الدولة الأيوبية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: إصلاح أخطاء فحص ويكيبيديا من 1 إلى 104
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4 (تجريبي)
سطر 275:
عانى بعض المسيحيين في بلاد المسلمين أشد المعاناه من الصليبيين الغزاه، فعندما احتل الصليبيون مدينة أنطاكية، طردوا [[روما|الأروام]] من كنائسهم الكبرى، وطردوا أساقفهم، ثم عينوا بطريركًا وعدة أساقفة، وقام اللاتين المنتصرين بالاستيلاء على أديرة الأرمن والروم والسوريين والجورجيين، كما عاملوا المسيحيين الأرثوذكس معاملة قاسية إذ استولوا على كنائسهم وحولوها إلى كنائس لاتينية، على الرغم من مشاركة الأرمن والسوريان والموارنة في مساعدة الصليبيين.<ref>[[قاسم عبده قاسم]] ([[1990]]م). ماهية الحروب الصليبية (الطبعة الأولى). [[مدينة الكويت]] - [[الكويت]]. عالم المعرفة صفحة 174</ref> لما احتل الصليبيون القدس منعوا النصارى المصريين من الحج إليها بدعوى أنهم ملحدون، وكتب أحد المؤرخين الأقباط يشكو من هذه المعاملة: {{اقتباس مضمن|لم يكن حزن اليعاقبة بأقل من المسلمين، بأي حق يمنع النصارى الأقباط من الحج إلى القدس أو الاقتراب من المدينة، إن الصليبيين يكرهوننا، كما لو كنا ضللنا عن الإيمان القويم}}.<ref>[[جاك تاجر]] ([[2012]]م). أقباط ومسلمون منذ الفتح العربي حتى عم 1922م (الطبعة الأولى). [[القاهرة]] - [[مصر]]. مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة صفحة 138</ref> افتتح صلاح الدين عهده في الوزارة بطرد الموظفين الأقباط من مناصبهم، ولكنه سرعان ما أعادهم إليها مرة أخرى، ومن المحتمل أن يكون إخراجه للذميين من وظائفهم هو بمثابة حركة تطهير أجريت ضد الفاطميين أكثر منها بغضًا من النصارى، كما أنه صار لزامًا عليهم أن يتزينوا بزي خاص بهم. كانت سياسة صلاح الدين واضحة بالتسامح مع النصارى الشرقيين، ويعود ذلك إلى أن النصارى سهلوا له مهمة الاستيلاء على بيت المقدس، وذلك بإلحاحهم على الصليبيين بأن يسلموا المدينة، لمَّا كان عددهم يفوق عدد الصليبيين تمكنوا من تحقيق رغبتهم. رافق صلاح الدين في حملته لبيت المقدس عدد كبير من الأقباط، ودخلوا معه القدس كَكُتاب وكعمال مهرة. بعد انتصار صلاح الدين على الصليبيين منحهم ديرًا ملاصقًا للقبر المقدس بالقدس وهو المعروف باسم [[دير السلطان (القدس)|دير السلطان]]، مكافئة لمواقفهم النبيلة معه ضد الصليبيين، كما أعاد [[أقباط|الأقباط]] إلى وظائفهم العليا في الدولة، واسترد آخرون أموالهم وممتلكاتهم التي سلبت منهم أيام سقوط الدولة الفاطمية، اختار صلاح الدين قبطيًا هو صفي الدولة بن أبي المعالي الملقب بابن شرقي ككاتب خاص له. كانت أحوال الأقباط في أيام الدولة الايوبية رغم ما تخللها من صعوبات أفضل من غيرها من الدول، حيث شارك المسيحيون العرب في إدارة الدولة الايوبية، ومن أبرزهم: أبو سعيد بن أبي اليمن بن النحال وزير العدل،<ref>[[ياقوت الحموي]]، تحقيق أحسان عباس ([[1993]]م). معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب الجزء الأول (الطبعة الأولى). [[بيروت]] - [[لبنان]]. دار الغرب الإسلامي صفحة 638</ref> والأسعد أبو الفرج صليب بن ميخائيل صاحب ديوان الملك الصالح، والطبيب علم الدين أبو النصر جرجس، وأبو الفرج بن ميخائيل رئيس ديوان الملك العادل، وابن المصوف أمين أموال الحكومة في ايام صلاح الدين وغيرهم.<ref>[http://www.abouna.org/content/حضور-المسيحيين-العرب-في-العصر-الأيوبي حضور المسيحيين العرب في العصر الأيوبي] موقع أبونا، 18 يناير 2016. وصل لهذا المسار في 4 أبريل 2016 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190327172502/http://www.abouna.org/content/حضور-المسيحيين-العرب-في-العصر-الأيوبي |date=27 مارس 2019}}</ref><ref>[https://www.stmacariusmonastery.org/st_mark/sm061009.htm الكنيسة القبطية في القرن الثاني عشر] دير القديس أنبا مقار الكبير. وصل لهذا المسار في 4 أبريل 2016 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180426221716/http://www.stmacariusmonastery.org:80/st_mark/sm061009.htm |date=26 أبريل 2018}}</ref> أُقيم أول مطران قبطي في القدس سنة 1236م، وذلك مع ازدياد الأقباط في القدس وازدياد ممتلكاتهم من كنائس وأديرة، ولكثرة وجود الأقباط في الشام قام [[كيرلس الثالث (بابا الإسكندرية)|البابا كيرلس الثالث]] برسامة أول مطران قبطي للقدس سنة 1236م وأعطاه السلطان الرعاية من فلسطين حتى نواحي الفرات، وقبل هذا كانت مصالح الأقباط ترعاها الكنيسة السريانية في القدس.<ref>[http://hadarat.ahram.org.eg/Articles/أفكار/1-الوجود-القبطى-فى-القدس-110815 حقوق الأقباط التاريخية فى المدينة المقدسة.. الوجود القبطى فى القدس] بوابات الحضارات. وصل لهذا المسار في 4 أبريل 2016 {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181019032210/http://hadarat.ahram.org.eg:80/Articles/أفكار/1-الوجود-القبطى-فى-القدس-110815 |date=19 أكتوبر 2018}}</ref>
 
