حشرة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4 (تجريبي)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 1:
{{تصنيف كائن|الاسم=الحشرات|المجال الزمني الأحفوري={{جزمس|396|0}}{{سج}}'''({{ال|عصر|ديفوني}}–الحاضر)'''<ref name="EngelGrim">{{Cite journal| المسارمسار=http://www.nature.com/nature/journal/v427/n6975/full/nature02291.html | الأخير=Engel | الأول=Michael S. | المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=David A. Grimaldi | السنةسنة=2004 | العنوانعنوان=New light shed on the oldest insect | journalصحيفة=Nature | volumeالمجلد=427 | الصفحاتصفحات=627–630 | doi=10.1038/nature02291 | pmid=14961119 | issueالعدد=6975}}</ref>|حالة الحفظ=لا|الصورة=Insect collage.png|عرض الصورة=|التعليق=باتجاه عقارب الساعة: الذبابة الراقصة، سوسة الفاكهة طويلة الخطم، جدجد الخلد، الزنبور الألماني، عثة الصمغ الإمبراطورية، والبقة السفّاكة.|النطاق=[[حقيقيات النوى]]|المملكة=[[حيوان|الحيوانات]]|الشعبة=[[مفصليات الأرجل]]|الشعيبة=[[سداسيات الأرجل]]|الطائفة='''الحشرات'''|الاسم العلمي=Insecta|واضع الاسم=[[كارولوس لينيوس]]|عام وضع الاسم=1758|ماهية التقسيم=الصفوف والرتب|التقسيم=<div>
انظر [[#التصنيف العلمي|التصنيف العلمي]]
</div>|خريطة الانتشار=|عرض خريطة الانتشار=|تعليق خريطة الانتشار=|الصورة 2=A Magicicada chorus containing M. septendecim, M. cassini, and M. septendecula - pone.0000892.s004.oga}}
'''الحشرات''' [[طائفة (تصنيف)|طائفة]] (أو صنف) من [[لافقاريات|الحيوانات اللافقارية]] في شعبة [[مفصليات الأرجل]]، وتعتبر الحشرات التصنيف الأكثر انتشاراً والأوسع في شعبة مفصليات الأرجل. تشكل الحشرات المجموعة الأكثر تنوعا من الكائنات الحية على سطح الأرض فهي تحوي ما يزيد على مليون نوع تم وصفها –أي أكثر من نصف جميع الكائنات الحية<ref name="Chapman">{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Chapman, A. D.|السنةسنة=2006|العنوانعنوان=Numbers of living species in Australia and the World|الصفحاتصفحات=60pp|Publisherناشر=Canberra: [[Australian Biological Resources Study]]|id=ISBN 978-0-642-56850-2|المسارمسار=http://www.deh.gov.au/biodiversity/abrs/publications/other/species-numbers/index.html}}</ref><ref>[http://www.globalchange.umich.edu/globalchange2/current/lectures/biodiversity/biodiversity.html Threats to Global Biodiversity] (Accessed December 2007 {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160606090856/http://www.globalchange.umich.edu:80/globalchange2/current/lectures/biodiversity/biodiversity.html|date=06 يونيو 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=أغسطس 2019|bot=JarBot}}</ref>– حيث يُقدّر عدد الفصائل غير المصنفة بقرابة 30 مليونا، أي أنها تشكل أكثر من 90% من مختلف أشكال الحياة على [[الأرض]].<ref>{{Cite journal|الأخير=Erwin|الأول=Terry L.|السنةسنة=1982|العنوانعنوان=Tropical forests: their richness in Coleoptera and other arthropod species|journalصحيفة=Coleopt. Bull.|volumeالمجلد=36|الصفحاتصفحات=74–75}}</ref> تتواجد الحشرات في جميع البيئات تقريبًا، إلا أن عددًا ضئيلًا منها قد اعتاد على الحياة في البيئة المائية، أي نوع المساكن الذي تسيطر عليه طائفة أخرى من مفصليات الأرجل وهي [[قشريات|القشريات]].
 
وُصف حتى الآن قرابة 5,000 نوع من [[يعسوب|اليعاسيب]]، و 2,000 نوع من [[سرعوففرس النبي (حشرة)|السراعيف]] (فرس النبي)، و 20,000 نوع من [[جندب|الجنادب]]، و 170,000 نوع من [[فراشة|الفراش]] [[عثة|والعث]]، و 120,000 نوع من [[ذبابة|الذباب]]، و 82,000 نوع من [[بقنصفيات حقيقيالأجنحة|البق الحقيقي]]، و 360,000 نوع من [[خنفساءخنافس|الخنافس]]، و 110,000 نوع من [[نحلةنحل|النحل]]، [[دبورزنبار|والدبابير]]، [[نملةنمل|والنمل]]. يُقدّر عدد الأنواع كلها المعروفة وغير المعروفة ما بين المليونين إلى خمسين مليونًا، إلا أن الدراسات الحديثة تفترض عددا أقل من هذا يتراوح ما بين ستة إلى عشرة ملايين نوع.<ref name="Chapman" /><ref>{{Cite journal|quotes=no|المؤلفمؤلف=Vojtech Novotny, Yves Basset, Scott E. Miller, George D. Weiblen, Birgitta Bremer, Lukas Cizek & Pavel Drozd|السنةسنة=2002|العنوانعنوان=Low host specificity of herbivorous insects in a tropical forest|journalصحيفة=[[نيتشر (مجلة){{!}}]]|volumeالمجلد=416|الصفحاتصفحات=841–844|doi=10.1038/416841a}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Erwin, Terry L.|السنةسنة=1997|العنوانعنوان=Biodiversity at its utmost: Tropical Forest Beetles|الصفحاتصفحات=27–40}} In: {{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Reaka-Kudla, M. L., D. E. Wilson & E. O. Wilson (eds.)|العنوانعنوان=Biodiversity II|الناشرناشر=Joseph Henry Press, Washington, D.C.}}</ref> يتراوح حجم الحشرات الحديثة البالغة من 0.139 ميليمترات (0.00547 بوصة) كما في [[يراعة|اليراعة]]، إلى 55.5 سنتيمترات (21.9 بوصة) في [[حشرةشبحيات عصوية(حشرات)|الحشرة العصوية]].<ref name="walker">Walker, T.J., ed. 2001. University of Florida Book of Insect Records, 2001. [http://ufbir.ifas.ufl.edu/] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20081216161323/http://ufbir.ifas.ufl.edu:80/ |date=16 ديسمبر 2008}}</ref> إن أثقل [[جنس (تصنيف)|جنس]] من الحشرات الموثقة على الإطلاق هو [[ويتا عملاقة|الويتا العملاقة]]، وقد بلغت إحدى العينات في وزنها 70 غراما (2½ أونصة)، ومن المنافسين الآخرين [[خنفساء جالوت|خنافس جالوت]] أو الخنافس العملاقة وغيرها من أنواع الخنافس الضخمة، إلا أنه لا يزال من غير المؤكد أي نوع هو الأثقل وزنا.<ref name="walker" />
 
تسمّى دراسة الحشرات ”علم الحشرات“ {{إنج|Entomology}} المشتقة من [[اللغةلغة اليونانيةيونانية|الكلمة اليونانية]] "εντομον" والتي تعني أيضا ”التقطيع إلى أقسام“.<ref>{{مرجع كتاب|العنوانعنوان=[[قاموس أكسفورد الإنجليزي]]|الناشرناشر=Oxford University Press}}</ref>
 
== تاريخ الحشرات ==
سطر 14:
|1={{كلاد
|1=[[سداسيات الأرجل]] (الحشرات، [[قافزات الذيل]]، [[ثنائيات الذنب]]، [[أوليات الذنب]])
|2=[[قشريات|القشريات]] ([[سرطان (حيوان)|السرطانات]]، [[روبيان|الروبيان]]، [[متماثلات الأرجل]]، إلخ..)}}
|label2=[[كثيرات الأرجل]]
|2={{كلاد
|1=[[قليلات الأرجل]]
|2=[[ألفية الأرجل|ألفيات الأرجل]] (الدودة الألفية - ذات الألف رجل)
|3=[[حريشة (مفصليات)|مئويات الأرجل]] (ذات المئة رجل - أم أربع وأربعين)
|4=[[مؤتلفات (طائفة)|مئويات الحدائق]]}}
|label3=[[كلابيات القرون|الكلابيات]]
|3={{كلاد
|1=[[عنكبيات|العنكبيات]] ([[عنكبوت|العناكب]]، [[عقرب|العقارب]] وأقرباؤها)
|2=[[عريضات الأجنحة]] (العقارب البحرية: منقرضة)
|3=[[سيفيات الذيل]] (سرطانات الحدوة)
|4=[[عنكبوت البحر|العنكبيات البحرية]] (العناكب البحرية)}}
|4=[[مفصليات ثلاثية الفصوص|ثلاثيات الفصوص]] (منقرضة)
}}|style=font-size:90%;line-height:75%}}
|-
|
شجرة [[علم الوراثة العرقي]] لمفصليات الأرجل وأقاربها<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://www.tolweb.org/Arthropoda
| العنوانعنوان = Tree of Life Web Project. Version 1 January 1995 (temporary) of Arthropoda
| السنةسنة = 1995
| الناشرناشر = Tree of Life Web Project
| تاريخ الوصول = 9 May 2009
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20190225013316/http://tolweb.org/Arthropoda/ | تاريخ الأرشيفأرشيف = 25 فبراير 2019 }}</ref>
|}
الحشرات أول [[حيوان|الحيوانات]] التي ظهرت فوق سطح الأرض منذ حوالي 435 مليون سنة وهي بهذا تعتبر أولى الحيوانات الطائرة فقد ظهرت قبل [[زواحف مجنحةتيروصور|الزواحف المجنحة]] بحوالي 204 مليون سنة. إن علاقة الحشرات بالمجموعات الأخرى من الحيوانات تبقى غير واضحة، وقد كانت تصنّف عادة بأنها من أقارب [[دودة ألفية الأرجل|الديدان الألفية]] [[دودةحريشة مئوية(مفصليات)|والمئوية]]، إلا أن بعض الأدلة أظهرت مؤخرا أنها أقرب إلى [[قشريات|القشريات]] من طائفة [[كثيرات الأرجل]] (أم أربع وأربعين وأقربائها) حيث تتشارك معها في سلف مشترك، وبذلك يمكن القول أنه وفقا لهذه النظرية فإن الحشرات بالإضافة للأنواع المختلفة من القشريات تشكل [[فرع حيوي|فرعا حيويّا]].<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://www.palaeos.com/Invertebrates/Arthropods/Pancrustacea.html
| العنوانعنوان = Palaeos invertebrates:Arthropoda
| التاريختاريخ = 2002-05-03
| الناشرناشر = Palaeos Invertebrates
| تاريخ الوصول = 2009-05-06
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20100522024118/http://www.palaeos.com:80/Invertebrates/Arthropods/Pancrustacea.html | تاريخ الأرشيفأرشيف = 22 مايو 2010 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>
 
يُخطئ كثير من العامّة إجمالا حيث يعتقدون أن بعض أنواع [[مفصليات الأرجل|المفصليات]] الأخرى من شاكلة الديدان المئوية، الديدان الألفية، [[عنكبوت|العناكب]]، [[عقرب|والعقارب]] هي من الحشرات بما أن شكل جسدها الخارجي متشابه، فجميعها تمتلك [[هيكل خارجي (توضيح)|هيكلاً خارجياً]] ملتحماً ببعضه (وكذلك الحال بالنسبة للأنواع الأخرى من المفصليات)، إلا أنه عند فحصها عن قرب تظهر علامات الاختلاف الواضحة وأبرزها أن هذه الأنواع لا تمتلك ستّ أرجل كما الحشرات البالغة.<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://dml.cmnh.org/1994Oct/msg00116.html
| العنوانعنوان = Evolution of insect flight
| التاريختاريخ = 1994-10-25
| الناشرناشر = Malcolm W. Browne
| تاريخ الوصول = 2009-05-06
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20170129100150/http://dml.cmnh.org/1994Oct/msg00116.html | تاريخ الأرشيفأرشيف = 29 يناير 2017 }}</ref> إن تاريخ سلالات المفصليات لا يزال حتى اليوم موضوع جدل ونقاش بين العلماء. وفي عام [[2008]] قام الباحثون في جامعة توفتس الواقعة قرب [[بوسطن]] [[الولايات المتحدة|بالولايات المتحدة]]، قاموا بكشف النقاب عمّا يعتقدون أنه أقدم أحفور لحشرة طائرة في العالم، وهي عينة تبلغ من العمر 300 مليون سنة، أي تعود [[الكربونيالعصر الفحمي|للعصر الكربوني]].<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://newswise.com/articles/view/545296/
| العنوانعنوان = Researchers Discover Oldest Fossil Impression of a Flying Insect
| الناشرناشر = Newswise
| تاريخ الوصول = 2008-19-20
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20181106232942/https://www.newswise.com//articles/view/545296/ | تاريخ الأرشيفأرشيف = 6 نوفمبر 2018 }}</ref>
[[ملف:Insect_antennae_comparison.jpg|يمين|تصغير|أدّى التطور إلى ظهور أشكال مختلفة من قرون الاستشعار عند أنواع متعددة من الحشرات.]]
إن أقدم [[مستحثاتمستحاثة|المستحثات]] الواضح أنها تعود لحشرة تمّ العثور عليها في [[رسوب|ترسبات]] تعود [[عصرالعصر ديفونيالديفوني|للعصر الديفوني]]، وقد بلغ عمر هذا الأحفور 396 مليون سنة وقد أطلق عليه اسم "حجر صوّان رايني"<ref>{{Cite journal|المؤلفمؤلف=Rice, C. M., Ashcroft, W. A., Batten, D. J., Boyce, A. J., Caulfield, J. B. D., Fallick, A. E., Hole, M. J., Jones, E., Pearson, M. J., Rogers, G., Saxton, J. M., Stuart, F. M., Trewin, N. H. & Turner, G.|السنةسنة=1995|العنوانعنوان=A Devonian auriferous hot spring system, Rhynie, Scotland|journalصحيفة=Journal of the Geological Society, London|volumeالمجلد=152|الصفحاتصفحات=229–250|doi=10.1144/gsjgs.152.2.0229}}</ref> تيمنا بقرية رايني الاسكتلندية التي عثر عليه بالقرب منها؛ وتُعرف الحشرة التي وجدت به بالاسم اللاتيني "Rhyniognatha hirsti". وكان هذا النوع من الحشرات يمتلك فكا سفليا ذا قسمين، وهي ظاهرة تظهر عند الحشرات المجنحة مما يفترض بأن الأجنحة عند الحشرات كانت قد تطورت وظهرت في تلك الفترة، وهذا يعني أن الحشرات المجنحة ظهرت قبل ذلك بفترة على الأرجح، أي في [[عصر سيلوري|العصر السيلوري]].<ref name="مولد تلقائيا2">{{Cite journal|المسارمسار=http://www.nature.com/nature/journal/v427/n6975/full/nature02291.html|الأخير=Engel|الأول=Michael S.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=David A. Grimaldi|السنةسنة=2004|العنوانعنوان=New light shed on the oldest insect|journalصحيفة=Nature|volumeالمجلد=427|الصفحاتصفحات=627–630|doi=10.1038/nature02291}}</ref>
 
إن أصل تطوّر مقدرة الطيران عند الحشرات لا تزال غامضة، بما أن أقدم الحشرات المجنحة المعروفة حاليا يظهر بأنها كانت طيّارة ماهرة؛ مما يعني أن الطيران تطوّر قبل ذلك بفترة طويلة. كانت بعض فصائل الحشرات [[الانقراضانقراض|المنقرضة]] تمتلك زوجا إضافيا من الجنيحات المتصلة بالقسم الأول من الصدر، مما كان يجعل عدد أزواج أجنحتها ثلاثة، وحتى اليوم ليس هناك من دليل يدعم القول بأن الحشرات كانت مجموعة ناجحة من الحيوانات قبل أن تتطوّر وتظهر أجنحتها.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=[[David Grimaldi|Grimaldi, D.]] and [[ميخائيل إنجل]]|العنوانعنوان=Evolution of the Insects|السنةسنة=2005|الناشرناشر=[[مطبعة جامعة كامبريدج]]|الرقم المعياري=0-521-82149-5}}</ref>
 
كانت رتب الحشرات المختلفة في أواخر [[الكربونيالعصر الفحمي|العصر الكربوني]] [[عصرالعصر برميالبرمي|والعصر البرمي]] تضم العديد من الرتب التي لا تزال حيّة اليوم بالإضافة للعديد من الأشكال البائدة، وخلال هذه الفترة كان لبعض الأشكال الشبيهة [[يعسوب|باليعسوب]] باع جناحين يصل لما بين 55 و 70 سنتيمترا (22 - 28 بوصة) مما يجعلها أكبر من أي فصيلة حشرات اليوم. يُفترض أن هذه الضخامة في الحجم تُعزى إلى نسبة [[أكسجين|الأكسجين]] المرتفعة في الجو التي سمحت بزيادة فعالية التنفس مقارنة باليوم؛ ويُعتقد أن عدم وجود أنواع أخرى من اللافقاريات الطائرة كان سببا آخر سمح لهذه الحشرات بالنمو والازدهار.
 
