محافظة درعا: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
CipherBot (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{| class="infobox" cellpadding="3" style="float: left; width: 320px; font-size: 90%; background-color: lightlightgrey; margin-center: 1em;"
== محافظة درعا ==
|- align="center"
 
| colspan="2" style="border-bottom: 5px solid #006633;" | [[ملف:Coat of arms of Syria.svg|100px|]]
|-
| colspan="2" style="margin-left: inherit; background: #C00000; color:#FFFFFF; text-align:center; font-size: large;" |'''محافظة درعا''' <br> '''Dara Governorate'''
|- align="center"
| colspan="2" style="border-bottom: 5px solid #006633;" | [[ملف:SyriaDara.PNG|300px|]]
|- valign=top
| nowrap width="110px" | '''مركز المحافظة'''<br>
| [[ درعا]]<br>
|- valign=top
| style="white-space: nowrap;" style="border-bottom: 1px solid #666688;" | '''السكان''' <br>&nbsp;•&nbsp;'''مناطق درعا'''
| nowrap style="border-bottom: 1px solid #666688;" | '''900000'''<br>&nbsp;•&nbsp;
|- align="center"
| colspan="2" style="border-bottom: 5px solid #006633;" | [[ملف:مناطق درعا.jpg|150px|]]
|}
'''محافظة درعا''' إحدى محافظات [[سوريا]] وتمتد في المنطقة الجنوبية من [[سوريا]] ، وهي عبارة عن سهل لذلك تسمى سهل حوران وقد قامت عليه الكثير من الحضارات منذ القدم فقد كانت أرضاً خصبة وكان الرومان يعتمدون على حوران من أجل المحاصيل الزراعية والتي كانت تسمى في زمنهم [[مملكة إهراء]] [[روما]] وذلك لخصبة أرضها ووفرة محاصيلها الزراعية .
 
السطر 52 ⟵ 66:
فبعد أن هدأت أعصاب الجنرال غورو بخروج الملك فيصل من درعا , أراد اكتساب الوقت قبل أن يستعد الحوارنة لمقاومة الفرنسيين , وكان يخشى أن يتفق زعماء الحوارنة لاتخاذ درعا مقراً لخط الدفاع الثاني ، وقام يراقب منطقة حوران ، وما يقع فيها من أحداث ريثما يتم احتلالها , وكان يدعوا الحوارنة بشتى الوسائل للخضوع ، والاستسلام ، وإلا كانت حوران ميسلون الثانية وعرضة للخراب والدمار. وقد دلت الأخبار التي تلقاها الجنرال غورو عن حالة حوران الروحية والثورية , أن الروح الوطنية تتأجج في نفوس أهلها , وأنهم تجهزوا بالأسلحة التي غنموها من أفراد الجيش التركي خلال انسحابه من البلاد العربية , وأنه سيلقى مقاومة عنيفة ، وقد أخبر الجنرال غورو أن فريقاً من الذين صدرت بحقهم أحكام الإعدام مازالوا يقيمون في درعا ,وأنهم يبثون روح التمرد والعصيان بين الحوارنة ضد فرنسا , وأن مفرزة الجند السنغالي التي بعث بها الفرنسيون إلى درعا قد أجبرها الحوارنة على العودة في القطار فكان هذا بدء عمل ثوري لا يستهان به ، وتحقق لدى الجنرال غورو أن منع الحوارنة لقوات فرنسا العسكرية من الوصول إلى درعا , وإجبارها بالعودة إلى دمشق يدل على نوايا أهل حوران نحو فرنسا , وهذا ما دعا به لأن يبعث بوفد مؤلف من رئيس الوزراء ، ووزير الداخلية ، ورئيس مجلس الشورى ، لوجاهتهم ونفوذهم ولتهدئة الخواطر , وإسداء النصح إلى الحوارنة بالطاعة والخضوع ، ولكنه كان يرى أن عناصر معينة قد أحاطت بالحوارنة , وهي تعمل على إحباط مساعي الفرنسيين , بما تبثه من دعايات سيئة ضد الانتداب الفرنسي وتمنى أن لا يفشل الوفد الوزاري في مهمته .. وبات ينتظر عودة الوفد بفارغ الصبر, ليتخذ على ضوء النتائج ما يقتضي من تدابير عسكرية حازمة .وقد تحقق للجنرال غورو أن الأكثرية الساحقة من أهل حوران تقاوم فرنسا وسياستها وأهدافها.
