إمارة باري: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
AlaaBot (نقاش | مساهمات)
ط روبوت: إضافة بوابات معادلة من المقابل الإنجليزي : بوابة:عصور وسطى
تنظيف وضبط لغوي
سطر 50:
}}
 
'''إمارة باري''' هي إمارة تكونت في مدينة [[باري]] بمقاطعة [[بوليا]] جنوب [[إيطاليا]] على أيدي [[مسلم|المسلمين]]، واستمرت 25 عامًا من سنة 232 هـ/ 847 م وحتى 257 هـ/ 871 م، وحكمها ثلاثثلاثة أمراء وهمهم (خلفون) و([[مفرق بن سلام)]] و(سودانوسودان الماوري). وتعتبرتعتبر أطولالإمارة فترةاالأطول عمرا بين أماكن حكم للمسلمينالمسلمين في [[تاريخ الإسلام في جنوب إيطاليا|جنوب إيطاليا]]، وإن كانت نظرة المسلمين المعاصرين لها بأنها ليست بذات الأهمية وقد تمت بواسطة أعداد بسيطة من المغامرين، ولم تحصل على أي دعم من القويالقوى الإسلامية الأخرى، مع أن الحاكم الثاني قد أرسل إلى [[خلافة عباسية|الخليفة العباسي]] عن طريق والي [[مصر]] بتثبيته واليًا على باري.
 
== النشأة ==
تعرضت باري للغزو للمرة الأوليالأولى سنة 840 أو 841 حسب كلام [[البلاذري]]. ثم استطاع القائد خلفون، وهو قائد عسكري من عشائر {{المقصود|ربيعة|ربيعة (توضيح)}} قادم من [[صقلية]]<ref name="الدولة البيزنطية">السيد الباز العريني. الدولة البيزنطية 323- 1081 م. دار النهضة العربي 1965 م</ref><ref name=kreutz1>Kreutz, 38.</ref> أن يحاصر مدينة "باري"، إلا أن محاولة الاستيلاء على المدينة المحصنة لم تفلح في بداية الأمر. لكن وسط ضغط الحصار القوي، نفدت موارد المدينة واشتدت وطأة الجوع والحرمان على سكانها، إلى أن اكتشف المسلمون ثغرة في سورها، فدخل بها خلفون ومجموعة من جنوده وباغتوا الجنود [[لومبارديا|اللومبارديين]] وهم نيام وفرضوا سيطرتهم على المدينة ونصب خلفون نفسه واليًا عليها<ref>Kreutz, 25.</ref>.
 
امتدت تلك الإمارة الإسلامية في الفترة من سنة 232 هـ/ 847 م وحتى 257 هـ/ 871 م، حيث تعاقب عليها ثلاثة من الحكامحكام المسلمين وهم: الأمير خلفون، وحكم في الفترة من سنة 232-237 هـ / 847-852 م، وتلاه الأمير مفرق بن سلام في الفترة من سنة 237-241 هـ/ 853-856 م، ثم الأمير سودان الماوري في الفترة من سنة 241-257/ 856-871م.
 
=== حكم خلفون ===
سطر 67:
 
=== سودان الماوري ===
حاول الحاكم الثالث والأخير من حكام باري '''سودان الماوري''' منذ البداية أن يظهر عدالته بعدم التفريق بين المجموعتين، وذلك من خلال توزيع المغانم والأراضي والمناصب المهمة بالتساوي بينهم. وعقد هدنة عسكرية مع جيرانه من المسيحيين، وقد غزا أراضي [[بينيفنتو#دوقية بينيفنتو|دوقية بينيفنتو]]، ورغم مساعدة الفرنجة له إلا أن الدوق أديلكي اضطر لدفع الجزية وإطلاق سراح الرهائن. وفي سنة 244 هـ/ 859 م استولى على مدن [[كابوا]] و[[كانوزا]] وليبوريا لتوسيع إمارته، وتوجه بعد ذلك إلى [[دوقية نابولي]]، إلا أن انتشار مرض [[الكوليرا]] لم يعطه فرصة للتقدم أكثر من ذلك وقد حاول الدوق لومبارت الأول مع تحالف قوي بمنع دخول سودان مدينة باري عند عودته ولكن بعد معركة قوية انتصر على التحالف وتمكن من دخول المدينة. في سنة 250هـ/ 864م استلم التنصيب الرسمي كوالي للمدينة من الخليفة [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل]] الذي كان قد طلبه سلفه. فزينت المدينة بعدد من الصروح والقصور منها مسجد حيث دُرست فيه تعاليم الإسلام.
 
== السقوط ==
تمكنت إمارة باري من البقاء لفترة مكنهامكنتها من الدخول في علاقات مع جيرانها المسيحيين<ref name=kreutz2>Kreutz, 39.</ref>. ووفقا لكتاب "تاريخ ساليرنو" فإن السفراء (أو المندوب البابوي) إلى [[ساليرنو]] الذين يمكثون في قصر الأسقفية قد ابدواأبدوا الكثير من الاستياء من الاسقفالأسقف<ref name=kreutz2/>. وقد كانت باري أيضا بمثابة ملجأ لعدد من المنافسين السياسيين للإمبراطور [[لودفيك الثاني]]، وأحدهم من [[دوقية سبوليتو]] فر إليها خلال التمرد. وقد كان لودفيك غير مرتاح من وجود دولة مسلمة بوسط إيطاليا، لذا ففي سنة 865 ولربما تحت ضغط الكنيسة أصدر قرارا يطالب المحاربين من [[شمال إيطاليا]] بالتجمع في [[لوسيرا]] في ربيع عام 866 للهجوم على باري<ref name=kreutz3>Kreutz, 40.</ref>. ولا يعرف من المصادر المعاصرة لتلك الفترة إن كانت تلك القوة قد توجهت إلى باري، ولكن الامبراطور كان في صيف ذلك العام في جولة في [[كامبانيا]] مع الامبراطورة انجلبيرجا، وقد حثه أمراء لومبارد (بينيفينتو وساليرنو وكابوا) بقوة بالإسراع في الهجوم على باري<ref name=kreutz3/>.
 
وفي سنة 252 هـ/ 866 م، قاد الإمبراطور "لودفيك الثاني" تحالفاً مسيحيا ضم أمراء كل من "بينيفينتو" وأمير "سبوليتو" و"نابولي" لمحاصرة الإمارة، ولكنه لم ينجح في ذلك بسبب عدم امتلاكه أسطولًا بحريًا قويًا، الأمر الذي اضطره إلى الرجوع من حيث أتى، ولكنه لم يغيّر عزمه على الرغم من مرضه، فاستعان بجماعات من مسلمي [[سلاف|الصقالبة]] و{{المقصود|صربيا|صربيا (توضيح)}} والقسطنطينية الذين حاصروا الإمارة مرة أخرى. وفي يوم الجمعة الثاني من شباط/فبراير سنة 871م الموافق 8 ربيع الأول 257 هـ، استطاع التحالف الكبير أن يقتحم أسوار "باري" بعد حصار دام أربع سنوات انتشرت فيها الأمراض وعانى سكانها نقص المؤن والعتاد.
ويذكر المؤرخ موسكا أن الإمبراطور لودفيك الثاني أمر بذبح كل الأسرى رجالًا ونساءً وأطفالًا، ولم ينج من المسلمين إلا السلطان بنفسهنفسه.
 
== الآثار ==