|
=== حكم بيع الأسهم في الإسلام ===
جائز بيع الأسهم وشراؤها ما إذا كان نشاط الشركة مباحاً وذلك أن تقوم الشركة المساهمة على المضاربة والبكسات والبيع المباح والاقتراض غير الربوي فيجوز بيع الأسهم في هذه الشركة دون غيرها من الشركات الربوية أو من الشركات المختلطة التي تقترض قروضاً ربوية.
وتباح الشركات المختلطة إذا قام المساهم بتحديد نسبة القرض الربوي من ماله الذي ساهم فيه ومن ثم قام بإخراج نسبة هذا القرض الربوي من ماله فيباح المساهمة فيها بهذه الطريقة وإلا لايصح في الإسلام.
..........
كثيرا ما نقرأ في هذه الايام عن شركات تغري الناس بارباح ضخمة وتدفعهم للانتساب لها والاشتراك في تجارتها .تجارة الاسهم ( كما يدعون ) وانها تقوم بتكليف مدير مالي استشاري لكل من ينتسب اليها مقدما النصائح للزبون ومقدما لخدمات جمة لعلمه بسوق الاسهم واخبار العالم الاقتصادية ..
و ما اكثر اعلاناتها في دول الخليج وبالاخص في السعودية ..
دعوات للربح السريع بلا مجهود وبلا خبرة تذكر... فهم يقدمون لك الخبرة المطلوبة ...
دعوات لترك العمل والتجارة من منزلك ومقر اقامتك .. وانت جالس او نائم دون جهد و عناء ..
واعترافات من زبائن ( مزيفون كانوا ام حقيقيون ) يتكلمون عن ارباحهم الطائلة في ايام معدودة ..
واغلبهم يقول الحمد لله رزقت رزقا ضخما حلال والارباح تهطل في حسابي كالمطر وبدون اي تعب ولا جهد يذكر ..
و يتسائل البعض من المعلقين ..هل هذه الارباح حلال ...
لنتوقف أولاٌ عند الاية الكريمة ..( (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)
[سورة الإسراء 36]
وال( لا ) هنا ناهية .. فهل لكل من اشترك بتلك التجارة المزعومة علم بما يجري او الى أين تذهب الارباح او كيف تتم الصفقات او مع من تتم تلك الصفقات ...وهل هي حقيقة تجارة ام وهم للسيطرة على اموال العالم ولاستدراج قوم للتقاعس وعدم العمل وجني ارباح بلا مجهود ..
وثانيا هل تسائل هؤلاء يوما عن كيفية التجارة الحلال او الحرام في الاسلام ..(طبعا ان كان يهمه ذلك كما يدعون) ...وان لم يكن يهمه ذلك فهل هذا العمل يعتبر من الاعمال التي تسمو بالبشرية للقيم الانسانية الاسمى ..فهل جمع الاموال والثروات (ان كان حقا كذلك ) وبدون تعب ..يحقق تلك المقاصد النبيلة في حياة الناس ...
وهل تسائل احد بانه إذا قام اغلبية الناس بهذا العمل ماذا سيحدث للبشرية ..
و هل تسائل المدّعون من المسلمين ان هذه ارباح حلال ام حرام ...
هل علموا حقيقة التجارة وفق شريعة السماء وعدلها .. وهل يجوز ان يقوم الناس بجني ارباح بدون عمل وجهد عضلي او فكري مبدع يؤديان الى نتاج حقيقي يؤثر على مسيرة البشرية تأثيرا ايجابيا يزيد تطورها و يسمو بها و بقيمها الانسانية . ويحقق متطلباتها بتعاونها في اعمار الارض واحلال العدالة والسلام فيها ...
هل تحقق تلك التجارة المزعومة غايات وجودنا على هذا الكوكب الجميل و مراد السماء ..
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
[سورة الزخرف 32]
الم يكن مراد السماء ان يقوم الناس بخدمة بعضهم البعض متعاونين متراحمين كل بحسب امكاناته واختصاصه لاعمار الارض للارتقاء بدرجات القيم الانسانية .. ام قالت السماء ليأكل بعضكم بعض ...
إن سألتم عن مراد السماء فهو ما قيل وان سألتم عن حقيقة قيمكم الانسانية فهي منسجمة مع مراد السماء .. والا من انتم وماذا تريدون ...وما هو تأثيركم وأثركم ونتاجكم فيما تصنعون ..اْستدرجتم الى حيث لا تعلمون ...ام علمتم وانتم على ذلك موافقين ...
الله احل البيع وحرم الربا
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
[سورة البقرة 275]
ولكن البيع والتجارة غير الربا ...البيع والتجارة ان تنمو الاموال بعمل وانتاج حقيقي مثمر ( عضلي كان او فكري او علمي ..) يفيد به الانسان اخيه الانسان بينما الربا هي نمو الاموال وتكدسها بلا عمل ولا انتاج مثمر يخدم البشرية ...
فميزان عمل الانسان هو نتاجه لنفسه و لاخيه الانسان متعاونين متراحمين ..وليس لنفسه فقط لجمع وتكديس الاموال دون تقديم خدمات للآخرين ..
== سعر الإغلاق ==
| 