العالم المسيحي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
ط بوت: إصلاح أخطاء فحص ويكيبيديا من 1 إلى 104
سطر 16:
سيطرت مفاهيم العصور الوسطى وعصر النهضة على النظام السياسي المسيحي، والذي كان يجسد معنى أقل لمفهوم [[علمانية|العلمانية]]، والذي يمكن أن يكون متوافقًا على حد سواء مع الفكرة الدينية والهيئة الزمانية. عندما اعترفت [[الإمبراطورية الرومانية|الامبراطورية الرومانية]] بالمسيحية وصارت المسيحية دينها الأوحد ظلت المؤسستان منفصلتين وكانتا تتحالفان أو تتصارعان، ولكن من موقع الإنفصال وليس من موقع الإندماج. كانت هناك رؤية في العالم المسيحي الغربي لثيوقراطية مسيحية أو حكومة تقوم على التمسك [[أخلاق مسيحية|بالقيم المسيحية]] والتي تنتشر من خلال المؤسسات الدينيّة الممثلة في [[كنيسة|الكنيسة]] وهي المؤسسة التي تملك صلاحيات لاهوتية خاصة وذات علاقة خاصة بالله وبأسرار الديانة المسيحية بحسب المعتقدات المسيحيّة.
 
كانت [[مسيحية|المسيحية]] ركن [[ثقافة أوروبية|القاعدة الثقافية الأوروبية]] وفي مناسبات محددة الركن الوحيد للهوية الأوروبية، خاصة عندما سعت [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]] لبسط نفوذها الثقافي ومن ثم السياسي على [[عالم غربي|الغرب الأوروبي]]، فالأممية المسيحية أو مفهوم [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]] ظلت قوة سياسية ودافعًا فكريًا وعقائديًا وسياسيًا أثر مباشرة على مسيرة السياسية الأوروبية، بل إنه أصبح لب فكرة «المفهوم الغربي»، وقام باستبدال المفهوم الجغرافي الأوروبي الضيق أو الروماني المحدود وأصبح يمثل شرعية جديدة بدأت تترسخ داخل الشعوب الأوروبية والوجدان السياسي فيها، وأصبح هذا المفهوم يمثل الشرعية السياسية والدينية على حد سواء.<ref name="archive.aawsat.com"/>
 
يمكن إعتبار مصطلح الجسد المسيحي أو العالم المسيحي أو الأمميّة المسيحية؛ المصطلح المسيحي المقابل [[العالم الإسلامي|للعالم الإسلامي]] أو للأمة في الإسلام. كما أنّ مصطلح ''[[ملكوت الله (مسيحية)|ملكوت الله]]'' الذي يكثر استخدامه في التقاليد المسيحية، يَدّل على أنّ العالم المسيحي هو ضمن أو بين البشر.<ref>Kingdom is within: "The kingdom of God does not come with observation; nor will they say, ‘See here!’ or ‘See there!’ For indeed, the kingdom of God is within [or among] you." {{bibleverse||Luke|17:20-21|NIV}}</ref> يتضّمن مصطلح العالم المسيحي [[مسيحية|الدين]] و[[مسيحيو الثقافة|الثقافة]] و[[التأثير الحضاري للمسيحية|الحضارة]] بل ومعارضي الدين الذين ناوأوا المسيحية.<ref>[http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=176 الإسلام والدولة، برنارد لويس] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110110043446/http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=176 |date=10 يناير 2011}}</ref>
سطر 38:
[[ملف:Nicaea icon.jpg|يسار|200بك|تصغير|[[أيقونة]] بيزنطية تظهر [[قسطنطين العظيم|قسطنطين الأول]] محاطًا ب[[بطريرك|البطاركة]] و[[أسقف|الأساقفة]] في [[مجمع نيقية الأول]] ويمسكون [[قانون الإيمان]] الذي صاغة المجمع.]]
[[ملف:Spread of Christianity to AD 600 (1).png|يسار|200بك|تصغير|إنتشار المسيحية بحلول عام 600 للميلاد (ويظهر بالأزرق الغامق مناطق الإنتشار المبكر للمسيحية (حتى عام 325م)]]
ومع ازدياد السكان والثروة في [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية الرومانية الشرقية]] أنشأ قسطنطين مدينة [[القسطنطينية]] لتكون عاصمة [[الإمبراطورية البيزنطية|للإمبراطورية البيزنطية]]، وغدت مركزًا حضاريًّا سيّما بالنسبة [[مسيحية شرقية|للمسيحية الشرقية]] ومقر [[بطريركية القسطنطينية المسكونية]] وبالتالي ظهرت منافسة سياسية بين [[بطريرك]] [[القسطنطينية]] و[[بابوية كاثوليكية|البابا]] في [[روما]] حول زعامة [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]]،المسيحي، وكان حصار [[روما]] من قبل [[قوط غربيون|القوط الغربيين]] و[[وندال|الوندال]] في عام [[410]] وفي عام [[455]] قد صعّد من أجواء المنافسة. على الرغم من التواصل الثقافي والتبادل بين الشقيّن الشرقي والغربي للإمبراطورية الرومانية، فإن [[تاريخ المسيحية]] وكل من [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] و[[مسيحية غربية|الغربية]] أخذت مسارا ثقافيًّا متباينًا، مع [[الانشقاق العظيم]] بين [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] و[[أرثوذكسية (توضيح)|الكنيسة الأرثوذكسية]] عام [[1054]].
 
