قومية عربية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من زيد الزايد السهلي إلى نسخة 38132439 من MichelBakni.
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 1:
[[ملف:League of Arab States, Western Sahara striped.png||250px|thumb|<center>الحدود السياسية الحالية للوطن العربي<center>]]
[[ملف:Flag of Hejaz 1917.svg|250px|thumb|left|[[علم الثورة العربية]]: أول علم عربي حديث (علم الدولة العربية الموحدة)، ويستعمل للدلالة على [[الوطن العربي]] و[[وحدة عربية|الوحدة العربية]]]]
'''القومية العربية''' أو '''العروبة''' في مفهومها المعاصر هي الإيمان بأن [[عرب|الشعب العربي]] شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح وبأن دولة عربية واحدة ستقوم لتجمع العرب ضمن حدودها من [[المحيط الأطلسي|المحيط]] إلى [[الخليج العربي|الخليج]]. ايمان العرب بأنهم أمة قديم وربما من الصعب معرفة بداياته، فكان يظهر افتخار العرب بجنسهم في الشعر العربي، وفي عهد الإسلام تجسدت القومية بشعور العرب بأنهم أمة متميزة ضمن الإسلام، وزاد هذا الشعور خلال العهد الأموي.<ref>عبد العزيز الدوري، 2008. الجذور التاريخية للقومية العربية. مركز دراسات الوحدة العربية. بيروت. ص 24.</ref> في العصر الحديث، جسدت هذه الفكرة [[أيديولوجيا|بأيديولوجيات]] مثل الحركة الناصرية و[[حزب البعث العربي الاشتراكي|التيار البعثي]] الذين كانا الأكثر شيوعاً في [[الوطن العربي]] خصوصاً في فترة أواسط القرن العشرين حتى نهاية السبعينات، والتي تميزت بقيام [[الجمهورية العربية المتحدة]] بين [[مصر]] و[[سوريا]] وشهدت محاولات وحدوية أخرى كثيرة. اكتسبت القومية العربية مدًا جديدًَا شعبيًا نتيجة ثورات [[الربيع العربي]] وظهور تيار شعبي عربي يدعو لوحدة عربية يقودها الشعب، وليس الأنظمة المتسلطة التي ركبت موجة القومية دون أن تنجز شيئاً يذكر في هذا الاتجاه.
 
سطر 28:
وهو من أشهر ما كتبت العرب في افتخارها بنسبها.
 
رافق الاعتزاز بالعروبة الحركات الوطنية الهادفة للانعتاق من الاستعمار، ومن الأمثلة ما قاله الشيخ أحمد الشارف محمسا الليبيين ضد الاستعمار الإيطالي<ref>شبكة الألوكة، 2012. [http://www.alukah.net/literature_language/0/38733/#ixzz3WH76Uf8w الفخر والحماسة في الشعر العربي.] تاريخ الولوج 3 نيسان 2015. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170716095958/http://www.alukah.net:80/literature_language/0/38733 |date=16 يوليو 2017}}</ref>:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|'''لا غرو أن يدّعى الليبي أن له'''|'''ما للعروبة من مجد ومن حسب'''}}
سطر 40:
كان حمل العرب لرسالة الإسلام أعظم حدث مر في تاريخهم، وهو ما جعلهم أمة متحدة ذات توجه واحد وكيان سياسي موحد بعد أن كانوا قبائل تقتتل فيما بينها وتدين بالولاء لإمبراطوريات تسيطر على الأجزاء الشمالية من الوطن العربي آنذاك، وهما [[الإمبراطورية الفارسية]] و[[الإمبراطورية الرومانية]].
 
كان فضل العرب في الإسلام واضحا، وهناك [[حديث نبوي|أحاديث شريفة]] كثيرة (ولو أن بعضها ضعيف) تقول بفضل العرب وافتخار النبي [[محمد]] بأصله ونسبه. وفي هذا يلخص الشيخ محمد صالح المنجد هذا الرأي في موقع الإسلام سؤال وجواب<ref name="فضل العرب">موقع الإسلام سؤال وجواب، 2015. [http://islamqa.info/ar/115934 فضل العرب]. تاريخ الولوج 3 نيسان 2015. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170826225433/https://islamqa.info/ar/115934 |date=26 أغسطس 2017}}</ref> رأي شيخ الإسلام [[ابن تيمية]]:
 
{{اقتباس خاص|'''الذي عليه [[أهل السنة والجماعة]] اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم: عبرانيهم وسريانيهم، رومهم وفرسهم، وغيرهم. وأن قريشا أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم، فهو أفضل الخلق نفسا، وأفضلهم نسبا'''}}
 
أفرد علماء كثر كتبا خاصة تتحدث عن فضل العرب، نذكر منها "مبلغ الأرب في فخر العرب" للإمام [[ابن حجر الهيتمي]]، و"فضل العرب والتنبيه على علومها" للإمام [[أبو محمد بن قتيبة الدينوري|ابن قتيبة]]، و"محجة القرب في فضل العرب" [[الإمام العراقي|للإمام العراقي]]، و"مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب" للشيخ [[مرعي الكرمي]] و"خصائص جزيرة العرب" للشيخ [[بكر بن عبد الله أبو زيد|بكر أبو زيد]].
 
