إمارة صقلية: الفرق بين النسختين

|الاسم_المحلي= {{line-height|1.0em|''إمارة صقلية'' <small>([[لغةاللغة عربيةالعربية|بالعربية]])</small><br />''Εμιράτο της Σικελίας'' <small>([[لغة يونانية|باليونانية]])</small><br />''Emirato di Sicilia'' <small>([[لغةاللغة إيطاليةالإيطالية|بالإيطالية]])</small>}}

|وضع = مقاطعة لإمارة ال[[أغالبة]] من [[إفريقية|أفريقية]] خلال الأعوام (831م-909م)، و[[الدولة الفاطمية]] خلال الأعوام (909م-948م)، وإمارة مستقلة تحكمها سلالة [[إمارة بني كلب (صقلية)|بني كلب]] بعد العام 948م

'''إمارة صقلية''' كانت إمارة عربية تابعة [[الدولة الفاطمية|للدولة الفاطمية]] أسسها حسن الكلبي في [[صقلية|جزيرة صقلية]] دامت خلال أعوام 965 حتى 1072.<ref>[http://www.stanford.edu/group/mountpolizzo/HandbookTOC.htm تاريخ صقلية] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20130706222149/http://www.stanford.edu:80/group/mountpolizzo/HandbookTOC.htm |date=06 يوليو 2013}}</ref>

في عام [[535]] م جعل [[قائمة الأباطرة البيزنطيين|الإمبراطور]] [[جستينيان الأول|جستنيان الأول]] من صقلية مقاطعة بيزنطية، وللمرة الثانية بتاريخ الجزيرة تصبح [[لغة يونانية|اللغة اليونانية]] هي اللغة الدارجة بين الأهالي. وبعد ضعف [[إمبراطورية بيزنطية|الإمبراطورية البيزنطية]] تعرضت صقلية لغزو المسلمين زمن [[خلافة إسلامية|الخليفة]] [[عثمان بن عفان]] عام 31 هـ/ 652 م، ولكنه لم يدم طويلا وتركوها. ثم تم فتح [[قرطاج]]ة مما مكن المسلمين من بناء اسطول قوي وعمل قاعدة بحرية دائمة تجعلهم يتحكمون بالطرق البحرية<ref name="dmsmi">{{مرجع كتاب|المؤلفمؤلف=Denis Mack Smith،|سنة=1968|العنوانعنوان= ''A History of Sicily: Medieval Sicily 800—1713'',|الناشرناشر=Chatto & Windus, London،|الرقم المعياري=7011 1347 2}}</ref>.

عقد [[إبراهيم بن الأغلب|إبراهيم]] [[أغالبة|الأغلبي]] [[هدنة]] ومعاهدة مع حاكم صقلية المسمى قسطنطين مدتها عشر سنوات وذلك عام 189هـ/805م<ref name="الدولة البيزنطية"/>، ولم يطل أمر هذه المعاهدة بسبب مخالفة ونقض البيزنطيين الصقليين لأهم بنودها، ألا وهو رد الأسرى المسلمين إلى ديارهم، فأرسل الأغالبة عام 197هـ/812م أسطولاً هاجم بعض الجزر التابعة لصقلية، وأرسل الإمبراطور البيزنطي أسطولاً من المدن الإيطالية الساحلية غير أن المسلمين استطاعوا أن يهزموا الأسطول البيزنطي وغنموا بعض سفنه. عاود البيزنطيون الكرَّة، فأرسلوا أسطولاً جديداً، فانتصروا على الأسطول الإسلامي، مما أدى إلى تجديد الهدنة مرة أخرى ما بين [[أبو العباس عبد الله بن إبراهيم|أبو العباس عبد الله]] بن الأغلب وبين جريجوري بطريق صقلية (الحاكم) عام 198هـ/ 813م لمدة عشر سنوات أخرى، ولكن أمدها لم يطل، فقد أرسل [[أبو محمد زيادة الله بن إبراهيم|زيادة الله الأغلبي]] -ثالث حكام الأغالبة في أفريقية- أسطولاً لفتح صقلية بقيادة ابن عمه، فلم يفلح في فتحها، ولكنه استطاع أن يرد الأسرى المسلمين<ref name="ناصر">[http://www.alahmad.com/files/a-sekllea-0--310--0.doc فتح صقلية] للشيخ ناصر بن محمد الأحمد {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20120511125052/http://alahmad.com/files/a-sekllea-0--310--0.doc |date=11 مايو 2012}}</ref>.

