عزلة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:تدقيق إملائي V1.3
سطر 136:
 
*الفائدة الأولى:
تقوية الصلة بالله عز وجل وهذا أهم الجوانب وآكدها، فكل مابعده إنما هو ثمرة ونتيجة له، ومن وسائل تحقيق ذلك: عناية الإنسان ب[[فرض|الفرائض]] واجتناب المعاصي، ومحاسبة النفس على ذلك ومبادرتها بالعلاج حين التقصير، وبعد ذلك استزادته من [[نافلة|النوافل]] كنوافل الصلاة، ونوافل ال[[الصدقة في إسلام)|صدقة]] و[[صيام|الصيام]] والتلاوة والذكر.
 
*الفائدة الثانية:
التفرغ للفكر والاستئناس بمناجاة الله تعالى عن مناجاة الخلق فإن ذلك يستدعى فراغاً، ولا فراغ مع المخالطة، فالعزلة وسيلة إلى ذلك خصوصاً في البداية. قال [[أويس القرني]] {{رضىرضي الله عنه}}: ما كنت أرى أن أحداً يعرف ربه فيأنس بغيره، ومن تيسر له بدوام الذكر الأنس بالله، أو بدوام الفكر تحقيق معرفة الله، فالتجرد لذلك أفضل من كل ما يتعلق بالمخالطة.
 
ويتضح هذا جليا في الحث على قيام الليل والناس نيام والحث على صلاة المرء في بيته عدا المكتوبة. ومن الأمثلة في ذلك قصة أصحاب الكهف الذين اعتزلوا قومهم فرارا بدينهم وتفرغا لعبادة الله، قال تعالى: "وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا"،(الكهف: 16). وكذلك اعتزال أهل الفسق والباطل ومفاصلتهم وخاصة أثناء مقارفتهم للمعاصي والمنكرات كي يسلم المرء من أذاهم وباطلهم كما قال إبراهيم عليه السلام لقومه: " وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا"،( مريم: 48).
سطر 146:
 
*الفائدة الثالثة:
الابتعاد بالعزلة عن المعاصي التي يتعرض الإنسان لها غالبًا بالمخالطة، ويسلم منها في الخلوة، مثل: ال[[غيبة]]، وال[[نميمة]]، وال[[رياء]]، والتزين للناس، ومسارقة الطبع من الأخلاق الرديئة، والأعمال [[خبث|الخبيثة]] التي يوجبها الحرص على الدنيا. وقد قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه<ref>رواه البخاري</ref>.
 
وقال الخطابي: ولو لم يكن في العزلة إلا السلامة من آفة الرياء والتصنع للناس وما يدفع إليه الناس إذا كان فيهم من استعمال المداهنة معهم وال[[خداع]] المواربة في رضاهم لكان في ذلك ما يرغب في العزلة ويحرك إليها.
 
*الفائدة الرابعة:
الخلاص من الفتن والخصومات وصيانة الدين والنفس عن الخوض فيها والتعرض لأخطارها، وقلما تخلو البلاد عن تعصبات وفتن وخصومات، فالمعتزل عنهم في سلامة منها وقد روى ابن عمر {{رضىرضي الله عنه}}، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ذكر الفتن، ووصفها وقال: "إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا" وشبك بين أصابعه، فقمت إليه فقلت: كيف أفعل ند ذلك جعلني الله فداك؟ فقال: "الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة، نفسك ودع عنك أمر العامة"<ref>السلسلة الصحيحة المختصرة</ref>.
 
ويتأكد اعتزال الناس حينما تظهر الفتن برؤوسها، قال {{صلى الله عليه وسلم}}: إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. قالوا: فما تأمرنا؟ قال : كونوا أحلاس بيوتكم<ref>رواه أبو داود وصححه الألباني</ref>.