طفرة (أحياء): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: إصلاح أخطاء فحص ويكيبيديا من 1 إلى 104
ط بوت: إصلاح أخطاء فحص ويكيبيديا من 1 إلى 104
سطر 77:
*'''الطفرة شبه المحايدة''' تُعَرَّف على أنها طفرة قد تكون مؤذية أو مفيدة بشكل طفيف، هذا ومع أنَّ معظم الطفرات شبه المحايدة تكون مؤذية قليلاً.
 
ولكن في واقع الأمر، تناول تأثيرات الطفرات على الصلاحية من خلال هذه الفئات يعد تبسيطاً. لقد أجريت محاولات للاستدلال على توزيع التأثيرات على الصلاحية، وذلك بواسطة تجارب التطفير والنماذج النظرية المطبقة على معلومات التسلسلات الجزيئية. توزيع آثار الصلاحية الذي يُستعمل لتحديد مدى الشيوع النسبي لكل نوع من الأنواع المختلفة من الطفرات (الضارة بشدة، شبه المحايدة أو النافعة)، يتعلق بالكثير من المسائل التطورية، مثل الحفاظ على [[تنوع جيني|التنوع الجيني]]،<ref>{{cite journal|الأخير=Charlesworth|الأول=D|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=Charlesworth B, Morgan M T|العنوانعنوان=The pattern of neutral molecular variation under the background selection model.|journalصحيفة=Genetics|السنةسنة=1995|volumeالمجلد=141|issueالعدد=4|pmid=8601499|المسارمسار=http://www.genetics.org/content/141/4/1619.long|pmc=1206892|الصفحاتصفحات=1619–32}}</ref> معدل الاضمحلال ال[[مجموع مورثي|جينوم]]ي،<ref>{{cite journal|الأخير=Loewe|الأول=L|العنوانعنوان=Quantifying the genomic decay paradox due to Muller's ratchet in human mitochondrial DNA.|journalصحيفة=Genet Res|السنةسنة=2006|volumeالمجلد=87|issueالعدد=2|الصفحاتصفحات=133–59|doi=10.1017/S0016672306008123|pmid=16709275|المسارمسار=http://journals.cambridge.org/action/displayAbstract?fromPage=online&aid=439711}}</ref> و[[تطور التكاثر الجنسي|تطور]] الجنس و[[إعادة التركيب الجيني|التأشيب]].<ref>{{cite journal|الأخير=Peck|الأول=J R|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=Barreau G, Heath S C|العنوانعنوان=Imperfect genes, Fisherian mutation and the evolution of sex.|journalصحيفة=Genetics|السنةسنة=1997|volumeالمجلد=145|issueالعدد=4|الصفحاتصفحات=1171–99|pmid=9093868|المسارمسار=http://www.genetics.org/content/145/4/1171.long|pmc=1207886}}</ref> وباختصار، توزيع تأثيرات الصلاحية يلعب دوراً هاماً في توقع الديناميكا التطورية.<ref>{{cite journal|الأخير=Keightley|الأول=P.D.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=Lynch M|العنوانعنوان=Toward a realistic model of mutations affecting fitness.|journalصحيفة=Evolution|السنةسنة=2003|volumeالمجلد=57|issueالعدد=3|الصفحاتصفحات=683–689|pmid=12703958|jstor=3094781?}}</ref><ref>{{cite journal|الأخير=Barton|الأول=N.H.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=Keightley P.D.|العنوانعنوان=Understanding quantitative genetic variation|journalصحيفة=Nat Rev Genet|السنةسنة=2002|volumeالمجلد=3|issueالعدد=1|الصفحاتصفحات=11–21|doi=10.1038/nrg700|pmid=11823787}}</ref> وقد استعملت الكثير من الطرق لدراسته، بما فيها الوسائل النظرية، التجريبية والتحليلة.
 