تطوّرت معظم رتب الحشرات الحاليّة خلال العصر البرمي الذي بدأ منذ حوالي 270 مليون عام، وقد انقرضت كثيرٌ من المجموعات الأولى من الحشرات خلال [[انقراض العصر البرمي الترياسي-الثلاثي|حدث الانقراض في العصرين البرمي - الثلاثي]]، وهو أضخم انقراض جماعي حدث بتاريخ [[الأرض]]، منذ حوالي 252 مليون سنة.<ref name="History of Insects">{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=[[Alex Rasnitsyn|Rasnitsyn, A.P.]] and Quicke, D.L.J.|العنوانعنوان=History of Insects|السنةسنة=2002|الناشرناشر=[[سبرنجر]]|الرقم المعياري=1-4020-0026-X}}</ref>
 
وقد ظهرت رتبة [[غشائيات الأجنحة]]، الناجحة بشكل ملحوظ، خلال [[عصر طباشيري|العصر الطباشيري]] ولكنها تنوّعت بهذا الشكل منذ فترة قصيرة نسبيا بالنسبة لعمر الأرض، خلال [[حقبة الحياة الحديثة|حقبة السينوزوي]]. وقد تطور عدد آخر من مجموعات الحشرات الناجحة بالتزامن مع تطور [[نباتاتكاسيات مزهرةالبذور|النباتات المزهرة]]، وتعتبر هذه صورة واضحة عن [[تطور متشارك|التطور المتشارك]] أي عندما يتطوّر مخلوق حي بعد أن يتطوّر مخلوق آخر يعتمد عليه في بقائه.<ref name="Biology-coevolution">{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://biology.clc.uc.edu/courses/bio303/coevolution.htm
| العنوانعنوان = Coevolution and Pollination
| التاريختاريخ = 2005-03-29
| الناشرناشر = University of Cincinnati
| تاريخ الوصول = 2009-05-09
| المؤلفمؤلف = J. Stein Carter
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20151104175702/http://biology.clc.uc.edu/courses/bio303/coevolution.htm | تاريخ الأرشيفأرشيف = 4 نوفمبر 2015 }}</ref>
 
تطوّرت كثير من أجناس الحشرات الحاليّة خلال حقبة السينوزوي، وكثيرًا ما يُعثر على فصائل من هذه الفترة محفوظة بشكل جيّد في عينات متحجرة من [[عنبر|العنبر]]، ويبلغ من مدى جودة هذه العينات أنه يمكن مقارنتها مع الفصائل الحالية. وتسمّى دراسة الحشرات المتحجرة "علم الحشرات القديمة" {{لات|paleoentomology}}.
 
=== التطور المتشارك ===
كانت الحشرات من أوائل [[عواشبحيوانات عاشبة|العواشب]] الأرضيّة التي اقتاتت على النبات، وقد لعبت بهذا دورا في النشوء النوعي لبعض الفصائل.<ref name="Biology-coevolution" /> فقد طوّرت النباتات بعض وسائل الدفاع الكيميائية لتحمي نفسها من الحشرات، وبدورها قامت الحشرات بتطوير آليات معينة كي لا تتأثر [[سم|بسموم]] النبات، فالكثير من الحشرات يستخدم هذه السموم ليحمي نفسه من مفترسيه، ومثل هذه الحشرات يعلن عن سميّته بواسطة ألوان تحذيرية،<ref name="مولد تلقائيا1">{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://biology.clc.uc.edu/courses/bio303/coevolution.htm
| العنوانعنوان = Coevolution and Pollination
| التاريختاريخ =
| العملعمل =
| الناشرناشر = University of Cincinnati
| تاريخ الوصول = 2009-05-09
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20151104175702/http://biology.clc.uc.edu/courses/bio303/coevolution.htm | تاريخ الأرشيفأرشيف = 4 نوفمبر 2015 }}</ref> كما ولجأت بعض الحشرات إلى النباتات لتحمي نفسها بطريقة مختلفة حيث تطوّرت لتشبه أوراق الزهور أو الأشجار أو حتى الأغصان كي تحمي نفسها من الضواري، ويُعرف هذا الأسلوب باسم "أسلوب التقليد" أو "التشبّه". أدّت هذه العلاقة بين النباتات والحشرات إلى تطوّر فصائل متعددة ومعقدة بشكل متشارك. وتعتبر بعض العلاقات بين النبات والحشرات مفيدة لكلا الطرفين (مثل [[تلقيح (توضيح)|التلقيح]] حيث تُلقّح النبتة وتأخذ الحشرة كفايتها من الغذاء)، وقد أدى التطور المتشارك إلى ظهور بعض [[تكافل تبادليتقايض|التكافلات التبادلية]] الخاصة جدّا في هكذا علاقة.
 
== التصنيف العلمي ==
سطر 103:
| colspan="3" style="background:#ECF4ED" |
{| class="collapsible collapsed" style="float:left; background:Transparent;"
![[عتيقات الفك|أحاديات اللقمة]]
|-
| style="border-top: 1px solid black;" |-[[عتيقات الفك]] <small>- 470</small>
سطر 111:
| colspan="2" style="background:#ECF4ED" |
{| class="collapsible collapsed" style="float:right; background:Transparent;"
![[لاجناحيات|اللاجناحيات]]
|-
| style="border-top: 1px solid black;" |-[[هدبيات الذيل]]<small><200 </small>
سطر 121:
| style="background:#ECF4ED" |
{| class="collapsible collapsed" style="float:right; background:Transparent;"
![[قديمة الأجنحة|قديمات الأجنحة]]
|-
| style="border-top: 1px solid black;" |-[[ذباب مايو|جناحيات يومية]]<small>- 2,500–<3,000</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[يعسوبيات]]<small>- 6,500 </small>
سطر 134:
| style="border-top: 1px solid black;" |-[[صرصوريات]]<small> – 3,684–4,000</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[خنافس|غمديات الأجنحة]]<small> – 360,000–400,000</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[أبو مقص (حشرة)|جلديات الأجنحة]]<small> – 1,816</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[ذوات الجناحين]]<small> – 152,956</small>
سطر 148:
|<nowiki>-</nowiki>[[حرشفيات الأجنحة]]<small> – 174,250</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[فرس النبي (حشرة)|سرعوفيات]]<small> – 2,200</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[طويلات الأجنحة]]<small> – 481</small>
سطر 154:
|<nowiki>-</nowiki>[[كبيرات الأجنحة]]<small> – 250–300</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[عرقيات الأجنحة|عصبيات الأجنحة]]<small> – 5,000</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[خلفيات الأجنحة]]<small> – 30</small>
سطر 160:
|<nowiki>-</nowiki>[[مستقيمات الأجنحة]]<small> – 24,380</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[شبحيات (رتبةحشرات)|شبحيات]]<small> – 2,500–3,300</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[قمليات]]<small> – 3,000–3,200</small>
سطر 168:
|<nowiki>-</nowiki>[[محكات الأجنحة]]<small> – 5,500</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[الذباب الأفعواني|إبريات الأجنحة]]<small> – 210</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[برغوثيات|خافيات الأجنحة]]<small> – 2,525</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[ملتويات الأجنحة]]<small> – 596</small>
سطر 176:
|<nowiki>-</nowiki>[[هدبيات الأجنحة]]<small> – 5,000</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[ذباب القمص|شعريات الأجنحة]]<small> – 12,627</small>
|-
|<nowiki>-</nowiki>[[سلبوجيات]]<small> – 28</small>
سطر 184:
|
{{وصلة إنترويكي|المخطط التشعيبي|Cladogram}} لمجموعات الحشرات الحية،<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://www.tolweb.org/Insecta/8205
| العنوانعنوان = Insecta
| السنةسنة = 2002
| الناشرناشر = Tree of Life Web Project
| تاريخ الوصول = 12 May 2009
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20190402093445/http://www.tolweb.org/Insecta/8205 | تاريخ الأرشيفأرشيف = 2 أبريل 2019 }}</ref> مع عدد الأنواع لكل مجموعة.<ref name="number">{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Erwin, Terry L.|السنةسنة=1997|العنوانعنوان=Biodiversity at its utmost: Tropical Forest Beetles|الصفحاتصفحات=27–40}} In: {{مرجع كتاب|editor1=Reaka-Kudla, M. L.|editor2=Wilson, D. E.|editor3=Wilson, E. O.|العنوانعنوان=Biodiversity II|الناشرناشر=Joseph Henry Press, Washington, D.C.}}</ref> [[لاجناحيات|اللاجناحيات]]، [[قديمة الأجنحة|قديمات الأجنحة]]، [[خارجيات الأجنحة|وخارجيات الأجنحة]] هي ربما مجموعات [[شبه عرق|شبه عرقية]].
|}
 
كان التصنيف العلمي الأساسي يعدّ بأن قسم [[سداسيات الأرجل]] يتألف من أربع مجموعات رئيسيّة هي: الحشرات، [[قافزات الذيل|قفازة الذيل]]، [[سمك فضي ذو شوكتين|السمك الفضي ذي الشوكتين]]، [[مخروطية الرأس|ومخروطية الرأس]]، حيث كانت المجموعات الثلاثة الأخيرة تُصنف على أنها تنتمي لمجموعة "[[داخليات الفك|داخلية الفك]]" ([[اللغةلغة اللاتينيةلاتينية|باللاتينية]]: Entognatha) نظرا لأن أجزاء فمها داخليّة. وقد تغيّر هذا التصنيف بشكل كبير خصوصا بعد تقدّم طرق دراسة تطوّر الحيوانات حيث أصبح بالإمكان تحديد أسلافها بشكل أكثر دقة، بالإضافة لتطور الدراسات في [[علم الوراثة]]. وقد ظهرت إحدى النظريات مؤخرا التي تفترض أن سداسيات الأرجل [[متعددة العرق|متعددة الأعراق]]، حيث يظهر أن مجموعة داخلية الفك تمتلك مسارا تطوريّا مختلفا عن ذاك الخاص بالحشرات.<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://www.kendall-bioresearch.co.uk/class.htm
| العنوانعنوان = Classification of Insect
| السنةسنة = 2009
| تاريخ الوصول = 2009-05-09
| المؤلفمؤلف = David A. Kendall
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20180701074128/http://www.kendall-bioresearch.co.uk:80/class.htm | تاريخ الأرشيفأرشيف = 1 يوليو 2018 }}</ref>
 
يمكن تقسيم قسم خارجيات الأجنحة التطور ([[اللغةلغة اللاتينيةلاتينية|باللاتينية]]: exopterygote) من [[حديثات الأجنحة|حديثة الأجنحة]] (باللاتينية: Neoptera) إلى [[مفصليات الأجنحة]] (باللاتينية: Orthopteroida) [[نصفيات الأجنحة|ونصفيات الأجنحة]] (باللاتينية Hemipteroida)، كما يمكن أن تُسمّى خارجيات الأجنحة العليا وخارجيات الأجنحة الدنيا. يوجد حوالي 5,000 نوع ضمن رتبة الرعاشات (باللاتينية: Odonata)، و2,000 نوع من [[سرعوففرس النبي (حشرة)|السراعيف]]، و 20,000 نوع من [[جندب|الجنادب]] وأقربائها، 170,000 من [[قشرياتحرشفيات الأجنحة|الفراشات والعث]] و 120,000 من [[ثنائياتذوات الأجنحةالجناحين|الذباب]] و 82,000 من [[نصفيات الجناحالأجنحة|البق حقيقي]] و 360,000 نوع من [[خنفساءخنافس|الخنافس]]، و 110,000 من [[غشائيات الأجنحة|النحل والنمل]].
 
وبما أن معظم التصنيفات العلمية القديمة للشعب المختلفة قد ظهرت الآن بانها متعددة العرق في الواقع، فإنه من الأفضل عند تصنيف الحشرات تجنب استعمال كلمات مثل: [[طائفة (تصنيف)|طائفة]]، [[رتبة (تصنيف)|فوق رتبة]]، [[رتبة (تصنيف)|وتحت رتبة]]، والتركيز على الصفوف عوضا عن ذلك. تمثل القائمة التالية أفضل التجميعات العلميّة للحشرات التي تم الاتفاق عليها.<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://www.tolweb.org/Insecta/8205
| العنوانعنوان = Insecta
| السنةسنة = 2002
| العملعمل =
| الناشرناشر =
| تاريخ الوصول = 2009-05-12
| المؤلفمؤلف = Tree of Life Web Project
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20190402093445/http://www.tolweb.org/Insecta/8205 | تاريخ الأرشيفأرشيف = 2 أبريل 2019 }}</ref>
 
علامة † تفيد بأن هذه الشعبة منقرضة.
سطر 226:
'''تحت صف:''' [[جناحيات|الجناحيات]] Pterygota
 
* '''الشُعيبة:''' "[[قديمة الأجنحة|قديمات الأجنحة]] Paleoptera " ([[شبه عرق]])
 
:: '''الرتب'''
:* [[ذباب مايو|جناحيات يومية]] Ephemeroptera (ذباب أيار أو ذباب مايو)
 
[[ملف:Rhithrogena_germanica_subimago_on_Equisetum_hyemale.jpg|تصغير|ذبابة مايو أو ذبابة أيار.]]
 
:* [[سداسيات أجنحة عتيقة]] Palaeodictyoptera - †
:* [[كبيرات الأجنحة|ضخمة الأجنحة]] Megasecoptera - †
:* [[يعسوبيات قديمة]] Archodonata - †
:* [[شفافة الأجنحة]] Diaphanopterodea - †
:* [[يعسوبيات قديمة|يعسوبيات بدائية]] Protodonata - †
 
[[ملف:Aust_blue_dragonfly02.jpg|تصغير|يعسوب أبو مقص الأزرق.]]
سطر 255:
:* [[مطويات الأجنحة]] Plecoptera (ذباب الحجر)
:* [[رشيقات الأجنحة]] Embioptera (ناسجات الشبك)
:* [[سلبوجيات|نقيات الأجنحة]] Zoraptera (حشرات ملائكية)
:* [[ديرمابتيرا]] Dermaptera (أبو مقص)
::: ''' أورثوبتيرويديا ''' Orthopteroidea
:* [[مستقيمات الأجنحة]] Orthoptera ([[الجندب]]، [[جرادة (حشرة)|الجراد]]، [[الجداجد]])
:* [[شبحيات (رتبةحشرات)|شبحيات]] Phasmatodea ([[شبحيات (حشرات)|حشرات عصوية]])
::: '''شبكيات الأجنحة''' Dictyoptera
:* [[صرصور (جنس)|الصرصوريات]] Blattodea ([[صرصور (جنس)|الصراصير]])
:* [[أرضة|متساوية الأجنحة]] Isoptera ([[أرضة|النمل الأبيض]])
 
[[ملف:Zorak-Mantis.png|تصغير|سرعوف صيني.]]
 
:* [[فرس النبي (حشرة)|سرعوفيات]] Mantodea (السراعيف أو أفراس النبي)
::: '''شبه جديدات الأجنحة''' Paraneoptera
:* [[محكات الأجنحة]] Psocoptera (قمل الكتب وقمل اللحاء)
:* [[هدبيات الأجنحة]] Thysanoptera (ماصّات النسغ)
:* [[قمليات|قمليات لاجناحية]] Phthiraptera ([[قمليات|قمل]])
:* [[نصفيات الأجنحة|نصفية الأجنحة]] Hemiptera (البق الحقيقي)
 
* '''الرُتيبة:''' [[داخليات الأجنحة]] Endopterygota
 
:: '''الرتب'''
:* [[غشائيات الأجنحة]] Hymenoptera ([[نمل|النمل]]، [[نحل|النحل]]، [[زنبور|الزنابير]]، [[دبورزنبار|والدبابير]])
 
[[ملف:European_wasp_white_bg.jpg|تصغير|زنبور السترة الصفراء أو الزنبور الألماني.]]
 
:* [[خنافس|غمديات الأجنحة]] Coleoptera (الخنافس)
:* [[مفتولات الأجنحة]] Strepsiptera (طفيليات مفتولة الأجنحة)
::: '''عصبيات الأجنحة''' Neuropteroidea
:* [[الذباب الأفعواني|إبريات الأجنحة]] Raphidioptera (ذباب أفعواني)
:* [[كبيرات الأجنحة]] Megaloptera ([[ذبابة ألدر]])
:* [[شبكيات الأجنحة]] Neuroptera
::: '''طوية الأجنحة''' Mecopteroidea
:* [[طويلات الأجنحة]] Mecoptera (ذباب العقرب، الذباب المتدلّي)
:* [[برغوثيات|خافيات الأجنحة]] Siphonaptera ([[برغوث]])
:* [[ذوات الجناحين|ثنائيات الأجنحة]] Diptera ([[ذبابة|الذباب الحقيقي]])
 
[[ملف:Syrphid_fly_on_Grape_hyacinth.jpg|تصغير|ذبابة حوّأمة على ثمار عنب بري.]]
سطر 295:
:* [[ثنائيات أجنحة بدئية]] Protodiptera †
::: '''أمفيسمينوبتيرا''' Amphiesmenoptera
:* [[ذباب القمص|مشعرات الأجنحة]] Trichoptera ([[ذبابة كاديس]])
:* [[حرشفيات الأجنحة]] Lepidoptera ([[فراشة|الفراشات]]، [[عثة|العث]]، والخنافس المطقطقة)
:* [[غلوسيليتروديا]] Glosselytrodea †
:* [[ميوموبتيرا]] †Miomoptera
 
يمكن تقسيم الحشرات إلى مجموعتين كان كل منهما في الماضي يعدّ أنه [[طائفة (تصنيف)|تحت طائفة]]، وهاتان المجموعتان هما: اللاجناحيات ([[اللغةلغة اللاتينيةلاتينية|باللاتينية]]: Apterygota) والجناحيات (باللاتينية: Pterygota). تتألف مجموعة اللاجناحيات من رتبتين بدائيتين هما [[هلبية الذيل|هلبيّة الذيل]] (باللاتينية: Archaeognatha) [[سمكة فضية|والسمك الفضي]] (باللاتينية: Thysanura). تشكّل هلبيّة الذيل مجموعة "أحادية اللقمة" (نتوء خارجي من المفصل)، بينما تعتبر الأسماك الفضية والحشرات المجنحة "ثنائية اللقمة". إلا أن اعتبار السمك الفضي من المجموعة الثانية ليس سوى مجرّد افتراض، إذ أن هناك مجموعة أخرى تعتبر مجموعة "شقيقة" للأسماك الفضيّة وتنتمي لثنائية اللقمة، مما يُفيد بأن السمك الفضي المماثل لهذه المجموعة قد يشاركها هذه الصفات، وتسمّى تلك المجموعة باللاتينية: Lepidotrichidae.
 
