قادس (سفينة): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.3
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 4:
[[ملف:Galley-knightshospitaller.jpg|thumb|250px|نموذج لتصميم مالطي مميز للقرن السادس عشر، العصر العظيم الأخير للقوادس الحربية.]]
 
<big>القـَادِس</big> <ref>المورد الحديث لرمزي، ومنير البعلبكيان دار العلم للملايين بيروت لبنان طبعة 2014 ص 480</ref> هي نوع من [[السفينةسفينة|السفن]] المزودة [[مراكب التجديف|بمجاديف]] لدفعها حيث نشأت في [[حوض البحر الأبيض المتوسط|إقليم البحر المتوسط]] واستُخدمت في [[حرب|الحرب]]، و[[تجارة|التجارة]] و[[مخترق|القرصنة]] منذ الألفية الأولي قبل الميلاد. هيمنت القوادس على {{ال|حرب|بحرية}} في [[البحر الأبيض المتوسط]] منذ القرن الثامن قبل الميلاد وحتى تطوير السفن الحربية الشراعية المتقدمة في القرن السادس عشر. حاربت القوادس في حروب [[آشور]]، و[[فينيقيون|الفينيقيون]] القديمة، و[[اليونان القديمة|اليونان]]، و[[قرطاج]] و[[روما القديمة|روما]] حتى القرن الرابع بعد الميلاد. بعد سقوط [[الإمبراطورية الرومانية الغربية]]، شكلت القوادس الدعامة الأساسية للقوات البحرية البيزنطية والقوات البحرية الأخرى لخلفاء الإمبراطورية الرومانية وكذلك لقوات [[مسلم|المسلمين]] البحرية الجديدة. استخدمت دول البحر الأبيض المتوسط في العصور الوسطى، وخاصةً الجمهوريات البحرية الإيطالية، متضمنةً [[جمهورية البندقية|البندقية]]، و[[جمهورية بيزا|بيزا]]، و[[جمهورية جنوة|جنوة]]، القوادس حتى ظهور السفينة البحرية المُستخدمة للمحيطات والتي جعلت القوادس قديمة ومهجورة. تُعد [[معركة ليبانت]] واحدةً من أكبر المعارك البحرية التي لعبت فيها القوادس الدور الرئيسي.
 
كانت القوادس شائعةً حتى تقديم السفن الحربية الشراعية ذات المدافع المنصوبة على جانب السفينة في البحر الأبيض المتوسط في القرن السابع عشر، ولكن ظلت تُستخدَم للأدوار الصغيرة حتى ظهور [[محرك بخاري|الدفع البخاري]].
 
== التعريف والمصطلحات ==
يُشتق المصطلح "Galley" (القادس) من كلمة [[يونانية القرون الوسطى|اليونانية]] ''galea''، وهو نوع من القوادس البيزنطية الصغيرة.<ref>Pryor (2002), pp. 86-87; Anderson (1962), pp. 37-39</ref> يُعد أصل الكلمة اليونانية غير واضح ولكن يمكن ربطه بكلمة ''galeos''، "كلب البحر؛ قرش صغير".<ref>Henry George Liddell & Robert Scott [http://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:1999.04.0057:entry=galeo/s Galeos], ''A Greek-English Lexicon'' {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170106182331/http://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus%3Atext%3A1999.04.0057%3Aentry%3Dgaleo%2Fs |date=06 يناير 2017}}</ref> تم توثيق هذا المصطلح في اللغة الإنجليزية منذ عام 1300<ref>''[[قاموس أكسفورد الإنجليزي]]'' (2nd edition, 1989), "galley"</ref> وقد تم استخدامه في معظم اللغات الأوروبية حوالي عام 1500 كمصطلحٍ عام للسفن الحربية ذات المجاديف، وخاصةً السفن المُستخدَمة في البحر الأبيض المتوسط منذ أواخر العصور الوسطى فصاعدًا.<ref>See for example ''[[معجم الأكاديمية السويدية]]'', "''[http://g3.spraakdata.gu.se/saob/show.phtml?filenr=1/82/88.html galeja]''" or "''[http://g3.spraakdata.gu.se/saob/show.phtml?filenr=1/82/205.html galär ]''" and ''[[Woordenboek der Nederlandsche Taal]]'', "[http://www.wnt.inl.nl/iWDB/search?actie=article&wdb=MNW&id=10095&lemmodern=galei galeye]" {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160303171328/http://g3.spraakdata.gu.se/saob/show.phtml?filenr=1/82/205.html |date=03 مارس 2016}}</ref>
 
لم يتم استخدام مفهوم القادس الموحد إلا فقط منذ القرن السادس عشر. قبل ذلك الوقت، وخاصةً في العصور القديمة، كان هناك مجموعة متنوعة من المصطلحات المُستخدَمة للأنواع المختلفة من القوادس. في الأدب التاريخي الحديث، تُستخدم كلمة "القادس" أحيانًا كمصطلحٍ عام للسفن ذات المجاديف المختلفة، بالرغم من تعريف القادس "الحقيقية" بأنها السفن المنتمية إلى عُرف البحر الأبيض المتوسط.<ref>Anderson (1962), pp. 1, 42; Lehmann (1984), p. 12</ref> قد استخدم [[ليونل كاسون]]، عالم الآثار، مصطلح "القادس" أحيانًا لوصف جميع أنواع الشحن البحري لأوروبا الشمالية في العصور الوسطى المبكرة والمتوسطة، متضمنًا تجار [[فايكنج|الفايكنج]] وحتى [[سفن طويلة|سفنهم الطويلة]] المشهورة.<ref>Casson (1995), p. 123</ref>
سطر 16:
 
== النشأة ==
تُعد [[قارب|الزوارق]] من أوائل المراكب المائية المعروفة وهي مصنوعة من قطع أخشاب مجوفة، وهي أسلاف القوادس. تطلبت هياكل السفن الضيقة [[تجديف|التجديف]] في موضع جلوس ثابت مواجهًا للأمام، وهو شكل أقل كفاءة للدفع من التجديف [[بمجاديف]] مناسبةٍ مواجِهةٍ للخلف. صدّقت اكتشافات منحوتات تراكوتا (الطين المحروق جزئيًا) والنماذج الرائدة في إقليم [[بحر إيجه (Aegean Sea)]] على المراكب البحرية المُدفوعة بمجاديف منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد. ولكن يعتقد علماء الآثار أن استعمار [[العصر الحجري]] للجزر في البحر الأبيض المتوسط حول عام 8,000 قبل الميلاد تَطلّب سفنًا كبيرةً إلى حدٍ ما وصالحة للإبحار والتي تم دفعها بمجاديف وربما حتى تم تجهيزها بأشرعة.<ref>Wachsmann (1995), p. 10</ref> يأتي الدليل الأول للمراكب الأكثر تعقيدًا، والتي تُعتبر نماذج أولية من القوادس، من [[مصر القديمة]] خلال [[المملكة المصرية القديمة|الدولة القديمة]] (2700-2200 عامًا قبل الميلاد). وتحت حكم الفرعون [[بيبي الأول (Pepi I]]) (2332-2283 قبل الميلاد)، استُخدمَت هذه السفن لنقل القوات للإغارة على المستوطنات الموجودة على طول ساحل [[بلاد الشام]]وللعودة بالعبيد والأخشاب.<ref name="Wachsmann 1995, p. 11-12">Wachsmann (1995), p. 11-12</ref> خلال فترة حكم [[حتشبسوت]] (c. 1479-57 قبل الميلاد)، تاجرت القوادس المصرية في الكماليات في [[البحر الأحمر]] مع [[بلاد بنط (Land of Punt)]], كما هو مسجل في رسومات الجدران في [[معبد الموتى لحتشبسوت]] في [[الدير البحري]].<ref name="Wachsmann 1995, pp. 21-23">Wachsmann (1995), pp. 21-23</ref>
 
[[ملف:AssyrianWarship.jpg|thumb|[[سفينة حرب]] آشورية، [[سفينة شراعية كبيرة مزودة بصفين من المجاديف على كل جانب]] مع مقدمة حادة مدببة. 700 قبل الميلاد]]
كان بناة السفن، على الأرجح [[الفينيقيونفينيقيون|فينيقي]]، البحارة الذين عاشوا على السواحل الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط، أول من صنعوا القادس ذا المستويين والذي عُرف على نطاقٍ واسعٍ باسمه اليوناني، ''biērēs''، أو[[البيريم (bireme)]].<ref>Casson (1995), pp. 57-58</ref> وبالرغم من أن [[فينيقيون|الفينيقيون]] كانوا من أهم الحضارات البحرية في [[الكلاسيكيةكلاسيكية القديمةقديمة|العصر القديم]]، فلم يوجد سوى القليل من الأدلة التفصيلية بشأن أنواع السفن التي استخدموها. تُعتبر أفضل الرسومات التي وُجدت حتى الآن هي صورًا صغيرة، مبسطة للغاية على الأختام التي تصف سفن هلالية الشكل مجهزةً بصارٍ واحد وضفافٍ من المجاديف. أوضحت اللوحات الجصية الجدارية الغنية بالألوان في المستوطنة [[الحضارةحضارة المينوسيةمينوسية|المينوسية (Minoan)]] في [[سانتوريني (Santorini)]] (c. 1600 قبل الميلاد) بعض الصور الأكثر تفصيلاً لسفن ذات خيام احتفالية على ظهر السفينة في موكب. بعضهم مُزود بمجاديف، بينما هناك آخرون يقوم فيهم الرجال بالتجديف بمشقة منحنين على الأسوار. وقد تم تفسير هذا بأنه تجديد شعائري لأنواع السفن الأكثر قدمًا، في إشارةٍ إلى وقتٍ قبل اختراع التجديف، ولكن لم يُعرف إلا القليل عن استخدام وتصميم السفن المينوسية.<ref>Wachsmann (1995), pp. 13-18</ref>
 
== التاريخ العسكري ==
سطر 25:
 
