علم الفلك في عصر الحضارة الإسلامية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:التعريب V3.6
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 1:
في [[تاريخ علم الفلك|تاريخ الفلك]]، يشير '''علم الفلك الإسلامي''' أو '''علم الفلك العربي''' إلى الإسهامات [[علم الفلك|الفلكية]] التي تمت في [[عالم إسلامي|العالم الإسلامي]] وخصوصا في [[العصر الذهبي للإسلام|العصر الإسلامي الذهبي]] (القرون 8-15)<ref>{{Harvard citation|Saliba|1994b|pp=245, 250, 256–257}}</ref> والتي كتبت غالبا [[لغةاللغة عربيةالعربية|باللغة العربية]]. وقعت أغلب هذه الإسهامات في [[الشرق الأوسط]] و[[آسيا الوسطى]] و[[الأندلس]] و[[شمال أفريقيا]] وبعض الأحيان في [[شرق أقصى|الشرق الأقصى]] و[[تاريخ الهند|الهند]]. نشأ علم الفلك مثله مثل [[علومالعلم إسلاميةفي عصر الحضارة الإسلامية|العلوم الإسلامية]] الأخرى عن طريق استيعاب المواد الأجنبية ودمج العناصر المتباينة لتلك المواد لإيجاد علم يتلائم وخصائص [[إسلام|الإسلام]]. تمثلت هذه المواد الأجنبية في أعمال [[ساسانيون|الساسانيين]] و[[حقبة هيلينية|الهيلينيين]] و[[علم الفلك الهندي|الهنود]] التي ترجمت وجمعت معا<ref name=Gingerich/>. وفي المقابل كان لعلم الفلك الإسلامي تأثير واضح في نظيره [[علم الفلك البيزنطي|البيزانطي]]<ref name="Leichter">{{مرجع ويب|مسار=https://archive.org/details/TheZijAs-sanjariOfGregoryChioniades|عنوان=The Zij as-Sanjari of Gregory Chioniades|الأخير=Leichter|الأول=Joseph|تاريخ=May 2004|موقع=[[أرشيف الإنترنت]]|ناشر=[[جامعة براون]]|publication-place=Providence, RI|publication-date=27 June 2009|تاريخ الوصول=11 November 2016| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20190405104203/https://archive.org/details/TheZijAs-sanjariOfGregoryChioniades | تاريخ أرشيف = 05 أبريل 2019 }}</ref> والهندي<ref>{{citation|الأول=Virendra Nath|الأخير=Sharma|السنة=1995|العنوان=Sawai Jai Singh and His Astronomy|الناشر=Motilal Banarsidass Publ.|isbn=8120812565|الصفحات=8–10}}</ref> و[[العلوم في أوروبا الغربية في القرون الوسطى|الأوروبي]]<ref name=Saliba>Saliba (1999).</ref> (أنظر [[الترجمات اللاتينية في أوروبا في القرن الثاني عشر]]) و[[علم الفلك الصيني|الصيني]]<ref>{{citation|الأخير=van Dalen|الأول=Benno|contribution=Islamic Astronomical Tables in China: The Sources for Huihui li|editor-last=Ansari|editor-first=S. M. Razaullah|السنة=2002|العنوان=History of Oriental Astronomy|الناشر=[[سبرنجر]]|isbn=1402006578|الصفحات=19–32}}</ref> و[[مدرسة سانكور|المالي]]<ref>[http://books.google.com/books?id=4DJpDW6IAukC&pg=PA180&lpg=PA180&dq=astronomy+in+medieval+Africa&source=web&ots=wcw8-0WyuY&sig=kwrd2tUrfvMHNLFMSvFkdb-w44Y&hl=en&ei=V4yQSbaQLZaitgea1aSRCw&sa=X&oi=book_result&resnum=14&ct=result African Cultural Astronomy By Jarita C. Holbrook, R. Thebe Medupe, Johnson O. Urama] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20150330132519/http://books.google.com/books?id=4DJpDW6IAukC&pg=PA180&lpg=PA180&dq=astronomy+in+medieval+Africa&source=web&ots=wcw8-0WyuY&sig=kwrd2tUrfvMHNLFMSvFkdb-w44Y&hl=en&ei=V4yQSbaQLZaitgea1aSRCw&sa=X&oi=book_result&resnum=14&ct=result |date=30 مارس 2015}}</ref><ref>[http://www.springerlink.com/content/p17743321v735124/ The Timbuktu Astronomy Project]</ref>
.
 
حتى الآن، احتفظت بعض [[نجم|النجوم]] في [[سماء|السماء]] [[الدبران (نجم)|كالدبران]] و[[النسر الطائر (نجم)|النسر الطائر]] [[قائمة أسماء النجوم العربية|بأسمائها العربية]] وكذلك بعض المصطلحات الفلكية [[سمت|كالسمت]] و[[العهدة]] و[[المقنطرة]]<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.icoproject.org/star.html|عنوان=Arabic Star Names|تاريخ=2007-05-01|تاريخ الوصول=2008-01-24|ناشر=Islamic Crescents' Observation Project| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20180818030727/http://www.icoproject.org:80/star.html | تاريخ أرشيف = 18 أغسطس 2018 }}</ref>. عدد كبير من المؤلفات الفلكية الإسلامية بقيت صامدة حتى الآن ويبلغ عددها حوالي 10000 مخطوطة منتشرة حول العالم وكثير منها لم يقرأ أو يصنف ورغم ذلك يمكن تقدير حجم النشاط الإسلامي في علم الفلك <ref>{{Harvard citation|Ilyas|1997}}</ref>.
 
== الإسلام وعلم الفلك ==
أثر [[إسلام|الإسلام]] في علم الفلك بشكل مباشر وغير مباشر وكان الدافع الرئيسي وراء ازدهار الفلك هو أن ممارسة شعائر الإسلام تتطلب حل مشكلات في علم الفلك الرياضي وخصوصا في [[هندسة كروية|الهندسة الكروية]]<ref name=Gingerich/>.
 
=== خلفية ===
في القرن السابع، كان [[مسيحيون|المسيحيون]] و[[يهود|اليهود]] يراقبون [[دور القمر|أطوار القمر]] من أجل الاحتفال بالأيام المقدسة [[عيد الفصح اليهودي|كالفصح]] و[[عيد القيامة|القيامة]]. وواجه المجتمعان حقيقة أن الأيام ال29.5 للشهور القمرية لا تتناسب والأيام ال365 [[سنة|للسنة الشمسية]]. لحل هذا المشكل اتبع المسيحيون واليهود على خطة معتمدة على اكتشاف قام به العالم الفلكي [[أثينا|الأثيني]] [[ميتون]] حوالي 430 ق.م. في [[دورة ميتونية|الدورة الميتونية]] قسمت التسعة عشر سنة إلى إثنتي عشرة سنة من إثني عشر شهرا قمريا وسبع سنوات من ثلاثة عشر شهرا قمريا. وأبقى الإدراج الدوري للشهور الثلاثة عشر تواريخ التقويم في نفس التاريخ مع المواسم<ref name=Gingerich/>.
 
من جهة أخرى، استعمل [[عالم فلك|الفلكيون]] طريقة [[كلاوديوس بطليموس|بطليموس]] لحساب مكان [[قمر (توضيح)|القمر]] و[[نجم|النجوم]]. تعمل طريقة بطليموس على حل المثلثات الفلكية وقسمها [[مينيلوس من الإسكندرية]] في القرن الأول. وكانت الطريقة تشمل إنشاء مثلثين [[مثلث قائم|قائمين]] متقاطعين؛ بتطبيق [[مبرهنة منيلاوس|مبرهنة مينلاوس]] كان من الممكن حل واحد من الأطراف الستة، ولكن فقط إذا كانت الأطراف الخمس الأخرى معروفة. ولمعرفة الوقت انطلاقا من [[ارتفاع (طيران)|ارتفاع]] [[الشمس]] على سبيل المثال، كان يجب تكرار تطبيق مبرهنة مينلاوس. أما بالنسبة لعلماء الفلك المسلمين في العصور الوسطى، شكل إيجاد طريقة [[حساب مثلثات|مثلثية]] بسيطة تحديا واضحا<ref name=Gingerich/>.
 
=== النظرة الإسلامية لعلم الفلك ===
دعى الإسلام [[مسلم|المسلم]] إلى إيجاد طرق لاستعمال النجوم. {{قال تعالى|6|97}}. وعلى أساس هذه الدعوة طور المسلمون أدوات للرصد والإبحار، لذا لا زال العديد من نجوم الإبحار تحمل أسماء عربية<ref name=Gingerich/>.
 
ومن أهم تأثيرات القرآَن في علم الفلك الإسلامي تأكيده على أن الكون تحكمه [[قانون فيزيائي|مجموعة قوانين]] وحيدة متأصلة في مفهوم [[توحيدالتوحيد (إسلام)في الإسلام|التوحيد]] الإسلامي ووحدانية الله فضلا عن المكانة الكبيرة [[بيانات|للمعطيات]] [[قانون استنباطيتجريبي|التجريبية]] التي لم تكن شائعة في الحضارة اليونانية السابقة والتي حثت المسلمين على اعتماد [[رصد|منهج الرصد]]<ref>{{citation|الأول=I. A.|الأخير=Ahmad|العنوان=The impact of the Qur'anic conception of astronomical phenomena on Islamic civilization|journal=Vistas in Astronomy|volume=39|issue=4|السنة=1995|الصفحات=395–403|doi=10.1016/0083-6656(95)00033-X}}</ref> بخلاف [[فلسفة ما قبل سقراط|الفلاسفة اليونانيين القدامى]] مثل [[أفلاطون]] و[[أرسطو]] الذين لم يثقوا في [[حاسة|الحواس]] واعتبروا [[عقلفلسفة (فلسفة)العقل|العقل]] الوسيلة الوحيدة الكفيلة والناجعة لفهم الطبيعة. حث القرآَن على الملاحظة والرصد و[[تأمل|التأمل]] قادت المسلمين إلى تطوير [[المنهج العلمي|منهج علمي]] يتأسس على هذه المفاهيم وأبرزها الملاحظة التجريبية. كتب [[محمد إقبال]] قائلا<ref>{{citation|الأول=I. A.|الأخير=Ahmad|contribution=The Rise and Fall of Islamic Science: The Calendar as a Case Study|العنوان=Faith and Reason: Convergence and Complementarity|الناشر=[[جامعة الأخوين]]|التاريخ=June 3, 2002|المسار=http://images.agustianwar.multiply.com/attachment/0/RxbYbQoKCr4AAD@kzFY1/IslamicCalendar-A-Case-Study.pdf |التنسيق=PDF|تاريخ الوصول=2008-01-31}}</ref>:
 
