هيباتيا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
سطر 96:
 
في إحدى المسائل الرياضية التي طرحتها هيباتيا على طلابها، طلبت منهم إيجاد حل، وهو رقم صحيح، للزوج التالي من المعادلات: س - ص = أ، س<sup>2</sup> - ص<sup>2</sup> = (س - ص) + ب، إذا كان أ و ب معروفين، أوجد قيمة س، وص، وأ، وب لجعل كلتي المعادلتين صحيحتان.<ref name=":0" />
 
== أثرها ==
 
=== العصور القديمة ===
لم تكن هيباتيا هي الوثنية الأخيرة، ولم تكن أيضًا الفيلسوفة الأخيرة التي تتبع منهج [[أفلاطونية محدثة|الأفلاطونية الجديدة]].{{sfn|Booth|2017|pages=151–152}}{{sfn|Watts|2017|pages=154–155}} نجت الأفلاطونية الجديدة والوثنية على مدار قرون بعد وفاتها. يلاحظ بوث أن عددًا كبيرًا من قاعات المحاضرات الأكاديمية الجديدة قد بنيت في الإسكندرية في كوم الدكة بعد وقت قصير من وفاة هيباتيا، مما يشير إلى أن الفلسفة كانت لا تزال تُدرّس دون أدنى شك في مدارس [[الإسكندرية]].{{sfn|Booth|2017|pages=151–152}}{{sfn|Watts|2017|pages=154–155}} ازدهرت الأفلاطونية الجديدة في جميع أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط خلال الـ200 عام التالية، وذلك بفضل مواصالة فلاسفة مثل هيروكليس بالإسكندرية وجون فيلوبونوس وسيمبليسيوس صقلية وأوليمبيودوروس الأصغر تقديم الملاحظات الفلكية وتدريس الرياضيات وكتابة تعليقات مطولة على أعمال أفلاطون وأرسطو. يشير بوث إلى أن هيباتيا لم تكن حتى آخر فلاسفة الأفلاطونية الجديدة. من أبرز فيلسوفات الأفلاطونية الجديدة اللواتي تبعن نهجها: أيدسيا وأسكلبيجينيا وتيودورا إيميسا، وجميعهن عشن حياة مهنية مماثلة.{{sfn|Booth|2017|page=151}}
 
ورغم ذلك، وفقا لِواتس لم يكن لدى هيباتيا خليفة مُعيَّنة، ولا زوج، ولا ذرية، ولم يتسبّب موتها المفاجئ في ترك إرثها دون حماية فحسب، بل أثار أيضًا رد فعل عنيف ضد إيديولوجيتها بأكملها. كانت هيباتيا بتسامحها مع الطلاب المسيحيين واستعدادها للتعاون مع القادة المسيحيين تأمل في ترسيخ سابقة يمكن للأفلاطونية والمسيحية أن تتعايش فيها بسلام وتعاون.{{sfn|Watts|2017|pages=117–119}} بدلاً من ذلك، فإن وفاتها والفشل اللاحق من جانب الحكومة المسيحية في فرض العدالة على قتلتها دمّرا هذه الفكرة برمّتها ودفعوا الأفلاطونيين المحدثين المستقبليين، مثل داماسكيوس، إلى اعتبار الأساقفة المسيحيين "شخصيات خطرة وغير فلسفية نهائيّاً أيضًا".{{sfn|Watts|2017|page=119}} أصبحت هيباتيا "شهيدة للفلسفة"، وقد أدى قتلها الفلاسفة إلى تبني مواقف شدّدت تشديدًا متزايدًا على الجوانب الوثنية لنظام معتقداتهم وساعدت في خلق شعور بالهوية للفلاسفة باعتبارهم تقليديين وثنيين منفصلين عن الجماهير المسيحية. وبالتالي، على الرغم من أن موت هيباتيا لم يضع حدّاً لفلسفة الأفلاطونية الجديدة ككل، إلا أن واتس يقول إنها أنهت مجموعة متنوعة منها.{{sfn|Watts|2017|page=155}}
 