[[ملف:Greek Galleys.jpg|thumb|إحياء لسرب القادس اليونانية القديمة القائمة على صورٍ من النسخة الحديثة ''[[لأوليمبياس (ثلاثية المجاديف)|أوليمبياس (Olympias)]]'']]
غيّر تطوير [[مقدمة السفينة الحادة|الحادة]] قبل القرن الثامن قبل الميلاد من طبيعة الحرب البحرية، والتي كانت حتى هذا الوقت هي مسألة قتال متقارب على متن السفينة. مع وجود بروزٍ شديدٍ في أسفل [[مقدمة السفينة (سفينة)|مقدمة السفينة]]، مغلفًا بالمعدن، ويكون عادةً [[برونز|البرونز]]، يُمكن للسفينة جعل قادس العدو عديم الفائدة عن طريق تحطيم ألواحه الخشبية الجانبية. أصبحت السرعة النسبية وخفة حركة السفينة عنصرًا مهمًا للغاية حيث يُمكن لسفينةٍ سريعةٍ أن تهزم وتُضعِف السفينة الأبطأ منها. احتوت التصاميم القديمة على صفٍ واحدٍ من المجاديف المثبتة على الهياكل التي ليس لها ظهر في اتجاه [[مساند المجاديف]]، أو منافذ المجاديف، الموضوعة مباشرةً على طول أسوار السفينة. يبلغ الحد الأقصى العملي لإنشاءات خشبية سريعة ومناورة وكافيةً للحرب من 25 إلى 30 مجدافًا لكل جانب. وبإضافة مستوى آخر من المجاديف، وهو التطوير الذي حدث قبل عام 750 قبل الميلاد، أصبح من الممكن صنع قادس أقصر ذي مجاديف عديدة ولكنها أقوى بدرجةٍ كافيةٍ لتكون أسلحة فعالة على مقدمة السفينة .<ref>Morrison, Coates & Rankov, (2000), pp. 27-32</ref>
 
احتوت القوادس عادةً على ما بين 15 و30 زوجًا من المجاديف وكانت تُسمى [[تراياكونتر (triaconter)]] أو [[بنتكونتر (سفينة)|بنتكونتر (penteconter)]]، وتعني حرفيًا "ثلاثون مجدافًا" و"خمسون مجدافًا"، على التوالي. وفي بداية القرن الثامن قبل الميلاد، أضاف الفينيقيون صفًا ثانيًا من المجاديف لهذه السفن، صانعين سفينةً ثنائية المجاديف. وبعد ذلك، تمت إضافة صف ثالث من المجاديف بإضافة [[ذراع إسناد]] لهيكل السفينة ذات الصفين من المجاديف، وهو جزء بارز من جانب السفينة يسمح بمساحةٍ أكبر لإضافة المزيد من المجاديف البارزة. أُطلق على هذه القوادس الجديدة اسم ''triērēs'' تعني ("ثلاثية التجهيز") باليونانية. أطلق [[روما القديمة|الرومان]] بعد ذلك على هذا التصميم اسم ''triremis''، [[سفينة ثلاثية المجاديف]]، الاسم الأكثر شهرة لها الآن. يُعتقد أن الأنواع القديمة من السفن ثلاثية المجاديف تواجدت في عام 701 قبل الميلاد، ولكن يؤرخ المرجع الأدبي الإيجابي الأحدث تواجدها في عام 542 قبل الميلاد.<ref>Morrison, Coates & Rankov, pp. 32-35</ref> وفقًا للمؤرخ اليوناني [[هيرودوت (Herodotos)]]، حدث أول تصادم بهذه السفن في عام 535 قبل الميلاد حينما حاربت 60 سفينة [[Phocaean]] خماسية المجاديف 120 سفينة [[حضارة الاتروسكان|اتروسكانية]] و[[قرطاجية]]. وفي هذه المناسبة، تم وصفها بأنها ابتكار سمح لـ Phocaeans بهزيمة قوة كبيرة.<ref>Morrison, Coates & Rankov (2000), p. 27-30</ref>
سطر 34:
 
=== اليونانيون والفينيقيون ===
احتوت السفن اليونانية القديمة على أدوات [[ملاح|ملاحية]] قليلة. ظل معظم الشحن البحري في العصور القديمة والمتوسطة على الساحل وذلك لسهولة الملاحة، والفرص التجارية، والتيارات الساحلية والرياح التي من الممكن استخدامها للعمل ضد وحول الرياح السائدة. كان مهمًا للقوادس أن تكون قريبة للساحل أكثر من سفن الإبحار لاحتياجها إلى الإمداد متكررة بالمياه وذلك بسبب أطقمها الكبيرة وقابليتها للارتشاح كما أنها معرضة للعواصف. وهي ليست كالسفن المعتمدة بشكلٍ أساسيٍ على الأشرعة، فيُمكنها استخدام الخلجان والشواطئ كمرافئ، والسفر في الأنهار، كما أنها تعمل في المياه على عمق متر أو أكثر، ويُمكن سحبها على البر لإطلاقها في البحيرات أو الفروع الأخرى للبحر. وهذا يجعلها مناسبة لإطلاق الهجمات على الأراضي. في العصور القديمة، كانت هناك [[وسيلة لنقل المراكب برا بين طريقين مائيين]] وهي [[ديولكس (diolkos)]] في كورنث (Corinth). في عام 429 قبل الميلاد (هيرودوت 6.48.2, 7.21.2, 7.97)، وربما في وقتٍ قبل ذلك (ثوسيديديس Thucydides) (2.56.2)، تم تكييف القوادس لنقل الخيول وذلك لتمد القوات، المنقولة أيضًا عليها، بسلاح الفرسان.
 
لم تُستخدَم [[بوصلة|البوصلة]] في الملاحة حتى القرن الثالث عشر بعد الميلاد، كما تم تطوير[[السدسيات]]، و[[الثمنية (آلة)|الثمنيات]]، وأدوات [[الكرونومتر البحري]] الدقيقة، والرياضيات المطلوبة لتحديد [[الطول الجغرافي]] و[[العرض الجغرافي]] في وقتٍ لاحق. أبحر البحارة القدماء مسترشدين بالشمس والرياح السائدة{{بحاجة لمصدر|date=October 2007|تاريخ=يونيو 2013}}<!--is there evidence that they didn't use the stars and sounding lead?-->. بحلول [[الألفية الأولى قبل الميلاد]]، بدأوا في استخدام النجوم للإبحار ليلًا. وبحلول عام 500 قبل الميلاد، استخدموا [[خط سبر الأعماق|دليل سبر الأعماق]] (هيرودوت 2.5).
 
كانت القوادس تُسحب خارج المياه كلما أمكن ذلك لإبقاءها جافة، وخفيفة، وسريعة، وخالية من الديدان، والتعفن، والأعشاب البحرية. كانت القوادس تبقى في حالة الإشتاء في سقائف السفن دائمًا والتي تركت بقايا أثرية مميزة.<ref>{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.zeaharbourproject.dk/3/3_09.htm |العنوانعنوان=Zea Harbour Project - Ancient History |الناشرناشر=Zeaharbourproject.dk |التاريختاريخ= |تاريخ الوصول=23 December 2010| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20100820115343/http://www.zeaharbourproject.dk:80/3/3_09.htm | تاريخ الأرشيفأرشيف = 20 أغسطس 2010 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> هناك دليل وهو أن هياكل حطام سفن البونيه (Punic wrecks) كانت مغلفةً بالرصاص.
 
يطرح بناء القادس الفعال عدة مشكلات تقنية. وكلما زادت سرعة السفينة، زادت الطاقة المُستخدمة. وخلال عملية التجربة والخطأ، وصلت السفينة أحادية المجاديف (unireme or monoreme)؛ سفينة ذات صف واحد من المجاديف على كل جانب، إلى ذروة تطورها في [[السفينة ذات الخمسين مجدافا (السفينة)|لسفينة ذات الخمسين مجدافًا]]، حيث بلغ طولها 38 مترًا، مع وجود 25 مجدّافًا على كل جانب. تمكنت من أن تصل إلى 9 عقدة (18 كم/ساعة)، وهي عقدة واحدة أو أبطأ من قوارب السباق التجديفية. وللحفاظ على قوة شد القوارب الطويلة، فقد تم تركيب الكابلات من مقدمة إلى مؤخرة السفينة؛ بما يوفر الصلابة متوفرة بدون إضافة وزن. أبقت هذه التقنية وصلات الهيكل تحت الضغط - مُحكمة إلى أقصى حد وأكثر مقاومة للماء. كان الشد في كابلات نسخة السفينة ثلاثية المجاديف المضادة [[للتقوس والارتخاء|التقوس]] يبلغ 300&nbsp;kN عقدة (Morrison p198).
 
