حرب 1967: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات Alhajjj (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة باسم
وسوم: استرجاع تحرير من المحمول تعديل ويب محمول تعديل المحمول المتقدم
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 26:
{{علم ديكو|ليبيا|1951}} [[المملكة الليبية|ليبيا]]<br/>
{{العلم|المغرب}}<br/>
{{العلم|باكستان}}<ref>{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.opinion-maker.org/2012/08/pakistani-pilots-in-arab-israel-war |العنوانعنوان=Pakistani Pilots in Arab Israel War |الناشرناشر=Opinion Maker |التاريختاريخ= |تاريخ_الوصول=5 سبتمبر 2014}}</ref><br/>
{{بدون لف|{{علم ديكو|فلسطين}} [[منظمة التحرير الفلسطينية]]}}<br/>
{{العلم|السعودية|1938}}<br/>
سطر 44:
}}
{{معارك عربية إسرائيلية}}
'''حرب 1967''' وتُعرف أيضاً في كل من سوريا والأردن باسم '''نكسة حزيران''' وفي مصر باسم '''نكسة 67''' وتسمى في إسرائيل '''حرب الأيام الستة''' ([[لغةاللغة عبريةالعبرية|بالعبرية]]: ''מלחמת ששת הימים''، [[نقحرة]]: ''ملحمت شيشيت هياميم'') هي الحرب التي نشبت بين [[إسرائيل]] وكل من [[مصر]] و[[سوريا]] و[[الأردن]] بين [[5 يونيو|5 حزيران]]/يونيو 1967 والعاشر من الشهر نفسه، وأدت إلى احتلال إسرائيل ل[[شبه جزيرة سيناء|سيناء]] و[[قطاع غزة]] و[[الضفة الغربية]] و[[هضبة الجولان|الجولان]] وتعتبر ثالث حرب ضمن [[الصراع العربي الإسرائيلي]]؛<ref>[http://www.palestineremembered.com/GeoPoints/Jiljilyya_1226/Article_11595.html حرب 1967]، المركز الفلسطيني للدراسات، 20 مارس 2012.</ref> وقد أدت الحرب لمقتل 15,000 - 25,000 شخص في [[الوطن العربي|الدول العربية]] مقابل 800 في إسرائيل، وتدمير 70 - 80% من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2 - 5% في إسرائيل، إلى جانب تفاوت مشابه في عدد الجرحى والأسرى؛<ref name="مقدمة">[http://www.pmo.gov.ps/index.php?option=com_content&view=article&id=107&Itemid=84 حرب 1967]، الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء الفلسطينية، 20 مارس 2012.</ref> كما كان من نتائجها صدور [[قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242|قرار مجلس الأمن رقم 242]] وانعقاد [[القمة العربية 1967 (الخرطوم)|قمة اللاءات الثلاثة]] العربيّة في [[الخرطوم]] وتهجير معظم سكان مدن [[قناة السويس]] وكذلك تهجير معظم مدنيي [[القنيطرة (محافظة)|محافظة القنيطرة]] في [[سوريا]]، وتهجير عشرات الآلاف من [[فلسطينيون|الفلسطينيين]] من الضفة بما فيها محو [[قرية|قرى]] بأكملها، وفتح باب الاستيطان في [[القدس الشرقية]] والضفة الغربية.<ref name="مقدمة" />
 
لم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تَزال [[إسرائيل]] تحتلّ [[الضفة الغربية]]، كما أنها قامت بضم [[القدس]] و[[هضبة الجولان|الجولان]] لحدودها، وكان من تبعاتها أيضًا نشوب [[حرب أكتوبر]] عام [[1973]] وفصل الضفة الغربيّة عن [[الأردن|السيادة الأردنيّة]]، وقبول العرب منذ [[مؤتمر مدريد 1991|مؤتمر مدريد للسلام]] عام 1991 بمبدأ «الأرض مقابل السلام» الذي ينصّ على العودة لما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف [[عرب|العرب]] بإسرائيل، ومسالمتهم إياها؛<ref>[http://paltoday.ps/ar/post/104378/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85--%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85 الأرض مقابل السلام]، الوكالة الفلسطينية للأنباء، 20 مارس 2012.</ref> رغم أن دول عربيّة عديدة باتت تقيم علاقات منفردة مع [[إسرائيل]] [[سياسة|سياسيّة]] أو [[اقتصاد|اقتصادية]].
 
== مقدمات الحرب ==
[[ملف:1967-06-09 Egypt Accepts UN Cease-Fire.ogv|تصغير|أخبار الساعة في التاسع من [[يونيو]] وردة فعل [[الأمم المتحدة]]|يسار|250بك]]
{{مفصلة|فترة الترقب (حرب الأيام الستة)}}
في 1 مايو 1967 صرح [[ليفي أشكول]] رئيس وزراء إسرائيل أنه في حال استمرار [[عملية انتحارية|العمليات الانتحارية]] فإن بلاده "سترد بوسائل عنيفة" على مصادر الإرهاب، وكرر مثل ذلك أمام [[كنيست|الكنيست]] في 5 مايو،<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر, 1990), pg 433.</ref> وفي 10 مايو صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه إن لم يتوقف "النشاط الفدائي الفلسطيني في [[الجليل (توضيح)|الجليل]] فإن الجيش سيزحف نحو دمشق"،<ref>جيرمي بوين. ''ستة أيام، كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 33. ISBN 0-312-33864-3</ref><ref name="قبل">الأسرار والخفايا العسكرية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.5</ref> وفي 14 مايو ولمناسبة الذكرى التاسعة عشر لميلاد دولة إسرائيل، أجرى الجيش عرضًا عسكريًا في القدس خلافًا للمواثيق الدولية التي تقر أن القدس منطقة منزوعة السلاح.<ref name="قبل" /> من جهتها كانت مصر وسوريا تخطوان صوب خطوات تصعيدية، ففي مارس تم إعادة إقرار [[اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن|اتفاقية الدفاع المشتركة بين البلدين]]، وقال الرئيس المصري [[جمال عبد الناصر]] أنه في حال كررت إسرائيل [[عملية طبرية]] فإنها سترى أن الاتفاق ليس "قصاصة ورق لاغية".<ref name="قبل" /> وعمومًا فإن توتر العلاقات بين إسرائيل [[دول الطوق العربي|ودول الطوق العربي]] تعود لأواخر عام 1966 حين حدثت عدة اشتباكات في الجولان والأردن مع الجيش الإسرائيلي، وإلى جانب عملية طبرية فإن [[سموع (إربد)|عملية السموع]] التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد بلدة السموع الأردنية تعتبر من أكبر هذه العمليات؛<ref>جيرمي بوين. ''ستة أيام، كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين، 1980), pg 39. ISBN 0-312-33864-3</ref> كما شهدت بداية العام 1967 عدة اشتباكات متقطعة بالمدفعية بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي، مع تسلسل قوات فلسطينية إلى داخل الجليل ووحدات إسرائيلية إلى داخل الجولان.<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر, 1990), pg 432.</ref> ولعل أكبر هذه العمليات ما حدث في 7 أبريل عندما أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز [[ميكويان-غوريفيتش ميغ-21|ميغ 21]]، إثنتان داخل سوريا وأربع أخرى منهم ثلاث طائرات داخل الأردن،<ref>جيرمي بوين. ''ستة أيام، كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين، 2003), pg 31. ISBN 0-312-33864-3</ref> وقد قام الملك [[الحسين بن طلال|الحسين]] بتسليم الطيارين الثلاثة [[علي عنتر]] ومحي الدين داوود وأحمد القوتلي الذين هبطو بالمظلات داخل الأردن إلى سوريا.<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر, 1990), pg 434.</ref>
 
في 14 مايو وردًا على العرض الإسرائيلي زار رئيس أركان الجيش المصري محمد فوزي دمشق "للتنسيق بين البلدين"،<ref name="ReferenceA">جيرمي بوين. ''ستة أيام، كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 39. ISBN 0-312-33864-3</ref> وفي اليوم التالي أي في 15 مايو أعلنت الحكومة المصرية نقل حشود عسكرية وآليات اتجاه الشرق وانعقاد مجلس حرب كبير في [[القاهرة]] في مقر القيادة العامة للجيش المصري،<ref name="قبل ثاني">الأسرار والخفايا العسكرية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.7</ref> وفي 16 مايو قدم مندوب سوريا في [[الأمم المتحدة]] كتابًا إلى [[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة|مجلس الأمن]] قال فيه أن إسرائيل تعد هجومًا ضد بلاده، وفي اليوم نفسه أعلنت [[قانون الطوارئ|حال الطوارئ]] في مصر،<ref name="قبل ثاني" /> التي طلبت في اليوم التالي، أي في 17 مايو، سحب قوات الطوارئ الدولة التابعة للأمم المتحدة في [[الشرق الأوسط]] والمعروفة اختصارًا باسم UNEF وذلك لكون هذه القوّات تتواجد على الطرف المصري من الحدود، دون الطرف الإسرائيلي.<ref name="قبل ثاني" /><ref>[http://www.un.org/Depts/dpko/dpko/co_mission/unef1backgr2.html قوات حفظ السلام في الشرق الأدنى]، موقع الأمم المتحدة، 9 تشرين الأول 2011.</ref><ref>جيرمي بوين. ''ستة أيام, كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 42. ISBN 0-312-33864-3</ref>
 