==حادثة خربة غزالة المشهورة21 آب سنة 1920 ==
{{تدقيق|تاريخ=أغسطس_2009}}
بتاريخ 25 مايس سنة 1920 وفي عهد [[الملك فيصل]] عهد إلى أبي الخير الجندي بمتصرفية حوران , وكان آنئذ يطلق على المحافظة اسم ”متصرفية “ بموجب التشكيلات الإدارية , وفي عهده وقعت حادثة [[خربة غزالة]] المروعة, وبالنظر لأهمية هذه الحادثة التاريخية البارزة وعلاقتها بمقتل السيد [[علاء الدين الدروبي]] رئيس مجلس الوزراء , و [[عبد الرحمن باشا اليوسف]] رئيس مجلس الشورى فقد آثرنا نشر تفاصيلها المستقاة من مصدر رسمي موثوق وهو المتصرف بذاته. عقب [[الاحتلال الفرنسي لسورية]] أرسلت السلطة المنتدبة قوة رمزية مؤلفة من عشرين جندياً من السنغال إلى حوران فمانع الحوارنة مجيء هذه القوة وأجبروها على العودة في القطار إلى دمشق.اهتم الفرنسيون لهذا التحدي الذي يحول دون توطيد كيانهم الاستعماري في تلك المنطقة , ورأى السيد [[علاء الدين الدروبي]] رئيس مجلس الوزراء أن يقوم بزيارة حوران لتهدئة الخواطر , ولإقناع زعماء حوران بتلبية دعوة [[الجنرال غورو]] إلى [[شيوخ حوران]] , للبحث معهم بشأن الغرامات التي فرضها الفرنسيون على منطقتهم ، والاتفاق معهم على كيفية الدفع فأبوا الحضور , وكان الوفد يتألف من رئيس الوزراء يرافقه في هذه الرحلة [[عبد الرحمن باشا اليوسف]] رئيس مجلس الشورى نظراً لما كان يظنه نفوذاً على الحوارنة بالنسبة لصلات المودة بينه وبين السيد [[فارس الزعبي]] أحد زعماء الحوارنة, والسيد [[عطا الأيوبي]] وزير الداخلية , و [[الشيخ عبد القادر الخطيب]] , والسيد [[أحمد الخاني]] مرافق رئيس الدولة والسيد [[منير بدر خان]] . ويقول المتصرف الجندي في مذكراته أنه لما اتصل به خبر هذه الزيارة، أبرق إلى وزير الداخلية يعلمه بأن الشعب الحوراني في هياج , وأن الوضع الراهن يستوجب تأجيل الزيارة ريثما تهدأ الحالة , ولما علم بإصرار رجال الحكومة على المجيء عززها ببرقية ثانية أبان فيها خطورة الحالة , والعدول عن الزيارة مؤقتاً , فالبرقية الأولى وصلت إلى وزير الداخلية والثانية لأمر ما... تأخر تسليمها دقائق معدودات كان خلالها رجال الحكومة المشار إليهم قد ركبوا القطار بطريقهم إلى درعا. أما الحوارنة في درعا فقد ثاروا على الحكومة , وامتطى فرسانهم الخيول وصاروا يطلقون النار إرهاباً، فهرب الموظفون، وبقي المتصرف يجابه الموقف بمؤازرة الشهيد [[زكي الحلبي]] قائد درك إذ ذاك ولكن الهياج بلغ منتهاه , وانتشرت إشاعة بين أهالي المنطقة سارت كالهشيم , بأن رجال الحكومة يحملون صناديق الذهب , وسيوزعونه على زعماء العشائر وانتشرت هذه الفكرة بين العوام , فبت الرأي بوجوب قطع الطريق على رجال الحكومة في محطة خربة الغزالة ومنعهم من الوصول مهما كانت الصفة التي أتوا بها أو الأموال التي حملوها. فلما وصل القطار الذي يقل رجال الحكومة هاجمه الحوارنة وكان أول من مزق جسمه رصاص الثوار السيد [[علاء الدين الدروبي]] رئيس مجلس الوزراء, و [[عبد الرحمن باشا اليوسف]] رئيس مجلس الشورى . ولقد اتخذت الحكومة أثر ذلك الإجراءات المقتضية فجمعت من الحوارنة أموالاً طائلة ووزعتها على الأشخاص المنكوبين, وعوضت بمبلغ عشرة آلاف ليرة ذهبية لكل من ورثة المقتولين , و2500 ليرة ذهبية دية المقتول عبد الهادي من نابلس و500 ليرة ذهبية عن كل جندي مقتول , وفرضت مبلغ مائة ألف ليرة ذهبية غرامة حربية وبتاريخ 20 أيلول سنة 1920 أعدم في المرج الأخضر بدمشق [[محمد يوسف الحريري]] و [[طالب عيسى الحريري]] من [[قرية علمه]] وفر [[قاسم الداغر]] واثنان من أبناء عمه. ==حملة عسكرية كبرى تزحف إلى حوران == جهز الجنرال غورو حملة عسكرية كبرى بقيادة الجنرال ”غوابيه “وسارت إلى حوران لإحلال الأمن والسكينة في هذه المنطقة , توطيداً لهيبة فرنسا ، وخاب أمل الجنرال غورو عندما علم بأن الثائرين قد تمنعوا في معاقل اللجا الوعرة الحصينة , وأن تطهير المنطقة من العصاة”على حد تعبيره “ يستغرق وقتاً طويلاً لتعذر النقليات العسكرية , وجر المدافع بين الصخور الناتئة. ==زعماء حوران يؤلفون مجلس الثورة == لما زحفت الحملة العسكرية الفرنسية على [[منطقة حوران]] في أواخر شهر آب سنة [[1920]] قام المجاهدون والزعماء