=== الفترة الهلنستية وظهور الجمهورية ===
كما نمت الحضارات حول البحر الأبيض المتوسط في حجمها وتعقيدها، زادت أيضًا أعداد القوات البحرية والقوادس الخاصة بها على التوالي. ظل التصميم الأساسي لصفين أو ثلاثة من المجاديف كما هو، ولكن تمت إضافة المزيد من المجاديف إلى كل مجداف. تُعد الأسباب الدقيقة غير معروفة، ولكن يُعتقد أن تكون ناجمةً عن إضافة المزيد من القوات واستخدام أسلحة مرتبة وأكثر تقدمًا على السفن مثل:[[منجنيق|المنجنيق]]. كما تسبب حجم القوات البحرية الجديدة في صعوبة وجود عدد كافي من المُجدّفين المهرة لنظام رجل واحد لكل مجداف.[[للسفن ثلاثية المجاديف]] القديمة. وفي نظام أكثر من رجل لكل مجداف، يمكن لمُجدّف واحد أن يهيئ الطريق للآخرين لإتباعه، وبذلك فأصبح ممكنًا توظيف مُجدّفين غير مهرة.<ref name="Morrison, Coates 2000 pp. 48-49">Morrison, Coates & Rankov (2000), pp. 48-49</ref>
 
قامت الدول التابعة لإمبراطورية [[الإسكندر الأكبر]] ببناء القوادس التي كانت مثل السفن ثلاثية أو ثنائية المجاديف في تصميم المجداف، ولكن مُزوّدة بمُجدّفيين إضافيين لكل مجداف. يرجع الفضل إلى الحاكم [[ديونيسيوس الأول لسيراكيوز (Dionysius I of Syracuse)]] (ca. 432–367 قبل الميلاد) في ريادة "الخمس" أو "الستة"، بمعنى خمسة أو ستة. صفوف من المُجدّفين يقومون باستعمال صفين أو ثلاثة من المجاديف. يُعرف [[بطليموس الثاني]] (283-46 قبل الميلاد) ببنائه أسطول كبير من سفن القادس الكبيرة جدًا من تصميمات تجريبية مختلفة يقوم بتجديفها من 12 إلى 40 صفًا من المُجدّفين، بالرغم من اعتبار معظمها غير عملي. تم استخدام الأساطيل المحتوية على القوادس الكبيرة في الصراعات مثل: [[الحروب البونية (Punic Wars)]] (246-146) بين [[الجمهورية الرومانية]] و[[قرطاج]]، التي تضمنت معارك بحرية ضخمة محتوية على مئات من السفن وعشرات الآلاف من الجنود، والبحارة، والمُجدّفين.<ref>Morrison (1995), pp. 66-67</ref>
سطر 49:
=== عصر الإمبراطورية الرومانية ===
[[ملف:058 Conrad Cichorius, Die Reliefs der Traianssäule, Tafel LVIII.jpg|thumb|left|رسومات لقبيلتين متراصتين ليبورنية (liburnians) استخدمهما الرومان في حملاتهم في [[الحروب الداقية للتراجان (Trajan's Dacian Wars)|ضد الداقية]] في بداية القرن الثاني بعد الميلاد [[عمود التراجان]]، c. 113 بعد الميلاد.]]
ميزت [[معركة أكتيوم (Actium)]] في عام 31 قبل الميلاد، بين قوات [[أغسطس]] و[[مارك أنطوني|ماركوس أنطونيوس]]، أوج سلاح الأسطول الروماني. بعد انتصار أغسطس في معركة أكتيوم، تم تفكيك معظم الأسطول الروماني وحرقه. خاصت القوات البرية معظم [[الحروب الأهلية الرومانية]]، ومن ستينيات العام المائة حتى القرن الرابع بعد الميلاد، لم يتم تسجيل أية أعمال رئيسية للأسطول. وفي خلال هذه الفترة، تم حلّ معظم أطقم القوادس وتوظيفها لأغراض الترفيه في [[نوماشيا|المعارك الوهمية]] أو في معالجة الشاشات الشمسية التي تشبه الشراع في الساحات الرومانية الأكبر. تم التعامل مع ما أبقته الأساطيل كمساعدين للقوات البرية، وأطلق أفراد طاقم القادس على أنفسهم ''milites''، "جنودًا"، بدلاً من ''nautae''، "بحارة".<ref>Rankov (1995), pp. 78–80</ref> ولكن تحولت أساطيل القادس الرومانية إلى قوات دورية إقليمية حيث كانت أصغر واعتمدت بشكلٍ كبيرٍ على ''liburnians''، سفن ثنائية المجاديف متراصة تحتوي على 25 زوجًا من المجاديف. تم تسميتهم بعد [[Liburnian|القبيلة الإليرية (Illyrian tribe)]] التي عرفها الرومان لممارساتهم الجوالة في البحر، تُعتبر هذه الحرفة الصغيرة قائمةً على أو مستوحاةً من سفن من اختيارهم. حرست هذه السفن ثنائية المجاديف المكونة من 25 زوجًا من المجاديف (liburnians) والقوادس الصغيرة أنهار أوروبا القارية ووصلت لبُعد ما وصلت إليه السفن البلطية، حيث تم استخدامها لمحاربة الانتفاضات والمساعدة في فحص الغزوات الخارجية. احتفظ الرومان بعدة قواعد حول الإمبراطورية : على طول أنهار أوروبا الوسطى، وسلاسل من الحصون على طول سواحل أوروبا الشمالية، والجزر البريطانية، وبلاد الرافدين، وشمال إفريقيا، متضمنةً [[لطرابزون]]، وفيينا، وبلغراد، ودوفر، و[[سلوقية]]، و[[الإسكندرية]]. وُجد عددٌ قليل من معارك القادس الفعلية التي وقعت في الأقاليم في السجلات، ولكن تم تسجيل معركة واحدة في عام 70 بعد الميلاد في موقعٍ غير مؤكدٍ وهو"جزيرة الباتافيان" ("Island of the Batavians") خلال [[ثورة الباتافيان (Batavian Rebellion)]]، وكانت السفينة ثلاثية المجاديف هي سفينة القيادة.<ref>Rankov (1995), pp. 80–81</ref> تم تقليل آخر أسطول إقليمي، ''أسطول بريطانيا الرومانية (classis Britannica)''، في أواخر العقد 200، بالرغم من وجود طفرة طفيفة تحت حكم [[قسطنطين الأولالعظيم|قسطنطين]] (272–337). شهد حكمه أيضًا آخر معركة بحرية رئيسية للإمبراطورية الرومانية، [[معركة أدريانوبل (Adrianople)]] في عام 324. وبعد مرور بعض الوقت بعد المعركة، لم يعد هناك استخدام للسفينة الكلاسيكية ثلاثية المجاديف وتم نسيانها في نهاية المطاف.<ref>Rankov (1995), pp. 82–85</ref>
 
=== العصور الوسطى ===
[[ملف:Galley.jpg|thumb|صورة لقادس حربي في القرن 13 مرسومة على الطراز البيزنطي للتصوير الجصي.]]
انقسمت الحرب البحرية في [[أواخر العصور الوسطى]] إلى إقليمين مختلفين. في البحر الأبيض المتوسط، استُخدمَت القوادس للإغارة على السواحل، وفي القتال المستمر للقواعد البحرية. وفي المحيط الأطلسي وبحر البلطيق، كان هناك تركيز أكبر على السفن البحرية المستخدمة لنقل القوات جنبًا إلى جنب مع قوادس الدعم القتالي.<ref>Glete (2000), p. 2</ref> ظلت القوادس تُستخدم بشكلٍ واسعٍ في الشمال وكانت أكثر السفن الحربية التي استخدمتها دول البحر الأبيض المتوسط من أجل مصالحها مع الشمال، خاصةً المملكات الفرنسية والأيبيرية.<ref>Mott (2003), pp. 105-6</ref> بدأ الانتقال من القادس إلى السفن الشراعية كأكثر الأنواع شيوعًا من السفن الحربية في [[العصور الوسطى العليا|العصور الوسطى المتوسطة]] (القرن 11). كانت السفن الشراعية عالية الجوانب والكبيرة دائمًا تمثل عقبات هائلة بالنسبة للقوادس. بالنسبة إلى السفن ذات المجاديف والتي يكون السطح المرتفع عن الماء بها منخفضًا، عملت أضخم سفن بحرية مثل [[قرقور (سفينة)|القرقور (carrack)]] و[[كوج (سفينة)|كوج]] كحصونٍ عائمةٍ تقريبًا، حيث إنها صعبة الركوب وأكثر صعوبة في الاستيلاء عليها. بينما ظلت القوادس مستخدمةً كسفنٍ حربيةٍ خلال العصور الوسطى لقدرتها على المناورة بطريقةٍ ما عجزت السفن البحرية تمامًا في ذلك الوقت عن القيام بها. احتوت السفن البحرية في ذلك الوقت على صارٍ واحد، وعادةً على شراعٍ مربعٍ واحدٍ كبير، ولهذا صَعُب توجيهها، وكان من المستحيل تقريبًا أن يبحروا في اتجاه الرياح. وأعطى هذا حرية كبيرة للقوادس بالتحرك على طول السواحل للإغارة ولإنزال القوات.<ref>Rodger, (1997), pp. 64-65</ref>
 
في بلدان شرق المتوسط، ناضلت [[الإمبراطورية البيزنطية]] لمقاومة هجوم العرب المسلمين الفاتحين منذ القرن السابع، مما أدى إلى منافسة عنيفة، وزيادة الأسطول، والقوادس الحربية ذات الأحجام المتزايدة. بعد هزيمة مصر والشام، بنى الحكام العرب سفن مماثلة للغاية للـ[[درمندات]] البيزنطية، وذلك بمساعدة نجاري السفن [[أقباط|الأقباط]] المحليين في القواعد البحرية البيزنطية السابقة.<ref>Unger (1980), pp. 53-55.</ref> وبحلول القرن التاسع، حوّل الصراع بين البيزنطيين والعرب بلدان شرق المتوسط إلى منطقة محرمة لأي نشاط تجاري. في عشرينات القرن التاسع، استولى مسلمون من أندولسيا على [[كريت]] وجعلوا منها [[إمارة كريتإقريطش|إمارة]]، وكانوا نازحين بسبب تمردٍ فاشلٍ ضد [[الدولة الأموية في الأندلس|إمارة قرطبة]]، حيث حولوا الجزيرة إلى قاعدة (قادس) للهجمات على الشحن البحري المسيحي حتى استولى البيزنطيون مرةً ثانيةً على الجزيرة في عام 960.<ref>Unger (1980), pp. 96-97</ref>
 