===أنواع الطفرات حسب تأثيرها على تسلسل البروتين===
سطر 96:
 
==الطفرات الضارة==
يمكن أن تسبب التغييرات الطارئة على الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين (DNA) أخطاءً في تسلسل البروتين، مما يؤدي إلى تشكيل بروتينات غير وظيفية بشكل جزئي أو تام. تعتمد كل خلية -لكي تعمل بشكل صحيح- على الآلاف من البروتينات التي يجب تعمل في الأماكن الصحيحة، وفي الأوقات المناسبة. قد يؤدي تغيير طفرة ما لأحد البروتينات الهامة في الجسم إلى التسبب بحالة مَرَضية. مع ذلك، قد تُغَيِّر بعض الطفرات تسلسل قاعدة الحمض النووي للجين، ولكنها لا تغير وظيفة البروتين الذي يصنعه الجين. تشير إحدى الدراسات التي قارنت جينات أنواع مختلفة من ذبابة الفاكهة إلى أنّ تغيير طفرة ما لأحد البروتينات يكون ضارًا غالبًا؛ نحو 70% من تعدد أشكال الأحماض الأمينية يمتلك آثارًا مدمرة، والباقي إمّا محايد أو مفيد بشكل ضعيف.<ref name="Sawyer2007" /> أظهرت الدراسات أنّ 7% فقط من الطفرات النقطية في الحمض النووي غير المشفر للفطور تكون ضارة، بينما تكون النسبة 12% في الحمض النووي المُشَفِّر. وبقية الطفرات تكون إمّا محايدة أو مفيدة قليلًا.<ref>{{cite journal | vauthors = Doniger SW, Kim HS, Swain D, Corcuera D, Williams M, Yang SP, Fay JC | titleعنوان = A catalog of neutral and deleterious polymorphism in yeast | journalصحيفة = PLoS Genetics | volumeالمجلد = 4 | issueالعدد = 8 | pagesصفحات = e1000183 | dateتاريخ = August 2008 | pmid = 18769710 | pmc = 2515631 | doi = 10.1371/journal.pgen.1000183 | editor-first = Jonathan K. | last7 = Fay | editor-link = Jonathan K. Pritchard | author6 = Shiaw-Pyng Yang | first7 = Justin C. | editor-last = Pritchard | name-list-format = vanc}}</ref>
 
إذا كانت الطفرة موجودة في خلية جنسية، ستؤدي إلى نسل يحمل الطفرة في جميع خلاياه، وهذا ما يحصل في الأمراض الوراثية. إذا حدثت الطفرات في الجينات المسؤولة عن إصلاح الحمض النووي داخل الخلية الجنسية، سيرتفع خطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الحاملين لطفرات جنسية كهذه. تضم قائمة اضطراب قصور صيانة الحمض النووي 34 طفرة جنسية، ويُمَثِّل المهق مثالًا على ذلك؛ إذ تكون الطفرة في هذا المرض واقعة في الجين OCA1 أو OCA2، ويكون الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب أكثر عرضةً لأنواعٍ كثيرةٍ من السرطانات والاضطرابات الأخرى، كما يكونون ضعاف البصر. من الناحية الأخرى، تكون طفرات الخلايا الجسدية موجودة لدى جميع نسل هذه الخلية داخل الكائن الحي نفسه، وقد تحوّل بعض هذه الطفرات الخلايا إلى خبيثة، وبالتالي تسبب [[سرطان|السرطان]].<ref>{{cite journal | vauthors = Ionov Y, Peinado MA, Malkhosyan S, Shibata D, Perucho M | titleعنوان = Ubiquitous somatic mutations in simple repeated sequences reveal a new mechanism for colonic carcinogenesis | journalصحيفة = Nature | volumeالمجلد = 363 | issueالعدد = 6429 | pagesصفحات = 558–61 | dateتاريخ = June 1993 | pmid = 8505985 | doi = 10.1038/363558a0 | bibcode = 1993Natur.363..558I }}</ref>
 
