محبة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:عنونة مرجع غير معنون (1.2)
سطر 56:
 
والمحبة في اللغة: هي الحبُّ، وهو نقيضُ البغْضِ. وأصل هذه المادة يدلُّ على اللُّزوم وَالثَّبات، واشتقاقه من أحَبَّه إذا لزمه<ref>لسان العرب، لابن منظور</ref>.
وقيل: (المحبَّة: الميل إِلَى الشَّيْء السار)<ref>المعجم الوسيط</ref>. وقال الراغب: (المحبَّة: ميل النفس إلى ما تراه وتظنه خيرًا)<ref name="مولد تلقائيا2">الذريعة إلى مكارم الشريعة، للأصفهاني</ref>.
وقال الهروي: (المحبَّة: تعلق القلب بين الهمة والأنس، فِي البَذْل وَالمنْع على الإِفْرَاد)<ref>منازل السائرين</ref>.
 
قال الرَّاغب: (لو تحابَّ النَّاس، وتعاملوا بالمحبَّة لاستغنوا بها عن العدل، فقد قيل: العدل خليفة المحبَّة يُستعمل حيث لا توجد المحبَّة، ولذلك عظَّم الله تعالى المنَّة بإيقاع المحبَّة بين أهل الملَّة، فقال عزَّ مِن قائل : {{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}} ~[مريم: 96] أي: محبَّة في القلوب، تنبيها على أنَّ ذلك أجلب للعقائد، وهي أفضل من المهابة؛ لأنَّ المهابة تنفِّر، والمحبَّة تؤلِّف، وقد قيل: طاعة المحبَّة أفضل من طاعة الرَّهبة، لأنَّ طاعة المحبَّة من داخل، وطاعة الرَّهبة من خارج، وهي تزول بزوال سببها، وكلُّ قوم إذا تحابُّوا تواصلوا، وإذا تواصلوا تعاونوا، وإذا تعاونوا عملوا، وإذا عملوا عمَّروا، وإذا عمَّروا عمَّروا وبورك لهم)<ref>الذريعة إلىname="مولد مكارمتلقائيا2" الشريعة، للأصفهاني</ref>.
 
====في القرآن====
سطر 75:
====في السنة====
 
- عن أبي هريرة {{رضي الله عنه}} قال: قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: ((لا تدخلون الجنَّة حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أولا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السَّلام بينكم))<ref name="مولد تلقائيا3">رواه مسلم</ref>.
 
قال النووي: (فقوله {{صلى الله عليه وسلم}}: ((ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا)). معناه: لا يكمل إيمانكم ولا يصلح حالكم في الإيمان إلَّا بالتَّحابِّ)<ref>شرح النووي على مسلم</ref>.
 
- وعن أبي هريرة {{رضي الله عنه}} أيضاً قال: قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: {{حديث|سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله... وذكر منهم... ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه}}<ref name="مولد تلقائيا4">رواه البخاري ومسلم</ref>.
 
- وعن [[ابن مسعود]] {{رضي الله عنه}} قال: {{حديث|جاء رجل إلى النَّبي {{ص}} فقال: يا رسول اللَّه، كيف تقول في رجل أحبَّ قومًا، ولم يلحق بهم؟ فقال النَّبي {{صلى الله عليه وسلم}}: المرء مع من أحبَّ}}<ref>رواه البخاريname="مولد تلقائيا4" ومسلم</ref>.
 
قال [[العظيم آبادي]]: (يعني من أحبَّ قومًا بال[[إخلاص]] يكون من زمرتهم، وإن لم يعمل عملهم؛ لثبوت التَّقارب بين قلوبهم، وربَّما تؤدِّي تلك المحبَّة إلى موافقتهم، وفيه حثٌّ على محبَّة الصُّلحاء والأخيار، رجاء اللِّحاق بهم والخلاص من النَّار)<ref>عون المعبود، للعظيم آبادي</ref>.
وقال ابن بطال: (فدلَّ هذا أنَّ من أحبَّ عبدًا في الله، فإنَّ الله جامع بينه وبينه في جنته ومُدخِله مُدخَله، وإن قصر عن عمله، وهذا معنى قوله: (ولم يلحق بهم). يعني في العمل والمنزلة، وبيان هذا المعنى -والله أعلم- أنه لما كان المحبُّ للصالحين وإنما أحبهم من أجل طاعتهم لله، وكانت المحبَّة عملًا من أعمال القلوب واعتقادًا لها، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين؛ إذ ال[[نية]] هي الأصل، والعمل تابع لها، والله يؤتي فضله من يشاء)<ref>شرح صحيح البخاري، لابن بطال</ref>.
- وعن أبي هريرة {{رضي الله عنه}}، عن النَّبي {{صلى الله عليه وسلم}}: {{حديث|أنَّ رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له، على مدرجته، ملكًا فلمَّا أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربَّها؟ قال: لا، غير أنِّي أحببته في الله عزَّ وجلَّ، قال: فإنِّي رسول الله إليك، بأنَّ الله قد أحبَّك كما أحببته فيه}}<ref>رواه مسلم<name="مولد تلقائيا3" /ref>.
قال النووي: (في هذا الحديث فضل المحبَّة في اللَّه تعالى وأنَّها سبب لحبِّ اللَّه تعالى العبد)<ref>شرح النووي على صحيح مسلم</ref>. وأيضًا فيه: (دليل على عظم فضل الحب في الله والتزاور فيه)<ref>تطريز رياض الصالحين، لفيصل المبارك</ref>.