في غرب البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، أدى انقسام [[الإمبراطورية الكارولنجية (Carolingian Empire)]] إلى فترةً من عدم الاستقرار، حيث زادت القرصنة والإغارة في المتوسط، وخاصة التي كان يقوم بها المسلمون الفاتحون الذين وصلوا حديثًا. ازداد الموقف سوءًا بسبب [[فايكنج]] الدول الإسكندنافية المهاجمين الذين استخدموا [[السفن الطويلة]]، السفن التي تشبه القوادس في وجوهٍ كثيرةٍ مثل التصميم والوظيفة وأيضًا في توظيف تكتيكات مماثلة. ولمواجهة هذا التهديد، بدأ الحكام المحليين في بناء سفن كبيرة ذات مجاديف، احتوى بعضها على 30 زوجًا من المجاديف، وكانت هذه السفن أكبر وأسرع وذات جوانب أعلى من سفن الفايكنج.<ref>Unger (1980), p. 80</ref> هدأ التوسع الإسكندنافي، الذي تضمن غارات على بلدان البحر الأبيض المتوسط وهجمات على كلٍ من أيبيريا الإسلامية والقسطنطينية نفسها، في منتصف القرن الحادي عشر. حينئذٍ، حقق ظهور الممالك المسيحية مثل فرنسا، وهنغاريا، وبولندا مزيدًا من الاستقرار في المرور التجاري. وفي نفس هذه الفترة، ظهرت مدن الموانئ الإيطالية ودول المدينة مثل [[جمهورية البندقية|البندقية]]، و[[جمهورية بيزا|بيزا]]، و[[دوقية أمالفي|أمالفي]]، على حدود الإمبراطورية البيزنطية حيث كافحت التهديدات الشرقية.<ref>Unger (1980), pp. 75-76</ref>
 
خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر، تطور القادس إلى تصميمٍ كان يجب أن يبقى كما هو، حتى تم التخلص منه في القرن التاسع عشر. انحدر النوع الجديد من القادس من السفن التي استخدمها الأساطيل البيزنطية والتابعة للمسلمين في العصور الوسطى المبكرة. وكانت هذه السفن الدعامة الأساسية لكل القوى المسيحية حتى القرن الرابع عشر، متضمنةً الجمهوريات البحرية العظيمة؛ جنوة، والبندقية، والبابوية، وفرسان الاسبتارية، ومنطقة أراغون، ومملكة قشتالة، وأيضًا[[للقراصنة]] و[[سفينة القراصنة|سفن القراصنة]]. كان المصطلح العام لأنواع هذه السفن هو ''gallee sottili'' ("السفن الممشوقة"). استخدم [[البحرية العثمانية|الأسطول العثماني]] الأخير تصميماتً مشابهة، ولكن كانت بشكلٍ عام أسرع باستخدام الشراع، وأصغر ولكن أبطأ باستخدام المجاديف.<ref>Pryor (1992), pp. 64-69</ref> قُصدَت تصميمات القادس توفير إمكانية الاشتباك القريب جنبًا إلى جنب مع أسلحة اليد والأسلحة القاذفة مثل الأقواس والأقواس المستعرضة. في القرن الثالث عشر، قامت المملكة الأيبيرية [[لأراغون]] ببناء عدة أساطيل من القوادس عالية القلاع، مزودة برجل القوس المستعرض الكتالاني، وهزمت عدة مرات القوات القاهرة [[لإمبراطورية الأنجويون|للأنجيون (Angevin)]].<ref>Mott (2003), p. 107</ref>
 
وخلال القرن الرابع عشر، بدأ تجهيز القوادس بمدافع مختلفة الأحجام، كان معظمها صغيرًا في البداية، ولكن كان هناك ''مدافع'' أكبر على السفن المنتمية [[لألفونسو الخامس ملك أراغون]].
سطر 70:
=== الفترة الحديثة المبكرة ===
[[ملف:Vroom Hendrick Cornelisz Battle of Haarlemmermeer.jpg|thumb|left|رسم [[معركة هارلمرمير]] سنة 1573 ل[[هندريك كورنيلسز فروم]]. لاحظ استخدام سفن شراعية صغيرة وقوادس على الجانبين.]]
في حوالي عام 1450، سيطرت ثلاث دول بحرية في البحر الأبيض المتوسط على المتوسط، استخدمت كل منهما القوادس كأسلحة رئيسية في البحر: العثمانيون في الشرق والبندقية في الوسط و[[إسبانيا هابسبورغ]] في الغرب.<ref>Glete (1993), p. 114</ref> تركز الجزء المركزي للأساطيل في القواعد البحرية الرئيسية الثلاث التي يمكن الاعتماد عليها كليًا في البحر الأبيض المتوسط وهي: [[برشلونة]]، و[[البندقية]] و[[القسطنطينية]].<ref>Guilmartin (1974), p. 101</ref> فكانت تقوم الحرب البحرية في القرن 16 في البحر الأبيض المتوسط على نطاقٍ أصغر، يتضمن الإغارة وأعمال السيطرة القليلة. هناك فقط ثلاث معارك أساطيل رئيسية حقيقية في القرن السادس عشر: معارك [[معركة بروزة|بروزة]] في عام 1538، و[[معركة جربة|جربة]] في عام 1560 و[[معركة ليبانتوليبانت|ليبانتو]] في عام 1571. أصبحت معركة ليبانتو هي المعركة الأخيرة الكبيرة التي تكونت كلها من القوادس، كما أنها واحدةً من أكبر المعارك من حيث المشاركين في أي مكان في أوروبا الحديثة المبكرة قبل [[الحروب النابليونية]].<ref>Glete (1993), pp. 114–15</ref>
 
وظفت دول البحر الأبيض المتوسط أحيانًا قوات القادس للصراعات خارج البحر الأبيض المتوسط. أرسلت إسبانيا أسراب من القادس إلى هولندا خلال المراحل الأخيرة من [[حرب الثمانين عاما]] والتي عملت بنجاح ضد القوات الهولندية في المياه الساحلية المغلقة والضحلة. من أواخر ستينيات القرن السادس عشر، تم استخدام القوادس أيضًا لنقل الفضة إلى مصرفيين من جنوة لتمويل القوات الإسبانية ضد الانتفاضة الهولندية.<ref>Glete (2000), pp. 154, 163</ref> كانت سفن الغلياس والقوادس جزءًا من قوة غزو تتكون من أكثر من 16,000 رجلٍ والتي هزمت [[الأزور]] في عام 1583. كان هناك حوالي 2000 مُجدّفٍ على متن السفن الشهيرة في عام 1588 [[الأرمادا الإسبانية|للأرمادا الإسبانية]]، بالرغم من أنها جعلت القليل من هذه السفن للمعركة نفسها.<ref>Glete (2000), pp., 156, 158-59</ref> خارج أوروبا ومياه الشرق الأوسط، قامت إسبانيا ببناء سفن القوادس للتعامل مع القراصنة ومراكب القرصنة في كلٍ من الكاريبي والفلبين.<ref>Bamford (1973), p. 12; Mott, 113-14</ref> كافحت القوادس العثمانية التدخل البرتغالي في المحيط الهندي في القرن السادس عشر، ولكنها فشلت أمام سفن القرقور البرتغالية الضخمة عالية الجوانب في المياه المفتوحة.<ref>Mott (2003), p. 112</ref>
سطر 80:
==== الشمال ====
[[ملف:AnthonyRoll-30 Galley Subtle.jpg|thumb|left|سفينة ''القادس الحادة (Galley Subtle)''، هي واحدة من القوادس التي وظفها الإنجليز على الطراز المتوسطي. صورة توضيحية من [[أنتوني رول (Anthony Roll)]]، c. 1546.]]
ظلت سفن المجاديف قيد الاستخدام في المياه الشمالية لفترة طويلة، بالرغم من قيامها بأدوارٍ ثانويةٍ وفي ظروفٍ محددة. خلال [[الثورة الهولندية]] (1566–1609) ضد إمبراطورية هابسبورغ، استعمل كل من الإسبان والهولنديون (بما في ذلك هؤلاء الذين ظل ولائهم لهابسبورغ) القوادس في العمليات البرمائية في المياه الضحلة حيث لا تستطيع السفن الشراعية العميقة الدخول فيها.<ref name="Lehmann 1984, p. 12">Lehmann (1984), p. 12</ref> في [[الحروب الإيطالية]]، شكّلت القوادس الفرنسية التي تم إحضارها من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي تهديدًا [[لأسطول تيودور (Tudor navy)]] خلال العمليات الساحلية. جاء الرد في بناء أسطولٍ هامٍ من السفن ذات المجاديف، متضمنًا هجائن مع تجهيز كامل بثلاث صوارٍ، مثل قوادس الطراز المتوسطي (حيث تم محاولة تزويدها بالمدانين والعبيد).<ref>Rodger (1997), p. 208-12</ref> تحت حكم الملك [[هنري الثامن ملك إنجلترا|هنري الثامن]]، استخدم الأسطول الإنجليزي أنواعًا عديدة من السفن المكيفة للاحتياجات المحلية. تم توظيف سفن ''الغلياس'' الإنجليزية (المختلفة تمامًا عن سفن [[غلياس|البحر الأبيض المتوسط التي لها نفس الاسم]]) لتغطية جوانب القوات البحرية الأكبر، بينما استخدمت ''المراكب الشراعية الصغيرة'' و''صنادل التجديف'' للاستطلاع أو حتى لتقديم الدعم [[للمراكب الطويلة]] والمراكب المُمَوِّنة للمراكب الشراعية الأكبر.<ref>John Bennel, "The Oared Vessels" in Knighton & Loades (2000), pp. 35-37.</ref>
 
وبينما كانت القوادس غير حصينة لاستخدامها بأعدادٍ كبيرةٍ للمياه المفتوحة في المحيط الأطلسي، كانت مناسبة تمامًا للاستخدام في معظم بحر البلطيق حيث استخدمتها الدنمارك، والسويد، وروسيا، وبعض دول أوروبا الوسطى مع وجود موانئ على الساحل الجنوبي. هناك نوعان من ساحات القتال البحرية في بحر البلطيق. الأول كان البحر المفتوح وهو مناسب للأساطيل البحرية الكبيرة، والثاني كان المناطق الساحلية وخاصة سلسلة الجزر الصغيرة والأرخبيلات التي تمتد بشكلٍ كبير من ستوكهولهم (Stockholm) إلى خليج فنلندا. في هذه المناطق، كانت الأحوال في الغالب هادئة جدًا، محدودة، وسطحية للسفن الشراعية، ولكن كانت ممتازة للقوادس والسفن ذات المجاديف الأخرى.<ref>Rodger (2003), pp. 230-30; see also R. C. Anderson, ''Naval Wars in the Baltic'', pp. 177-78</ref> تم تقديم قوادس طراز البحر الأبيض المتوسط أولاً في [[بحر البلطيق]] حوالي في منتصف القرن السادس عشر كمنافسةٍ بين الدول الإسكندنافية للدنمارك والسويد. كان أسطول القوادس السويدي هو الأكبر خارج البحر الأبيض المتوسط، وعمل كفرعٍ مساعد للجيش. لم يُعرف إلا القليل عن تصميم قوادس البلطية، ماعدا أنها كانت أصغر من قوادس البحر الأبيض المتوسط وكان يقوم الجنود بتجديفها بدلاً من المُدانين والعبيد.<ref>Glete (2003), pp. 224-25</ref>
 
