العلاقات الأمريكية الفرنسية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 24:
 
== التاريخ ==
عبر العصور كانت فرنسا أقرب الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة، كانت فرنسا أول دولة ساندت الولايات المتحدة أثناء [[حرب الاستقلال الأمريكية]] ضد [[بريطانيا]]، وقد تأثر العديد من الفرنسيين حينها بأفكار الثورة الأمريكية ونقلوا أفكارها الحداثية أثناء [[الثورة الفرنسية]].<ref>C. H. Van Tyne, "Influences which Determined the French Government to Make the Treaty with America, 1778," American Historical Review (1916) 21#3 pp. 528–541 in JSTOR</ref> فضلت الولايات المتحدة الوقوف على حياد أثناء [[حروب الثورة الفرنسية]] وأثناء [[الحروب النابليونية]] وأثناء تلك الفترة قامت فرنسا ببيع مستعمرتها [[لويزيانا الفرنسية]] للولايات المتحدة.<ref>https://archive.org/details/federalistera197000675mbp/page/n6</ref> في ذلك العصر عانت الولايات المتحدة من هجمات غير منظمة من قبل الفرنسيين مما أدى لها بالدخول في الحرب قصيرة بجانب [[بريطانيا]] عرفت ب[[حرب قواسي]] إنتهت في سنة 1800 بتعهد فرنسا بعدم مهاجمة أي سفن أمريكية أو بريطانية.<ref>E. Wilson Lyon, "The Franco-American Convention of 1800." Journal of Modern History 12.3 (1940): 305-333. online</ref> بعد نهاية الحروب النابليونية بقيت العلاقات هادئة، وفي ذلك العصر بدأت أطماع فرنسا تزداد لأجل السيطرة على [[أمريكا اللاتينية]] وخصوصاً مع تراجع القوى الإسبانية لأجل زيادة نفوذها التجاري. سائت العلاقات مع عودة الملكية في فرنسا، حيث رأت كل من فرنسا و[[النمسا]] أن الولايات المتحدة خطر على نفوذها في أوروبا لكونها جمهورية، وحرصوا على عدم تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الأوروبية.<ref>Dexter Perkins, "Europe, Spanish America, and the Monroe Doctrine." American Historical Review 27#2 (1922): 207-218. online.</ref> أثناء [[الحرب الأهلية الأمريكية]]، بقيت فرنسا على حياد، لكن [[نابليون الثالث]] فضل انتصار الكونفدراليين لأجل اضعاف الولايات المتحدة، وبتلك الفترة كانت فرنسا أيضاً تخوض حربها ضد [[المكسيك]]، لأجل زيادة نفوذها هناك، لم يحبذ [[أبراهام لينكون]] [[الحرب الفرنسية المكسيكية|التدخل الفرنسي في المكسيك]] وفضل الوقوف بجانب الجمهوريين. كان هناك نوايا لفرنسا بالتدخل لصالح الكونفدراليين، لكنها تخوفت من تحالف الولايات المتحدة مع عدوتها [[بروسيا]] أنذاك فأرادت الدخول إلى الحرب إلى جانب بريطانيا وهو ما رفضته بريطانيا، بنفس الوقت حاولت السفير الجمهوري في المكسيك مطالبة الولايات المتحدة بالدخول إلى الحرب المكسيكية ضد فرنسا، لكن الولايات المتحدة اكتفت بدعم قليل للمكسيك لأجل عدم اغضاب فرنسا ودخولها في الحرب الأهلية.<ref>Gary Moreno, "Rage Against the Monarchy American Reaction to the French Intervention in Mexico." Journal of the West 47#3 (2008): 48-55.</ref> وبعد عقد من الحروب في [[أمريكا الشمالية]]، كانت النتائج لصالح الولايات المتحدة، حيث إنتصر الاتحاديين في الحرب الأهلية، وإنتصرت المكسيك في حربها فرنسا وأعدمت ملكها [[ماكسيميليان إمبراطور المكسيك|ماكسيميليان]]، بريطانيا قلصت سلطتها في [[كندا]]، وقامت الولايات المتحدة بشراء [[ألاسكا]] من [[روسيا]].
 