ويلخص الشيخ محمد صالح المنجد هذا الرأي في موقع الإسلام سؤال وجواب<ref name="فضل العرب"/>:
سطر 65:
 
كان من رواد حركة القومية العربية مفكرون من أمثال [[قسطنطين زريق]] و[[ساطع الحصري]] و[[زكي الأرسوزي]] و[[عبد الرحمن عزام]] و[[محمد عزة دروزة]].
تجلت القومية العربية في أوجها ب[[الثورة العربية الكبرى]] التي قادها [[الشريف حسينالحسين بن علي شريف مكة|الشريف حسين]] من [[مكة]]، لكن الآمال المعقودة على الحصول على دولة الوحدة تقوضت بأسرها بعد عقد [[فرنسا]] و[[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[اتفاقية سايكس بيكو]] والتي قسمت إرث [[الدولة العثمانية]] وبخاصة [[المشرق العربي]].
 
=== البدايات الفكرية في العصر الحديث ===
أول إرهاصات القومية العربية كانت في [[بلاد الشام]] بعد [[حملة محمد علي في الشام|حملة محمد علي]] والتدخل الأوروبي الذي تبع ذلك. في البداية كانت مطالب القوميين العرب محدودة بالإصلاح داخل الدولة العثمانية، واستخدام أوسع للغة العربية في التعليم والإدارات المحلية، وإبقاء المجندين العرب في وقت السلم في خدمات محلية. طرأ تشدد على المطالب إثر ثورة عام [[1908]] في [[إسطنبول|الآستانة]] وبرنامج [[تتريك|التتريك]]<nowiki/> الذي فرضته حكومة [[جمعية الاتحاد والترقي]] (والمعروفة ب[[تركيا الفتاة]]). إلا أنه حتى ذلك الوقت لم يمثل القوميون العرب تياراً شعبياً يعتد به حتى في سوريا معقلها الأقوى آنذاك، فمعظم العرب كان ولاؤهم لدينهم أو طائفتهم أو قبيلتهم أو حكوماتهم المحلية. عقائد [[جامعة عثمانية|الجامعة العثمانية]] و[[رابطة إسلامية|الرابطة الإسلامية]] كانا منافسين قويين للقومية العربية. كانت أبرز الحركات القومية آنذاك متجسمة في جمعيات ونواد مثل [[جمعية العربية الفتاة]] و[[الجمعية العلمية السورية]] و[[المنتدى الأدبي]] و[[الجمعية القحطانية]] و[[جمعية العهد]] وغيرها.
 
في عام [[1913]] اجتمع بعض المفكرين والسياسيين العرب في [[باريس]] في [[المؤتمر العربي الأول]]. وتوصلوا إلى قائمة من المطالب للحكم الذاتي داخل الدولة العثمانية. وطالبوا كذلك ألا يُطلب من المجندين العرب في الجيش العثماني أن يخدموا خارج أقاليمهم إلا في وقت الحرب.
سطر 74:
 
 
تزايدت المشاعر القومية خلال انهيار السلطة العثمانية. ساعد القمع العنيف للجمعيات السرية في [[دمشق]] و[[بيروت]] من قبل [[جمال باشا]] وإعدامه الكثير من الوطنيين في عامي [[1915]] و[[شهداءعيد السادس من أيارالشهداء|1916]] على تقوية المشاعر المضادة للأتراك. وفي نفس الوقت قام البريطانيون من جانبهم بتحريض حاكم [[مكة]]، [[الحسين بن علي شريف مكة|الشريف حسين]] على [[الثورة العربية الكبرى|الثورة العربية]] خلال [[الحرب العالمية الأولى]]. هُزم العثمانيون ودخلت القبائل العربية الموالية ل[[فيصل الأول|فيصل]]، ابن الشريف حسين، [[دمشق]] عام [[1918]]. حينها شهدت القومية العربية أولى محاولاتها لإقامة [[المملكة العربية السورية|المملكة العربية]] بقيادة الملك [[فيصل الأول]].
 
يعتبر [[عزيز السيد جاسم]] أن رسالة الفكر القومي العربي هي مواصلة النمو والتطور والحماية من الركود والتخلف والتراجع.<ref>نحو تحريفية أوسع للفكر القومي العربي. مختارات من كتابات المفكر الراحل. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت. 2005. 255 ص.</ref>
سطر 80:
كان مسيحيو سوريا أكثر تحرراً من زملائهم المسلمين في النظرة إلى طبيعة الدولة الحديثة، فلم يكن لديهم هذا الالتباس مع الإسلام. وهذا ما تجلى في فكر [[بطرس البستاني]] واليازجيين، وأسهمت الأحداث الطائفية في لبنان وسوريا (1860-1861) بالانتماء المواطني على أساس القومية بعيداً عن التعصب الديني أو المذهبي.
 
شكل منتصف القرن التاسع عشر بداية واضحة للضعف العثماني، فقد خسرت تركيا الحرب مع روسيا واقتحمت فرنسا عدداً من ولاياتها. بدأت الحركات القومية الانفصالية في بلاد [[اليونان]] ووقع المغرب العربي تحت الاحتلال الفرنسي وانفصلت مصر عن الدولة، وشهدت بلاد الشام العديد من الانتفاضات الشعبية الفلاحية والحرفية. بدأت حركة من الإصلاحات داخل تنظيمات الدولة بهدف مواجهة هذه التحديات.<ref>تقي الدين، سليمان. 2009. العناصر التأسيسية للفكر القومي العربي. صحيفة الخليج [http://www.alkhaleej.ae/portal/693be174-4d63-4d70-b281-4979492a5eea.aspx]. تاريخ الولوج 26 كانون الأول 2009. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20120119060748/http://www.alkhaleej.ae/portal/693be174-4d63-4d70-b281-4979492a5eea.aspx |date=19 يناير 2012}}</ref>
 
