المرأة في المسيحية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
color correction
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 31:
<tr>
<td><div style="background-color:#fee8ab"><small>'''[[جان دارك]]'''</small></td>
<td><div style="background-color:#fee8ab"><small>'''[[الملكة إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة|إيزابيلا الأولى]]'''</small></td>
<td><div style="background-color:#fee8ab"><small>'''[[ماريا تيريزا]]'''</small></td>
</tr>
سطر 40:
</tr>
<tr>
<td><div style="background-color:#fee8ab"><small>'''[[تيريزا الأفيلاوية|تريزا الإفيلية]]'''</small></td>
<td><div style="background-color:#fee8ab"><small>'''[[إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا|إليزابيث الأولى]]'''</small></td>
<td><div style="background-color:#fee8ab"><small>'''[[فلورنس نايتينجيل]]'''</small></td>
</tr>
سطر 60:
</tr>
<tr>
<td><div style="background-color:#fee8ab"><small>'''[[تيريز دو ليزيو|تيريز الطفل يسوع]]'''</small></td>
<td><div style="background-color:#fee8ab"><small>'''[[الأم تريزا]]'''</small></td>
<td><div style="background-color:#fee8ab"><small>'''[[هيلين بيريجان]]'''</small></td>
سطر 67:
|هوامش = لقد لعبت النساء دورا هاما في حياة الكنيسة والكنيسة أثّرت في المواقف الإجتماعية للمرأة.
}}
أثرت [[كنيسة|الكنيسة]] على النظرة الاجتماعية للمرأة في جميع أنحاء العالم بطرق هامة، حسب بعض المؤرخين أمثال جيوفيري بلايني.<ref name="ReferenceA">Geoffrey Blainey; ''A Very Short History of the World''; Penguin Books, 2004</ref> أما في [[تاريخ المسيحية]]، فيختلف دور المرأة إلى حد كبير اليوم عما كان في القرون السابقة، وذلك بسبب التطور التاريخي الكبير الذي حدث منذ القرن الأول للميلاد. وهذا ينطبق بشكل خاص في [[الزواج في المسيحية|الزواج]] وفي المناصب الكهنوتية الرسمية داخل بعض الطوائف المسيحية والكنائس والمنظمات الكنسية.
 
تم حصر العديد من الأدوار القيادية في الكنيسة بالذكور. ففي الكنائس [[كاثوليكية|الكاثوليكية]] و[[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسية]]، الرجال فقط يمكنهم أن يصبحوا كهنة أو شمامسة. والذكور فقط يخدمون في المناصب القيادية مثل [[بابوية كاثوليكية|البابا]]، [[بطريرك|البطريرك]]، و[[أسقف|الأسقف]]، لكن يمكن للمرأة أن تكون بمثابة [[راهبة]]. تحاول معظم الطوائف [[بروتستانتية|البروتستانتية]] السائدة تخفيف القيود المفروضة منذ زمن بعيد على رسامة النساء كأساقفة، وذلك على الرغم من وجود بعض المجموعات الكبيرة التي تشدد هذه القيود كنوع من ردة الفعل. في حين تبنت [[كاريزماتية|الكنائس الكاريزماتية]] و[[خمسينية|العنصرة]] سيامة النساء منذ تأسيسها بهم.
 
[[تقاليد مسيحية|التقاليد المسيحية]] التي تعترف رسمياً [[قديس|بالقديسين]] كأشخاص لهم قداسة استثنائية في الحياة تتضمن لائحة بأسماء نساء في تلك المجموعة. أبرزهن هي [[مريم العذراء|مريم]]، أم [[يسوع]] التي تحظى بمكانة عالية في جميع الطوائف المسيحية، ولا سيما في [[كاثوليكية|الكاثوليكية الرومانية]] والتي تعتبرها "أم الله". كما تشمل اللائحة نساءً بارزاتٍ عاصرن يسوع، لاهوتياتٍ أتين لاحقاً، راهبات، صوفيات، وطبيبات، ونساء أسسن جماعات دينية أو قادة عسكريين وملكات وشهيدات.<ref>[http://www.newadvent.org/cathen/01626c.htm Catholic Encyclopedia: Apostles<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180123101735/http://www.newadvent.org/cathen/01626c.htm |date=23 يناير 2018}}</ref> وهذا ما يثبت الأدوار المتنوعة التي لعبتها المرأة في الحياة المسيحية. أولى [[بولس الطرسوسي|بولس الرسول]] النساء في هذا الصدد اهتماماً كبيراً، وأقرّ بأنها تستحق مناصب بارزة في الكنيسة، على الرغم من أنه كان حريصاً على عدم تجاهل الرموز المتعلقة بتنظيم الحياة المنزلية [[العهد الجديد|للعهد الجديد]]، أو ما يطلق عليه قانون الأحوال الشخصية اليوناني الروماني والذي كان معمولاً به في القرن الأول للميلاد.
 
بزغت المسيحية من [[يهودية|اليهودية]] والثقافة اليونانية والرومانية، حيث كانت المجتمعات [[أبوية]] جعلت للرجال سلطة أكبر في الزواج والمجتمع والحكومة. ويذكر العهد الجديد أسماء [[رسل المسيح الاثنا عشر|تلاميذ يسوع المسيح الاثني عشر]] وقد كان جميعهم من الذكور، على الرغم من النساء تم تكريمها بوضوح بوصفها من الأتباع الهامين ليسوع. وكانت النساء أول من اكتشف قيامة المسيح ونقلْن الخبر إلى التلاميذ الأحد العشر المتبقين. دوّن الكتبة مفهوم الكهنوت فيما يسمى العهد الجديد، لكن كتبه الـ39 لا تحتوي على مواصفات وطرائق رسم الكهنة. وفي وقت لاحق، وضعت وطوّرت الكنيسة الكاثوليكية الأولى التقليد الرهباني الذي شمل قانون الرهبنة للنساء، والأوامر الدينية للأخوات والراهبات، وكهنوت نسائي ضخم استمر إلى يومنا هذا من خلال نشاطاته بإنشاء المدارس والمستشفيات، بيوت التمريض والمستوطنات الرهبانية.
== اللاهوت ==
=== اللاهوت ===
[[ملف:Hunger and sickness Madras.jpg|تصغير|يسار|200px|راهبة ساليسيانيّة تقوم بالعناية الطبيّة لمرض [[هنود]] في [[تشيناي|مدراس]].]]
تلاحظ "ليندا وودهيد" <ref>[https://en.m.wikipedia.org/wiki/Linda_Woodhead Linda Woodhead - Wikipedia, the free encyclopedia<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171201031502/https://en.m.wikipedia.org/wiki/Linda_Woodhead |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> أن اللاهوت المسيحي الناشئ قد استند على سفر التكوين في تشكيل موقفه بشأن دور المرأة، حيث توصّل القرّاء إلى استنتاج مفاده أن النساء أقل من الرجال و"أن صورة الله تكون أكثر بهاءً في الرجال عن النساء ".<ref name="Woodhead 2004 n.p">{{مرجع كتاب |العنوانعنوان= Christianity: A Very Short Introduction|الإصدارإصدار= |الأخير= Woodhead|الأول= Linda |سنة= 2004|الناشرناشر= Oxford University Press |مكان= Oxford|الرقم المعياري= |الصفحاتصفحات= n.p.}}</ref> وتشير وودهيد إلى أن " في أي موضع من الكتاب المقدس يظهر فيه بوضوح ودون أي لبس أن النساء والرجال متساوين في الكرامة والقدر، وأن المرأة لا ينبغي أبدا أن تعامل على أنها أقل شأناً من الرجال، وأن هيمنة أحد الجنسين على الآخر خطيئة"."<ref name="Woodhead 2004 n.p"/> وتعرض الآراء اللاهوتية التالية أدوار النساء <ref name="Woodhead 2004 n.p"/> :
 
