إبراهيم المويلحي: الفرق بين النسختين
[مراجعة غير مفحوصة] | [مراجعة غير مفحوصة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط إملائي, Replaced: او → أو (2), |
ط سايفربوت: إملائي |
||
سطر 10:
بقلم الدكتور / علي شلش .
اليوم يوافق ذكرى 86 عام على وفاة شاعر وكاتب صحافي كان له أثر بارز في جيله وامتد هذا الأثر عن طريق ابنه إلى الجيل التالي ثم طوى النسيان أثر لرجل وابنه ولم يبقى منهما سوى أعمالهما المنشورة وحتى هذه ليست كاملة ولا المتوافر أمام القاريء والباحث .
أما الرجل فهو إبراهيم المويلحي ، أبو محمد المويلحي الذي اشتهر بكتاب " حديث عيسى بن هشام " وأخو
وكانت أول مغامرة له في المجال الثقافي عام 1868م ففي ذلك العام انشأ مع زميل له مطبعة وجمعية باسم "المعارف" وقام بنشر عدد من الكتب التراثية في التاريخ واللغة والفقه وفي العام التالي اسس مع الأديب محمد عثمان جلال جريدة اسبوعية بأسم "نزاهة الأفكار" ولكن الخديو إسماعيل امره بإيقافها بعد عددها الثاني لما بلغه أنها تتعرض لنقد الجيش ، وعندما جاء جمال الدين الأفغاني إلى مصر عام 1871م وأقام بها صار إبراهيم وأخوه
في مصر كتب المويلحي سلسلة من المقالات بتوقيع "أديب فاضل من المصريين" ونشرها بجريدة "المقطم" الموالية للإنجليز والمعادية للعثمانيين وأساليبه ثم جمعها في كتاب بعنوان "ما هناك" وهو العنوان الأصلي لها بالجريدة ولما وصل خبر ظهور الكتاب إلى مسامع السلطان امر بجمع نسخ الكتاب وإرسالها إلى الآستانة ولكن إبراهيم المويلحي نجح في إخفاء نسخ قليلة منه بل نجح في استعادة رضا السلطان عليه وانعكس هذا الرضا في صورة رتبة الباشوية التي نالها منه بعد أشهر قليلة من ظهور الكتاب عام 1869م وفي عام 1898م أسس صحيفته المشهورة ، وأطول صفحة عمراً وهي "مصباح الشرق" التي أوكل لابنه محمد رئاسة تحريرها في سنواتها الثلاث الأخيرة التي انتهت بتوقفها عام 1903م وبعد عامين اسس صحيفة أخرى باسم "المشكاة" عهد إلى ابنه الآخر خليل ولكنها لم تستمر أكثر من أربعة إعداد ثم سقط وهو نفسه فريسة المرض حتى وفاته عن 62 عاماً .
كان إبراهيم المويحلي جملة رجال في رجل واحد كان رجل بلاط وسياسياً ورحالة وشاعراً وناثراً وصحفياً وناقداً اجتماعياً وكان العمل في البلاط والسياسة في عصره يقوم على المكائد والدسائس ولم يكن السفر وجوب الآفاق يقتضي التفرغ كما هي الحال زمن ابن بطوطة ولكنهما كانا جزءا من العمل بالسياسة ولم يكن الشعر وقتها يزيد كثيراً على تلبية نداء المناسبات بل لم يكن النثر والاشتغال بالصحافة يفترقان أو يستغنيان عن الأدب والنقد الاجتماعي وفي هذا كله ساهم المويلحي بنصيب متفاوت من الدرجة من النضج فشعره القليل مثلاً يضم بعض القصائد الجيدة وأسلوبه النثري لا يخلو من السلاسة والفكاهة وطريقته في تحرير الموضوعات الصحافية تسير على أسلوب الجاحظ بل كان يضع عناوين الأخبار والحوادث في صورة حكم وأمثال وأشعار مشهورة أو ينظمها شعراً ومع ذلك لم يجامله جرجي زيدان عندما كتب عنه أنه "كان نابغة في الإنشاء الصحافي وفي الطبقة الأولى من كتاب السياسة وشاقة ومتانة وأسلوب مع ميل إلى النقد والمداعبة" ولم يجامله أيضاً مصطفى المنفلوطي عندما كتب عنه أنه "شيخ الكتابة العربية في هذا العصر وأنه هو الذي علم الكتاب كيف يرقون بلغتهم إلى المنزلة التي وصلت إليها اليوم وكيف يدعون كتاباتهم النكات البديعة والمعاني المستطرفة ويخرجون بها من ذلك الجمود القديم" .
سطر 31:
لا تقل هذا القصيدة في الحقيقة عن أنضج ما كتب في عصره من شعر ولكن كم من أمثالها كتب المويلحي وهو غارق في اهتمامات عديدة بعيدة تقتل الشعر والشاعرية ؟! .
ومن كتاباته أيضاً مقاماته التي سماها "حديث موسى بن عصام" وفيها جعل بطلها شيخاً خبيراً حكيماً وراويها فتى طموحاً متسائلاً ثم جعل الحوار بين الشيخ والتفي يخوض في شتى الموضوعات السياسية والاجتماعية مع حس نقدي بارز ولعل طه حسين قرأها في مطلع شبابه وتأثر بها حيث أنشأ حوراه المماثل بين الأستاذ الشيخ وتلميذه الفتى وكان الهدف من هذه المقامات التي نسج ابنه على منوالها هو الإصلاح وكان رأس وسائل الإصلاح إنشاء الشركات ونشر العلوم والمعارف والآداب ومع ذلك لم يجمع أحد حتى اليوم هذه المقامات ولا اهتم أحد باستنقاذ مقالاته وقصائده من الأعداد القليلة الباقية من "مصباح الشرق" أما كتابه المصادر "هنالك" فقد أعيد طبعه قبل سنوات وفيه تنبأ بسقوط الخلافة العثمانية ، وصور عوامل تدهورها وفيه أيضاً ازدهر حسه الفكاهي .
وفي هذا الكتاب وغير يبدو المويلحي ذا فكر إصلاحي مستنير ، معاد للاستبداد والجمود وهو ذاته الفكر الذي حرك ابنه محمد في مقاماته المشهورة "حديث عيسى بن هشام" وإذا كان هذا الشبل من ذاك الأسد كما يقولون فابنه محمد هذا الذي لم يكتب شعرا امتداد لأبيه وتطوير لفكره واسلوبه معا واذا كان المجهول من كتابات إبراهيم (المويلحي الصغير) أكثر ولعل أحداً يتحمس في زمننا هذا الذي هبطت فيه الحماسة فيجمع المجهول من المويلحيين الثلاثة ولعل أحداً أيضاً يدرس دور المويلحيين الثلاثة (بإضافة
== المصدر ==
|