في عقد 1870، هزمت فرنسا في [[الحرب البروسية - الفرنسية]] وإنتهى حكم الإمبراطور نابليون الثالث، وهو مما عزز ارجاع العلاقات بين البلدين، ازدادت أثناء ذلك قوة الولايات المتحدة الصناعية والاقتصادية لتصبح قوى عظمى في تلك المنطقة، وقد استفادت فرنسا من ذلك بزيادة استثمارتها في الولايات المتحدة، وفي سنة 1887 قامت فرنسا بتصميم [[تمثال الحرية]] وإهدائه للولايات المتحدة وكان ذلك بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلالها، أصبحت الولايات المتحدة تقف بجانب فرنسا بمعظم نزاعاتها ووقفت معها أثناء [[أزمة أغادير]]، كما هاجر العديد من الفرنسيين في ذلك العصر إلى الولايات المتحدة، ومع ذلك فقد تخوفت الولايات المتحدة من تغلغل الاشتراكيين في الولايات المتحدة من خلال فرنسا.<ref>Philippe Roger, The American Enemy: The History of French Anti-Americanism (2005) pp 172-76.</ref>
 
أثناء [[الحرب العالمية الأولى]] دعمت الولايات المتحدة الحلفاء بقيادة [[فرنسا]] [[بريطانيا]] اقتصادياً ومعنوياً، لكنها فضلت الوقوف على حياد وعدم التدخل في الحرب إلى أن دخلت الحرب في سنة 1917، وقد ساهم دخول الولايات المتحدة على تغيير معادلة الحرب، حيث تمكن الحلفاء من تحرير الاراضي الفرنسية، مما أجبر [[ألمانيا]] في النهاية على إعلان استسلامها.<ref>Martin Marix-Evans, Retreat, Hell! We Just Got Here!: The American Expeditionary Force in France, 1917-1918 (Osprey Military, 1998).</ref> بعد نهاية الحرب العالمية الأولى بدأ نفوذ الشيوعيين يزداد في أوروبا ومن ضمنها فرنسا بعد [[الثورة الروسية (1917)]]، واصبح الشيوعيون ينظرون للولايات المتحدة بكونها ممثلة لل[[رأسمالية]] و[[الإمبريالية]]. حرصت الحكومة الفرنسية في تلك الفترة على إبقاء علاقاتها قوية مع الولايات المتحدة درءً لأي خطر احتلال ألماني في المستقبل. كانت الولايات المتحدة وفرنسا من الدول المؤسسة ل[[عصبة الأمم]]، كما أنشأ البلدين [[ميثاق كيلوغ برييان]] في سنة 1927، وألذي نص على عدم اللجوء إلى الحرب لتسوية الخلافات الدولية، وصادق حينها 37 بلد عليه.<ref>Harold Josephson, "Outlawing War: Internationalism and the Pact Of Paris," Diplomatic History (1979) 3#4 pp. 377–390.</ref>
 
