شيبيون الإفريقي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
صالح (نقاش | مساهمات)
تعديل، إزالة قالب نقل
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 148:
|إصابات_ميدان=
}}
'''شيبيون الإفريقي'''<ref>[http://www.hmp.defense.tn/index.php/ar/2013-09-05-13-51-36/personnalites-militaires-historiques/item/180-hannibal-247-183-av-j-c وزارة الدفاع التونسية]</ref> واسمه الكامل ''' بابليوس كورنيليوس سكيبيو الإفريقي ''' {{لاتينية|Publius Cornelius Scipio Africanus}} وتُكتب أيضا ''' سكيبيو الإفريقي ''' {{لاتينية|Scipio Africanus}} أو ''' سكيبيو الكبير ''' أو ''' أفريكانوس الكبير ''' (240 ق.م - 183 ق.م) قنصل وقائد [[الجمهورية الرومانية|روماني]] خلال [[الحرب البونيقية الثانية]]. اشتهر بانتصاره على [[حنبعل]] في [[معركة زامة|معركة زاما]] التي حسمت الحرب البونيقية الثانية، ومن هنا اكتسب لقبه "الإفريقي"، كما يلقب بـ"حنبعل الروماني"، ويعتبر واحد من خيرة القادة العسكريين في التاريخ . كانت أبرز معاركه التي أظهرت قدراته التكتيكية [[معركة إليبا]].
== سيرته الذاتية ==
هناك اختلاف حول عام مولده بين عامي 239 ق.م أو 240 ق.م، وعادة ما يرجح أنه كان عام 240 ق.م<ref>{{مرجع كتاب|العنوانعنوان=Scipio Africanus in the Second Punic War|الأول= Howard Hayes|الأخير=Scullard|الناشرناشر=University Press|المكانمكان=Cambridge|dateتاريخ=1930|الصفحاتصفحات=37–38}}</ref> ينتمي سكيبيو لعائلة من النبلاء الرومان، فهو الابن الأكبر ل[[بابليوس سكيبيو]] وعمه [[سكيبيو الأصلع|جنايوس سكيبيو]] القنصلان والقائدان البارزان خلال [[الحرب البونيقية الثانية]]. كما كان سكيبيو زوجاً لإبنة [[لوسيوس أميليوس باولوس (قنصل 219 قبل الميلاد)|لوسيوس أميليوس باولوس]] الذي قتل عام [[216 ق م|216 ق.م]] في كاناي.
 
بدأ حياته العسكرية في سن السابعة عشر، ليشترك في النزاع الروماني ضد [[قرطاجنةإمبراطورية قرطاجية|القرطاجيين]] في [[الحرب البونيقية الثانية]]. نجا سكيبيو الشاب من المعارك الكارثية للرومان في [[معركة تيسينيوس]] و[[معركة تريبيا]] و[[معركة كاناي]]. ووفقا [[بوليبيوس|لبوليبيوس]]، فقد أنقذ حياة والده عندما كان عمره 18 عاما، عندما غامر باقتحام القوات القرطاجية التي كانت تطوق الرومان في معركة تيسينيوس.<ref name="Scipio">{{مرجع كتاب
|الأخير=Liddell Hart
|الأول= Basil
|العنوانعنوان=Scipio Africanus: Greater Than Napoleon
|الصفحةصفحة = 2–10, 24, 25، 200 - 207
|السنةسنة= 1926, reprint 1992
|الرقم المعياري=1853671320
|الناشرناشر =}}</ref> وعلى الرغم من هذه الهزائم على يد القرطاجيين، إلا أن سكيبيو لم يهزم مرة أخرى بعد ذلك منذ أن تولى القيادة في سن الـ 25 <ref name="Scipio"/><ref>{{مرجع كتاب
|المؤلفمؤلف = Nigel Rodgers, Hazel Dodge
|العنوانعنوان= Rome: The Greatest Empire
|الصفحةصفحة = 40
|السنةسنة= 2005
|الرقم المعياري= 1844761509
|الناشرناشر = Southwater}}</ref>.
 