جاء الفكر القومي منذ لحظته التأسيسية ردة فعل على انهيار الرابطة الإسلامية نتيجة الأزمة الحضارية الشاملة للإمبراطورية العثمانية وصعود الأفكار والمشاريع القومية، خصوصاً في الجزء الأوروبي من تلك الإمبراطورية، قبل أن يفكر العرب في إيجاد الطروحات والمسوغات الفكرية لمشروعهم القومي. لم يفكر العرب بداية في الانفصال عن الدولة العثمانية، حيث سبقت الحركة القومية حركة إصلاح اتجهت إلى إنقاذ الإسلام السياسي من التخلف الذي ظهر في المواجهة مع الغرب (حركة التنظيمات). حاولوا أن يبلوروا هويتهم القومية من أجل تحسين سبل المشاركة مع العثمانيين بوصف العرب أصحاب مساهمة أساسية في الحضارة، لأنهم قدموا للشعوب الأخرى رسالة الإسلام. سعى العرب حتى مرحلة متقدمة لأن يشكلوا دولة اتحادية، وطالبوا باللامركزية السياسية والاتحاد الفيدرالي مع الأتراك. هذا على الأقل ما كانت عليه الأمور حتى [[المؤتمر العربي الأول]] في [[باريس]] عام [[1913]]. ولعل خير تجسيد لذلك حركة المفكرين العرب الإصلاحيين وكذلك المسلمين من جنسيات مختلفة، ك[[جمال الدين الأفغاني]]، و[[محمد عبده (توضيح)|محمد عبده]]، و[[محمد رشيد رضا|رشيد رضا]]، و[[شكيب أرسلان]].
 
جاء العرب إلى الفكر القومي من باب إحياء الإسلام. ذلك أن العرب اعتبروا دائماً أن لهم الفضل الأكبر في الحضارة الإسلامية. واعتقدوا أن الإسلام السياسي غير العربي ساهم في التقهقر والتخلف ورأوا وجوب إحياء التراث العربي كمقدمة لمشروع النهضة. وليس مصادفة أن أول مهمة للإحياء العربي كانت متجهة إلى إحياء اللغة العربية وآدابها. فلم يكن العرب يفكرون في أنهم يمتازون عنصرياً على غيرهم من الشعوب التي شاركتهم في الدين الإسلامي. لذلك نجد أن الفكر القومي العربي غالباً ما ركز على التراث اللغوي، وبالتالي على المرجع اللغوي الأساس والحاضن للثقافة العربية، أي [[القرآن|القرآن الكريم]].
 
جاءت يقظة العرب القومية كمحاولة لإحياء الإسلام السياسي وليس للانفصال عنه. ظلت هذه الملابسة قائمة حتى الآن. بل إن العرب لم يفكروا في الانفصال عن الدولة العثمانية ولم يقطعوا حبل اتصالهم الديني بها إلا في فترة متأخرة مع انهيار الدولة العثمانية وسيطرة الاستعمار الأوروبي (حركة الشريف حسين 1916). كان الاهتمام بلغة الضاد هو الأول لاستنهاض العروبة، كما كانت العودة إلى نقاوة الإسلام الأول إيذاناً بالحديث عن الدور العربي في الإسلام.
سطر 90:
وفي تلك الفترة اشتغل المؤرخون على فكرة التاريخ الواحد لسوريا، ومنهم المطران الماروني [[يوسف الدبس]]. سعى [[جرجي زيدان]] إلى إحياء التراث العربي من خلال سلسلة رواياته التاريخية. أما [[نجيب عازوري]] الكاثوليكي فقد أسس [[عصبة الوطن العربي]] في عام 1904 وأصدر مجلة عام 1907 تعنى بمسألة الاستقلال العربي. ويعتبر كتابه الأكثر أهمية “يقظة الأمة العربية” المنشور عام 1907 والذي يتحدث فيه عن أمة عربية مكونة من مسيحيين ومسلمين. ووجوب إقامة دولة على أسس دستورية وليبرالية.
 
إن عبد الرحمن الكواكبي مثلاً (1849 - 1903) الذي كتب "طبائع الاستبداد" و"أم القرى" عالج بصورة أساسية تخلف الإسلام بسبب غياب الدولة المستندة إلى الحرية وإحكام العقل، وهو إذ يدعو إلى إعادة الدولة إلى سكة العدالة يدعو إلى نقل السلطة إلى أولئك الذين قدموا رسالة الإسلام بصفته النظام العادل. لكن مع ظهور الحركة القومية التركية وصعود “[[تركيا الفتاة]]” والنزعة [[طورانية|الطورانية]] تطور موقف غالبية المثقفين العرب باتجاه بلورة المشروع القومي وقد كانت بداية هذا المسار [[المؤتمر العربي الأول]] الذي انعقد في [[باريس]] عام 1913.
 