وقد تجلى تحول المسيحية من طائفة هامشية، إلى قوة رئيسية داخل [[الإمبراطورية (توضيح)|الإمبراطورية]] من تأثير [[أمبروز|إمبروسيوس]] أسقف [[ميلانو]]. وهو [[ملفان|أحد معلمي الكنيسة الجامعة]] وواحد من أكثر الشخصيات الكنسية تأثيرًا في [[القرن 4|القرن الرابع]]، أصبح [[أمبروز|إمبروسيوس]] لاعبًا في السياسة الإمبراطورية، ويتودد لنفوذه المتنافسون على العرش الإمبراطوري. عندما أمر الإمبراطور [[ثيودوسيوس الأول]] بمذبحة عقابية ضد الآلاف من المواطنين في [[سلانيك|سالونيك]]، منعه إمبروسيوس من دخول الكنيسة وقبول سر القربان حتى يقدم توبة وكفارة عمليّة وعلنيّة ويصلح ما أمكن من آثار هذه المذابح.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Catholic_Encyclopedia_(1913)/St._Ambrose Catholic Encyclopedia (1913)/St. Ambrose - Wikisource, the free online library<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181003091109/https://en.wikisource.org/wiki/Catholic_Encyclopedia_(1913)/St._Ambrose |date=3 أكتوبر 2018}}</ref> وهو ما كان بداية سيطرة الكنيسة على الحياة السياسية في [[أوروبا]].
سطر 61:
خلال القرون الوسطى كانت القوى المؤثرة على الصعيد السياسي في المجتمع الغربي هي: [[نبل|النبلاء]] و[[كاهن|رجال الدين]] و[[ملكية|الملوك]]، وقد نتج عن ذلك صراع في بعض الأحيان بينهم. وكانت سلطة الباباوت قوية بما يكفي لتحدي سلطة الملوك. ولعلّ [[نزاع التنصيب]] أهم صراع بين [[كنيسة|الكنيسة]] و[[الدولة (لقب)|الدولة]] في [[أوروبا]] خلال [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]]. إذ تحدت مجموعة من الباباوات سلطة الملكيات في السيطرة على التعيينات لمسؤولين عن الكنائس مثل الأساقفة ورؤساء الأديرة. سيّما بلاط [[فريدريك الثاني (إمبراطور روماني مقدس)|الامبراطور فريدريك الثاني]]، ومقره في جزيرة [[صقلية]]، إذ واجه توتر وخصومة ومنافسة مع [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] من أجل السيطرة على شمال [[إيطاليا]].<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.newadvent.org/cathen/06255a.htm |عنوان=Catholic Encyclopedia: Frederick Ii |ناشر=Newadvent.org |تاريخ=1909-09-01 |تاريخ الوصول=2011-07-16| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190330195409/http://www.newadvent.org/cathen/06255a.htm | تاريخ أرشيف = 30 مارس 2019 }}</ref> وكانت أحد أسباب فترة [[بابوية أفينيون]] خلال الأعوام [[1305]] حتى [[1378]] الصراع بين [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] والتاج الفرنسي.<ref name=Morris>Morris, Colin, ''The papal monarchy: the Western church from 1050 to 1250 '', (Oxford University Press, 2001), 271.</ref>
 