في 18 مايو زار القاهرة وزير الخارجية السوري إبراهيم ماخوس، ودعا إلى "[[جهاد|الجهاد]]" ضد إسرائيل،<ref name="قبل ثالث">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.9</ref> وبعدها بيومين أي في 20 مايو، كشفت تقارير صحفية أن إسرائيل قد أعلنت وبشكل سري التعبئة العامة وأنها دعت الوحدات الاحتياطية للالتحاق بالجيش؛ التقارير الصحفية قالت أيضًا أن خمس فرق عسكرية من الجيش الإسرائيلي باتت في [[النقب|صحراء النقب]] قرب [[شبه جزيرة سيناء]]، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا في القاهرة، دفع بجمال عبد الناصر لإعلان التعبئة العامة واستدعاء قوات الاحتياط، في 21 مايو تزامنًا مع توجه [[أسطول الولايات المتحدة السادس|الأسطول السادس الأمريكي]] إلى شرق [[البحر الأبيض المتوسط]] رغم أن الحكومة اللبنانية ألغت زيارته إلى [[بيروت]] تضامنًا مع الدول العربية.<ref name="قبل ثالث" /> مثل هذه التقارير غالبًا ما كانت صائبة، فعندما أشيع عن حشود عسكرية قرب الحدود الشمالية لإسرائيل بعث أشكول برقية إلى ألكسي كوسيغين رئيس [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفياتي]] ينفي مثل هذه الأنباء، ويطلب منه القدوم إلى الحدود والتأكد بنفسه.<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر، 1990), pg 443.</ref> رغم ذلك فقد أبلغ مندوب المخابرات السوفييتي في القاهرة مدير المخابرات العامة المصرية بوجود 11 لواء من الجيش الإسرائيلي على الجبهة السورية، كما كشف [[محمد حسنين هيكل]].<ref>محمد حسنين هيكل. ''1967 الانفجار : حرب الثلاثين سنة'' (القاهرة:مركز الاهرام للترجمة والنشر، 1990)، pg 445.</ref>
 
يوم 22 مايو، أعلن عن تصعيد جديد، بإغلاق مصر [[تيران (توضيح)|لمضيق تيران]] قبالة [[خليج العقبة]] أمام السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي والسفن التي تحمل معدات حربية لإسرائيل،<ref name="قبل رابع">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.14</ref> ورغم أن أغلب صادرات إسرائيل ووارداتها تتم عبر موانئ [[تل أبيب]] و[[يافا]] و[[حيفا]] إلا أن الحكومة الإسرائيلية اعتبرت القرار المصري "فرض حصار بحري" وأنها تعتبره أيضًا "عملاً حربيًا وعدائيًا يجب الرد عليه".<ref name="قبل رابع" /><ref>يعتبر بعض المؤرخين أن أشكول لم يكن ينوي خوض حرب انظر: جيرمي بوين. ''ستة أيام, كيف شكلت حرب 1967 [[الشرق الأوسط]]'' (نيويورك: مطبوعات سانت مارتين, 2003), pg 30. ISBN 0-312-33864-3</ref> في 29 مايو انعقد مجلس الأمن بناءً على طلب مصر، وقال مندوبها في الأمم المتحدة أن بلاده لن تكون البادئة بأي عمل عسكري ضد إسرائيل، وأنها تدعو المجتمع الدولي للعمل على إعادة ترسيخ شروط [[هدنة 1949]] بين دول الطوق العربي وإسرائيل. رغم ذلك فكان الاستعداد للحرب مستمرًا: ففي 31 مايو زار الملك الحسين بن طلال القاهرة وطوى خلافاته مع جمال عبد الناصر ووقع على اتفاقية الدفاع المشترك التي باتت تضم ثلاث أطراف مصر وسوريا والأردن، وفي اليوم نفسه دخلت مفارز من [[القوات المسلحة العراقية|الجيش العراقي]] إلى الأراضي السورية؛ أما في الداخل الإسرائيلي فقد بدأت الحكومة توزيع كمامات غاز لمواطنيها بالتعاون من حكومة [[ألمانيا الغربية]] "رغم أنه لا توجد أي دولة عربية تملك [[سلاح نووي|أسلحة نووية]] أو [[سلاح بيولوجي|جرثومية]] حينها وهو ما يدخل ضمن حشد الدعم الإعلامي لإسرائيل في الخارج"؛<ref name="قبل رابع" /> وفي 1 يونيو عدل أشكول حكومته بحيث انتقلت حقيبة الدفاع إلى [[موشيه دايان|موشي دايان]] في حين أصبح [[مناحم بيجن|مناحيم بيغن]] وزيرًا للدولة ومعه جوزيف سافير، وثلاثتهم من أحزاب اليمين المحافظ ممثلو "خط التطرف" في التعامل مع العرب كما يقول جون ديزيد، داخل البلاد.<ref name="قبل خامس">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.34</ref>
 
أما [[الولايات المتحدة]] فقد كانت علاقاتها مع مصر في تحسن، إذ زار القاهرة الموفد الخاص للرئيس الأمريكي وتقررت زيارة لنائب رئيس مصر ومعه مستشار الرئيس للشؤون الخارجية للقاء [[ليندون جونسون|جونسون]] في [[البيت الأبيض]] يوم 6 يونيو، كما كان من المقرر إجراء احتفال رسمي لقبول أوراق سفير الولايات المتحدة الجديد في مصر ريتشارد نولتي، كما سمحت الحكومة المصرية لحاملة الطائرات الإمريكية إنتر بريد المرور في [[قناة السويس]] كإشارة إلى حسن النوايا، والذي كان من المفترض أن يؤدي إلى إبعاد العمل العسكري، الذي نصح الملك الحسين بتحاشيه،<ref>[http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/middle_east/article1886546.ece الحسين نصح بعدم دخول الحرب]، تايمز أون لاين، 10 تشرين أول 2011.</ref>
سطر 67:
[[ملف:6dayswar1.jpg|يسار|250بك|thumb|جنود إسرائيليون قرب طائرة عسكرية مصريّة محطمة في سيناء.]]
 
كان تحرك إسرائيل الأول والأكثر أهمية والذي أربك الجيش المصري، الذي كان أكبر الجيوش العربية المشاركة في القتال وأفضلها تسليحًا، هو الهجوم على مطارات ومهابط الطائرات المصرية، بحيث عطلت القدرة على استعمال 420 طائرة مقاتلة يتألف منها الأسطول الجوي المصري؛<ref>Oren, 176; Benny Morris, ''Righteous Victims'', 318.</ref> وقد ذهب بعض الصحفيين والمحللين المصريين من أمثال [[محمد حسنين هيكل]] للقول أن تعطيل سلاح الجو المصري هو السبب الأبرز لخسارة الحرب. النوع الأبرز للطائرات المصرية كان [[توبوليف تو-16]] وهي [[الاتحاد السوفياتيالسوفيتي|سوفيتية]] الصنع كسائر قطع الأسطول الجوي المصري، وبإمكان الطائرة إطلاق مقذوفاتها من علو متوسط.<ref>Pollack 2004, p. 58.</ref>
 
في 5 يونيو الساعة 7:45 بالتوقيت المحلي، دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، وأطلق [[القوات الجوية الإسرائيلية|سلاح الجو الإسرائيلي]] العملية العسكرية الجوية ضد المطارات المصرية،<ref>Oren 2002, p.172</ref><ref>Bowen 2003, p. 99 (author interview with Moredechai Hod, May 7, 2002).</ref> بمعدل 12 طائرة لكل مركز جوي في مصر. كانت البنية التحتية المصرية الدفاعية سيئة للغاية، وعلى الرغم من وجود بعض المطارات المزودة بملاجئ خاصة للطائرات، قادرة على حماية الأسطول الجوي المصري من التدمير، إلا أن الملاجئ لم تستعمل، وربما "المباغتة" التي قام بها [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] هي السبب، فالطائرات الإسرائيلية حلقت على علو منخفض لتفادي الرادار فوق [[البحر الأبيض المتوسط]] قبل أن تتجه نحو الأراضي المصرية من فوق [[البحر الأحمر]]،<ref name="Oren 2002">Oren 2002, electronic edition, Section "The War: Day One, June 5".</ref> وبكل الأحوال كان من الممكن استعمال [[صاروخ أرض -جو|صواريخ أرض جو]] المصريّة لإسقاط أكبر عدد من الطائرات الإسرائيلية تقليصاً للخسائر، إلا أن البيروقراطية الإدارية حالت دون استعمال هذا السلاح الذي وصفه [[محمد حسنين هيكل|هيكل]] بالفعّال، وسوى ذلك فإن القائد العام للجيش المصري المشير [[عبد الحكيم عامر]] كان حينها على متن طائرة متجه إلى سيناء ولم يعرف بالضربة الجوية الإسرائيلية إلا حين لم تجد طائرته مكانًا للهبوط في سيناء، بسبب تدمير جميع مدرجات المطارات، وهو ما دفعه للعودة إلى [[ميناء القاهرة الجوي|مطار القاهرة الدولي]]، دون أن يتمكن من تحقيق غايته.<ref name="Oren 2002"/> يذكر أيضًا أن الرادار التابع [[الأردن|للأردن]] في [[عجلون]] استطاع الكشف عن اقتراب سرب من الطائرات الإسرائيلية للأراضي المصرية، وذكر كلمة السر للقيادة المصرية، غير أن مشاكل الاتصالات منعت من وصول التحذير إلى المطارات المستهدفة مسبقًا.
[[ملف:Mig-21-destruido.jpg|تصغير|إحدى طائرات الميج 21 المصرية مدمرة على الأرض]]
استراتيجية [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]]، كانت تعتمد بشكل أساسي على تفوق سلاح الجو، ولذلك أخذت الطائرات تقصف وتمشط المطارات العسكرية المصرية، واستعملت نوعًا جديدًا من القنابل منتج من قبل إسرائيل وبالتعاون مع [[فرنسا]]، عرف باسم "القنبلة الخارقة للاسمنت" بحيث تنتزع بنية مدرجات الإقلاع، بهدف منع الطائرات في الملاجئ من القدرة على الإقلاع في وقت لاحق، وحده مطار العريش لم يستهدف، إذ إن الخطة الإسرائيلية كانت تقضي بتحويله إلى مطار عسكري [[الجيشجيش الدفاع الإسرائيلي|للجيش الإسرائيلي]] بعد السيطرة على المدينة، لتسهيل الاتصالات الجوية بين داخل البلاد [[شبه جزيرة سيناء|وسيناء]]. كانت العملية ناجحة أكثر مما توقع [[إسرائيليون|الإسرائيليون]] حتى، وبينما تم تدمير سلاح الجو المصري بأكمله على أرض الواقع، فإن الخسائر الإسرائيلية لبثت قليلة حيث تم تدمير ما مجموعة 388 طائرة مصرية وقتل 100 طيار،<ref>Pollack 2005, p. 474.</ref> أما [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] فقد خسر 19 طائرة من بينها 13 أسقطت بواسطة المدفعية المضادة للطائرات والباقي في مواجهات جوية.<ref>Long 1984, p. 19, Table 1.</ref>
 
