تنوّعت الأسباب التي أدّت لانهيار الدولة العباسية، ومن أبرزها: بروز حركات [[شعوبية]] ودينية مختلفة في هذا العصر، وقد أدّت النزعة الشعوبية إلى تفضيل [[عجم|الشعوب غير العربية]] على [[عرب|العرب]]، وقام جدل طويل بين طرفيّ النزاع، وانتصر لكل فريق أبناؤه. وإلى جانب الشعوبية السياسية، تكوّنت [[طائفة (إسلام)|فرق دينية]] متعددة عارضت الحكم العبّاسي. وكان محور الخلاف بين هذه الفرق وبين الحكام العبّاسيين هو «[[خلافة إسلامية|الخلافة]]» أو إمامة المسلمين. وكان لكل جماعة منهم مبادئها الخاصة ونظامها الخاص وشعاراتها وطريقتها في الدعوة إلى هذه المبادئ الهادفة لتحقيق أهدافها في إقامة الحكم الذي تريد. وجعلت هذه الفرق الناس طوائف وأحزابًا، وأصبحت المجتمعات العباسيّة ميادين تتصارع فيها الآراء وتتناقض، فوسّع ذلك من الخلاف السياسي بين مواطني الدولة العبّاسية وساعد على تصدّع الوحدة العقائدية التي هي أساس الوحدة السياسية.<ref>المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 6-8</ref> ومن العوامل الداخلية التي شجعت على انتشار الحركات الانفصالية، اتساع رقعة الدولة العبّاسية، ذلك أن بعد العاصمة والمسافة بين أجزاء الدولة وصعوبة المواصلات في ذلك الزمن، جعلا الولاة في البلاد النائية يتجاوزون سلطاتهم ويستقلون بشؤون ولاياتهم دون أن يخشوا الجيوش القادمة من عاصمة الخلافة لإخماد حركتهم الانفصالية والتي لم تكن تصل إلا بعد فوات الأوان، ومن أبرز الحركات الانفصالية عن الدولة العباسية: [[أدارسة|حركة الأدراسة]] و[[أغالبة|حركة الأغالبة]]، و[[الدولة الفاطمية|الحركة الفاطمية]].
انتهى الحكم العباسي في [[بغداد]] سنة [[1258]]م عندما أقدم [[هولاكو خان]] [[تتار|التتري]] على نهب وحرق المدينة وقتل أغلب سكانها بما فيهم الخليفة وأبنائه. انتقل من بقي على قيد الحياة من بني العباس إلى [[القاهرة]] بعد تدمير بغداد، حيث [[الخلافة العباسية في مصر|أقاموا الخلافة مجددًا]] في سنة [[1261]]م، وبحلول هذا الوقت كان الخليفة قد أصبح مجرد رمز لوحدة الدولة الإسلامية دينيًا، أما في الواقع فإن سلاطين ال[[الدولة المملوكية|مماليك]] المصريين كانوا هم الحكّام الفعليين للدولة. وكان محيي الخلافة العباسية في القاهرة هو السلطان [[الظاهر بيبرس]]، الذي رغب بأن يكون الحاكم المُسلم الذي يُعيد الحياة إلى هذه الخِلافة على أن يكون مقرَّها القاهرة، لِيجعل منها سندًا لِلسلطنة المملوكيَّة التي كانت بِحاجةٍ ماسَّة إلى دعمٍ روحيٍّ يجعلها مهيبة الجانب، بِالرُغم من الانتصارات التي حققتها ضدَّ المغول، ولِيُحيط عرشه بِسياجٍ من الحماية الروحيَّة يقيه خطر الطامعين في مُلك مصر والشَّام، ويُبعد عنه كيد مُنافسيه من أُمراء المماليك في مصر الذين اعتادوا الوُصُول إلى الحُكم عن طريق تدبير المُؤامرات، وكي يظهر بِمظهر حامي الخِلافة الإسلاميَّة.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشَّام|طبعة= الرابعة |صفحة= 93|سنة= [[1436 هـ|1436هـ]] - [[2015]]م|ناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953183206|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> لذلك استدعى إلى القاهرة أمير عباسي هو [[أحمد المستنصر بالله|أبو القاسم أحمد]] وبايعه وعلماء الديار المصرية بالخلافة، فقلد الخليفة بيبرس البلاد الإسلاميَّة وما ينضاف إليها، وما سيفتحهُ من بلادٍ في [[دار الإسلام ودار الكفر|دار الحرب]]، وألبسهُ خُلعة السلطنة.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[محيي الدين بن عبد الظاهر|ابن عبد الظاهر، مُحيي الدين أبو الفضل عبد الله بن رشيد الدين السعدي المصري]]|مؤلف2= تحقيق ونشر: عبدُ العزيز الخويطر|عنوان= الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر|صفحة= 100|سنة= [[1976]]}}</ref> ومُنذ ذلك الوقت عُرف كل سلطان مملوكي بـ«قسيم أمير المؤمنين». استمرت الخلافة العباسية قائمة حتى سنة [[1519]]م، عندما اجتاحت الجيوش العثمانية [[بلاد الشام]] و[[مصر]] وفتحت مدنها وقلاعها، فتنازل آخر الخلفاء عن لقبه لسلطان آل عثمان، [[سليم الأول]]، فأصبح [[الدولة العثمانية|العثمانيون]] خلفاء المسلمين، ونقلوا مركز العاصمة من [[القاهرة]] إلى [[القسطنطينية]].