{{اقتباس|“الموقف العام التجريبي للقرآن ولـّد في أتباعه شعورا بتقديس الفعلي، وجعلهم في نهاية المطاف مؤسسين للعلوم الحديثة. وكان ذلك نقطة كبيرة توقظ روح التجربة في عصر تخلى عن المرئي وأزاح عنه صفة القيمة في بحث الناس عن الله.”}}
سطر 23:
{{اقتباس حديث|ابنِ عمر |متن = أَنه كان يخبِر عن النبي صلى الله عليه وسلم : '''إِن الشمس والقمر لا يخسفانِ لموت أَحد ولا لحياته ولكنهما آيتانِ من آيات اللّه فإِذا رأَيتموها فصلوا'''. | [[صحيح البخاري]]/1402 و[[صحيح مسلم]]/914}}
 
ابتداء من القرن الثاني فصاعدا، أصبح الفلكيون المسلمون علماء يعتمدون على الملاحظة عوض عن الفلسفة، وذلك لمعارضة دينية من [[عقيدة إسلامية|علماء الفقه]] من [[أشعرية|الأشاعرة]] وأَكبرهم [[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]] الذي عارض استخدام [[أرسطو#الفيزياء|فيزياء]] و[[في السماوات|كونيات أَرسطو]] في علم الفلك، ما يفتح الباب أمام احتمالات لعلم فلك غير مقيد [[أرسطو#الفلسفة العملية|بفلسفة أَرسطو]]<ref name="Ragep">{{Harv|Ragep|2001a}}</ref><ref name=Ragep2/>. فعلى سبيل المثال أثرت نظرية الأشاعرة على [[فخر الدين الرازي]] (1149-1209) فرفض نظرية أَرسطو [[مركزية الأرض|لمركزية الأَرض]] في [[فضاء كوني|الكون]] وبدلا من ذلك اقترح [[متعددتعدد الأكوان|متعددا من الأَكوان]] يشمل عددا لا يحصى من الأَكوان و[[عالم (توضيح)|العوالم]]، حيث أَن كل عالم من تلك العوالم أَكبر حجما أو كتلة من عالمنا وبه نفس ما يوجد على هذا الأَخير. انتقد الرازي أَيضا النظرة الأَرسطية [[فلكات سماوية|للفلكات السماوية]] الصلبة واقترح أَنها مجرد مدار من النجوم. في نفس القرن رفض [[عضد الدين الإيجي]] (1281-1355) مبدأَ أَرسطو الفطري لدائرية حركة الأجرام السماوية<ref name=Huff-175>{{Harvard citation|Huff|2003|p=175}}</ref> وأَصر على أَن الفلكات السماوية مجرد أَشياء خيالية وأكثر هشاشة من بيوت العناكب<ref name=Ragep2/> متأَثرا بنظرية [[عرضية|العرضية]] [[أشعرية|الأشعرية]] والتي تقول بأن جميع الآثار المادية ناجمة مباشرة عن إرادة الله. وكذلك رفض [[القوشجي|علي القوشجي]] (و. 1474) فيزياء [[أرسطو]] وعزلها بشكل مطلق عن علم الفلك مما جعل الفلك علما [[قانون استنباطيتجريبي|تجريبيا]] ورياضيا محضا فسمح له ذلك باكتشاف بدائل لفكرة أرسطو عن الأرض القرطاسية، كما أَنه بحث في فكرة [[أرض#الدوران|أرض متحركة]]. واستنتج على أساس الأدلة التجريبية بدلا من المضاربة الفلسفية، أن نظرية [[الأرض]] المتحركة تماما مثل نظرية الأرض القرطاسية يرجح أن تكون صحيحة وأنه لا يمكن أن نستنتج تجريبيا أي نظرية أصح<ref name="Ragep" /><ref name=Ragep2/>.
 
=== القواعد الإسلامية ===
[[ملف:Irakischer Maler von 1287 001.jpg|thumb|[[مخطوط]]ة قديمة [[لغةاللغة عربيةالعربية|باللغة العربية]] تعود إلى [[قرنالقرن 12|القرن الثاني عشر]] [[أنوبعد دومينيالميلاد|ب.م]] تبين عدة علماء [[إسلام|مسلمين]] من العصور الوسطى.]]
 
يلتزم المسلمون بقواعد متعددة لاستعمال مثالي للحسابات و[[رصد|الملاحظات]] الفلكية. أول قاعدة [[تقويم هجري|التقويم الهجري]] حيث {{قال تعالى|9|36}}<ref name=Gingerich/><ref>[[سورة التوبة]] آية 36</ref>. لذا لم يتبع المسلمون التقويم [[تقويم ميلادي|المسيحي]] أو [[تقويم عبري|العبري]] وكان عليهم تطوير واحد خاص بهم.
 
أما القاعدة الثانية هي أن الشهور الإسلامية لا تبدأ مع [[قمر جديدبدر|المحاق]] الفلكي وهو الوقت الذي يكون للقمر والشمس نفس خط الطول السماوي وبذلك يكون غير مرئي وبدلا من ذلك تبدأ حين يرى [[دور القمر|الهلال]] أول مرة في سماء المساء الغربية<ref name=Gingerich/>. و{{قال تعالى|2|189}}<ref>[[سورة البقرة]] آية 189</ref><ref>{{citation|المسار=http://www.almizan.org/Tafseer/Volume3/Baqarah47.asp|chapter=Volume 3: Surah Baqarah, Verse 189|المؤلف=Syed Mohammad Hussain Tabatabai|العنوان=Tafsir al-Mizan|تاريخ الوصول=2008-01-24}}</ref>. هذا ما قاد المسلمين لرصد أدوار القمر في السماء وأدت جهودهم إِلى حسابات رياضية جديدة وأدوات رصد جديدة فضلا عن تخصيص علم لرؤية القمر<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.chowk.com/site/articles/index.php?id=4026|عنوان=The Science of Moon Sighting|مؤلف=Khalid Shaukat|تاريخ= September 23, 1997|تاريخ الوصول=2008-01-24| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20121109143746/http://www.chowk.com/site/articles/index.php?id=4026 | تاريخ أرشيف = 09 نوفمبر 2012 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>.
 
وأيضا واجب على المسلمين الصلاة في اتجاه [[الكعبة]] [[مكة|بمكة]] وتوجيه [[مسجد|مساجدهم]] نحوها لذا فمن المفروض تحديد اتجاه مكة من أي مكان كان<ref>سورة البقرة آية 144</ref><ref>سورة البقرة آية 150</ref>. هناك عامل مؤثر آخر هو [[صلاة(إسلام)#مواقيت الصلاة|مواقيت الصلاة]] فيجب معرفة [[جرم سماويفلكي|الأجرام السمواية]] بدقة واستنتاج مواعيد الصلاة منها في وقت [[صلاة الصبحالفجر|الشروق]] و[[صلاة الظهر|الزوال]] و[[صلاة العصر|العصر]] و[[صلاة المغرب|الغروب]] و[[صلاة العشاء|المساء]]<ref name=Gingerich/><ref name=Tabatabai>{{citation|المسار=http://www.almizan.org/Tafseer/Volume2/Baqarah32.asp|المؤلف=Syed Mohammad Hussain Tabatabai|العمل=Tafsir al-Mizan|chapter=Volume 2: Surah Baqarah, Verses 142-151|تاريخ الوصول=2008-01-24}}</ref>.
 
=== ضرورة الهندسة الكروية ===
سطر 38:
[[ملف:Lunar eclipse al-Biruni.jpg|تصغير|يسار|200بك|رسم إيضاحي في كتاب “[[التفهيم]]” [[أبو الريحان البيروني|للبيروني]] باللغة [[لغة فارسية|الفارسية]] يبين [[دور القمر|أطوار القمر]].]]
[[ملف:مخطوط لكتاب عربي في علم الهندسة والفلك7.jpg|تصغير|يسار|200بك|مخطوطة لكتاب عربي في علم الفلك يوضح منازل القمر]]
شكل توقع وقت ظهور الهلال تحديا للفلكيين الرياضيين المسلمين. رغم أن نظرية [[كلاوديوس بطليموس|بطليموس]] لحركة القمر المعقدة كانت تحدد وقت القمر الجديد، إلا أنها تحدد مسار القمر بعلاقته مع [[مسار الشمس|مسير الشمس]] ولتوقع أول ظهور للقمر كان من الواجب وصف حركته وعلاقتها [[خط الأفقأفق|بالأفق]] وهذا المشكل تطلب [[هندسة كروية]] متطورة<ref>''The history of the telescope'' Henry C. King, Harold Spencer Jones, Courier Dover Publications, 2003 ISBN 0-486-43265-3, 9780486432656</ref>. كانت معرفة وقت [[صلاة(إسلام)الصلاة في الإسلام|الصلاة]] واتجاه [[مكة]] السببين الرئيسيين وراء إسهامات المسلمين في الهندسة الكروية. حل هاتين المشكلتين تطلب إيجاد الأضلاع أو الزوايا الغير معروفة في مثلث في [[فلكة سماوية]] انطلاقا من المعروف من الأضلاع والزوايا. وكمثال على ذلك لمعرفة الوقت في اليوم، وجب إنشاء مثلث تشكل [[نقطةرأس هندسية(هندسة)|رؤوسه]] [[سمت الرأس]] والقطب السماوي الشمالي وموضع الشمس. يجب على الملاحظ معرفة دائرة عرض الشمس ودائرة عرض القطب الأولى يمكن ملاحظتها والثانية مساوية [[دائرةعرض عرضجغرافي|لخط عرض]] الملاحظ. الوقت نستنتج في الآخر من الزاوية بين خط الزوال ([[قوس (هندسة)|القوس]] بين سمت الرأس والقطب) و[[دائرة الساعة|دائرة ساعة]] الشمس (القوس بين الشمس والقطب)<ref name=Gingerich/><ref name=Tabatabai/>.
 
