صبر: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:عنونة مرجع غير معنون (1.2)
سطر 44:
 
* عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِى حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِىُّ حَدَّثَنِى أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِىُّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِىَّ فَقُلْتُ يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِى هَذِهِ الآيَةِ (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ -{{صلى الله عليه وسلم}}- فَقَالَ « بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِى رَأْىٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ -يَعْنِى بِنَفْسِكَ- وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ ». وَزَادَنِى غَيْرُهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ قَالَ « أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ ».
 
'''الصبر في أقوال الحكماء والعلماء'''
 
*قال [[علي بن أبي طالب]] {{رضي الله عنه}}: (ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له).
 
*وقال [[عمر بن الخطاب]] {{رضي الله عنه}}: (إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا).
 
*وقال أبو حاتم: (الصبر على ضروب ثلاثة: فالصبر عن المعاصي، والصبر على الطاعات، والصبر عند الشدائد المصيبات، فأفضلها الصبر عن المعاصي، فالعاقل يدبر أحواله بالتثبت عند الأحوال الثلاثة التي ذكرناها بلزوم الصبر على المراتب التي وصفناها قبل، حتى يرتقي بها إلى درجة ال[[رضا]] عن الله جل وعلا في حال العسر واليسر معًا).
 
*وقال أيضًا: (الصبر جماع الأمر، ونظام الحزم، ودعامة العقل، وبذر الخير، وحيلة من لا حيلة له، وأول درجته الاهتمام، ثم التيقظ، ثم التثبت، ثم التصبر، ثم الصبر، ثم الرضا، وهو النهاية في الحالات)<ref>روضة العقلاء لابن حيان البستي</ref>.
*وعن [[إبراهيم التيمي]]، قال: (ما من عبد وهب الله له صبرًا على الأذى، وصبرًا على البلاء، وصبرًا على المصائب، إلا وقد أُوتي أفضل ما أوتيه أحد، بعد الإيمان بالله).
 
*وعن أبي ميمون ، قال: (إن للصبر شروطًا، قلت -الراوي-: ما هي يا أبا ميمون؟ قال: إن من شروط الصبر أن تعرف كيف تصبر؟ ولمن تصبر؟ وما تريد بصبرك؟ وتحتسب في ذلك وتحسن النية فيه، لعلك أن يخلص لك صبرك، وإلا فإنما أنت بمنزلة البهيمة نزل بها البلاء فاضطربت لذلك، ثم هدأ فهدأت، فلا هي عقلت ما نزل بها فاحتسبت وصبرت، ولا هي صبرت، ولا هي عرفت النعمة حين هدأ ما بها، فحمدت الله على ذلك وشكرت).
 
*وقال [[ميمون بن مهران]]: (الصبر صبران: الصبر على المصيبة حسن، وأفضل من ذلك الصبر عن المعاصي)<ref>الصبر والثواب عليه، لابن أبي الدنيا</ref>.
*وقال [[زهير بن نعيم]]: (إنَّ هذا الأمر لا يتمُّ إلا بشيئين: الصبر واليقين، فإن كان يقين ولم يكن معه صبر لم يتمَّ، وإن كان صبر ولم يكن معه يقين لم يتمَّ، وقد ضرب لهما أبو الدرداء مثلًا فقال: مثل اليقين والصبر مثل فَدادين يحفران الأرض، فإذا جلس واحد جلس الآخر).
 
*وقال [[أبو عبد الرحمن المغازلي]]: (دخلت على رجل مبتلى ب[[الحجاز]]، فقلت: كيف تجدك؟ قال: أجد عافيته أكثر مما ابتلاني به، وأجد نِعَمه عليَّ أكثر من أن أحصيها، قلت: أتجد لما أنت فيه ألـمًا شديدًا؟ فبكى ثم قال: سلا بنفسي عن ألم ما بي ما وعد عليه سيدي أهل الصبر من كمال الأجور في شدة يوم عسير، قال: ثم غشي عليه فمكث مليًّا، ثم أفاق، فقال: إني لأحسب أنَّ لأهل الصبر غدًا في القيامة مقامًا شريفًا لا يتقدمه من ثواب الأعمال شيء، إلا ما كان من الرضا عن الله تعالى).
 