بعد ظهر ذلك اليوم، تم تنفيذ غارات جوية ضد إسرائيل من قبل الأردن [[سوريا|وسوريا]] [[العراق|والعراق]]، ردت عليها إسرائيل بالمثل، وفي ختام اليوم الأول، كان الأردن قد خسر أكثر من ست طائرات نقل مدني طائرتين عسكريتين ونحو 20 جنديًا في هجوم شبيه على المطارات الأردنية، أما في سوريا فإن حصيلة الغارات الإسرائيلية كانت خسارة 32 [[ميكويان-غوريفيتش جيروفيتش ميجميغ-21|طائرة ميج 21]] و23 [[ميكويان جيروفيتش ميج-15|طائرة ميج 15]]، و15 [[ميكويان جيروفيتش ميج-17|طائرة ميج 17]] وهو ما قدر بكونه ثلثي القدرة الدفاعية السورية.<ref>Griffin 2006, p. 336.</ref> كذلك فقد دمرت عشر طائرات جوية عراقية في مطار عسكري غرب [[العراق]]، وكانت الخسارة 12 طائرة ميج 21 و17 طائرة هنتر وثلاثة طائرات قتالية، كما قتل جندي عراقي. قتل أيضًا 12 مواطن في [[لبنان]]، وذلك عقب سقوط طائرة [[إسرائيل (توضيح)|إسرائيلية]] فوق الأراضي [[لبنان|اللبنانية]]. وكمحصلة اليوم الأول، أعلن الناطق باسم [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]]، أن إسرائيل دمرت 416 طائرة [[اللغة العربية|عربية]]، في حين خسر [[إسرائيليون|الإسرائيليون]] 26 طائرة فقط خلال اليومين الأولين من الحرب: ستة من أصل 72 طائرة ميراج-3 وأربعة من أصل 24 من طائرات سوبر مايستر وثمانية من أصل 60 طائرة مايستر وأربعة من أصل 40 طائة أورغان، وخمسة من أصل 50 طائرة مقاتلة، كما قتل 12 طيارًا وجرح خمسة وأسر أربعة؛ وقد قيل أن الصحافة الغربية قد بالغت من تصوير الخسائر التي مني بها [[عرب|العرب]]، غير أن الوقائع أثبتت أن مصر [[سوريا|وسوريا]] [[الأردن|والأردن]] وغيرها من القوات الجوية العربية، لم تقوم بأي عملية جوية فيما تبقى من أيام الحرب، كما نشرت الإذاعة المصرية خبرًا كاذبًا أنه قد تم إسقاط 70 طائرة إسرائيلية في اليوم الأول من القتال.<ref>Pollack, Kenneth, Arabs at war: military effectiveness 1948–1991, University of Nebraska Press (2002), p. 290.</ref>
 
=== اجتياح غزة وسيناء ===
تألفت [[القوات المسلحة المصرية|القوات المصرية]] المتواجدة في سيناء من 100,000 جندي في سبعة فرق عسكرية (أربعة مدرعة واثنين مشاة وواحدة ميكانيكية) وامتلكت هذه القوات 900-950 [[دبابة]] و1,100 [[ناقلة جنود مدرعة]] و1,000 قطعة مدفعية،<ref>Pollack 2004, p.&nbsp;59.</ref> ويعتمد التنظيم العسكري المصري على العقيدة العسكرية السوفيتية التي تقوم بوضع الدبابات في العمق الدفاعي لتوفير الدفاع المتحرك في حين تضطلع وحدات المشاة بالمهام القتالية في المعارك الثابتة.
 
أما القوات الإسرائيلية المحتشدة قرب الحدود المصرية فقد تألفت من ستة ألوية مدرعة ولواء مشاة واحد ولواء ميكانيكي واحد وثلاثة ألوية مظليين بمجموع 70,000 مقاتل ونحو 700 دبابة، موزعة على ثلاثة فرق مدرعة. اعتمدت الخطة الهجومية الإسرائيلية على مباغتة الجيش المصري بهجوم جوي بري متزامن. وقد كانت القيادة العسكرية المصرية تتوقع أن يقوم [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] بذات الهجوم الذي شنه في حرب عام [[1956]] أي من الطريق الشمالي والمتوسط، غير أن [[جيش الدفاع الإسرائيلي|القوات الإسرائيلية]] دخلت من الطريق الجنوبي، ما سبب حالة من الإرباك. بداية، تقدم [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] نحو [[غزة]] وقاوم الجيش المصري بشراسة ذلك التقدم مدعومًا من الفرقة الفلسطينية رقم 20، بقيادة حاكم غزة العسكري المصري؛ غير أن [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] استطاع السيطرة شيءًا فشيءًا على القطاع بينما أخذت [[القوات العربيةالمسلحة المشتركةلدول جامعة الدول العربية|القوات العربية]] بالتراجع، بعد يومين كان قطاع [[غزة]] بكامله تحت سيطرة [[إسرائيل|الإسرائيليين]]، وبعد أن تكبد كلا الطرفان خسائر كبيرة، إذ فقد [[مصريون|المصريون]] 2000 مقاتل. ومن [[غزة]] انطلق [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] نحو العريش، التي سقطت في اليوم ذاته بعد معركة شرسة على مشارف المدينة، وأما [[القوات المسلحة المصرية|القوات المصرية]] التي كانت تدافع عنها فأغلبها قتلت أو وقعت في الأسر أو فرّت.<ref name="iweapons">[http://www.israeli-weapons.com/history/six_day_war/SixDayWar.html Six Day War<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref>
 
من جهة ثانية وفي الوقت نفسه، كان اللواء [[أبراهام يوفي]] ومعه اللواء [[أرئيل شارون]] قد دخلا سيناء من الناحية الجنوبية، ووقعت [[معركة أبو عجيلة]] في قرب القرية المعروفة بهذا الاسم؛ كانت [[القوات المسلحة المصرية|القوات المصرية]] المرابطة هناك فرقة واحدة من المشاة وكتيبة من الدبابات تعود لمرحلة ما بعد [[الحرب العالمية الثانية]]، ومؤلفة بشكل عام من 16,000 رجل، في حين كانت [[جيش الدفاع الإسرائيلي|القوات الإسرائيلية]] حوالي 14,000 رجل وحوالي 150 دبابة.<ref>Oren 2002, p.&nbsp;181</ref> دخل لواء [[أرئيل شارون|شارون]] إلى سيناء فقسمه وفق الخطة الموضوعة سلفًا بإرسال اثنين من ألويته نحو الشمال مساعدين في احتلال العريش ومن ثم سيطروا على مدينة أم كاتف، في حين قامت سائر قواته بتطويق أبو عجيلة، ودعمته قوات إنزال مظلي خلف مواقع المدفعية المصرية، ما ساهم في زرع البلبلة بين فرق المدفعية وسلاح المهندسين. ثم هاجم مواقع [[بدو|البدو]] في سيناء، واستمرت المعارك ثلاثة أيام، إذ أبدى [[مصريون|المصريون]] مقاومة شرسة مدعومين من [[ألغاملغم|حقول الألغام]] والكثبان الرملية، غير أنه في النهاية سقطت أبو عجيلة، وكانت كلفة المعاركة 4000 من الجنود [[مصريون|المصريين]] وحوالي 40 دبابة، بينما خسر [[إسرائيليون|الإسرائيليون]] 33 جندي و19 دبابة.<ref name="Hammel 1992, p. 239">Hammel 1992, p.&nbsp;239</ref>
 
بعد [[معركة أبو عجيلة]]، كانت [[جيش الدفاع الإسرائيلي|القوات الإسرائيلية]] قد سيطرت على العريش [[أم كاتف|وأم كاتف]] والجبل البني وعدد من المدن والقرى المحصنة، ولم ينفع سلاح الدبابات المصريّة بسبب حوزة [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] على أسلحة مضادة للدبابات، حتى في المواقع التي كان يبدي فيها [[مصريون|المصريون]] تقدمًا ويقتربون من تحقيق الانتصار على القوات البرية الإسرائيلية كان [[القوات الجوية الإسرائيلية|سلاح الجو الإسرائيلي]] يتدخل حاسمًا المعركة لصالح القوات البرية الإسرائيلية، ودون أن يلقى مقاومة جوية، بسبب انفراط عقد [[القوات الجوية المصرية|سلاح الجو المصري]] في اليوم الأول من الحرب، ومجمل ما تمكن [[القوات الجوية المصرية|سلاح الجو المصري]] هو تنفيذ 150 طلعة خلال أربعة أيام من الحرب فوق سيناء.
 
رغم سقوط قلب سيناء، إلا أن القيادة المصريّة أوفدت مزيدًا من الجنود نحو غرب البلاد، لمنع سيطرة [[إسرائيل|الإسرائيليين]] على [[قناة السويس]]، رغم ذلك فقد عبر [[عبد الحكيم عامر]] عن هزيمة بلاده منذ أن علم بسقوط أبو عجيلة. بين 6 و7 يونيو، عبر شارون القسم الجنوبي من سيناء، مصحوبًا بدعم جوي، فسيطر على [[محافظة جنوب سيناء (محافظة)|سيناء الجنوبية]] وتوقف عند [[قناة السويس]] بعد أن سيطر على [[شرم الشيخ]]؛ تزامنًا مع ذلك حاولت [[سلاح البحرية الإسرائيلي|البحرية الإسرائيلية]] إنزال غواصين قبالة ميناء [[الإسكندرية]] غير أن أغلبهم قد قتل من قبل الجنود [[مصريون|المصريين]]. يجب الأخذ بعين الاعتبار، أن آلافًا من الجنود [[مصريون|المصريين]] إنما قتلوا خلال انسحابهم من وسط سيناء نحو القناة، إذ اضطروا لقطع 200 كم سيرًا على الأقدام في بيئة صحراوية جافة، وهو ما أدى إلى قبول مجموعات من الجنود تسليم أنفسها كأسرى [[الجيشجيش الدفاع الإسرائيلي|للجيش الإسرائيلي]]، في حين أنه من القوات التي كانت مرابطة في سيناء، نجت مجموعة قليلة جدًا من الجنود. يوم 8 يونيو يمكن اعتبارها نهاية الحرب في سيناء، مع وصول [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] إلى [[رأس سودار]] على الساحل الغربي من شبه الجزيرة، والتي سيطرت عليه زوارق من [[سلاح البحرية الإسرائيلي|البحرية الإسرائيلية]] مدعمة من قوات مظليين.<ref name="Hammel 1992, p. 239"/> نجت مجموعة من القوات الخاصة المصرية مكونة من 1500 ضابط وفرد بقيادة [[سعد الدين الشاذلي]] ( رئيس أركان [[حرب أكتوبر]] [[1973]] ) من التدمير والأسر بعد قيامه بالانسحاب تحت جنح الظلام ليلة 7 يونيو ووصوله إلى الضفة الغربية لقناة السويس.
 