بعد وقت قصير من مقتل هيباتيا، ظهرت رسالة مزورة معادية للمسيحية باسمها. كان داماسكيوس "قلقًاعمن أن تُستغل فضيحة موت هيباتيا"، وعزى المسؤولية عن اغتيالها إلى الأسقف كيرل وأتباعه المسيحيين. يخلُص مقطع من حياة دمشيد في إيزيدور، المحفوظ في موسوعة سودا Suda ، أن قتل هيباتيا كان بسبب حسد كيرلس بشأن "حكمتها التي تجاوزت جميع الحدود وخاصة في الأمور المتعلقة بعلم الفلك". رواية داماسيوس للجريمة المسيحية بحق هيباتيا هي المصدر التاريخي الوحيد الذي ينسب المسؤولية المباشرة للأسقف كيرلس.{{sfn|Whitfield|1995|page=14}}{{sfn|Wessel|2004|page=51}} في الوقت نفسه، لم يكن داماسيوس طيبًا تمامًا مع هيباتيا؛ فهو وصفها على أنها مجرّد كلبية (تشاؤمية) تائهة، وقارنها مقارنة سلبية مع معلمه إيزيدور الإسكندرية، معلّقًا: "تفوّق إيزيدوروس على هيباتيا تفوقًا عظيمًا، لا كما يتفوّق الرجال على النساء، بل في الطريقة التي سيتجاوز فيها الفيلسوف الحقيقي مجرد عالمة هندسة."{{sfn|Wessel|2004|pages=52–53}}{{sfn|Dzielska|1996|page=55}}{{sfn|Wessel|2004|pages=52–53}}
 
=== العصور الوسطى ===
كانت وفاة هيباتيا مماثلة لموت الشهداء المسيحيين في الإسكندرية، الذين سُحِلوا في الشوارع خلال اضطهاد ديسيوس في عام 250.{{sfn|Dzielska|1996|page=55}}{{sfn|Walsh|2007|page=11}}{{sfn|Booth|2017|page=150}} هناك جوانب أخرى من حياة هيباتيا تصبّ أيضًا في قالب الشهيد المسيحي، وخاصة عذريتها طوال حياتها. في العصور الوسطى المبكرة، خلط المسيحيون موت هيباتيا بقصص شهداء ديسيوس وأصبحت جزءًا من أساس أسطورة سانت كاترين الإسكندرانية، وهي شهيدة عذراء قيل إنها شديدة الحكمة ومثقفة. ويعود تاريخ أول إجازة على عبادة سانت كاترين من القرن الثامن، أي بعد حوالي ثلاثمائة عام على وفاة هيباتيا. تحكي إحدى القصص عن مواجهة سانت كاترين لخمسين من الفلاسفة الوثنيين الذين يسعون لتحويلها عن دينها، ولكن بدلاً من ذلك تحولّهم جميعًا إلى المسيحية بفضل بلاغتها. زعمت أسطورة أخرى أن القديسة كاترين كانت طالبة أثانسيوس بالإسكندرية.{{sfn|Booth|2017|page=152}}{{sfn|Walsh|2007|page=10}}{{sfn|Deakin|2007|pages=135–136}}
 
تحتوي الموسوعة البيزنطية سودا على مدخل طويل جدًا حول هيباتيا يلخص روايتين مختلفتين عن حياتها. تنتمي الخطوط الإحدى عشر الأولى إلى مصدر واحد، أما بقية المدخل مأخوذة من كتاب حياة إيزيدور الذي كتبه داماسيوس. معظم الأسطر الإحدى عشرة الأولى من المدخل قد تكون مقتبسة من كتاب  أونوماتولوس الذي ألّفه هيسيخيوس، ولكن جزءًا من أصل غير معروف، بما في ذلك ادعاء بأنها كانت "زوجة إيزيدور الفيلسوف" (إيزيدور الإسكندرية على ما يبدو). يصف واتس هذا بأنه محيّر للغاية، ليس لأن إيزيدور الإسكندرية لم يولد إلا بعد وفاة هيباتيا بفترة طويلة وحسب، ولا يعرف أي فيلسوف آخر بهذا الاسم المعاصر مع هيباتيا، بل لأنّه يتناقض مع تصريح داماسيوس نفسه الوارد في المدخل نفسه عن هيباتيا كونها عذراء مدى الحياة أيضًا. يشير واتس بأن شخصًا ما ربما أساء فهم معنى كلمة gynē التي استخدمها داماسيوس لوصف هيباتيا في كتاب حياة إيزيدور، لأن ذات الكلمة يمكن أن تعني إما "امرأة" أو "زوجة".{{sfn|Booth|2017|page=130}}{{sfn|Watts|2017|page=129}}
 
وجمع المفكر البيزنطي فوتيوس (حوالي 810 / 820-893) على رواية داماسيوس عن هيباتيا وسقراط القسطنطينية في كتابه بيبليوتيك Bibliotheke. في تعليقاته الخاصة، يعلّق فوتيوس عن شهرة هيباتيا العظيمة كعالمة، لكنها لكنه لا يذكر موتها، وربما يشير إلى أنه رأى أن عملها العلمي يتمتع بأهمية أكبر. وقد وصف المؤرخ نيسفوروس غريغوراس المفكر إيدوكيا مكرمبولتيسا (1096-1021)، الزوجة الثانية للإمبراطور البيزنطي قسطنطين العاشر دوكاس، قائلاً: "هيباتيا الثانية".{{sfn|Dzielska|1996|p=67}}
 
=== أوائل العصر الحديث ===
استخدم العالم الربوبي الإنجليزي في القرن الثامن عشر، جون تولاند، وفاة هيباتيا كأساس لجدل معادٍ للكاثوليكية، حيث غيّر تفاصيل اغتيالها وقدّم عناصر جديدة غير موجودة في أي من مصادره من أجل تصوير كيرلس أسوء تصوير.
 