في عام 211هـ/826م حاول [[فيمي (صقلية)|فيمي]] أو يوفيميوس (Euphemius) وهو قائد الإسطول البيزنطي في صقلية بإجبار راهبة على الزواج منه. وقد اثار الإمبراطور البيزنطي مايكل الثاني موجة من الغضب وأمر حاكم الجزيرة قسطنطين بإنهاء حالة الزواج تلك وقطع أنف فيمي، فثار فيمي فسار في مراكبه إلى صقلية، واستولى على مدينة [[سرقوسة]]، فسار إليه قسطنطين فالتقوا واقتتلوا فانهزم قسطنطين إلى مدينة قطانية، فسير إليه فيمي جيشًا فهرب منهم، فأخذ وقتل، وخوطب فيمي بالملك، واستعمل على ناحية من الجزيرة رجلاً اسمه بالطة، فخالف على فيمي، واتفق هو وابن عم له اسمه ميخائيل، وهو والي مدينة [[باليرمو|بلرم]]، وجمعا عسكرًا كثيرًا فقاتلا فيمي وطرداه إلى [[شمال أفريقيا]]، واستولى بالطة على مدينة سرقوسة<ref>[http://www.manzalawy.net/11/article_is.php?id_art=3679 قصة أسد بن الفرات]</ref><ref name="stan">{{citeاستشهاد newsبخبر|urlمسار=http://archaeology.stanford.edu/MountPolizzo/handbookPDF/MPHandbook5.pdf|publisherناشر=Archaeology.Stanford.edu|titleعنوان=Brief history of Sicily|dateتاريخ=[[7 أكتوبر]] 2007|formatتنسيق=PDF| مسار الأرشيفأرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20070609094555/http://archaeology.stanford.edu/MountPolizzo/handbookPDF/MPHandbook5.pdf | تاريخ الأرشيفأرشيف = 09 يونيو 2007 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>. فاستنجد فيمي ب[[أبو محمد زيادة الله بن إبراهيم|زيادة الله]] [[أغالبة|الأغلبي]] أمير [[تونس]] عارضا عليه الجزية مقابل جعله حاكما عليها. فأرسل زيادة الله جيش المسلمين من [[عرب|العرب]] و[[بربر (توضيح)|البربر]] و[[الأندلس]]يون و[[كريت|الكريت]] و[[خراسان (توضيح)|خراسانيين]]<ref name="stan"/> بقيادة [[أسد بن الفرات]].

تولى حكم الجزيرة كلا من الأغالبة من [[تونس]] ثم [[خلافةالدولة فاطميةالفاطمية|الفاطميين]] من [[تونس]] و[[مصر]]. وقد استفاد البيزنطيون من فترة خلافات بين المسلمين فاحتلوا الطرف الشرقي من الجزيرة ولعدة سنوات. بعد إقماع ثورة بالجزيرة بواسطة الخليفة [[المنصور بالله الفاطمي]] عين حسن الكلبي كأمير على صقلية 363-342هـ/948-954م، وقد نجح بالسيطرة على ثورات البيزنطيين بالجزيرة وانشاء [[إمارة بني كلب (صقلية)|سلالة بني كلب]] الحاكمة بها. وغزا جنوب إيطاليا واستمر حكم تلك الأسرة لمدة قرن من الزمان، وفي عام 372هـ/982م غزا أبو القاسم بجيشه جنوب إيطاليا والتحم مع جيش [[أوتو الثاني (إمبراطور روماني مقدس)|أوتو الثاني]] إمبراطور [[الإمبراطورية الرومانية المقدسة]] فهزمه بالقرب من [[كروتوني]] في [[قلورية|كالابريا]] ولكنه قتل بالمعركة.

| العنوانعنوان =Sicily Art, History and Culture

| الناشرناشر =Arsenale- London 2006

دشن العرب هناك سياسة الإصلاح الزراعي مما أعطى زيادة بالإنتاج الزراعي، وشجعوا بتقوية المشاريع الصغيرة، كالملكيات الفردية للمزارعين، ورغبوا بتقوية سوق العقار. وطوروا أيضا نظام الري وحسنوه، وشجعوا السكان المحليين على زرع الحمضيات التي لم تكن معروفة في تلك البلاد مثل [[برتقال|البرتقال]] و[[ليمون|الليمون]] و[[فستق|الفستق]] و[[قصب السكر (جنس)|قصب السكر]]<ref name="jpriv">{{مرجع كتاب

| العنوانعنوان =Sicily: An Illustrated History

| الناشرناشر =Hippocrene Books

| الرقم المعياري = 978-0781809092}}</ref>. كما أدخلوا إلى هناك زراعة القطن، وشجر [[توت (توضيح)|التوت]]. وكان هذا الأخير يستخدم من أجل تربية [[دودة القز]] والحصول على [[حرير|الحرير]]. كما أدخلوا إلى صقلية شجرة [[نخلة|النخيل]] لأول مرة وكذلك زراعة البطيخ الأحمر والأصفر.

وقد سمح للأهالي من أتباع المسيحية بحرية ممارسة شعائرهم وإن كان يجب عليهم [[جزية|الجزية]]. وقد بدأ التفكك بالإمارة عندما ظهرت الخلافات داخل العائلة الحاكمة المسلمة<ref name="stan"/>. وبدخول القرن الحادي عشر تعرضت جنوب إيطاليا لهجمة شرسة من المرتزقة [[نورمان|النورمان]]، وهم السلالة المسيحية من [[فايكنج|الفايكنج]]، وكانوا بقيادة الملك روجر الأول الذي أخذ الجزيرة من المسلمين<ref name="stan"/>. روبرت جيسكارد النورماندي غزا الجزيرة عام 1060، وقد كانت منقسمة إلى ثلاث إمارات إسلامية مما ساعد على تقوية المسيحيين أمام المسلمين<ref>[http://www.bestofsicily.com/mag/art139.htm معركة باليرمو وبوابة المسلمين] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170124152407/http://www.bestofsicily.com:80/mag/art139.htm |date=24 يناير 2017}}</ref>. فبعد أن احتل روجر الأول [[بوليا]] و[[قلورية|كالابريا]] بجنوب إيطاليا تم من أخذ [[مسينة|ميسينا]] ب700 فارس. ثم هزم المسلمين في ميسلميري بالقرب من باليرمو عام 1068، ولكن تبقى المعركة الحاسمة وهي حصار باليرمو والتي أدى سقوطها إلى سقوط كامل الجزيرة بيد النورمان عام 1091. وبعد أن تمت له الجزيرة أزاح منها حاكمها المحلي وهو يوسف بن عبد الله من الحكم ولكن تم ذلك من خلال احترام العادات العربية<ref name="initalymag">{{citenews|url=http://www.initaly.com/regions/sicily/chronol.htm|publisher=In Italy Magazine|title=Chronological - Historical Table Of Sicily|date=[[7 أكتوبر]] 2007}}</ref>.

خسارة تلك المدن مع يعتبر ضربة قوية لهيمنة المسلمين على الجزيرة، وإن بقيت بعض المدن تحت الحكم الإسلامي مثل [[إنا]] التي ظلت تحت حكم ابن الحواس ولفترة طويلة. ولكن خليفته قد استسلم وتحول إلى الديانة [[مسيحية|المسيحية]] عام 1087. فأعطيت له الألقاب المسيحية وانتقل مع أهله إلى اقطاعية في كالابريا كان قد اعطاها له روجر الأول. في عام 1091 سقطت كل من بوتيرا ونوتو في أقصى الجنوب من صقلية ثم جزيرة [[مالطة|مالطا]] آخر معاقل المسلمين بيد النورمان. وبنهاية القرن الحادي عشر ضعفت هيمنة المسلمين على البحر المتوسط<ref>Previte-Orton (1971), pg. 507-11</ref>.

* [[مستوطنة لوتشرا المسلمة|مستوطنة لوسيرا المسلمة]]