=== احتلال الضفة الغربية ===
[[ملف:Kotel 1967.jpg|تصغير|جرّافات إسرائيلية تزيل ركام [[حارة المغاربة]] بعد هدمها، في [[يوليو]] سنة 1967.]]
كان الأردن مترددًا في الدخول بالحرب، في حين اتفق [[جمال عبد الناصر]] و[[الحسين بن طلال|الملك حسين]] على دخول الحرب، من أجل تخفيف الضغط عن الجبهة المصرية.<ref>Oren 2002, pp.&nbsp;184-
185.</ref> بشكل عام، فإن [[القوات الأردنية]] صغيرة الحجم ومؤلفة من 11 لواء موزعة على 55,000 جندي ومجهزة بنحو 300 دبابة حديثة غربية الطراز. تم نشر تسعة ألوية أي 45,000 جندي مع 270 دبابة و200 قطعة مدفعية على كامل [[الضفة الغربية]]، بما فيها قوات النخبة، أما الاثنتان الباقيتان فقد انتشرا في [[غور الأردن|وادي الأردن]]. كان [[القوات المسلحة الأردنية|الجيش الأردني]] معروفًا آنذاك باسم "[[القوات المسلحة الأردنية|الجيش العربي]]"، ويشتهر عن مقاتليه المهنية والتجهيز الجيد والتدريب الجيد؛<ref>Pollack 2004, pp.&nbsp;293-294</ref> وفي المقابل فإن [[جيش الدفاع الإسرائيلي|القوات الإسرائيلية]] في [[الضفة الغربية]] كانت مؤلفة من 40,000 جندي و200 دبابة أي ثمانية ألوية، اثنان منهما متمركزان بشكل دائم قرب [[القدس]] مع وجود عدد من الكتائب الميكانيكية. استدعي أيضًا لواء المظليين من سيناء نحو [[رام الله]]، واستولى هذا اللواء على [[اللطرون]] خلال هذه العملية. كان يوجد أيضًا ثلاثة ألوية بقيادة الجنرال بيليد عاد شمال الضفة العربية، متمركزة في [[وادي يزرعيل]].<ref>Pollack 2004, p.&nbsp;294</ref>
 
حسب الخطة الإسرائيلية، كان من المفترض أن تبقى إسرائيل في موقف دفاعي على طول الجبهة لتركيز الضغط على مصر. غير أنه، وردًا على الضرية الجويّة للجيش الإسرائيلي على سيناء، بدأ [[القوات المسلحة الأردنية|الجيش الأردني]] في صباح 5 يونيو، مدعومًا من المدفعية العراقية، قصف مواقع في [[القدس|القدس الغربية]] و[[نتانيا]] وكفر سابا على مشارف [[تل أبيب]]، وبحسب الرواية الإسرائيلية فإن القصف الأردني والعراقي طال أهدافًا مدنية، غير أن حصيلة هذه الغارات لم تكن سوى قتيل إسرائيلي واحد وسبعة جرحى.<ref name = "Washington Institute for Near East Policy 2002">"[http://www.washingtoninstitute.org/templateC05.php?CID=2080 The Six Day War and Its Enduring Legacy]. Summary of remarks by Michael Oren at the Washington Institute for Near East Policy, May 29, 2002.</ref> مساء ذلك اليوم، عقد مجلس الوزراء جلسة وقرر بناءً على اقتراح [[مناحم بيجن|مناحيم بيغن]] و[[إيغال آلون]] إعلان الحرب على الأردن واحتلال [[الضفة الغربية]]، لمناسبة كون هذه "فرصة مؤاتية" للسيطرة على [[القدس الشرقية]]، ولكن [[ليفي أشكول]] قرر تأجيل اتخاذ أي قرار حتى يستشير [[موشيه دايان]] و[[إسحاق رابين|اسحق رابين]].<ref>Shlaim 2001, pp.&nbsp;243–244.</ref>
 
[[ملف:مظليون إسرائيليون قرب حائط البراق.jpg|تصغير|يمين|250بك|مظليون [[إسرائيليون]] بالقرب من [[حائط البراق]] بعد سقوط [[القدس الشرقية]] بيد إسرائيل في شهر [[يونيو]] سنة 1967.]]
دخل [[القوات المسلحة الأردنية|الجيش الأردني]] إلى [[القدس]] وهي منطقة منزوعة السلاح بموجب شروط الهدنة لعام [[1949]]، وقصف منها جوار [[تل أبيب]]، وفي جلسة [[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة|مجلس الأمن الدولي]] ليوم 5 يونيو قال الأمين العام [[يو ثانت]] أنه من واجب الأردن الانسحاب من [[القدس]] فورًا، كما قال أن مقر [[الأمم المتحدة]] في المدينة تعرض لقصف بقذائف الهاون وأن [[القوات المسلحة الأردنية|الجيش الأردني]] احتلّ المبنى، لاحقًا تبيّن أن ثلاث جنود أردنيين فقط هم من دخلوا المبنى لتقديم الاحتجاج على هيئة مراقبة الهدنة بسبب الحشود العسكرية الإسرائيلية قرب [[القدس]]، وأنهم غادروا المبنى بعد عشر دقائق تقريبًا.<ref name = "Shlaim p245">Shlaim 2001, p.&nbsp;245.</ref>
 
في 6 يونيو، سارعت وحدات من [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] لدخول الضفة، وهاجم الطيران [[إسرائيل|الإسرائيلي]] مطارات الأردن ومراكز التزود بالوقود، وعلى الأرض دارات معارك شرسة بين الطرفين قبالة [[القدس]]، التي سيطر [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] على تلة استراتيجية شمالها، في حين لم يتوقف قصف المدفعية الأردنية للمواقع العسكرية في المدينة؛ بحلول المساء كان لواء [[القدس]] قد حاصر جنوب المدينة الشرقية انتشر في المدينة الغربية، في حين كان لواء هرئيل ولواء المظليين قد انتشر شمالها، ما يعني تطويق المدينة،<ref name="Jordanian Front">http://www.sixdaywar.org/contest/easternfront.asp</ref> ودارت معركة "تل الذخيرة" التي قتل فيها 71 جندي [[الأردن|أردني]] و37 جندي [[إسرائيليون|إسرائيلي]]، ولم يأمر [[موشيه دايان|موشي دايان]] قواته دخول المدينة "خوفًا على الأماكن المقدسة"، غير ان القتال تجدد في 7 يونيو، حيث هاجم لواء المشاة [[اللطرون]] واستولى عليها عند الفجر، ومنها تقدم نحو [[بيت حورون]] وثم إلى [[رام الله]] محاصرًا إياها؛ كما وصل لواء جديد سيطر على المناطق الجبلية شمال غرب [[القدس]]، وربط حرم [[الجامعة العبرية في القدس|الجامعة العبرية]] في أطراف [[القدس]] مع المدينة نفسها، وبختام اليوم كان [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] قد احتل [[رام الله]]، وأوقف تقدم قوات [[الأردن|أردنية]] قادمة من [[أريحا]] لتعزيز الموقف على [[القدس]].<ref name = "Shlaim p245"/>
 
عندما علم دايان أن [[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة|مجلس الأمن الدولي]] قد توصل لشبه اتفاق حول فرض وقف إطلاق النار، أمر قواته بدخول [[القدس الشرقية]] ودون موافقة من مجلس الوزراء، دخلت وحدات من الجيش البلدة القديمة عبر بوابة الأسد واستولت على [[جبل الزيتون]] و[[المسجد الأقصى]] و[[حائط المبكى|حائط البراق]]، كانت المعارك للسيطرة على المدينة ضارية وغالبًا ما تنقلت شارعًا تلو الآخر، وتزامنًا سيطر [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] على [[الخليل]] دون مقاومة، وشرع لواء هرئيل بالزحف شرقًا نحو [[نهر الأردن]]، وفي الوقت نفسه هاجمت قوات إسرائيلية [[بيت لحم]] مدعومة بالدبابات، وتم الاستيلاء على المدينة بعد معركة قصيرة سقط بموجبها 40 قتيلاً أردنيًا ثم اضطروا للانسحاب لحماية الأماكن المقدسة. أما [[نابلس]] فقد دارت على أطرافها معركة شرسة، وكان عدد القتلى من [[إسرائيل|الإسرائيليين]] يضاهي تقريبًا عدد القتلى من [[الأردنيين]]، ولولا تفوق [[القوات الجوية الإسرائيلية|سلاح الجو الإسرائيلي]] لكان من الممكن تحقيق نصر [[الجيشالقوات الأردنيالمسلحة الأردنية|للجيش الأردني]] فيها. وفي اليوم نفسه، وصل [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] إلى [[نهر الأردن]] وأغلق الجسور العشرة الرابطة بين الضفة الغربية والبلاد، وبعد انسحاب قوات [[القوات المسلحة العراقية|الجيش العراقي]]، تمت السيطرة على [[أريحا]].<ref>[http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia2/Harb67Misr/sec12.doc_cvt.htm الحرب على الجبهة الأردنية]، المقاتل، 20 مارس 2012.</ref>
 