=== تفسيرات كونية ===
هناك عدة آيات [[القرآن|قرآنية]] (610-632) يفسرها بعض الكتاب الوسيطيين والمعاصرين على أنها تنذر بالنظريات [[علم الكون|الكونية]] الحديثة<ref name=Salem>{{citation|العنوان=The Evolution of the Universe: A New Vision|المؤلف=Kamel Ben Salem|journal=European Journal of Science and Theology|السنة=2007|المسار=http://www.akamaiuniversity.us/pdf/BenSalem_JAHC_051.pdf|تاريخ الوصول=2010-03-19}}</ref>. ومن أقدم الأمثلة على ذلك نجده في أعمال الفقيه [[فخر الدين الرازي]] (1149-1209) في [[علوم إسلامية#الفيزياء|تصوره للفيزياء]] والعالم المادي في كتاب ''المطالب'' فناقش علم الكون الإسلامي وانتقد [[مركزية الأرض]] في الكون واستكشف مفهوم [[متعدد الأكوان|تعدد الأكوان]] كما فعل معاصروه انطلاقا من القرآن (الحمد لله رب العالمين). وتسائل حول ماذا تعني كلمة (العالمين)، عدة [[عالم (توضيح)|عوالم]] في [[فضاء كوني|كون]] أو [[كونالكون|كوسمو]] وحيد أم متعددا من الأكوان مختلين عن الكون المعروف. ورفض النظرة الأرسطية للكون الوحيد لصالح وجود عدة أكوان وعوالم وآمن بنظرته التي يؤيدها القرآن ونظرية [[ذرية|الذرية]] [[أشعرية|للأشاعرة]].
 
اليوم، تفسر هاته الآيات على أنها تـُعلم [[كونتسارع متسارعتوسع الكون|بتوسع الكون]] وحتى بنظرية {{ال|انفجار|عظيم}} <ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.1001inventions.com/index.cfm?fuseaction=main.viewSection&intSectionID=441|عنوان=References
|ناشر=1001 Inventions|تاريخ الوصول=2008-01-22| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20110725125420/http://www.1001inventions.com/index.cfm?fuseaction=main.viewSection&intSectionID=441 | تاريخ أرشيف = 25 يوليو 2011 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>:
 
{{قال تعالى|2|30}}<ref>[[سورة الأنبياء]] آية 30</ref>
سطر 63:
 
== التاريخ ==
كانت معرفة [[العرب قبل الإسلام]] [[نجم|للنجوم]] [[قانون استنباطيتجريبي|استنباطية]] وتقتصر على ما يلاحظونه من ظهورها أو اختفائها. وكان بزوغ [[إسلام|الإسلام]] السبب وراء تقدم [[عرب|العرب]] في ميدان الفلك<ref name=Dallal162>{{Harvard citation|Dallal|1999|p=162}}</ref>. بدأ علم الفلك الإسلامي بنفس طريقة بداية العلوم الإسلامية الأخرى وذلك بجمع المواد الأجنبية ودمج العناصر المتباينة لتلك المواد لخلق علم يقوم أساسا على الإسلام. تضمنت هذه المواد أعمال [[ساسانيون|الساسانيين]] و[[حقبة هيلينية|الهيلينيين]] و[[علم الفلك الهندي|الهنود]] التي [[ترجمة|ترجمت]] وجمعت معا.
 
قسم مؤرخ العلوم [[دونالد روتلدج هيل]] تاريخ الفلك الإسلامي إلى أربعة حقب مختلفة<ref name=Dallal162/>:
* الجمع والتوفيق بين علم الفلك الهندي والساساني والهيليني (700—825 [[أنوبعد دومينيالميلاد|ب.م]])
* التحقق في نظام بطليموس وقبوله وتعديله (825—1025 [[أنوبعد دومينيالميلاد|ب.م]])
* ازدهار النظام الإسلامي المميز لعلم الفلك (1025—1450 [[أنوبعد دومينيالميلاد|ب.م]])
* عصر الركود حيث ظهرت مساهمات قليلة (1450—1900 [[أنوبعد دومينيالميلاد|ب.م]])
 
=== 610-700 ===
منذ البداية، لاحظ مسلمو المدينة [[قمر جديدبدر|القمر الجديد]] لمعرفة بداية الشهور وخصوصا رمضان والأيام المقدسة.
في حوالي 638 ب.م، اتبع [[خليفة|الخليفة]] [[عمر بن الخطاب|عمر]] [[تقويم قمري|تقويما قمريا]] جديدا يقوم على النظرة الإسلامية. احتوى هذا التقويم على إثني عشر شهرا وتبدأ هذه الشهور عند رؤية الهلال وكان أصغر من التقويم الشمسي بحوالي أحد عشر يوم. لا زال هذا التقويم مستعملا إلى يومنا هذا وذلك لأغراض دينية<ref name=Gingerich/><ref>[http://islam.about.com/cs/calendar/a/hijrah_calendar.htm What is the Hijrah Calendar?] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170106215251/http://islam.about.com:80/cs/calendar/a/hijrah_calendar.htm |date=06 يناير 2017}}</ref>.
 
=== 700-825 ===
كانت هذه الفترة فترة جمع وموافقة للإسهامات الهيلينية والهندية والساسانية.
==== الدوافع ====
يرى المؤرخون أن عدة عوامل ساهمت في ازدهار علم الفلك الإسلامي كان أولها قرب العالم الإسلامي المعرفة القديم حيث ترجم الكثير من الكتابات [[لغة يونانية|اليونانية]] و[[لغةاللغة سنسكريتيةالسنسكريتية|السنسكريتية]] و[[لغة فارسية#فارسية وسطى (بهلوية)|الفارسية]] إلى [[اللغة العربية]] خلال [[القرن 9|القرن التاسع]] وتعززت هذه العملية بفعل تسامح علماء الدين مع الديانات الأخرى<ref name=Gingerich>{{Harvard citation|Gingerich|1986}}</ref>.
 
كان الدافع الثاني يتمثل في المراقبات الدينية الإسلامية والتي زادت من المشاكل الفلكية الرياضية. وعند حل هذه المشكلات الدينية تفوت العلماء المسلمون على الأساليب الرياضية اليونانية<ref name=Gingerich/>.
 
==== التأثيرات القديمة وحركة الترجمة ====
خلال هذه الفترة، ترجمت بعض الأعمال [[لغةاللغة سنسكريتيةالسنسكريتية|السنسكريتية]] و[[لغة فارسية#فارسية وسطى (بهلوية)|الفارسية الوسيطية]] إلى [[اللغة العربية]]. كان أبرز هذه الأعمال ''[[السند هند|زيج السندهند]]''<ref>هذا الكتاب غير مرتبط بكتاب الخوارزمي ''زيج السند''.{{Harvard citation|Kennedy|1956}}</ref> المقتبس من ''[[سوريا سندهاتا]]'' وأعمال [[براهماغوبتا]] التي ترجمها [[محمد الفزاري]] و[[يعقوب بن طارق]] في 777. تشير المصادر إلى أن الترجمات حدثت بعد زيارة فلكي هندي إلى قصر [[خلافة إسلامية|الخليفة]] [[أبو جعفر المنصور|المنصور]] في 770. كان أبرز عمل مترجم من الفارسية الوسيطية ''زيج الشاه'' وهو مجموعة من الجداول الفلكية التي جمعت في بلاد فارس الساسانية على مدى قرنين.
 
تشير كتابات من ذلك الوقت إلى أن العرب اعتمدوا [[دوال مثلثية|دالة الجيب]] (الموروثة من [[تاريخ الرياضيات#الرياضيات الهندية|علم المثلثات الهندي]]) بدلا من [[وتر الدائرةدائرة|أوتار]] [[قوس (هندسة)|القوس]] المستخدمة في الرياضيات الهيلينية<ref name=Dallal162/>. ومن التأثيرات الهندية صيغة تقريبية استخدمها علماء الفلك المسلمون لضبط [[زمن|الوقت]]<ref>{{Harvard citation|King|2002|p=240}}</ref>.
 
[[ملف:المجسطي.jpg|thumb|صفحة من كتاب بطليموس ''المجسطي''.]]
كان اهتمام الإسلام [[علم الفلك|بالفلك]] موزايا لاهتمامه بالرياضيات ويعتبر ''[[المجسطي]]'' خير مثال على ذلك (ك. 150) للفلكي [[كلاوديوس بطليموس|بطليموس]] (100-178). كان ''المجسطي'' معلما في مجال الفلك جامعا، كما يجمع ''[[العناصرالأصول لإقليدس(كتاب)|العناصر]] [[إقليدس|لإقليدس]]'' أعمال الهندسة، لكل المعرفة في علم الفلك التي كانت لمؤلفه. كان هذا الكتاب معروفا في الأول باسم ''الأطروحة الرياضية'' وبعد استعماله عرف باسم ''عالم الفلك العظيم''. عرف في العالم الإسلامي باسم ''المجسطي'' المؤخوذ من الاسم اليوناني ''مجيسط'' {{يونانية|megiste}} (وتعني العظيم) بزيادة ''ال'' للتعريف وعند [[عالم غربي|الغرب]] باسم ''Almagest'' بسبب الاستعمال الشائع في الترجمات<ref>{{مرجع ويب|عنوان=Greek Astronomy|مسار=http://www.ibiblio.org/expo/vatican.exhibit/exhibit/d-mathematics/Greek_astro.html |تاريخ الوصول=2008-01-15| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20190513080950/http://www.ibiblio.org/expo/vatican.exhibit/exhibit/d-mathematics/Greek_astro.html | تاريخ أرشيف = 13 مايو 2019 }}</ref>. رغم أن معظم الكتاب أخطاء ظل يستعمل في أوروبا والعالم الإسلام كمرجع فلكي مهم حتى [[علم الفلك الإسلامي في العصور الوسطى#نهضة مراغة|نهضة مراغة]] و[[نيكولاس كوبرنيكوس#نهضة كوبرنيك|نهضة كوبرنيكوس]]<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.daviddarling.info/encyclopedia/A/Almagest.html|عنوان=Almagest|ناشر=The Internet Encyclopedia of Science|تاريخ الوصول=2008-01-15| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20181013232939/http://www.daviddarling.info:80/encyclopedia/A/Almagest.html | تاريخ أرشيف = 13 أكتوبر 2018 }}</ref>. ألف بطليموس أعمالا أخرى ك''البصريات'' و''[[هارمونيكا]]'' ويقترح البعض أنه هو من كتب ''تترابيبلون''.
 
كان المجسطي عملا جامعا لقوائمه الشاملة للظواهر الفلكية وشمل الكتاب جداول زمنية لملوك [[آشور]] و[[أخمينيون|الأخمينيين]] و[[حضارةاليونان الإغريقالقديمة|الإغريق]] و[[الإمبراطورية الرومانية|الرومان]] لاستخدامها في حساب انقضاءالزمن بين الأحداث الفلكية المعروفة والتواريخ الثابتة. وبالإضافة إلى أهميته بالنسبة لحساب التقاويم بدقة ربط المجسطي الثقافات الأجنبية والمتباعدة معا بمصلحة مشتركة في النجوم والتنجيم. قـُرأ عمل بطليوس مرارا وتكرارا ودـُقق على أيادي علماء الفلك والمنجمين [[عرب|العرب]] و[[فرس (قوميةمجموعة إثنية)|الفرس]] و[[مسلم|المسلمين]] الآخرين.
 
