تلوث ضوضائي: الفرق بين النسختين

[[ملف:Qantas b747 over houses arp.jpg|تصغير|250بك|<div style="text-align: center;">هبوط طائرة [[بوينغ 747-400]] تعبرُ قريبة من البيوت على مدرج [[مطار لندن هيثرو|مطار هيثرو]] [[لندن|بلندن]]، [[إنجلترا]].</div>]]

أصبحت الضوضاء [[صفة (توضيح)|السمة]] الرئيسية [[مدنمدينة|للمدن]]، والتزاحم هو المسؤول الأول عن ذلك، ويعتبر معظم [[شعب|سكان]] المدن أن الضوضاء الزائدة تحتل المرتبة الثانية مباشرةً بعد [[تلوث المياه]] بين القضايا [[البيئةبيئة|البيئية]] التي تحظي باهتمامهم. وأظهرت دراسة قامت بها إدارة الإسكان والتنمية الحضرية في [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]] أن سكان المدن في أغلب الأحوال اعتبروا أن الضوضاء هي أسوأ صفة لمنطقة السكن، كما تم تحديد الضوضاء و[[جريمة|الجريمة]] هما أكبر عاملين ضمن العوامل التي تؤدي إلى رغبة الناس في الانتقال إلى جزء آخر من المدينة.<ref>موري بريتشر وشيرلي لند، منازل صحية في عالم كله سموم، ايتراك، [[القاهرة]]، 2001، صـ: 249.</ref> ولذلك الضوضاء في المدن مشكلة دائمة ومزمنة.

يمكن قياس الضوضاء بطرق فيزيائية يُعبّر عنها ب[[ديسيبل|الديسيبل]] أو الفون، فمثلاً يُقدّر كلام الفرد العادي من 50 إلى 60 ديسبيل، والضوضاء الناجمة عن بوق مثلاً تساوي 100 ديسيبل. وقد تصل حركة الأجسام وحفيف [[ملابس|الملابس]] إلى 20 ديسيبل. ولكن الضوضاء التي تزيد شدتها عن 30 فوناً تسبب اضطرابات نفسية، والضوضاء التي تبلغ ما بين 60 و90 فوناً تسبب متاعب نفسية وعصبية وعيوباً في درجة السمع. أما الضوضاء التي تزيد عن 120 فوناً فتؤثر تأثيراً مباشراً على خلايا الكتلة العصبية داخل [[أذن|الأذن]].<ref>باكاكس ت.، الأبعاد الصحية للتحضر، ترجمة عبد الرحمن الشرنوبي، الجمعية الجغرافية الكويتية، [[الكويت]]، 1985، صـ: 183 - 185.</ref>

وفي دراسة أجرتها [[وزارة الصحة والسكان (مصر)|وزارة الصحة المصرية]] عام [[1988]] في [[القاهرة]] وضواحيها، تم قياس الضوضاء طوال فترات الأيام المتعاقبة (8 ساعات لكل يوم) بمنطقة [[وسط البلد]] المكتظة بالسكان والمحال التجارية، ثبت تراوح شدة الضوضاء بين 58 ديسيبل بالمناطق السكنية [[هدوء|الهادئة]]، و73.5 ديسيبل بالمناطق السكنية المزدحمة مساءً، وفي وسط المدينة تراوحت بين 64.5 و69.2 ديسيبل.<ref>المجالس القومية المتخصصة، دراسة عن شدة الضوضاء وتأثيرها في القاهرة الكبرى وضواحيها، القاهرة، 1988، صـ: 66.</ref>

ويعتقد البعض أن مصدر الضوضاء يتمثل في [[بيئة|البيئة]] الخارجية فقط، لكن من الممكن أن تكون البيئة الداخلية أيضاً هي مصدر للضوضاء. وبصفة عامة يرتبط [[صمم تام|فقدان السمع الدائم]] بمستويات الضوضاء التي تزيد على 85 ديسيبل، وقد يتعرض الشخص لمستويات ضوضاء معتادة ب[[منزل|المنزل]]؛ وبمرور الوقت يفقد الإنسان [[سمع|حاسة السمع]]، وقد يحدث ان السمع أيضاً نتيجة التعرض المفاجئ للضوضاء، مثل سماع صوت [[انفجار]] [[ألعاب نارية]].<ref>[[فتحي محمد مصيلحي]]، مرجع سابق، صـ: 163.</ref>