لكن أفكار هؤلاء المثقفين بقيت تطالب باللامركزية إلى زمن [[الحرب العالمية الأولى]] (1915) وقيام الحركة العربية بقيادة الملك فيصل (1916) جراء الوعود الغربية بتحقيق استقلال العرب. لذلك نجد أن المفكرين القوميين الذين بلوروا المشروع القومي باتجاهاته المختلفة في مطلع القرن العشرين أو النصف الأول منه قد تأثروا بهذه العناصر، فلم يتجه الفكر القومي العربي إلى العنصرية (الجنسية) القومية كأساس في المشروع القومي، فهم ركزوا بصورة أساسية على اللغة والثقافة (ومنهم بشكل خاص قسطنطين زريق) أو كما هو الحال المفكر العربي ميشال عفلق، الذي رأى في الإسلام روح الأمة ورسالتها الحضارية. أو حتى انطوان سعادة في نظرته إلى المتحد القومي على أساس علماني غير معادٍ للدين. (المسألة الكردية والأمازيغية والقبطية) لولا أن الممارسة السياسية للنظام السياسي العربي جاءت في اتجاه مختلف. من هنا نعتقد أن فكرة العروبة كرابطة حضارية هي أفضل ما يمكن أن يعاد بناء الفكر القومي عليه في المرحلة المعاصرة. العروبة بصفتها الهوية الثقافية والحضارية غير المعادية للتراث الديني بتفرعاته الإسلامية والمسيحية.<ref>تقي الدين، سليمان. 2009. العناصر التأسيسية للفكر القومي العربي. [http://www.alkhaleej.ae/portal/693be174-4d63-4d70-b281-4979492a5eea.aspx]. تاريخ الولوج 2 تشرين الأول 2010. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20120119060748/http://www.alkhaleej.ae/portal/693be174-4d63-4d70-b281-4979492a5eea.aspx |date=19 يناير 2012}}</ref>
 
اطّلع المثقفون العرب على الفكر القومي الغربي (الأوروبي) بصيغته النظرية قبل أن يتجسد في الدولة القومية في النصف الأول من القرن العشرين. لكن هذا الفكر القومي ارتبط بأفكار النهضة بداية وعنى بشكل خاص موضوع الإصلاح. لقد بدأت فكرة الدولة القومية كمشروع لبناء دولة حديثة مرتبطة بتطور الاقتصاد وحق الأسواق البرجوازية بالحدود والحماية. قاوم هذا الفكر الهيمنة السياسية للكنيسة والإقطاع. الكنيسة بما هي مشروع فوق قومي والإقطاع بصفته عنصر تجزئة وتخلف في وجه السوق القومي واحتياجاته للتوسع والنمو.
سطر 101:
 
=== القرن الحادي والعشرين ===
تراجعت مشاريع الوحدة العربية نتيجة لعوامل عديدة داخلية وخارجية أهمها فشل [[الجمهورية العربية المتحدة|الوحدة السورية المصرية]] و[[حرب حزيران1967|هزيمة حزيران 1967]] والتناحر بين التيارات القومية وخاصة بين البعثيين والناصريين و[[اتفاقات كامب ديفيد|اتفاقية كامب ديفيد]]. أدى تراجع المشروع القومي إلى صعود القطرية والمشاريع الوطنية كبديل للمشروع الوحدوي العربي. وبعد عقدين أو أكثر من الانكفاء القطري والتناحر العربي الداخلي، ظهر فشل المشاريع القطرية في تحقيق التنمية والحرية والسيادة، بل ازدادت الخلافات ونشبت حروب أهلية داخل القطر الواحد وحروب بين الأقطار. وكرد على فشل المشاريع القطرية، يؤمن مفكرو القومية العربية أن الأصل في الوحدة، لأن الوحدة المنسجمة هي خير محض، وأن التجزئة القطرية عارضة ومصطنعة بدأها الاستعمار واستكملتها أنظمة الحكم القمعية لتقوية الشعور القُطري وواقع التجزئة والحفاظ على عروش اغتصبوها وكراسٍ لم يستحقوها. ومن الأدلة الواضحة على هذا الإبعاد المتعمد للشعب عن فكرة القومية إحياء النزعات العرقية (من فرعونية وفينيقية وإفريقية، الخ) ورفع شعارات القطرية بكل وضوح ووقاحة أحياناً، مثل شعار "الأردن أولاً" و"لبنان أولاً" الخ، واستبدال العربية [[لغة إنكليزيةإنجليزية|بالإنكليزية]] أو [[لغة فرنسية|الفرنسية]] وتصوير العربية كلغة الطبقات الدنيا في المجتمع. وما حدث من تجييش إعلامي وتضخيم سياسي لمباراة مصر والجزائر والتداعيات الخطيرة قبلها وخلالها وبعدها كان قمة السقوط للأنظمة الحاكمة. ولذلك فهي حالة شرّ وفساد. تبدأ هذه الوحدة من وحدة اللغة والمشاعر والثقافة والتاريخ والجغرافيا وتستمر بحكم التحديات المشتركة (حالة الاستعمار والتخلف والجهل). وأضيفت في الأدبيات القومية الأخيرة (مثل [[المشروع النهضوي العربي]]) مسألتا المستقبل المشترك والمنافع المشتركة (التكامل الاقتصادي) كدوافع إضافية لنشوء الوحدة العربية.
بعد التجارب السابقة وتحكم فئات لم تؤمن بالقومية العربية في مصير أنظمة حسبت على القومية العربية، تنبه المفكرون القوميون إلى أهمية الديمقراطية ودولة المواطنة في الفكر القومي العربي. وبالتالي أصبح الطرح أكثر موائمة للواقع الحالي للأقطار العربية ولمخاوف المواطنين من استبدال النظام القمعي القطري (سواء كان طائفياً أو فئوياً أو عشائرياً أو إقليمياً) بنظام قمعي قومي أكثر قوة وشرعية. من شأن هذا الطرح الجديد أن يجذب فئات متخوفة أو معارضة تقليدياً للمشروع القومي مثل الأقليات العرقية والدينية.
 