في عام [[1054]] وبعد قرون من العلاقات المتوترة، وقع [[الانشقاق العظيم]] وقسم [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]] بين [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] وتركزت في [[روما]] وسادت في [[غرب|الغرب]]، و[[أرثوذكسية شرقية|الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية]]، والتي تركزت في [[القسطنطينية]]، عاصمة [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية البيزنطية]]. وكان نظام الحكم في [[القسطنطينية]] مركز الأرثوذكسية الشرقية، نظام ثنائي في قيادة الكنيسة بين [[قائمة الأباطرة البيزنطيين|الاباطرة البيزنطيين]] وبين البطاركة، فوظيفة الإمبراطور البيزنطي حماية [[مسيحية شرقية|الكنيسة الشرقية]] وإدارة إدارتها بواسطة ترأس المجامع المسكونية وتعيين البطاركة وتحديد الحدود الإقليمية لولايتها.<ref name="Britannica">{{Citation
| عنوان = Encyclopædia Britannica
| سنة = 1985
سطر 93:
تلك المخاوف باندلاع [[الحرب الأهلية الإنجليزية]]. كما وصل رجال دين مناصب هامة وخطيرة في الدول الأوروبية مثل الكاردينال [[ريشيليو]] الذي كان وزير الملك الفرنسي [[لويس الثالث عشر ملك فرنسا|لويس الثالث عشر]] و[[كاردينال|الكاردينال]] [[جول مازاران]] وكان رئيس الوزراء في عهد [[لويس الرابع عشر ملك فرنسا|لويس الرابع عشر]].
 
وفقًا للمؤرخ هيلير بيلوك، تشّكلت الهوية الذاتية لشعوب أوروبا بناءً على آثار ما تبقى من [[روما القديمة|الثقافة الرومانية]]، وعلى مفهوم [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]]،المسيحي، وذلك لأن العديد من الأوروبيين تحالفوا عسكريًا نتيجة لطابع ديني مثل [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]] ([[1095]]-[[1291]])، و[[سقوط الأندلس|حروب الاسترداد]] ([[711]]-[[1492]])، و[[معركة ليبانت|معركة ليبانتو]] ([[1571]]).<ref>Hilarie Belloc, [http://www.gutenberg.org/ebooks/8442 Europe and the Faith], Chapter I {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171107210331/http://www.gutenberg.org/ebooks/8442 |date=07 نوفمبر 2017}}</ref>
 
=== العصر الحديث ===
سطر 379:
حسب احصائية مركز البحاث الاميركي بيو يعيش اليوم في [[أفريقيا]] 516,470,000 مسيحي ويُشكلّون حوالي 62.7% من سكان [[أفريقيا جنوب الصحراء]]، و23.6% من مسيحيي العالم، في حين يشكّل البروتستانت أكثر من نصف مسيحيي [[أفريقيا]] (57.2%) من مجمل [[مسيحيون|مسيحيين]] أفريقيا، بينما الكاثوليك 34.1%، في حين تصل نسبة الأرثوذكس إلى 7.8% من مجمل المسيحيين في أفريقيا.<ref>[http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-africa.aspx المسيحية في العالم: تقرير حول حجم السكان المسيحيين وتوزعهم في أفريقيا]، مركز الأبحاث الاميركي بيو، 19 ديسمبر 2011.{{en}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130725121816/http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-africa.aspx |date=25 يوليو 2013}}</ref>
 