بتأليف مجلس الثورة من السادة: * [[الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري الرفاعي]] [[شيخ مشايخ حوران]] زعيماً لمجلس الثورة. * [[الشيخ زعل بن شحادة الرفاعي]] من [[بصر الحرير]] . * [[فارس الأحمد الزعبي]] من [[دير البخت]] . * [[إبراهيم السليم الزعبي]] من [[المسيفرة]]. * [[طلعة أبو سليمان]] من [[اللجاة]]. * [[موسى العكلة]] من [[الغالية]]. * [[زعل عبد الغني الحريري]] من [[ابطع]] . * [[فاضل المحاميد]] من [[درعا]]. * [[مصطفى المقداد]] من [[بصرى الشام]]. تداول مجلس الثورة أمر الحملة العسكرية الزاحفة على منطقة حوران , وهي تقوم بأقسى أعمال العنف والإرهاب وتخلف وراءها الخراب والدمار بقسوة لم يعرف لها مثيلاً. ==الهجوم الصاعق على الدير علي == لقد توالت النجدات العسكرية على منطقة حوران , فقرر مجلس الثورة في أواخر شهر آب سنة 1920 الهجوم على منطقة الدير علي , وقد تطوع فريق من الضباط العرب للجهاد مع الحوارنة , وكانت أهم ناحية قررها المجاهدون , هي مهاجمة القطار المعزز بالمصفحات والرشاشات من الزوايا الجانبية بشكل صاعق مباغت ,تفادياً من فتك سلاح الرشاشات والمصفحات بالمهاجمين وقد هاجم المجاهدون القطار في موقع الدير علي, وأبادوا الحامية التي ترافق القطار, واستولوا على كل ما يحمله من سلاح وعتاد ومؤن , وكانت كارثة كبرى بالنسبة للفرنسيين , فالحوارنة بأشد الحاجة إلى السلاح والعتاد, وقد استولوا على مقادير كبيرة تمكنهم من مجابهة الفرنسيين بسلاحهم مدة طويلة. واستغرب الجنرال غورو كيف قام الحوارنة بهجوم صاعق وبخطة محكمة ,استعملوا فيه القنابل اليدوية بشكل رهيب, وسطوا على القطار وأبادوا حاميته. وعمد الجنرال غورو بعد ذلك إلى تسيير القطارات المصفحة , لتكشف الطريق وتحافظ على سلامة القطارات التي تتبعها وهي تحمل النقليات العسكرية كيلا تتكرر هذه الكارثة الأليمة. ==الشيخ إسماعيل الحريري الرفاعي يتولى قيادة المجاهدين == بعد موقعة الدير علي تولى [[الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري الرفاعي]] [[زعيم حوران]] قيادة الثائرين بنفسه, يعاونه [[الشيخ زعل بن شحادة الرفاعي]] و [[فارس الأحمد الزعبي]] و [[إبراهيم السليم الزعبي]] و [[طلال أبو سليمان]] و [[مصطفى المقداد]] و [[فاضل المحاميد]] وغيرهم من وجوه حوران, ورغم ما بذله الجنرال [[غورو]] من وسائل الإغراء والإيقاع والتفرقة بين زعماء الثورة, فقد ضاعت جهوده سدى ... وقام الجيش الفرنسي بالتحريات الواسعة في بيوت الحوارنة على السلاح , فلم يقع على شيء منه , وتلقى الجنرال غورو صدمة هائلة , وهي انه رغم الفقر المدقع المخيم على ربوع حوران والتشويق والترغيب للتطوع في جيوش فرنسة بتعويض مغر, فقد استحال على الفرنسيين استمالتهم, فلم يتقدم أي حوراني للتطوع في خدمة الجيوش الفرنسية , وهذا ما أذهل الجنرال غورو , وأقسم أنه سيجعل الدم مهراقاً في أرض حوران ويدع الفقر والفاقة والذلة تجثم على صدور الحوارنة ما بقيت فرنسة في سورية , جزاء عصيانهم , وان فرنسة سوف لا تنسى لهم ثورتهم وهتكهم هيبتها العظمى أمام الدول الكبرى . ==معركة الخيارة بجوار الكسوة == إن هجمات المجاهدين على الخط الحديدي وتدميره في مواقع شتى , قد أقضى مضاجع الفرنسيين وباتوا يوجهون إلى الحوارنة النداء تلو النداء لوقف القتال والخضوع, ولا مجيب لهم ، وقرر مجلس الثورة توزيع المجاهدين ليباغتوا القوات الفرنسية بهجمات صاعقة متوالية في المراكز المرابطة فيها وأهمها الخيارة والكسوة والدير علي لقربها من مواقع اللجاة ، وفعلاً فقد أحاط المجاهدون بالقوات الفرنسية المعسكرة بجوار الكسوة من نقاط عدة وانقضوا عليها وأمعنوا فيها تقتيلاً. ثم قامت نخبة مختارة من شباب حوران للاستطلاع على مواقع الفرنسيين في موقع الخيارة , فداهم الثائرون القوات الفرنسية المرابطة في قرية الخيارة بهجوم مباغت من جهات عدة , فتكبدت خسائر كبيرة , وارتدت إلى دمشق يسودها الفوضى والاضطراب , وكان الهجوم في ظلام الليل الرهيب بالسلاح الأبيض , فتشتت قبل أن تتهيأ للدفاع ولولا يقظة سلاح الرشاشات لحلت بالقوات الفرنسية كارثة كبرى. ==معركة غباغب == رغم القوات الفرنسية المرابطة على