:<blockquote> النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل، لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ كثيرة الثمن، بل كما يليق بنساء متعهدات بتقوى الله، وبالأعمال الصالحة. (تيموثاوس الأولى 2: 9 – 10)
سطر 84:
 
=== سلطة الكتاب المقدس والعصمة ===
بشكل عام، كل [[الإنجيلية|الإنجيليين]] يشاركون في المطالبة بأن يلتزم ويتقيد كلا الجنسين بسلطة [[الإنجيلإنجيل|الكتاب المقدس]]. يجادل [[مساواتية|أتباع المذهب المساواتي]] عادة أن النزاع قد نشأ بسبب الاختلافات في تفسير مقاطع معينة.<ref name="Dashhouse">[http://www.dashhouse.com/resources/Gender/index.htm ]{{وصلة مكسورة|تاريخ=فبراير 2015}} {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20081023124718/http://www.dashhouse.com:80/resources/Gender/index.htm |date=23 أكتوبر 2008}}</ref> ومع ذلك، وايان غروديم وآخرون من أتباع المذهب التتمّي <ref>[https://en.m.wikipedia.org/wiki/Complementarianism Complementarianism - Wikipedia, the free encyclopedia<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160826092756/https://en.m.wikipedia.org/wiki/Complementarianism |date=26 أغسطس 2016}}</ref> اتهموا بعض المساواتيين بالغرور وإنكار سلطة الكتاب المقدس.<ref name="GrudemEFBT"/><ref>{{Citation|titleعنوان=Evangelical feminism: a new path to liberalism?|authorمؤلف=[[Wayne Grudem]]|publisherناشر=Crossway, 2006}}</ref>
 
{{quotation|... أعتقد أنه في نهاية المطاف فإن تأثير السلطة الفعلية للكتاب المقدس على حياتنا ستصبح على المحك. المسألة ليست ما إذا كنا نقول أننا نعتقد أن الكتاب المقدس هو كلمة الله أو أننا نعتقد أنه من دون خطأ، ولكن القضية هي ما إذا كنا فعلاً سنطيعه حينما تصبح تعاليمه بلا شعبية وتتعارض مع وجهات النظر السائدة في ثقافتنا. إذا كنا لا نطيع، عندها ستتآكل السلطة الفعلية التي يحكم الله فيها شعبه وكنيسته من خلال كلمته.|واين جروديم|الإنجيلية النسوية والحقيقة في الكتاب المقدس<ref name="GrudemEFBT"/>}}
سطر 95:
 