تتألف مجموعة الجناحيات من رتبتين أساسيتين هما: جديدات الأجنحة (باللاتينية: Neoptera) وقديمات الأجنحة (باللاتينية: Paleoptera)، ويُفرّق بينهما عن طريق أن المجموعة الأولى تمتلك أغشية صلبة [[جهاز عضلي|وجهاز عضلي]] يسمح بطيّ الأجنحة بشكل مسطح فوق البطن. ويمكن تقسيم جديدات الأجنحة أيضا إلى مجموعتين هما نصف استقلابية الدم (متعددات جديدات الأجنحة وشبه جديدات الأجنحة) وكاملة استقلاب الدم، وقد أُثبت أن توضيح أي علاقة رتبويّة بداخل مجموعة المتعددات جديدات الأجنحة أمر غاية في الصعوبة. وقد تمّ اقتراح دمج بعض المجموعات مع بعضها،<ref>Terry, M. D. and M. F. Whiting. 2005. Mantophasmatodea and phylogeny of the lower neopterous insects. Cladistics 21(3): 240-257</ref> نظرا لاعتقاد بعض العلماء أنها تشكل مجموعة واحدة كما في حالة مجموعة الحشرات العصوية والسراعيف <ref>Lo, N., G. Tokuda, H. Watanabe, H. Rose, M. Slaytor, K. Maekawa, C. Bandi, and H. Noda. 2000. Evidence from multiple gene sequences indicates that termites evolved from wood-feeding cockroaches. Current Biology 10(13):801-804.</ref> حيث اقتُرح أن يدمج كل منهما مع مجموعة أخرى، كما وقد تمّ دمج بعض المجموعات فعلا بعد أن أظهرت الدراسات الجينية الحديثة مدى قربها من بعضها، وقد أدى ذلك إلى وضع تصنيف جديد لتلك المجموعة.<ref>Johnson, K. P., Yoshizawa, K. and V. S. Smith. 2004. Multiple origins of parasitism in lice. Proceedings of the Royal Society of London 271: 1771-1776.</ref>
سطر 307:
 
== أنواع الحشرات ==
وجد علماء الحشرات أن عدد الحشرات في الميل المربع يعادل عدد الإنسان فوق [[أرضبر|الأرض]] حيث يوجد ملايين الأنواع منها، ويكتشفون سنويًا من 7 إلى 10 آلاف نوع جديد. ويقدر بعض العلماء الأعداد التي لم تكتشف منها حتى الآن حوالي 10 ملايين نوع حيث يصادفون منها كل عام حشرات جديدة مدهشة.
 
[[ملف:Arthro_characters.jpeg|يسار|تصغير|150x150بك| المواصفات المشتركة لشعبة المفصليات.]]
سطر 319:
و تضم شعبة المفصليات بالإضافة للحشرات :
 
* [[قشريات|القشريات]]: [[قريدس|كالقريدس]] (الجمبري) [[كركند|والكركند]] [[سرطان|والسرطان]] (السلطعون).
* [[عنكبيات|العنكبيات]]: [[عنكبوت|كالعناكب]] [[عقرب|والعقارب]] [[القملقمليات|والقمل]]، وكلها لا تعتبر حشرات لأن لها 8 أرجل وجسمها مقسم إلى جزئين وليس ثلاثة كما في الحشرات، والكثير من الناس يُخطئون ويعدّون أن هذه المخلوقات هي في الواقع حشرات وذلك عائد للشبه الكبير بينها ولأنها تمتلك بعض الخصائص والمواصفات المشتركة.
 
ونظراً للأعداد الكبيرة المتضمنة والرتب الكثيرة المختلفة التي تصنف بها هذه الحشود من الحشرات، ففي العادة يتم وصف بعض المجموعات الهامة الكبيرة منها، وهذه المجموعات هي:
سطر 327:
{{مفصلة|خنفساء}}
[[ملف:Dungbeetle.jpg|يسار|تصغير|150x150بك|خنفسة الجعران أو خنفساء الروث.]]
تشكل الخنافس أكبر مجموعة من الحشرات بما يقارب 300 ألف نوع مختلف، ويمكن مقارنتها مع [[فقاريات|الحيوانات الفقارية]] [[سمكةسمك|كالأسماك]] [[برمائيات|والبرمائيات]] [[زواحف|والزواحف]] [[طيورطائر|والطيور]] [[ثدييات|والثدييات]] التي يبلغ مجموعها فقط 43,000 نوع. وأكثر الصفات الملحوظة في الخنافس هي زوج الأغشية الجناحية الذي تطور من الزوج الأول من الأجنحة، ولا تقوم هذه الأكياس الجناحية مقام الزوج الثاني الرقيق فقط وإنما تعمل أيضا على حماية غالبية البطن.<ref>موسوعة الحيوان، دار قتيبة، صفحة 81</ref> تعتبر [[خنفساءخنافس|الخنافس]] أنجح الكائنات على سطح [[الأرض]] لأنها تتلاءم مع أي بيئة، فالبعض منها له القدرة على امتصاص الرطوبة من الجو بواسطة أجنحتها لتحتفظ بمياهها مما يجعلها تسير في [[صحراء|الصحراء]] حيث الرطوبة نادرة. وبعضها يمكنه العيش تحت الماء لأنها تخزن الهواء بأجنحتها. ويوجد أنواع من [[خنفساءخنافس|الخنافس]] التي تعيش على روث البهائم أو أجزاء معينة من النباتات والحيوانات الميتة، وبالإجمال يمكن القول أن الأنواع المختلفة من الخنافس تتغذى على كل مادة غذائية يمكن تصورها. ولهذا فليس مستغربا أن توجد الخنافس في شتى أنحاء العالم وفي معظم نماذج المساكن نظرا لتنوع غذائها. وبعض [[خنفساءخنافس|الخنافس]] قرون الاستشعار عندها أطول من جسمها. ومعظم [[خنفساءخنافس|الخنافس]] إما سوداء أو بنيّة اللون وكثير منها لونه أحمر أو أزرق أو أخضر أو خليط من الألوان.
[[ملف:Ladybird.jpg|يمين|تصغير|200x200بك|الدعسوقة.]]
ومن أشهر أنواع الخنافس [[دعسوقة|الدعسوقة]] التي تتواجد في كل قارة مأهولة وتشكل مجموعة هامة جدا من الضواري. وتُقدّر هذه الحشرات لإتلافها [[من (توضيح)|المن]] [[سوسة (توضيح)|والسوس]] الذي يضر بالمزروعات، فهي تفترسها بكميات هائلة، وقد أصبحت تربى في المزارع خاصة لتباع إلى أصحاب البساتين الذين يقدّرون مساعدتها في القضاء على الحشرات المؤذية لمحاصيلهم. وقد بلغ من شدة تقدير [[إنسان|البشر]] لهذه الحشرات أن قامت حكومات بعض الدول بإطلاق سراح العديد منها في الأراضي الزراعية، كما فعلت [[الولايات المتحدة]] عندما أطلقت عدة ملايين منها في مزارع [[برتقال|البرتقال]] في ولاية [[كاليفورنيا]].<ref>موسوعة الحيوان، دار قتيبة، صفحة 81 - 82</ref>
[[ملف:Goliathus_goliatus_dos.jpg|يسار|تصغير|187x187بك|الخنفساء العملاقة أو خنفساء جالوت.]]
تضّم رتبة الخنافس إحدى أكبر أنواع الحشرات الحاليّة، وتُعرف الخنافس الكبيرة الحجم باسم الجعل في [[اللغة العربية]]. وخنافس الجعل مشهورة بألوانها الرائعة وحجمها الكبير ومساعدتها القيمة في طمر الروث، حيث تطمره بعد أن تعالجه ليصبح بشكل كرات ليكون مخزونا غذائيا لصغارها، وهذا العمل أيضا يساعد على إخصاب التربة بوضوح. وأكبر الخنافس في العالم هي الخنافس العملاقة أو [[خنفساء جالوت]] الإفريقية التي قد يصل طولها إلى 10 سننتيمترات، ويليها في الضخامة [[خنفساء كركدنية|خنافس الكركدن]] الغريبة الشكل التي قد ينمو قرنها الأمامي ليصبح طوله 5 سنتميترات.<ref>موسوعة الحيوان، دار قتيبة، صفحة 82</ref>
سطر 341:
يمكن تمييز هذه المجموعة الكبيرة والهامة من جميع الحشرات الأخرى حيث أن لها زوجا واحدا من الأجنحة، أما الزوج الثاني فقد تضائل ليصبح جهاز توازن شبيه بالعصا. ويعدّ [[بعوضة|البعوض]] بفصائله المختلفة من أشهر أعضاء هذه المجموعة، وهو مشهور بعضته المؤلمة والمثيرة للحساسية، ويختص ذكر البعوض بالتغذي على رشف [[نبات|النباتات]] [[رحيق|والرحيق]]، وهكذا فإن الإناث وحدها هي التي تمتص [[دم|دماء]] الحيوانات. وبالرغم من أن عضّة البعوض ليست مزعجة وأن الجرح بحد ذاته ليس خطيرا، إلا أن الخطر يكمن في إمكانية تأثر الضحية بمرض ما عندما تحقن البعوضة [[لعاب|لعابها]] فيه؛ [[حمى صفراء|فالحمى الصفراء]] [[ملاريا|والملاريا]] معروفتان بشدة الخطورة وتنتقل أعراضهما عن طريق عضة البعوضة.<ref name="موسوعة الحيوان، دار قتيبة، صفحة 83" />
 
أما [[ذبابة المنزل|ذباب المنزل]] وأقرباؤه، فتتغذى على سلسلة واسعة من غذاء [[إنسان|الإنسان]] والمواد التالفة. فاليرقات والعذراوات منها، وبعكس يساريع الفراشات، ليس لها [[عضلة|عضلات]] ونظرا لعدم تميزها في التغذي على الروث والجيفة وطعام الإنسان، فإن ذباب المنزل ينشر أمراضا بنقل [[بكتيريا|البكتيريا]] إما بجزء فمها الخاص بالمسح أو بأرجلها. ومن أقارب ذباب المنزل التي تسبب إزعاجا للإنسان [[ذبابة زجاجية خضراء|الذباب الزجاجي الأخضر]] الذي يعدّ آفة زراعية، [[ذبابة زجاجية زرقاء|والذباب الزجاجي الأزرق]] الذي يسبب حساسية لجلد الإنسان عندما يهبط عليه، [[ذبابة تسي تسي|وذبابة تسي تسي]] التي تنقل [[داء المثقبيات الأفريقي|مرض النوم]] عندما تعض أي مخلوق.<ref name="موسوعة الحيوان، دار قتيبة، صفحة 83" />
 
=== الدبابير، الزنابير، النحل، والنمل ===
{{مفصلة|دبور|زنبور|النحل|النمل}}
[[ملف:European_honey_bee_extracts_nectar.jpg|يسار|تصغير|180x180بك|نحلة العسل الأوروبية.]]
هذه مجموعة كبيرة من الحشرات، تعيش معظمها في مستعمرات حيث تعمل جميعها لفائدتها المتبادلة، فمستعمرة [[نحلة العسل|نحل العسل]] تركز حول الملكة الكبيرة التي تكون مسؤولة عن وضع البيض، بينما تكون وظيفة الذكور هي تلقيح بيوض الملكة، بينما تنفذ بقية المهام الإناث [[العقمعقم|العقيمة]] المجهدة وهي العاملات.<ref>موسوعة الحيوان، دار قتيبة، صفحة 84</ref> وللنمل مستعمرات مشابهة معقدة، غالبا ما تكون أفرادها مختصة؛ وهناك مستعمرات نمل وحشية في بعض أجزاء العالم تتنقل بشكل دائم من مكان إلى آخر، ومثال ذلك [[نمل الجيوش]] في [[أمريكا الجنوبية|أميركا الجنوبية]] [[نمل السفاري|ونمل السفاري]] في [[أفريقيا]]، وهي ضروب [[لواحم]] متوحشة تهاجم أي حيوان حي تصادفه في طريقها. ويبني النمل أعشاشه تحت الأرض غالبا وفي الأشجار اليابسة، ويستخدم البعض منها شكلا خاصا من [[شمع|الشمع]] لبناء خليته؛ كما وتستخدم بعض الزنابير أعشاشا هشة من الخشب الممضوغ، وتبدو المادة الناتجة كأوراق خشنة جافة.<ref>موسوعة الحيوان، دار قتيبة، صفحة 84 - 85</ref>
 
=== القمل والبراغيث ===
{{مفصلة|قمل|برغوث}}
[[ملف:Chorthippus_biguttulus_f_8835.jpg|تصغير|284x284بك|جندب.]]
[[برغوث|البراغيث]] [[قملقمليات|والقمل]] طفيليات تعيش على الجزء الخارجي من جسد مضيفها، وكلا النوعين عديم الأجنحة وتصيب [[ثدييات|الثدييات]] [[طيورطائر|والطيور]] على نحو رئيسي. وتنزع البراغيث للتطفل على الطيور التي تعشش في فتحات الشجر من شاكلة [[نقار الخشب|النقارات]] [[بوقير|والبوقير]]، وعلى الثدييات التي تعيش في الحفر والأوكار، [[الإنسانإنسان|والإنسان]] هو أحد الكائنات الرئيسية القليلة التي تعاني من إصابة البراغيث، والمشكلة في هذا المضمار ليست مجرّد الحساسية الذي تسببه وامتصاص [[دم|الدم]] ولكن إمكانية إصابة المضيف بمرض ما. فوباء [[طاعون|الطاعون]] أو الموت الأسود الذي انتشر في [[أوروبا|أوروبة]] خلال [[العصور الوسطى]] كان قد انتقل عن طريق البراغيث التي حملتها [[جرذ|الجرذان]] المصابة بالمرض، [[تيفوسحمى نمشية|والتيفوس]] يظهر في المجتمعات المزدحمة القذرة ويمكن انتشاره عن طرق القمل.<ref name="موسوعة الحيوان، دار قتيبة، صفحة 85">موسوعة الحيوان، دار قتيبة، صفحة 85</ref>
 
=== الجنادب، الجراد، والصراصير ===
هي مجموعة [[قمامات|قمّامات]] [[عواشبحيوانات عاشبة|وعواشب]] شرهة غالبا ما تسبب أضرارا للبشر الذين يمقتونها إجمالا. [[جندب|فالجندب]] [[جدجد|والجدجد]] حشرات تسكن الحدائق والمروج وهي غالبا لا تسبب ضررا يذكر للإنسان، إلا أن الكثيرين يكرهونها بسبب منظرها المنفر وصوتها (في حالة الجدجد)، أما [[جرادة (توضيح)|الجراد]] فهي حشرات مؤذية ومخربة، تسبب الكوارث وإتلاف المحاصيل الزراعية.
 