بدأ وجود [[مسيحية|المسيحية]] في [[أفريقيا]] في منتصف القرن الأول في [[مصر]] حيث أقدم الطوائف المسيحية في أفريقيا هي [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|الكنيسة القبطية]] في [[مصر]] و[[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] و[[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية]] وتنضوي هذه الكنائس في عائلة [[أرثوذكسية مشرقية|الكنائس الأرثوذكسية المشرقية]]، في [[القرن 4|القرن الرابع]] الميلادي وطد ملك [[إثيوبيا]] [[عيزانا]] [[مسيحية|المسيحية]] وجعلها [[دين الدولة]] وبالتالي تعتبر أثيوبيا من الأمم المسيحية الأولى في [[العالم]].<ref>http://www.kebranegast.com Kebra Negast</ref> أنتجت أفريقيا العديد من الشخصيات الذين كان لهم تأثير كبير في [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]] خارج القارة، بما في ذلك [[أوغسطينوس]]، [[أوريجانوس]]، [[ترتليان]]، [[إكليمندس الإسكندري]]، [[أثناسيوس الأول (بابا الإسكندرية)|أثناسيوس]]، وثلاثة [[بابوية كاثوليكية|بابوات]] للكنيسة الكاثوليكية البابا [[فيكتور الأول]]، [[ملتيادس (توضيح)|ملتيادس]] و[[غاليليوس الأول]] فضلًا عن شخصيات من [[الكتاب المقدس]] مثل [[سمعان القوريني]] والخصي الإثيوبي الذي عمّد بواسطة فيليب الإنجيلي.
[[ملف:Benin - batism ceremony in Cotonou.jpg|يمين|200بك|تصغير|مسيحيين أفارقة في طقس ديني في [[بينين]].]]
وجدت المسيحية في [[إثيوبيا]] قبل [[عيزانا]] الملك حاكم [[مملكة أكسوم]]، وأعلنت المسيحية على أنها [[دين الدولة]] في سنة [[330]] لتصبح واحدة من الدول المسيحية الأولى في العالم.<ref>[http://books.google.com/books?id=xGeXbDEBpdEC&pg=PA105&dq=axum+christianity+state+religion+330&hl=fr&ei=jOoVTbvSHYqb8QPZsNCDBw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=4&ved=0CDkQ6AEwAw#v=onepage&q=axum%20christianity%20state%20religion%20330&f=false Gayraud S. Wilmore, ''Pragmatic spirituality: the Christian faith through an Africentric lens''. NYU Press. 2004. page 105] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140103095305/http://books.google.com/books?id=xGeXbDEBpdEC&pg=PA105&dq=axum+christianity+state+religion+330&hl=fr&ei=jOoVTbvSHYqb8QPZsNCDBw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=4&ved=0CDkQ6AEwAw |date=03 يناير 2014}}</ref> أقرب ذكر لمرجع معروف في كيفية دخول المسيحية إلى أفريقيا في أعمال الكتاب المقدس المسيحي من الرسل، وتنتمي إلى تحويل وفيليب المبشر للمسافر الإثيوبية في القرن الميلادي الأول. على الرغم من أن الكتاب هة [[الكتاب المقدس]]. ظهرت في منطقة [[القرن الأفريقي]][[التأثير الحضاري للمسيحية|ثقافة مسيحية]] خاصة ومميزة وفريدة من نوعها خاصًة في [[عمارة كنسية|العمارة الكنسية]] ومن أبرز مآثر الهندسة المعمارية المسيحية المشرقية هي كنائس [[أكسوم]]، ديبرا دامو واليبيلا في [[أمهارة]] وفي [[شيوة]]. جدير بالذكر أنّ انتشرت المسيحية في [[شمال أفريقيا]] وشرقها عن طريق [[تلاميذ المسيح]] أبرزهم كان [[مرقس]]، بالمقابل فالمجتمعات المسيحية في [[أفريقيا جنوب الصحراء]] هي نتاج العمل التبشيري الأوروبي.<ref>http://www.africanchristian.org African Christianity</ref>