يمكن أن يتسبب تلف الحمض النووي في حدوث الخطأ أثناء نسخ الحمض النووي، ويمكن أن يتسبب خطأ الانتساخ هذا في حدوث طفرة جينية تؤدي بدورها إلى حدوث اضطراب وراثي. يتم إصلاح الضرر في [[حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين|الحمض النووي]] عن طريق نظام إصلاح خاص؛ تحتوي كل خلية على عدد من المسارات التي تتعرف من خلالها الإنزيمات على الأضرار الموجودة في الحمض النووي، وبالتالي إصلاحها. ونظرًا لأن الحمض النووي يمكن أن يتلف بعدة طرق، فإنّ عملية إصلاح الحمض النووي هي طريقة مهمة يحمي بها الجسم نفسه من الأمراض. لا يمكن إصلاح الطفرة بمجرد أن يؤدي تلف الحمض النووي إلى حدوثها؛ يمكن لمسارات إصلاح الحمض النووي التعرف والعمل على البنى الشاذة فقط في الحمض النووي، وبمجرد حدوث الطفرة في تسلسل الجينات، تصبح عندها بنية الحمض النووي طبيعية ولا يمكن إصلاحها.
سطر 104:
==الطفرات المفيدة==
على الرغم من أنّ الطفرات التي تسبب تغيرات في تسلسل البروتين تكون ضارة في كثير من الأحيان للكائن الحي، إلّا أنها قد تمتلك في أحيان قليلة أخرى تأثيرًا إيجابيًا في بيئة معينة ما. في هذه الحالة، قد تُمكِّن الطفرة الكائن الحي المتحوِّر من تحمل ضغوط بيئية معينة أفضل من الكائنات الأخرى، أو من التكاثر بسرعة أكبر. تميل الطفرة في هذه الحالات إلى أن تصبح أكثر شيوعًا بين أفراد المجموعة الأحيائية من خلال الاصطفاء الطبيعي. تشمل الأمثلة ما يلي:
* مقاومة فيروس نقص المناعة البشرية: يمنح حذف الزوج 32 في البروتين CCR5 البشري (CCR5-Δ32) مقاومةً لفيروس نقص المناعة البشرية في الزيجوت متماثل الألائل، وتؤخر ظهور الإيدز في الزيجوت متغاير الألائل.<ref>{{cite journal | vauthors = Sullivan AD, Wigginton J, Kirschner D | titleعنوان = The coreceptor mutation CCR5Delta32 influences the dynamics of HIV epidemics and is selected for by HIV | journalصحيفة = Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America | volumeالمجلد = 98 | issueالعدد = 18 | pagesصفحات = 10214–9 | dateتاريخ = August 2001 | pmid = 11517319 | pmc = 56941 | doi = 10.1073/pnas.181325198 | bibcode = 2001PNAS...9810214S }}</ref> أحد التفسيرات المحتملة للتواتر العالي نسبيًا لهذه الطفرة لدى السكان الأوروبيين هو منحها مقاومة للطاعون الدملي في أوروبا في منتصف القرن الرابع عشر. كانت فرصة نجاة الأشخاص الذين يحملون هذه الطفرة أكبر، وبالتالي زاد تواترها بين السكان.<ref>{{cite episode |title=Mystery of the Black Death |url=https://www.pbs.org/wnet/secrets/mystery-black-death-background/1488/ |accessdate=2015-10-10 |series=[[Secrets of the Dead]] |network=[[بي بي إس]] |date=October 30, 2002 |season=3 |number=2 |deadurl=no |archiveurl=https://web.archive.org/web/20151012175528/http://www.pbs.org/wnet/secrets/mystery-black-death-background/1488/ |archivedate=12 October 2015 |df=dmy-all }} Episode background.</ref> يمكن أن تفسر هذه النظرية سبب عدم وجود هذه الطفرة في جنوب إفريقيا التي ظلت بمنأى عن الطاعون الدملي. تقترح نظرية حديثة أن الضغط الانتخابي على طفرة كان سببه الجدري بدلًا من الطاعون الدملي.