[[صرصور|والصراصير]] من أشهر أعضاء هذه المجموعة، إذ أنها تتواجد في جميع المناطق التي يقطنها الإنسان، كما وتشاركه مسكنه حيث توجد بداخل وحول المباني السكنية وتأكل النفايات والأطعمة المخزونة.<ref name="موسوعة الحيوان، دار قتيبة، صفحة 85" />
 
== الغذاء ==
تأكل الحشرات كميات هائلة من الطعام، وكل ماهو من أصل [[نبات|نباتي]] أو [[حيوان|حيواني]] هنالك نوع من الحشرات يغتذي به، فهناك حشرات تأكل [[لحم|اللحم]] [[عظامعظم|والعظام]] [[دم|والدم]] [[ريشريشة (توضيح)|والريش]] [[سجاد|والسجاد]]، كما هنالك حشرات تأكل [[خشب|الخشب]] [[نسغعصارة (توضيح)|ونسغ النبات]] [[ورق|والورق]] [[سيجارة|والسجائر]]. وهذا التباين في أنواع الغذاء يتطلّب تفاوتا في شكل أجزاء الفم، وفي هذا المجال يمكن تصنيف الحشرات إلى ماضغات وماصّات وماسحات.<ref>موسوعة الطبيعة الميسرة، أحمد شفيق الخطيب، مكتبة لبنان، صفحة 47</ref>
[[ملف:Common_brown_robberfly_with_prey.jpg|يمين|تصغير|200x200بك|ذبابة سلاّبة تقتات على طريدتها الذبابة الحوّامة.]]
فالماضغات هي الحشرات التي لها فكان للعض، ولا يختلف شكل الفكين إن كانا لعضّ اللحم أو لعضّ الورق، وعندما تمضغ الحشرة طعامها فإن فكيها يتحركان من جانب لأخر وليس صعودًا ونزولًا. وهناك أجزاء فوهية أخرى تساعد في دفع الطعام إلى داخل الفم، ومن الماضغات أيضًا [[خنفساء أرضية|الخنافس الأرضية]] التي تصطاد صغار الكائنات من التربة فتمزقها بفكيها إربًا إربا، كذلك يتصيد [[يعسوب|اليعسوب]] [[ذبابة|الذباب]] [[بعوضة|والبعوض]] في أثناء طيرانه. وتشكل [[زهرة (توضيح)|الأزهار]] [[بزور|والبزور]] والأوراق [[جذورجذر|والجذور]] طعامًا للماضغات آكلة النبات.<ref name="ReferenceA">موسوعة الطبيعة الميسرة، أحمد شفيق الخطيب، مكتبة لبنان، 1985 صفحة 47</ref>
 
والماصات هي الحشرات الأنبوبية الفم وأبرزها البعوض، فالبعوضة الأنثى تمتلك خرطومًا تغزّه في جسد مضيفها كي تمتص قليلاً من الدماء، كذلك فإن الحشرات التي تغتذي بنسغ النبات لها أجزاء فم ماصّة ذات طرف حاد تغرزه في ساق النبتة. [[عثة|والعث]] [[فراشة|والفراش]] هي أيضًا من الماصات، وخراطيمها طويلة بالضرورة كي يتسنى مدها داخل الأزهار لبلوغ [[رحيق|الرحيق]]، وحينما لا تستعمل الحشرة خرطومها المصاص فإنها تلفه بشكل مرتب أنيق.<ref name="ReferenceA" />
سطر 374:
'''d''' العضلات الطولانية.]]
[[ملف:Tau_Emerald_inflight_edit.jpg|يمين|تصغير|200x200بك|يعسوب تاو الزمرّدي أثناء الطيران.]]
الحشرات هي المجموعة الوحيدة من [[لافقاريات|اللافقاريات]] التي طوّرت القدرة على الطيران، وقد كان موضوع تطوّر أجنحة الحشرات من المواضيع التي أثارت جدلا بين العلماء، فالبعض يفترض بأن الأجنحة ظهرت أولا [[طفرة (أحياء)|كطفرة]] شاذة بينما يرى البعض الآخر أنها لحم متدل معدّل الشكل والخصائص.<ref>{{Cite journal|العنوانعنوان=Hypothesis testing in evolutionary developmental biology: a case study from insect wings|الأخير1=Jockusch|الأول1=EL|الأخير2=Ober|الأول2=KA|journalصحيفة=Journal of Heredity|السنةسنة=2004|الشهرشهر=September|volumeالمجلد=95|issueالعدد=5|الصفحاتصفحات=382–396|doi=10.1093/jhered/esh064|pmid=15388766}}</ref> وفي [[الكربونيالعصر الفحمي|العصر الكربوني]] كان باع الأجنحة لبعض فصائل اليعاسيب العملاقة، المنتمية لجنس الرعاشات العملاقة ([[اللغةلغة اللاتينيةلاتينية|باللاتينية]]: Meganeura)، يصل إلى 50 سنتيمترا (20 بوصة)؛ وقد اكتشف العلماء أن وجود الحشرات العملاقة يرتبط بوجود نسبة عالية من [[أكسجين|الأكسجين]] في الجو، وظهر من بعض ألباب عينات [[جليد|الجليد]] المحفوظة أن نسبة الأكسجين في تلك الفترة كانت تصل إلى 35% وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالنسبة الحالية التي تبلغ 21%، فالجهاز التنفسي لدى الحشرات يتحكم بحجمها ويجعل من المستحيل لها حاليا أن تبلغ هكذا أحجام، أما بحال كانت النسبة أعلى في الجو فإن هذا يسمح لها بأن تنمو لأحجام أكبر.<ref>{{Cite journal|الأخير=Dudley|الأول=R.|السنةسنة=1998|العنوانعنوان=Atmospheric oxygen, giant Paleozoic insects and the evolution of aerial locomotor performance|journalصحيفة=Journal of Experimental Biology|volumeالمجلد=201|issueالعدد=8|الصفحاتصفحات=1043–1050|المسارمسار=http://jeb.biologists.org/cgi/reprint/201/8/1043.pdf}}</ref> إن أضخم الحشرات الحالية أصغر حجما بكثير من تلك [[الانقراضانقراض|المنقرضة]]، وهي تضم عدّة أنواع من العث من شاكلة [[عثة أطلس]] [[عثة الساحرة البيضاء|والساحرة البيضاء]].
 
إن طيران الحشرات يعدّ موضوعا ذا أهمية كبرى بالنسبة للعلماء في مجال [[إيرودينامية|الإيروديناميات]]، ويعود السبب في ذلك جزئيا إلى أن نظريات الحالة الساكنة غير قادرة على تفسير كيفيّة رفع الحشرات أنفسها في الهواء باستخدام أجنحتها الصغيرة. وبالإضافة للطيران باستخدام الأجنحة، فهناك الكثير من الحشرات الأصغر حجما والعديمة الأجنحة تتنقل باستخدام التيارات الهوائية،<ref>Diana Yates (2008). [http://news.illinois.edu/news/08/0707birds.html Birds migrate together at night in dispersed flocks, new study indicates.] [[جامعة إلينوي في إربانا-شامبين]] at Urbana - Champaign. Retrieved on 2009-04-26. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20150818145313/http://news.illinois.edu/news/08/0707birds.html|date=18 أغسطس 2015}}</ref> ومن هذه الحشرات [[من (توضيح)|المن]] التي غالبا ما تنتقل لمسافات كبيرة باستخدام تيارات هوائية بسيطة.<ref>{{Cite journal|الأخير=Drake|الأول=V. A.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=R. A. Farrow|السنةسنة=1988|العنوانعنوان=The Influence of Atmospheric Structure and Motions on Insect Migration|journalصحيفة=Annual Review of Entomology|volumeالمجلد=33|الصفحاتصفحات=183–210|doi=10.1146/annurev.en.33.010188.001151}}</ref>
 
=== المشي ===
الكثير من الحشرات البالغة يمشي على ستة قوائم وقد طوّر نوعا من المشي على ثلاثة قوائم، ويتيح المشي على ثلاثة المجال للحشرة كي تسير بسرعة أكبر وتبقي نفسها متوازنة دون أن تسقط بنفس الوقت، وقد تمّت دراسة هذا النوع من الحراك بشكل مكثّف لدى [[صرصور|الصراصير]]. تُستعمل القوائم بشكل متبادل، الواحدة تلو الأخرى، وتلمس الأرض بشكل مثلّث؛ وفي الخطوة الأولى تلامس الساق اليمين الوسطى والقائمتين اليساريتين، الأمامية والخلفية، الأرض وتدفع الحشرة نحو الأمام؛ بينما تُرفع القوائم اليمينية، الأمامية والخلفية والوسطى، وتتحرك إلى الأمام نحو موقع جديد. وعندما تطأ تلك القوائم على الأرض يمكن للحشرة عندئذ ان تحرك قوائمها الأخرى إلى الأمام وهكذا دواليك.<ref name="Locomotion">{{مرجع كتاب|الأخير=Biewener|الأول=Andrew A|العنوانعنوان=Animal Locomotion|الناشرناشر=Oxford University Press|السنةسنة=2003|الرقم المعياري=0-19-850022-X}}</ref>
 
يُعرف شكل المشي بسرعة عند الحشرات باسم "المطاردة" أو "شكل المطاردة"، وهذا النوع من المشي لا يعدّ صعبا أو ذو عوائق بالنسبة للحشرة، لذلك فإن الحشرات قادرة على التأقلم مع أنواع عديدة منه؛ فهي عندما تتحرك ببطء، تغيّر اتجاهها، أو تتفادى شيء في طريقها مثلا، قد تضع أربعة قوائم فقط أو أكثر على الأرض. وتستطيع الحشرات أيضا أن تعدّل بطريقة مشيها لتتأقلم مع خسارة طرف أو أكثر من أطرافها.
 
تُعد الصراصير من أسرع الحشرات جريا، وهي قادرة عندما تصل لأقصى سرعة أن تعدو على قائمتين لتبلغ بذلك سرعة عالية نسبةً لحجم جسدها. ويبلغ من شدّة سرعة هذه الحشرات أن تسجيل حركتها يحتاج إلى المئات من اللقطات في الثانية الواحدة كي يستطيع المرء كشف طريقة عدوها وتحليلها. كما ويدرس العلماء نوعا آخر من طرق المشي عند الحشرات وهو المشي البطيئ والذي يظهر بشكل واضح لدى عائلة [[حشرةشبحيات عصوية(حشرات)|الحشرات العصوية]] خصوصا.
 
طوّر البعض من الحشرات القدرة على السير على سطح الماء، وبشكل خاص البق التابع لعائلة [[قياس الماء|قيّاس الماء]] (باللاتينية: Gerridae)، حتى أن بعض فصائل عائلة قمص المحيط التابعة لجنس "هيلوباتس" (باللاتينية: Halobates) تعيش على سطح مياه [[محيط (توضيح)|المحيطات]] المفتوحة، وهي بيئة تعيش فيها القليل من فصائل الحشرات.<ref>{{Cite journal|المؤلفمؤلف=Ikawa, Terumi,; Okabe, Hidehiko; Hoshizaki, Sugihiko; Kamikado, Takahiro; Cheng, Lanna|العنوانعنوان=Distribution of the oceanic insects ''Halobates'' (Hemiptera: Gerridae) off the south coast of Japan|journalصحيفة=Entomological Science|volumeالمجلد=7|issueالعدد=4|الصفحاتصفحات=351–357|السنةسنة=2004|doi=10.1111/j.1479-8298.2004.00083.x}}</ref> يُعتبر مشي الحشرات الطريقة البديلة التي يلجأ إليها مصممو [[روبوت|الروبوتات]] لجعل تصاميمهم تتنقل، بدلا من استخدام [[دولاب (توضيح)|الدواليب]].<ref name="Locomotion" />
 
=== السباحة ===
[[ملف:Notonecta_glauca01.jpg|تصغير|السبّاح الخلفي، من الحشرات التي تسير على الماء، لاحظ شكل قوائمه الخلفية الشبيهة بالمجذاف.]]
يعيش عدد كبير من الحشرات جزءًا من حياته أو حياته بأكملها تحت الماء، وفي الكثير من الرتب البدائية تعيش الحشرة مراحل الحياة الأولى أي ما قبل النضوج في الماء، وفي البعض الآخر منها تعيش حياتها في المياه كبالغة أيضا.<ref name="aquins">{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Richard W. Merritt, Kenneth W. Cummins, and Martin B. Berg (editors)|السنةسنة=2007|العنوانعنوان=An Introduction to the Aquatic Insects of North America|الناشرناشر=Kendall Hunt Publishers|الرقم المعياري=9780757550492|الإصدارإصدار=4th Edition}}</ref> ويمتلك الكثير من هذه الفصائل خصائص تمكنه من التحرّك تحت الماء، [[خنفساء الماء|فخنافس المياه]] [[بقة الماء|وبق الماء]] لها قوائم تشبه في تصميمها شكل المجذاف، بينما تقوم صغار [[يعسوب|اليعسوب]] بالتحرك عن طريق قذف الماء من قناتها [[المستقيممستقيم (توضيح)|المستقيمة]].<ref>{{Cite journal|الأخير=Mill|الأول=P. J.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=R. S. Pickard|السنةسنة=1975|العنوانعنوان=Jet-propulsion in anisopteran dragonfly larvae|journalصحيفة=Journal of Comparative Physiology A: Neuroethology, Sensory, Neural, and Behavioral Physiology|volumeالمجلد=97|issueالعدد=4|الصفحاتصفحات=329–338|doi=10.1007/BF00631969}}</ref>
 
وبعض الفصائل مثل فيّاسة المياه قادرة على المشي على سطح الماء، وهي تستطيع أن تقوم بذلك لأن [[مخالبمخلب|مخالبها]] غير موجودة على أطراف قوائمها كما في معظم الحشرات بل في أخدود خاص في منطقة بأعلى القدم، وهذا يمنع المخالب من خرق سطح الماء والتسبب بالتالي بغرق الحشرة.<ref name="aquins" /> ويُعرف عن حشرات أخرى من شاكلة [[خنفساء طوافة|الخنافس الطوّافة]] أنها تقوم بفرز إفرازات [[لعاب|لعابيّة]] تخفف من حساسيّة سطح الماء وتصبح بالتالي قادرة على التنقل عليه عبر ما يعرف "بدفع مارانغوني" تيمنا بالفيزيائي الإيطالي كارل مارانغوني.<ref>{{Cite journal|الأخير=Linsenmair|الأول=K.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=Jander R.|السنةسنة=1976|العنوانعنوان=Das "entspannungsschwimmen" von ''Velia'' and ''Stenus''|journalصحيفة=Naturwissenschaften|volumeالمجلد=50|الصفحاتصفحات=231|doi=10.1007/BF00639292}}</ref><ref>{{Cite journal|الأخير=Bush|الأول=J. W. M.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=David L. Hu|السنةسنة=2006|العنوانعنوان=Walking on Water: Biolocomotion at the Interface|journalصحيفة=Annu. Rev. Fluid Mech.|volumeالمجلد=38|الصفحاتصفحات=339–369|المسارمسار=http://www.cims.nyu.edu/~dhu/Pubweb/Bush_Hu_06.pdf|doi=10.1146/annurev.fluid.38.050304.092157}}</ref>
 
تمتلك فصائل الحشرات الغوّاصة أيضا بعض الخصائص التي تساعدها على [[تنفس|التنفس]]، فالكثير من أشكال اليرقات تمتلك [[خيشوم|خياشيم]] تسحب بها الأكسجين المتحلل في المياه، بينما أنواع أخرى تحتاج أن تصعد للسطح لتزيد مخزونها من الأكسجين الذي يُحبس في أعضاء خاصة في جسدها.<ref name="aquins" />
 
== تركيبة جسم الحشرة ==
سطر 424:
'''31.''' الكتلة العصبية المريئيّة<br />
'''32.''' أقسام الفم</div>]]
تمتلك الحشرات أجسادا مقسّمة يغطيها [[هيكل خارجي (توضيح)|هيكل خارجي]] مكون من صفائح صلبة من مادة [[كيتين|الكيتين]] [[بروتين|وبروتينات]]. وتغطي هذه الصفائح مادة شمعية لتقيها من [[ماء|الماء]] وتمنع الأنسجة الداخلية من الجفاف. يُقسّم الجسد إلى ثلاثة أقسام مميزة عن بعضها إلا أنها تبقى مترابطة، وهذه الأقسام هي: الرأس، الصدر، والبطن. يتكون الرأس من قرنيّ استشعار، زوج من العيون المركبة، وما بين عين إلى ثلاثة عيون بسيطة (عُيينة)، وثلاثة أقسام متناسبة تشكّل أقسام الفم. يتصل بالصدر ستة قوائم مقسّمة، حيث يوجد على كل قسم من الأقسام التي تشكل الصدر (النحر، الصلا، ومؤخر الصدر) زوج من القوائم، بالإضافة لجناحين أو أربعة أجنحة إن كانت الفصيلة من ذوات الأجنحة. يتألّف البطن من أحد عشر قسما، قد يقل عددها أو تدمج ببعضها أحيانا، كما ويحوي معظم أجهزة [[هضم|الهضم]]، [[تنفس|التنفس]]، [[التزاوجتزاوج|التناسل]]، وغدد الإفرازات.<ref name="Gullan and Cranston">{{مرجع كتاب|الأخير=Gullan|الأول=P.J.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=P.S. Cranston|العنوانعنوان=The Insects: An Outline of Entomology|الناشرناشر=Blackwell Publishing|المكانمكان=Oxford|السنةسنة=2005|الإصدارإصدار=3|الرقم المعياري=1-4051-1113-5}}</ref>
 
=== الهيكل الخارجي ===
يشكل شكلها العام. والرأس فيه أعضاء الحس وبه [[مخ|المخ]] [[فم|الفم]]. وبطنها طويل لتهضم به الطعام. وبه توجد [[أعضاءعضو جنسيةجنسي|الأعضاء الجنسية]]. ولو أن هذه الأربعة صفات غير حقيقية، لا يمكن وصف الحيوان بأنه حشرة. [[عنكبوت|فالعنكبوت]] لا يعدّ حشرة لأن له 8 سيقان وليس جسمه مكونا من 3 أجزاء، وكذلك [[دودةحريشة مئوية(مفصليات)|الدودة المئوية]] (أم أربعة وأربعين) [[دودة ألفية الأرجل|والدودة الألفية]] لهما أرجل عديدة، ولهذا لا يعدّان حشرات. والحشرات هي اللافقاريات الوحيدة التي تطوّرت قدرتها على الطيران، وقد لعب ذلك دورا كبيرا في نجاحها؛ ورغم أن معظم الحشرات لها زوج [[جناح|أجنحة]] أو زوجين إلا أن هذا ليس شرطا لتصنيفها كحشرة. إن طيران الحشرات غير مفهوم بشكل كامل، وهي تعتمد في طيرانها على الحركات الغير متناسقة في الهواء، وتستخدم مجموعات الحشرات البدائية عضلات لتحريك أجنحتها بشكل مباشر، أما المجموعات الأكثر تطورا فتمتلك أجنحة قابلة للطي تقوم بتحريكها باستخدام عضلات تعمل على حائط الصدر وتقوم بتحريك الأجنحة بشكل غير مباشر. وهذه العضلات قابلة للانقباض عدّة مرات كلّما وصلتها [[رسالة عصبية]] مما يسمح بخفقانها بشكل أسرع من العادة.
 