=== سقوط الجولان ===
[[ملف:Ruined Syrian Fortifications on Golan Heights from Six-Day War.jpg|يمين|250بك|تصغير|تحصينات [[سورية|سوريّة]] في الجولان بعد أن غادرها الجنود.]]
خلال الأيام الأولى من الحرب، اعتمدت القيادة السورية نهج الحذر تجاه [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]]، ولم تشارك سوى بقصف وغارات جوية متقطعة على شمال إسرائيل. قبيل أيام من بدأ الحرب، كانت التقارير تشير إلى أن الجيش المصري سيحقق نصرًا ساحقًا وأنه خلال أيام سيصل إلى [[تل أبيب]] مستعيدًا إياها، وعندما تمت [[حرب 1967#الضربة الجوية|الضربة الجوية]] ودمر [[القوات الجوية المصرية|سلاح الجو المصري]] بالكامل، انتهجت القيادة السوريّة نهج الحذر،<ref name = Knopf642>Sachar 1976. p.&nbsp;642.</ref><ref name=npr>{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.npr.org/news/specials/mideast/history/history4.html|العنوانعنوان=Part 4: The 1967 Six Day War|تاريخ الوصول=April 20, 2011}}</ref> غير أن ذلك لم يعفها من حصتها في الضربة الجويّة، فمساء 5 يونيو دمرت الضربات الإسرائيلية ثلثي [[القوات الجوية العربية السورية|سلاح الجو السوري]]، وأجبرت الثلث المتبقي على التراجع نحو قواعد بعيدة عن ساحة المعركة، ولم يلعب دورًا آخر في أيام الحرب التي تلت. حاولت [[الحكومة السورية (توضيح)|الحكومة السورية]] إجراء تعديلات على خططها الدفاعية في الجولان، ومنها حشد مزيد من الجنود في منطقة تل دان، حيث توجد منابع مياه [[نهر الأردن]] التي كانت موضع اشتباكات عنيفة خلال العامين المنصرمين قبل الحرب، لكن عملية الحشد هذه بالمجمل فشلت، بل وبنتيجة الضربات الجوية، عطبت عدة دبابات سوريّة وغرق قسم منها في [[نهر الأردن]]، ومن المشاكل الأخرى للدبابات، بطئ حركتها بسبب مد الجسور فوق الأنهر القصيرة المنتشرة حول [[بحيرة طبريا|بحيرة طبرية]]،إلى جانب افتقار الاتصالات اللاسلكية الحديثة والسريعة بين وحدات المدرعات ووحدات المشاة، فضلاً عن تجاهل بض الوحدات لأوامر صادرة عن دمشق؛ تقرير وزارة الدفاع السورية بعد الحرب قال: ''"إن قواتنا المسلحة لم تقم بالهجوم، إما لأنها لم تصل أو لأنها لم تكن مستعدة كليًا، فضلاً عن استحالة وجود طرق مخفية لنقل الجند والدبابات، تقيها الضربات الجوية، وهو ما أثر على معنويات الجنود".''<ref>Oren 2002, electronic edition, Section "Damascus and Jerusalem".</ref> لاحقًا، عدل الجيش السوري من خططه، وحشد قواته في منطقة وادي الحولة، وذلك بهدف صد هجوم بري ضخم محتمل من قبل الجيش الإسرائيلي.
 
[[ملف:Qunaitra.jpg|يسار|250بك|thumb|بقايا [[القنيطرة (توضيح)|القنيطرة]] التي دمرها [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] في الحرب، واستعادها [[سكان سوريا|السوريون]] في أعقاب [[حرب أكتوبر]]، ولا تزال على حالها.]]
كان الهجوم البري على سوريا مقررًا في 8 يونيو، غير أن قيادة [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] أجلت الهجوم، واستمرت في دراسة ما إذا كان نافعًا الدخول بعمل بري في الجولان لمدة 24 ساعة. أخيرًا مالت الآراء إلى الشروع بهجوم بري على سوريا، وقد بدأ الهجوم تمام الثالثة فجر 9 يونيو، رغم أن سوريا قد أعلنت موافقتها على وقف إطلاق النار. وفي تمام السابعة من صباح ذلك اليوم، أعلن دايان وزير الدفاع الإسرائيلي أنه قد أعطى الأمر بشن عملية حربية ضد سوريا، وذلك لكون سوريا قد شنت غارات على [[الجليل (توضيح)|الجليل]] من جهة، ولدعم [[الحكومة السورية (توضيح)|الحكومة السوريّة]] المنظمات الفلسطينية من جهة ثانية.<ref name="مولد تلقائيا1">Oren 2002, electronic edition, Section "The War: Day Five, June 9".</ref> كانت التوقعات الإسرائيلية أن الهجوم سيكون مكلفًا من الناحية البشرية والمادية [[إسرائيل|لإسرائيل]]، خصوصًا أن اجتياز منطقة جبلية في قتال بري ستكون معركة شاقة، خصوصًا أن هضبة الجولان يصل ارتفاعها في بعض المواقع إلى 500 متر (1700 قدم) عن الأراضي الإسرائيلية في [[الجليل (توضيح)|الجليل]] [[بحيرة طبريةطبريا|وبحيرة طبرية]]، أما انحدارها من ناحية الداخل السوري فهو أكثر لطفًا. قاد العملية [[ديفيد أليعازر]] قائد مفارز [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] في الجبهة الشمالية، ومع بدأ العملية وعدم تدخل [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفياتي]]، إذ كانت تنتشر مخاوف من تدخل حربي سوفيتي محتمل، أعطي الأمر باستمرار العملية.<ref name="ReferenceA"/>
كانت قطعات الجيش السوري في الهضبة مؤلفة من تسعة ألوية مجموع رجالها 75,000 مقاتل، بدعم كمية كافية من المدفعية والمدرعات، أما [[جيش الدفاع الإسرائيلي|القوات الإسرائيلية]] تألفت من لواءين مقاتلين ولوائين مشاة، طوق [[جيش الدفاع الإسرائيلي|الجيش الإسرائيلي]] الهضبة من شرقها ومن غربها في حين ظلت الهضبة نفسها وشمالها نحو الداخل السوري خاضعًا لسيطرة الجيش السوري، وكانت معلومات [[موساد|الموساد]] الإسرائيلي التي قدمها بشكل أساسي الجاسوس [[إيلي كوهين]] (كشف عن كونه جاسوسًا وأعدم عام [[1965]]) هامة جدًا للجيش، بحيث تفادى مناطق الألغام والمناطق الدفاعية المحصنة بشكل جيد في الهضبة. حتى [[القوات الجوية الإسرائيلية|سلاح الجو الإسرائيلي]]، كان ذو فعالية محدودة في الجولان بسبب قوة التحصينات الثابتة، ومع ذلك فإن [[القوات المسلحة السورية|القوات السورية]] كانت غير قادرة على الدفاع بشكل فعال لرد الجيش المهاجم بشكل كامل،<ref>Hammel 1992, p.&nbsp;387</ref> سوى ذلك فإن وضع الجنود ومعاملتهم من قبل ضباطهم كانت سيئة، رغم ذلك فقد صمدت الهضبة خلال معارك شرسة طوال 9 يونيو، ولم تتمكن من إحداث اختراق وكسر التحصينات السورية سوى في مساء ذلك اليوم، وقد فقدت إسرائيل بكمين مسلح في الجولان 24 دبابة من أصل 26 دبابة في الموكب و50 دبابة هي مجمل القوة [[إسرائيل (توضيح)|الإسرائيلية]] المهاجمة، وبلغ عدد القتلى 13 جنديًا و33 جريحًا.
في 10 يونيو أطبق [[إسرائيليون|الإسرائيليون]] على الهضبة، وانسحبت [[القوات المسلحة السورية|القوات السورية]] بقيادة قائد الجبهة السوري [[أحمد المير]] من الهضبة، قبل تمام الانتشار تاركة أسلحتها في بعض المواقع، ثم سقطت [[القنيطرة (توضيح)|القنيطرة]] عاصمة الجولان، ووصلت وحدات جديدة [[إسرائيل|لإسرائيل]]، وتوقفت عند خط من التلال البركانية التي تعتبر موقعًا استراتيجيًا، ومن ثم قبلت بوقف إطلاق النار، واتخذ من خط التلال البركانية خطًا لوقف إطلاق النار وسمي "الخط البنفسجي".<ref>Oren 2002, electronic edition, Section "Playing for the Brink".</ref> وقد ذكرت [[تايم (مجلة)|مجلة التايم]]، أن إذاعة دمشق قد بثت خبر سقوط القنيطرة قبل ثلاث ساعات من حصوله.<ref>{{استشهاد بخبر |العنوانعنوان=A Campaign for the Books |الناشرناشر=Time Magazine |التاريختاريخ=September 1, 1967 |المسارمسار=http://www.time.com/time/magazine/article/0,9171,837237,00.html}}</ref>
 
== خسائر الحرب ==
خسائر إسرائيل في الحرب قدرت بين 776 و983 جندي إلى جانب جرح 4517 جندي وأسر 15 جندي إسرائيلي.<ref name="Israel Ministry of Foreign Affairs">Israel Ministry of Foreign Affairs 2008.</ref> القتلى والجرحى والأسرى في جانب الدول العربية أكبر بكثير، إذ إن نحو 9800 إلى 15,000 جندي مصري قد قتلوا أو فقدوا،<ref name="Gammasy p.79">El Gamasy 1993 p.&nbsp;79.</ref><ref name = "Chaim Herzog 1982, p. 165">Herzog 1982, p.&nbsp;165.</ref> كما أسر 4338 جندي مصري.<ref name="Israel Ministry 2004">Israel Ministry of Foreign Affairs, 2004</ref> أما الخسائر الأردنية فهي نحو 6000 جندي قتلوا أو في عداد المفقودين كما أسر 533 جندي، ونحو 2500 جريح؛<ref>''Warfare since the Second World War'', By Klaus Jürgen Gantzel, Torsten Schwinghammer, page 253</ref><ref>''Wars in the Third World since 1945'', (NY 1991) Guy Arnold</ref> أما في سوريا فقد سقط نحو 1000 جندي و367 أسير.<ref name="Randolph Churchill 1967, p. 189">Churchill & Churchill 1967, p.&nbsp;189</ref>
 
