عثمان دان فوديو: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Glory20 (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
Glory20 (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 308:
2.الشيخ جبريل بن عمر : "أدى فريضة الحج سنة (1210هـ-1795م)، واجتمع ببعض دعاة السلفية، ودرس بعض مؤلفات مؤسس الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فتأثر بها، وجعل يدرّسها للناس في بلاده..".
 
والـقول بتأثر هذين الشيخين بالحركة الوهابية في الحرمين وهمٌ ليس بعده وهم، فالفترة التىالتي مكثا فيها هناك (والتىوالتي دوّنوا تاريخها بأنفسهم) لم يكن لهذه الدعوة وجود في الحرمين قط.
ولم تلق دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب ترحيبا لدى علماء الحرمين حتى ينقلها الحجاج، بل قاوموها أشدّ المقاومة؛ وألفوا في الرد عليها كتبا كثيرة، على رأسهم مفتي الحرم المكي الشيخ أحمد زيني دحلان (ت1304هـ) في كتابه المشهور «...في الردّ على الوهابية».
 
سطر 322:
 
2. الشيخ جبريل بن عمر:
إن قيل أن الشيخ جبريل تأثر بالوهابية أثناء أدائه فريضة الحج ونقل نزعتها لتلميذه عثمان، فقد يفرض أن يكون هذا التأثر في حجته الأولى؛ ولما كان تاريخ هذه الرحلة غير مذكور في المصادر التىالتي بين أيدينا، فقد يفرض أن تكون - في أقرب تقدير - قبل عام (1188هـ- 1773م)، والذي بدأ فيه ابن فودي دعوته ، فالدعوة الوهابية في هذا التاريخ (لا قبله) بقي من ولادتها في الحرمين الشريفين حوالي (30 - 32) سنة، لأنها كما رأينا سابقا دخلت مكة عام (1218هـ)، والمدينة عام (1220هـ)، ثم أنّ الشيخ جبريل توفي في حوالي عام (1203هـ - 1789م) ، وذلك قبل ظهور هذه الدعوة في الحرمين بـ(15 إلى17) سنة بوفاته.
 
فلو كان لهذا الزعم مسند صحيح، لكان أول من يسمع ذلك منه هو الشيخ عثمان نفسه أو شقيقه عبد الله أو ابنهما محمد بللو لا غير، فلم يشر أحدهم إلى ما يشبه ذلك! علما بأنهم تحدثوا عن هذه الرحلة، وذكروا الشخصيات التىالتي اجتمع معها واستفاد منها في الحرمين؛ ولم يرد من بينها ذكر الشيخ ابن عبد الوهاب ولا أحد تلاميذه؛ بل الذين اجتمع معهم هناك وأخذ عنهم - كما ذكروا - من الصوفية.
 
ففي رحلته الأولى: كان في صحبة شيخه محمد بن الحاج، والذي توفي هناك ؛ لقيا الشيخ يوسف الحفناوي الخلوتي (ت1178هـ)، وأخذا عنه ، وفي الثانية: صحبه فيها ابنه عمر؛ لقيا الشيخ مرتضى الزبيدي المصري (ت1205هـ)، ولازمه الشيخ جبريل مدة طويلة، وقد تأثر به أكثر من الأول، ومما أخذ عنه كتابه المسمى: «ألفية السـَّــــنَد»، وأجازه جميع مروياته في: القرآن الكريـــــم، الصحاح الستة، فقه المذاهب الأربعة، الشمائل للإمام الترمذي، الموطأ للإمام مالك، الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي، كتاب الشفا للقاضي عياض اليحصبي، دلائل الخيرات للشيخ محمد بن سليمان الجزولي، أحزاب الشيخ أبي الحسن الشاذلي القادري، وألبسه الخرقة الصوفية القادرية بسنده المتصل إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني.
سطر 343:
لا يمكن أصلاأن نستغرب اشتراك هذين الدعوتين في هذه النقاط الخمسة، كما لا يمكن الاحتجاج بها في إثبات تأثر أحدهما بالآخر؛ لأنّها هي الهدف الأساسي لكل دعوة إصلاحية صادقة، والمنهج الذي يجب أن يتبعه كل (آمر بالمعروف وناه عن المنكر)؛ بل نستغرب كل الاستغراب إذا فقدنا أحدها في دعوة الشيخ عثمان بن فودي أو غيره من رجال الدعوة، فهي إذن شريعة من شرائع الله تعالى، وليس مذهبا أو منهجا اختص به البعض عن البعض الآخر، لأنّه كما يقول الشيخ ابن فودي بنفسه: "إنّ جميع ما جاء عن الشارع - عليه الصلاة والسلام - لا يسمى مذهبا لأحد، بل هو شريعة تجب إجابة كل من دعى إليها".
 
فقيام الشيخ ابن فودي بالدعوة ليس إلا امتثال أمر الله تعالى، ورسوله الله صلى الله عليه وسلم كما نفهم من كلامه السابق، ثم تطبيقا لأهداف طريقته القادرية المبنية على الدعوة إلى دين الله تعالى ((بِالحِكْمَة وَالمَوْعِظَة الحَسَنَةِ)) والمجادلة بالتىبالتي هي أحسن، وتنقية نفوس الأمة، وإبعادها عن ظلمات الكفر والفسوق والعصيان؛ وقد طبـّق هذه الأهداف كثير من خريجي هذه المدرسة القادرية قبل وبعد مجيئ الشيخ ابن فودي، أمثال: شيخ الإسلام والمسلمين تقي الدين أحمد ابن تيمية، وصلاح الدين الأيوبي (في المشرق الإسلامي)، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الكريم [[المغيلي]] التلمساني (ت912هـ)، والشيخ جبريل بن عمر (ت1206هـ)، والشيخ مصطفى ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل (ت1328هـ) في المغرب الإسلامي، والشيخ [[محمد أحمد المهدي]] (ت1302هـ/1885م) في جمهورية السودان، والشيخ أحمد بـَمْبَ (ت1346هـ) في [[السنغال]]، وغيرهم.
* أوجه الاختلاف:
إنّ أصول دعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب تختلف كثيرا عن دعوة ابن فودي، حيث أن ابن عبد الوهاب لم يقاتل في دعوته الكفار، فمجتمعه لم يزل يتمتع بالإسلام منذ عصره الأول، عكس ما عليه مجتمع ابن فودي الذي يندر فيه رؤية من صحّ إيمانه كما ذكر لنا الشيخ محمد بللو سابقا. فقتال الشيخ ابن عبد الوهاب وجهاده ليس إلا لردّ المسلمين عما رآه كفرا أو وسيلة إلى الشرك بالله تعالى، كالسفر لزيارة قبر نبي أو غيره من الصالحين، التوسل أو الاستغاثة بالنبي أو غيره من الأنبياء والصالحين، الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره...، فاعتبر كل عمل ذلك كافرا مشركا بالله تعالى، ونحن عندما نتصفح آثار الشيخ ابن فودي لا نكاد نجد كتابا واحدا إلا وقد توسل فيه بالنبي أو بجاهه، بل كل ما كفر به الشيخ ابن عبد الوهاب فاعله له نماذج في مؤلفات ابن فودي، فهو إذن عند أصحاب الطريقة الوهابية مبتدعا، بل كافرا مشركا بالله عز وجل!