وعلاوة على أن الحشرات صغيرة الحجم إلا أنها ليس بها فقرات بالظهر، ولهذا يطلق عليها اللافقاريات. [[عضلة|وعضلاتها]] ترتبط بالجدار الداخلي لهيكلها الخارجي. وهذا الهيكل لا ينمو مع الحشرة ولكنه ينسلخ كل مدة. وهذه العملية يطلق عليها [[انسلاخ تبديلي|الانسلاخ التبديلي]] أو التقشير. ومعظم الحشرات البالغة لها عينان مركبتان كبيرتان ومنفصلتان عن بعضهما، وكل عين تتكون من آلاف العدسات. وحاسة الشم لدى الحشرات تتركز في قرون الاستشعار، وقليل منها [[نملةنمل|كالنمل]] [[نحلةنحل|والنحل]] [[يعسوب|واليعسوب]] لها أعضاء تذوق فوق قرون استشعارها.
 
يتألف [[هيكل خارجي (توضيح)|الهيكل الخارجي]] للحشرة، والذي يعرف باسم الإهاب، من قسمين. الأول منهما طبقة خارجية رقيقة مشمّعة تمنع تسرّب المياه ولا تحوي شيئا من مادة الكيتين، أما الثاني فيقع تحت القسم الأول وهو كيتينيّ وأكثر سماكة منه حيث يتألف من طبقتين. تسمّى الطبقة الأولى بالإهاب الخارجي بينما تسمى الثانية بالإهاب الداخلي؛ وتتكون هذه الطبقة الأخيرة، القويّة والطيّعة بنفس الوقت، من عدّة طبقات من ألياف الكيتين والبروتين التي تتقاطع مع بعضها بنمط عمودي، بينما يكون الإهاب الخارجي متعرّج وقاسي. وتقل نسبة تغطية هذه الطبقة لجسد الحشرة بالنسبة للعديد من الحشرات الطريّة الجسد، وبشكل خاص تلك التي لا تزال في مرحلة [[يرقة|اليرقة]] (مثلا [[يسروع|اليساريع]]).<ref>{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Barnes, R.S.K., Calow, P., Olive, P., Golding, D., and Spicer, J.|العنوانعنوان=The Invertebrates: A Synthesis|الناشرناشر=Blackwell Publishing|السنةسنة=2001|الرقم المعياري=0632047615|chapter=Invertebrates with Legs: the Arthropods and Similar Groups|الصفحةصفحة=168|المسارمسار=http://books.google.co.uk/books?id=TBMsbe9efPgC&pg=PA168&dq=arthropod+hydraulic&sig=ACfU3U2CPJ_K9DDSTNMoj97Mutbl8DFLgg|تاريخ الوصول=2008-09-25}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Lowenstam, H.A., and Weiner, S.|العنوانعنوان=On biomineralization|الناشرناشر=Oxford University Press US|السنةسنة=1989|الرقم المعياري=0195049772|الصفحةصفحة=111|المسارمسار=http://books.google.co.uk/books?id=JbAgy0AAopsC&dq=arthropod+biomineralization&lr=&source=gbs_summary_s&cad=0|تاريخ الوصول=2008-09-25}}</ref>
 
=== قرنا الاستشعار ===
سطر 440:
=== العيون ===
 
معظم الحشرات البالغة لها عينان مركبتان كبيرتان ومنفصلتان عن بعضهما. وكل عين تتكون من آلاف [[عدسة (توضيح)|العدسات]]، وفي رأس الحشرة يوجد عينان جاحظتان مركبتان كل عين تتكون من عيون سداسية عديدة يطلق عليها "عوينات" وكلها تشترك في تكوين الصور التي يراها النحل بالمخ وتعطي صورا أقل تفصيلا من عيون [[إنسان|الإنسان]] للعالم الخارجي. ويختلف عدد العوينات بين الفصائل المختلفة للحشرات، فبينما تمتلك شغالات [[نمل|النمل]] بكل عين 50 أو أكثر من العوينات يمتلك [[يعسوب|اليعسوب]] بكل عين 20 ألف عوينة ليكون حريصا على اصطياد الحشرات وسط الهواء. ومعظم الحشرات الطائرة لها 3 عيون بسيطة إضافية تقع في مثلث بأعلى الرأس ويمكنها تلقي الضوء لكنها لاتصنع صورا شيئية. وقد أكتُشف أنه لو اسودت عيون الذبابة البسيطة، فإنها لا تتحرك حتى في وسط النهار، ولهذا يلجأ [[إنسان|البشر]] إلى إطفاء الضوء أو إغلاق النوافذ نهارا ليهرب الذباب من الحجرة.
 
=== الفم ===
سطر 448:
=== الصدر ===
 
يقع خلف رأس الحشرة مباشرة وترتبط به الأجنحة والسيقان، وفي بعض الأنواع مثل [[خنفساءخنافس|الخنفساء]] تكون الأرجل الستة متطابقة. لكن في حشرات أخرى كل زوج سيقان له شكله المختلف قليلا. ويقع الصدر خلف الرأس ويتصل به الأرجل والأجنحة. وتتميز بعض الحشرات بعضلات أرجلها الخلفية القوية لتساعدها على القفز من شاكلة [[جندب|الجنادب]] [[برغوث|والبراغيث]]. وبالصدر توجد الأمعاء الأمامية التي تتصل ببقية [[أمعاء|الأمعاء]] بالبطن خلفه.
 
=== الأجنحة ===
[[ملف:Maybug.jpg|تصغير|بقة مايو أو بقة أيار وقد فردت أجنحتها استعدادا للطيران.]]
للحشرات أجنحة رقيقة تضرب بهما بسرعة لتمكناها من الإقلاع والطيران أو المناورة، كما ويمكن لأجنحتها الرفرفة بسرعة والإلتواء أو تغيير اتجاهها في الهواء لتتمكن من التوقف في مكانها أو الرجوع للخلف. والحشرة تطير لعدة أسباب من بينها الهروب من الأعداء حتى لا تفترسها، أو ساعيةً للحصول على الطعام أو للحصول على شريك لتتزاوج معه. والحشرات اللافقارية هي النوع الوحيد من الحشرات التي تمتلك أجنحة تمتد من الهيكل الخارجي على عكس [[طيورطائر|الطيور]]. تتكون أجنحة الحشرات من طبقتين من [[جلد]] صلب رفيع مرصع بأوردة بها [[هواء]] أو [[دم]]، أما أجنحة [[فراشة|الفراشات]] مغطاة بقشور تعطي للأجنحة لونها المميز نتيجة لوجود حواف وتجاوبف دقيقة فوقها تعكس [[ضوء|الضوء]] من خلال وقوعه عليها بزوايا معينة، فتبدو خضراء أو زرقاء اللون. وبخلاف أرجل الحشرة فأجنحتها ليس فيها أي عضلات. اما عضلات الصدر تفرد لأعلى أو لأسفل كي تتمكن الحشرة من الطيران.
 
=== البطن ===
 
تقع [[أعضاءجهاز تناسليةتناسلي|الأعضاء التناسلية]] لكل من الذكر والأنثى في البطن، ويقسّم البطن إلى ما بين 10 و11 قسما متصلة بمفاصل تساعدها على الحركة والمرونة أكثر من الرأس والصدر. ويمكن للحشرات أن تمد بطنها لتضع البيض أو تلتوي لتلدغ به كما وتمتص الطعام والمواد الغذائية وتخرج الفضلات وتتنفس [[أكسجين|الأكسجين]] من الهواء بواسطته.
 
=== دم الحشرة ===
دم الحشرات لا يحمل الأكسجين لبقية الجسم عكس معظم باقي الحيوانات التي تحمل [[هيموجلوبينهيموغلوبين|الهيموغلوبين]] الأحمر وبه [[أكسجين|الأكسجين]]، ولهذا دم الحشرات لا لون له غالبا أو يكون مائي أخضر خفيف. والحشرة تدفع الدم من خلال وعاء الأورطى الذي يمتد بطولها، وبه ما يشبه مضخة [[قلب|القلب]] لدفع الدم ليعود الدم من خلال الفراغات بالجسم، وفي بعض الحشرات يمثل الدم بجسمها 30% من وزنها بينما في جسم الإنسان يمثل 8% من وزنه. والحشرات بما أنها من ذوات الدم البارد فإن درجة حرارتها متغيرة وتقاس بدرجة حرارة البيئة من حولها، وعدد نبضات [[قلب|قلبها]] قد تصل إلى 140 نبضة في الدقيقة في الجو الدافئ بينما في الجو البارد قد يصل معدل نبضها إلى نبضة واحدة كل ساعة.<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://www.cals.ncsu.edu/course/ent425/tutorial/circulatory.html
| العنوانعنوان = Circulatory System
| التاريختاريخ = 17 February 2006
| الناشرناشر = Department of Entomology, NC State University
| المكانمكان = NC State University
| تاريخ الوصول = 2009-10-11
| الأول = John R.
| الأخير = Meyer
| الصفحاتصفحات = 1
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20160417170001/https://www.cals.ncsu.edu/course/ent425/tutorial/circulatory.html | تاريخ الأرشيفأرشيف = 17 أبريل 2016 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>
 
=== التنفس وتدوير الأكسجين ===
إن الحشرات تتنفس بدون أن تمتلك [[رئة|رئتين]]، وإنما تقوم بتدوير الأكسجين عبر نظام تفرعي يضم أنابيب مملوءة بالهواء تسمي القصبات التي تصل لعمق جسم الحشرة ولتصل لكل الخلايا وهي متصلة بالهواء الخارجي بفتحات دائرية دقيقة بطول البطن. وفي الحشرات الكبيرة توجد أكياس هوائية كما في [[يعسوب|اليعسوب]] [[جندب|والجنادب]] وكلها متصلة بهذه القصبات لتسرع بها التنفس بعصرها لتمتص الهواء من الخارج. وبما أن الأكسجين يصل بشكل مباشر مختلف عن الطريقة التي يصل بها إلى مختلف أنحاء أجساد [[طيورطائر|الطيور]] [[ثدييات|والثدييات]]، فإن [[جهاز الدوران]] لا يستخدم لحمل الأكسجين وبالتالي فإن حجمه يتقلّص بشكل كبير حيث لا يحوي أي [[وعاء دموي|أوعية دموية]] مغلقة (مثل [[شريان|الشرايين]] [[وريد|والأوردة]]) بل مجرّد أنبوب ظهري ينبض بشكل متواصل لينقل الدماء عبر الجسد.<ref name="IPE">{{مرجع كتاب|الأخير=Chown|الأول=S.L.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=S.W. Nicholson|العنوانعنوان=Insect Physiological Ecology|الناشرناشر=Oxford University Press|السنةسنة=2004|المكانمكان=New York|الرقم المعياري=0198515499}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Merritt, RW, KW Cummins, and MB Berg|العنوانعنوان=An Introduction To The Aquatic Insects Of North America|السنةسنة=2007|الناشرناشر=Kendall Hunt Publishing Company|الرقم المعياري=0-7575-4128-3}}</ref>
 
=== الجهاز الهضمي ===
يوجد [[جهاز هضمي|الجهاز الهضمي]] بالحشرة في المعي الأمامي بالرأس حيث يخزن الطعام وأحيانا يحلله،<ref name="genent">{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://www.cals.ncsu.edu/course/ent425/library/tutorials/internal_anatomy/digestive.html
| العنوانعنوان = General Entomology – Digestive and Excretory system
| التاريختاريخ =
| العملعمل =
| الناشرناشر = NC state University
| تاريخ الوصول = 2009-05-03
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20160412043343/https://www.cals.ncsu.edu/course/ent425/library/tutorials/internal_anatomy/digestive.html | تاريخ الأرشيفأرشيف = 12 أبريل 2016 }}</ref><ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Duncan|الأول=Carl D.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=|العنوانعنوان=A Contribution to The Biology of North American Vespine Wasps|الناشرناشر=Stanford University Press|المكانمكان=Stanford|السنةسنة=1939|الإصدارإصدار=1|الصفحاتصفحات=24–29|الرقم المعياري=}}</ref> وفي المعي الأوسط حيث يهضمه ويمتصه، وفي المعي الخلفي حيث يحافظ على التوازن بين الماء وإخراجه. ويوجد لدى بعض الحشرات كالفراشات مضخة أنبوبية في حلقومها تسمى البلعوم تمكنها من امتصاص الرحيق. والحشرات التي تلتهم الطعام الصلب [[خنفساءخنافس|كالخنافس]] [[جندب|والجنادب]]، لها أسنان قوية لتقطيع الطعام قبل هضمه. وهناك البعض من الحشرات التي تتغذى على أنواع أكثر صلابة من الطعام [[نمل أبيضأرضة|فالنمل الأبيض]] مثلا يأكل الخشب، لهذا وجد بالمعي الخلفي ملايين الكائنات الدقيقة لتكسير [[سيليلوزسليولوز|السيليلوز]] به.<ref name="Insect Physiology and Biochemistry">{{مرجع كتاب|الأخير=Nation|الأول=James L.|العنوانعنوان=Insect Physiology and Biochemistry|الناشرناشر=CRC Press|dateتاريخ=November 2001|الإصدارإصدار=1|الصفحاتصفحات=496pp|chapter=15|الرقم المعياري=0849311810|المسارمسار=http://books.google.com/books?id=l3v2tOvz1uQC&pg=PA31&dq=insect+foregut#v=onepage&q=insect%20foregut&f=false}}</ref>
 
=== الجهاز العصبي ===
سطر 490:
تمتلك الحشرات كتلة عصبية واحدة على كل جهة من أقسام الصدر المختلفة والتي تتصل ببعضها لتشكل زوجا من الكتل العصبية تتوزع بمعدل زوج واحد للقسم. ويظهر هذا التقسيم أيضا في البطن ولكن في الأقسام الثمانية الأولى منه. تمتلك العديد من فصائل الحشرات أعداد أقل من الكتل العصبية مما هو مألوف عادةً، وذلك يعود إما لاتحادها مع بعضها أو لتناقصها؛ فالبعض من فصائل [[صرصور|الصراصير]] تمتلك ستة كتل عصبية فقط في البطن، بينما يمتلك [[دبور أوروبي|الدبور الأوروبي]] كتلتين فقط في الصدر وثلاثة في البطن، كما أن فصائل أخرى مثل [[ذبابة المنزل]] تمتلك جميع الكتل العصبية متحدة في كتلة عصبيّة صدريّة كبيرة.
 
وحتى فترة قريبة جدا، لم يكن أحد بعد قد وثّق وجود [[خلية عصبيةعصبون|الخلايا العصبية]] التي تحدد وتنقل الشعور بالألم لدى الحشرات،<ref>C. H. Eisemann, W. K. Jorgensen, D. J. Merritt, M. J. Rice, B. W. Cribb, P. D. Webb and M. P. Zalucki (1984) Do insects feel pain? — A biological view. Cellular and Molecular Life Sciences 40: 1420-1423</ref> إلا أن اكتشاف هكذا [[خلية|خلايا]] مؤخرا في يرقات [[دروسوفيلا (ذبابة الفاكهة)|ذباب الفاكهة]] يفترض عكس هذا،<ref>[[doi:10.1016/S0092-8674(03)00272-1|Tracey, J., W. Daniel, R. I. Wilson, G. Laurent, and S. Benzer (2003) ''painless'', a ''Drosophila'' gene essential for nociception. Cell 113: 261-273.]]</ref> ويزيد من صحة الفرضية التي تقول أن بعض الحشرات على الأقل تشعر بالألم.
 
== حياة الحشرة ==
سطر 500:
إن معظم الحشرات تفقس من البيض الذي تضعه الأم على أوراق [[نبات|النباتات]] أو في [[ماء|الماء]] أو الجحر وغير ذلك من الأماكن، إلا أن البعض منها يتكوّن في بيض بداخل جسد الأم ومن ثم يولد حيّا، إلا أنها جميعا تمر بعدّة مراحل من التغييرات أثناء نموها (الانسلاخ الداخلي أو التقشير)، والسبب الذي يجعل الحشرات تقشّر هيكلها الخارجي يعود إلى أن الأخير غير ليّن حيث يضيق على الحشرة أثناء نموها، وبعد أن تطرح الحشرة هيكلها القديم تكبر في حجمها وينمو لها هيكل جديد.
 