* '''ضوضاء [[سيارة|السيارات]]''': ففي دراسة أعدت سكان [[قائمة مدن الأردن|المدن الأردنية]]، تبين بعد قياس منسوب الضجيج المروري في 47 موقعاً في العاصمة [[عمان (مدينة)|عمّان]] وحدها أنه يصل إلى 78.5 ديسيبل؛ مما يسبب الضيق للساكنين. كما تبين ذلك الضجيج عند التقاطعات المحكومة ب[[إشارة مرورضوئية|إشارات ضوئية]]، فيتأثر بالمسافة عن خط التوقف عند الإشارة.<ref>جبر سعيد جدعان، أثر الضجيج المروري على سكان المناطق الحضرية في الأردن، المركز الديموغرافي بالقاهرة، 2003.</ref> كما توجد مشكلات صحية مرتبطة بحركة المرور في المدن عامة، إذ أن [[زحامتكدس سيرمروري|زيادة حركة المرور]] -بصفة عامة- وزيادة حركة العربات بصفة خاصة، تعتبر من أهم الخصائص التي تميز التنمية في [[مدينة|المدن]]، فحركة المرور تزيد بدرجة أكثر من نمو المدن، وكلما أشتدت حركة المرور أكثر وأكثر في المدن كلما زادت الضوضاء في الشوارع.<ref>باكاكس ت.، مرجع سابق، صـ: 178.</ref>

* '''ضوضاء [[نقل بالسكك الحديدية|السكك الحديدية]]''': وهي مشكلة تؤرق القاطنين بالقرب من السكك الحديدة أو محطات القطارات، حيث ارتفاع صرير عجلات القطارات على القضبان، وإن كانت مشكلة أقل تعقيداً مقارنة بضجيج السيارات بالنسبة للسكان.

* '''ضوضاء [[طائرة|الطائرات]]''': وتظهر هذه المشكلة للأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المطارات بشكل عام. وإن أصبحت الطائرات الآن أقل إزعاجاً بسبب التقدم في صناعة الطائرات.<ref>[http://health.9ll9.com/Environment/Pollution/Noise.htm البيئة - التلوث السمعي (الضوضاء).] موقع الصحة.</ref>

أي التي تحدث في المحيط السكني، وتأتي على قمة أنواع الضوضاء. ولها عدة مصادر للانبعاث، كضجيج [[حيواناتحيوان منزليةمنزلي|الحيوانات الأليفة]] أو الضالة [[كلاب (توضيح)|كالكلاب]] و[[قططقط|القطط]]، والضجيج الصادر عن الأعمال المنزلية اليومية، و[[صوت|الأصوات]] المرتفعة الصادرة عن الأشخاص، وأصوات الموسيقى الصاخبة كموسيقى [[روكموسيقى الروك|الروك]] و[[موسيقى الميتال|الميتال]].

تعد من أخطر أنواع الضوضاء، ويكون مصدرها [[حي المصانع (الرياض)|المصانع]] أو [[ورش|الورش]]. وتؤثر على العاملين في هذه الأماكن، وعلى السكان القاطنين بجوار المناطق الصناعية. وتتأثر [[حاسة السمعسمع|الحواس السمعية]] للعاملين بالمصانع الكبيرة يوماً بعد يوم، وقد تؤدي إلى [[صمم|الصمم]] على المدى الطويل.<ref>[http://www.asnanaka.com/m/Environment/Pollution/Noise.htm التلوث السمعي (الضوضاء).] مركز أسنانك لطب الأسنان. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170615131523/http://www.asnanaka.com:80/m/Environment/Pollution/Noise.htm |date=15 يونيو 2017}}</ref>

* '''تلوث مؤقت ذو أضرار فسيولوجية''': وهو تعرض لفترات محدودة لمصدر أو مصادر الضوضاء ومثال ذلك التعرض [[ألعاب نارية|للمفرقعات]]، ويؤدي إلى إصابة [[أذن وسطى|الأذن الوسطى]] وقد تحدث تلف داخلي.