=== تأويل الكتاب المقدس ===
تتباين مواقف المساواتيين والتتميين تبايناً كبيراً في نهجهم إلى التأويل، وتحديداً في تفسيرهم للتاريخ التوراتي. ويعتقد المسيحيون المساواتيون بأن الذكور والإناث قد خُلقوا متساوين (تكوين 1: 2) دون أي تسلسل هرمي من الأدوار.<ref name="Walther">Walther, Emily, and George H. Walther. "Celebrating Our Partnership." ''Priscilla Papers,'' Autumn 1991 Volume 5, Issue 4.</ref> فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم". فجعل الله أول زوجين شركاء على قدم المساواة في القيادة على الأرض. وقد كلفهما كليهما معاً أن "اكثروا و املاوا الارض و اخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الارض". (تكوين 1: 28) وفي [[خريف|الخريف]]، تنبأ الله لحواء أن إحدى نتائج دخول الخطيئة إلى الجنس البشري ستكون "تسلط زوجها عليها". (تكوين 3: 16) <ref name="BilezikianBeyond">{{Citation|authorمؤلف=Gilbert Bilezikian|titleعنوان=Beyond Sex Roles: What the Bible says about a Woman's Place in Church and Family|publisherناشر=Baker Academic, 2006 (3rd edition)}}</ref><ref name="SpencerBeyond">{{Citation|authorمؤلف=Aida Spencer|titleعنوان=Beyond the Curse: Women Called to Ministry|publisherناشر=Hendrickson, 1989}}</ref> يشير اللاهوتي المسيحي المحافظ جيلبرت بلزيكيان إلى أنه طوال حقبة [[العهد القديم]] وما تلاها، تماماً كما كان الله قد تنبأ، واصل الرجال التسلط على النساء في نظام أبوي كان ينظر إليه على أنه "حلاً وسطاً" أو " توفيقاً" بين واقع الخطيئة والمثل الإلهية العليا.<ref name="BilezikianBeyond"/> ويُفسر مجيء يسوع على أنه تجاوز للعهد القديم الأبوي، وإعادة تأسيس دستوراً يستند على المساواة الكاملة بين الجنسين من حيث المكانة، كما وردت بإيجاز في (غلاطية 3:28).<ref name="BilezikianBeyond"/><ref>Doug Heidebrecht. "Distinction and Function in the Church: Reading Galatians 3:28 in Context." ''Direction.'' [http://www.directionjournal.org/article/?13999 Direction Journal, Mennonite Brethren] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20120229001441/http://www.directionjournal.org/article/?13999 |date=29 فبراير 2012}}</ref> بعض مقاطع العهد الجديد مثل: "22 ايها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. 23 لان الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة.وهو مخلص الجسد. 24 ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء". (أفسس5:22-24) تُدرّس طاعة الزوجات لأزواجهن، وتُفهم هذه المقاطع عادة من قبل المساواتيين كتكييف مؤقت مع ثقافة القرن الأول القاسية.
[[ملف:Harold Copping Jesus at the home of Martha and Mary 400.jpg|يمين|200بك|thumb|يسوع يعلّم مرتا ومريم.]]
تم رفد حركة التأويل المساواتي المسيحي بمعالجة منهجية للغاية من خلال مساهمات وليام ج. ويب، أستاذ العهد الجديد في التراث اللاهوتي، أونتاريو، كندا. يقول ويب أن التحدي الرئيسي هو تحديد أي من الأوامر الواردة في الكتاب المقدس بالإمكان تطبيقها اليوم، وأي منها لا تنطبق إلا على الأصل الكتابي (القرن الأول للميلاد) انسجاماً مع الثقافة السائدة وقتها.<ref name="Webb"/> هذه الحركة تجد ما يبرر جنوحها إلى التأويل عن طريق استشهادها بمثال العبودية، والتي يراها ويب تعبيراً عن خضوع المرأة. المسيحيين اليوم ينظرون إلى حد كبير إلى أن الرق كان نتاجاً لسياق تاريخي وثقافي ساد في العصور القديمة وليس شيئاً ينبغي إعادة تطبيقه، ولا يوجد مبرر لذلك، على الرغم من أن العبودية (أ) وجدت في الكتاب المقدس و (ب) لم تحظر صراحة فيه.<ref name="Webb"/> يوصي ويب بأن يتم فحص أوامر الكتاب المقدس في ضوء السياق الثقافي الذي كُتبت به أصلاً. ووفقاً للـ "نهج التعويضي"، تم العثور على العبودية والتبعية المرأة في الكتاب المقدس. ومع ذلك، يحتوي ذات الكتاب أيضاً على أفكار ومبادئ يمكن -إذا ما تم تطويرها وتناولها بصورة منطقية- أن تؤدي إلى إلغاء هذه المؤسسات.<ref name="Webb">Webb, William J. ''Slaves, Women & Homosexuals: Exploring the Hermeneutics of Cultural Analysis.'' InterVarsity Press, 2001. ISBN 0-8308-1561-9. Webb understands biblical issues of slaves and women to be ''cultural'' principles, applicable to that culture, but the biblical principles about homosexuality to be ''transcultural.''</ref> وفقاً لهذه المثل العليا، يجب أن يتم استبدال النظام الأبوي للعهد القديم بالمبدأ الجديد الذي قدمه العهد الجديد بقوله: "ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع. (غلاطية 3 : 28)
سطر 101:
بعض تعليمات العهد الجديد الأخرى التي تعتبر في كافة أرجاء العالم تقريباً تتبع للثقافة السائدة فقط، وبالتالي لا تنطبق إلا على الأصلي (القرن 1) هي: "وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه. 6 إذ المراة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها. وإن كان قبيحاً بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتتغط." (كورنثوس الأولى 11: 5-6). وكذلك مسألة غسل أقدام المسيحيين لبعضهم، وهي أمر مباشر من يسوع في اجتماع العلية: فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يوحنا 13: 14-15)، وهي كانت تبرر وتشرعن العبودية حيث نُقل على لسان يسوع قوله: "الحق الحق أقول لكم : إنه ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله" (يوحنا 13: 16)
 
وعلى النقيض من تعاليم المساواتيين، ترتكز تعاليم التتميين على أن الأولوية للذكوروالقيادة الموكلة إليهم أقيمت قبل السقوط في الخطيئة (التكوين 1-2).<ref name="RBMW">{{Citation|authorمؤلف=[[جان بايبر]] and [[Wayne Grudem]] (eds.)|titleعنوان=[[Recovering Biblical Manhood and Womanhood]]: A Response to Evangelical Feminism|publisherناشر=Crossway 1991|isbn=0-89107-586-0|yearسنة=1991}}</ref> التتميون يُعلّمون أن القيادة الذكورية التي يمكن التماسها في كل أجزاء العهد القديم (أي البطريركية، والكهنوت، والحكومات الملكية المطلقة) ما هي إلا تعبير عن مثالية الخلق. ومثلما اختار يسوع تلاميذه الاثني عشر من الذكور فقط، فكذلك يجب أن تقتصر قيادة الكنيسة على الرجال فقط (تيموثاوس الأولى 2: 11-14) <ref name="RBMW"/>
 
ينتقد التتميون أسلوب التأويل الذي اتبعه ويب. يقول جروديم أن ويب يتوقع من المسيحيين السير بحسب "[[أخلاق مسيحية|الأخلاقيات المتفوقة]]" التي قدّمها العهد الجديد، مما يؤدي إلى تقويض السلطة والاكتفاء بالكتاب المقدس. جروديم ادعى أن ويب وبعض الإنجيليين الآخرين أساؤوا تفسير كل من العبودية والنساء. كتب جروديم أن العبودية مثبتة في الكتاب المقدس لكن يمكن انتقادها ببعض الحالات. في حين لا يجوز بأي حال من الأحوال انتقاد طاعة الزوجات لأزواجهن أو القيادة الذكورية. يعتقد جروديم أن حركة التأويل ممثلة بويب تعتمد في نهاية المطاف على أحكام ذاتية عاجزة على الوصول إلى اليقين فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية.<ref name="GrudemEFBT"/>
 
=== الجنسين وصورة الله ===
اتفق التتميين تقليدياً على أن الكهنة المسيحيية يجب أن يكونوا من الرجال، وذلك بسبب الحاجة لتمثيل [[يسوع ابن الإنسان|يسوع المسيح]]، الذي كان "ابن" الله، والمتجسد كإنسان ذكر.<ref>{{Citation|titleعنوان=God in the Dock|contribution=Priestesses in the Church?|authorمؤلف=[[سي. إس. لويس]]|publisherناشر=Eerdmans, 1970}}</ref><ref>{{Citation|titleعنوان=Christianity Today|contribution=Let's stop making women presbyters|dateتاريخ=February 1991|authorمؤلف=[[J. I. Packer]]}}</ref> وعلى صعيد آخر، ففي حين أن كلاً من الذكر والأنثى قد خُلقا على صورة الله ومثاله، فإن المرأة تستمد صورتها الإلهية من الرجل، ذلك لأنها خلقت من صلبه، وتعتبر تجسيداً لـ "مجده".(كورنثوس الأولى 11: 7-8) <ref>{{Citation|authorمؤلف=G. L. Bray|titleعنوان=New Dictionary of Biblical Theology|contribution=Image of God|publisherناشر=IVP, Leicester, 2000}}</ref>
 