أثناء [[الحملة الصليبية الثالثة]] ظل اليهود مقيمين في [[عسقلان]] وذلك لأنها لم تتعرض للإبادة مثل نظيرتها من المدن، أما القدس فلم يُسمح لليهود خلال هذه الفترة التي أعقبت تأسيس [[مملكة بيت المقدس]] إلا بأربع عائلات فقط للسُكنى في المدينة المقدسة. أظهر [[بالدوين الأول|الملك بلدوين الأول]] تقاربًا مع اليهود كرعايا، فسمح لهم بدخول المدينة المقدسة، أما بالنسبة لباقي مدن الشام فقد تناقص عدد اليهود بشكل عام خوفًا من المذابح والقتل. عُومل اليهود معاملة حسنة ومارسوا أثناء الحكم الصليبي لبلاد المسلمين مهنة الصباغة وصناعة الزجاج وامتلك اليهود سفنًا بخارية والتزم اليهود بدفع الضريبة للحكم الصليبي، وقد استفاد اليهود من الأوضاع السائدة في [[القرن 12|القرن الثاني عشر الميلادي]] وأصبحت العلاقات بين الجالية اليهودية والنظام الصليبي إيجابية مما سهل عمليات الهجرة اليهودية وتسهيل عمليات الحج، بقيت القدس المدينة الوحيدة المحرمة على اليهود حتى عام 1178م، عندما دخل صلاح الدين المدينة وسمح لهم بدخولها، واصل خلفاء صلاح الدين نفس السياسة مع اليهود إلى أن سياسة التسامح لم تمنع صلاح الدين من تحويل المعابد اليهودية إلى مساجد على أساس أنها كانت في الأصل مساجد فقام الصليبيون بتدميرها. بقى اليهود في القدس حتى جاء عام 1244م حين تم تحرير المدينة المقدسة على يد الخوارزمين والصالح نجم الدين أيوب، حيث تم إعفاؤهم من الضرائب. كان لليهود دور في مواجهة الحروب الصليبية، حيث تشير الروايات إلى أن السيوف الصليبية لم تفرق بين المسلمين والمسيحيين واليهود العرب في مجزرة بيت المقدس، فقد كانت النظرة الصليبية الدينية تجاه الفريقين على أساس تكفر المسلميين واليهود باعتبارهم أعداء المسيح.<ref>[https://www.alukah.net/publications_competitions/0/40729/#ixzz44s46atjB دور اليهود في الحروب الصليبية.. دراسة بحثية تاريخية، سارة محمود الجعبري] شبكة الألوكة، 6 يوليو 2012. وصل لهذا المسار في 4 أبريل 2016 {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160624012230/http://www.alukah.net/publications_competitions/0/40729/ |date=24 يونيو 2016}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170211183151/http://www.alukah.net:80/publications_competitions/0/40729 |date=11 فبراير 2017}}</ref>
 
أقر الأيوبيون [[موحدون دروز|للموحدين الدروز]] بمكانتهم كأمراء حرب على جبل لبنان لمقاومتهم عن المشرق الإسلامي أمام غزو الفرنجة، حيث كان للمقاتلين العرب الدروز وجود ملموس في معركة حطين، فأراد صلاح الدين أن يكافئهم على ذلك مكافأة رمزية، فأوكل لهم خدمة وإدارة شؤون [[ضريح النبي شعيب (الأردن)|مقام النبي شعيب]] المجاور لسهل حطين الذي جرت عليه المعركة. لم تقتصر مشاركة الدروز في معركة حطين فقط بل شاركوا في العديد من المواجهات الرئيسية والثانوية ضد الصليبيين، وعندما تقدم صلاح الدين لتحرير المدن التي يحتلها الصليبيون على الساحل السوري الممتد آنذاك من [[إسكندرونة|الإسكندرونة]] وأنطاكية شمالًا إلى ساحل [[غزة]] جنوبًا، انضم إليه المقاتلون الدروز بقيادة أميرهم آنذاك جمال الدين التنوخي، فقام صلاح الدين بتعينه حاكمًا على [[بيروت|مدينة بيروت]] و[[جبل لبنان]].<ref>[https://www.aljabha.org/?i=52306 حول الماضي الوطني العريق للعرب الدروز واشتراكهم في التصدي للغزاة الاجانب الطامعين بحكم بلادنا، أحمد علي القضماني] الجبهة، 2 يونيو 2012. وصل لهذا المسار في 5 أبريل 2016 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190228062935/http://www.aljabha.org/?i=52306 |date=28 فبراير 2019}}</ref><ref>[https://www.al-amama.com/index.php?option=com_content&task=view&id=641 العلاقات بين الطائفة الدرزية وجمهورية مصر العربية، بقلم الاستاذ علي بيراني] مجلة العمامة. وصل لهذا المسار في 5 أبريل 2016 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190410190850/http://www.al-amama.com/index.php?option=com_content&task=view&id=641 |date=10 أبريل 2019}}</ref>