غزوة الخندق: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 189:
 
=== اختلاف الأحلاف وتفككهم ===
ذهب رجلٌ من غطفان هو [[نعيم بن مسعود|نعيم بن مسعود الأشجعي الغطفاني]] إلى الرسولِ محمد ليعلن إسلامه، وقال له: «يا رسول الله، إن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت»، فقال له الرسولُ محمد: {{اقتباس مضمن|إنما أنت فينا رجل واحد فخذل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة}}.<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج4 ص113</ref> فذهب من فوره إلى [[بني قريظة]] -وكان عشيراً لهم في الجاهلية- فدخل عليهم وقال: «قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيني وبينكم»، قالوا: «صدقت»، قال: «فإن قريشاً ليسوا مثلكم، البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره، وإن قريشاً وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فإن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمداً فانتقم منكم»، قالوا: «فما العمل يا نعيم؟»، قال: «لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن»، قالوا: «لقد أشرت بالرأي». ثم مضى نعيم على وجهه إلى [[قريش]]، وقال لهم: «تعلمون ودي لكم ونصحي لكم؟»، قالوا: «نعم»، قال: «إن يهود قد ندموا على ما كان منهم من [[نقض العهد|نقض عهد]] محمد وأصحابه، وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه، ثم يوالونه عليكم، فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم»، ثم ذهب إلى [[غطفان]]، فقال لهم مثل ذلك.<ref name="الرحيق المختوم"/>
 
فلما كانت ليلة [[السبت]] من [[شوال]] سنة [[5هـ]]، بعثت [[قريش]] و[[غطفان]] إلى يهود: «إنا لسنا بأرض مقام، وقد هلك الكراع والخف، فانهضوا بنا حتى نناجز محمداً»، فأرسل إليهم اليهود: «إن اليوم يوم السبت، وقد علمتم ما أصاب مَن قبلنا حين أحدثوا فيه، ومع هذا فإنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن»، فلما جاءتهم رسلهم بذلك قالت قريش وغطفان: «صدقكم والله نعيم»، فبعثوا إلى يهود: «إنا والله لا نرسل إليكم أحداً، فاخرجوا معنا حتى نناجز محمداً»، فقالت قريظة: «صدقكم والله نعيم»، فتخاذل الفريقان، ودبت الفرقة بين صفوفهم، وخارت عزائمهم.<ref name="الرحيق المختوم"/>