ديفيد لين: الفرق بين النسختين

|تعليق الصورة = "ديفد لين" في شمال [[فنلندا|فينلندا]] في 1965 أثناء تصوير فيلم ''دكتور زيفاجو''.

'''السير ديفيد لين''' مخرج ومنتج بريطاني ولد في كرويدون من ضواحي لندن في [[25 مارس]] [[1908]] وتوفي في [[لندن]] [[16 أبريل]] [[1991]] عن عمر 83 سنة. اشتهر بإنتاجه وإخراجه لأفلام ضخمة [[فيلم ملحمي|ملحمية]] نالت عدة جوائز مثل: فيلم [[لورنس العرب (فيلم)|لورنس العرب]] عام 1962، وفيلم [[دكتور جيفاغو (فيلم)|دكتور جيفاغو]] عام 1965، وفيلم [[جسر على نهر كواي (فيلم)|جسر على نهر كواي]] 1957، وفيلم [[معبر إلى الهند (فيلم)|معبر إلى الهند]] عام 1984. قدم ثلاثة أفلام مقتبسة عن روايات الأديب الإنجليزي [[تشارلز ديكنز]]: [[لقاء عابر (فيلم)|لقاء عابر]] عام 1945، [[الآمال العظيمة (فيلم 1946)|الآمال العظيمة]] عام 1946، وأوليفر توست عام 1948. وقد مدحه الكثير من المخرجين العالميين أمثال [[ستيفن سبيلبرغ]]<ref>[http://www.theraider.net/information/influences/lawrence_of_arabia.php TheRaider.net - Indiana Jones' Influences: Inspirations<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170710140649/http://www.theraider.net:80/information/influences/lawrence_of_arabia.php |date=10 يوليو 2017}}</ref> و[[مارتن سكورسيزي]] و[[ستانلي كوبريك]]<ref>[http://www.visual-memory.co.uk/faq/index3.html#slot26 The Kubrick Site FAQ ] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170318014713/http://www.visual-memory.co.uk:80/faq/index3.html |date=18 مارس 2017}}</ref> و[[جورج لوكاس]] و[[مصطفى العقاد]]<ref>[http://alrai.com/article/128192/الرأي-الثقافي/الرهاب-الغاشم-يخطف-المخرج-مصطفى-العقاد-وحلمه-الأخير الإرهاب الغاشم يخطف المخرج مصطفى العقاد وحلمه الأخير]، صحيفة الرأي.</ref>. وفي تحقيق ميداني ل[[جمعية الأفلام البريطانية]] تم اختيار دافيد لين كأفضل تاسع مخرج منذ أن بدأت صناعة السينما.<ref>[http://www.bfi.org.uk/sightandsound/topten/poll/directors-directors.html BFI أفضل المخرجين] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20110801220656/http://www.bfi.org.uk/sightandsound/topten/poll/directors-directors.html |date=01 أغسطس 2011}}</ref>. رشح سبع مرات ل[[جائزة الأوسكار لأفضل مخرج]]، وحصل عليها مرتين عن فيلميه ''جسر على نهر كواي'' و''لورنس العرب''.

لم يخرج ديفيد لين أكثر من 16 فيلما طوال حياته المهنية التي امتدت طوال 40 عاما؛ ابتداء من [[لقاء عابر (فيلم)|لقاء عابر]] عام 1945 وحتى [[معبر إلى الهند (فيلم)|معبر إلى الهند]] عام 1984. ولكنه تمكن من خلق أسس ومراجع في صناعة السينما طالما تقاس بها أعمال المخرجين حتى اليوم.<ref>[http://uktv.co.uk/drama/item/aid/527918 UKTV] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20080706205308/http://uktv.co.uk/drama/item/aid/527918 |date=06 يوليو 2008}}</ref>

ولد "لين" لأبوين متزمتين دينيا ([[جمعية الأصدقاء الدينية|الكويكرز]]) ولم يشاهد أية أفلام حتى عمر السابعة عشرة. بدأ حياته المهنية سنة 1928 كعامل بوفيه يقدم الشاي لدى استوديو "جامونت" المعروف (الذي كان يقدم أفلام [[ألفريد هتشكوك]]). سرعان ما أصبح عامل الكلاكيت، ثم أخيرا [[مونتاج سينمائي|مونتيرا]]، وهو المجال الذي أتقنه. مع نهاية الثلاثينات كان "لين" المونتير الأعلى أجرا في السينما البريطانية وعرف على نطاق واسع بأنه الأبرز في مجاله. كان "لين" حتى نهاية حياته المهنية يعتبر المونتاج أمتع مراحل إنتاج الفيلم، وكان يشترط على الاستوديوهات أن يقوم بمونتاج أفلامه بنفسه.<ref name="ب">[https://www.britannica.com/biography/David-Lean سيرة ديفد لين] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160611024005/http://www.britannica.com/biography/David-Lean |date=11 يونيو 2016}}</ref>