=== 825-1025 ===
شكلت الفترة من القرن التاسع إلى أوائل القرن الحادي عشر فترة تحقق وتدقيق لتفوق [[مركزية الأرض|نظام بطليموس]] للفلك وفترة للإسهامات الهامة فيه. دعم [[خلافة إسلامية|الخليفة]] [[خلافةالدولة عباسيةالعباسية|العباسي]] [[أبو العباس عبد الله المأمون|المأمون]] البحث الفلكي وأصبحت [[بغداد]] و[[دمشق]] عاصمتين للفلك. لم يكن الخلفاء داعمين ماليين لعلم الفلك فقط بل أعطوا لهذا العلم قيمة وأهمية كبيرة<ref>{{MacTutor Biography|id=Sinan|title=Abu Said Sinan ibn Thabit ibn Qurra|date=November 1999|accessdate=2008-01-15}}</ref>. وقد بني في عهده مرصدان فلكيَّان: مرصد الشماسية في [[بغداد]]، و[[مرصد جبل قاسيون]] في [[دمشق]].
==== بداية الفلك الرصدي ====
[[ملف:1983 CPA 5426.jpg|thumb|[[محمد بن موسى الخوارزمي]]، أبو [[جبر|الجبر]] و[[خوارزمية|الخوارزميات]] وفلكي عربي ومراجع ترجمة كتاب ''زيج السند'' ثاني [[زيج]] في علم الفلك الإسلامي بعد زيج الفزاري.]]
 
في [[علم الفلك#علم الفلك الرصدي|الفلك الرصدي]]، كان أول كتاب مهم لدى العلماء المسلمين هو ''زيج السند'' [[محمد بن موسى الخوارزمي|للخوارزمي]] في 830. احتوى الكتاب على جداول حركة الشمس والقمر والكواكب الخمسة المعروفة في ذلك الوقت وظهرت أهميته في أنه أدخل المفاهيم الهندية ومفاهيم بطليموس في العلوم الإسلامية. مثل هذا العمل أيضا نقطة تحول في علم الفلك الإسلامي. حتى ذلك الوقت، كان الفلكيون المسلمون يعتمدون نهج البحث الأولي في الحقل وترجمة أعمال الآخرين وتعلم المعرفة المكتشفة من قبل. تميز عمل الخوارزمي بكونه بداية أساليب غير تقليدية للدراسة والحسابات<ref>{{Harvard citation|Dallal|1999|p=163}}</ref>.
 
بين العامين 825 و 835، أجرى [[المروزي (توضيح)|أحمد بن عبد الله المروزي]] عدة ملاحظات في [[مرصد]] الشميسية ببغداد حيث قدر عددا من القيم الجغرافية والفلكية<ref name=Langermann>{{citation|العنوان=The Book of Bodies and Distances of Habash al-Hasib|الأخير=Langermann|الأول=Y. Tzvi|journal=[[Centaurus (journal)|Centaurus]]|السنة=1985|volume=28|الصفحات=108–128 [112]}}</ref> وجمع نتائجه في ''كتاب الأبعاد والأجرام'' الذي اقترب بتقديراته إلى الأبعاد الحالية أكثر ممن سبقوه. فعلى سبيل المثال، قدر قطر القمر ب3037 كلم (تساوي 1,519&nbsp;كلم [[نصف قطر|بنصف القطر]]) وبعده عن الأرض ب 215209 ميل وهذه النتائج تقارب المسافات الحالية (1735 نصف قطر و 238857 ميل)<ref>{{citation|العنوان=The Book of Bodies and Distances of Habash al-Hasib|الأخير=Langermann|الأول=Y. Tzvi|journal=[[Centaurus (journal)|Centaurus]]|السنة=1985|volume=28|الصفحات=108–128 [111]}}</ref>.
 
في 850، ألف [[أحمد بن كثير الفرغاني]] ''جوامع علم النجوم والحركات السماوية'' الذي قدم فيه موجزا عن علم الكون البطليموسي وصحح ''المجسطي'' لبطليموس استنادا إلى نتائج توصل إليها علماء الفلك الفرس سابقا. أعطى الفرغاني قيما مراجعة [[ميل محوري|لالتواء]] [[مسار الشمس|مسير الشمس]] والحركة [[بداريةمبادرة (حركة)|البدارية]] [[قبا|لقبا]] الشمس والقمر ومحيط الأرض. تداول الناس هذه الكتب في العالم الإسلامي وترجمت إلى [[لغة لاتينية|اللاتينية]]<ref>{{Harvard citation|Dallal|1999|p=164}}</ref>.
 
ألف [[محمد بن جابر بن سنان البتاني]] (853-929) جداول مطورة لمدارات الشمس والقمر احتوت على اكتشافه الكبير بأن منحى [[الشذوذانحراف المداريمداري|شذوذ مدار]] الشمس كما سجله بطليموس متغير<ref>{{Harvard citation|Singer|1959|p=151}}</ref>. من بين أمور أخرى قام بها، عمل على حساب وقت أول ظهور للهلال بعد [[قمر جديدبدر|القمر الجديد]] وقياس طول [[سنة شمسيةمدارية|السنة الشمسية]] و[[سنة فلكية|السنة الفلكية]] وتوقع [[خسوف القمر|الخسوف]] و[[تزيح|التزيح]]<ref>{{Harvard citation|Wickens|1976|pp=[http://books.google.com.au/books?id=jhwV3qLrmmUC&pg=PA117#v=onepage&q&f=false 117–18]}}</ref>. في نفس الوقت، قام يحيى بن أبي المنصور بملاحظات وتجارب واسعة وكتب ''[[زيج|الزيج]] الممتهن'' حيث راجع فيه أبعاد ''المجسطي''<ref>{{citation|العنوان=23rd Annual Conference on the History of Arabic Science|التاريخ=October 2001|الناشر=[[حلب]], [[سوريا]]}} ([[cf.]] {{Harvard citation|Zaimeche|2002}})</ref>.
 
[[ملف:Book Al Sufi.jpg|thumb|left|كتاب ''[[صور الكواكب الثمانية والأربعين]]'' [[عبد الرحمن بن عمر الصوفي|للصوفي]] الواصف لأكثر من ألف نجمة بالتفصيل وأول من أعطى مواصفات [[المرأة المسلسلة (مجرة)|مجرة المرأة المسلسلة]] و[[سحابة ماجلان الكبرى]]. الكوكبة التي تظهر في الصورة هي كوكبة [[برج الرامي (فلك)القوس|برج الرامي]].]]
 
في القرن العاشر، قام [[عبد الرحمن بن عمر الصوفي]] برصد [[نجم|النجوم]] وأعطى وصفا لمواقعها و[[قدر ظاهري|مقاديرها]] ودرجة سطوعها و[[لون|ألونها]] ورسومها في كوكباتها في كتابه ''[[صور الكواكب الثمانية والأربعين]]'' (964). قدم أيضا أول وصف ورسم ''لسحابة صغيرة'' تعرف اليوم باسم [[المرأة المسلسلة (مجرة)|مجرة المرأة المسلسلة]] حيث ذكر أنها رابطة أمام فم ''السمكة الكبيرة'' وهي اسم [[كوكبة]] عربية. كانت هذه السحابة معروفة لدى فلكيي [[أصفهان (مدينة)|أصفهان]] من قبل في حوالي 905 ب.م<ref name="NSOG">{{مرجع كتاب
سطر 119:
| عنوان=Observatoire de Paris (Abd-al-Rahman Al Sufi)
| مسار=http://messier.obspm.fr/xtra/Bios/alsufi.html
| تاريخ الوصول=2007-04-19| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20181009131542/http://messier.obspm.fr:80/xtra/Bios/alsufi.html | تاريخ أرشيف = 09 أكتوبر 2018 }}</ref><ref name="obspm2">{{مرجع ويب
| عنوان=Observatoire de Paris (LMC)
| مسار=http://messier.obspm.fr/xtra/ngc/lmc.html
| تاريخ الوصول=2007-04-19| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20190208205049/http://messier.obspm.fr/xtra/ngc/lmc.html | تاريخ أرشيف = 08 فبراير 2019 }}</ref>.
 
رصد [[ابن يونس (توضيح)|ابن يونس]] أكثر من 10000 مدخل لمواقع الشمس لعدة أعوام مستعملا [[أسطرلاب]]ا كبيرا بلغ قطره حوالي 1.4 متر. بقيت ملاحظاته [[خسوف القمر|لخسوف القمر]] مستعملة لقرون حتى عندما تحرى [[سيمون نيوكومب]] عن حركة القمر أما ملاحظاته الأخرى فألهمت [[بيير لابلاس]] في نظريتي ''إعوجاج مسير الشمس'' و''عدم المساواة بين المشتري وزحل''<ref name=Zaimeche>{{Harvard citation|Zaimeche|2002}}</ref>. حسب [[خجندي (توضيح)|الخجندي]] بدقة [[ميل محوري|الميل المحوري]] ووجد أنه يساوي 23°32'19" (23.53°)<ref>{{Citation|الأول=Richard P.|الأخير=Aulie|تاريخ=March 1994|عنوان=Al-Ghazali Contra Aristotle: An Unforeseen Overture to Science In Eleventh-Century Baghdad|صحيفة=Perspectives on Science and Christian Faith|المجلد=45|صفحات=26–46}} ([[cf.]] {{مرجع ويب|مسار=http://www.1001inventions.com/index.cfm?fuseaction=main.viewSection&intSectionID=441|عنوان=References
|ناشر=1001 Inventions|تاريخ الوصول=2008-01-22| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20110725125420/http://www.1001inventions.com/index.cfm?fuseaction=main.viewSection&intSectionID=441 | تاريخ أرشيف = 25 يوليو 2011 | وصلة مكسورة = yes }})</ref>.
 
في 1006 رصد الفلكي [[مصر|المصري]] [[علي بن رضوان]] [[س ن 1006]] أكثر [[مستعر أعظم|المستعرات العظمى]] الملاحظة سطوعا في التاريخ وترك وصفا مفصلا للنجم المؤقت حيث قال أن الجسم أكبر بحوالي ضعفين إلى ثلاثة أضعاف من قرص [[الزهرة]] وله ربع سطوع [[قمر (توضيح)|القمر]] وأنه منخفض في الأفق الجنوبي. أيد رهبان دير [[البنيديكتين]] في [[دير سانت غال|سانت غال]] ملاحظات علي بن رضوان وتوافقوا معه في الحجم والموقع في السماء.
 