استغلّ العالم الربوبي في القرن الثامن عشر جريمة قتل هيباتيا كأساس للمسلك المعادي للكاثوليكية: هيباتيا: أو تاريخ أجمل سيدة، أو الأكثر فضيلة، أو الأكثر ثقافة، أو الأكثر تكاملًأ؛ السيدة التي مزقها رجال الدين في الإسكندرية، لإشباع غرور وقسوة الأسقف كيرلس، المعروف، الذي لا يستحق شهرته، والاقتداء به. من أجل تصوير موت هيباتيا في أسوء تصوير ممكن، غيّر تولاند القصة واخترع عناصر غير موجودة في أي من المصادر القديمة. كتب توماس لويس في عام 1721 رداً يدافع فيه عن كيرلس بعنوان تاريخ هيباتيا، أكثر مُدرّسة وقحة في الإسكندرية: مقتولة وممزقة بين أيدي العوام، في الدفاع عن القديس كيرلس ورجال الدين السكندريين من أباطيل السيد تولاند. رفض لويس رواية داماسياس بأنها غير موثوقة على الإطلاق بسبب حقيقة أن مؤلفها كان "وثنيًا" ثم شرع في المجادلة بأن سقراط سشولاستيكوس كان "بوروريتاني" ، والذي كان دائمًا متحيزًا ضد سيريل. {{sfn|Watts|2017|pages=135–136}}{{sfn|Dzielska|1996|page=2}}
 
وضّح فولتير في كتابه اختبار أهمية ميلورد بولينجبروك أو قبر التعصّب (1736) أن هيباتيا كانت مؤمنة "بقوانين الطبيعة العقلانية" و "قدرات العقل البشري الخالية من العقائد"، ووصف وفاتها بأنها "جريمة قتل وحشية ارتكبتها كلاب صيد كيرلس، مع عصابة متعصّبة أخمص أقدامهم". في وقت لاحق، صوّر فولتير مرة أخرى هيباتيا على أنها ربوبية عبقرية ومفكرة حرّة قتلها بوحشية مسيحيون جاهلون أساؤوا الفهم وذلك في مدخل كتابه القاموس الفلسفي (1772). تتجاهل معظم المدخل هيباتيا نفسها وبدلاً من ذلك تتعامل مع الجدل حول ما إذا كانت كيرلس مسؤولاً عن مقتلها أم لا. يختم فولتير بتعليق دنيء: "عندما يجرّد المرء النساء الجميلات عاريات من ملابسهن، فليس عليه ذبحهن".{{sfn|Dzielska|1996|page=2}}{{sfn|Watts|2017|pages=136–137}}
 
في عمله الضخم «تاريخ ضعف وسقوط الإمبراطورية الرومانية»، توسّع المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون في الصور المضللة لتولاند وفولتير بإعلان كيرلس كسبب وحيد لكل الشرور في الإسكندرية في بداية القرن الخامس وتفسير مقتل هيباتيا كدليل لدعم أطروحته الجدلية بأن صعود المسيحية كان السبب الوحيد لانحطاط [[الإمبراطورية الرومانية]]. وقد أشار إلى تبجيل كيرلس المستمر كقديس مسيحي، موضحًا أن "الخرافات [المسيحية] ربما تصفح بلطف أكبر سفك دم عذراء، من نفي قديس ما" ردًّا على هذه الاتهامات، أصرّ المؤلفون الكاثوليك، وكذلك بعض البروتستانت الفرنسيين، بقوّة شديدة على أن كيرلس لم يكن له أي دور على الإطلاق في قتل هيباتيا وأن بيتر ذا ليكتور كان المسؤول الوحيد عن مقتلها. في أثناء هذه المناقشات الساخنة، توضع هيباتيا جانبًا ويتم تجاهلها، في حين تركز النقاشات تركيزًا أكبر بكثير على مسألة إذا ما كان بيتر ذا لكتور قد تصرّف من تلقاء نفسه أو بموجب أوامر تلقاها من كيرلس.{{sfn|Dzielska|1996|page=3}}
 
== مراجع ==