الحدود الجنوبية فإن المتطوعين يتسربون إلى مناطق الثورة, ويلقى الحوارنة كل مؤازرة ومناصرة, وفي هذه الفترة قامت الطائرات الفرنسية بإلقاء المناشير على مواطن الثوار عسى أن يجدي التهديد والوعيد نفعاً ورابطت حملة عسكرية كبرى في قرية غباغب, لامتلاك الطرق وسهولة توزيع القوات وسوقها إلى مواقع الثائرين ، ورأى الجنرال غورو أن ثورة حوران قد اتسع نطاقها, ولابد من إخمادها بأية وسيلة إشاعة الأحقاد والضغائن ... وإثارة الفتن بين الحوارنة وجيرانهم من سكان جبل العرب دون أن يدري أن شعبنا قد تعود أمثال هذه الفتن وتعود أن يتغلب عليها . لقد فادى الشعب الحوراني بالأرواح والأموال في سبيل عقائده الوطنية لكن الفرنسيين قد وصفوا ثورته بالعصيان, وجهاده بالشقاوة, وإعراضه عن الفرنسيين ضرباً من الجنون واعتبروا أنفسهم رسل الحرية والمدنية إلى أهل هذه البلاد, لكن هذا لم يفت في عضد الثوار ولم توهن من عزائم الرجال فتابعوا نضالهم وكانت الحملة الفرنسية قامت من غباغب ووصلت إلى موقع " الكتيبة " واشتبكت مع الحوارنة بمعركة ضارية, واضطرت القوات الفرنسية للتوقف أمام صمود المجاهدين واستماتتهم بالدفاع وتعرضت لأفدح الخسائر. ثم جمع الحوارنة شملهم وهاجموا الجيش الفرنسي في موقع "الدلي" وكادوا يوقعون به كارثة كبرى , لولا النجدات التي تلقاها الجيش الفرنسي من دمشق. ==انحلال الثورة واستسلام شيوخ حوران== في أوائل شهر تشرين الأول سنة [[1920]]وبعد معركة [[الدلي]] استسلم للفرنسيين كل من : *[[الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري الرفاعي]] من قرية [[الشيخ مسكين]] *[[الشيخ فارس الأحمد الزعبي]] من قرية [[الدير بخت]] *[[إبراهيم السليم الزعبي]] من [[المسيفرة]] *[[الشيخ زعل بن شحادة الرفاعي]] من [[بصر الحرير]] *[[طلعت الأحمد]] من [[اللجاة]] *[[موسى العكلة]] من قرية [[الغارية]] *[[زعل عبد الغني الحريري]] من قرية [[ابطع]] *[[طلال أبو سليمان]] من قرية [[اللجاة]] *[[منصور الحلفي]] من قرية [[جاسم]]. لقد اضطر هؤلاء الشيوخ إلى الاستسلام بعد ما حل بحوران من الكوارث والنوائب وفظائع القتل والنهب والسلب وكان استسلامهم تضحية شخصية منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الغزاة المتعطشين للبطش. وقد اعترف الجنرال غورو بأن أهل حوران قد أبدوا في المعارك التي خاضوا غمارها أمام الجيوش الفرنسية البطولات الخارقة ما يدهش العقول, ويثير الإعجاب والتقدير. وصرح بأن خطة الإيقاع والتفرقة بين العناصر والطوائف والقضاء على الروح الوطنية في نفوس الشعب , ونشر الثقافة الفرنسية لم تنجح كما كان مقدراً لها لأن الشعب الحوراني قد اشتهر بالعناد والصمود والقدرة على الاحتمال والتحدي. ==معاهدة الشيخ مسكين == لقد رأى الزعماء أن يستسلم فريق منهم ليتفاوض مع الفرنسيين , ويبقى فريق آخر حراً طليقاً, يراقب الأحداث كيلا يقعوا جميعهم في الفخ الفرنسي. لقد أقسم الجنرال غورو بتنفيذ ما قطعه على نفسه من وعود وعهود بكل أمانة وصدق .. ولكن الخيانة والغدر كانا دستور الفرنسيين في سياستهم الاستعمارية الخرقاء آنذاك، فقد امتلأت قلوبهم حنقاً وغيظاً من الحوارنة، لمواقفهم الحربية الجريئة وشدة ضغطهم على الجيوش الفرنسية. وقد بعث [[الجنرال غورو]] من يفاوض [[زعماء حوران]] بالاستسلام على أساس الصلح وقد أضمر في قلبه نقض العهد بالأمان للثائرين. وتوقفت الأعمال الحربية، وبدأت وفود المجاهدين المستسلمين ترد إلى مركز القيادة في "غباغب" . وارتاع [[الجنرال غورو]] لما علم بأن فريقاً من زعماء الثورة قد اجتاز الحدود إلى [[شرقي الأردن]]، وآخر مضى ملتجأ إلى اللجاة والصفا. وحدد الجنرال غورو اليوم الأول من شهر تشرين الأول سنة 1920 موعداً للاجتماع بالزعماء المستسلمين في قرية ( [[شيخ مسكين]] ) وهي [[مقر زعامة حوران]] التقليدية وانتشرت القوات الفرنسية من [[دمشق]] حتى قرية [[شيخ مسكين]] , للمحافظة على الأمن, تفادياً من المفاجآت والطوارئ كما حدث في [[خربة الغزالة]]. ورأى [[الجنرال غورو]] أن مظاهر العظمة تضفي على الموقف رهبة وقوة وخشوعاً .. فأمر معاونه [[الجنرال "غوابيه"]] أن يحشد أهل حوران بأجمعهم للاشتراك, وبذل الجهد لجعل