==== النماذج شمسية المركز الأولى ====
سطر 142:
 
==== علم الكونيات ====
بخلاف [[فلسفة ما قبل سقراط|الفلاسفة اليونان]] الذين اعتقدوا أن [[فضاء كوني|الكون]] موجود منذ الأبد، طور [[إلهيات|الإلاهيون]] و[[فلسفة العصورالقرون الوسطى|الفلاسفة الوسيطيون]] مفهوم يقر ببداية للكون وبذلك له ماض نهائي (انظر [[نهائية مؤقتة]]). كان هذا المفهوم قائما على [[خلقية|نظرية الخلق]] التي تتحد فيها [[أديان إبراهيمية|الديانات الإبراهيمية]]: [[يهودية|اليهودية]] و[[مسيحية|المسيحية]] و[[إسلام|الإسلام]]. كان [[تاريخ الفلسفة#الفلسفة المسيحية|الفيلسوف المسيحي]] [[يوحنا النحوي|جون فيلوبونوس]] أول من قدم حجة ضد مفهوم أبدية ماض الكون اليوناني واعتمدت حججه من قبل العديد من الفلاسفة وأبرزهم [[فلسفة إسلامية|الفيلسوف المسلم]] [[يعقوب بن إسحق الكندي|الكندي]]
و[[فلسفة يهودية|الفيلسوف اليهودي]] [[سعيد بن يوسف الفيومي|سعيد بن يوسف]] و[[عقيدة إسلامية|الفقيه]] [[أبو حامد محمد بن محمد الغزالي|الغزالي]]. استعمل هؤلاء حجتين فقهيتين ضد الماضي الأبدي أولاهما استحالة وجود فعلي لانهائي والتي تنص على<ref name=Craig>{{citation|العنوان=Whitrow and Popper on the Impossibility of an Infinite Past|الأول=William Lane|الأخير=Craig|journal=The British Journal for the Philosophy of Science|volume=30|issue=2|التاريخ=June 1979|الصفحات=165–170 [165–6]|doi=10.1093/bjps/30.2.165}}</ref>:
 
:"لا يمكن لوجود لانهائي فعلي الوجود."
سطر 160:
[[ملف:Mustansiriya University CPT.jpg|thumb|right|كانت مئذنة [[الجامعة المستنصرية]] [[بغداد|ببغداد]] والتي تظهر في خلفية الصورة تستعمل لأغراض فلكية.]]
 
في القرن التاسع، قام الأخ الأكبر من [[بنو موسى|بني موسى]] وهو أبو جعفر محمد بن موسى بن شاكر بإسهامات مهمة في [[علوم إسلامية#الفيزياء|الفيزياء الفلكية]] و[[ميكانيكا سماوية|الميكانيكا السماوية]] وكان أول من اقترح أن الأجرام و[[فلكات سماوية|الفلكات السماوية]] تخضع لنفس [[قانون فيزيائي|القوانين الفيزيائية]] التي تخضع لها [[أرضبر|الأرض]] عكس المعتقد السائد في ذلك الوقت بأن الفلكات السماوية لها قوانينها الخاصة المتحكمة فيها<ref>{{Harvard citation|Saliba|1994a|p=116}}</ref>. في القرن العاشر، استحدث [[محمد بن جابر بن سنان البتاني]] (853-929) فكرة [[تجربة|تجريب]] الملاحظات السابقة بطرق جديدة<ref>{{Harvard citation|Huff|2003|p=57}}</ref>. أدى ذلك إلى استخدام علماء الفلك المسلمين [[قانون استنباطيتجريبي|الملاحظات والتقنيات التجريبية]] بكثرة ابتداء من القرن الحادي عشر<ref>{{Harvard citation|Huff|2003|p=326}}</ref>.
 
في أوائل القرن الحادي عشر، كتب [[ابن الهيثم]] ''مقالة في ضوء القمر'' قبل 1021 التي كانت أول محاولة ناجحة في الجمع بين علم الفلك الرياضي و[[فيزياء|الفيزياء]] وأول محاولة لتطبيق أسلوب [[منهجالمنهج علميالعلمي|المنهج التجريبي]] في علم الفلك و[[فيزياء فلكية|الفيزياء الفلكية]]. دحض الرأي المعترف به عالميا أن [[قمر (توضيح)|القمر]] يعكس [[شعاعأشعة الشمس|ضوء الشمس]] مثل [[مرآة|المرآة]]، وخلص إلى أن الضوء ينبعث من أجزاء سطح القمر التي يصلها ضوء [[شمس|الشمس]] ولإثبات رأيه أن الضوء ينبعث من كل نقطة من سطح القمر المضاء بنى جهازا [[تجربة|تجريبيا]] عبقريا. صاغ ابن الهيثم مفهوما واضحا للعلاقة بين النموذج المثالي الرياضي والظواهر الملاحظة المعقدة وخصوصا كان أول من قام باستخدام منهجي لتغيير الظروف التجريبية بطريقة ثابتة وموحدة في تجربة تبين أن [[إشعاعية|شدة]] بقعة ضوء تشكلت عن [[قمراءضوء القمر|القمراء]] تمر من [[بؤرة|بؤرتين]] على شاشة تقل باستمرار كلما أغلقنا إحدى البؤرتين<ref name=Toomer>{{citation|الأول=G. J.|الأخير=Toomer|العنوان=Review: ''Ibn al-Haythams Weg zur Physik'' by Matthias Schramm|journal=[[Isis (journal)|Isis]]|volume=55|issue=4|التاريخ=December 1964|الصفحات=463–465 [463–4]|doi=10.1086/349914}}</ref>.
 
كان ابن الهيثم أيضا أول من اكتشف أن [[فلكات سماوية|الفلكات السماوية]] لا تتكون من مادة [[حالة صلبة|صلبة]] وأن السماوات أقل كثافة من الهواء وذلك في كتابه ''[[المناظر]]'' (1021). كرر [[ويتيلو]] نفس آراء ابن الهيثم وكان لها تأثير كبير على منظومتي [[نيكولاس كوبرنيكوس|كوبرنيكوس]] و[[تيخو براهي|تيخو]] للفلك<ref>{{Harvard citation|Rosen|1985|pp=19-20 & 21}}</ref>.
 
فند ابن الهيثم نظرة [[أرسطو]] لمجرة درب التبانة الذي اعتقد أن المجرة نتجت عن اشتعال زفير بعض النجوم التي كانت كبيرة ومتعددة وقريبة من بعضها البعض وأن الاشتعال يحدث في الجزء العلوي من [[غلاف جوي|الغلاف الجوي]]، [[فلكة تحتقمرية|في المنطقة التي الحركات السماوية مستمرة بها]]<ref name=Montada>{{مرجع ويب|مؤلف=Josep Puig Montada|عنوان=Ibn Bajja|ناشر=[[موسوعة ستانفورد للفلسفة]]|مسار=http://plato.stanford.edu/entries/ibn-bajja|تاريخ=September 28, 2007|تاريخ الوصول=2008-07-11| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20190505014535/https://plato.stanford.edu/entries/ibn-bajja/ | تاريخ أرشيف = 05 مايو 2019 }}</ref>. وقد اعتمد في ذلك على أول محاولة لرصد وقياس [[تزيح|تخاطل]] درب التبانة<ref>{{citation|العنوان=Great Muslim Mathematicians|الأول=Mohaini|الأخير=Mohamed|السنة=2000|الناشر=Penerbit UTM|isbn=9835201579|الصفحات=49–50}}</ref> وبالتالي حدد ذلك لأنه لم يكن لدرب التبانة تخاطل، وكانت بعيدة جدا عن [[الأرض]] ولا تنتمي إلى الغلاف الجوي<ref>{{مرجع ويب|عنوان=Popularisation of Optical Phenomena: Establishing the First Ibn Al-Haytham Workshop on Photography|مؤلف=Hamid-Eddine Bouali, Mourad Zghal, Zohra Ben Lakhdar|ناشر=The Education and Training in Optics and Photonics Conference|سنة=2005|مسار=http://spie.org/etop/ETOP2005_080.pdf|تاريخ الوصول=2008-07-08|تنسيق=PDF| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20181005204359/http://spie.org/etop/ETOP2005_080.pdf | تاريخ أرشيف = 05 أكتوبر 2018 }}</ref>.
 
في القرن الحادي عشر أيضا، استحدث [[أبو الريحان البيروني]] [[منهجالمنهج علميالعلمي|المنهج التجريبي]] في علم الفلك وكان أول من قاد [[تجربة|أبحاثا تجريبية]] متعلقة بظواهر فلكية<ref name=Zahoor/>. اكتشف البيروني أيضا أن [[مجرة]] [[درب التبانة]] هي عبارة عن مجموعة من [[نجم|النجوم]] [[سديم|السديمة]]<ref>{{MacTutor Biography|id=Al-Biruni|title=Abu Rayhan Muhammad ibn Ahmad al-Biruni}}</ref>. في [[أفغانستان]]، رصد ووصف [[كسوف الشمس]] في 8 أبريل 1019 و[[خسوف القمر]] في سبتمبر 1019 بالتفصيل وأعطى [[عرض جغرافي|دائرة عرض]] النجوم خلال الخسوف<ref name=Zahoor>{{مرجع ويب|مؤلف=Dr. A. Zahoor|سنة=1997|مسار=http://www.unhas.ac.id/~rhiza/saintis/biruni.html|عنوان=Abu Raihan Muhammad al-Biruni|ناشر=[[Hasanuddin University]]|مسار أرشيف=
httphttps://web.archive.org/web/20080626074150/http://www.unhas.ac.id/~rhiza/saintis/biruni.html
|تاريخ أرشيف=2008-01-18| وصلة مكسورة = yes }}</ref>.
 