*وعن [[عمرو بن قيس الملائي]] في تفسير: {{قرآن|فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}} قال: (الرضا بالمصيبة، والتسليم).
 
*وقال [[يحيى بن معاذ]]: (حُفَّت الجنة بالمكاره وأنت تكرهها، وحفت النار بالشهوات وأنت تطلبها، فما أنت إلا كالمريض الشديد الداء إن صبر نفسه على مضض الدواء اكتسب بالصبر عافية، وإن جزعت نفسه مما يلقى طالت به علة الضنا)<ref>صفوة الصفوة، لابن الجوزي</ref>.
 
*وقال [[عمر بن ذر]]: (من أجمع على الصبر في الأمور فقد حوى الخير، والتمس معاقل البر وكمال الأجور).
 
===فوائد الصبر===
 
فوائد الصبر أنه<ref>((نضرة النعيم))</ref>:
 
1- سبب للتمكين في الأرض:
 
{{قرآن مصور|السجدة|24}}
{{قرآن مصور|الأنعام|34}}
 
2- يورث الهداية في القلب.
 
3- دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام.
 
4- يثمر محبة الله ومحبة الناس.
 
5- الفوز بالجنة والنجاة من النار:
 
{{قرآن مصور|الرعد|24}} ..(وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)
 
6- معية الله للصابرين:
 
{{قرآن مصور|البقرة|153}}
 
7- الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة.
 
8- صلاة الله ورحمته وبركاته على الصابرين:
 
{{قرآن مصور|البقرة|156|157}}
 
===أقسام الصبر===
 
====باعتبار محله ====
ينقسم الصبر باعتبار محله إلى ضربين: (ضرب بدني وضرب نفساني، وكل منهما نوعان: اختياري واضطراري، فهذه <u>أربعة أقسام</u>:
 
الأول: '''البدني الاختياري''': كتعاطي الأعمال الشاقة على البدن اختيارًا وإرادة.
 
الثاني: '''البدني الاضطراري''': كالصبر على ألم الضرب والمرض والجراحات، والبرد والحر وغير ذلك.
 
الثالث: '''النفساني الاختياري''': كصبر النفس عن فعل ما لا يحسن فعله شرعًا ولا عقلًا.
 
الرابع: '''النفساني الاضطراري''': كصبر النفس عن محبوبها قهرًا إذا حيل بينها وبينه.
 
فإذا عرفت هذه الأقسام فهي مختصة بنوع الإنسان دون البهائم، ومشاركة للبهائم في نوعين منها، وهما: صبر البدن والنفس الاضطراريين، وقد يكون بعضها أقوى صبرًا من الإنسان، وإنما يتميز الإنسان عنها بالنوعين الاختياريين، وكثير من الناس تكون قوة صبره في النوع الذي يشارك فيه البهائم، لا في النوع الذي يخص الإنسان فيعد صابرًا وليس من الصابرين... فالإنسان منا إذا غلب صبره باعث الهوى والشهوة التحق بالملائكة، وإن غلب باعث الهوى والشهوة صبره التحق بالشياطين، وإن غلب باعث طبعه من الأكل والشرب والجماع صبره التحق بالبهائم، قال قتادة: خلق الله سبحانه الملائكة عقولًا بلا شهوات، وخلق البهائم شهوات بلا عقول، وخلق الإنسان وجعل له عقلًا وشهوة، فمن غلب عقله شهوته فهو من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو كالبهائم، ولما خلق الإنسان في ابتداء أمره ناقصًا، لم يخلق فيه إلا شهوة الغذاء الذي هو محتاج إليه، فصبره في هذه الحال بمنزلة صبر البهائم، وليس له قبل تمييزه قوة الاختيار، فإذا ظهرت فيه شهوة اللعب، استعد لقوة الصبر الاختياري على ضعفها فيه، فإذا تعلقت به شهوة النكاح، ظهرت فيه قوة الصبر، وإذا تحرك سلطان العقل وقوي، استعان بجيش الصبر)<ref>عدة الصابرين /لابن القيم الجوزية</ref>.
 
====باعتبار متعَلَّقه====
 
ينقسم الصبر باعتبار متعلقه إلى <u>ثلاثة أقسام</u>:
 
(1-صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها،
 
2-وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها،
 
3-وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها...
 