معظم الحشرات تمر بأحد نوعين من التطور هما [[تطور كامل|التطور الكامل]] أو [[تطورطفيفات ناقصالتحول|الالتطور الناقص]]، فاليعاسيب والجنادب، [[جدجد|والجداجد]] من بين الحشرات التي تمر بمرحلة التطور الغير كامل حيث يبدو الفرق بين الحشرات البالغة وصغارها واضح. فالصغار التي يطلق عليها "حوريات" تنمو بالتدريج في الشكل، وينسلخ عنها هيكلها الخارجي ليصبح جسمها بالغا وكامل النمو والشكل وتنمو معها الأجنحة من براعمها للخارج مع الانسلاخ الأخير وتصبح قادرة على الطيران بعد أن تجف أجنحتها.
{{صورة عريضة|Aeshna cyanea freshly slipped L2.jpg|2000بك|كما جميع أنواع الحشرات التي تمر ب[[تطور كامل|التطور الكامل]]، يقوم هذا السرمان الأزرق بطرح هيكله الخارجي عدّة مرات طيلة الفترة السابقة على بلوغه.}}
وفي حالة النمو التحويلي الكامل كما في الفراشات والعث [[خنفساءخنافس|والخنافس]] [[نحل|والنحل]] والذباب المنزلي، يطلق على الصغار اسم اليرقات التي تبدو مختلفة تماما عن الحشرة الأم حيث تشبه بشكلها شكل الدودة، وتقسّم [[يرقة|اليرقات]] من حيث شكلها إلى 5 أشكال مختلفة: شبيهة اليسروع، شبيهة الدويدة، الطويلة المفلطحة النشيطة، شبيهة الدودة الشريطيّة، وشبيهة يرقة الذباب. وعندما تنمو اليرقة لحجمها الكامل وتدخل في مرحلة [[عذراء|العذراء]] يتغير شكلها تماما، حيث تحاط بشرنقة واقية، وهناك أيضا ثلاثة أنوع من العذراء: المغمّدة (حيث تكون العذراء مضغوطة مع أرجلها وكامل أعضائها الخارجية)، شبه المغمّدة (حيث تكون أرجل العذارء وأعضائها الخارجية ممددة وطليقة)، وغير المغمّدة (حيث تتطور العذراء بداخل جلد اليرقة). ويتحول جسم العذراء ليصبح حشرة بالغة تخرج من الشرنقة ويضخ في أجنحتها الجديدة الدم قبل أن تصبح قادرة على الطيران. وبمجرد وصول الحشرة لمرحلة البلوغ تتوقف عن النمو وتوجه كل طاقتها للتناسل، وفي بعض الحشرات مثل [[خنفساء الخشب|خنافس الخشب]] فإنها تظل عقدا كحورية وشهورا قليلة كحشرة بالغة، بينما [[ذباب مايو|ذبابة مايو]] أو ذبابة أيار البالغة تعيش يوما واحدا، وتضم هذه المجموعة الحشرات الأكثر نجاحا واتنشارا على وجه الكرة الأرضية.
 
يتغير شكل الحشرة بشكل كبير أثناء مرحلة العذراء حيث تخرج من هذه المرحلة إما بالغة كاملة تشابه والديها، أو تخرج غير مكتملة في بعض الأحيان، وقد طوّر البعض من الحشرات المقدرة على التحوّل إلى نوع آخر من اليرقات حتى. ومن الأمثلة على الحشرات التي تتحول تماما إلى شكل آخر [[فراشة|الفراشة]]. تُظهر بعض فصائل الحشرات مثل [[زنبور طفيلي|الزنابير الطفيليّة]] حالة [[التعدد الجنيني]]، وهي الحالة التي يفقس فيها من بيضة واحدة مخصبة العديد من الصغار وفي بعض الأحيان الآلاف منها. ومن أشكال التكاثر والتطور الأخرى: التكاثر المفرد أو البسيط، تعدد الأشكال، التشكّل الجنسي، [[توالد بكري|التوالد البكري]]،<ref>Effect of nitrogen fertilization on ''Aphis gossypii'' (Homoptera: Aphididae): variation in size, color, and reproduction, E. Nevo and M. Coll, J. Econ. Entomol. 94: 27–32, 2001.</ref><ref>[http://docserver.esa.catchword.org/deliver/cw/pdf/esa/freepdfs/0046225x/v34n4s26.pdf Effect of nitrogen fertilizer on the intrinsic rate of increase of the rusty plum aphid, ''Hysteroneura setariae'' (Thomas) (Homoptera: Aphididae) on rice (''Oryza sativa'' L.)], G. C. Jahn, L. P. Almazan, and J. Pacia, Environmental Entomology 34 (4): 938–943, 2005. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170129100352/http://docserver.esa.catchword.org/deliver/cw/pdf/esa/freepdfs/0046225x/v34n4s26.pdf|date=29 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=أغسطس 2019|bot=JarBot}}</ref> [[خنثى|والتوالد الخنثوي]] أو التخنيث في حالات نادرة.
 
=== التزاوج ===
[[ملف:Hoverflies_mating_midair.jpg|تصغير|250x250بك|ذبابتين حوّامتين تتزاوجان في الهواء]]
إن الهدف الأول لمعظم الحشرات البالغة هو العثور على شريكه من خلال إتباع عدة طرق من بينها الأصوات والرائحة واللمس أو إصدار أضواء مبهرة [[يراعة|كاليراعة]]. وكل نوع له نداءاته الخاصة ودعوته للتزاوج. وقد تُسمع أصوات الحشرات الصغيرة حتى من على بعد، كما تُسمع أصوات الدعوة للتزاوج للجداجد من مسافة قد تصل كيلومتر ونصف. وهناك حشرات إناثها تبحث عن الذكور وهناك ذكور تبحث عن الإناث، ومعظم الحشرات لها [[تلقيح داخلي]] وهذا معناه أن [[حيواناتحيوان منويةمنوي|الحيوان المنوي]] [[بويضة|والبويضة]] يلتصقان معا داخل الأنثى على العكس من الإخصاب الخارجي حيث تخصب الذكور البويضات التي تفرزها الأنثى كما يحدث بالمياه. وهناك ذكور تلقي بحيواناتها المنوية على الأرض لتلتقطها الأنثى وتلقح بها نفسها داخليا، وفي معظم الأحيان الذكر والأنثى يتزاوجان معا. وفي الحشرات المفترسة يكون الذكر أقل حجما من الأنثى، وفي العادة يكون معرض لتأكله الأنثى بعد الجماع؛ لهذا فإن بعض الذباب يقدم لأنثاه حشرة صغيرة لتجنب هذا المصير ولتلتهي بأكلها أثناء العملية الجنسية، أماإن جاءها خالي الوفاض تأكله ابتدأ من رأسه.
 
=== حفظ النوع ===
هناك البعض من الحشرات التي تبعثر بيضها وتتركه، والبعض الآخر تضع بيضها في جذوع الشجر أو في أنسجة حيوانات ميتة أو تلصق البيض فوق ظهر الذكر بعد الجماع. والصراصير والجنادب تضع بيضها مغلقا في مادة أسفنجية مكونة كتلة من البيض، وقليل من أنواع الحشرات لا تعتمد على الإخصاب حيث تبيض البويضات الغير ملقحة بها نصف عدد الكروموسومات لتتضاعف وتنمو كأنها خصبت، ولا تحتاج أنثاها للتزاوج وهذا شائع في حشرات [[من (حشرة)|المن]] والحشرات الصغيرة التي تتغذى على عصير النباتات، ولاسيما في الربيع حيث يكثر عصير الغذاء وعندما يشح الغذاء بالصيف تلجأ إلى [[تكاثر جنسي|التكاثر الجنسي]]. وإجمالا يمكن القول بأن معظم الحشرات تتأكد أن بيضها قريب من مصدر للطعام بعد أن تضعه.<ref>{{Cite journal|العنوانعنوان=Insect Cold-Hardiness: To Freeze or Not to Freeze|المؤلفمؤلف=Lee, Richard E, Jr.|journalصحيفة=BioScience|volumeالمجلد=39|issueالعدد=5|السنةسنة=1989|الصفحاتصفحات=308–313|المسارمسار=http://www.units.muohio.edu/cryolab/publications/documents/Lee89_BioSci.pdf|doi=10.2307/1311113}}</ref>
 
== السلوك الاجتماعي ==
تعتبر الحشرات الاجتماعية، من شاكلة [[نمل أبيضأرضة|النمل الأبيض]] (أو الأرض كما يُعرف)، [[نملةنمل|النمل]]، والعديد من فصائل [[نحلةنحل|النحل]] [[زنبور|والزنابير]] [[دبورزنبار|والدبابير]]، أكثر فصائل [[حيواناتحيوان اجتماعيةاجتماعي|الحيوانات الاجتماعية]] المنظمة شيوعا؛<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://www.ndsu.nodak.edu/entomology/topics/societies.htm
| العنوانعنوان = Social insects
| الناشرناشر = North Dakota State University
| تاريخ الوصول = 2009-05-06
| الأول = Gary
| الأخير = Brewer
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20090728131605/http://www.ndsu.nodak.edu:80/entomology/topics/societies.htm | تاريخ الأرشيفأرشيف = 28 يوليو 2009 }}</ref> فهي تعيش في مستعمرات منظمة متناغمة حيث يتشابه جميع أفرادها [[جيناتجين|جينيّا]] لدرجة جعلت البعض من العلماء يفترض أحيانا أن المستعمرة بكاملها تعتبر كائنا عضويّا واحدا. يُعتبر في بعض الأحيان أن الفصائل المختلفة من نحل العسل هي اللافقاريات الوحيدة (وإحدى المجموعات غير البشرية القليلة) التي طوّرت نوعا من التواصل الإيحائي أو التواصل بالإشارة (عندما يعبّر هذا النوع من التواصل عن معلومة معينة تتعلق بشيئ ما في بيئتها)، وتسمّى هذه الطريقة التي يعتمدها النحل "لغة الرقص" أو "الرقص الاهتزازي" - حيث ترقص النحلة باتجاه زاوية معينة تمثّل اتجاها بالنسبة لموقع [[الشمس]]، تمثّل طول مدة الرقصة المسافة التي يجب اجتيازها للوصول إلى الموقع المحدد.
[[ملف:Monarch_Butterfly_Danaus_plexippus_on_Echinacea_purpurea_2800px.jpg|تصغير|فراشة ملكية.]]
وحدها الحشرات التي تعيش في أعشاش أو مستعمرات تُظهر مقدرة حقيقية على معرفة الاتجاه أي تظهر السلوك المعروف بالسلوك "الزاجل" (لها المقدرة على معرفة الاتجاه إلى وكرها) - إلا أن هذا السلوك يعدّ معقدا وهو يمكّن الحشرة من العودة إلى جحر واحد يبلغ قطر فتحته بضعة ميليمترات فقط من بين آلاف الفتحات المتطابقة مع بعضها والمتقاربة، بعد أن تكون قد تنقلت لعدّة كيلومترات؛ طالما لم تمرّ سنة منذ آخر فترة رأت فيها الوكر،<ref>{{Cite journal|الأخير=Salt|الأول=R.W.|التاريختاريخ=January 1961|العنوانعنوان=Principles of Insect Cold-Hardiness|journalصحيفة=Annual Review of Entomology|الناشرناشر=Canada Agriculture Research Station|المكانمكان=Lethbirdge, Alberta, Canada|المسارمسار=http://arjournals.annualreviews.org/doi/abs/10.1146/annurev.en.06.010161.000415|doi=10.1146/annurev.en.06.010161.000415|volumeالمجلد=6|الصفحاتصفحات=55}}</ref> وهذا ينطبق أيضا على الحشرات التي [[السبات|تسبت]] شتاءً حيث تستطيع أن تعثر على وكرها أيضا بعد أن تستيقظ. والقليل من الحشرات يهاجر، إلا أن هذا لا يعدّ هجرة بالمعنى الصحيح للكلمة بل مجرّد تحليق لمسافات طويلة وغالبا ما يشمل المناطق الكبيرة الواسعة، مثل أراضي تمضية الشتاء لدى [[فراشة ملكية|الفراشة الملكية]].
 
السلوك الحشري يتحكم فيه [[جهاز عصبي مركزي|الجهاز العصبي المركزي]] بها ولهذا تتفاعل الحشرات مع البيئة المحيطة ومع زملائها من نفس النوع. فالعث تطير للضوء المبهر رغم ما قد يكون الضوء ساخنا ولا يمكنها مقاومة غريزتها نحو هذا الضوء، كما أن الحشرات بصفة عامة مبرمجة لتسلك سلوكا معقدا طوال حياتها اليومية، فتتعامل بنجاح مع مئات المواقف كالدفاع عن النفس وضد هجوم الأعداء والبحث عن الطعام أو على شريك للتزاوج.
 
=== الحماية ===
سطر 532:
 
=== المجتمع ===
حشرات كثيرة تقضي المراحل المبكرة من حياتها تتغذي معا في مجموعات، وفي بعض الأنواع يتجمع البالغون معا للعيش سويّا والتعاون في البحث عن الغذاء [[نمل|كالنمل]] [[نحل|والنحل]] واليعاسب [[نمل أبيضأرضة|والنمل الأبيض]]، حيث يجمعهم معا نهج حياتي ولهذا السبب تصنع هذه الحشرات لأنفسها [[مستعمرة (حيوانات)|المستعمرات]] كأسر دائمة تعيش بها معا، وتشارك في العمل لمواصلة الحياة من خلال هذا السلوك الاجتماعي الجماعي. وكثير من هذه المستعمرات الجماعية تكونها أنثى واحدة يطلق عليها الملكة، وبعد تزاوجها تبدأ في صنع عشها لتضع فيه بيضها الذي يفقس إلى شغّآلات وبعدما تنمو صغارها يتولون عمل الملكة الأم لتتفرغ الأخيرة لإنتاج البيض. ومن أهم الحشرات الاجتماعية:
[[ملف:Bienenkoenigin3.jpg|تصغير|ملكة النحل في الوسط بين العديد من الشغالات.]]
 
* '''النحل''': من أشهر فصائل النحل الاجتماعية [[نحل العسل]]. تضم خليّة النحل [[ملكة النحل|ملكة]] وبضع ذكور وآلاف الشغالات، ووظيفة الملكة وضع [[البيض (توضيح)|البيض]]، وهي أحيانا قد تبيض ألفا وخمسمائة بيضة يوميا؛ والبيض المخصب ينتج الملكات والشغالات أمّا غير المخصب فينتج الذكور. وذكور النحل لا تؤدي عملا في الخلية ووظيفتها تلقيح الملكة، وبعد ذلك تموت. وتقوم الشغّآلات بكافة أعمال الخليّة، فتعتني بالملكة والنحل الصغار وتبني الخلايا أو النخاريب الشمعيّة السداسية الشكل حيث يُخزن العسل ويوضع البيض، وهي حرس الخليّة من أصناف النحل الأخرى أو الدبابير السلاّبة، وعند اشتداد الحر تُهوّي الخليّة وتُبردها برفيف أجنحتها. وتعيش الشغالات في [[صيف|الصيف]]، وهو موسم عمل شاق حوالي ستة أسابيع، أما شغالات [[خريف|الخريف]] فتعمّر ضعف ذلك أو يزيد. وتعمّر ملكة النحل في العادة بضع سنوات.<ref>موسوعة الطبيعة الميسرة، أحمد شفيق الخطيب، مكتبة لبنان، 1985 صفحة 42</ref> وعند فقس البيوض في الخلية تُطعم اليرقات غذاءً خاصا تصنعه الشغالات، فتُغذّى يرقات الشغالات بخبز النحل وهو مزيج من [[عسل|العسل]] وحبوب اللقاح، وتُغذى يرقات الملكات والملكة بالغذاء الملكيّ وهو غذاء خاص تفرزه الشغالات من غدد في رأسها، أما يرقات الذكور فتُغذى خبز النحل مع قليل من الغذاء الملكي.<ref name="ReferenceB">موسوعة الطبيعة الميسرة، أحمد شفيق الخطيب، مكتبة لبنان، 1985 صفحة 43</ref>
 
وعندما تغادر النخروب ملكة جديدة فإنها تطير يوما وتتبعها بعض الذكور فتلقحها وتموت، ثم تعود الملكة مستعدة لوضع البيض. وفي نهاية الصيف تُطرد الذكور المتبقية من الخليّة لتقضي نحبها بردا وجوعا، وفي [[ربيع|الربيع]] قد تضيق الخليّة بالنحل الجديد فتنتقل الملكة مع بعض النحل إلى مكان آخر.<ref name="ReferenceB" /> تتشابه العادات الاجتماعية للدبابير والزنابير مع تلك الخاصة بالنحل، إلا أنها تختلف في بعض الأشياء فقط مثل أنواع الغذاء.
[[ملف:Meat_eater_ant_qeen_excavating_hole.jpg|تصغير|ملكة نمل مخصّبة تبدأ بحفر جحر لها.]]
 
* '''النمل''': تعيش النمل في قرى تحت الأرض أو داخل الشجر النخر والنباتات المتحللة، وتحوي قرية النمل من بضع عشرات إلى مئات الآلاف وتضم [[ملكة النمل|ملكة]] أو أكثر وعاملات وذكور. وتعمّر النملة العاملة بضع سنوات وقد تعيش الملكة خمس عشرة سنة، والنمل متعدد الأنواع وينتشر في شتّى أنحاء [[الأرض]] ويعرف العلماء منه حوالي ستة آلاف نوع بعضها لاحم وبعضها يتغذى بالبزور. وبعض النمل تستطيب عسل [[أرقة|الأرق]] فتربّي الأرق (وهي حشرات من نوع المنّ) للحصول عليه كما يربي [[إنسان|البشر]] [[ماشية|المواشي]]. وتطير الذكور والإناث أسرابا للتزاوج ثم تموت الذكور وتعود الأنثى أو الملكة إلى الأرض فتقصف أجنحتها وتتخذ لها عشّا أو حجيرة تحت الأرض، وتبدأ بوضع البيض وتنقطع عن الطعام في هذه الفترة. وعندما يفقس البيض تخرج اليرقات عديمة الأرجل فتعتني بها الملكة وتغذيها [[لعاب|بلعابها]]، وتغزل يرقات النمل شرانق تتحول داخلها إلى عذراوات ثم إلى عاملات. وبظهور العاملات يختلف حال العش، إذ تقوم العاملات بحفر حجرات أكبر وأنفاقا وتتولى جمع الطعام من سطح الأرض والاهتمام براحة الملكة الأم، وقد تمر أعوام قبل أن يكتمل نمو قرية النمل.<ref name="ReferenceC">موسوعة الطبيعة الميسرة، أحمد شفيق الخطيب، مكتبة لبنان، 1985 صفحة 44</ref>
 
[[نملة سلابة|والنمل السلاّبة]] هي نوع غريب من النمل يهاجم أعشاش النمل الأخرى فيأسر يرقاتها ويعود بها إلى قريته، وعندما تنقف النملات الأسيرة تعمل عبيدا في عش أسيادها.<ref name="ReferenceC" />
[[ملف:Termite_Cathedral_DSC03570.jpg|يمين|تصغير|267x267بك|قرية [[أرضة|النمل الأبيض]] قد تتكون من عدة أبنية عجيبة يبلغ علوها بضعة أمتار.]]
 