خلال الضربة الجويّة المصرية وطبق البيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرة من أصل 340 طائرة مصرية، وحول مجمل خسائر مصر العسكرية، نقل [[أمين هويدي]] عن كتاب الفريق أول [[محمد فوزي حاخوا|محمد فوزي]] أن الخسائر كانت بنسبة 85% في سلاح القوات البرية، وكانت خسائر القوات الجوية من القاذفات الثقيلة أو الخفيفة 100%، و87% من المقاتلات القاذفة والمقاتلات، كما اتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات مائتا دبابة تقريبًا دمر منها 12 دبابة وتركت 188 دبابة للعدو.<ref>[http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=102812&SecID=223&IssueID=59 أمين هويدى: الجيوش العربية ضحية لقادتها في نكسة 67]، اليوم السابع، 21 مارس 2012.</ref> كما دمرت 32 طائرة سوريّة وسجلت نسبة استنزاف كبيرة في المعدات، أما في الأردن فقد بلغ عدد الطائرات المدمرة 22 طائرة، كما فقد العراق جزءًا من سلاحه الجوي بعد أن هاجمت إسرائيل قاعدة جوية في [[محافظة الأنبار|الأنبار]]، وحسب بعض التحليلات فإن نسب الاستنزاف في المعدات العربيّة وصلت إلى 70 - 80% من مجمل طاقتها.<ref>[http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/bf4b21b9-461e-4a8d-b135-d417f923c9ac خسائر حرب 1967]، الجزيرة نت، 22 مارس 2012.</ref>
 
== بعد الحرب ==
سطر 121:
[[ملف:Protests against Nassers resignation 1967.jpg|يمين|200بك|thumb|من مظاهرات حضّ [[جمال عبد الناصر|عبد الناصر]] للرجوع عن التنحي.]]
يقول [[بسام أبو شريف]] أنه قد ساد العالم العربي في أعقاب "نكسته" جو من الكآبة والإحباط، وبينما راحت إسرائيل تتباهى بمنجزاتها "طأطأ العرب رؤسهم خجلاً وحنقًا"،<ref>ياسر عرفات، بسام أبو
شريف، دار علاء الدين، بيروت 2005، ص.25</ref> في مصر أعلن [[جمال عبد الناصر]] عن تنحيه عن رئاسة مصر "متحملاً المسؤولية الكاملة عن الهزيمة"،<ref>[http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=221113 الاستقالة]، الحوار المتمدن، 7 تشرين الأول 2011.</ref> إلا أنه عاد عن الاستقالة بعد مظاهرات حاشدة في [[القاهرة]] ومدن أخرى، رافضة لتنحيه عن السلطة. رغم ذلك فآثار الهزيمة لم تتلاش بهذه البساطة، إذ تعرض الجيش المصري لحملة انتقادات شعبية لاذعة وسخرية ما اضطر عبد الناصر نفسه للطلب من الشعب التوقف عن حملته مذكرًا أن الجيش يبقى "أمل الأمة".<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.118</ref> وفي [[1 سبتمبر]] انتحر المشير [[عبد الحكيم عامر]] القائد العام للجيش المصري، بعد أن ابتلع كمية كبيرة من الآكونيتين،<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.119</ref><ref>[http://yom-kippur-1973.info/before/aamer.htm انتحار عبد الحكيم عامر]، يوم كيبور، 7 تشرين الأول 2011.</ref> تلاه استقالة [[أحمد أسعد الشقيري (سياسي فلسطيني)|أحمد الشقيري]] زعيم [[منظمة التحرير الفلسطينية]] وصاحب نظرية "رمي إسرائيل في البحر" كما استقال من منصبه كممثل لفلسطين في [[جامعة الدول العربية|الجامعة العربية]].<ref>[http://www.homatalaqsa.com/cha5siyate/1578-ahmedch.html استقالة أحمد الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية]، حماة الأقصى، 7 تشرين الأول 2011.</ref>
 
وفي [[8 أكتوبر]] استقالت الحكومة الأردنية وتألفت حكومة جديدة كان نصف أعضائها من [[الضفة الغربية]] إشارة من الملك [[الحسين بن طلال|حسين بن طلال]] على ما يوليه من أهمية كبيرة للقضية،<ref>إسرائيل وفلسطين، حقائق حول النزاع، آلن غريش، المكتبة الوطنية الجديدة، دمشق 2003، ص.79</ref> ثم تمت الدعوة لعقد قمة عربية في العاصمة [[سودانالسودان|السودانية]] [[الخرطوم]] كان هدفها "إيجاد إطار وفاق وعمل موحد يمكن أن يكون مقبولاً لدى جميع البلدان العربية"،<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.145</ref> وقد عرفت هذه القمة باسم "[[القمة العربية 1967 (الخرطوم)|قمة اللاءات الثلاثة]]" وقد خلصت القمة إلى قرارين بارزين حول عدم تزويد الدول العربية [[نفط|بالنفط]] للدول الداعمة لإسرائيل،<ref>[http://www.kingkhalid.org.sa/Gallery/Text/ViewBooks.aspx?View=Page&PageID=3&BookID=73 الملك فيصل ومعركة النفط]، قاعدة بيانات الملك خالد، 7 تشرين الأول 2011.</ref> وإنشاء صندوق تموله الدول العربية الغنية وعلى رأسها [[السعودية]] و[[ليبيا]] لمساعدة الدول العربية التي تأثر اقتصادها وبنيتها التحتية بنتيجة الحرب.
 
أما على صعيد المنظمات الفلسطينية فقد أعلنت أغلب التنظيمات ومنها "شباب الثأر" و"أبطال العودة" و"جبهة التحرير الفلسطينية" توحيد جهودها ضمن "[[الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين]]" وذلك في مؤتمر عقد في دمشق أواخر [[يوليو]] 1967، كما أن [[حركة فتح]] التي تأسست عام [[1965]] كشفت عن هويتها بعد أن التزمت السرية في المرحلة السابقة،<ref>ياسر عرفات، مرجع سابق، ص.28</ref> وقررت [[حركة القوميين العرب]] بدورها انتهاج "الكفاح المسلح"،<ref>ياسر عرفات، مرجع سابق، ص.27</ref> والذي انطلق عمليًا من مختلف الفصائل في أعقاب الحرب، وشمل [[هجومعملية انتحاريانتحارية|عمليات انتحارية]] استهدفت مواقع إسرائيلية ويهودية حول العالم، ويقول [[بسام أبو شريف]] أن الفلسطينيين أمسكوا للمرة الأولى زمام قضيتهم منذ [[1948]] بعد أن كانت خاضعة لوصاية [[جامعة الدول العربية]].<ref>ياسر عرفات، مرجع سابق، ص.12</ref>
 
==== في إسرائيل ====
[[ملف:Ros hasana postcards2.JPG|يسار|300بك|thumb|[[طوابع]] إسرائيلية تحتفي بالنصر.]]
عملت الحرب على تحقيق حالة من "الفرح والسمو" داخل إسرائيل لم تحصل منذ إعلان قيامها عام [[1948]]، وللمرة الأولى توحدت جميع أطياف المجتمع اليهودي من [[يهودية أرثوذكسية|اليهود الأرثوذكس]] وحتى الشيوعيين،<ref>إسرائيل وفلسطين حقائق حول النزاع، مرجع سابق، ص.74-75</ref> في [[فرنسا]] نظمت الجالية اليهودية حملة تبرع بالدم للجيش و10% من مدخول كل أسرة لصالح إسرائيل،<ref name="سادس">إسرائيل وفلسطين حقائق حول النزاع، مرجع سابق، ص.77</ref> كذلك فقد سعت الجمعيات الصهيونية لتنشيط الهجرة وسجل نصف مليون راغب الانتقال إلى إسرائيل في [[الولايات المتحدة]] وحدها،<ref name="سادس" /> وتنامت أيضًا المساعدات الإمريكية والألمانية التي وصلت إلى 3,6 مليار [[دولار]] سنويًا، وهو ما تواجهه حالة من الحنق في الدول العربية، إذ لم تكن إسرائيل قادرة على شن الحرب لولا الدعم الغربي المكثف كما رأى الصحفي الفرنسي آلن غريش.<ref name="سادس" /> كما أعلنت حكومة [[ليفي أشكول]] عن رغبتها برفع عدد سكان الدولة إلى 5 ملايين بدلاً من حوالي 3 مليون،<ref>إسرائيل وفلسطين حقائق حول النزاع، مرجع سابق، ص.81</ref> وعلى الجهة المقابلة، فقد قطع كل من [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفياتي]] و[[بولندا]] و[[تشيكوسلوفاكيا]] و[[المجر|هنغاريا]] و[[بلغاريا]] و[[يوغوسلافيا]] علاقاتها مع إسرائيل،<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.148-149</ref> وهو ما وصفته الحكومة الإسرائيلية بأنه "واقع محزن، ويؤكد أن اللاسامية باقية ضد اليهود". وعمومًا فإن إسرائيل قبل وخلال وبعد الحرب، استمرّت بالتركيز حول [[هولوكستالهولوكوست|المحارق اليهودية]] بهدف استثارة العواطف الدولية، وما فتأت تشبه [[جمال عبد الناصر]] بالزعيم النازي [[أدولف هتلر|هتلر]] والنظامين المصري والسوري "بالنازية العربية وأنصار [[غيتو|الغيتو]]".<ref>إسرائيل وفلسطين، حقائق حول النزاع، مرجع سابق، ص.84</ref>
 
=== المناوشات القتالية ===
استمر القصف الإسرائيلي والعمليات الحربية في الجولان يومي 9 و10 يونيو، ولم يتوقف رغم نداءات الأمم المتحدة والمسؤولين الدوليين،<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ًص.147</ref> وفي [[28 يونيو]] أطلقت النار من قبل البحرية الإسرائيلية على سفينة مصرية في [[قناة السويس]] وقتل أحد أفرادها،<ref name="خامس">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.169</ref> وفي [[1 يوليو]] انتشرت كتائب من الجيش الإسرائيلي شمال القنال في محاولة لاحتلال مدينة [[بورسعيد|بور سعيد]] غيرأنها فشلت في ذلك، رغم أن المدينة قد تعرضت لقصف شديد، وقد أعادت إسرائيل الكرة في [[8 يوليو]] إلا أنها فشلت في تحقيق غايتها.<ref name="خامس" /> وفي [[9 يوليو]] قرر مجلس الأمن إرسال مراقبين دوليين لفرض احترام وقف إطلاق النار في قناة السويس، وفي 12 يوليو تكررت المناوشات،<ref name="خامس" /> كما قُصفت [[إسماعيلية (توضيح)|الإسماعيلية]] في اليوم نفسه وكذلك [[السويس]] واصيبت أحياء سكنية بهما بشكل مباشر، وفي [[21 أكتوبر]] وصلت المدمرة الإسرائيلية "إيلات" وهي ثاني مدمرات الأسطول الإسرائيلي إلى شمال [[بورسعيد|بور سعيد]] ضمن مياه مصر الإقليمية، فردت البحرية المصرية بقصف البارجة ما أدى إلى إغراقها. وكرد على ذلك قصفت إسرائيل مخازن النفط في السويس يوم [[24 أكتوبر]] ودمرت 60% منها.
 