{{quotation|بالنسبة لنا فإن الكاهن هو في المقام الأول ممثل، ممثل مزدوج، الذي يمثلنا أمام الله، ويمثل الله أمامنا ... ليس لدينا أي اعتراض على فكرة أن المرأة قد خُلقت أولاً، جل المشكلة تكمن في من خُلق ثانياً. لكن لماذا؟ ... فلنفترض أن المصلح توقف عن القول بأن المرأة الجيدة قد تكون مثل الله، وشرع يقول بأن الله ههو مثل المرأة الجيدة. فلنفترض أنه أخذ يصلي "أمنا التي في السماء" بدلاً عن "أبانا". فلنفترض أنه يقول بأن التجسد قد اتخذ شكلاً أنثوياً بدلاً من الذكر، وأن الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس اسمه "ابنة" عوضاً عن "ابن". فلنفترض أخيراً أن الزواج الروحي قد تم عكسه، وأن الكنيسة أصبحت العريس والمسيح هو العروس. كل هذا، كما يبدو لي، يعني بأن للمرأة الحق بتمثيل الله كما يفعل الأساقفة.|[[سي. إس. لويس]], ''كاهنات في الكنيسة؟'' 1948}}
[[ملف:Bernardineteachinggoma.jpg|تصغير|يسار|200px|راهبة تقوم [[المسيحية والتعليم|بتدريس تلاميذ]] يتامى في [[كينيا]].]]
المسيحيون المساواتيون تجيب بالقول بأن الله ليس له جنس، وأن الذكور والإناث صورة الله على قدم المساواة ودون أي خلافات.<ref name="GroothuisGNFW">{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Rebecca Merrill Groothuis|العنوانعنوان=Good News For Women: A Biblical picture of gender equality|الناشرناشر=Baker books, 1997}}</ref> وبالإضافة إلى ذلك، مصطلحات مثل "الأب" و "الابن"، والتي تستخدم في إشارة إلى الله، ينبغي أن تُفهم كتشبيهات أو استعارات استخدمها مؤلفو الكتاب المقدس لإيصال الإيمان المسيحي ضمن قالب يستطيع المجتمع فهمه، حيث كانت الثقافة السائدة تنظر إلى الرجال كامتياز الاجتماعي.<ref name="GroothuisGNFW"/><ref name="GrenzWomenChurch"/><ref name="JewettOrdination">{{Citation|authorمؤلف=Paul K. Jewett|titleعنوان=The ordination of women|publisherناشر=Eerdmans, 1980}}</ref> وبالمثل، أصبح المسيح "ذكراً" ليس لأنه كان من الضروري لاهوتياً أن يكون كذلك، ولكن لأن الثقافة اليهودية في القرن الأول لم تكن لِتقبل بالمسيح كأنثى.<ref name="GroothuisGNFW"/><ref name="GrenzWomenChurch"/><ref name="JewettOrdination"/> في حين يستبعد وايان جروديم ادعاءات المساوات هذه ، مصراً على أن ذكورية المسيح كانت ضرورية لاهوتياً، كما يزعم أيضاً بأن المساواتيون يدعون بأن الله يجب أن يكون من حيث الفكرة "أنثى" كما هو "ذكراً"، وهي خطوة يراها [[ليبرالية|ليبرالاهوتية]].<ref name="GrudemEFBT"/>
 
أصبحت العقيدة المسيحية المتمثلة بـ "[[ثالوث|الثالوث]]" محوراً رئيسياً للنقاش المعاصر الدائر حول الجنس، وتحديداً فيما يتعلق بـ(كورنثوس الأولى 11: 3). في عام 1977، قال جورج فارس III <ref>[https://en.m.wikipedia.org/wiki/George_W._Knight_III George W. Knight III - Wikipedia, the free encyclopedia<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20151004092829/https://en.m.wikipedia.org/wiki/George_W._Knight_III |date=04 أكتوبر 2015}}</ref> في كتاب حول أدوار الجنسين أن تبعية المرأة للرجل هي مماثلة لاهوتياً لتبعية الابن للآب في الثالوث.<ref>{{Citation|authorمؤلف=George W. Knight III|titleعنوان=The New Testament teaching on the role relationship of men and women|publisherناشر=Baker Book House, 1977}}</ref> وقد أجاب اللاهوتي الأسترالي كيفين جايلز في الآونة الأخيرة بأن المساواتيون قد "ابتدعوا" عقيدة الثالوث لدعم نظرتهم لكل من الرجال والنساء، مما يوحي بأن بعض المساواتيون يتبنون وجهة نظر مهرطقة من الثالوث مماثلة [[آريوسية|للآريوسية]].<ref>{{Citation|authorمؤلف=Kevin Giles|titleعنوان=Jesus and the Father: Modern Evangelicals Reinvent the Doctrine of the Trinity|publisherناشر=Zondervan, 2006}}</ref> نتج عن ذلك مناقشات نشطة، مع بعض التتميين تتجه نحو فكرة أن هناك "تبعية متبادلة" داخل الثالوث، بما في ذلك "التبعية من الآب إلى الابن"، والتي يجب أن تنعكس في العلاقة بين الجنسين.<ref name="GrenzWomenChurch">{{Citation|authorمؤلف=[[Stanley Grenz]]|titleعنوان=Women in the Church: A Biblical Theology of Women in Ministry|publisherناشر=IVP, 1995}}</ref> وقد أورد ويان جروديم هذا من قبل، مؤكداً على أن الطاعة المتبادلة داخل الثالوث لا يمكن أن تكون مدعومة من الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة.<ref name="GrudemEFBT">{{Citation|titleعنوان=Evangelical Feminism and Biblical Truth|authorمؤلف=[[Wayne Grudem]]|publisherناشر=Multnomah, 2004|urlمسار=http://www.efbt100.com/}}</ref>
 
=== العلاقة بين [[علم الوجود|الأنتولوجيا]] والأدوار ===
سطر 152:
 
