تل حرمل: الفرق بين النسختين

'''تل حرمل''' هو موقع آثار في [[بغداد]]، وهي التسمية الحديثة له إذ كان يسمى '''(شادوبوم)'''،<ref>صور تل حرمل من موقع جامعة شيكاغو [http://oi.uchicago.edu/gallery/archaeological-site-photographs-mesopotamia-tell-harmal#harmal01.png] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180131023923/https://oi.uchicago.edu/gallery/archaeological-site-photographs-mesopotamia-tell-harmal |date=31 يناير 2018}}</ref> وكان في الماضي مركزا إداريا تابعا إلى مملكة [[إشنونة]] والتي كان مركزها [[إشنونة|تل أسمر]] الواقع شرق [[بغداد]] في [[محافظة ديالى]]، ويقع قريبا منها [[تل محمد (بنايا)|تل محمد]] الذي كان يسمى بنايا، وكلا التلين [[آثار|الأثريين]] يقعان في منطقة [[بغداد الجديدة]].<ref> موقع تل حرمل على خارطة بغداد

وأقدم استيطان سكني للمدينة كان في عهد [[الإمبراطورية الأكدية]] وعهد [[سلالة أور الثالثة|سلالة أور الثالثة الحاكمة]] (3250-2115 ق. م)، ولقد عظم شأن مدينة شادوبوم في منتصف العصر [[البابلي (توضيح)|البابلي]] القديم قبل حوالي 3800 عام. ولقد عثر على مجموعة من المباني المشيدة باللبن و[[طين (توضيح)|الطين]] ومن بينها ستة معابد فيها [[معبد]] كبير بني على طراز المعابد [[بابل|البابلية]] الجنوبية، وكان على جانبي المعبد وعلى جانبي المدخل إلى الحجرة الواقعة في الوسط [[تمثال]]ين لأسدين مصنوعة من الفخار.

لقد كانت (شادوبوم) في العصور القديمة مدينة حضارية ومركزا علميا حيث عثر [[عالمعلم آثارالآثار|علماء الآثار]] في الموقع على مجموعة من الرقم الطينية (ألواح طينية) منها ما يشرح قضايا [[رياضة|رياضية]] و[[هندسة رياضية|هندسية]] وأخرى معادلات جبرية، وفي أحدها شرح لحالة هندسية من تشابه [[مثلث قائم|مثلثات قائمة الزاوية]] والتي كانت هذه النظرية تنسب للعالم اليوناني [[إقليدس|اقليدس]] الذي ولد بعد 17 قرناً من بداية [[بلاد بابل|العصر البابلي]] القديم، ولقد احتوت الرقم الطينية في تل الحرمل على جداول رياضية مطولة في الضرب ورفع الأعداد وإيجاد جذورها من القوى المختلفة، وجداول أخرى بمعكوس الأعداد الرياضية لإجراء عملية القسمة، ومسائل أخرى تم حلها بالطريقة الرياضية المعروفة اليوم باسم [[لوغاريتم|اللوغارتمات]]، وهذا إلى جانب [[معجم|معاجم]] لغوية ورقم طينية تحوي قصص [[أدب]]ية وأخرى تثبت أسماء مواقع [[جغرافيا|جغرافية]].<ref>دليل بغداد السياحي - بغداد 2011 - صفحة 40 ، 41 </ref>

<ref> موقع هيئة السياحة العراقية [http://www.mta.gov.iq/index.php?name=Pages&op=page&pid=172] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170603070446/http://www.mta.gov.iq/index.php?name=Pages&op=page&pid=172 |date=03 يونيو 2017}}</ref>

وعثر في الموقع على نسخة من [[قانون إشنونا]] الذي يعود إلى أوائل [[بلاد بابل|العصر البابلي]] القديم في حدود عام 1900 - 1850 قبل الميلاد. حيث عثر على لوحين من الطين دونت عليهما باللغة البابلية مواد من قوانين مملكة [[إشنونة]] وهذه القوانين التشريعية هي أقدم من قوانين [[شريعة حمورابي]] التي شرعت بحوالي عام 1792 قبل الميلاد، وكانت مملكة أشنونا التي يعود إليها هذه الشريعة القديمة دولة من دويلات [[العراق]] القديمة وعاصمتها تسمى أشنونا وموضعها الآن في آثار [[إشنونة|تل أسمر]] الواقع شرق نهر [[محافظة ديالى|ديالى]]، وكانت جميع المناطق من [[محافظة ديالى|ديالى]] حتى تل حرمل تابعة لها، ويستخلص من دراسة اللوحين اللذين عثر عليهما في موقع تل حرمل أن المواد التي أمكن إظهارها من [[قانون إشنونا]] بلغت 61 مادة قانونية، ولا يعرف مجموع مواد القانون، حيث أن قانون [[شريعة حمورابي]] يحتوي على 282 مادة. وإن الشريعة هذه لا تختلف من حيث الصيغة عن قانون حمورابي الذي وضع على شكل مواد قانونية، كما إن المواد التي قننها الملك البابلي [[لبت عشتار]] باللغة السومرية في بداية الألف الثاني قبل الميلاد وعثر على بعض أجزائها في (نفر) وضعت على غرار قانون تل حرمل أيضا، وتحتوي المواد القانونية التي عثر عليها في تل حرمل على أحكام مختلفة في السرقات والاعتداء والديون والأحوال الشخصية والأجور والأسعار والبيع والشراء إلى غير ذلك من الشؤون القانونية. ومما ذكره المؤرخ والباحث [[طه باقر]] في بحث لهُ في [[قانون إشنونا]] المكشوف عنه في تل حرمل: ((أن [[قانون إشنونا|قانون مملكة إشنونة]] المعثور عليه في تل حرمل أقدم القوانين المدونة والتي جائتنا من العراق القديم، وكان قانون [[حمورابي]] إلى زمن قريب أقدم [[شريعة (توضيح)|شريعة]] في تاريخ البشر، ثم بدل هذا الرأي بعد استكشاف أجزاء من قانون سومري يعود إلى الملك [[لبت عشتار]] وبما ان القانون المستكشف في تل حرمل أقدم زمناً من [[حمورابي]] بنحو من قرنين فيكون بذلك أقدم [[شريعة (توضيح)|شريعة]] كشف عنها البحث حتى الآن)).<ref>دليل خارطة بغداد المفصل - تأليف د. مصطفى جواد، د.أحمد سوسة - صفحة 37، 38.</ref>