تعرف "لين" على الكاتب المسرحي [[نويل كوارد]] وبدآ العمل معا سنة 1942 حين اشتركا في إخراج الفيلم الدرامي [[فيما نخدم (فيلم)|فيما نخدم]]. نجاح الفيلم منح الاثنين دافعا وتمويلا جعلهما يؤسسان شركة إنتاج "سينجلد" التي ترأسها "لين" نفسه. شارك في تأسيس الشركة المنتج "أنتوني هافلوك ألان" و[[مصور سينمائي|المصور السينمائي]] "رونالد نيم". قدمت الشركة أول ما قدمت ثلاثة أعمال مقتبسة عن مسرحيات "كوارد" أخرجها "لين" في أول تجاربه الإخراجية. كان الفيلم الأول عام 1944 دراما محلية بعنوان "هذا النسل السعيد" يتحدث عن الطبقة المتواضعة من [[إنجليز|الشعب الإنجليزي]] وتدور أحداثه بعيد [[الحرب العالمية الأولى]]. والفيلم الثاني عام 1945 كان كوميديا [[فوق طبيعي]]ة بعنوان "روح مرحة" الذي حصل على [[جائزة الأوسكار لأفضل تأثيرات بصرية]]. والفيلم الثالث في نفس العام كان ال[[ميلودراما]] [[فيلم رومانسي|الرومانسية]] "لقاء عابر" المقتبسة عن مسرحية "على قيد الحياة" التي نشرها "كوارد" عام 1936. قام ببطولة الفيلم الممثل [[تريفور هوارد]]. وُصف الفيلم بأنه [[تحفة]] ورشح "لين" لجائزتي [[جائزة الأوسكار|أوسكار]] وحصل على جائزة [[مهرجان كان السينمائي|مهرجان كان]]. كان "لقاء عابر" أول أفلام "لين" التي صور فيها فكرة تدافع المشاعر الداخلية مع المظاهر الخارجية.<ref name="ب"/>

كان الفيلمان التاليان له مقتبسين من أعمال [[تشارلز ديكنز]]. الأول [[الآمال العظيمة (فيلم 1946)|آمال كبرى]] عام 1946 الذي حصل على ترشيحات لأهم جوائز الأوسكار: أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو. واعتبره الكثيرون أفضل فيلم اقتبس عن رواية [[آمال عظيمة|آمال كبرى]].<ref name="ب"/> والفيلم الثاني "أوليفر تويست" عام 1948 عن [[أوليفر تويست|الرواية المعروفة]] الذي لاقى أصداء جيدة وخاصة أداء الممثل [[أليك غينيس]] لشخصية "فيجن". في 1950 أغلقت شركة إنتاج "سينجلد"، فانتقل لين للعمل لحساب المنتج المعروف "ألكسندر كردا" صاحب شركة "لندن للأفلام".

كانت الأفلام التي قدمها "لين" بعد ذلك -نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات- تعتبر جيدة لكنها لم تكن مميزة، رغم تميز أداء أبطال تلك الأفلام مثل: أداء [[تشارلز لوتون]] في فيلم "خيار هبسن" عام 1954 (الفيلم الذي حصل على جائزة أفضل فيلم من [[جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام|الأكاديمية البريطانية]])، وأداء [[كاثرين هيبورن]] في فيلم "فصل الصيف" عام 1955. من أفلام "لين" في تلك الفترة أيضا: "الأصدقاء الشغوفون" عام 1949 المقتبس عن رواية ل[[هربرت جورج ويلز]] الذي عرض في [[مهرجان كان السينمائي]]. كان الفيلم مختلفا عن أفلام "لين" المعتادة. شارك في بطولة الفيلم الممثل الأمريكي المعروف "كلود رينز" في أول تعاون له مع "لين"، والممثلة "آن تود"، التي تزوجها "لين" بعد الفيلم. كذلك فيلم "مادلين" عام 1950 الذي يروي قصة حقيقية وقعت في [[عصرالعصر فكتوريالفيكتوري|العصر الفكتوري]]. وهو فيلم لم يحبه "لين" نفسه ولم يكن راضيا عنه.<ref>[https://www.theguardian.com/books/2008/may/10/fiction1 ديفد تومسون يكتب عن أعمال ديفد لين]، الغارديان. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171207064912/https://www.theguardian.com/books/2008/may/10/fiction1 |date=07 ديسمبر 2017}}</ref> ثم فيلم [[حاجز الصوت (فيلم)|حاجز الصوت]] عام 1952 مع زوجته "آن تود" والممثل [[رالف ريتشاردسون]]. الفيلم من تأليف [[تيرنس راتيغان]]. رغم نجاح الفيلم نقديا وجماهيريا إلا أنه الآن من أقل أفلام "لين" شهرة.<ref>جيرالد بارتلي. سينما ديفد لين. منشورات أوك تري بكولورادو، 1974.</ref>