{{Quotation|ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وانثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع".|غلاطية 3 :28}}
[[ملف:Svatba (2).jpg|تصغير|يسار|200px|رفعت المسيحية من قيمة الزواج والإسرة إذ حسب [[الكتاب المقدس]] تعتبر [[أسرة|الأسرة]] الوحدة المركزيّة للمجتمع المسيحي.<ref>انظر المجمع الفاتيكاني الثاني [http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/documenti/giovanni-paolo-ii/familiaris-consortio/index.htm وظائف العائلة المسيحيّة في عالم اليوم] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20131029200342/http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/documenti/giovanni-paolo-ii/familiaris-consortio/index.htm |date=29 أكتوبر 2013}}</ref>]]
رسائل القديس بولس تعود إلى منتصف الالقرن الأول للميلاد، وتطلعنا التحيات التي ضمّنها بولس في رسائله على السمة البارزة لوضع النساء اليهوديات وغير اليهوديات في المسيحية المبكرة. كما توفر رسائله أدلة على الأنشطة المختلفة في الحياة العامة والتي كانت تشارك النساء فيها.<ref name="PBS missions">{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.pbs.org/wgbh/pages/frontline/shows/religion/first/missions.html |العنوانعنوان=Paul's Mission And Letters &#124; From Jesus To Christ - The First Christians &#124; FRONTLINE |الناشرناشر=PBS |التاريختاريخ=2015-02-13 |تاريخ الوصول=2015-02-18}}</ref>
 
- يثني مع حب كبير على جهود الأخت فيبي، والتي كانت تعمل كخادمة: "أوصي إليكم بأختنا فيبي، التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين، وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم، لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضاً" (رومية 16: 1-2)
سطر 160:
| الأخير = Achtenmeier
| الأول = P.J.
| العنوانعنوان = HarperCollins Bible Dictinary
| الناشرناشر = HarperCollins
| series =
| volumeالمجلد =
| الإصدارإصدار = revised
| سنة = 1996
| الصفحةصفحة = 882
| الرقم المعياري = 0-06-060037-3
}}</ref>
سطر 172:
- كما يذكر بولس أن برسكلا وزوجها قد كانا مستعدين لافتدائه بحياتيهما: "اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي" (رومية 16: 3-5)
 
- كما أشاد بيونياس (Junia) ووصفها بـ "المشهورة بين الرسل"، والتي سُجِنَت لكدحها ونشاطها. يفسر بعض اللاهوتيون بأن الاسم هو لامرأة، مما يشير إلى أن بولس اعترف بالإناث كرسل في الكنيسة. (رومية 16: 7) <ref>Wallace, Daniel B. "Junia Among the Apostles: The Double Identification Problem in [http://www.bible.org/page.php?page_id=1163# Romans 16:7"] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20090416215850/http://www.bible.org:80/page.php?page_id=1163 |date=16 أبريل 2009}}</ref><ref>{{Citation|titleعنوان=Junia: The First Woman Apostle|authorمؤلف=Eldon Jay Epp and Beverly Roberts Gaventa|publisherناشر=Augsburg Fortress Publishers, 2005}}</ref>
 
- كما أثنى على جهود تريفينا وتريفوسا، ومريم وبرسيس على عملهم الشاق. (رومية 16: 6،12).
سطر 178:
- دعا أفودية وسنتيخي بزميلاته العاملين بحسب الإنجيل. (فيلبي 4: 2-3)
 
يعتقد بعض اللاهوتيون لأن توفر هذه الدلائل الكتابية سابقة الذكر تثبت الدور القيادي الذي لعبته المرأة في نشر رسالة المسيح.<ref name="king">{{مرجع ويب |الأخير=King |الأول=Karen L. |العنوانعنوان=Women in Ancient Christianity: The New Discoveries |المسارمسار=http://www.pbs.org/wgbh/pages/frontline/shows/religion/first/women.html |الناشرناشر=Pbs.org}}</ref><ref>{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.christian-thinktank.com/fem08.html |العنوانعنوان=Women's Roles in the Early Church |الناشرناشر=Christian-thinktank.com |التاريختاريخ= |تاريخ الوصول=2010-11-19}}</ref> في حين يرفض آخرون مثل هذا القول.<ref name="GrudemEFBT"/>
 
وفي المقابل، هنالك آيات عديدة من رسائل القديس بولس تدعم الفكرة القائلة بأن المرأة في المسيحية المبكرة ما كانت إلا تابعاً للرجل، لا بل كائناً أدنى:
سطر 194:
منذ البدايات المبكرة للمسيحية كانت النساء من الأعضاء المهمين في الحياة العامة، على الرغم من أن البعض شكى من تجاهل الكثير من نصوص العهد الجديد والمتعلقة بعمل المرأة.<ref name="MacHaffie">MacHaffie, Barbara J. ''Her story: women in Christian tradition.'' Fortress Press, 2006. ISBN 978-0-8006-3826-9.</ref> لكن البعض الآخر يرى بأن "كنيسة الرجل" ما هي إلا مبدأ مستقى من نصوص العهد الجديد وتفاسيره، وهو الذي كتب جميع أسفاره "رجال". مؤخراً، بدأ العلماء بأبحاث موسّعة لدراسة اللوحات الجدارية والفسيفساء والنقوش التي تعود إلى تلك الفترة من أجل التعرف على الدور الذي لعبته المرأة في الكنيسة الأولى.<ref name="MacHaffie"/>
 
يرى المؤرخ جيفي بلايني أن النصوص المسيحية الأولى تشير إلى مختلف الأنشطة التي مارستها النساء في ظل الكنيسة الأولى. إحداهن امرأة تدعى "سانت بريسكلا، والتي كانت مسؤولة عن التبشير في [[روما]]، كما ساعدت في تأسيس المجتمع المسيحي في [[كورنث]]وس. سافرت مع زوجها والقديس بولس بهدف التبشير، ودرست اليهودية على يد العلّامة أبلوس <ref>[http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/01_A/A_045.html أبلوس | St-Takla.org<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170710194152/http://st-takla.org:80/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/01_A/A_045.html |date=10 يوليو 2017}}</ref> تعد مع أربعة نساء أخريات من قيصيرية في فلسطين من الرسل والأنبياء، كما استضفن القديس بولس في بيتهن، وذلك بحسب رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبس.<ref name="ReferenceB">Geoffrey Blainey; A Short History of Christianity; Penguin Viking; 2011</ref>
 