=== بعد [[الربيع العربي]] ===
بعد أحداث الربيع العربي، وصل التيار الإسلامي إلى السلطة في عدة أقطار عربية أبرزها [[تونس]] و[[مصر]] و[[ليبيا]]. إضافة إلى ذلك، استلمت تيارات دينية شيعية السلطة في العراق بعد [[الغزوغزو الأمريكي للعراقالعراق|الغزو الأمريكي]] وسقوط نظام [[صدام حسين]]. مر العراق منذ عام 2005 [[العنف الطائفي في العراق|بأخطر أزمة طائفية]] منذ الغزو [[الدولة الصفوية|الصفوي]] و[[تاريخ بغداد|احتلال بغداد]] في القرنين السادس عشر والسابع عشر. هذا العنف الطائفي المستمر تفاقم مع انطلاق [[الثورة السورية (توضيح)|الثورة السورية]] وقمعها الدموي من طرف النظام وحلفائه الشيعة،<ref>موقع محيط، 2013.[http://moheet.com/2013/06/29/1788778/نيويورك-تايمز-تصاعد-الطائفية-يؤجج-اÙ.html#.U4VRnChp1gg «نيويورك تايمز»: تصاعد الطائفية يؤجج الكراهية في العالم العربي]. تاريخ الولوج 27 أيار 2014. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160405114539/http://moheet.com/2013/06/29/1788778/نيويورك-تايمز-تصاعد-الطائفية-يؤجج-اÙ.html |date=5 أبريل 2016}}</ref> مما أدى إلى احتقان طائفي<ref>فياض، مي، 2013. [http://newspaper.annahar.com/article/42543-شيعة-عرب-عملاء-في-اوطانهم الشيعة العرب عملاء في أوطانهم]. صحيفة النهار. 20 حزيران 2013. تاريخ الولوج 30 أيار 2014. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180228223553/https://newspaper.annahar.com/article/42543-شيعة-عرب-عملاء-في-اوطانهم |date=28 فبراير 2018}}</ref> وعمليات انتقام نفذتها مجموعات من المعارضة السورية.<ref>المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. [http://www.dohainstitute.net/release/1ac59c49-1170-44af-98a0-adf9ba7bf5f5 أبعاد العنف الطائفي في الساحل السوري]. تاريخ الولوج 27 أيار 2014. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304115500/http://www.dohainstitute.net/release/1ac59c49-1170-44af-98a0-adf9ba7bf5f5 |date=4 مارس 2016}}</ref> دعت هذه الأحداث المثقفين العرب لنبذ العنف والتفكير في مشروع عربي إسلامي جديد ينهض بالأمة.<ref>صحيفة أقطاب. [http://www.aktab.ma/الدعوة-إلى-رفض-أساليب-العنف-والتكفير-ونشر-الطائفية-كسبيل-للتغيير_a5932.html الدعوة إلى رفض أساليب العنف والتكفير ونشر الطائفية كسبيل للتغيير والإصلاح في الوطن العربي]. تاريخ الولوج 27 أيار 2014. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160530062430/http://www.aktab.ma/الدعوة-إلى-رفض-أساليب-العنف-والتكفير-ونشر-الطائفية-كسبيل-للتغيير_a5932.html |date=30 مايو 2016}}</ref> وفي هذا السياق، برز التوجه القومي العربي للمرشحين الاثنين ل[[الانتخابات الرئاسية المصرية 2014|انتخابات الرئاسة المصرية 2014]]؛ [[عبد الفتاح السيسي]] و[[حمدين صباحي]]، وشبه المحللون الاثنين بجمال عبد الناصر، وعادت إلى الواجهة الإشارة إلى القضايا القومية العربية ومواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، ومحاولة إقامة دولة الوحدة العربية.<ref>الدستور. [http://dostor.org/تحقيقات/413885-خبراء-السيسي-سيعيد-لمصر-مكانتها-بـ-قومية-عبدالناصر خبراء: السيسي سيعيد لمصر مكانتها بـ"قومية" عبدالناصر]. تاريخ الولوج 30 أيار 2014. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140525145906/http://dostor.org/تحقيقات/413885-خبراء-السيسي-سيعيد-لمصر-مكانتها-بـ-قومية-عبدالناصر |date=25 مايو 2014}}</ref>
 
وفي هذا السياق، يرى وزير الإعلام السوري السابق [[محمد أحمد الزعبي]] أن الأفكار والمبادىء البعثية التي ناهز عمرها نصف قرن، ما تزال أفكارا تنبض بالحياة، وتعبر عن حركات التحرر الوطني العربية، التي تجسدها ثورات الربيع العربي، ولهذا باتت الشعارات الثلاثة التي تمثل خلاصة فكر عفلق (الوحدة والحرية والاشتراكية) شعارات العديد من حركات التحرر في مختلف أقطار الوطن العربي. وجسب الزعبي، فإن الممارسات الخاطئة التي مارستها وتمارسها قوى وعناصر سياسية وأيديولوجية حملت وتحمل اسم البعث هي انحراف بيّن عن الفكر الحقيقي للبعث، وعن فكر قائده المؤسس أحمد ميشيل عفلق، ولا سيما فيما يتعلق بالممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان.<ref>الزعبي، محمد أحمد، 2013. [http://asharqalarabi.org.uk/أحمد-ميشيل-علق-ـ-العلقية-وحزب-البعث_ad-id!2988.ks#.VGd_J8knnlc أحمد ميشيل عفلق: العفلقية وحزب البعث]. مركز الشرق العربي، لندن. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306163706/http://asharqalarabi.org.uk/أحمد-ميشيل-علق-ـ-العلقية-وحزب-البعث_ad-id!2988.ks |date=6 مارس 2016}}</ref>
 