هذا الاجتماع التاريخي عظيماً يظهر فيه وجه فرنسا في جبروتها المتجسم بشخص قائدها الأعلى في سورية, وتنظيم مواكب الاستقبال بشكل لائق رائع، وأن تهتف الجموع الزاخرة هتافاً لا ينقطع, بمجد فرنسا, ومآثرها في العدالة والحرية. وقام الجنرال " [[غوابيه]]" بما يجب, فشدد المراقبة على الحدود كيلا يتسلل الثوار فيعكرون صفو هذا اليوم التاريخي الذي يعتبر انتصاراً لسياسة فرنسا في هذه البلاد ,ودعا فرسان الحوارنة ليتقدموا باستقبال الجنرال غورو بأهازيجهم الترحيبية مع طبولهم و زمورهم كما هي عوائد حوران المألوفة, وأن تؤخذ مناظر الاستقبال لنشرها في الجرائد والمجلات الفرنسية, وعرضها مع التقارير التي يقدمها مندوب فرنسا في جمعية الأمم ,وأن تحلق الطائرات في سماء حوران وأن ترابط الدبابات والمصفحات في مفارق الطرق إظهاراً لهيبة فرنسا. ولما بلغ [[الشيخ إسماعيل الحريري الرفاعي]] [[زعيم حوران]] ما يقوم به الجنرال غوابيه, أمر أهل حوران أن لا يخرجوا لاستقبال شيوخهم كيلا يكون ذلك وسيلة لدعاية يستثمرها الفرنسيون لصالحهم, فيزعمون أن حوران خرجت بأسرها لاستقبال [[الجنرال غورو]]. لقد تقرر أن يكون الاجتماع تحت المضارب التي نصبت في ساحة الشيخ مسكين, ليرى [[الجنرال غورو]] بأم عينيه التدمير والخراب الذي حل بحوران, فالمنازل التي تليق أن يستقبل فيها قد أصبحت أثراً بعد عين. واقترب الجنرال غورو من مشارف شيخ مسكين, فلم يسمع ضجة المستقبلين ولم ير فرسان الحوارنة, ولا جموع أهل القرى , ولا الطبول والزمور وكان يعتقد أن أهل حوران سيهرعون لاستقبال شيوخهم وقد خاب أمله لما وصل شيوخ حوران لوحدهم, وأيقن عندئذ أن في الأمر سراً . وقد أثار ذلك دهشته وغضبه واضطرم قلبه حقداً على أهل حوران , ورأى في هذا الموقف السلبي أكبر دليل على انتقاص كرامة فرنسا بشخص قائدها الأعلى , ووصل [[الجنرال غورو]] إلى [[شيخ مسكين]] ودخل مقر الاجتماع وهو مقطب الوجه, وقال [[للشيخ إسماعيل الحريري الرفاعي]] [[زعيم حوران]] : لقد كنتم على خطأ فادح في موقفكم السلبي ضد فرنسا, وهي أعظم دولة وكنتم أنتم السبب في خراب حوران , وهذا ما نأسف له.... فأجابه [[الشيخ الرفاعي]] : لا مجال الآن للتحدث عن ماض تدمي مآسيه القلوب , فإن كنا أخطأنا , فقد كان النصيب الأوفر منه يقع على عاتق سيادتكم. ==عقد معاهدة الصلح بين فرنسا والحوارنة == ثم دار البحث حول عقد [[معاهدة الصلح بين فرنسا والحوارنة]] وكان من شروطها: * عدم فرض أية غرامة حربية على حوران, فقد كفى ما حل بها من خراب ودمار . * عدم التعرض للشرائع الإسلامية والتقاليد الدينية. * عدم تجريد الأهلين من السلاح. وبعد أن اطلع [[الجنرال غورو]] على الشروط قال [[للشيخ إسماعيل الرفاعي]] : انك الزعيم الأعلى لشيوخ حوران, واني أعتبرك المسؤول الأول عن ثورة حوران, وأن الشروط التي عرضتها تخالف الشرائع الإنسانية , لذا فإني لا أوافق عليها. ثم تطرق البحث حول تجريد أهل حوران من السلاح فأجاب الجنرال غورو بأن مهمة حفظ الأمن في البلاد السورية منوط بالجيش الفرنسي , وان القيادة العليا قررت تجريد جميع سكان سوريا من السلاح. وأشاد [[الجنرال غورو]] بموقف فريق من شيوخ حوران الذين أدركوا معاني السياسة الفرنسية الرشيدة وغاياتها وأهدافها , وأسف لأنه يرى النقمة على فرنسا في تصريحات [[الشيخ إسماعيل الحريري الرفاعي]] , وطلب منه بصفته الزعيم الأول في حوران أن يسير وفق السياسة الفرنسية فأجابه بأن الشعب الحوراني عندما يرى النوايا والمقاصد النبيلة تنبثق من سيادتكم يتبعها دون حاجة إلى إرشاد زعمائه, ولم يستطع [[الجنرال غورو]] كتم غيظه فانفجر غاضباً وقال: من هو المسؤول الذي أوعز إلى شعب حوران أن لا يشترك باستقبالنا وقد جئنا نمنحكم العفو والحرية بصد عصيانكم على فرنسا العظيمة التي سحقت ألمانيا وهي أكبر دولة في العالم. فأجابه [[الشيخ إسماعيل الحريري الرفاعي]] : نحن ليس بوسعنا إكراه الشعب الحوراني على استقبالكم بعد ان أصبحت دياره بلقعاً وهي ليست نعمة فيحمد الله ويحمدكم عليه . وطلب [[الجنرال غورو]] من [[الشيخ إسماعيل الرفاعي]] أن يتخلى عن زعامة حوران إن أبى السير وفق سياسة فرنسا الانتدابية وان في حوران من هو أجدر منه