=== عصر آباء الكنيسة ===
منذ بواكير العصر الآبائي، كانت مناصب الكهنوت حكراً على الرجال في الشرق والغرب. وكتب <ref name="Weinrich">{{Citation|authorمؤلف=William Weinrich|contribution=Women in the History of the Church|titleعنوان=Recovering Biblical Manhood and Womanhood|editorمحرر=[[جان بايبر]] and [[Wayne Grudem]] (eds.)|publisherناشر=Crossway 1991}}</ref> القديس [[ترتليان]] بأنه: "لا يجوز للمرأة أن تتحدث في الكنيسة، كما لا يجوز لها التدريس، والتعميد، والمناولة، أو أن تمارس أي مهمة تناسب الرجال، أو تتقلد أي وظيفة مخصصة للرجال، وعلى أقل تقدير الوظائف الكهنوتية". (على حجاب العذارى) <ref name="ccel.org">{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf04.iii.iv.i.html |العنوانعنوان=ANF04. Fathers of the Third Century: Tertullian, Part Fourth; Minucius Felix; Commodian; Origen, Parts First and Second - Christian Classics Ethereal Library |الناشرناشر=Ccel.org |التاريختاريخ=2005-06-01 |تاريخ الوصول=2015-02-18}}</ref>
 
وقال القديس [[أوريجانوس]] السكندري (185 - 254 م) كذلك:
سطر 206:
في العصور المبكرة، سمحت الكنيسة الشرقية للنساء على نطاق محدود بتولي المناصب الكنسية، [[شماس|كالشماس]].<ref name="Weinrich"/>
 
رُسمت العديد من النساء في القرون المسيحية الأولى كقديسات، وهن اللواتي استشهدن وذهبن ضحية الاضطهاد الذي لحق بالمسيحيين في ظل [[الإمبراطورية الرومانية]]، مثل أغنيس من روما، وسانت [[سيسيليا (اسم)|سيسيليا]]، وأجاثا من صقلية وبلنديا. "قصة عشق القديستين بربتوا <ref>[http://st-takla.org/books/various/perpetua/summery.html القديسة بربتوا في سطور - كتاب الشهيدة بربتوة | St-Takla.org<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170802055841/http://st-takla.org:80/books/various/perpetua/summery.html |date=02 أغسطس 2017}}</ref> وفيليستي"، كتبته بيربيتوا خلال فترة سجنها المؤبد في عام 203، وهي سيرة ذاتية تروي عذابهما حتى استشهادهما.<ref>[http://st-takla.org/books/various/perpetua/two.html شهيدتان من القيروان: ”بربتوا وفيليسيتاس“ - كتاب الشهيدة بربتوا | St-Takla.org<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170701080732/http://st-takla.org:80/books/various/perpetua/two.html |date=01 يوليو 2017}}</ref> ويعتقد أن هذه القصة واحد من أقدم الوثائق التي كتبت من قبل امرأة في المسيحية المبكرة.<ref>H. Musurillo: The Acts of the Christian Martyrs, Oxford 1972, p. 106-131</ref> في أواخر العصور القديمة، كانت القديسة [[هيلانة]] مسيحية وهي زوجة الإمبراطور قسطنطين، وأم الإمبراطور [[قسطنطين العظيم|قسطنطين الأول]]. وبالمثل، كانت القديسة [[مونيكا]] مسيحية تقية وهي والدة القديس [[أوغسطينوس]].
 
في الكنيسة [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] و[[كاثوليكية|الكاثوليكية]]، الكهنوت منوط [[أسقف|بالمطران]]، و[[بطريرك|البطريرك]]، و[[بابوية كاثوليكية|البابا]]، وبذلك اقتصرت هذه الوظيفة على الرجال.<ref name="Weinrich"/> ونهى مجمع أورانج الأول (441) <ref>[https://en.m.wikipedia.org/wiki/First_Council_of_Orange Council of Orange (441) - Wikipedia, the free encyclopedia<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20151004134524/https://en.m.wikipedia.org/wiki/First_Council_of_Orange |date=04 أكتوبر 2015}}</ref> رسامة النساء كشمامسة.<ref name="Weinrich"/>
 
=== العصر الوسيط ===
[[ملف:Hildegard von Bingen.jpg|تصغير|يسار|200px|[[هايدغارد بنجين]]، لها عدة مساهمات في [[طب|الطب]] وهي من بين أكثر العلماء النساء تميزًا في القرون الوسطى.]]
في الوقت الذي انتقلب به أوروبا الغربية من العصر الكلاسيكي إلى القرون الوسطى، أصبحت الذكورية ممثلة بالبابا لاعباً مركزياً في السياسة الأوربية. ازدهر التصوف والزهد، وأصبحت الأديرة والرهبنة مؤسسات تشكّل مجتمعات نسائية كاثوليكية داخل [[أوروبا]].
 
مع تأسيس الرهبنة المسيحية، فُتح أمام المرأة مجالات إضافية للعمل. فمن القرن الخامس للميلاد فصاعداً أتاحت الأديرة المسيحية فرصة لبعض النساء للهرب من الزواج وتربية الأطفال، وتعلم القراءة والكتابة، ولعب دور ديني أكثر تأثيراً من السابق. وفي أواخر العصور الوسطى تمكنت بعض النساء مثل القديسة كاترين من سيينا <ref>[http://www.marypages.com/SienaArabic.htm القدّيسة كاثرين، قدّيسة سيينا<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160305011122/http://www.marypages.com/SienaArabic.htm |date=05 مارس 2016}}</ref> والقديسة [[تيريزا القديسةالأفيلاوية|تريزا من أفيلا]] من لعب دور مركزي في تطوير أفكار لاهوتية جدلية داخل الكنيسة، كما استطاعت النساء ممارسة مهنة [[طب|الطب]] في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. اقترحت الراهبة البلجيكية القديسة جوليانا لييج (1193-1252) إقامة عيد للاحتفال بجسد المسيح كقربان مقدس، وهو ما أصبح عيداً كبيراً في جميع أنحاء [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]]. في حركة [[فرنسيسكانية|الفرنسيسكان]] في القرن الثالث عشر، لعبت النساء الملتزمات دينياً مثل القديسة كلير الأسيزي دوراً كبيراً. وفي وقت لاحق، حملت [[جان دارك]] السيف وحققت انتصارات عسكرية هامة لصالح فرنسا، وذلك قبل إلقاء القبض عليها، ومحاولة إظهارها كـ "ساحرة وزنديقة"، ومن ثم إحراقها على عمود. وأشار التحقيق البابوي في وقت لاحق بأن المحاكمة كانت غير قانونية.{{بحاجة لمصدر}} وتم اعتبارها بطلة فرنسية، ومع تنامي التعاطف الشعبي مع جان حتى في إنكلترا، قام البابا بندكتس الخامس بتطويبها قديسة في عام 1920.<ref>{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.newadvent.org/cathen/08409c.htm |العنوانعنوان=Catholic Encyclopedia: St. Joan of Arc |الناشرناشر=Newadvent.org |التاريختاريخ= |تاريخ الوصول=2013-03-20}}</ref>
 