* '''النمل الأبيض (الأرض)''': أما النمل الأبيض فتشبه النمل العادي قليلا، لكنها ليست من النمل فعلا، وهي أيضا تعيش في جماعات كبيرة في المناطق الحارة وتبني أعشاشا غريبة [[قلعة|كالقلاع]] من [[رمل|حُبيبات الرمل]] التي تلصقها معا. وتتخلل هذه المستعمرة شبكة من الأنفاق والحجيرات يُستخدم بعضها لاستنبات بعض [[فطر|النبت الفطري]]،<ref name="مولد تلقائيا3">موسوعة الطبيعة الميسرة، أحمد شفيق الخطيب، مكتبة لبنان، 1985 صفحة 55</ref> وتضم المستعمرة حوالي مليوني نملة حول الملك والملكة التي تكون وظيفتهما الوحيدة التزاوج، والنملة الأهم في العش هي الملكة. وبعض الأنواع من الأرض تضع ملكتها 86 ألف بيضة يوميا، ويضم العش أيضا النملات العاملات من بينها شغالات تظل 24 ساعة تهضم [[ليف (توضيح)|ألياف]] الخشب ومادة السيليلوز التي تأكلها. والإناث التي تصبح ملكة تطعمها الشغالات غذاء كيماويا خاصا للتأكد من نمو الأجنحة وجعلها قادرة على التزاوج ووضع البيض، وقد يصل طول الملكة أربع بوصات، ويضم العش بالإضافة إلى العاملات والملكة والملك أرضات مقاتلة وظيفتها حماية القرية والقتال عند الضرورة.<ref name="مولد تلقائيا3" /> ورغم أن [[نمل أبيضأرضة|النمل الأبيض]] نافع للطبيعة لأنه يأكل الأخشاب النباتية الميتة ويغذي التربة، إلا أنه يعدّ ضارا للبشر بما أنه قد ينخر خشب المنازل الريفيّة.
 
=== العناية بالصغار ===
إن معظم الحشرات تعيش لفترة قصيرة بعد بلوغها، ونادرا ما تحتك أو تتفاعل مع غيرها من الحشرات سوى [[التزاوجتزاوج|للتزاوج]] أو لتتنافس على شريك. يُظهر عددا قليلا من الحشرات شكلا من العناية بصغارها حيث تقوم بحراسة بيضها على الأقل، وفي بعض الأحيان تستمر بحماية صغارها حتى [[بلوغ (إنسان)|البلوغ]]، وقد تستمر حتى بإطعامها بشكل متواصل. ومن أشكال العناية الأخرى بالصغار إنشاء عش (جحر أو بناء معيّن سواء كان بسيطا أو معقدا) وتجهيزه ببعض الأساسيات كالطعام، ومن ثم وضع بيضة فوق ما تمّ تجهيزه. ولا تحتك الحشرة البالغة بالصغيرة إلا أنها تستمر بتأمين الطعام لها، ويعدّ هذا الشكل من العناية الأبويّة نمطيّا لدى أنواع مختلفة من النحل والزنابير والدبابير.<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://www.ndsu.nodak.edu/entomology/topics/societies.htm
| العنوانعنوان = Social Insects
| التاريختاريخ =
| العملعمل =
| الناشرناشر = North Dakota State University
| تاريخ الوصول = 2009-10-12
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20090728131605/http://www.ndsu.nodak.edu:80/entomology/topics/societies.htm | تاريخ الأرشيفأرشيف = 28 يوليو 2009 }}</ref>
 
== الحواس والاتصالات السلوكية ==
[[ملف:Grashuepfer01.JPG|يسار|تصغير|150x150بك| جدجد الآجام الأخضر الكبير، إحدى أنواع الحشرات المُصدرة للصوت.]]
وسائل الاتصالات أساسية ومتعددة ومتنوعة بين كل الحشرات، وهي تلعب دورا حيويا فيما بينها، فالعديد من الحشرات يمتلك أعضاءً حسيّة حساسة جدا أو متخصصة بحاسّة واحدة أحيانا، ففي الظلام والتزاحم في بيوتها يُلاحظ أنها ترسل رسائلها باللمس [[الشمشم|والشم]]، وبعض الحشرات كالنحل تستطيع أن ترى موجات [[أشعةالأشعة فوق البنفسجية|الأشعة مافوق البنفسجية]] أو تحدد أشعة الضوء المستقطب، وملكات [[نحلةنحل|النحل]] وفصائل [[دبورزنبار|الدبابير]] [[زنبور|والزنابير]] المختلفة تفرز كيماويات طيارة بالهواء تسمى الفورمونات تنشط أعضاء المستعمرة للعمل كوحدة واحدة، ولو أقدمت حشرات غريبة على وطأ العش فإنها تتسارع لمهاجمتها بسرعة. وكذلك الأمر بالنسبة [[عثة|للعث]]، فالذكور منها قادرة على تحديد فورمونات الأنثى بواسطة قرونها الاستشعارية من على بعد العديد من الكيلومترات. وتتبع الحشرات الاجتماعيّة وسائل مختلفة للتواصل مع بعضها، فعند البحث عن الطعام مثلا تقوم إحدى النملات الشغّآلة بإطلاق روائحها في خط سيرها لتتبعها الشغالات الأخرىات للعثور على مورد الغذاء والعودة به للوكر، بينما نحلة العسل الشغالة ترقص لتشير إلى أماكن الطعام لزملائها التي تتجه إليه مهما كان بعيدا عن القفير (حتى ولو كانت على بعد 10 كم).<ref>{{مرجع ويب
| المسارمسار = http://crazydaz.com/insects.pdf
| العنوانعنوان = Insects
| الناشرناشر = Alien Life Forms
| تاريخ الوصول = 2009-05-17
| الصفحاتصفحات = 4
| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20170129100335/http://crazydaz.com/insects.pdf | تاريخ الأرشيفأرشيف = 29 يناير 2017 }}</ref>
 
هناك علاقة عكسيّة بين حواس الرؤية، اللمس، والشم لدى الحشرات؛ فكلما كانت إحداها حادة يُلاحظ أن الأخرى تكون أقل أهمية بالنسبة للحشرة أي أقل حدة، فالحشرات ذات العيون المتطوّرة يكون لديها في العادة قرون استشعار بسيطة أو قصيرة والعكس صحيح. وهناك مجموعة من الآليات التي تميّز الحشرات بواسطتها الصوت، إلا أنها ليست مألوفة ومشتركة بين جميع الفصائل، إلا أن النمط العام يُظهر بأنه إن كانت الحشرة قادرة على إصدار الأصوات فهي قادرة على سماعها أيضا إلا أن نطاق تلقيها للموجات الصوتيّة ضيّق جدا بحيث قد يكون مقصورا فقط على الموجات الصوتية التي يُصدرها النوع بنفسه دون أي أصوات أخرى.<ref>{{Cite journal|الأخير=Cator|الأول=L. J. et al|التاريختاريخ=20 February 2009|العنوانعنوان=Harmonic Convergence in the Love Songs of the Dengue Vector Mosquito|journalصحيفة=Science|volumeالمجلد=323|issueالعدد=5917|الصفحاتصفحات=1077–1079|doi=10.1126/science.1166541|pmid=19131593|الأخير2=Arthur|الأول2=BJ|الأخير3=Harrington|الأول3=LC|الأخير4=Hoy|الأول4=RR}}</ref> إن بعض أنواع العث الليليّة قادرة على تلقّي [[صوتتخطيط فوقالصدى سمعيالطبي|الأصوات مافوق السمعيّة]] التي تصدرها [[وطواطخفاشيات|الخفافيش]]، وهي بهذا تستطيع أن تتفادى الافتراس؛ كما وإن بعض الحشرات المفترسة أو الطفيليّة قادرة على سماع الأصوات الخاصة بطريدتها أو مضيفتها، وللحشرات مصاصة الدماء بنية حسيّة خاصة تساعدها على تحديد [[الأشعة تحت الحمراء]]، وهي تلجأ إلى هذه الطريقة لتحديد موقع مضيفها.
[[ملف:SensillaeImms.png|يمين|تصغير|200x200بك|رسم يبيّن الأعضاء الحسيّة في الحشرات.]]
إن البعض من هذه الأصناف الأخيرة من الحشرات تمتلك المقدرة على إدراك الأعداد،<ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Möller|الأول=R.|العنوانعنوان=A Biorobotics Approach to the Study of Insect Visual Homing Strategies|السنةسنة=2002|الصفحاتصفحات=11|المسارمسار=http://www.ti.uni-bielefeld.de/downloads/publications/habil.pdf|اللغةلغة=German}}</ref> ففي أنواع الزنابير الانفرادية التي تعتمد على نوع واحد من الطرائد في غذائها تقوم الأم بعد أن تضع بيضها في خلايا تحوي كل منها بيضة واحدة، بإحضار عدد من اليرقات الحيّة والتي تضعها بالقرب من كل بيضة على حدى كي تتغذى عليها الصغار عند الفقس. وبعض فصائل الزنابير تقوم دائمًا بتأمين نفس العدد من اليرقات لإطعام صغارها، فبعضها يأتي دوما بخمسة يرقات والبعض الآخر بإثنا عشر يرقة بينما يقوم البعض الآخر بتأمين ما يزيد على 24 يرقة لكل خليّة على حدى، ويختلف عدد اليرقات التي تؤمنها الأم باختلاف الفصيلة إلا أنه يكون هو دائمًا نفسه بالنسبة لجنس العذراء أي أن عدد اليرقات التي تحضرها الأم لصغارها الإناث يكون هو نفسه بالنسبة لجميع الصغار من هذا الجنس وكذلك بالنسبة للذكور. تكون ذكور الزنابير الانفرادية المنتمية لجنس "إيومنس" ([[اللغةلغة اللاتينيةلاتينية|باللاتينية]]: Eumenes) أصغر من الأنثى، لذا فإن الأم من أي من الفصائل المنتمية لهذا الجنس تؤمن 5 يرقات فقط لصغارها الذكور، بينما تؤمن 10 يرقات لصغارها الإناث الأكبر حجما؛ وبعبارة أخرى فإن الأم قادرة على أن تميّز العدد 5 و 10 لليرقات التي تعود بها لصغارها، وأيضا أي من الخلايا تحوي [[ذكر (توضيح)|ذكرا]] وأي تحوي [[أنثى]].
 
وبالنسبة للحشرات التي لا تعيش في مجتمعات فإن وسائل الاتصال لديها تظهر أهميتها في التزاوج والدفاع عن أنفسها [[صرصور|كالصرصار]] [[جندب|والجندب]]، حيث يجذبون شريكهم بالأصوات ثم يحكون جزءا من أجسامهم مع جزء آخر لتوليد أصوات متكررة في فترة معينة يسمعها الذكور والإناث من خلال آذان خاصة لتحس بأغاني ونداءات الآخرين والدعوة للتزاوج. وبعض الحشرات تلتقط الأصوات بقرون الاستشعار، [[بعوضة|فالبعوض]] يلتقط أصوات رفرفة الإناث بقرون استشعاره ذات الأهداب. والحشرات عادة تفرز روائح [[فورمونات|الفورمونات]] للإعلان عن وجودها ورغبتها في التزاوج.
 
=== توليد الضوء والرؤية ===
[[ملف:Lampyris_noctiluca.jpg|تصغير|[[يراعة]] تولّد [[ضوءضيائية باردحيوية|الضوء البارد]].]]
إن البعض من فصائل الحشرات كتلك المنتمية لعائلة الذباب الصغير، اليراعات، بالإضافة لفصائل مختلفة من الخنافس تعتبر مولدة للضوء؛ وأبرز هذه الحشرات هي [[يراعة|اليراعات]] بدون منازع. يستطيع البعض من هذه الحشرات أن يتحكم بتوليد الضوء مما يؤدي إلى إصدار ومضات ضوئية منها، يسمى [[ضوءضيائية باردحيوية|بالضوء البارد]] ويختلف الهدف من إصدار هكذا أضواء باختلاف الفصائل، فالبعض يستخدمها لجذب شريك بينما البعض الآخر يستخدمها لاستقطاب طريدة كيرقات [[ذبيبة الفطر|ذُبيبات الفطر]] القاطنة للكهوف، فهذه الأخيرة تولّد ضوءا وتستخدمه لجذب حشرات صغيرة إليها لتعلق الأخيرة بخيطان رفيعة من [[حرير|الحرير]].<ref>{{Cite journal|العنوانعنوان=Literature review of the New Zealand glowworm ''Arachnocampa luminosa'' (Diptera: Keroplatidae) and related cave-dwelling Diptera|الأخير=Pugsley|الأول=Chris W.|journalصحيفة=New Zealand Entomologist|السنةسنة=1983|volumeالمجلد=7|issueالعدد=4|الصفحاتصفحات=419–424|المسارمسار=http://www.ento.org.nz/nzentomologist/free_issues/NZEnto07_4_1983/Volume%207-4-419-424.pdf}}</ref> تلجأ بعض أنواع اليراعات مثل تلك المنتمية لجنس "الأنثى القاتلة" (باللاتينية: Photuris) إلى تقليد الوميض الذي تصدره إناث فصائل أخرى من اليراعات لجذب شريك، وما أن ينجذب ذكر إليها حتى تفترسه.<ref>{{Cite journal|العنوانعنوان=Occurrence of Aggressive Mimicry in Fireflies|الأول=James E.|الأخير=Lloyd|journalصحيفة=The Florida Entomologist|volumeالمجلد=67|issueالعدد=3|السنةسنة=1984|الصفحاتصفحات=368–376|doi=10.2307/3494715}}</ref> يختلف لون الضوء الذي تصدره الحشرات من الأزرق الجاف أو "البليد" إلى الأخضر المألوف عادة والأحمر النادر.<ref>{{مرجع كتاب|الأول=James E.|الأخير=Lloyd|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=Erin C. Gentry|العنوانعنوان=in
Resh, V.H. and R.C. Cardé (editors) 2003. The Encyclopedia of Insects|الصفحاتصفحات=115-120|الناشرناشر=Academic Press}}</ref>
 
تستطيع معظم الحشرات، عدا بعض أنواع الجداجد القاطنة للكهوف، أن تميّز الضوء والظلام. والعديد من الفصائل تمتلك القدرة على أن تحدد أبسط التحركات، وتتألف عين الحشرة من عيون بسيطة أو عُوينات بالإضافة لعينين مركبتين بأحجام تختلف باختلاف الفصيلة، ويستطيع الكثير من الفصائل أن يحدد الضوء في الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية كما الموجات الضوئية المختلفة للضوء المرئي، كما ويُعرف أن العديد من الفصائل يمكنه تمييز الألوان.<ref name="insvision">{{Cite journal|العنوانعنوان=The evolution of color vision in insects|المؤلفمؤلف=Briscoe, AD & L Chittka|السنةسنة=2001|journalصحيفة=Annu. Rev. Entomol|volumeالمجلد=46|الصفحاتصفحات=471–510|doi=10.1146/annurev.ento.46.1.471|pmid=11112177}}</ref>
 
=== إصدار الصوت والسمع ===
[[ملف:Tibicen_linnei.jpg|يمين|تصغير|الزيز السنوي، إحدى أنواع الحشرات القادرة على إصدار أصوات هسهسة مرتفعة.]]
الحشرات هي أولى الكائنات الحيّة التي أصدرت الأصوات وشعرت بها كذلك الأمر، وتقوم الحشرات بإصدار الصوت عبر حركة أليّة معينة لأعضاء ثانوية أو إضافية في مؤخرتها، وفي الجنادب والجداجد فإن هذا يتحقق عبر حف القدمين ببعضهما البعض مما يولّد صريرا ([[:en:File:Grasshoppers.ogg|تحميل]]). تعتبر [[زيز|الزيزان]] أعلى الحشرات صوتا وهي تمتلك تعديلات خاصة لجسدها وجهازها العضلي تمكنها من إصدار وتضخيم الأصوات، وفي بعض الفصائل [[زيز إفريقي|كالزيز الإفريقي]] فإن مقياس صوتها بلغ قياسه 106.7 [[ديسيبل]] من على بعد 50 سنتيمترا (20 بوصة).<ref name="walker" /> تستطيع بعض الحشرات مثل [[عثة بازية|العثة البازية]] [[فراشات العث الأميركية|وفراشات العث الأميركية]] أن تسمع [[صوتتخطيط فوقالصدى سمعيالطبي|الصوت فوق السمعي]] وبالتالي فهي تستطيع أن تتملص من الخفافيش عندما تشعر بدنوّها منها، وبعض أنواع العث تصدر أصوات فوق سمعية كان يُعتقد سابقا أن لها دور في تعطيل أو التشويش على نظام ارتداد الأصوات لدى الخفاش، ولكن أصبح يُعرف الآن أنها تُصدر من قبل العث غير السائغ الطعم كتحذير للخفافيش، تماما كما تُستخدم [[الألوان التحذيرية]] من قبل بعض أنواع الحيوانات لتحذير الضواري التي تصطاد في وضح النهار من خطورة الطريدة أو سميّتها.<ref>{{Cite journal|الأخير=Hristov|الأول=N.I.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=Conner, W.E.|السنةسنة=2005|العنوانعنوان=Sound strategy: acoustic aposematism in the bat–tiger moth arms race|journalصحيفة=Naturwissenschaften|volumeالمجلد=92|الصفحاتصفحات=164–169|doi=10.1007/s00114-005-0611-7}}</ref> [[ضفدع السهام السامة|كضفادع السهام السامّة]]. كما وتصدر حشرات من تلك التي تعتمد أسلوب التقليد هذه الأصوات أيضا<ref>{{Cite journal|الأخير=Barber|الأول=J. R.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=W. E. Conner|السنةسنة=2007|العنوانعنوان=Acoustic mimicry in a predator–prey interaction|journalصحيفة=Proc. Nat. Acad. Sci.|volumeالمجلد=104|issueالعدد=22|الصفحاتصفحات=9331–9334|المسارمسار=http://www.pnas.org/cgi/content/figsonly/104/22/9331|doi=10.1073/pnas.0703627104|pmid=17517637}}</ref>
 
تستخدم بضعة فصائل من الحشرات من [[حرشفيات الأجنحة|قشريات الجناح]] (الفراش والعث)، [[خنفساءخنافس|الخنافس]]، [[غشائيات الأجنحة|وغشائيات الأجنحة]] أصواتا خافتة جدا تصدرها بواسطة حركات أليّة من قوائمها عبر أجزاء ميكروسكوبية موجودة في تلك المناطق.
 