فهما للسياسة الفرنسية .......... فأجابه [[زعيم حوران]] [[الشيخ الرفاعي]] : أن الزعامة ليست ملك للدولة أو الحكام ينعمون بها عند السخط بل هي زعامة وراثية تقليدية في بيئتنا وان حوران بأجمعها لا تدين بالطاعة إلا لمن يضع مصلحة البلاد العليا فوق مصالح الجميع . ==الشيخ إسماعيل الحريري الرفاعي في السجن == ودار الجدل بين [[الجنرال غورو]] وبين [[الشيخ إسماعيل الحريري الرفاعي]] حول الغرامة المفروضة على أهل حوران وقدرها مليون ليرو ذهبية وأنها تجاوزت الحد المعقول ولا يستطيع الشعب تامين جمعها ، فأصر الجنرال [[غورو]] على تنفيذ أمره وفاض [[شيوخ حوران]] على انفراد فوجدهم قد اتفقوا على إتباع سياسة سلبية ضد فرنسا فأمر بسجن [[الشيخ الرفاعي]] و [[الشيخ إبراهيم السليم الزعبي]] و [[الشيخ طلال أبو سليمان]] حتى ينفذوا أمره بدفع القسط الأول من الغرامة وتلقى [[الشيخ إسماعيل الرفاعي]] أمر سجنه برباطة جاش وقال [[للجنرال غورو]] : تقسم بشرف فرنسا العسكري على الأمان ، والآن تنكثون بعهودكم ، وتغدرون بنا بعد أن أصبحنا في قبضتكم ، وتم التوقيع على [[معاهدة الشيخ مسكين]] ... أهذا جزاء من وثق بأمانكم ، وقسمكم؟ . فأجابه [[الجنرال غورو]] : وماذا يضيرك وأنت [[زعيم حوران]] المطاع لو أظهرت نحو فرنسا وسياستها الولاء والإخلاص . فأجابه [[الشيخ إسماعيل الرفاعي]] : وما فائدة ولاء فيه إفقار لحوران ، وإخلاص فيه امتصاص للدماء. فقال [[الجنرال غورو]] : أنت المسؤول عن فريق من الشيوخ خضوعهم ، واستسلامهم أين [[الشيخ مصطفى المقداد]] ...؟ وأين الشيخ [[فاضل المحاميد]] ، وقد أحجما عن الطاعة لفرنسا وغيرهما كثير.....؟ فأجابه [[الشيخ إسماعيل الرفاعي]] : لقد حسبوا لهذا الموقف حساباً فلم يثقوا بأمانكم ، وقد صدق حدسهم فأصبحنا نحن تعساء في قبضتكم ، وبقوا أولئك سعداء أحرارا. ثم قال [[الجنرال غوروا]] : لقد سمعت بأذنيك أقوال الخطباء ، وكلهم أشادوا بعظمة فرنسا ، وعدلها ، وفضلها على الشعوب الضعيفة ، ونعمتها على الإنسانية بالحرية ، والمدنية ... إلا انتم فما زلتم لا تؤمنون بأهداف فرنسا ، وسمو مقاصدها. فأجابه [[الرفاعي]] : أن هؤلاء الخطباء هم أغراب ، وليسوا من الشعب الحوراني وإلا لعبروا عن أهدافه ، وأحاسيسه ، وما حل به من ظلم وإرهاق . فاكفهر وجه [[غورو]] بالغضب وقال : كان الحكم التركي بأعدل منا ، وقد قاسيتم من ويلاته أربعة قرون مليئة بالذل ، والهوان ، والبطش. فأجابه [[الرفاعي]] : نحن لا ننكر مظالم الأتراك ، ولكننا لم نر منهم بطشا وتدمير المنازل ، وحرقا لحقولنا كما فعلت جيوشكم بحوران . ==إطلاق سراح الشيخ إسماعيل الحريري الرفاعي== ضجت البلاد واحتجت صاخبة من اجل اعتقال زعماء حوران واعتبرت الشعب السوري ذلك خرقاً لعهد كان الفرنسيون قطعوه على أنفسهم بالأمان لهم ، وقد اصدر الجنرال أمره بإطلاق زعماء حوران من السجن بعدما دفع الحورانة القسط الأول من الغرامة وظلوا في السجن بضعة أشهر لقوا خلالها من الذل والهوان الشيء الكثير. ==خطة إفقار الشعب السوري== لقد قضت السياسة الفرنسية بإفقار الشعب السوري وتصفية خيراته لينعم بها الشعب الفرنسي الذي خرج من الحرب العالمية الكبرى على أسوء حال واتخذ الفرنسيون خطة إيقاع التفرقة بين زعماء حوران وشيوخها كي تشغلهم المجاعة والتنافر فلا يستطيعون النهوض بالثورة عليهم مرة أخرى وكان [[الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري الرفاعي]] يفسد على الفرنسيين هذه الخطة فكلما وقع الخلاف بين عشيرتين قضى على كل النزاع وأصلح بين الفريقين ورغم إقامته الإجبارية بدمشق فان بيته أصبح كعبة للحوارنة لحل مشاكلهم . ==نزوح الشيخ إسماعيل الحريري الرفاعي إلى الأردن سنة 1925== لما وقعت [[الثورة السورية الكبرى]] [[عام 1925]] تقرب الفرنسيون من الحوارنة وطلبوا منهم مؤازرة الجيش الفرنسي للقضاء على الثورة ، وحاولوا إقناع بعض مشايخ حوران بان [[ثورة جبل العرب]] إذا نجحت ستكون تهديدا لأمن حوران غير أن الشعب في حوران حال دون تنفيذ هذه الفكرة عقيدة منه بأن الثورة العربية في جبل العرب كانت بدافع الوطنية للتخلص من الفرنسيين المستعمرين ، وأنه لا فارق بين عربي وأخر على هذه الأرض