== مؤسسو الفكر القومي العربي الحديث ==
كانت بدايات الفكر القومي العربي الحديث في سورية في ظل الحكم العثماني وحالة التردي الذي أصاب [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]] في القرن الأخير من عمرها. في هذه الظروف، وخلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين برز عدد من المفكرين القوميين الذين كان لهم الفضل في وضع اللبنات الأساسية للفكر القومي العربي ومن أبرز هؤلاء:
=== ساطع الحصري ===
{{مفصلة|ساطع الحصري}}
سطر 142:
تتشكل دولة الأمة من تطابق حدودها الثقافية اللغوية مع حدودها السياسية. وقد سعى المفكرون القوميون العرب إلى مأسسة الدولة على قاعدة الأمة المنشودة، التي يتسع مداها لتشمل كل الناطقين بالعربية لتتحول مجموعة الدول القومية إلى شكل أسمى لدولة الأمة.
 
رأى [[زكي الأرسوزي]] مفكر ومؤسس [[حزب البعث (توضيح)|حزب البعث]] أن الانتماء يقوم على شعور فطري سابق على العقل، فلا مناص للفرد من انتمائه القومي. ولهذا كان يقول: إن البعث يقوم على الشعور القومي الذي هو فيما وراء العقل، في الغريزة.
 
== الفكر القومي العربي الحديث ==
سطر 153:
* الاتجاه الوسطي: وتمثله الحركة الناصرية بأحزابها المختلفة.
 
برز في الآونة الأخيرة اتجاه قومي عربي شعبي، انتشر من خلال الثورات العربية وأعلن عن نفسه من خلال صفحات عديدة على [[فيس بوكفيسبوك|الفيس بوك]]، يدعو إلى إقامة وحدة عربية تبدأ من الأقطار العربية المحررة حتى الآن ([[تونس]] و[[مصر]] و[[ليبيا]]) وتمتد لتشمل كل بلد يحرر من طغيان الأنظمة الحاكمة.
 
== الثورة العربية الكبرى والدولة العربية الموحدة ==
{{مفصلة|الثورة العربية الكبرى}}
[[ملف:United Arab Flag.jpg]]
أعلن [[الحسين بن علي شريف مكة|الشريف حسين بن علي]] الحرب على العثمانيين باسم العرب جميعاً. وكانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين الحسين بن علي وقادة الجمعيات العربية في [[سوريا]] و[[العراق]] في ميثاق قومي عربي غايته استقلال العرب وإنشاء '''دولة عربية متحدة''' قوية، وقد وعدت الحكومة البريطانية [[عرب|العرب]] من خلال [[مراسلات الحسين – مكماهون|مراسلات حسين - مكماهون]] (1915) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل اشتراكهم في الحرب إلى جانب [[حلفاء (توضيح)|الحلفاء]] ضد [[الدولة العثمانية|الأتراك]]. ونشرت جريدة "القبلة" بياناً رسمياً برفع العلم العربي ذي الألوان الأربعة ابتداءً من (9 شعبان 1335\[[10 يونيو|10 حزيران]]/يونيو 1917) وهو يوم الذكرى السنوية الأولى [[الثورة العربية الكبرى|للثورة]]. وقال البيان أن العلم الجديد يتألف من مثلث أحمر اللون تلتصق به ثلاثة ألوان أفقية متوازية هي الأسود في الأعلى متبوعا بالأخضر في الوسط والأبيض في الأسفل. وتشير الألوان الأفقية المرفوعة إلى شعارات رفعها [[عرب|العرب]] قديما (الأسود: [[الدولة العباسية]]) (الأخضر: [[الدولة الأموية في الأندلس]]) (الأبيض: [[الدولة الأموية]])؛ أما المثلث الأحمر فيشير إلى الثورة والتحرر<ref>الجابري، محسن. علم الثورة العربية. بغداد: الموسوعة الصغيرة، 1990</ref>. وقد جمع العلم في ألوانه الأربعة رموز الاستقلال والتاريخ العربي في كل الأزمنة، واستمر العلم حتى عام [[1964]].
 
== الجمهورية العربية المتحدة ==
في عام [[1958]] قامت بقيادة [[جمال عبد الناصر]] وحدة اندماجية بين مصر وسورية، وسميت الدولة الوليدة ب[[الجمهورية العربية المتحدة]]، إلا أن هذه الوحدة لم تعمر طويلاً، حيث حدث انقلاب في الإقليم السوري في [[شباط]]/فبراير من عام [[1961]] أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع العراق وسوريا عام [[1964]] إلا أن وفاة الرئيس العراقي المشير [[عبد السلام عارف]] عام 1966 ثم حرب 1967 حالت دون تحقيق الوحدة. علما أن مصر استمرت في تبني اسم الجمهورية العربية المتحدة وذلك لغاية عام [[1971]] بعد تولي [[محمد أنور السادات|أنور السادات]] للحكم.
 