تمتلك معظم الحشرات القادرة على إصدار الأصوات أعضاء سمعيّة تمكنها من التقاط [[ذبذبةتذبذب (توضيح)|الذبذبات]] وتجعلها قادرة على التقاط الأصوات المنقولة بالهواء،<ref>{{Cite journal|الأخير=Virant-Doberlet|الأول=M.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=Čokl A.|السنةسنة=2004|العنوانعنوان=Vibrational communication in insects|journalصحيفة=Neotropical Entomology|volumeالمجلد=33|issueالعدد=2|الصفحاتصفحات=121–134|المسارمسار=http://www.scielo.br/pdf/ne/v33n2/a01v33n2.pdf|doi=10.1590/S1519-566X2004000200001}}</ref> كما وإن معظم الحشرات قادرة على الشعور بالاهتزازات التي تنتقل عبر الطبقة الأرضية السفلى،<ref>{{Cite journal|الأخير=Bennet-Clark|الأول=H.C.|السنةسنة=1998|العنوانعنوان=Size and scale effects as constraints in insect sound communication|journalصحيفة=Phil. Trans. R. Soc. Lond. B|volumeالمجلد=353|الصفحاتصفحات=407–419|doi=10.1098/rstb.1998.0219}}</ref> ويعدّ هذا النوع من التواصل الأكثر شيوعا بين الحشرات وذلك لأنه كي ينتقل الصوت بالهواء لمسافة بعيدة ينبغي أن يكون الحيوان على درجة معينة من الضخامة. لا تستطيع الحشرات أن تصدر أصواتا منخفضة التردد بفعالية، كما أن الأصوات العالية التردد تختفي وتتشتت في البيئات الكثيفة (مثل النبات)، لذا فإن تلك الحشرات التي تقطن هكذا بيئة تميل لاستخدام الأصوات المنقولة بالاهتزازات عبر الأرض. تعتبر أليات إصدار الإشارات الاهتزازية متنوعة بدرجة كبيرة كما هي وسائل إصدار الصوت عند الحشرات.
 
تلجأ بعض فصائل الحشرات إلى الاهتزازات للتواصل مع أفراد من نفس الفصيلة كما عندما تقوم باجتذاب شريك كما تفعل بقة الدرع،<ref>{{Cite journal|journalصحيفة=Journal of Insect Behavior|العنوانعنوان=The Influence of Substrate on Male Responsiveness to the Female Calling Song in ''Nezara viridula''|volumeالمجلد=14|issueالعدد=3|الصفحاتصفحات=313–332|السنةسنة=2001|الأول=Nadège|الأخير=Miklas|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=Nataša Stritih,Andrej Čokl, Meta Virant-Doberlet, Michel Renou|doi=10.1023/A:1011115111592}}</ref> كما وتُستخدم هذه الطريقة أيضا للتواصل مع فصائل أخرى مختلفة كليّا مثل بين النمل وبعض أنواع اليساريع.<ref>{{Cite journal|الأخير=DeVries|الأول=P. J.|السنةسنة=1990|العنوانعنوان=Enhancement of symbiosis between butterfly caterpillars and ants by vibrational communication|journalصحيفة=Science|volumeالمجلد=248|الصفحاتصفحات=1104–1106|doi=10.1126/science.248.4959.1104|pmid=17733373}}</ref>
 
تقوم بعض الحشرات بإصدار صوتها عبر أعضاء أخرى من جسدها، [[صرصور مدغشقر المهسهس|فصرصور مدغشقر المهسهس]] يمتلك القدرة على أن يضغط الهواء عبر [[الفتحة التنفسية]] ليصدر صوتا شبيها بالهسهسة، وكذلك تفعل الفصائل المختلفة من [[عثة رأس الموت البازية الفم]] التي تصدر صوتا شبيها بالصيئ عبر إخراخ الهواء من [[بلعوم|بلعومها]].
سطر 597:
== علاقة الحشرات بالإنسان ==
[[ملف:Aedes_aegypti_biting_human.jpg|تصغير|بعوضة الحمى الصفراء، حشرة طفيليّة ناقلة لحمى الدنك والحمى الصفراء.]]
يُعتبر الكثير من فصائل الحشرات طفيليّا مزعجا بالنسبة [[بشرإنسان|للبشر]]، والحشرات التي تعتبر هكذا غالبا ما تكون تلك الطفيليّة ([[بعوضة|كالبعوض]]، [[قملقمليات|القمل]]، [[بق الفراش|وبق الفراش]])، ناقلة الأمراض ([[بعوضة|البعوض]] [[ذبابة|والذباب]])، مدمّرة للمنشآت ([[نمل أبيضأرضة|النمل الأبيض]])، أو مدمّرة للمحاصيل الزراعية ([[جرادة (توضيح)|الجراد]] [[سوسة (توضيح)|والسوس]]). ويختص العديد من علماء الحشرات بدراسة طرق مختلفة للسيطرة على أعداد الحشرات، حيث يلجأون غالبا لاستعمال [[مبيد آفات|المبيدات الحشريّة]]،<ref>{{Cite journal|العنوانعنوان=Developmental effects of endocrine-disrupting chemicals in wildlife and humans|الأخير1=Colborn|الأول1=T|الأخير2=vom Saal|الأول2=FS|الأخير3=Soto|الأول3=AM|journalصحيفة=Environmental Health Perspectives|السنةسنة=1993|الشهرشهر=October|volumeالمجلد=101|issueالعدد=5|الصفحاتصفحات=378–384|pmc=PMC1519860|pmid=8080506|doi=10.2307/3431890}}</ref><ref>{{Cite journal|العنوانعنوان=Extinction risk to bird populations caused by DDT exposure|الأخير1=Nakamaru|الأول1=M|الأخير2=Iwasab|الأول2=Y|الأخير3=Nakanishic|الأول3=J|journalصحيفة=Chemosphere|السنةسنة=2003|الشهرشهر=October|volumeالمجلد=53|issueالعدد=4|الصفحاتصفحات=377–387|doi=10.1016/S0045-6535(03)00010-9|pmid=12946395}}</ref> إلا أنهم أصبحو مؤخرا يعتمدون أكثر فأكثر على أساليب السيطرة الطبيعيّة أو البيولوجيّة أي أنهم يقومون باستخدام وسائل تسيطر على أعداد الحشرات بشكل طبيعي كما يحصل في البرية كإطلاق سراح مفترسات طبيعية لتلك الفصائل.<ref>{{Cite journal|العنوانعنوان=Biological control and sustainable food production|الأخير1=Bale|الأول1=JS|الأخير2=van Lenteren|الأول=JC|الأخير3=Bigler|الأول2=F|journalصحيفة=Philosophical Transactions of the Royal Society of London. Series B: Biological Sciences|التاريختاريخ=27 February 2008|volumeالمجلد=363|issueالعدد=1492|الصفحاتصفحات=761–776|doi=10.1098/rstb.2007.2182|pmid=1782711|pmc=PMC2610108|الأول3=F.}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Davidson, E.|السنةسنة=2006|العنوانعنوان=''Big Fleas Have Little Fleas: How Discoveries of Invertebrate Diseases Are Advancing Modern Science''|الصفحاتصفحات=|الرقم المعياري=0-8165-2544-7|الناشرناشر=University of Arizona Press|المكانمكان=Tucson, Ariz.}}</ref>
 
وعلى الرغم من أن الحشرات الطفيليّة هي التي تستحوذ على انتباه [[إنسان|الإنسان]] في أغلب الأحيان، إلا أن الكثير من الحشرات يُعد نافعا للبيئة والبشر على حد سواء. فالبعض منها يقوم بتلقيح [[نباتاتكاسيات مزهرةالبذور|النباتات المزهرة]] (من شاكلة [[زنبور|الزنابير]]، [[نحلةنحل|النحل]]، [[فراشة|الفراشات]]، [[نملةنمل|والنمل]])، ويعدّ التلقيح بمثابة علاقة تبادليّة بين الحشرة والنبتة، فالنبات المزهر يُلقّح ويصبح قادرا على الازدهار بينما تحصل الحشرات على كفايتها من [[نكتاررحيق|النكتار]] [[حبوب اللقاح|وحبوب اللقاح]] اللازمة لغذائها. ومن المشاكل البيئيّة الجديّة اليوم تناقص أعداد الحشرات المُلقحة، حيث أصبح بعض الباحثين يقومون بتجميع بعض فصائل الحشرات الملقحة وإطلاق سراحها في الحقول، المشاتل، والبيوت البلاستيكية خلال فترة تزهير النباتات لضمان استمرار وجود جمهرات منها في هكذا مناطق.<ref name="The 1991 Yearbook of Agriculture">{{مرجع كتاب|الأخير=Smith|الأول=Deborah T|العنوانعنوان=Agriculture and the Environment: The 1991 Yearbook of Agriculture|الناشرناشر=United States Government Printing|dateتاريخ=December 1991|الإصدارإصدار=1991|الصفحاتصفحات=191 pp.|الرقم المعياري=0160341442|المسارمسار=http://books.google.com/books?id=fDTbAAAAMAAJ&q=insects+pollinate&dq=insects+pollinate}}</ref>
 
تنتج الحشرات أيضا بعض المواد المفيدة مثل [[عسل|العسل]]، [[شمع|الشمع]]، [[ورنيش اللك|ورنيش الّلك]]، [[حرير|والحرير]]. وقد قام البشر بتربية [[نحل العسل]] منذ آلاف السنين للحصول على عسلها، ومؤخرا أصبحت تربيتها بغرض تلقيح أزهار ونباتات الحقول هدفا آخر ذو أهمية كبرى بالنسبة لمربي النحل. ومن الحشرات الأخرى التي لعبت دورا في تاريخ البشرية دودة الحرير، التي كانت السبب وراء نشوء تجارة الحرير بين الغرب والشرق والتي أنشأت علاقات [[الصين|للصين]] مع باقي دول العالم؛ وكان البشر أيضا يستخدمون يرقات الذباب سابقا لمعالجة الجراح أو لمنع انتشار [[غنغرينةغنغرينا|الغنغرينة]]، بما أن هذه اليرقات كانت تقتات فقط على اللحم الميّت، ولا يزال هذا النوع من العلاج يُتبع حتى اليوم في بعض المستشفيات، كما وتُستخدم بعض أنواع الزيزان ويرقات أصناف مختلفة من الحشرات كطعوم لصيد السمك.<ref>{{Cite journal|الأخير=Sherman|الأول=Ronald A.|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=Pechter, Edward A.|التاريختاريخ=13 December 1987|العنوانعنوان=Maggot therapy: a review of the therapeutic applications of fly larvae in human medicine, especially for treating osteomyelitis|journalصحيفة=Medical and Veterinary Entomology|الناشرناشر=Journal compilation © 2009 The Royal Entomological Society|volumeالمجلد=2|issueالعدد=3|الصفحاتصفحات=Pages 225–230|المسارمسار=http://www3.interscience.wiley.com/journal/119457073/abstract|doi=10.1111/j.1365-2915.1988.tb00188.x}}</ref>
[[ملف:Egypt.KV6.04.jpg|يمين|تصغير|200x200بك|رسم لخنفسة الجعران أو خنفساء الروث على حائط إحدى المعابد المصرية القديمة، وقد كان قدماء المصريين يعتقدون أن هذه الحشرة يولدها طمي النيل.]]
يُنظر إلى الحشرات في بعض مناطق العالم على أنها مصدر للغذاء بينما يعدّ أكلها محرّما في بلدان أخرى،<ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Michels|الأول=John|others=American Association for the Advance of Science|العنوانعنوان=Science|المحررمحرر=John Michels|الناشرناشر=American Association for the Advance of Science|المكانمكان=229 Broadway ave., N.Y.|السنةسنة=1880|volumeالمجلد=1|الصفحاتصفحات=2090pp|المسارمسار=http://books.google.com/books?id=aDkLAAAAYAAJ&pg=PA69&dq=Insects+also+produce+useful+substances+honey+silk#v=onepage&q=Insects%20also%20produce%20useful%20substances%20honey%20silk&f=false}}</ref> وهناك مقترحات حاليّة لتطوير استخدام الحشرات لهذا الغرض لتأمين مصدر أساسي [[بروتين|للبروتين]] في غذاء الإنسان بما أنه من المستحيل إلغاء استهلاك الحشرات الطفيليّة من قبل الإنسان التي تعيش وتتواجد في الكثير من أصناف الطعام وخصوصا المحاصيل الزراعيّة. والكثير من الناس لا يدركون أن قوانين الرقابة على الأغذية في الكثير من البلدان لا تمنع استخدام بعض أعضاء الحشرات في تصنيع المأكولات وإنما تحدد الكميّة المسموح بها فقط. يقول عالم الدراسات الإنسانية المتخصص بدراسة الحضارات البشرية المختلفة، مارفن هاريس، أن أكل الحشرات يعدّ محرّما في الحضارات التي تمتلك مصادر بروتين من السهل الحصول عليها مثل الدواجن والمواشي.
[[ملف:Insectos_Tostados_001.jpg|تصغير|حشرات مكسيكية محمصة ومملحة من بينها الصرصور والجراد، يتم تقديمهما كفواتح شهية.]]
الكثير من الحشرات، خاصة الخنافس، تُعدّ قمّامة أي أنها تتغذى على الجيفة والأشجار اليابسة فتعيد تدوير المواد البيولوجية إلى أشكال تستفيد منها كائنات حيّة أخرى، وتعتبر الحشرات مسؤولة عن معظم العملية التي تُنتج عبرها الطبقة الفوقية من التربة. وكان [[مصريونمصر قدماءالقديمة|المصريون القدماء]] يعبدون خنفسة الجعران أو خنفساء الروث ويمثلونها كتعويذات على شكل خنفسة، وكان المصريون يعتقدون بأن الجعران يولد من طمي [[نهر النيل|النيل]] ويُمثّل تجدد الحياة بما أنه كان يخرج كل يوم مع بروز أشعة [[الشمس]].<ref>كتاب المعرفة، الحيوان، الجزء الأول، 1985، شركة إنماء النشر والتسويق ش.م.ل. بيروت - لبنان، توزيع الشركة الشرقية للمطبوعات ش.م.ل. بيروت - لبنان، صفحة 24</ref>
 
إن أكثر الحشرات فائدة للإنسان هي الحشرات المفترسة التي تقتات على فصائل أخرى من الحشرات، ويستطيع الكثير من الحشرات أن يتناسل بشكل سريع جدا لدرجة أنه بحال نجت جميع صغارها لكانت ستُغرق [[الأرض]] في موسم واحد، وبالمقابل فإن أي حشرة يقدر شخص ما على تسميتها أو تحديد فصيلتها سواء اعتبرت طفيليّة أم لا فإن هناك من فصيلة واحدة إلى المئات من الفصائل التي إما تكون طفيلية عليها أو مفترسة لها وتلعب دورا مهما في السيطرة عليها. یعتقد الكثیرون بأن [[طيورطائر|الطيور]] هي المساهم الأول والأساسي في السيطرة على أعداد الحشرات، إلا أنه في الواقع فإن الحشرات الضارية هي التي تعلب الدور الأكثر فعالية في السيطرة على أعداد الحشرات الأخرى.
 
إن محاولة البشر للسيطرة على أعداد الحشرات الطفيليّة عبر استعمال المبيدات الحشرية يمكنها أن تكون سيفاٌ ذا حدين بما أن الكثير من الحشرات المفترسة المفيدة التي تقتات على تلك الطفيليّة تُقتل عن غير قصد مما يتسبب بالنهاية بحصول انفجار بأعداد الحشرات الطفيليّة.