=== تراجع القوادس في البحر الأبيض المتوسط ===
بعد عام 1650، كانت القوادس تُستخدم في الأصل في الحروب بين مدينة البندقية والإمبراطورية العثمانية حتى عقد 1720، وبين آل بوربون وآل هابسبورغ في إسبانيا وإيطاليا حتى 1700 (حينما تولى ملك بوربوني عرش إسبانيا). واستخدم القراصنة المسيحيون والمسلمون القوادس أيضًا في التجول بالبحر وفي مساندة القوى العظمى في أوقات الحرب، ولكنهم استبدلوها بشكلٍ واسع بـ[[القرصانيات]] (سفن ثلاثية الصواري)، والسفن المختلفة التي تسير بالشراع أو المجداف، والقليل من القوادس الخفيفة المتبقية في أوائل القرن السابع عشر.<ref name="Jan Glete 1992 p. 99">Jan Glete, "The Oared Warship" in Gardiner & Lavery (1992), p. 99</ref> أما إسبانيا، فاستخدمت القوادس البرمائية التقليدية في حروبها في عقد 1640، عن طريق نشر قواتها العسكرية في طراغونة في الحرب ضد فرنسا.<ref>Glete (2000), p. 183</ref> ولم تقع أي معارك باستخدام القوادس الكبيرة بعد الاشتباك العظيم الذي وقع في معركة ليبانتو عام 1571، حيث استُخدِمت القوادس غالبًا كطرّادات (سفن حربية)، أو من أجل مساندة الحروب البحرية كمؤخرة الجيش في معارك الأسطول، تمامًا مثل المهام التي تؤديها [[فرقاطة (توضيح)|الفرقاطة]] خارج البحر الأبيض المتوسط.<ref name="Jan Glete 1992 p. 99"/> فيمكنها مساعدة المراكب المعطلة التي خرجت عن مسارها، ولكن عامةً في المناخ الهادئ فقط، مثلما حدث في [[معركة مالقة]] عام 1704.<ref>Rodger (2003), p. 170</ref>
 
بالنسبة للدويلات والإمارات، ومجموعات التجار الخصوصيين، كانت القوادس متوافرة أكثر من السفن الحربية الضخمة والمعقدة من الناحية المادية، واستُخدِمت كدفاع ضد القرصنة.<ref>Bamford (1974), pp. 17-18</ref> وكانت القوتان العظمتان في البحر الأبيض المتوسط تديران أساطيل القوادس الكبرى؛ القوتان هما[[فرنسا الحديثة المبكرة|فرنسا]] و[[إسبانيا هابسبورغ|إسبانيا]]. بحلول عقد 1650، صارت فرنسا أقوى دولة في أوروبا، وقامت بتوسيع قاعدة القوادس لديها تحت حكم الطاغية "الملك الشمس" [[لويس الرابع عشر ملك فرنسا|لويس الرابع عشر]]. وفي عقد 1690، وصلت [[فوالق (وحدات عسكرية) القوادس الفرنسية]] إلى ذروتها، حيث أصبح لديها خمسون سفينة مزودة بأكثر من خمسة عشر آلاف جندي وضابط، مما جعلها صاحبة أكبر أسطول قوادس في العالم في ذلك الوقت.<ref>Bamford (1974), p. 52</ref> وبالرغم من المنافسة الشديدة بين فرنسا وإسبانيا، لم تقع أية معركة قوادس بين تلك القوتين العظمتين، كما لم تقع فعليًا أية معارك بين شعوبٍ أخرى غيرهما.<ref>Bamford (1974), p. 45</ref> أثناء [[حرب الخلافة الإسبانية]]، اشتركت القوادس الفرنسية في معارك ضد [[أنتويرب]] و[[هارويتش]]،<ref name="Lehmann 1984, p. 12"/> ولكن لم تحدث أي اشتباكات بالقوادس بين فرنسا وإسبانيا بسبب تعقيدات سياسات التحالف. وفي النصف الأول من القرن الثامن عشر، قامت القوات البحرية العظمى الأخرى في شمال إفريقيا، [[فرسان الإسبتارية]] و[[الدول البابوية]] بتقليص قوات القوادس بصورةٍ حادة.<ref>Bamford (1974), pp. 272-73</ref> بالرغم من عدم وقوع معارك، فقد حصلت فوالق القوادس الفرنسية على موارد ضخمة (ما بين 20 و25% من النفقات الفرنسية البحرية) خلال العقود الأخيرة من القرن السابع عشر، وبقيت كقوات حربية فعلية حتى إلغاوها في 1748. وتمثلت وظيفتها الأساسية في الإشارة إلى هيبة الطاغية المتشدد لويس الرابع عشر وطموحاته؛ عن طريق طواف البحر الأبيض المتوسط لإجبار سفن الدول الأخرى على تقديم التحية لراية الملك، ومرافقة السفراء والكاردينالات، والمشاركة في العروض العسكرية البحرية والموكب الملكي.<ref>Bamford (1974), pp. 23-25, 277-78</ref>
 
إن آخر معركة مثبتة في البحر الأبيض المتوسط والتي لعبت فيها القوادس دورًا هامًا هي [[معركة ماتابن|ماتابان]] في 1717، بين العثمانيين والبندقية وحلفائها، بالرغم أن تأثيرها على المحصلة النهائية كان بسيطًا. ووقعت القليل من المعارك البحرية واسعة النطاق في البحر المتوسط على مدار جزء كبير من الفترة المتبقية من القرن الثامن عشر. وقد تفكك أسطول القوادس التوسكاني في حوالي عام 1718. وكان لدى نابولي أربع سفن قديمة فقط في 1734.أما فيلق القوادس الفرنسي، فلم يعد موجودًا كشعبة مستقلة من الجيش في 1748. وكانت البندقية، والدول البابوية، وفرسان مالطا هي فقط الأساطيل التي امتلكت قوادس، رغم أنها لم تكن بنفس القدر الذي كان في السابق.<ref>Bamford, (1974), pp. 272-73; Anderson, (1962), pp. 71-73</ref> وفي 1790، كان هناك أقل من خمسين قادسًا تعمل في الخدمة من بين جميع القوى المتوسطية، وهي نصف تلك التي كانت لدى البندقية.<ref>Glete (1992), p. 99</ref>
سطر 112:
 
== التصميم ==
رسم توضيحي للسفن المصرية ذات المجاديف ترجع إلى حوالي عام 1250 قبل الميلاد.[[ملف:Wells egyptian ship red sea.png|thumb|left|. يكون للسفينة [[عارضة (توضيح)|عارضة]]، وهي سلسلة سميكة تمتد بطول السفينة، لتمنعها من فقدان شكلها، وذلك بسبب عدم وجود [[عارضة (توضيح)|عارضة]] ملائمة للسفينة.]]
كانت القوادس مصممة، منذ ظهورها الأول في العصور القديمة، لتكون قابلة للمناورة بكفاءة، ومنفصلة عن الرياح عن طريق التجديف، وعادةً مع التركيز على السرعة أسفل المجاديف. وبالتالي تشير الصورة إلى هيكل سفينة طويل بشكل ملحوظ، وتبلغ نسبة العرض إلى الطول عند خط الماء على الأقل 1:5، وفي حالة قوادس البحر المتوسط القديمة تبلغ 1:10 عند وجود رياح خفيفة، وهو قياس إلى أي مدى تكون بنية السفينة مغمورة في الماء. وكان من الضروري إبقاء [[الجزء الطافي من السفينة (بحري)|الجزء الطافي من السفينة]]، وارتفاع السور الممتد إلى سطح الماء منخفضًا، وذلك لكي يمكن تجديف السفن بصورة فعالة. وأتاح ذلك للمجدّف إمكانية التجديف بشكل فعال، ولكن على حساب القدرة على الإبحار. وجعلت خصائص التصميم تلك القوادس سريعة وقابلة للمناورة، ولكن أكثر تأثرًا بالمناخ القاسي.
 
في جنازة ملك مصر [[ساحورع]] (2475-2487 BC) في [[أبو صير (توضيح)|أبو صير]]، كانت هناك صور لسفن بها [[انحراف (للسفينة)|انحراف]] (انحناء ملحوظ بطول السفينة) وسبعة أزواج من المجاديف الممتدة على جانبها، وهو عدد رمزي على الأرجح، ومجاديف في مؤخرة السفينة لتوجيهها. وكان لها صار واحد، وجميع تلك الصواري منخفضة، وهناك عواميد رأسية في مقدمة السفينة ومؤخرتها، بالإضافة إلى تزيين المقدمة بـ[[عين حورس]] التي كانت أول مثال لمثل ذلك التزيين. واستخدمتها ثقافات البحر المتوسط الأخرى فيما بعد لتزيين المراكب التي تسير في البحر بسبب الاعتقاد بأن ذلك يساعد السفينة على الاهتداء إلى وجهتها بسلام. ولكن تلك القوادس القديمة افتقدت لوجود [[عارضة (توضيح)|عارضة]]بشكل ملحوظ، أي أنها افتقدت الصلابة بطولها. وبالتالي، كان لها ما يشبه السلاسل الضخمة التي تربط بين المقدمة والمؤخرة، وتكون مثبتة على ركائز عملاقة على سطح السفينة. وكانت مثبتة بقوة لتجنب [[التقوس والارتخاء|التقوس]]، أو انثناء بنية السفينة إلى الأعلى في المنتصف، وذلك أثناء الإبحار.<ref name="Wachsmann 1995, p. 11-12"/> في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، كان يتم رسم القوادس المصرية وبها انحراف حاد ومميز، ولكن تم وقتها تصميم ديكورات المؤخرة التي تتميز بانحناءة إلى الأمام مع وجود زخرفة على شكل [[نيلم جوزي|جذور اللوتس]].<ref>This flower-inspired stern detail would later be widely used by both Greek and Roman ships.</ref> وربما كان مصمم لها نوعًا بدائيًا من العوارض، ولكن مع الاحتفاظ بالسلاسل الضخمة التي تُثبت لمنع التقوس.<ref name="Wachsmann 1995, pp. 21-23"/>
 