وحتى بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 242، استمرت المناوشات وإن خفت حدتها وتواترها، على سبيل المثال قصفت إسرائيل في [[31 ديسمبر]] مخيمًا للاجئين على الضفة اليمنى [[نهر الأردن|لنهر الأردن]]، وتكرر الأمر في 15 فبراير و21 و28 مارس [[1968]].<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.143</ref>
 
=== ضم القدس والعمل لتوسعة الحدود ===
[[ملف:Israel-Western Wall.jpg|يمين|200بك|thumb|[[يهود]] قبالة "[[حائط البراق|حائط المبكى]]" في [[القدس]].]]
بعد أيام قليلة من احتلال إسرائيل [[القدس|للقدس]]، صرح آبا إيبان وزير خارجيتها في 14 يونيو بأنه "لا يمكن لأحد أن يتصور أن توحيد القدس الذي تحقق مؤخرًا يمكن أن يلغى"،<ref>الأسرار
والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.166</ref> وفي [[27 يونيو]] صوّت [[كنيست|الكنيست]] على قانون ضم القدس وتم إقراه بما يشبه الإجماع إذ لم يعارض سوى ثلاث نواب.<ref>الأسرار والخافايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.167</ref> وفي [[4 يوليو]] صوتت [[الجمعية العامة للأمم المتحدة]] على قرار دعا إسرائيل لعدم تغيير وضع القدس بصفتها مدينة خاضعة لحكم دولتين، غير أن القرار لم يلق أن استجابة لدى الحكومة الإسرائيلية، ثم صوتت الجمعية العامة على قرار ثان بخصوص القدس في [[14 يوليو]] طلب من خلاله أن يقدّم الأمين العام تقريرًا عن وضع القدس خلال ثلاثين يومًا لرصد التحركات الإسرائيلية في المدينة، ومما قد ذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي قد دمّر 135 بيتًا عربيًا قرب "[[حائط البراق|حائط المبكى]]" في المدينة القديمة وأن المئات ممن أصبحوا دون مأوى قد تم طردهم من مدينتهم.<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.171</ref>
 
خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نفسه، دعا وزير الدولة للشؤون الخرجية البريطانية جورج بروان إسرائيل لعدم القيام بأي تغيير في وضع المدينة، وقال أن حكومته ستسعى إلى "عزل إسرائيل" داخل الرأي العام الدولي في حال أقدمت على ذلك،<ref name="أول">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.162</ref> عمومًا فإن الصحف البرطيانية تفاعلت مع خطاب بروان بشكل سلبي ومنها صحيفة الأوبزرفر ودايلي ميرور أما ديلي ميل فقد عنونت "إخرس يا بروان".<ref name="أول" /> إلا أن ذلك لم يؤد إلى تراجع الحكومة البريطانية التي انتخت أكثر انفتاحًا على [[الوطن العربي|الدول العربية]] و[[جمال عبد الناصر]] توجت بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع [[القاهرة]] في [[ديسمبر]] 1967 بعد أن كانت مقطوعة منذ [[1956]].<ref name="ثاني">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.163</ref> بعض الصحف البريطانية الأخرى [[ذي تايمز|كالتايمز]] وقفت إلى جانب الحكومة، وكذلك هو الحال في [[فرنسا]] بعدما صرح [[شارل ديغول]] أن لدى إسرائيل رغبة توسعية، وهو ما اعتبرته الحكومة الإسرائيلية [[لاساميةمعاداة السامية|معاداة للسامية]].<ref name="ثاني" />
 
الرئيس الأمريكي [[ليندون جونسون]] قال أنه من الواجب تغيير حدود الهدنة لعام [[1949]]،<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.158</ref> وفي وقت لاحق قامت إسرائيل أيضًا بضم الجولان إلى حدودها، وبنت مستوطنات في [[الضفة الغربية]] ولم تنسحب سوى من سيناء عام [[1985]] ومن [[قطاع غزة]] عام [[2005]]،<ref>[http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=1&ved=0CBkQFjAA&url=http%3A%2F%2Fwww.aljazeera.net%2FNR%2Fexeres%2F9A639F61-14A0-4B3A-A864-0B8401D587D0.htm&rct=j&q=%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8%20%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%20%D9%85%D9%86%20%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9%20%D8%BA%D8%B2%D8%A9&ei=uuaNTorrIsa3hQfg0eHhDw&usg=AFQjCNFVAywkMnK_jvMoO6qZPK7p5dr8UA&cad=rja انسحاب إسرائيل من قطاع غزة]، الجزيرة نت، 6 تشرين الأول 2011.</ref> كما نقل الكنيست عاصمة الدولة من [[تل أبيب]] إلى [[القدس]]، غير أنها ظلت وفق مواثيق الأمم المتحدة مدينة محتلة، كما بقيت [[تل أبيب]] عاصمة إسرائيل، وذلك واضح بعدم نقل الدول لسفارتها إلى القدس.<ref>[http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=6&ved=0CEQQFjAF&url=http%3A%2F%2Fwww.wafainfo.ps%2Fatemplate.aspx%3Fid%3D3570&rct=j&q=%D8%B1%D9%81%D8%B6%20%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%20%D9%84%D9%86%D9%82%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3%20%D9%85%D9%86%20%D8%AA%D9%84%20%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%A8&ei=rueNTp-ePMSx8gO6n8kU&usg=AFQjCNE3EkZ3o3Hi0MlyhJfsuYw67pmYtg&cad=rja المواقف الدولية من القدس]، مركز الدراسات الفلسطيني، 6 تشرين الأول 2011.</ref>
سطر 148:
 
=== في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ===
بنتيجة الحرب، تقدم وزير خارجية [[الاتحاد السوفيتي]] أندريه غروميكو في 12 يونيو بطلب انعقاد دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصف إسرائيل بكونها أشبه "بقرصان" إذ تجاهلت أوامر وقف إطلاق النار الصادرة عن مجلس الأمن في 6 و7 و9 يونيو.<ref name="ثالث">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.152</ref> وقد كان عدد أعضاء [[الأمم المتحدة]] حينها 122 عضوا، وجميعها وافقت على الدعوة لعقد الدورة الاستثنائية ولم يصوّت ضد الطلب سوى [[الولايات المتحدة]] وإسرائيل و[[بوتسوانا|بتسوانا]].
 
انعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 يونيو واستمرت حتى 30 يونيو وتناوب في الكلام 78 دولة، وصنفت كلمة [[الحسين بن طلال|الملك حسين]] على أنها من أقوى الكلمات حينها،<ref name="ثالث" /> غير أن وزير خارجية إسرائيل قال في خطابه:<ref>الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.157</ref>
{{اقتباس خاص|لن تعترف إسرائيل بأي قرار يصدر عن منظمة الأمم المتحدة وتطلب منها فيه، الانسحاب إلى داخل حدودها السابقة، حتى إذا صوتت مع القرار 121 دولة ولم يصوت ضده سوى إسرائيل.}}
ورغم توافق الآراء الدولية عمومًا إلا أنها فشلت في الأمم المتحدة بإصدار قرار يدينها، فخلال التصويت الذي جرى في [[4 يوليو]] كان هناك مشروعي قرارين الأول سمي "مشروع الخمسة عشر"التي قدمته [[حركة عدم الانحياز|دول عدم الانحياز]] بدعم من الدول العربية وينصّ على وجوب انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الحرب، والثاني عرف باسم "مشروع أمريكا اللاتينية" المدعوم من قبل هذه الدول فضلاً عن الولايات المتحدة، والذي كان ينصّ على الانسحاب بشرط قبول العرب الجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل بهدف عقد سلام، وبنتيجة التصويت لم يحصل أي من المشروعين على أغلبية مطلقة ففشلا.<ref name="رابع">الأسرار والخفايا السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.164</ref> وقد عبّر [[ليفي أشكول]] عن استقباله فشل التصويت "برضى متميز".<ref name="رابع" />
 
رغم ذلك، فلم يرفع الأمر في أروقة السياسية الدولية، إذ قدمت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] مشروع قرار إلى مجلس الأمن، أقر في [[22 نوفمبر]] وعرف بأنه "[[قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242|قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242]]" الذي اتخذ بإجماع الدول الخمسة عشر؛ وقد جاء القرار في خمسة مواد نصّت على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة، وإنهاء جميع مظاهر الحرب، وضمان حرية الملاحة البحرية، وإنهاء مشكلة اللاجئين وضمان عدم انتهاك سيادة الدول واستقلالها والعمل على خلق مناطق منزوعة السلاح في [[الشرق الأوسط]].<ref name="مولد تلقائيا2">الخفايا والأسرار السياسية لحرب الأيام الستة، مرجع سابق، ص.175</ref> ولم يتم تطبيق هذا القرار حتى اليوم، في حين تم تعيين غونار جارينغ سفير [[السويد]] السابق في [[موسكو]] موفدًا باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط.<ref name="خامس" />
 