بسبب انتمائه إلى هذه المحافظة أو تلك . ومما هو جدير بالذكر أن حوران كانت تؤازر جبل العرب في ثورته وقد أفسحوا المجال للثورة للدخول إلى قرى حوران كما هو معروف ولما استعصى على الفرنسيين إقناع شيوخ حوران بمناصرتهم الجيش الفرنسي ضد الدروز عمدوا إلى الضغط على [[الشيخ إسماعيل الحريري]] وأنذره [[الجنرال اندريا]] قائد حملة جبل العرب أن يقوم الحوارنة خلال مدة ثلاثة أيام بالسير أمام القوات الفرنسية لمحاربة الثوار وفي حالة الرفض سيكون مصيره الإعدام بد هذا الإنذار . وقام السيد [[محمد خير بن إسماعيل الحريري الرفاعي]] بمقابلة مستشار درعا الفرنسي ، وطلب منه أن يمنحه مدة ثلاثة أيام يقوم من خلالها بعقد مؤتمر عائلي لإقناع والده بالسير مع الفرنسيين ومؤازرتهم في الحركات الحربية ضد ثوار جبل العرب فوافق المستشار على ذلك. وفي فترة الأيام الثلاثة تهيأ [[الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري الرفاعي]] ، وأسرته يرافقه [[الشيخ زعل بن شحادة الرفاعي]] ، وأسرته ، واجتازوا حدود حوران إلى الأردن ترافقهم قوة مؤلفة من خمسين فارساً من أبطال حوران الأشداء ، واعتبرتهم الحكومة الأردنية لاجئين سياسيين ، وقد نهب الفرنسيون منازله ، وهدموها .... بقي [[الشيخ إسماعيل الحريري الرفاعي]] في الأردن مدة سنتين وقد أقض مضاجع الفرنسيين بغارته المتواصلة على الحدود السورية وجرت محاكمته غيابياً في المحكمة العسكرية وصدر القرار ببراءته ، وحكم على نجليه محمد خير ، وسالم بالإعدام ... ولما انتهت الثورة السورية وصدر العفو العام عاد مع أولاده إلى موطنه. ==وطنية الحوارنة وموقفهم من مشروع سورية الكبرى== في الوقت الذي اندفعت به بريطانية في السعي لعقد معاهدة بين سورية وفرنسة تقضي على كل أمل في الاستقلال والحرية ، قامت بريطانيا بمشروع استعماري خطير وهو (( سورية الكبرى )) وهو مشروع لا يقره المنطق والتاريخ وكان مشروع سورية الكبرى وسيلة من وسائل التهديد والضغط على سورية لعقد معاهدة مع فرنسة وبقي سيفاً مصلتاً على رأس سورية والعرب للتهديد به في سبيل تحقيق الغايات الاستعمارية كانت عواطف الحماسة تنقد في البلاد السورية وقد تمثلت فيها جميع اتجاهاتها القومية وكان لموقف حوران وشبابها الوطني ابلغ الأثر في فشل هذا المشروع الاستعماري الخطير لقد قرر مجلس الثورة إيفاد الرسل إلى شرقي الأردن وحث أخوانهم الحوارنة فيها لنجدة المجاهدين فبلوا النداء ونفروا إلى ساحات الجهاد وبلغت قواتهم أكثر من عشرين ألف مقاتل وكان الموقف رهيباً يقضي أن يفكر المجاهدين بالطريقة التي يستطيعون بها تموين هذا العدد الكبير من المجاهدين, وهم يعلمون ما حلّ بقرى حوران وأهلها من التدمير والقتل والتشريد.... وقد تبرع [[الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري الرفاعي]] بكل ما يملكه من أموال في سبيل تأمين إعاشة المجاهدين. ==حوران ملتقى الجيوش المتحاربة== في شهر حزيران سنة 1940 انهزمت فرنسا في الحرب العالمية الثانية ، واحتل الجيش الألماني بلادها وكانت حكومة فيشي الفرنسية تخضع لنفوذ الألمان وحكومة أخرى مقرها ( لندن ) يرأسها الجنرال ديغول باسم حكومة فرنسا الحرة ظلت سورية تابعة لحومة فيشي وعين الجنرال ( دانتز ) مفوضا ً ساميا ً ف ي10 كانون الأول سنة 1940 وفي عهده قامت اضطرابات شديدة في البلاد السورية وفي الثامن من شهر حزيران سنة 1941 زحفت الجيوش البريطانية والفرنسية الحرة إلى سورية قادمة من فلسطين وحجتها في هذا الاجتياح أن سورية أصبحت قاعدة جوية للألمان تهدد سلامة الحلفاء واستمرت المعارك دائرة مع الفرنسيين الفيشيين حتى الثالث عشر من شهر تموز سنة 1941 حيث تمكن الحلفاء من احتلال البلاد السورية وكانت منطقة حوران ملتقى الجيوش المتحاربة ووقعت فيها المعارك ولقي أهل حوران الويلات من هذه الحروب وتعرضت المنطقة لخسائر فادحة وكان أول شيء اهتم به الفرنسيون هو تأسيس دائرة الميرة في دمشق ولها فروع في المحافظات والأقضية وتسلم إدارة شؤون الميرة ضباط وموظفون فرنسيون وبدءوا يستثمرون موارد البلاد وخيراتها ويصدونها لتغذية جيوش الحلفاء وقد أثرى فريق من القائمين على هذه المؤسسة بالتواطؤ مع بعض الإقطاعيين في