[[ملف:Trireme cut-fr.svg|thumb|Right|بناء عصري جديد لسفينة إغريقية ثلاثية المجاديف وذات مقطع عرضي، وتوضح الثلاثة مستويات الخاصة بالمجدّفين.]]
سطر 127:
أصبحت القوادس أضخم وأثقل تباعًا منذ القرن الرابع قبل الميلاد وحتى بداية [[العصر الروماني]] في القرن الأول بعد الميلاد. وقد أثبتت مستويات المجاديف الثلاثة كونها نظام عملي، ولكن تم تحسينها عن طريق جعل السفن أطول، وأعرض، وأثقل، ووضع أكثر من مجدّف لكل مجداف. وأصبح الصراع البحري أكثر حدة واتساعًا، وفي عام 100 قبل الميلاد، أصبحت القوادس التي بها أربعة أو خمسة صفوف من المجدّفين مألوفة، وكانت تحمل مجموعات كاملة وضخمة من الجنود والمجانيق. كان الجزء المرتفع منها نحو سطح البحر عاليًا؛ (حتى 3 أمتار)، وكان بها هياكل أبراج إضافية تُطلق منها القذائف المتجهة إلى سفن العدو، الأمر الذي جعل تلك السفن مثل المعاقل العائمة.<ref>Coates (1995), pp. 138-40</ref> وتم تنفيذ التصميمات التي تضم ثمانية صفوف من المجدّفين، ولكن اعتبر الكثيرون أغلبها غير عملي ولم تُستخدم أبدًا في الحرب الفعلية.<ref>Morrison, Coates & Rankov (2000), p. 77</ref> ويشُار تاريخيًا إلى أن [[بطليموس الرابع]] (Ptolemy IV)، فرعون مصر الإغريقي في 205-221، قام ببناء سفينة ضخمة بها أربعين مجدّفًا، ولكن دون تحديد تصميمها. وكانت البنية المقتَرحة عبارة عن بنية لقادسٍ ضخم ثلاثي المجاديف [[قطمران]] يبلغ عدد المجدّفين بها أربعة عشر مجدّفًا لكل مجداف.<ref>Shaw(1995), pp. 164-65</ref>
 
وصل حجم القوادس والأساطيل القديمة إلى قمته في العصور القديمة مع هزيمة [[مارك أنطوني|ماركوس أنطونيوس]] (Mark Antony) على أيدي [[أغسطس]] (Octavian) في [[معركة أكتيوم]]. ولم يظهر الخصوم الأقوياء الذين يتصارعون على القوة في منطقة البحر المتوسط إلا بعد عصورٍ عديدة تالية، خلال [[الحروب الأهلية في القرن الرابع (324-306)|الحروب الأهلية الرومانية في القرن الرابع]]، كما قل حجم القوادس جدًا. اختفت القوادس متعددة المجاديف الضخمة، وتم استبدالها بالقوادس ثلاثية المجاديف و''[[قوادس ليبرونيا]]''، وهي قوادس ثلاثية المجاديف بها خمسة وعشرون زوجًا من المجاديف المصممة لأداء مهام الحراسة ومطاردة القراصنة.<ref>Rankov (1995), pp. 78-79; Shaw (1995), pp. 164-65</ref> في الأقاليم الشمالية، كان يتم استخدام سفن الحراسة ذات المجاديف لجعل القبائل المحلية تحت الحراسة على امتداد شواطئ الأنهار، مثل: [[راين|الراين]] و[[دانوب|الدانوب]].<ref>Rankov (1995), pp. 80-83; Hocker (1995), pp. 88-89</ref> وبما أنه لم تعد هناك حاجة للسفن الحربية الضخمة، ذهب تصميم الـ[[قوادس ثلاثية المجاديف]]، الذي كان قمة تصميم السفن الحربية القديمة، في طي النسيان. ويرجع تاريخ آخر إشارة معروفة للقوادس ثلاثية المجاديف إلى عام 324 في [[معركة هيليسبونت]]. وفي أواخر القرن الخامس، صرَّح المؤرخ البيزنطي [[زوسيموس]] بأن طريقة بناء تلك القوادس قد اندثرت منذ فترة طويلة.<ref>Rankov (1995), p. 85</ref>
 
=== العصور الوسطى ===
==== مواصفات نمطية ====
لقد صدرت أولى مواصفات القوادس بأمر من [[شارل الأول، ملك نابولي|كارلو الأول ملك نابولي]]، عام 1275 بعد الميلاد.<ref>See both Bass and Pryor</ref> بلغ الطول الإجمالي 39.30 مترًا، وبلغ طول [[محافظة العارضة|العارضة]] 28.03 مترًا، وعمقه 2.08 مترًا. أما جسم السفينة، فبلغ عرضه 3.67 مترًا. وبلغ العرض بين [[أذرع الامتداد]] 4.45 مترًا. وبالنسبة للمجاديف، كان عددها 108 مجدافًا، بلغ طول أغلبها 6.81 أمتار، والبعض الآخر 7.86 أمتار، وبلغ طول مجدافيّ التوجيه 6.03 أمتار. وبلغت ارتفاعات الصاري الأمامي والصاري الأوسط 16.08 مترًا، و11.00 مترًا على التوالي، وبلغ محيط كلٍ منهما 0.79 مترًا، وتُقدَّر أطوال عوارض الشراع بـ 26.72 مترًا، و17.29 مترًا. وبالنسبة لـ[[الحمولة الساكنة|ساكن]]، فبلغت حوالي ثمانين مترًا طنيًّا. وكان يعمل على هذا النوع من السفن رجلان، وفيما بعد ثلاثة، يجلسون على [[درج (أثاث)خزانة|درج]], ويعمل كلٌ منهم على مجداف. وكانت مجاديف تلك السفينة أطول من القادس الأثيني ثلاثي المجاديف، والذي بلغ طول مجاديفه 4.41 أمتار و4.66 أمتار.<ref>Morrison p. 269</ref> أُطلق على هذا النوع من السفن الحربية اسم''جاليا سوتيل (galia sottil)''.<ref>Landström</ref> وفقًا للاندستورم، لم يكن لقوادس العصور الوسطى مدكات، حيث كان [[اقتحام السفينة (هجوم)|اقتحام السفينة]] يُعتبر طريقة للقتال أكثر أهمية من الدفع بالقوة.
 
وقد كان لمثل تلك القوادس الريادة في استخدام [[المدفعية البحرية]]، والتي تُعتبر مكملاً لنتوء[[خط الماء]] العلوي المُصمم لكسر ذراع الامتداد الخاص بالعدو. ولم تُسمَّ السفن باسم قوادس بها العديد من الرجال على كل مجداف إلا في القرن السادس عشر.<ref>Pryor (1992), p. 67</ref>
سطر 146:
مع بداية استخدام المدافع في مقدمات القوادس، ظهرت بنية خشبية دائمة تُسمى (بالفرنسية''rambade'' : ''rambade''; وبالإيطالية: ''rambata''; وبالإسبانية: ''arrumbada''. وأصبحت منصة القتال ''rambade'' بعد ذلك معيارًا في جميع القوادس تقريبًا في بداية القرن السادس عشر. ومع أن الأساطيل الحربية لقوى البحر الأبيض المتوسط المختلفة أدخلت بعض التغييرات على تصميم السفينة، ظل التخطيط العام هو نفسه. وكان يتم تغطية المدفعية الأمامية بمنصة خشبية أعطت المدفعيون حدًا أدنى من الحماية، وأدت دور منطقة انطلاق للهجمات الداخلية، وكمنصة أيضًا خاصة بالجنود الموجودين على متن السفينة لإطلاق النار.<ref>Guilmartin (1974), p. 200</ref>
 
بلغ طول القوادس الحربية الفينيسية العادية في [[معركة ليبانتو (1571)|معركة ليبانتو]] عام 1571 42 مترًا، وعرضها 5.1 مترًا (يصل إلى 6.7 عند إضافة إطار التجديف)، أما [[خط الغاطس (هيكل السفينة)|خط الغاطس]] فبلغ 1.7 متر، ووصل [[ارتفاع ظهر السفينة عن خط الماء (ملاحي)|ارتفاع ظهر السفينة عن خط الماء]] إلى 1.0 متر وكان وزنها وهي فارغة حوالي 140 طنًا. بينما بلغ طول القوادس الرئيسية الأكبر حجمًا (''المصباح بالبرتغالية''، "المصباح") 46 مترًا، وعرضها 5.5 أمتار (يصل إلى 7.3 أمتار عند إضافة أطر التجديف)، وخط غاطس بطول 1.8 مترًا، ووصل ارتفاع ظهر السفينة عن خط الماء إلى 1.1 مترًا، وكانت تزن 180 طنًا. وصل عدد مقاعد التجديف في القوادس العادية إلى أربعة وعشرين مقعدًا في كلا الجانبين، وفي كل مقعد ثلاثة مجدّفين. (كانت تتم إزالة مقعد من كل جانب في العادة بغرض إفساح أماكن للمنصات التي تحمل [[الزورق (توضيح)|الزورق]] و[[فرن|الفرن]].) ويتألف طاقم السفينة عادةً من عشر [[ضابط (قوات مسلحة)|ضباط]] وحوالي خمسة وستين من [[البحارة (توضيح)|البحارة]] والمدفعيين وباقي العاملين بالإضافة إلى مئة وثمانية وثلاثين من المُجدّفين. بينما سفن "المصابيح" فبها سبعة وعشرين مقعدًا في كل جانب، وعدد مُجدفين يصل إلى مئة وستة وخمسين، وطاقم سفينة من خمسة عشر ضابطًا وحوالي مئة وخمسة آخرين من البحارة والمدفعيين والجنود. أما القوادس العادية فتحمل [[مدفعا]] يزن خمسين رطلاً أو [[بندقية طويلة من العصور الوسطى (كالفيرين)]] تزن ثلاثة وعشرين رطلاً في مقدمة السفينة بالإضافة إلى أربعة مدافع أخف وزنًا وأربعة مدافع دوَّارة. وكانت سفن المصابيح الأكبر حجمًا تحمل مدفعًا واحدًا ثقيلاً بجانب ست بنادق طويلة من العصور الوسطى (كالفيرين) تزن ما بين ستة واثني عشر رطلاً وثمانية مدافع دوَّارة.
 