== العلاقة بين العروبة والإسلام ==
كان موضوع العلاقة بين العروبة والإسلام إشكاليا لدى كثير من المفكرين، فبعض المفكرين القوميين من ذوي التوجه الإسلامي مثل عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عزة دروزة ومؤسس البعث ميشيل عفلق و[[عصمت سيف الدولة]] ربطوا العروبة بالإسلام بوضوح وأقروا بأن الإسلام كان وسيلة العرب إلى الحضارة والرفعة. وفي الطرف الآخر، نجد من بعض المفكرين القوميين من ذوي الاتجاه اليساري خصوصا من فصلوا بين الاثنين وقالوا بعظمة العرب قبل الإسلام، ومن أبرز هؤلاء [[زكي الأرسوزي]]. ومن بين المفكرين الإسلاميين، رد الشيخ [[يوسف القرضاوي]] في اجتماع [[المؤتمر القومي الإسلامي]] في [[الدوحة]] في كانون الأول/ديسمبر 2006 على المنادين بفصل الإسلام عن العروبة (وبخاصة من التيار [[سلفية وهابية|الوهابي]]) قائلا: {{اقتباس خاص|'''من يريد أن يفصل بين العروبة والإسلام كمن يريد أن يفصل بين الروح والجسد'''}}
 
وحول موضوع أولوية الوحدة العربية أو الوحدة الإسلامية، يقول المفكر [[عصمت سيف الدولة]] في كتابه [[عن العروبة والإسلام (كتاب)|عن العروبة والإسلام]]:
سطر 176:
 
== القومية العربية وأنظمة الأمر الواقع ==
منذ [[اتفاقات كامب ديفيد|اتفاقية كامب ديفيد]]، تبنت معظم الأنظمة العربية شعارات جديدة تمجد الانتماء القطري وتضعه في مقدمة الأولويات. ازداد هذا الشعار ظهوراً بعد الفشل الذريع الذي منيت به الأنظمة على صعد التنمية والاقتصاد وزيادة البطالة ومشاكل التعليم والصحة، فأصبحت (الأنظمة) تنمي مشاعر التفرقة وتقيم الجدران بين قطر وآخر. علاوة على ذلك، أصبحت شعارات تمجد الانفصال والنزعة القطرية مثل (الأردن أولاً ولبنان أولاً، والسعوديه فوق الجميع، الخ) شيئاً عادياً ومألوفاً، وأصبح كل نظام عربي يحاول العثور على انتماء غير عربي سواء كان فرعونياً أو فينيقياً أو أفريقياً، أو أي شيء آخر. ولكن هذا التوجه الانغلاقي الضيق لم يجلب سوى المصائب على المستوى القطري والمستوى القومي، فلم تستطع الأنظمة حل مشاكلها الداخلية أو الحفاظ على أمنها أو تحقيق النمو والازدهار لشعبها.<ref>غليون، برهان. [http://aljazeera.net/NR/exeres/DDE4C342-6375-4973-92A0-BEE1E3CB2594.htm?wbc_purpose=Basi الخروج الكارثي للعالم العربي من الحقبة الوطنية]. الجزيرة نت. تاريخ الولوج 7 شباط 2011.</ref> عانت دول مثل مصر والجزائر والعراق ولبنان واليمن من عنف دموي أو انقسام طائفي وصل أحياناً حد الحروب الأهلية، ولم تستطع معظم الأقطار العربية تخفيض معدلات البطالة العالية أو الفقر أو الجهل أو الأمية.
 
