الفتح الإسلامي للغال: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2
سطر 80:
=== فتح سپتمانية ===
[[ملف:Map of Septimania in 537 AD-ar.svg|تصغير|موقع سپتمانية (البُني) في جنوب الغال.]]
ابتدأت مُحاولات فتح سپتمانية بعد افتتاح مُدن [[الثغر الأعلى]]: [[سرقسطة]] و[[طراغونة|طركونة]] و[[برشلونة]] وغيرها، إذ سار [[موسى بن نصير|مُوسى بن نُصير]] شمالًا، فاخترق [[البرانس|جبال البرتات]]، وغزا [[سبتمانيا|سپتمانية]] فاستولى على [[قرقشونة]] و[[أربونة]]،<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[أحمد المقري التلمساني|شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد]]|عنوان= نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب|المجلد= الجُزء الأوَّل|طبعة= الأولى|صفحة= 53|سنة= [[1900]]م|ناشر= دار صادر|مسار = http://shamela.ws/browse.php/book-1002#page-252 |تاريخ الوصول= [[9 أبريل|9 نيسان (أبريل)]] [[2017]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان]]}} جاء فيه: {{اقتباس مضمن|وأتمّ موسى الفتح، وتوغّل في الأندلس إلى برشلونة في جهة الشرق وأربونة في الجوف، وصنم قادس في الغرب، ودوّخ أقطارها، وجمع غنائمها، وأجمع أن يأتي المشرق من ناحية القسطنطينية، ويتجاوز إلى الشام دروبه ودروب الأندلس، ويخوض إليه ما بينهما من أمم الأعاجم النصرانية، مجاهداً فيهم، مستلحماً}}</ref> ثم غزا وادي [[نهر الرون]] التابع لسُلطان [[إمبراطورية الفرنجة|مملكة الفرنجة]]<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[ابن عذاري|ابن عذاري، أبو العباس أحمد بن محمد]]|عنوان= البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذاري|المجلد= الجُزء الثاني|طبعة= الثالثة|صفحة= 16|سنة= [[1983]]م|ناشر= دار الثقافة|مسار = http://shamela.ws/browse.php/book-11782#page-324 |تاريخ الوصول= [[9 أبريل|9 نيسان (أبريل)]] [[2017]]م|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان]]}} جاء فيه: {{اقتباس مضمن|وذكروا أن موسى خرج من طليطلة غازيا، بفتح المدائن، حتى دانت له الأندلس. وجاءه أهل جليقية يطلبون الصلح؛ فصالحهم. وفتح بلاد البشكنش، وأوغل في بلادهم حتى أتى قوما كالبهائم. وغزا بلاد الإفرنج. ثم مال حتى انتهى إلى سرقسطة؛ فأصاب فيها ما لا يعرف قدره.}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190131110132/http://shamela.ws/browse.php/book-11782 |date=31 يناير 2019}}</ref> حتَّى بلغ مدينة [[ليون|لوطون]]؛ فتأهَّب الفرنجة، ويُقال وقعت بعض المُناوشات بين المُسلمين والفرنجة على مقربة من أربونة،<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلُس|المجلد= الجُزء الأوَّل|طبعة= الرابعة|صفحة= 53|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|مسار = http://shamela.ws/browse.php/book-1009/page-53|تاريخ الوصول= [[9 أبريل|9 نيسان (أبريل)]] [[2017]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> إلا أنها كانت مجرّد غارات سريعة لم ترق إلى الفتح.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= أرسلان، شكيب|وصلة مؤلف1= شكيب أرسلان|عنوان= تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط|طبعة= |صفحة= 36-37|سنة= 1933|ناشر= دار الكتب العلمية|مكان= بيروت - لبنان}}</ref> ظلَّت الأُمور هادئة، بعد ذلك بعد استدعاء مُوسى بن نُصير إلى [[دمشق]]، وتولِّي ابنه [[عبد العزيز بن موسى بن نصير|عبدُ العزيز]] ولاية [[الأندلس|الأندلُس]]، ثُمَّ الاضطراب الذي شهدته الولاية بمقتل عبد العزيز إلى أن دخلها [[الحر بن عبد الرحمن الثقفي|الحُر بن عبدُ الرحمٰن الثقفي]] واليًا في نهاية سنة 97هـ المُوافقة لِسنة 716م، حيثُ جدَّد الحُر مُحاولات المُسلمين لِلتوسُّع شرقًا، فعبر جبال البرتات في ربيع سنة 99هـ المُوافقة لِسنة 718م، فافتتح [[قرقشونة]] وأربونة و[[بيزييه|بزبيه]] و[[نيم]]ة، وتابع زحفه حتى ضفاف [[نهر غارون|نهر الغارون]]. ولكنَّهُ اضطرَّ أن يعود أدراجه، بعد أن حدثت قلاقل في منطقة [[منطقة نبرة|نبرّة]] الجبليَّة، وفي قُرطُبة. ثم جاءه العزل بعدما تولَّى الخليفة الجديد [[عمر بن عبد العزيز|عُمر بن عبد العزيز]] الذي عيّن [[السمح بن مالك الخولاني|السَّمح بن مالك الخولاني]] بدلاً منه.