=== 1025-1450 ===
خلال هذه الفترة، بزغ نظام إسلامي خاص في علم الفلك. كان الفصل بين الرياضيات الفلكية (كما صاغها [[بطليموس]]) وفلسفة الكون (كما صاغها [[أرسطو]]) عادة موروثة عن اليونان. طور العلماء المسلمون نظاما يسعى لمعرفة التكوين الحقيقي المادي للكون (علم الهيئة) ويجمع بين مبادئ [[رياضيات|الرياضيات]] و[[فيزياء|الفيزياء]]. في إطار علم الهيئة، تسائل الفلكيون المسلمون حول التفاصيل التقنية [[مركزية الأرض|لنظام بطليموس]] للفلك<ref>{{Harvard citation|Sabra|1998|pp=293-8}}</ref>. جل هذه الانتقادات تابعت [[نموذج فكري|بارادايم]] بطليموس الفلكي وبقيت في إطار نظرية [[مركزية الأرض]]<ref>{{مرجع ويب|مؤلف=A. Abd-Allah|مسار=http://www.usc.edu/dept/MSA/quran/scislam.html|عنوان=The Qur'an, Knowledge, and Science|ناشر=[[جامعة كاليفورنيا الجنوبية]]|تاريخ الوصول=2008-01-22| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20081128054613/http://www.usc.edu/dept/MSA/quran/scislam.html | تاريخ أرشيف = 28 نوفمبر 2008 }}</ref> وكما قال مؤرخ الفلك [[عبد الحميد صبرا]]:
 
{{اقتباس|جميع الفلكيين المسلمين من [[ثابت بن قرة]] في القرن التاسع إلى [[ابن الشاطر]] في القرن الرابع عشر وكل الفلاسفة الطبيعيين من [[يعقوب بن إسحق الكندي|الكندي]] إلى [[ابن رشد]] ومن لحقهم قبلوا بما أسماه كوهن نظرية ''كون الفلكتين''... كانت النظرة اليونانية للعالم أنه يتكون من فلكتين الأولى هي [[فلكات سماوية|الفلكة السماوية]] التي تتكون من عنصر خاص وهو [[أثير|الأثير]] وتتوسطها الفلكة الثانية التي تتكون من [[عنصر تقليدي|العناصر التقليدية الأربعة]] الأرض والماء والهواء والنار<ref>{{Harvard citation|Sabra|1998|pp=317-18}}</ref>.}}
 
رغم ذلك ناقش بعض الفلكيين المسلمين، [[أبو الريحان البيروني|كأبي الريحان البيروني]] و[[نصير الدين الطوسي]]، إذا كانت الأرض تتحرك وتأثير ذلك على الحسابات الفلكية والنظم الفيزيائية القائمة<ref>{{Harvard citation|Ragep|Teresi|Hart|2002}}</ref>. أما من ناحية أخرى طور علماء [[مرصد مراغة|مدرسة مراغة]] للفلك نماذج لكواكب تتعارض والنماذج البطليموسية في إطار نظرية [[مركزية الأرض]] اعتمدها [[نيكولاس كوبرنيكوس|كوبرنيكوس]] في إطار نظرية [[مركزية الشمس]].
 
==== تفنيد التنجيم ====
فند عدة علماء مسلمين التنجيم منهم [[الفارابي|أبو نصر محمد الفارابي]] و[[ابن الهيثم]] و[[ابن سينا]] و[[أبو الريحان البيروني]] و[[ابن رشد]]. وتنوعت أسبابهم في هذا التفنيد منها العلمية (كانت أساليب المنجمين [[حدسية (توضيح)|حدسية]] وغير [[قانون استنباطيتجريبي|استنباطية]]) والدينية (صدام المنجمين مع [[رجلعالم دين إسلامي(إسلام)|علماء الدين]])<ref>{{Harvard citation|Saliba|1994b|pp=60 & 67-69}}</ref>.
 
استعمل [[ابن قيم الجوزية]] (1292-1350)، في كتابه ''مفتاح دار السعادة''، حججا [[قانون استنباطيتجريبي|استنباطية]] في علم الفلك لدحض ممارسات التنجيم و[[قراءة البخت|التنبؤ]]<ref>{{citation|العنوان=Ibn Qayyim al-Jawziyyah: A Fourteenth Century Defense against Astrological Divination and Alchemical Transmutation|الأول=John W.|الأخير=Livingston|journal=Journal of the [[الجمعية الشرقية الأمريكية]]|volume=91|issue=1|السنة=1971|الصفحات=96–103|doi=10.2307/600445}}</ref>. اعترف أن [[نجم|النجوم]] أكبر من [[كوكب|الكواكب]] وأن [[عطارد]] هو أصغر كوكب عرفه في ذلك الوقت قائلا<ref name=Livingston>{{citation|العنوان=Ibn Qayyim al-Jawziyyah: A Fourteenth Century Defense against Astrological Divination and Alchemical Transmutation|الأول=John W.|الأخير=Livingston|journal=Journal of the American Oriental Society|volume=91|issue=1|السنة=1971|الصفحات=96–103 [99]|doi=10.2307/600445}}</ref>:
 
{{اقتباس|فان قلتم [المنجمون] أنها لما كانت صغيرة وآثارها ضعيفة لم تصل آثارها وقواها إلي هذا العالم قيل لكم صغر الجنة لا يوجب ضعف الأثر فان عطارد أصغر الأجرام الفلكية جرما عندكم مع أن آثاره قوية وأيضا فالرأس والذنب نقطتان وهميتان واما أنتم فقد أثبتم لهما آثارا وأيضا السهام مثل سهم السعادة وسهم الغيب نقط<ref>كتاب مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية ص 235</ref>.}}
سطر 189:
 
==== الفيزياء الفلكية والميكانيكا السماوية ====
في [[فيزياء فلكية|الفيزياء الفلكية]] و[[ميكانيكا سماوية|الميكانيكا السماوية]]، وصف [[أبو الريحان البيروني]] [[جاذبية (فيزياء)|جاذبية]] الأرض:
{{اقتباس|إن الأجسام تسقط على الأرض بسبب قوى الجذب المتمركزة فيه.}}
 
اكتشف البيروني أيضا أن التجاذب يحدث بين [[جرم سماويفلكي|الأجرام]] و[[فلكات سماوية|الفلكات السماوية]]، وانتقد نظرة [[أرسطو#الفيزياء|أرسطو]] إلى الأجرام بأنها لا تملك خفة أو جاذبية وحول [[حركة دورانية|الحركة الدوارنية]] بأنها [[خصائص ذاتية وخارجية|خاصية فطرية]] للأجرام السماوية<ref>{{Harvard citation|Iqbal|Berjak|2003}}</ref>.
 
في 1121، قال [[عبد الرحمن الخازني]] في أطروحته ''كتاب ميزان الحكمة''<ref name=Zaimeche7>{{Harvard citation|Zaimeche|2002|p=7}}</ref>:
سطر 198:
{{اقتباس|لكل جسم ثقيل معروف الوزن وموضوع على مسافة معينة من مركز العالم، فإن جاذبيته الأرضية تعتمد على تأثيره عن بعد من قبل مركز العالم. لهذا السبب، تعتمد الجاذبية الأرضية للأجسام على المسافات التي تبعد بها عن مركز العالم. حيث انه كلما ازداد بعد الجسم عن مركز العالم، أصبح أكثر ثقلاً؛ وكلما اقترب من مركز العالم، أصبح أخف ثقلاً.}}
 
إذا كان الخازني أول من يقترح أن نظرية [[جاذبية (فيزياء)|الجاذبية]] أو [[طاقة الوضعوضع|طاقة الوضع الثقالية]] لجسم تتغير حسب مسافته عن مركز الأرض. لم يتم اثبات هذه الظاهرة حتى القرن الثامن عشر بعد [[قانون الجذب العام لنيوتن]]<ref name=Zaimeche7/>.
 
أيضا في القرن الثاني عشر، شارك [[فخر الدين الرازي]] في مناظرة بين العلماء المسلمين حول اعتبار [[فلكات سماوية|الفـِلكات السماوية]] أو المدارات (الفـَلك) إما حقيقية أي هيئات مادية أو مجرد دوائر في السماوات تبقى بعد مرور النجوم والكواكب عاما في الداخل وعاما في الخارج. أشار الرازي أن عدة فلكيين مسلمين اتفقوا على أنها فلكات صلبة حيث تدور النجوم بينما آخرون مثل الضحاك آثروا على اعتبارها مدارات رسمتها النجوم وليست أجساما. أما الرازي فلم يكن متيقنا من أي الرأيين يتبع [[ميكانيكا سماوية|الفلكات السماوية]] المجردة أو الملموسة وأكد على ضرورة توافقها مع الحقيقة الخارجية وأضاف أنه لا يمكن التأكد من خصائص السماوات بالديل الملاحظ أو دلائل [[القرآن]] و[[حديث نبوي|السنة النبوية]]. استنتج أن النماذج الفلكية لا تستند، بفائدتها أو سلبيتها لتنظيم السماوات، على براهين عقلانية سليمة وهكذا لا يمكن القيام بأي التزام فكري عليها بقدر ما كان وصف وشرح الحقائق السماوية هو المعني.
==== بداية علم الهيئة ====
 
ما بين عامي 1025 و 1028، استحدث [[ابن الهيثم]] '''علم الهيئة''' وهو فرع من علم الفلك في كتابه ''الشكوك على بطليموس''. كان علم الهيئة يبحث في استيعاب الفرضيات الرياضية على هيئة أجرام وفلكات سماوية كل جرم على حدى حول محوره -بعبارة أخرى- إيجاد وصف فيزيائي معقول حول ما يحدث في السماء<ref>{{Harvard citation|Sabra|1998|pp=294-5}}</ref>. كان ابن الهيثم أول من انتقد نظام [[بطليموس]] الفلكي معتمدا على أسس [[رصد]]ية و[[قانون استنباطيتجريبي|استنباطية]] و[[تجربة|تجريبية]]<ref>{{Harvard citation|Sabra|1998|p=300}}</ref> وأول من اقترح ربط حركات مادية حقيقية بنقط ودوائر ومستقيمات رياضية وهمية مع الإبقاء على الحقيقة المادية لمركزية الأرض:
 
طور ابن الهيثم بنية فيزيائية لنظام بطليموس في أعمال له مثل ''مقالة في تكوين الكون'' أو ''مقالة في هيئة العالم'' والذي أصبح عملا مهما في علم الهيئة<ref>{{Harvard citation|Langermann|1990|pp=25-34}}</ref>. وفي ''خلاصة الفلك''، أكد على أن الأجرام السماوية تقبل [[قانون فيزيائي|القوانين العلمية]]<ref>{{Harvard citation|Duhem|1969|p=28}}</ref>.
سطر 210:
في 1030، ناقش [[أبو الريحان البيروني]] [[علم الفلك الهندي|نظريات الكواكب الهندية]] [[أريابهاتا|لأريابهاتا]] و[[براهماغوبتا]] و[[فاراهامهرا]] في كتابه ''تاريخ الهند''. صرح البيروني أن براهماغوبتا وعلماء آخرون يعتبرون أن [[أرض#الدوران|الأرض تدور حول نفسها]] وأضاف أن ذلك لا يشكل أي مشاكل رياضية<ref>{{Harvard citation|Nasr|1993|p=135, n. 13}}</ref>.
 