== البعث ==
سطر 186:
عارض المد القومي مجموعة من المفكرين الليبراليين المتعلقين بالغرب والذين يدعون إلى الحفاظ على السيادة الوطنية بحجة وجود هوية أو هويات قطرية نابعة من حضارات مرت على الوطن العربي واندثرت الآن من فينيقية وفرعونية وكنعانية وبابلية، الخ. يبرز هذا التيار بأقوى صوره في مصر ولبنان. على سبيل المثال، رأى بعض الكتاب المصريين من أمثال [[أحمد لطفي السيد]] و[[طه حسين]] و[[نجيب محفوظ]] و[[لويس عوض]] أن هناك اختلافات ثقافية بين مصر وبقية الدول العربية وادعوا بأن هناك ثقافة مصرية ولغة مصرية، الخ. في نفس السياق، برز بعض اللبنانيين المنادين بقومية لبنانية مثل [[سعيد عقل]]. تندرج معظم الأنظمة الحاكمة ومفكريها ضمن هذا التيار مع بعض الاستثناءات مثل [[السعودية]].
* بعض رجال الدين المتشددين:
لاقت القومية العربية معارضة من بعض رجال الدين المسلمين وبخاصة من التيار [[سلفية وهابية|الوهابي]]، الذين شككوا بنوايا مؤسسي الفكر القومي، واتهموا الفكر القومي بافتقاره الأيديولوجية اللازمة للتعامل مع الإنسانية والمجتمع سواء في بلاد الإسلام أو خارجها. واتهموا القوميين بأنهم تلقوا أفكارهم من أحضان الغرب و[[ماسونية|الماسونية]].<ref>[http://www.aaraa.jeeran.com/islamic/kotob/melal-qawmiyah-azzam.htm#????????%20??????? مقال للشيخ [[عبد الله عزام]] بعنوان القومية العربية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110906061332/http://www.aaraa.jeeran.com:80/islamic/kotob/melal-qawmiyah-azzam.htm |date=6 سبتمبر 2011}}</ref> برز هذا الفكر أساسا في السعودية كجزء من حالة الاستقطاب التي كانت سائدة بين الأنظمة القومية من جهة والأنظمة الملكية المرتبطة عموما بالغرب والتي يصفها القوميون واليساريون بالرجعية. بالمقابل، يؤيد مفكرو [[الإخوان المسلمون|الإخوان المسلمين]] ك[[سيد قطب]] الوحدة العربية ويرونها مدخلاً للوحدة الإسلامية.<ref>إخوان أون لاين. موقف الإخوان من القومية والجامعة والوحدة العربية. [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=2902&SecID=373]. تاريخ الولوج 1 كانون الثاني 2010. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20140720034954/http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=2902&SecID=373 |date=20 يوليو 2014}}</ref> ربما كان السبب في معارضة بعض رجال الدين هو الميول الاشتراكية لبعض مفكري القومية العربية وبعض الأحزاب القومية مثل البعث. وفي هذا المقام، لا بد من الإشارة إلى أن كثير من المفكرين القوميين هم إما علماء دين مثل [[عبد الرحمن الكواكبي]] أو ذوو اتجاه ديني مثل [[محمد عزة دروزة]]. إضافة إلى ذلك، شدد مفكرو القومية العربية على دور الإسلام في صياغة الفرد العربي والأمة العربية، وفي هذا يقول مؤسس البعث ميشيل عفلق<ref>عفلق، ميشيل. [http://albaath.online.fr/Volume%20I-Chapters/Baath-Volume%20I-Ch33.pdf ذكرى الرسول العربي.] ص 142. تاريخ الولوج 16 تشرين الثاني 2010. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160304201126/http://albaath.online.fr/Volume%20I-Chapters/Baath-Volume%20I-Ch33.pdf |date=04 مارس 2016}}</ref>:
{{اقتباس|في وقت مضى تلخصت في رجل واحد حياة أمته كلها، واليوم يجب أن تصبح كل حياة هذه الأمة في نهضتها الجديدة تفصيلاً لحياة رجلها العظيم. كان محمد كل العرب، فليكن كل العرب اليوم محمدا.}}
* التيار الشيوعي:
يؤمن الشيوعيون بالعالمية، وفي الرؤية الماركسية، الشيوعية هي مرحلة حتمية في تاريخ البشرية، تأتي بعد مرحلة الاشتراكية التي تقوم على أنقاض المرحلة اللا قومية. برز هذا التناقض والخلاف بين الشيوعيين والقوميين خلال عهد حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وسورية وخلال حكم جمال عبد الناصر في مصر.
* التيارات القومية للأقليات:
اصطدمت القومية [[اللغة العربية|العربية]] منذ انطلاقها بتيارات قومية معارضة ويتعلق الأمر [[قومية كردية|بالقومية الكردية]] في كل من العراق سوريا ثم القومية [[لغات أمازيغية|الأمازيغية]] في كل من [[المغرب العربي]]، بالإضافة إلى معارضة من جماعات زنجية في جنوب السودان وموريتانيا.{{بحاجة لمصدر}}
 
== تجدد القومية العربية ==
رافق صعود الإسلام السياسي في الوطن العربي تراجع للتيار القومي العربي، دون أن يعني ذلك وجود تراجع بين التيارين. فالتيارات الإسلامية بطبيعتها وفكرها عابرة للحدود وهي تؤمن بالوحدة العربية ولكن ذلك عن طريق إقامة الدولة الإسلامية. هذا التراجع للتيار القومي أدى إلى الخروج من السلطة في بعض الأقطار (كالعراق ومصر واليمن وليبيا) أو الانكفاء الداخلي والتبعية لقوى خارجية. أبرزت هذه التحديات ضرورة تجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه والتعريق به والتعاون مع القوى الأخرى على الساحة العربية بغية إنشاء المشروع القومي.<ref>حافظ، زياد، 2014. [http://www.caus.org.lb/PDF/EmagazineArticles/mustaqbal_428_zaidalhafez.pdf الخطاب القومي والتجدد الحضاري]. مجلة المستقبل العربي. ص 31-53. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20150923200927/http://www.caus.org.lb/PDF/EmagazineArticles/mustaqbal_428_zaidalhafez.pdf |date=23 سبتمبر 2015}}</ref>
 
=== القومية العربية وثورات الربيع العربي ===
سطر 200:
 
== تمجيد القومية العربية ==
كنتيجة للشعور القومي برزت هناك منذ بدايات القرن الماضي أشعار وأناشيد قومية تغنت بالوطن العربي مثل [[موطني (نشيد)|موطني]] و[[بلاد العرب أوطاني]] وفي سبيل المجد.
'''[[موطني|موطني (نشيد)]]''' قصيدة للشاعر [[إبراهيم طوقان]]، كتبت في العام [[1934]]م أثناء توتر العلاقات بين [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] و[[الوطن العربي|الدول العربية]] والرغبة في إنشاء دولة عربية متحدة قوية، وأصبحت النشيد غير الرسمي [[فلسطين|لفلسطين]]. لحنها [[محمد فليفل (موسيقي)|محمد فليفل]]. اعتمدت في العام [[2004]]م كنشيد لجمهورية [[العراق]] لتحل عوضاً عن نشيد [[أرض الفراتين (نشيد)|أرض الفراتين]].
 
== انظر أيضاً ==
{{أعمدة متعددة}}
* [[وحدة عربية|الوحدة العربية]]
* [[الإسلام والعلمانية|العلمانية في دول الشرق الأوسط]]
* [[ناصريةالتيار (حركة)الناصري|الناصرية]]
* [[قومية|القومية]]
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* [[اشتراكية عربية|الاشتراكية العربية]]
* [[جمعية العربية الفتاة]]
* [[تاريخ الأعلام العربية|الأعلام العربية]]