بعد صعود [[هتلر]] إلى السلطة في ألمانيا، بدأت فرنسا تتخوف من حرب مستقبلية بينها وبين ألمانيا، ازدادت قوة ألمانيا العسكرية والصناعية بشكل كبير بعد صعود هتلر، وقد ساهمت الطائرات الألمانية في انتصار القوميين في [[الحرب الأهلية الإسبانية]] (1936-1939)، لتكتشف مدى ضعفها أمام السلاح الألماني. بدأ [[فرانكلين روزفلت]] يدعم فرنسا بالسلاح والخبراء، لكن الدعم كان قليل ومتأخر، أثناء ذلك أعلنت كل من [[فرنسا]] و [[بريطانيا]] إعلان الحرب على ألمانيا بعد قيامها ب[[غزو بولندا (1939)|غزو بولندا]] في سنة 1939، قامت ألمانيا بعد ذلك بغزو كل من [[الدنمارك]] و[[النرويج]]، أما فرنسا وبريطانيا اكتفتا برد فعل بسيط على الحدود الألمانية. استغل هتلر هذا الشئ وقام بمحاصرة القوات البريطانية والفرنسية في [[بلجيكا]]، وعند ذلك توغل الألمان إلى [[فرنسا]] ووصلوا إلى [[باريس]]، وقامت على إثر الغزو حكومة [[فرنسا الفيشية]] وألتي أعلنت استسلامها، وهو ما أدهش روزفلت وتخوف على اثرها من احتمالية دخول الولايات المتحدة في حرب خاسرة ضد ألمانيا.<ref>William L. Langer, Our Vichy Gamble (1947)</ref> بعد الغزو حاولت الحكومة الفرنسية بقيادة [[شارل ديغول]] في المنفى اقناع الولايات المتحدة بالدخول الى الحرب، في ديسمبر 1941 وبعد اندلاع الحرب بين الولايات المتحدة و[[اليابان]]، أعلنت ألمانيا الحرب على الولايات المتحدة، مما أدى بالولايات المتحدة بقبولها دخول الحرب في أوروبا، بدأ البلدين الحرب ودخلوا إلى [[المغرب]] و [[الجزائر]] ألتان كانتا تحت سيطرة حكومة فرنسا الفيشية العميلة لألمانيا، ومن ثم وصلوا إلى [[تونس]] ومن هناك زحفوا نحو [[صقلية]] و[[إيطاليا]] ألتي كانت مع المحور. خططت القوى الثلاثة الولايات المتحدة وبريطانيا وقوات فرنسا الحرة لعملية تحرير مشتركة لفرنسا، دخلت قوات إلى [[نورماندي|النورماندي]] وتمكنوا من تحرير الأراضي الفرنسية، واستمرت قوات التحالف بالتقدم الى حين وصولها إلى ألمانيا وسقوط حكومة [[الرايخ الثالث]].<ref>Alexander Werth De Gaulle. (1965)</ref> كانت خسائر فرنسا كبيرة في الحرب العالمية الثانية، دعمت الولايات المتحدة فرنسا اقتصادياً لإعادة إعمار مناطقها المدمرة من جراء الحرب. أسست الدول المنتصرة في الحرب منظمة [[الأمم المتحدة]] و[[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة|مجلس الأمن]]، وأصبحت الولايات المتحدة وفرنسا من الدول الدائمة العضوية فيه. وتخوفاً من زيادة النفوذ السوفيتي والشيوعي، أسس البلدين [[حلف شمال الأطلسي]] في سنة 1949، خاض البلدين حرب طاحنة ضد الشيوعيين في [[فيتنام]]،<ref>https://books.google.com.lb/books?id=_LhouUaI5ecC&pg=PA615&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false</ref> سائت العلاقات بين البلدين أثناء حكم ديغول وألذي طالب الولايات المتحدة بدعمها تكلنوجياً لأجل انشاء قوة نووية خاصة بفرنسا، لكن الولايات المتحدة ترددت بسبب نوايا ديغول الاستعمارية مما سيتسبب لها بالهزيمة أمام [[الاتحاد السوفيتي]] في [[الحرب الباردة]]، كانت فرنسا تعيش عدم استقرار سياسي، واختلف البلدين في العديد من القضايا، حيث عارضت الولايات [[العدوان الثلاثي]] من فرنسا وبريطانيا و[[إسرائيل]] على [[مصر]]، وفضلت فرنسا الانسحاب من حرب فيتنام مع الولايات المتحدة لتتفرغ ل[[حرب الجزائر]]. مع رحيل ديغول من السلطة في سنة 1969، عادت العلاقات إلى التحسن، لكن الاختلافات استمرت حول علاقات الدول الاوروبية مع [[الاتحاد السوفيتي]].
 
== التمثيل الدبلوماسي ==
للولايات المتحدة سفارة في [[باريس]]، والسفير الحالي هي أوزرا زيا، ولفرنسا سفارة في [[واشنطن]] وسفيرها الحالي هو [[فيليب إتيان]]، للولايات المتحدة أيضاً قنصليات في كل من [[ليون]] و [[بوردو]] و [[مرسيليا]] و [[رين]] و [[ستراسبورغ]]. لفرنسا أيضاً قنصليات في كل من [[نيويورك]] و [[بوسطن]] و [[سان فرانسيسكو]] و [[لوس أنجلوس]] و [[ميامي]] و [[أتالانتا]] و [[شيكاغو]] و [[هيوستن]] و [[نيو أورليانز]].
 
== التمثيل الدبلوماسي ==