اقترح [[السجزي|أبو سعيد السجزي]]، وهو عالم عاصر البيروني، حركة دوران الأرض حول الشمس كمركز لمدارها ولم يرفض البيروني ذلك<ref name=Baker>{{Harvard citation|Baker|Chapter|2002}}</ref>. وافق البيروني على دوران [[أرض#الدوران|الأرض حول محورها]] ورغم بقاءه في حياد بين نظريتي [[مركزية الشمس]] أو [[مركزية الأرض]]<ref>{{Harvard citation|Marmura|1965}}</ref>، اعتبر الأولى مشكلة فلسفية<ref name=Saliba />. ولاحظ البيروني أنه إذا كانت الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس فإن ذلك لن يغير شيئا من معلماته الفلكية لأنه لن يغير دوران الأرض حول نفسها شيئا من الحسابات والمعرفة الفلكية فهي صحيحة طبقا للنظرية الأولى أو الثانية ومن هنا رأى أن حل هذه المسالة صعب<ref>G. Wiet, V. Elisseeff, P. Wolff, J. Naudu (1975). ''History of Mankind, Vol 3: The Great medieval Civilisations'', p. 649. George Allen & Unwin Ltd, [[يونسكو|يونيسكو]].</ref>.
 
في 1031، أنهى البيروني موسوعته الفلكية الموسعة ''كتاب القانون المسعودي''<ref name=Covington>{{Harvard citation|Covington|2007}}</ref>، حيث أورد فيه نتائجه وجداوله الفلكية وتمثيلا أرضي المركز وبوب مسافات [[فلكات سماوية|الفلكات السماوية]] عن الأرض المركزية والتي حسبها بالاعتماد على مبادئ ''[[المجسطي]]'' لبطليموس<ref>{{Harvard citation|Nasr|1993|p=134}}</ref>. قدم الكتاب الأساليب الرياضية لتحليل [[تسارع]] الكواكب وصرح فيه أن [[قبا|ذروة الشمس]] ليست [[بداريةمبادرة (حركة)|البدارية]]. اكتشف البيروني أيضا أن المسافة بين الأرض والشمس أكبر من تقديرات [[بطليموس]] على أساس أنه تجاهل الكسوفات الحلقية.
 
في 1070، طرح [[أبو عبيد الجوزجاني]]، تلميذ [[ابن سينا]]، تعديلا مغايرا لنظريات بطليموس في كتابه ''طريق الأفلاك''. أشار الجوزاني في عمله إلى إشكال ''[[إكوانت|الإكوانت]]'' في نظام بطليموس وتوصل إلى حل له. وادعى أيضا أن أستاذه ابن سينا توصل إلى حل إشكال الإكوانت<ref>{{Harvard citation|Sabra|1998|pp=305-306}}</ref>.
 
==== الثورة الأندلسية ====
[[ملف:Civitas Toletana, AD 976.jpg|thumb|left|فن [[مولدون (الأندلس)|المولدون]] من [[طليطلة]] في [[الأندلس]] يصور [[قصر طليطلة|القصر]] في سنة 976 ب.م.]]
 
[[ملف:Hans Holbein d. J. 029.jpg|thumb|يمين|جزء من لوحة [[السفراء (هولباين)|السفراء]] للرسام [[هانس هولباين الابن|هانس هولباين الصغير]] وتظهر فيها المقلوزة، وهي أداة اخترعها [[جابر بن أفلح]]، في أقصى يمينها.]]
 
في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ألف فلكيو [[الأندلس]] مثل [[مسلمة المجريطي]] و[[ابن الصفار]] أعمالا عدة واستخدموا آلات كثيرة. وعرف لاحقا عن [[أبو الصلت|أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت]] أنه من نقل الكتب الفلكية [[الأندلس]]ية الأولى إلى [[شمال أفريقيا]] حيث بقيت صامدة. انخرط تلامذتهم في التحدي الذي رفعه ابن الهيثم سابقا لتطوير بعيد عن قوانين بطليموس لتصحيح أخطاء التمثيلات [[مركزية الأرض]]<ref>{{Harvard citation|Saliba|1981|p=219}}</ref>. احتوى الكتاب الأندلسي المجهول مؤلفه ''الاستدراك على بطليموس'' كنقد ابن الهيثم على لائحة لاعتراضات على علم الفلك البطليموسي. كان هذا بداية [[ثورة|لثورة]] المدرسة الأندلسية على مبادئ بطليموس والتي سميت في بعض الأحيان ''الثورة الأندلسية''<ref>{{citation|الأول=A. I.|الأخير=Sabra|وصلة المؤلف=A. I. Sabra|contribution=The Andalusian Revolt Against Ptolemaic Astronomy: Averroes and al-Bitrûjî|الصفحات=233–53|editor-first=Everett|editor-last=Mendelsohn|العنوان=Transformation and Tradition in the Sciences: Essays in honor of I. Bernard Cohen|الناشر=[[مطبعة جامعة كامبريدج]]}}</ref>.
 
في القرن الثاني عشر، رفض الفيلسوف [[ابن رشد]] وعالم الفلك [[أبو إسحق البطروجي|أبو اسحق البطروجي]]، متأثرين بأفكار [[ابن طفيل]]، [[فلك التدوير|أفلاك التدوير وتباين المراكز]] التي استحدثها [[بطليموس]]. اعتبرا أن [[مركزية الأرض|نظام بطليموس]] غير متسق مع مبادئ [[أرسطو]] الفيزيائية واقترح نظاما متراكزا للكون. فشل البطروجي في محاولته تقديم نموذج دقيق لحركة الكواكب مستعملا [[فلكات متراكزة|الفلكات المتراكزة]]<ref>Bernard R. Goldstein, ed., ''Al-Biţrūjī: On the Principles of Astronomy'', (New Haven: Yale University Press, 1971), pp. 6-14.</ref> وكتب ابن رشد انتقادا لنظام بطليموس لحركة الكواكب قائلا أن تأكيد وجود فلكة تدويرية أو فلكة متباينة المركز مخالف للطبيعة وأن علم الفلك في عصرنهم ذاك لا يقدم الحقيقة ولكن يتسق فقط مع حسابات وليس مع ما هو موجود حقيقة<ref name=Gingerich/>.
 
[[ملف:AverroesColor.jpg|thumb|رفض [[ابن رشد]] [[فلك التدوير|التباين المركزي]] [[بطليموس|لبطليموس]] ونظام بطليموس وعوضا عنه اقترح كونا [[تراكز|متراكزا]].]]
 
اقترح ابن باجة أن [[مجرة]] [[درب التبانة]] مكونة من عدة نجوم لكنها تظهر صورة واحدة بسبب [[انكسار (فيزياء)|الانكسار]] الحاصل في [[غلاف الأرض الجوي|الغلاف الجوية]] وذكر رصده [[اقتران (فلكعلم وتنجيمالفلك)|لاقتران]] [[المشتري]] و[[المريخ]] في 500 [[تقويم هجري|هجرية]] (1106-1107)<ref name=Montada/>.
 
في [[طليطلة]]، كتب الفلكي [[مولدون (الأندلس)|المولدي]] [[إبراهيم بن يحيى الزرقالي]] (1029-1087) متعمقا في [[الأزياج الطليطلية]]. وحفظ [[ابن الكماد]] عمله وأكده [[ابن هيم الإشبيلي]].
 
==== مدرسة مراغة ====
{{معلومات أكثر|مرصد مراغة|الزيج الإلخاني}}
 
كانت ''مدرسة مراغة'' تقليدا فلكيا ظهر في [[مرصد مراغة]] وامتد إلى [[جامعالجامع بنيالأموي أمية الكبير(دمشق)|جامع دمشق]] و[[مرصد ألوكأولوغ بيك|مرصد سمرقند]]. حاول فلكيو مراغة، كما فعل الذين سبقوهم في الأندلس، حل [[الإكوانت]] وإيجاد بدائل [[مركزية الأرض|لنظام بطليموس]]. حقق فلكيو مراغة نجاحا أكثر من نظرائهم في الأندلس حيث أوجدوا بدائل للنظرية تلغي الإكوانت والتباين المركزي وكانوا أكثر دقة من نظام بطليموس في توقع مواضع الكواكب حسابيا وأفضل اتساقا مع [[رصد|الملاحظات]] [[قانون استنباطيتجريبي|الاستنباطية]]<ref name=Saliba-1994>{{Harvard citation|Saliba|1994b|pp=233-234 & 240}}</ref>. من أبرز هؤلاء العلماء نجد [[محيي الدين الأوردي]] (م 1266) و[[نصير الدين الطوسي]] (1201-1274) و[[نجم الدين الكاتبي القزويني|نجم الدين القزويني الكاتبي]] (م 1277) و[[قطب الدين الشيرازي]] (1236-1311) وصدر الشريعة البخاري (و 1347) و[[ابن الشاطر]] (1304-1375) و[[القوشجي|علي القوشجي]] (و 1447) و[[عبد العالي البيجرندي]] (و 1525) وشمس الدين الخافري (و 1550)<ref>{{Harvard citation|Dallal|1999|p=171}}</ref>.
 
وصف بعض المؤرخين أعمال فلكيي مراغة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر ''بثورة مراغة'' أو ''ثورة مدرسة مراغة'' أو ''[[ثورة علمية|الثورة العلمية]] قبل [[عصر النهضة]]''. من أهم أوجه هذه الثورة هو إدراك قدرة علم الفلك على وصف [[جسم فيزيائيمادي|الأجسام الفيزيائية]] بلغة [[تاريخ الرياضيات#الرياضيات عند المسلمين|رياضية]] ووجوب عدم بقاء علم الفلك [[فرضية|فرضيات]] رياضية لأن ذلك يوثق [[ظاهرة (توضيح)|الظاهرة]] فحسب. أدرك فلكيو مراغة أن نظرة [[في السماوات|أرسطو]] [[حركة (فيزياء)|للحركة]] بوصفها إما [[نظام خطي|خطية]] أو دورانية غير صحيحة كما أظهرت [[مزدوجة الطوسي]] أن الحركة الخطية يمكن إنتاجها [[حركة دورانية|بحركات دورانية]]<ref>{{Harvard citation|Saliba|1994b|pp=245, 250, 256-257}}</ref>.
 