وصلت القوادس، في منتصف القرن السابع عشر، إلى ما تم وصفه بـ "الشكل النهائي" لها.<ref name="Jan Glete 1992 p. 98">Jan Glete, "The Oared Warship" in Gardiner & Lavery (1992), p. 98</ref> فقد بدت القوادس بشكلٍ أو بأخر كما هي لأكثر من أربعة قرون، وطور بيروقراطيو البحر الأبيض المتوسط نظام تصنيف قياسي إلى حدٍ ما للأحجام المختلفة من القوادس، ويعتمد هذا النظام في الغالب على عدد المقاعد في السفينة.<ref>Glete (1993), p. 81.</ref> عدا القليل من "السفن الرئيسية" الأكبر حجمًا بصورةٍ ملحوظة (والتي تُسمى عادةً بـ "قوادس المصباح")، يكون لدى سفينة قادس البحر الأبيض المتوسط من خمسة إلى ستة وعشرين زوجًا من المجاديف وفي كل منها خمسة رجال (أي ما يبلغ مئتين وخمسين من المُجدفين). أما العُدة الحربية فكانت تتكون من مدفع واحد ثقيل يصل وزنه إلى أربعة وعشرين أو ستة وثلاثين رطلاً في مقدمات السفن ومُحاطًا باثنين إلى أربعة من المدافع التي يصل وزنها من 4 إلى 12 رطلاً. واعتادت صفوف [[المدافع الدوارة]] الخفيفة على الاصطفاف بطول القادس بالكامل على الدرابزينات من أجل الدفاع من نطاقٍ قريب. وبلغت نسبة طول السفن إلى عرضها حوالي 1:8، بصاريين أساسيين يحمل كلٌ منهما [[شراعا مثلثي الشكل]] كبير الحجم. وكان يوضع أحدهما في مقدمات السفن، مع مراعاة إزاحته قليلاً إلى الجانب كي يعطي مساحة لارتداد المدافع الثقيلة، أما الثاني فكان يوضع تقريبًا في منتصف السفينة. وهناك صاري ثالث أصغر اسمه "[[صاري السفينة الخلفي]]" يوجد في مؤخرة السفينة، يمكن رفعه إذا تطلبت الحاجة والظروف إلى ذلك.<ref name="Jan Glete 1992 p. 98"/> وفي منطقة البلطيق، كانت القوادس بوجهٍ عام أصغر بنسبة طول إلى عرض من 5:1 إلى 7:1، كي تناسب أوضاع أرخبيلات منطقة البلطيق الضيقة.<ref>Jan Glete, "The Oared Warship" in Gardiner & Lavery (1992), p. 100</ref>
سطر 182:
لقد كان القتال بالمدكات نفسه يحدث من خلال إحداث تحطيم في مؤخرة أو جانب إحدى سفن العدو عن طريق خرق الألواح الخشبية. وهذا لا يؤدي في الواقع إلى غرق قادس قديم إلا إذا كان مُثقلاً بحمولاتٍ ومخزونات. فمع الحمولة العادية كان القادس قابلاً للطفو بما فيه الكفاية ليطفو، حتى وإن كان ذا هيكلٍ مخروق. وبإمكان هذه السفينة أيضًا المناورة لبعض الوقت طالما لم يكن المُجدّفون عاجزين، ولكنها ستفقد قدرتها على التحرك تدريجيًا ثم تصبح غير مستقرة كلما غمرتها المياه. وربما يحاول الجانب المنتصر سحب السفن الثقيلة المغمورة بالمياه بعيدًا واعتبارها غنائم. ومن الطرق الأخرى التي تجعل السفن غير قادرة على التحرك هي كسر مجاديف سفن العدو مما يجعلها أهدافًا سهلة. وفي حالة عدم إمكانية استخدام تقنية القتال بالمدقات أو عدم نجاحها ، يحاول باقي الجنود الذين على متن السفينة أن يقتحموا سفينة العدو ويقوموا بأسرها من خلال ربطها بحديد المراسي. بالإضافة إلى إطلاق قذائف سواء بواسطة القوس والسهم أو الرماح، في محاولةٍ لإضرام النار بسفينة العدو عن طريق إلقاء القذائف الحارقة أو سكب محتوى قدور مشتعلة بالنيران مربوطة بمقابض طويلة، من المعتقد أنه كان يتم استخدامها خاصةً أن الدخان الصاعد من تحت ظهر السفينة سيؤدي بسهولة إلى إعاقة المُجدّفين.<ref>John Coates (1995), pp. 133-35</ref>
 
اعتمدت السرعة الضرورية لتحقيق تأثير ناجح على زاوية الهجوم؛ فكلما كبُرت الزاوية، قلت السرعة المطلوبة. فتكفي أربع [[عقدة (وحدة سرعة)|عُقد]] لاختراق الهيكل عند ستين درجة، ولكن تزداد السرعة إلى ثماني عُقد عند ثلاثين درجة. وفي حالة تحرك الهدف لسببٍ ما تجاه المهاجم، يتطلب الأمر تقليل السرعة، خاصةً إن كانت الضربة ستأتي باتجاه وسط السفينة. وبدأت القوادس الحربية في تطوير الهياكل الثقيلة تدريجيًا من خلال دعم السفينة بعوارض عند خط المياه، حيث المكان الذي سيضرب المدك فيه السفينة في الغالب. ومع ذلك، تم العثور في التسجيلات التاريخية على أسلوب مضاد لهذه العوارض استخدمه قادة سفن جزيرة [[رودس (جزيرة)|رودس]] وهو تصغير زاوية مقدمات السفن لضرب سفن العدو تحت حزام خط المياه المُدعَّم. وبجانب القتال بالمدكات، فإن كسر مجاديف سفن العدو مثل طريقةً لإعاقة تحرك السفينة، وبالتالي تسهيل عمل المدكات وإتمام الهجوم بنجاح.<ref>John Coates (1995), p. 133.</ref>
 
على الرغم من محاولات مجابهة السفن الثقيلة التي تتزايد بشكلٍ مستمر، قام المقدونيون والرومان الذين كانوا قوى برية في الأساس باستبدال السفن الثقيلة بأساليب المدقات في القرون الأخيرة قبل الميلاد. وسيطر القتال يدًا بيدٍ بأعدادٍ كبيرة من جنود المشاة مدعومًا بمجانيق محمولة على متن السفن على شكل القتال أثناء العصر الروماني، وصاحب هذه الحركة تحولاً إلى استخدام سفنٍ أثقل بمعدات تجذيف أكبر ورجال أكثر للمجداف الواحد. وعلى الرغم من أن هذا التحول أدى إلى تقليل التحرك بشكلٍ كبير، إلا أنه كان يتطلب في الوقت ذاته مهارة أقل من المُجدفين الفرادى. ومن ثمَّ أصبحت الأساطيل أقل اعتمادًا على المُجدفين بعد خبرة كل هذه السنوات في طريقة استعمال المجداف.<ref name="Morrison, Coates 2000 pp. 48-49"/>
سطر 191:
اختفت أساليب قتال المدكات تمامًا في أواخر العصور القديمة، أي في القرون الأولى بعد الميلاد، وفي هذه الأثناء بدأ التعرف على السفن ثلاثية المجاديف الأصلية بسرعتها العالية وقدرتها على التحرك بصورةٍ أفضل. وحلَّ مرفأ طويل محل المدك في مقدمة السفينة تم تصميمه لكسر المجاديف والعمل كقاعدة داخلية لاقتحام سفن العدو. ولم يتبقَ من أمثلة أساليب القتال بالمدكات سوى إشاراتٍ بائدة من محاولات الاصطدام بالسفن بهدف قلبِها على جانبها.<ref name="Frederick M. Hocker 1995 pp. 95, 98">Hocker (1995), pp. 95, 98-99.</ref>
 
انتعشت الأعمال الضخمة للأساطيل بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الموحدة. استخدم [[الأسطول البيزنطي]]، أضخم أسطول حربي في البحر الأبيض المتوسط طوال معظم بداية العصور الوسطى، تشكيلاتٍ هلالية تجعل السفينة الرئيسية في المركز والسفن الثقيلة في طرفي الهلال من أجل التخلص من جناحي أسطول العدو. واستخدمت الأساطيل العربية، فيما يُعتقد، أساليبًا مشابهة في الفترة التي حاربوا فيها بشكلٍ متكرر منذ القرن السابع فصاعدًا. وكان البيزنطيون أول من استخدم [[نار الإغريق]] كسلاح بحري، وهي سائل حارق شديد الفاعلية. ويمكن إطلاقها من خلال أنبوب معدني أو ''مِثْعَب'' يصب في مقدمات السفن، وهو يشبه [[قاذفة لهب|قاذفة اللهب]] الحديثة. وتُعد خصائص نار الإغريق قريبةً من سائل [[نابالم]]، كما كانت مفتاحًا لكثيرٍ من الانتصارات البيزنطية العظيمة. وفي عام 835، انتشر سلاح نار الإغريق ووصل إلى العرب، الذين زودوه ''بحراقاتٍ''، "سفن تطلق النار".<ref name="Frederick M. Hocker 1995 pp. 95, 98"/>
 