فأما الذي من جهة الرب فهو أنَّ الله تعالى له على عبده حكمان: حكم شرعي ديني، وحكم كوني قدري، فالشرعي متعلِّق بأمره، والكوني متعلِّق بخلقه، وهو سبحانه له الخلق والأمر، وحكمه الديني الطلبي نوعان: بحسب المطلوب، فإنَّ المطلوب إن كان محبوبًا له فالمطلوب فعله إما واجبًا وإما مستحبًّا، ولا يتم ذلك إلا بالصبر، وإن كان مبغوضًا له فالمطلوب تركه إما تحريمًا وإما كراهة، وذلك أيضًا موقوف على الصبر، فهذا حكمه الديني الشرعي، وأما حكمه الكوني فهو ما يقضيه ويقدره على العبد من المصائب التي لا صنع له فيها، ففرضه الصبر عليها، وفي وجوب الرضا بها قولان للعلماء، وهما وجهان في مذهب أحمد، أصحهما أنه مستحب، فمرجع الدين كله إلى هذه القواعد الثلاث: فعل المأمور، وترك المحظور، والصبر على المقدور، وأما الذي من جهة العبد فإنه لا ينفك عن هذه الثلاث ما دام مكلفًا، ولا تسقط عنه هذه الثلاث حتى يسقط عنه التكليف، فقيام عبودية الأمر والنهي والقدر على ساق الصبر، ولا تستوي إلا عليه كما لا تستوي السنبلة إلا على ساقها، فالصبر متعلق بالأمور والمحظور والمقدور بالخلق والأمر)<ref>عدة الصابرين</ref>.
 
====باعتبار تعلق الأحكام الشرعية به====
 
ينقسم الصبر بحسب تعلقه بالأحكام الشرعية إلى <u>خمسة أقسام</u>:
 
(إلى واجب ومندوب ومحظور ومكروه ومباح.
 
فالصبر '''ال[[واجب]]''' ثلاثة أنواع:
 
أحدها: الصبر عن المحرمات.
 
والثاني: الصبر على أداء الواجبات.
 
والثالث: الصبر على المصائب التي لا صنع للعبد فيها، كالأمراض والفقر وغيرها.
 
*وأما الصبر '''ال[[مندوب]]''':
 
فهو الصبر عن المكروهات، والصبر على المستحبات، والصبر على مقابلة الجاني بمثل فعله.
 
*وأما الصبر '''ال[[محظور]]''' فأنواع:
 
أحدها الصبر عن الطعام والشراب حتى يموت، وكذلك الصبر عن الميتة والدم ولحم الخنزير عند المخمصة حرام، إذا خاف بتركه الموت، قال طاوس وبعده أحمد: من اضطر إلى أكل الميتة والدم فلم يأكل فمات دخل النار...
 
ومن الصبر المحظور: صبر الإنسان على ما يقصد هلاكه من سبع أو حيات أو حريق أو ماء أو كافر يريد قتله، بخلاف استسلامه وصبره في الفتنة وقتال المسلمين، فإنه مباح له، بل يستحب، كما دلت عليه النصوص الكثيرة.
وقد سئل النبي {{صلى الله عليه وسلم}} عن هذه المسألة بعينها فقال: ((كن كخير ابني آدم))<ref>رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد، صححه ابن دقيق العيد، والألباني</ref>. وفي لفظ: ((كن عبد الله المقتول، ولا تكن عبد الله القاتل)) ...
 
*وأما الصبر '''ال[[مكروه]]''' فله أمثلة:
 
أحدها: أن يصبر عن الطعام والشراب واللبس وجماع أهله حتى يتضرر بذلك بدنه.
 
الثاني: صبره عن جماع زوجته إذا احتاجت إلى ذلك ولم يتضرر به.
 
الثالث: صبره على المكروه.
 
الرابع: صبره عن فعل المستحب.
 
*وأما الصبر '''[[المباح]]''': فهو الصبر عن كل فعل مستوى الطرفين، خُيِّر بين فعله وتركه والصبر عليه.
 
وبالجملة فالصبر على الواجب واجب وعن الواجب حرام، والصبر عن الحرام واجب وعليه حرام. والصبر على المستحب مستحب وعنه مكروه، والصبر عن المكروه مستحب وعليه مكروه، والصبر عن المباح مباح)<ref>عدة الصابرين، لابن القيم</ref>.
 
== تعلم الصبر ==