على عكس الفلكيين الإغريق والهيلينيين، الذين لم يعنوا بالتوفيق بين مبادئ الفيزياء ومبادئ الرياضيات لنظرية الكواكب، أصر الفلكيون المسلمون على جمع الرياضيات بالعالم الحقيقي المحيط بهم<ref>{{citation|الأول=George|الأخير=Saliba|وصلة المؤلف=George Saliba|التاريخ=Autumn 1999|العنوان=Seeking the Origins of Modern Science?|journal=BRIIFS|volume=1|issue=2|المسار=http://www.riifs.org/review_articles/review_v1no2_sliba.htm |تاريخ الوصول=2008-01-25}}</ref> والتي تحولت من حقيقة مبنية على [[أرسطو#الفيزياء|فيزياء أرسطو]] إلى حقيقة مبنية على [[فيزياء|الفيزياء]] الرياضية والاستنباطية بعد عمل ابن الشاطر. لذا تميزت ثورة مراغة بالابتعاد عن الأسس الفلسفية [[في السماوات|لكونيات أرسطو]] و[[مركزية الأرض|فلك بطليموس]] والاتجاه نحو التركيز على الملاحظة التجريبية و[[تاريخ الرياضيات|ترضية]] الفلك وبشكل عام [[طبيعة|الطبيعة]] كما جاء في أعمال ابن الشاطر والقوشجي والبيجرندي والخافري<ref>{{Harvard citation|Saliba|1994b|pp=42 & 80}}</ref><ref>{{citation|الأول=Ahmad|الأخير=Dallal|السنة=2001-2002|العنوان=The Interplay of Science and Theology in the Fourteenth-century Kalam|الناشر=From Medieval to Modern in the Islamic World, Sawyer Seminar at the [[جامعة شيكاغو]] |المسار=http://humanities.uchicago.edu/orgs/institute/sawyer/archive/islam/dallal.html |تاريخ الوصول=2008-02-02}}</ref><ref>{{Harvard citation|Huff|2003|pp=217-8}}</ref>.
 
[[ملف:Shatir500.jpg|thumb|right|تمثيل [[ابن الشاطر]] لمواضع ظهور [[عطارد]] يبين تضاعف [[فلك التدوير|التدوير]] باستعمال [[مزدوجة الطوسي]] فألغى بذلك نظرية [[الإكوانت]] والتباين المركزي لبطليموس.]]
سطر 246:
كان [[محيي الدين الأوردي]] (و 1266) الأول بين علماء مراغة في تطوير نظام لا بطليموسي واقترح نظرية جديدة سماها ''لامة الأوردي''<ref>{{Harvard citation|Saliba|1979}}</ref>. حل [[نصير الدين الطوسي]] (1201-1274) مسائل مهمة في نظام بطليموس عبر [[مزدوجة الطوسي]] التي أوجدها كبديل لمسألة [[الإكوانت]] الفيزيائية لبطليموس<ref name=Gill>{{Harvard citation|Gill|2005}}</ref>. ناقش تلميذ الطوسي، [[قطب الدين الشيرازي]] (1236-1311) في كتابه ''نهاية الإدراك في دراية الأفلاك''، إمكانية [[مركزية الشمس]]. كتب القزويني الكاتبي (و 1277)، والذي عمل أيضا في مرصد مراغة، في كتابه ''حكمة العين'' داعما بحجج للنظام شمسي المركز لكنه ترك فيما بعد الفكرة<ref name=Baker/>.
 
أدرج [[ابن الشاطر]] [[دمشق|الدمشقي]] (1304-1375)، في كتابه ''نهاية السؤال في تصحيح الأصول''، لامة الأوردي وألغى الحاجة إلى الإيكوانت عبر استحداث فلك تدوير جديد (مزدوجة الطوسي) فابتعد عن نظام بطليموس بطريقة رياضية مماثلة لطريقة [[نيكولاس كوبرنيكوس]] في القرن السادس عشر. وعكس علماء الفلك الذين سبقوه، لم يكن ابن الشاطر متمسكا بالأسس النظرية [[فلسفة الطبيعة|لفلسفة الطبيعة]] أو [[علم الكون|لعلم كونيات]] أرسطو بل اهتم فقط بتطوير نظام متلائم مع الملاحظات [[قانون استنباطيتجريبي|الاستنباطية]]. فعلى سبيل المثال، قادت ابن الشاطر دقة ملاحظته إلى إلغاء فلك التدوير في نظام بطليموس [[الشمس]]ي وكل التباينات المركزية وفلكات التدوير والإيكوانت في نظام بطليموس [[نظام قمري|القمري]]. وبذلك أصبح نظامه أكثر ملائمة [[رصد|للملاحظات]] الاستنباطية من أي نظام سابق<ref name=Saliba-1994/> وأصبح كذلك أول نظام يسمح [[تجربة|بالتجريب]] الاستنباطي<ref>{{Cite journal| الأخير1 = Faruqi | الأول1 = Y. M. | سنة = 2006 | عنوان = Contributions of Islamic scholars to the scientific enterprise | مسار = | صحيفة = International Education Journal | المجلد = 7 | العدد = 4| صفحات = 395–396}}</ref>.
 
==== علم الكونيات متعدد الأكوان ====
سطر 270:
== الأدوات ==
=== الأسطرلابات والبلانيسفير ===
كانت [[أسطرلاب|الأسطرلابات]] النحاسية تستعمل في شتى أنحاء العالم [[إسلام|الإسلامي]] وظلك لإيجاد [[قبلة|القبلة]]. يرجع [http://www.soas.ac.uk/gallery/islamicpatronage/img25732.JPG أقدم أسطرلاب عربي معروف] إلى 315 حسب [[تقويم هجري|التقويم الهجري]]. أول شخص يرجع له الفضل في صناعة أسطرلاب في العالم الإسلامي هو [[محمد الفزاري]]<ref>[[ريتشارد فراي]], ''Golden Age of Persia'', p. 163.</ref>. رغم أن أول من اخترعوا الأسطرلاب كانوا [[حقبة هيلينية|الهلينيين]]، أسهم الفزاري كثيرا في الأسطرلاب حيث أدخل عليه مقاييس زاوية<ref>{{citation|العنوان=Surveying and navigational instruments from the historical standpoint|المؤلف=L. C. Martin|السنة=1923|[[جمعية البصريات الأمريكية]]|volume=24|الصفحات=289–303 [289]|doi=10.1088/1475-4878/24/5/302}}</ref> وأضاف دوائر تشير إلى [[سمت|السمت]] في [[خط الأفقأفق|الأفق]]<ref>{{citation|العنوان=The mathematics of Egypt, Mesopotamia, China, India, and Islam: a sourcebook|المؤلف=Victor J. Katz & Annette Imhausen|الناشر=[[دار نشر جامعة برنستون]]|السنة=2007|isbn=0691114854|الصفحة=519}}</ref>. وفي فترة [[خلافة إسلامية|الخلافة]] [[خلافةالدولة عباسيةالعباسية|العباسية]] أتقن العرب الأسطرلاب وصناعته حيث عرفوا بالتحديد بداية [[رمضان]] ومواقيت [[صلاة(إسلام)الصلاة في الإسلام|الصلاة]] واتجاه [[مكة]] ([[قبلة|القبلة]]) واستخدموه أكثر من ألف استخدام. في القرن العاشر، وصف [[عبد الرحمن بن عمر الصوفي]] الاستعمالات الأكثر من الألف للأسطرلاب في مجالات متنوعة ومنها الفلك و[[علم التنجيم|التنجيم]] و[[أسطرلاب البحر|الملاحة]] و[[مساحة (علم)|المساحة]] و[[زمن|حساب الوقت]] والصلاة والقبلة إلخ.
;''الأسطرلاب الكبير''
رصد [[ابن يونس (توضيح)|ابن يونس]] في القرن العاشر أكثر من 10000 مدخل لمواضع الشمس لسنوات عديدة مستعملا أسطرلابا كبيرا قطره 1.4 متر<ref name=Zaimeche/>.
 
;''الأسطرلاب الموجه ميكانيكيا''
[[ملف:Astrolabe-Persian-18C.jpg|thumb|left|[[أسطرلاب]] فارسي يعود إلى القرن الثامن عشر محتفظ به في [[متحف ويبل لتاريخ العلم]] في [[كامبريدج (إنجلترا)|كامبريدج]].]]
 
اخترع ابن سهم أول أسطرلاب [[هندسة ميكانيكية|ميكانيكي]] ذي [[ترس|تروس]] في العالم الإسلامي. كما صنع [[أبو الريحان البيروني]] جهازا مماثلا بثمانية تروس في 996 ويمكن اعتباره سلف [[ساعة (آلة)|الساعات الميكانيكية]] التي اخترعها المهندسون المسلمون لاحقا<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.usc.edu/dept/MSA/introduction/woi_knowledge.html|عنوان=Islam, Knowledge, and Science|ناشر=[[جامعة كاليفورنيا الجنوبية]]|تاريخ الوصول=2008-01-22| مسار أرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20090218065018/http://www.usc.edu:80/dept/MSA/introduction/woi_knowledge.html | تاريخ أرشيف = 18 فبراير 2009 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>.
 
;''الأسطرلاب العمودي''
سطر 296:
 
=== الحاسبات التناظرية ===
تم اختراع عدة [[حاسب تناظري|حاسبات تناظرية]] لحساب [[دائرة عرض جغرافي|دوائر عرض]] الشمس والقمر والكواكب و[[مسار الشمس]] والوقت من النهار الذي ستظهر فيه [[اقتران (فلكعلم وتنجيمالفلك)|الاقترانات الكوكبية]] ولأداء [[استيفاء خطي|الاستيفاء الخطي]].
;''البيون''
كان [[بيون|البيون]] [[حاسب تناظري|حاسبا تناظريا]] اخترعه [[إبراهيم بن يحيى الزرقالي]] في [[الأندلس]] حوالي 1015 ميلادية ويعتبر أداة ميكانيكية لحساب [[خط طول جغرافي|خطوط طول]] ومنازل [[قمر (توضيح)|القمر]] و[[شمس|الشمس]] و[[كوكب|الكواكب]] بدون استعمال تمثيل هندسي للموضع الأصلي والبعد الزاوي [[جرم سماويفلكي|للجرم السماوي]]<ref>{{Harvard citation|Hassan}}</ref>.
 
;''حاسب التقويم الموجه ميكانيكيا''
سطر 323:
== وصلات داخلية ==
* [[قائمة العلماء المسلمين]]
* [[قائمة علماء المسلمين والعرب|قائمة علماء العرب]]
* [[العصر الذهبي للإسلام]]
* [[اختراعات المسلمين]]