حوران فكانت أسعار الحبوب تدفع بالشكل الذي يرتأونه مناسباً لمصلحتهم ويحتجون على الفلاحين بان نسبة الإجرام في الحبوب كثيرة فيدفعون لهم السعر الأدنى ويتلاعبون بأوزان القبان كل ذلك لمصلحة الفرنسيين وقد جنوا من وراء ذلك ملايين الليرات كلها أخذت من دماء الفلاحين واستمر هذا الحال حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية وإلغاء دائرة الميرة وكانت مصادرات الحبوب تجري بشكل فظيع ومحاكم الميرة تعج بالمخالفين وكذلك كان الحال في قرى حوران وأمعن موظفو الميرة والدك بالتسلط على الناس فكانوا عرضة للظلم والإرهاق وكانت مصلحة الميرة من أكبر المصائب على البلاد . ==استسلام الحامية الفرنسية في درعا== لما وقع [[العدوان الفرنسي]] على البلاد السورية [[سنة 1945]] هبت حوران لتصفية الثكنات العسكرية الموجودة فيها , وكان قائد الحامية في [[درعا]] آنئذ [[الملازم كورو]] ، وقد تحصن في الثكنة العسكرية وأبدى مقاومة عنيفة أمام هجمات الأهلين , وقد استشهد على أبواب الثكنة العسكرية هؤلاء الأبطال وهم : [[محمد شتيوي إلياس]] من [[درعا]] - [[غالب بن عبد الله المقداد]] من [[بصرى الشام]] - [[إبراهيم العقلة البرماوي]] من [[درعا]] - [[دهش بن محمود نايف مقداد]] من [[بصرى الشام]]. ولما تمت تصفية الثكنات العسكرية في إزرع وفيها من الأسلحة الحديثة مالا يحصى , بعث القائمون على أمر المقاومة في إزرع كمية من الرشاشات والذخيرة الوافرة إلى مناضلي درعا, ولما رأى الملازم " [[كورو]]" اختلاف الأسلحة وقوتها بالنسبة للأيام الماضية واشتداد المقاومة آثر الفرار ليلاً من [[درعا]] وأتى إلى [[إزرع]] , وهناك قام الأهلون بتصفيتهم وأسر الملازم [[كورو]] وضباطه وأُحضروهم إلى منزل [[الشيخ محمد خير بيك بن إسماعيل الحريري الرفاعي]] في [[شيخ مسكين]] . ولما انزل العلم الفرنسي عن سارية الثكنة العسكرية في درعا حيته قطعة فرنسية ، وعندما رفع العلم السوري حيته قطعة سورية ثم جرى تسليم [[الملازم كورو]] ، وضباطه ، وجنوده الأسرى إلى القوات الإنكليزية من منزل [[الشيخ محمد خير بيك بن إسماعيل الحريري الرفاعي]] بإشراف [[حيدر مردم بك]] محافظ [[درعا]] ، و [[حسن الطباع]] قائم قام منطقة [[ازرع]] . ==استسلام الحامية الفرنسية في ازرع == كان الكابتن [[لوفيك]] قائداً لموقع [[ازرع]] خلال العدوان الفرنسي فلما رأى أن لا فائدة من حصاره في الثكنة العسكرية في ازرع وهو لا يدري عواقبها أثر الاستسلام وبعث يفاوض في ذلك وقد جرى استسلامه بمراسيم لائقة ، فأنزل العلم الفرنسي عن سارية الثكنة العسكرية وحيته قطعة عسكرية أفرنسية ورفع العلم السوري على السارية بحماس وابتهاج وحيته قطعة سورية لقد قام الأهلون بواجبهم ومن الموظفين الذين ابدوا إخلاصا واشتركوا بأعمال المقاومة المرحوم [[حسن الطباع]] قائم قام ازرع و [[محمد علي الحلبي]] الملازم الأول قائد فيصل ازرع و [[مصطفى مالك]] مدير مال ازرع الذي حمل بندقيته واشترك بأعمال المقاومة و [[طلال أبو سليمان]] زعيم اللجاه و [[عبد القادر ابازيد]] الذي أبدى بطولة ونشاطا ً و [[فيصل الرفاعي]] و [[وداد الحسني]] و [[الشيخ عبدو النزال]] ، وهؤلاء قاموا بتنظيم الشباب وابلوا أعظم البلاء وقضوا على المراكز الفرنسية وكان [[حسني المزيد]] شيخ نوى ينام على مفرق الطرق مع رجاله للمراقبة وقام [[الشيخ محمد خير بيك الحريري الرفاعي]] و [[محمد أبو رومية]] و [[الشيخ أحمد الزعل الرفاعي]] بكل ما يجب في سبيل خدمة الوطن. == شيوخ وزعماء حوران == === الشيخ إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي - شيخ مشايخ حوران=== {{رئيسي|إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي}} === الشيخ زعل بن شحادة الرفاعي- من زعماء حوران=== {{رئيسي|زعل بن شحادة الرفاعي}} === الشيخ محمد خير بيك بن إسماعيل الحريري الرفاعي - شيخ مشايخ حوران=== {{رئيسي|محمد خير بيك بن إسماعيل الحريري الرفاعي}} === الشيخ أحمد بن زعل بن شحادة الرفاعي - من زعماء حوران=== {{رئيسي|أحمد بن زعل بن شحادة الرفاعي}} === الشيخ ناصر بن محمد خير بيك الحريري الرفاعي - شيخ مشايخ حوران=== {{رئيسي|ناصر بن محمد خير بيك الحريري الرفاعي}}