عندما علم بأن بعض السياسيين قرروا التصويت على قرار الاستسلام، جمع سكيبيو أتباعه واقتحم [[مجلس الشيوخ الروماني|المجلس]] وشهر سيفه وأجبر جميع الحاضرين بأن يقسموا بأنهم سوف يستمر في خدمة روما. لحسن الحظ، كان باقي أعضاء [[مجلس الشيوخ الروماني]] يرفضون فكرة السلام، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بروما، حيث لقي نحو خُمس الرجال في سن الخدمة العسكرية حتفهم في غضون بضع سنوات.
 
في 213 ق.م، عندما ترشح لمجلس الشيوخ، اعترض البعض لأنه لم يبلغ بعد السن القانونية (السن القانونية لعضوية مجلس الشيوخ 30 عاما). إلا أنه تم استثنائه من هذا الشرط نظراً لشجاعته ووطنيته، حيث انتخب بالإجماع. وفي 211 ق.م، تولى قيادة القوات في [[هسبانيا]] غرب [[أبرةإبرة (نهر)|نهر أبرة]].<ref>[http://annourbis.com/Ancient-Rome/8rome10.html Ancient Rome from the earlies times down to 476 AD]. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171009223914/http://annourbis.com/Ancient-Rome/8rome10.html |date=09 أكتوبر 2017}}</ref>
 
== حملته في هسبانيا ==
في عام 211 ق.م، قتل والده [[بابليوس سكيبيو]] وعمه [[سكيبيو الأصلع|جنايوس سكيبيو]] في معركة ضد [[صدربعل برقة|صدربعل برقا]] شقيق [[حنبعل]]. في السنة التالية، عرض سكيبيو نفسه لقيادة الجيش الجديد الذي قرر الرومان أرساله إلى [[هسبانيا]]. وعلى الرغم من صغر سنه، انتخب ليتم إرسالها كحاكم ولاية هناك. وحسبما ذكر [[تيتوس ليفيوس]]، فقد كان سكيبيو الرجل الوحيد الذي امتلك الشجاعة الكافية لترشيح نفسه لهذا الأمر، الذي تهرب منه الآخرون معتبرين أنه حكماً بالإعدام.<ref>Livy, Book XXVI, Chapter 18 ''...declaring himself a candidate, took his station on an eminence from which he could be seen by all.''</ref> في عام 210 ق.م وهو العام الذي وصل فيه إلى هسبانيا، كانت المناطق جنوب نهر أبرة تحت السيطرة القرطاجية تحت قيادة أخوي حنبعل [[صدربعل برقة|صدربعل برقا]] و[[ماجو برقة|ماجو برقا]] بالإضافة إلى [[صدربعل جيسكو]]. ساعد ذلك روما بسبب صعوبة التنسيق بينهم، بالإضافة إلى انشغال القرطاجيين في إخماد الثورات في [[إفريقية]].
 
أرسى سكيبيو سفنه عند مصب نهر أبرة، ثم فاجأ القرطاجيين وهاجم قاعدتهم في هسبانيا مدينة [[قرطاجنة،كارتاخينا (إسبانيا)|قرطاجنة الجديدة]] واحتلها. حصل سكيبيو بذلك على كمية كبيرة من المؤن ولوازم الحرب، وميناء ممتاز وقاعدة لعملياته. عامل سكيبيو أسراه معاملة حسنة، حتى ينظر السكان المحليين للرومان كمحررين وليس كغزاة. ونظراً لفراسة سكيبيو، أدرك أن الأولوية الأولى لمجلس الشيوخ هي الحرب في إيطاليا، لذا لم يعلق آمالاً كبيرة على إرسال تعزيزات له، فلجأ إلى التعاون مع الزعماء المحليين والتحالف معهم لتعزيز جيشه الصغير.
 
كانت أول معارك سكيبيو الفاصلة في عام 209 ق.م، عندما هاجم صدربعل برقا في [[معركة بيكولا]] في [[الوادي الكبير]]. خشي سكيبيو من أن تهاجمه جيوش ماجو وصدربعل جيسكو وتحيط بجيشه الصغير، لذا كان هدف سكيبيو هو القضاء بسرعة على أحد الجيوش ليتعامل مع الآخرين. بدأت المعركة عندما هاجم المشاة الرومانية قلب الجيش القرطاجي. لم يلحظ صدربعل إخفاء سكيبيو لفرسانه الذين تحركوا خلف خطوط القرطاجيين، ثم قاموا بهاجمة الجناحين بقيادة قائد الفرسان [[جايوس لايلوس]] وسكيبيو نفسه. هُزم الجيش القرطاجي، وكان هذا لاتينيةازا رائعا للقائد الروماني الشاب على القائد القرطاجي المخضرم. وعلى الرغم من انتصار الرومان، إلا أن سكيبيو لم يكن قادراً على إعاقة مسيرة القرطاجيين إلى [[إيطاليا]]. وجهت لسكيبيو انتقادات تاريخية كثيرة لعدم قدرته على عرقلة مسيرة صدربعل برقا، التي انتهت في نهاية المطاف بعد عبوره ل[[الألب|جبال الألب]]، عندما هزمه [[جايوس كلاوديوس نيرو]] في [[معركة ميتوريوس]].
 
