطان [[مراد الثاني]].<ref name=":5" />