كتب المؤرخ جيفري بلايني أن المرأة برزت في حياة الكنيسة خلال العصور الوسطى أكثر من أي وقت مضى في تاريخها، بتزامن مع إصلاحات بدأتها الكنيسة. في القرن الثالث عشر، شاعت أساطير حول البابا الأنثى جون التي تمكنت من إخفاء جنسها حتى تم افتضاح أمرها لولادتها أثناء مرورها بموكب في روما.<ref>Geoffrey Blainey; ''A Short History of Christianity''; Penguin Viking; 2011; p 152.</ref> بلايني يستشهد بالتبجيل المتزايد لكل من [[مريم العذراء]] و[[مريم المجدلية]] كدليل على ارتفاع مكانة المرأة بين المسيحيين في ذلك الوقت. فقد مُنحت مريم العذراء ألقاباً جديدة مثل والدة الإله وملكة السماء، وفي عام 863 تم تخصيص يوم لها تحت اسم "عيد السيدة العذراء، وتم اعتبار هذا العيد مساو في الأهمية لكل من عيد الفصح و[[عيد الميلاد]]. واحتفل بعيد [[مريم المجدلية]] بشكل جدي ابتداءاً من [[القرن 8|القرن الثامن]]، وتم تجسيدها بلوحات وأيقونات مع غيرها من النساء الذين قابلهن يسوع في حياته.<ref>Geoffrey Blainey; ''A Short History of Christianity''; Penguin Viking; 2011; pp 155-159.</ref>
 
وبجانب المؤسسة اللاهوتية، كانت المؤسسة الملكية الأوربية الكبرى البديل الآخر عن الزواج وتربية الأطفال بالنسبة للنساء.<ref name="ReferenceB"/> ومن الملوك النساء في تلك الحقبة: أولغا والتي أصبحت أول حاكم روسي يتحول للمسيحية نحو عام 950 م. الإيطالية [[ماتيلدي]] (1046 - 1115)، خُلدت إنجازاتها العسكرية لكونها الداعم الرئيسي للبابا غريغوري السابع أثناء النزاع على الكرسي البابوي. دعمت سانت هيدفيج من سيليسيا (1174-1243) الفقراء والكنيسة في أوروبا الشرقية. أما جادويجا من بولندا فقد حكت بولندا بالاشتراك مع الكنيسة الكاثوليكية، فقد تشرفت بحمل لقب شفيعة الملكات وأوروبا الموحدة.<ref>{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.talismancoins.com/servlet/Detail?no=416 |العنوانعنوان=Talisman World Coins and Medals Messages |الناشرناشر=Talismancoins.com |التاريختاريخ= |تاريخ الوصول=2013-03-20}}</ref> وكانت سانت إليزابيث من المجر (1207-1231) رمزاً للمحبة المسيحية من خلال إنشائها للمستشفيات ورعايتها للفقراء من مالها الخاص. وقد اعتبر البابا [[يوحنا بولس الثاني]] في رسالته Mulieris Dignitatem أن أولئك النسوة جميعاً نموذج للمرأة المسيحية.<ref>{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.vatican.va/holy_father/john_paul_ii/apost_letters/documents/hf_jp-ii_apl_15081988_mulieris-dignitatem_en.html |العنوانعنوان=Mulieris Dignitatem, John Paul II, 15 August 1988 - Apostolic Letter |الناشرناشر=Vatican.va |التاريختاريخ=1988-08-15 |تاريخ الوصول=2013-03-20}}</ref>
== مكانة المرأة في المسيحية ==
[[ملف:Margaret Thatcher portrait.jpg|يسار|200بك|thumb|[[مارغريت ثاتشر]] أول امرأة ترأس حكومة في [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]].]]
في اللاهوت المسيحي يتساوى الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، استنادًا إلى تعاليم [[يسوع]] في [[مساواتية|المساواة]] بين الجنسين،<ref>[http://www.laro7ak.com/index.php?cat_id=26&art_id=894 يسوع المسيح والمساواة بين الجنسين] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160307042806/http://laro7ak.com/index.php?art_id=894&cat_id=26 |date=07 مارس 2016}}</ref> ولعل من أبرز مظاهر تكريم ورفع شأن المرأة هو التكريم الخاص [[مريم العذراء|لمريم العذراء]]، لدى أغلب كنائس وطوائف [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]]، و''اللاهوت المريمي'' أحد فروع علم اللاهوت العقائدي الذي يدرس دور مريم في العقيدة المسيحية، ويعرف أيضًا باسم ''الماريولوجي''.
 
اعتبرت [[كنيسة|الكنيسة]] علاقتها مع [[مريم العذراء]] علاقة بنوّة، وهو ما أثر على عدد وافر من الفنانيين في صورة [[مريم العذراء]] والتي أطلق عليها لقب ''السيّدة'' أو ''مادونا''. وكانت موضوعًا محوريًا للفن والموسيقى الغربية والأمومة والأسرة، فضلاً عن ترسيخ مفاهيم التراحم والأمومة في قلب [[الحضارة الغربية]]، كما يعتقد عدد وافر من الباحثين منهم آليستر ماكراث؛ وعلى العكس من ذلك، فقد أثرت القصة التوراتية لدور [[حواء]] على النظرة للمرأة في المفهوم الغربي بوصفها "الفاتنة".<ref>{{مرجع كتاب |العنوانعنوان=An introduction to Christianity |الأول=Alister E. |الأخير=McGrath |الناشرناشر=Wiley-Blackwell |سنة=1997 |الصفحةصفحة=238 |مسار=http://books.google.com/books?id=hclaXvhwBiUC&pg=PA238&dq="Early+Christianity"+women&hl=en&ei=YZ8LTuq1N-bfiAKGneHjAQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=9&ved=0CE8Q6AEwCA#v=onepage&q="Early%20Christianity"%20women&f=false}}</ref>
 
غير أن الأمر لا يخلو من الانتقادات، إذ إن [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] و[[أرثوذكسية (توضيح)|الأرثوذكسية]] ترفض منح سر الكهنوت للمرأة،<ref>[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/02-Questions-Related-to-Youth-and-Family__Al-Shabab-Wal-Osra/017-Priesthood-of-Women.html ما هو رأي الكنيسة الأرثوذكسية في موضوع كهنوت المرأة؟ ولماذا لا يسمح بهذا الأمر؟ وما الإثبات من الكتاب المقدس؟] الانبا تقلا، 13 أيلول 2010. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171230114856/https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/02-Questions-Related-to-Youth-and-Family__Al-Shabab-Wal-Osra/017-Priesthood-of-Women.html |date=30 ديسمبر 2017}}</ref><ref>{{مرجع كتاب |العنوانعنوان=The Catholic imagination in American literature |الأول=Ross |الأخير= Labrie |الناشرناشر=University of Missouri Press |سنة=1997 |الصفحةصفحة=12 |مسار=http://books.google.com/books?id=Ao93kXVL1IIC&dq="Catholic+Church"+"role+of+women"&source=gbs_navlinks_s}}</ref> ما وجده البعض انتقاصًا من حقوق المرأة ومساواتها؛ عمومًا ذلك لا يمنع التأثير الكبير لها في المؤسسات المسيحية وخاصة في الرهبنات وما يتبع لها من مؤسسات، كما كانت هناك العديد من [[قديس|القديسيات]] في هذه الكنائس.
 