<ref>{{cite journal | vauthors = Galvani AP, Slatkin M | titleعنوان = Evaluating plague and smallpox as historical selective pressures for the CCR5-Delta 32 HIV-resistance allele | journalصحيفة = Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America | volumeالمجلد = 100 | issueالعدد = 25 | pagesصفحات = 15276–9 | dateتاريخ = December 2003 | pmid = 14645720 | pmc = 299980 | doi = 10.1073/pnas.2435085100 | bibcode = 2003PNAS..10015276G | authorlink2وصلة مؤلف2 = Montgomery Slatkin }}</ref>
* مقاومة الملاريا: يعتبر داء الخلايا المنجلية من الأمثلة على الطفرات الضارة، وهو اضطراب في الدم ينتج فيه الجسم نوعًا غير طبيعي من مادة الهيموغلوبين التي تحمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء. يحمل ثلث جميع السكان الأصليين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هذا الجين. يحمل امتلاك جين واحد فقط للداء المنجلي (سمة الخلية المنجلية) أهمية للبقاء على قيد الحياة بسبب انتشار الملاريا في هذه المناطق.<ref>{{مرجع ويب |مسار=http://sicklecell.md/faq.asp |عنوان=Frequently Asked Questions [FAQ's] |الأخير=Konotey-Ahulu |الأول=Felix |موقع=sicklecell.md |وصلة مكسورة=no |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20110430031852/http://sicklecell.md/faq.asp |تاريخ أرشيف=30 April 2011 |df=dmy-all }}</ref> إذ يمتلك من يحمل أليل منجلي وحيد مقاومة أكبر [[ملاريا|للملاريا]] بسبب تمنجل الخلايا التي تتطفل عليها المتصورات المسببة للملاريا.
* مقاومة المضادات الحيوية: تطور جميع البكتيريا عمليًا مقاومة عند تعرضها للمضادات الحيوية. في الواقع، يتم انتقاء البكتريا التي تمتلك مسبقًا طفراتٍ من هذا القبيل.<ref>{{Cite journal|الأخير=Hughes|الأول=Diarmaid|الأخير2=Andersson|الأول2=Dan I.|تاريخ=09 08, 2017|عنوان=Evolutionary Trajectories to Antibiotic Resistance|صحيفة=Annual Review of Microbiology|المجلد=71|صفحات=579–596|doi=10.1146/annurev-micro-090816-093813|issn=1545-3251|pmid=28697667}}</ref> من الواضح أنّ هذه الطفرات مفيدة للبكتيريا فقط، وليس للمصابين بها بالطبع.
سطر 122:
استخدم موللر مصطلح الجين الصامت في عام 1932، وهو أليل طافر فقد قدرة [[أليل (توضيح)|الأليل]] الوالد على ترميز أي بروتين وظيفي. قد تحدث طفرات الجين الصامت بسبب استبدال حمض أميني يعمل على إلغاء تنشيط إنزيم، أو بسبب حذف جزء من جين ينتج الإنزيم.
 
قد تعمل الخلايا ذات الطفرات متخالفة اللواقح (أحد النسخ جيدة والأخرى طافرة) بشكل طبيعي مع النسخة غير الطافرة حتى تتحور النسخة الجيدة عفويًا. يحدث هذا النوع من الطفرات طوال الوقت في الكائنات الحية، إلّا أنّ قياس معدل الحدوث يبقى صعبًا. ويعتبر قياسه مهمًّا للتنبؤ بالمعدل الذي قد يصاب به الناس بالسرطان.<ref name=Milholland>{{cite journal |vauthors=Milholland B, Dong X, Zhang L, Hao X, Suh Y, Vijg J |titleعنوان=Differences between germline and somatic mutation rates in humans and mice |journalصحيفة=Nat Commun |volumeالمجلد=8 |issueالعدد= |pagesصفحات=15183 |yearسنة=2017 |pmid=28485371 |pmc=5436103 |doi=10.1038/ncomms15183|bibcode=2017NatCo...815183M }}</ref>
 
== انظر أيضًا ==