* '''تلوث مؤقت دون ضرر''': تعرض لفترة محدودة لمصدر ضوضاء، كضجيج [[شارع|الشوارع]] و[[زحامتكدس سيرمروري|الأماكن المزدحمة]] أو [[ورشة (توضيح)|الورش]]، ويؤدي إلى [[صمم|ضعف مؤقت في السمع]] يعود لحالته الطبيعية بعد فترة بسيطة.<ref>[http://www.draloufi.com/POLLUTION/7.pdf التلوث الضوضائي.] (ملف PDF)</ref>

لا توجد وسيلة دقيقة لتعيين نوع العلاقة بين الضوضاء والآثار الناتجة عنه، لأن هذه الآثار تختلف من شخص لآخر، وهي تعتمد على عدة عوامل، منها:<ref>[http://www.siironline.org/alabwab/aladad19/001.htm إبـتـعـدْ عن الضوضاء.] معهد الإمام الشيرازي الدولي للدراسات، واشنطن. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170612205648/http://www.siironline.org:80/alabwab/aladad19/001.htm |date=12 يونيو 2017}}</ref>

للضوضاء أضرار عديدة خطيرة أحياناً، فضوضاء [[شارع|الشوارع]] بالمدن تؤثر في [[جهاز الدوران|الدورة الدموية]]، إذ تتسبب في اضطرابات في وظائف [[قلب|القلب]] و[[ارتفاع ضغط الدم|رفع ضغط الدم]]،<ref>[http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/8247217.stm Road noise link to blood pressure.] BBC News, 10 September 2009. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171003080409/http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/8247217.stm |date=03 أكتوبر 2017}}</ref> وتنشئ اضطرابات [[جهاز عصبي|الجهاز العصبي]] المستقل ذاتياً، مستقلاً بذلك عن [[إدراك حسي|الإدراك]] الذاتي للضوضاء. وكذلك أثناء النوم عندما لا يكون هناك إدراك للضوضاء. كذلك كثرة الإجهاد [[حاسة السمعسمع|السمعي]] يعمل على رفع ضغط السائل [[مخ|المخي]] و[[نخاع شوكي|الحبل الشوكي]].<ref>[[فتحي محمد مصيلحي]]، مرجع سابق، صـ: 164.</ref>

ومما تحدثه الضوضاء أيضاً التأخير في [[تقلص (طب)|تقلصات]] [[معدة|المعدة]] والنقص في افرازتها، كما توجد [[مرض|أمراض]] مصاحبة للضوضاء تتمثل في ارتفاع ضغط الدم والآلام العصبية (النورليجا)، واضطرابات في الأيض البروتيني وفي تنظيم [[الكربوهيدراتسكريات|المواد الكربوهيدراتية]]. وتؤثر المثيرات السمعية على منحيات [[جلوكوز|الجلوكوز]]، لذلك فإن [[مرض السكرالسكري|مرضى السكر]] يستجيبون بحساسية أكثر للضوضاء.<ref>باكاكس ت.، مرجع سابق، صـ: 188.</ref> ويمكن حصر تأثير الضجيج الفسيولوجي في نقاط، هي:

* [[صداع|الصداع]].

* طنين [[أذن|الأذن]].

* [[قرحة (توضيح)|القرح]].

* [[أرق|الأرق]].<ref>PEARSONS, K.S., BARBER, D.S., and TABACHNICK, B.G. (1989) Analyses of the predictability of noise-induced sleep disturbance. US. Aire Force rept. HSD-TR-89-029. Air Force Systems Command, Brooks AFB, TX.</ref>

استمرار الضجيج وارتفاع [[صوت|الصوت]] عن المعدل الطبيعي يؤدي إلى نقص النشاط الحيوي و[[قلق|القلق]] وعدم الارتياح الداخلي و[[ويكيبيديا:مسابقة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع/مقالات/الارتباك|الارتباك]] وعدم الانسجام. فالتعرض للضوضاء لمدة [[ثانية]] واحدة يقلل من التركيز لمدة 30 ثانية.<ref>[http://www.alshamsi.net/friends/b7ooth/health/daodaa.html الآثار الصحية والنفسية الناتجة عن الضوضاء.] بحوث ودراسات. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20120228175744/http://www.alshamsi.net:80/friends/b7ooth/health/daodaa.html |date=28 فبراير 2012}}</ref> ويمكن حصر تأثير الضجيج النفسي في نقاط، هي:

* [[عنف|العنف]].<ref>GLASS, D.C. and SINGER, J.E. (1972) Urban Stress: Experiments on Noise and Social Stressors. NY, Academic Press.</ref>

* [[تلوث المياه|تلوث الماء]]