[[ملف:Greekfire-madridskylitzes1.jpg|thumb|left|سفينة بيزنطية تهاجم باستخدام [[نار الإغريق]]. [[جون سكيليتزيس|مخطوطة مدريد لسكيليتزيس]]، من القرن الحادي عشر.]]
سطر 200:
=== الفترة الحديثة المبكرة ===
[[ملف:Fernando Bertelli, Die Seeschlacht von Lepanto, Venedig 1572, Museo Storico Navale (550x500).jpg|thumb|left|تصوير معاصر [[لمعركة ليبانتو]] عام 1571 يوضح التشكيلات الدقيقة للأساطيل المتعارضة. تصوير جصي (فريسكو) في معرض الخرائط في [[متاحف الفاتيكان]].]]
ظلت الأساليب بشكلٍ أساسي كما هي في الاشتباكات واسعة النطاق بالقادس حتى نهاية القرن السادس عشر. تم إدخال [[مدفع|المدافع]] والأسلحة النارية الصغيرة في حوالي القرن الرابع عشر، ولكنها لم تؤثر فوريًا على الأساليب؛ فقد كان التشكيل الهلالي الأساسي في الخط الأفقي الذي كان يتم اتباعه في [[معركة ليبانت|معركة ليبانتو]] عام 1571 هو نفسه التشكيل الذي استخدمه الأسطول البيزنطي تقريبًا منذ ألف عامٍ سابق.<ref>Guilmartin (1974), pp. 157-58</ref> فقد ظل سلاح المدفعية إلى حدٍ ما باهظَ الثمنِ ونادرًا، بالإضافة إلى عدم فعاليته بالدرجة الكافية. وبالتالي بقي القادس أكثر سفينةً حربيةً ذات فعالية في البحر الأبيض المتوسط؛ لأنه كان من نوع السفن التي تناسب أعمال اقتحام السفينة وأيضًا سحب العمليات البرمائية إلى داخل البحر، خاصةً تلك العمليات التي كانت ضد الحصون الساحلية التي لا يناسبها بعد المدفعية الثقيلة.<ref>Guilmartin (1974), pp. 67, 76-79,</ref> في البداية، لم يتم استخدام سلاح المدفعية في القوادس كسلاح مواجهة طويل المدى أساسًا، حيث إن المسافة التي تصبح فيها المدافع المبكرة فعالة هي 500&nbsp;متر (1600&nbsp;قدم)، وهي مسافة يمكن أن يصل إليها أي قادس خلال دقيقتين، وتكون أسرع بكثير من المدفعية التي ستعيد الشحن.<ref>Guilmartin (1974), p. 199</ref>
 
يُعد متوسط السرعة التقديرية لقوادس عصر النهضة منخفضًا إلى حدٍ ما، فتصل سرعة القوادس إلى ثلاث وحتى أربع عُقد فقط، وتصل إلى عُقدتين عند حملها لتشكيلات. إلا أنه من الممكن إعطاء السفينة دفعاتٍ قصيرة تصل إلى سبع عُقد خلال مدة زمنية لا تتجاوز العشرين دقيقة، ولكن كان ذلك يحدث فقط على حساب قدرة تحمُل المُجدفين، وبالتالي فهي مخاطرة لأن قواهم ستُستنفد تمامًا. مما جعل أعمال القادس بطيئةً، وخاصةً حين تسير في أساطيل من مائة قادس أو أكثر.<ref>Guilmartin (1974), pp. 203-5</ref> وتُعد الجوانب وبالخصوص مؤخرة السفينة، مركز القيادة، هي أضعف نقاط في القادس وأكثر الأهداف تفضيلاً بالنسبة للمهاجم. وإن لم ينجح أي طرف في هزيمة الآخر، تنتهي المعركة على شكل سفنٍ تحطم الأخرى وجهًا لوجه. وحين يبدأ القتال في هيئة قوادس تسد الطريق على بعضها وتقف مقدمات السفن وجهًا لوجه، سينشأ القتال في سفن خط المواجهة الأمامي. إذا لم تقتحم قوات الطرف الآخر السفن الخلفية للطرف الأول، يكون باستطاعة القوات الحديثة أن تدخل في القتال إن عكست اتجاه السفينة وأصبحت المؤخرة في المواجهة.<ref>Guilmartin (1974), pp. 248-49</ref> وكانت أسلحة القوادس في القرنين الخامس والسادس عشر تظل في المعركة عادةً حتى آخر دقيقة ممكنة ولا تشن القوادس هجومها قبل التحقق من الوصول إلى أقصى نسبة خسائر قبل بدء العراك. وفي الغالب يكون لذلك تأثيرًا مثيرًا للغاية، كما يوضحه مثال من عام 1528 عندما قتل قادس القائد الجنوي أنطونيو دوريا (Antonio Doria) على الفور أربعين رجلاً على ظهر سفينة دون هوغو دي مونكادا من صقلية في دفعةٍ واحدة من قذائف [[باسيليسك (مدفع)|الباسيليسك]]، واثنين من أنصاف المدافع وأربعة مدافع أصغر والتي شنت هجومها كله على مقدمة السفينة.<ref>Guilmartin (1974), pp. 200-1</ref>
سطر 209:
 
=== إعادات البناء ===
يوجد إعادة لبناء سفينة عام 1971 وهي سفينة [[ريل (قادس)|''ريل'']]، السفينة الرئيسية الخاصة بـ[[دون خوان النمساوي|جون النمساوي]] في [[معركة ليبانتو (1571)]]، في المتحف البحري في [[برشلونة]]. وبلغ طول السفينة 60 مترًا، وعرضها 6.2 أمتار، وهيكلها 2.1 متر، وتزن فارغةً 239 طنًا، وكان يدفعها 290 مُجدفًا، وتحمل حوالي 400 فرد كطاقم للسفينة، وحاربت الجنود في ليبانتو. وكانت هذه السفينة أكبر من القوادس النموذجية في عصرها بشكلٍ ملحوظ.
 
وتعمل حاليًا مجموعة تُسمي "أمانة ثلاثية المجاديف"، بالتعاون مع القوات البحرية اليونانية، على إعادة بناء السفينة اليونانية القديمة [[ثلاثية المجاديف]]، وهي ''أوليمبياس''.<ref>[http://www.atm.ox.ac.uk/rowing/trireme/ The Trireme Trust] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160221183327/http://www.atm.ox.ac.uk/rowing/trireme/ |date=21 فبراير 2016}}</ref>
 
=== اكتشافات أثرية ===
سطر 220:
{{مفصلة|Galley slave}}
 
على عكس الصورة المشهورة عن المُجدّفين المقيدين بسلاسل عند المجاديف التي تقدمها أفلام مثل: ''[[بن هور (1959 فيلم)|بن هور]]''، فلا يوجد دليل على استغلال القوات البحرية القديمة للمجرمين المدانين أو العبيد واستخدامهم كمُجدفين، والاستثناء الممكن الوحيد هو في عصر [[مصر البلطمية]].<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=Casson|الأول=Lionel |العنوانعنوان=Ships and Seamanship in the Ancient World |السنةسنة=1971 |الناشرناشر=[[دار نشر جامعة برنستون]] |المكانمكان=Princeton |الصفحاتصفحات=325–326}}</ref>
 
فتشير الأدلة الأدبية إلى أن القوات البحرية [[تاريخ اليونان|اليونانية]] و[[سلاح البحرية الروماني|القوات البحرية الرومانية]] كانت تفضل بوجهٍ عام الاعتماد على رجال أحرار لدفع قوادسهم.<ref>Rachel L. Sargent, “The Use of Slaves by the Athenians in Warfare”, ''Classical Philology'', Vol. 22, No. 3 (Jul., 1927), pp. 264-279</ref><ref name="Lionel Casson, 1966, 36">Lionel Casson, “Galley Slaves”, ''Transactions and Proceedings of the American Philological Association'', Vol. 97 (1966), pp. 35-44</ref> ولا يتم وضع العبيد عند المجاديف إلا في الظروف الاستثنائية فقط. ففي بعض الحالات، يتم إعطاء هؤلاء الأشخاص حريتهم منذ ذلك الحين فصاعدًا، في حين أن البعض الآخر يبدأون الخدمة على السفينة كرجالٍ أحرار.
سطر 228:
وفي بداية العصر الحديث، اعتادت قوى البحر الأبيض المتوسط على إرسال المجرمين المدانين للتجديف في القوادس الحربية الخاصة بالدولة، وبدأ ذلك في أوقات الحرب. عاش عبيد القادس ظروفًا غير صحية نهائيًا ومات الكثير منهم حتى لو تم إرسالهم لبضع سنين فقط، وهذا طبعًا في حالة نجاتهم من غرق السفينة والموت في المعركة بالمقام الأول.
 
كان يتم استخدام [[أسير حرب|أسرى الحرب]] عادةً كعبيد في القادس. ويوجد العديد من الشخصيات التاريخية المشهورة التي خدمت كعبيد في القوادس بعد أن أسرها العدو، ومن بينهم: القبطان العثماني والأميرال [[درغوث رئيس]] والسيد الأكبر [[فرسان الإسبتارية|المالطي]] [[جان دى لافاليت]].
 
== ملاحظات ==
سطر 287:
== وصلات خارجية ==
 
* [httphttps://web.archive.org/web/20040703063753/http://www.angelfire.com/ga4/guilmartin.com/Lepanto.html John F. Guilmartin, "توضيح أساليب معركة ليبانتو: تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على القتال بالقادس في القرن السادس عشر". نقاش تفصيلي عن القتال بالقادس في معركة ليبانتو]
* {{es}} [http://www.grijalvo.com/Rebolo_Gomez_Rafael/Armada_Cartaginesa/0_Indice.htm Rafael Rebolo Gómez - ''"The Carthaginian navy"''.], 2005, Treballs del Museu Arqueologic d'Eivissa e Formentera.
* ''[http://www.soue.org.uk/souenews/issue5/jenkinlect.html "Some Engineering Concepts applied to Ancient Greek Trireme Warships"]'', John Coates, University of Oxford, The 18th Jenkin Lecture, 1 October 2005.