بعد أيام بعد هزيمة [[صدربعل برقة|صدربعل برقا]]، التقى جيشي [[ماجو برقة|ماجو برقا]] و[[صدربعل جيسكو]] لمواجهة الرومان. بعد أن هزم عدد من القبائل الأيبيرية، حقق سكيبيو نصرا حاسما في عام 206 ق.م على القرطاجيين في [[معركة إليبا]] (بالقرب من [[إشبيلية]])، مما أدى إلى إجلاء القرطاجيين عن هسبانيا.
 
بعد نجاحه في السيطرة على هسبانيا، قرر توجيه ضربة [[قرطاجنةإمبراطورية قرطاجية|لقرطاجنة]] في [[إفريقية]]. قام سكيبيو بزيارة قصيرة إلى الأمراء [[نوميديا|النوميديين]] [[صيفاقس]] و[[ماسينيسا]]. كانت نوميديا ذات أهمية حيوية بالنسبة لقرطاجنة، فهي توفر لهم المرتزقة والقوات المتحالفة معهم، بالإضافة إلى تزويدهم بالفرسان النوميديين، كما كانت نوميديا تعمل كدرع لقرطاجنة. تمكنت سكيبيو من إقناع كليهما بالتحالف معه، إلا أن صيفاقس غير رأيه في وقت لاحق، بعدما تزوج النبيلة القرطاجية [[صفنبعل]] ابنة [[صدربعل جيسكو]]، وقاتل مع القرطاجيين ضد ماسينيسا وسكيبيو في إفريقية.
 
بعد عودته إلى هسبانيا، إضطر سكيبيو لإخماد التمرد التي إندلع بين قواته. وفي 206 ق.م، بعدما ضمن بنفسه احتلال الرومان لهسبانيا بعد سقوط [[قادس]]، تخلى عن قيادته وعاد إلى [[روما]].
سطر 198:
بعد أن هجر قرطاجنة حلفائها، وأصبحت محاطة بجيش روماني أفضل من أي جيش روماني واجهته من قبل. بدأت قرطاجنة في فتح القنوات الدبلوماسية للتفاوض. وفي الوقت نفسه، أُرسل إلى حنبعل وجيشه للعودة إلى قرطاجنة. وعلى الرغم من الشروط المعتدلة التي عرضها سكيبيو على قرطاجنة، إلا أن القرطاجيين علقوا المفاوضات فجأة، ومرة أخرى استعدوا للحرب. كان الجيش الذي عاد مع حنبعل موضوع جدل كبير. يزعم المدافعون عن حنبعل بأن جيشه كان معظمه من الإيطاليين الذين أجبروا على الخدمة في جنوب إيطاليا، كما أن معظم خيرة قدامى محاربيه وبالأخص الفرسان، قضوا في المعارك.
 
كان مع حنبعل مجموعة مدربة من جنوده الذين قاتلوا معه في إيطاليا، فضلاً عن ثمانية فيلة حربية. كان جيش حنبعل يتألف من 58,000 جندي مشاة و6,000 فارس، بالمقارنة مع 34,000 جندي مشاة و8,700 فارس هم جيش سكيبيو. التقى الفريقان في سهل بين قرطاج ويوتكا في 19 أكتوبر عام 202 ق.م في [[معركة زامة|معركة زاما]].
 
قسم حنبعل مشاته إلى ثلاثة صفوف. كانت استراتيجيته تعتمد على حيلة ماكرة وبسيطة: تبدأ الفيلة الهجوم في قلب الجيش الروماني فتوجد ثغرات في صفوف الرومان، والتي سيتم استغلالها من قبل المشاة القرطاجيون، وبدعم من سلاح الفرسان القرطاجي.