لكن "لين" عاد إلى مستواه المعروف عام 1958 حين قدم فيلمه [[فيلم ملحمي|الملحمي]] [[جسر على نهر كواي (فيلم)|جسر على نهر كواي]] الذي فاز بسبعة جوائز أوسكار من ضمنها جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل مخرج وهي الأولى ل"لين". تميز الفيلم بطرحه النفسي وصراع [[إرادة|الإرادة]] البشرية وبمشاهد الإثارة. كان الفيلم من إنتاج أحد استوديوهات هوليوود الضخمة [[كولومبيا بيكتشرز|استوديو كولومبيا]]، فأتيح ل"لين" للمرة الأولى في مسيرته الفنية إمكانيات راقية من جدول تصوير مريح وطاقم عمل كبير وتقنيات متقدمة وممثلين مشهورين. نجاح الفيلم جعل لين يكرس باقي مسيرته الفنية من أجل تقديم الأفلام التاريخية الملحمية ذات التكلفة الضخمة.

كانت قصة [[توماس إدوارد لورنس]] الضابط البريطاني المثير للجدل الذي قاد [[الثورة العربية الكبرى|ثورة عربية]] ضد [[الإمبراطوريةالقيصرية الألمانية|الألمان]] و[[الدولة العثمانية|الأتراك]] وقت [[الحرب العالمية الأولى]]، أساس أشهر أفلام "لين" وأهمها وهو فيلم [[لورنس العرب (فيلم)|لورنس العرب]] الذي ظهر عام 1962، وفاز بسبعة جوائز أوسكار من ضمنها أفضل فيلم وأفضل مخرج (الثانية ل"لين")، وفتح باب النجومية للممثلين [[بيتر أوتول]] و[[عمر الشريف]]. كان إنتاج الفيلم صعبا واستغرق وقتا طويلا، سنة وثمانية أشهر، وفي درجات حرارة عالية. كان الفيلم مذهلا خاصة في تصوير الصحراء والجمال واللقطات القريبة على عيني الممثل "أوتول" الزرقاوين.<ref name="ب"/> حقق الفيلم نجاحا كبيرا وعرض ثلاث مرات في دور العرض.

بعد ذلك قدم لصالح استوديو [[مترو غولدوين ماير]] فيلميين [[فيلم رومانسي|رومانسيين]]: فيلم [[دكتور جيفاغو (فيلم)|دكتور جيفاغو]] عام 1965 من بطولة [[عمر الشريف]] أيضا. ثم فيلم [[ابنة رايان (فيلم)|ابنة رايان]] عام 1970 المقتبس عن رواية [[مدام بوفاري]]. الفيلم الأول لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا. امتاز الفيلمان برؤية عميقة وب[[تصوير سينمائي]] بارع و[[منظرمشهد طبيعيحضري (بصري)|لقطات بعيدة]] ممتازة. وهي سمات ميزت أعمال المخرج "لين". لكن الفيلم الثاني أخفق نقديا. مما دفع "لين" إلى التوقف 14 عاما عن الإخراج.<ref>[https://www.theguardian.com/film/2008/may/04/features ملاحم ديفد لين]، الغارديان. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170907213402/https://www.theguardian.com/film/2008/may/04/features |date=07 سبتمبر 2017}}</ref>

في 1984 قدم "لين" آخر أفلامه "طريق إلى الهند" المأخوذ من رواية ل[[إي. إم. فورستر|إدوارد مورغان فورستر]]. قال عنه الناقد السينمائي [[روجر إيبرت]]: "أحد أعظم الأفلام المقتبسة على الإطلاق".<ref>[http://www.rogerebert.com/reviews/a-passage-to-india-1984 معبر إلى الهند]، موقع روجر إيبرت. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171208030734/https://www.rogerebert.com/reviews/a-passage-to-india-1984 |date=08 ديسمبر 2017}}</ref> ويعتبر أفضل أفلامه منذ فيلم "لورنس العرب". في تلك السنة تقلد "لين" [[رتبة الإمبراطورية البريطانية]] من [[إليزابيث الثانية|الملكة إليزابيث]] لمساهماته وخدماته للفن.<ref>[http://www.davidleanfoundation.org/site/sirdavidlean/awards.htm الجوائز]، مؤسسة ديفد لين. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20140423114851/http://www.davidleanfoundation.org/site/sirdavidlean/awards.htm |date=23 أبريل 2014}}</ref> قبل وفاته كان يحضر لفيلم مأخوذ من رواية [[نوسترومو]] ل[[جوزيف كونراد]].