لعلّ [[هيلانة|القديسة هيلانة]] والدة الامبراطور [[قسطنطين (توضيح)|قسطنطين]] والقديسة مونيكا والدة [[أوغسطينوس|القديس أوغسطينوس]]، من أكثر النساء تأثيرًا في التاريخ الكنسي، أما في العصور الوسطى تزايدت الأعلام النسويّة البارزة وأدوارها القيادية في الأديرة مثل القديسة كلارا الأسيزي، وحتى سياسيات وعسكريات أمثال [[جان دارك|القديسة جان دارك]] "شفيعة فرنسا"، و[[إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا|إليزابيث الأولى ملكة إنكلترا]] التي ركّزت المذهب البروتستانتي في البلاد والامبراطورة البيزنطية [[ثيودورا (القرن السادس)|تيودورا]] والتي بدورها دعمت [[أرثوذكسية مشرقية|الأرثوذكسية اللاخليقدونية]] في الإمبراطورية البيزنطية، أما من مؤسسات المذاهب سطعت إيلين وايت مؤسسة [[أدفنتستسبتيون|الأدفنتست]] وماري بيكر إيدي مؤسسة [[علم مسيحي|العلم المسيحي]]. في القرن العشرين، أطلقت الكنيسة الكاثوليكية لقب [[ملفان|معلم الكنيسة الجامعة]] على ثلاثة نساء هنّ القديسة الإسبانية تريزا الإفيلية، والقديسة كاترين السينائيّة والراهبة الفرنسية القديسة تيريز الطفل يسوع. يُذكر أيضًا [[الأم تريزا]] التي نافحت عن العدالة الاجتماعية ورعت مساعدة الفقرات وحازت على [[جائزة نوبل للسلام]].
== حقوق المرأة في المسيحية ==
تعارض المسيحية عددًا من العادات الاجتماعية التي هي في نظرها مذمومة ومنها [[وأد البنات]]، و[[طلاق|الطلاق]]، وسفاح المحارم، و[[تعدد الزوجات]] والخيانات الزوجية وتقوم بمساواة الخطيئة بين الرجل والمرأة.<ref name="Stark104">Stark, p. 104.</ref><ref name="Bokenkotter56">{{مرجع كتاب |الأخير=Bokenkotter |الأول= Thomas |سنة=2004 |العنوانعنوان=A Concise History of the Catholic Church |الناشرناشر=Doubleday |ISBN=0385505841 |الصفحةصفحة=56}}</ref><ref name="Noble230">Noble, p. 230.</ref> وتتجلى مظاهر المساواة حسب [[كنيسة|الكنيسة]] في قوانين الكنيسة وتشريعاتها مع وجود الاختلافات بين الأحوال الشخصية لمختلف الكنائس،<ref name="قانون الأحوال الشخصية للطوائف المسيحية بين الواقع والمرتجى">[http://www.dahsha.com/old/viewarticle.php?id=32244 قانون الأحوال الشخصية للطوائف المسيحية بين الواقع والمرتجى]</ref> إلا أنها تشترك في عدد من التشريعات مثل قضية [[إرث|الارث]] حيث يتساوى الرجل والمرأة في حصته من الإرث،<ref name="قانون الأحوال الشخصية للطوائف المسيحية بين الواقع والمرتجى"/> وكذلك في حالتي [[طلاق|الطلاق]] بما فيه فسخ الزواج أو الهجر، حيث يشترك الأب والأم في النفقات وتقاسم الثروات المدخرة بشكل متساوي إلا في بعض الحالات الخاصة،<ref name="قانون الأحوال الشخصية للطوائف المسيحية بين الواقع والمرتجى"/> كما تعطى الحضانة للمرأة، في سنين الطفولة الأولى.<ref name="قانون الأحوال الشخصية للطوائف المسيحية بين الواقع والمرتجى"/>
 
== انظر أيضًا ==
سطر 245:
== مصادر ==
{{تصنيف كومنز|Christianity and women}}
* {{Citation | surnameالأخير=Bechtel | givenالأول=Lyn M. | yearسنة= 1996 | chapter=A Symbolic Level of Meaning: John 2.1-11 (The Marriage in Cana) | editorمحرر=[[Athalya Brenner]] | titleعنوان=A Feminist Companion to The Hebrew Bible in the New Testament | editionإصدار=1st | publisherناشر=[[Sheffield Academic Press]] | placeمكان=Sheffield, U.K.}}
* Fiddes, Paul S. '&thinsp;"Woman's head is man": a doctrinal reflection upon a Pauline text.' ''Baptist Quarterly'' 31.8, 1986. 370-83
* {{Citation | surnameالأخير=[[Paul Fiddes|Fiddes]] | givenالأول=Paul S. | yearسنة= 1990 | chapter='The status of women in the thought of Karl Barth' | editorمحرر=Janet Martin Soskice | titleعنوان=After Eve [alternative title After Eve: women, theology and the Christian tradition] | editionإصدار=1st | publisherناشر=Marshall Pickering | placeمكان=London}}
* {{Citation | surnameالأخير=Fontaine | givenالأول=Carole R. | yearسنة= 1996 | chapter=Disabilities and Illness in the Bible: A Feminist Perspective | editorمحرر=Athalya Brenner | titleعنوان=A Feminist Companion to The Hebrew Bible in the New Testament | editionإصدار=1st | publisherناشر=Sheffield Academic Press | placeمكان=Sheffield, U.K.}}
* {{Citation | surnameالأخير=Kripal | givenالأول=Jeffrey John. | titleعنوان=The Serpent's Gift: [[غنوصية]] Reflections on the Study of Religion | publisherناشر=The [[جامعة شيكاغو]] Press | placeمكان=[[شيكاغو]] | yearسنة=2007}}
 
{{مواضيع الثقافة المسيحية}}