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلُس|المجلد= الجُزء الأوَّل|طبعة= الرابعة|صفحة= 74|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|مسار = http://shamela.ws/browse.php/book-1009/page-74 |تاريخ الوصول= [[9 أبريل|9 نيسان (أبريل)]] [[2017]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> والواقع أنَّ النشاط العسكري الإسلامي الجدِّي ابتدأ مع تولِّي السمح بن مالك ولاية الأندلُس في سنة 100هـ المُوافقة لِسنة 719م، وهو العام نفسه الذي تولَّى فيه قارلة بن پپين الثاني منصب مُحافظ القصر في مملكة الفرنجة، ويُعدُّ ذلك حدثًا غير عاديّ في تاريخ العلاقات بين المُسلمين في الأندلُس وبين مملكة الفرنجة، من واقع أنَّ هذه الأخيرة لم تستطع أن تتصدَّى لِفُتُوح المُسلمين في شبه الجزيرة الأيبيريَّة قبل مجيء پپين وابنه قارلة.<ref name="فتح سپتمانية">{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المُسلمين في الأندلُس: 91 - 897هـ \ 710 - 1492م|إصدار= الثالثة|صفحة= 116|سنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م |ناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184128|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
[[ملف:VuesurNarbonne2013.JPG|تصغير|الطريق نحو مدينة أربونة عاصمة سپتمانية، وتبدو المدينة نفسها في الأُفق.]]
كان السمح بن مالك قائدًا شُجاعًا، قويُّ الإيمان، راسخُ العقيدة، حوَّل الحماس في نُفُوس الجُند إلى جهاد، ولم يتردَّد، بعد استلام مُهمَّاته، في المضيّ بِأوَّل حملة عسكريَّة ذات طابع توسُّعي إلى ما وراء جبال البرتات، مُدركًا أهميَّة مُقاطعة سپتمانية، التي كانت جُزءًا من المملكة القوطيَّة الغربيَّة التي قضى عليها المُسلمون، وخُطورة بقاء القوط فيها.<ref name="فتح سپتمانية" /> كانت سپتمانية مُقاطعة ساحليَّة تمتد من جبال البرتات على امتداد ساحل الغال المُطل على البحر المُتوسِّط، وتتصل بالريڤييرا الإيطاليَّة في الزمن المُعاصر، واشتملت على سبعة أقسام إداريَّة الأمر الذي جعلها تُعرف بِسپتمانية {{لات|Septimania}}، أي «مُقاطعة الجهات السبع» أو «المعاقل السبعة»،<ref name="العدوي">{{مرجع كتاب|مؤلف1= العدوي، إبراهيم أحمد|عنوان= المُسلمون والجرمان: الإسلام في غرب البحر المُتوسَّط|إصدار= الأولى|صفحة= 178 - 179|سنة= [[1960]]|ناشر= دار المعرفة|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> وعاصمتها مدينة أربونة المُهمَّة، ذات الموقع الإستراتيجي الفريد على ساحل البحر المُتوسِّط. استهلَّ السمح بن مالك استعداداته العسكريَّة بِأن اتخذ من مدينة برشلونة القطلونيَّة قاعدةً لِلانطلاق والغزو، ثُمَّ عبر جبال البرتات من ناحية [[روسيون]]، فألفى نفسه في مُقاطعة سپتمانية،<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلُس|المجلد= الجُزء الأوَّل|طبعة= الرابعة|صفحة= 75|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|مسار = http://shamela.ws/browse.php/book-1009/page-53|تاريخ الوصول= [[27 أبريل|27 نيسان (أبريل)]] [[2017]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> وزحف باتجاه العاصمة أربونة التي اختارها لِتكون أوَّل فُتُوحه لِعدَّة أسباب، لعلَّ أهمها: