أبو رقراق: الفرق بين النسختين

'''أبو رقراق'''، أو '''بورقراق'''، أو '''بورڭراڭ'''، هو نهر [[المغرب|مغربي]]، يبلغ طوله 240 كلم، ينبع من [[الأطلس المتوسط]] (جبل متورزكان، [[إقليم الخميسات]])؛ من أهم روافده واد كرو (الذي ينبع من [[إقليم خنيفرة]])، برافديه الفرعيين واد عكراش وواد كريفلة. يصب النهر في [[المحيط الأطلسي]]، على مستوى مدينتي [[الرباط]] و[[سلا]].<ref name="وز">[http://www.water.gov.ma/index.cfm?gen=true&id=13&ID_PAGE=47 أبو رقراق]. أحواض الموارد المائية. الموارد المائية. الوزارة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء. ([httphttps://web.archive.org/web/20140310232733/http://www.water.gov.ma/index.cfm?gen=true&id=13&ID_PAGE=47 الصفحة على أرشيف الإنترنت]). اطلع عليه بتاريخ 09 ماي، 2017. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160121043543/http://www.water.gov.ma/index.cfm?gen=true&id=13&ID_PAGE=47 |date=21 يناير 2016}} </ref>

يبلغ معدل الصبيب النهري لبورقراق 23 مترا مكعبا في الثانية، بينما يغطي [[مستجمع مائي|حوضه المائي]] مساحة 000 10 كلم مربع، أما موارده المائية السنوية فتبلغ 674 مليون متر مكعب سنويا.<ref name="حوض">[http://www.abhbc.com/index.php/bassin/ressources-en-eau الموارد المائية لحوض أبي رقراق]. وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية. اطلع عليه بتاريخ 09 ماي، 2017. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171217185518/http://www.abhbc.com:80/index.php/bassin/ressources-en-eau |date=17 ديسمبر 2017}}</ref><ref>[http://www.ledhow.com/vallee-bouregreg-rabat/ La Vallée du Bouregreg]. LE DHOW. اطلع عليه بتاريخ 09 ماي، 2017. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171206232359/http://www.ledhow.com:80/vallee-bouregreg-rabat/ |date=06 ديسمبر 2017}}</ref>

ترجع أقدم آثار التواجد البشري في حوض بورقراق إلى 165 ألف سنة، حسب بقايا أشباه البشر التي تم اكتشافها سنة [[1934]]، في موقعي القبيبات ودار القايد بلعروسي. كما تشير الأبحاث الأركيولوجية في كهف دار السلطان، جنوب غربي [[الرباط]]، إلى تواجد بشري في المنطقة بين المرحلة [[الحضارةثقافة العاتريةعاترية|العاترية]] و[[العصر الحجري الحديث]].<ref name="وك">[http://www.bouregreg.com/tiki-index.php?page=M%C3%A9moire%20du%20Lieu تاريخ حوض أبي رقراق]. وكالة تهيئة نهر أبي رقراق.{{وصلة مكسورة}} {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160315183842/http://www.bouregreg.com/tiki-index.php?page=M%C3%A9moireMémoire%20du%20Lieu |date=15 مارس 2016}} </ref>

منذ القرن الرابع ق.م، شيد [[فينيقيون|الفينيقيون]] موقع سلا، الذي تحول إلى مركز تجاري مهم، على غرار باقي المواقع الفينيقية (ولاحقا [[إمبراطورية قرطاجية|القرطاجية]]) التي ازدهرت في [[المحيط الأطلسي|الساحل الأطلسي]] المغربي. كانت [[سلا]] مركزا تجاريا لتسويق المنتوجات الفلاحية للحوض كالصوف والجلود والقمح. في المرحلة [[الإمبراطورية الرومانية|الرومانية]]، شكل نهر بورقراق الحدود الجنوبية للإمبراطورية الرومانية، وشيدوا على ضفتها الجنوبية حاضرة سلا كولونيا ([[شالة]])، والتي كانت إحدى أهم الحواضر الرومانية في [[موريطنية]]، خلال القرن الثاني الميلادي<ref name="بلخياط">[http://www.leconomiste.com/article/un-beau-livre-d-histoire-sur-les-soeurs-jumelles-du-bouregreg Un beau livre d’histoire sur les sœurs jumelles du Bouregreg]. نادية بلخياط. الطبعة رقم 2973. صحيفة ليكونوميست. نُشر بتاريخ 28 فبراير، 2009. اطلع عليه بتاريخ 09 ماي، 2017. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20140314193026/http://www.leconomiste.com/article/un-beau-livre-d-histoire-sur-les-soeurs-jumelles-du-bouregreg |date=14 مارس 2014}}</ref>

في القرن التاسع الميلادي، أصبح موقع شالة عاصمة إمارة [[بنو يفرن|بني يفرن]]، وانطلاقا من القرنين 11 و12، أصبحت لمصب نهر بورقراق مكانة تجارية وعسكرية واستراتيجية مهمة، ونما عمرانيا على امتداد الدول المتعاقبة على حكم المغرب.

في القرن الحادي عشر، شيد [[الدولة المرابطية|المرابطون]] قصبة الأوداية، على الضفة الجنوبية. استمر تعمير الضفتين في [[الدولة الموحديةالموحدون|العصر الموحدي]]، الذي عرف بناء الجامع العتيق ([[الرباط]]) والجامع الكبير ([[سلا]])، وتطوير الميناء النهري وتحصينه دفاعيا، بغرض استعماله كقاعدة رئيسية للحملات العسكرية المتوجهة نحو [[الأندلس]].<ref name="وك" />

في [[الدولة المرينية|العهد المريني]]، عرف المصب إنشاءات هندسية مهمة، انطلاقا من [[1269]]، خصوصا في سلا وشالة، حيث تم وصل النهر بميناء داخلي، عبر قناة مائية تخترق [[باب المريسى|باب المريسة]] في [[سلا]]، إضافة لتحصين موقع [[شالة]] وتعميره ببناء مدارس وزاوية دينية ومقبرة ملكية مرينية.<ref name="وك" />

في القرن السابع عشر، ارتبط بورقراق بازدهار نشاط القرصنة البحرية، التي وصلت أوجها خلال مرحلة [[جمهورية بورقراق]] ([[1627]]-[[1668]]). اتسمت تلك المرحلة بتغير كبير في البنية الديمغرافية لساكنة الضفتين، إثر لجوء عدد كبير من [[موريسكيونمورسكيون|الموريسكيين]] المطرودين من [[الأندلس]] للمنطقة، وأيضا بازدهار عمراني واقتصادي بفضل مداخيل نشاط القرصنة البحرية.<ref name="بلخياط"/>

أدى [[زلزال لشبونة 1755|زلزال لشبونة]] لسنة [[1755]] إلى تحول كبير في بنية التضاريس البحرية للمصب، والتي تسببت، علاوة على الأثر التدميري للزلزال والمد البحري الذي تلاه، في تقويض الولوجية إلى الموانئ النهرية، والتي تفاقمت، لاحقا بسبب التراكم الرملي في السرير النهري.<ref>[http://www.rabat-maroc.net/bouregreg.html Bouregreg, fleuve chargé d'histoire]. بوابة الرباط. اطلع عليه بتاريخ 09 ماي، 2017. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171207164107/http://www.rabat-maroc.net:80/bouregreg.html |date=07 ديسمبر 2017}}</ref>

مع حلول [[حمايةالحماية فرنساالفرنسية فيعلى المغرب|الحماية الفرنسية]] في [[1912]]، عرفت الضفة الجنوبية، [[الرباط]]، توسعا عمرانيا كبيرا، بسبب اختيارها عاصمة من طرف المقيم العام الفرنسي [[هوبير ليوطي|ليوطي]]، بعكس [[سلا]]، مما أدى إلى نمو غير متواز لضفتي المصب. قامت سلطات الحماية بتهيئة ميناء نهري في [[الرباط]]، مكن من استقبال سفن طولها 110 أمتار في [[1921]]، إلا أنه سرعان ما تم التخلي عن الميناء، لفائدة ميناء [[الدار البيضاء]]، انطلاقا من [[عقد 1940|أربعينات]] القرن العشرين.<ref name="بلخياط"/>

عرف النهر في العهد الروماني بتسمية ''نهر سلا'' (Sala)، أي بمعنى النهر المالح. وردت تسميته ''بوادي سلا'' في المسالك والممالك [[أبو عبيد الله البكري|للبكري]]، ولدى [[ابن حوقل]] و[[ابن عذاري]]؛ بينما سماه [[الإدريسي]] ''بالنزهة المختصرة''.<ref name="بنصابر">[http://www.ville-de-sale.com/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%AA-%D8%A8%D8%B3%D9%84%D8%A7/ لماذا سميت بسلا]. [[سلا|الجماعة الحضرية لسلا]]. اطلع عليه بتاريخ 09 ماي، 2017.</ref> بالنسبة للتسمية الحالية، بورڭراڭ، فقد ظهرت انطلاقا من القرن الثالث عشر الميلادي، ويرجح المؤرخون بأن [[تأثيلعلم أصول الكلمات|تأثيلها]] [[لغةلغات أمازيغية|أمازيغي]] بمعنى ''الحصى''.<ref name="بنصابر"/>

يمتد حوض بورقراق على مساحة 000 10 كلم مربع، و يشمل مجالات عمالتي [[عمالة الرباط|الرباط]] و [[عمالة سلا|سلا]] و إقليمي [[إقليم الخميسات|الخميسات]] و [[إقليم خنيفرة|خنيفرة]]. مساحة الحوض مقسمة بين حوضي بورقراق (3830 كلم 2) و حوض واد كرو (5760 كلم 2). يحد الحوض، شمالا، حوض [[سبو|نهر سبو]]، عبر رافده [[وادي بهت|واد بهت]]، و جنوبا حوض [[أم الربيع|نهر أم الربيع]]. تضاريس الحوض هي عبارة عن تلال و هضاب، ينخفض ارتفاعها تدريجيا في اتجاه الشمال. 50 بالمأئة من مساحة الحوض يتراوح ارتفاعها بين 500 و 1000 متر.<ref name="وز" />