== قضايا خلافية ==
سطر 161:
|الأخير= Quigley
|الأول=John
|العنوانعنوان=The Case for Palestine: An International Law Perspective
|السنةسنة= 2005
|الناشرناشر= Duke University Press
|المكانمكان= London
|الرقم المعياري=0822335395
|الصفحاتصفحات= 163
}}</ref> وفي وقت لاحق تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن موقفها المبدئي وأقرت أنها من بدأت الهجوم، مدعية أنها ضربة وقائية في مواجهة غزو محتمل من قبل الدول العربية.<ref name=Quigley/><ref>{{مرجع ويب|المسارمسار=http://news.bbc.co.uk/panorama/hi/front_page/newsid_7875000/7875655.stm |العنوانعنوان=BBC Panorama |الناشرناشر=BBC News |التاريختاريخ=2009-02-06 |تاريخ الوصول=2012-02-01}}</ref> ومن ناحية أخرى، فإن الدول العربية قالت أن شنّ إسرائيل للحرب هو عملية غير مبررة، سيّما مع وجود تقارير للاستخبارات العسكرية الأمريكية تفيد أنه لا مؤشرات عن وجود استعدادات لدى مصر للقيام بعملية غزو.<ref>{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.sis.gov.eg/En/Story.aspx?sid=1662 |العنوانعنوان=Egypt State Information Service |الناشرناشر=Sis.gov.eg |التاريختاريخ= |تاريخ الوصول=2012-02-01}}</ref><ref>[http://unispal.un.org/unispal.nsf/9a798adbf322aff38525617b006d88d7/cd0beba6a1e28eff0525672800567b2c?OpenDocument UN Security Council meeting 1347] (June 5, 1967)</ref>
 
=== قتل الأسرى المصريين ===
خلال الحرب برزت تقارير من قبل المصريين وبعض المنظمات الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قام بقتل الأسرى المصريين العزل، الأمر الذي نفته الحكومة الإسرائيلية.<ref name="bron">Bron, Gabby [http://www.umassd.edu/specialprograms/mideastaffairs/witness2.htm 'Egyptian POWs Ordered to Dig Graves, Then Shot By Israeli Army'], ''Yedioth Ahronoth'', August 17, 1995.</ref><ref name="zohar">Bar-Zohar, Michael 'The Reactions of Journalists to the Army's Murders of POWs', ''Maariv'', August 17, 1995.</ref><ref name="pows">Prior 1999, pp.&nbsp;209–210; Bar-On, Morris and Golani 2002; Fisher, Ronal 'Mass Murder in the 1956 War', ''Ma'ariv'', August 8, 1995.</ref><ref name="laub">Laub, Karin [httphttps://web.archive.org/web/20031211100314/http://www.mideastfacts.com/pow_ap.html 'Historians: Israeli troops killed many Egyptian POWs'], ''Associated Press'', August 16, 1995. Retrieved from the Wayback Machine. October 14, 2005.</ref><ref name="post">"Israel Reportedly Killed POWs", August 17, 1995</ref><ref>Segev, T., 2007, p.&nbsp;374</ref><ref name="nytimes21sep">{{استشهاد بخبر | المؤلفمؤلف = Ibrahim, Youssef | المسارمسار = http://www.nytimes.com/1995/09/21/world/egypt-says-israelis-killed-pow-s-in-67-war.html | العنوانعنوان = Egypt Says Israelis Killed P.O.W.'s in '67 War | العملعمل = [[نيويورك تايمز]] | التاريختاريخ = September 21, 1995 }}</ref>
 
=== التدخل العسكري الغربي ===
[[ملف:SH-3A Sea King hovers over the damaged USS Liberty (AGTR-5) on 8 June 1967 (USN 1123118).jpg|يسار|250بك|تصغير|المدمرة الإمريكية ''يو.إس.إس ليبرتي'' بعد تعرضها للهجوم يوم 8 يونيو 1967.]]
هناك العديد من الإدعاءات التي قدمت خلال الحرب عن دعم عسكري مباشر لإسرائيل من قبل [[الولايات المتحدة]] و[[المملكة المتحدة]]، بما في ذلك تزويدها بالمعدات والأسحلة على الرغم من الحظر، كما أفادت بعض التقارير بمشاركة القوات الإمريكية في النزاع.<ref>Mansour 1994, p.&nbsp;89</ref><ref>Green 1984</ref><ref name=envoys>Smith, September 15, 1967</ref><ref name="bowen89">Bowen 2003, p.&nbsp;89.</ref><ref name="phythian193">Phythian 2001, pp.&nbsp;193–194.</ref> كثير من الإدعاءات قيل بأنها سوقت في الدول العربية لشرح وتبرير الهزيمة.<ref>Podeh 2004</ref> كما ادعت إسرائيل أن [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفياتي]] دعم العرب، وأن الأسطول السوفيتي في [[البحر الأبيض المتوسط]] قدم العديد من الخدمات وأن دوره كان موازيًا لدور الأسطول الأمريكي.<ref>Hattendorf 2000</ref><ref name="bg1983">{{استشهاد بخبر | المسارمسار = http://pqasb.pqarchiver.com/boston/access/663999751.html?FMT=ABS&date=Sep%2016,%201983 | العنوانعنوان = McNamara: US Near War in '67 | التاريختاريخ = September 16, 1983 | العملعمل = [[بوسطن غلوب]] | الصفحةصفحة = 1 }}</ref>
 
=== حادثة سفينة التجسس يو.إس.إس ليبرتي ===
سطر 182:
== النازحون ==
=== من الدول العربية ===
خلال الحرب، تم تشريد موجة من الفلسطينيين قدرت بنحو 300,000 فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة استقر معظمهم في الأردن.<ref>{{Cite journal | المسارمسار = http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/3629923.stm | العنوانعنوان = Right of return: Palestinian dream | الناشرناشر = BBC | المكانمكان = UK | التاريختاريخ = April 15, 2004 | postscript = <!-- Bot inserted parameter. Either remove it; or change its value to "." for the cite to end in a ".", as necessary. -->{{inconsistent citations}}}}.</ref> حول هذا الموضوع كتب المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس:<ref>Israel's Border Wars, 1949–1956. Oxford: Oxford University Press. ISBN 0-19-829262-7 p>328</ref>
{{اقتباس خاص|في ثلاث قرى جنوب غرب القدس و[[قلقيلية]] دمرت المنازل ليس ضمن معركة ولكن كنوع من العقاب، وبغية إبعاد السكان، خلافًا لسياسة الحكومة. وفي قلقيلية دمر ما يقرب من ثلث المنازل وطرد نحو 12,000 نسمة، مع إقامة عدد من المخيمات في المناطق المحيطة، وقد سمحت الحكومة للذين لم يطردوا، لاحقًا، بإعادة بناء ما تهدم من مساكنهم. فرّ أيضًا ما يقرب من 70,000 مدني ومعظهم من منطقة [[أريحا]] خلال القتال، وعشرات الآلاف خلال الأشهر التالية، بالمحصلة فإن حوالي ربع سكان الضفة الغربيّة أي حوالي 200,000 إلى 250,000 نسمة أجبروا على الذهاب إلى المنفى؛ شقوا طريقهم نحو معابر [[نهر الأردن]] سيرًا على الأقدام نحو الضفة الشرقية. ومن غير الواضح كم تعرضوا للترهيب أو كيف أجبروا على الخروج من قبل القوات الإسرائيلية وكيف غادر كثير منهم طواعية نتيجة الذعر والخوف؛ هناك أدلة أن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي أمر عبر مكبرات الصوت سكان الضفة الغربية ترك منازلهم وعبور الأردن، البعض من الميسورين ممن لديهم أقارب أو أرزاق في الضفة الشرقية غادروا الضفة طوعًا. كما فرّ آلاف العرب من القدس الشرقية باستخدام الحافلات من جسر اللبني على الرغم من عدم وجود دليل على إكراههم على الفرار، غير أن هذه الحافلات التي بدأ بنقل المواطنين من 11 يونيو يوميًا ولمدة شهر تقريبًا، قد نقلت معظم السكان، وعند الجسر كان عليهم التوقيع على وثيقة تنصّ على أنهم غادروا بمحض إرادتهم. هاجر أيضًا نحو 70,000 من غزة نحو مصر وأماكن أخرى في العالم العربي.}}
 
في [[2 يوليو]] أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها سوف تسمح بعودة هؤلاء اللاجئين الذين يرغبون بالعودة لأراضيهم ومنازلهم التي سيطر عليها الجيش في موعد لا يتجاوز [[10 أغسطس]] ثم مدد إلى [[13 سبتمبر]]؛ على أرض الواقع لم يسمح بعودة سوى من 14,000 إلى 120,000 نازح. وبعد ذلك لم تسمح إسرائيل إلا لعدد ضئيل من الحالات الخاصة بالعودة، وربما وصل عددها إلى 3000 في جميع الأحوال. وإلى جانب النزوح من الضفة والقطاع، نزح ما بين 80,000 و110,000 سوري من الجولان، حوالي 20,000 منهم من مدينة القنيطرة؛<ref>{{مرجع ويب |المسارمسار=http://www.britannica.com/EBchecked/topic/487614/al-Qunaytirah|العنوانعنوان=Al-Qunayṭirah|تاريخ الوصول=July 18, 2010 |العملعمل=[[موسوعة بريتانيكا]] Online |السنةسنة=2010}}</ref><ref>Morris (2001) p.&nbsp;327</ref> وفق بحث أدرته صحيفة [[هاآرتس|هآرتس]] اليومية الإسرائيلية، فإن 130,000 سوري قد طردوا من الجولان معظمهم بأوامر الجيش الإسرائيلي.<ref>[http://www.haaretz.com/weekend/magazine/the-disinherited-1.304959 The disinherited"] ''Haaretz'', July 30, 2010</ref>
 
=== هجرة اليهود العرب ===
حتى حرب 1967، كان يوجد في عدد من الدول العربيّة أقليات من [[يهود عرب|اليهود العرب]] غير أنها واجهت الاضطهاد والطرد بعد انتصار إسرائيل، ووفقًا للمؤرخ مايكل أورين، فإن الأحياء اليهودية في مصر واليمن ولبنان وتونس والمغرب تعرضت للهجوم من قبل الغوغاء وأحرقت عدد من [[كنيس|الكنس والمعابد]]، ووقعت في [[طرابلس|طرابلس الغرب]] مذبحة راح ضحيتها 18 يهوديًا وجرح 25 آخرين، كما احتجزت الحكومة الليبية الباقي واعتقلتهم. وفي مصر من أصل 4000 يهودي ألقي القبض على 800 منهم بما في ذلك حاخامات القاهرة والإسكندرية، وحجز على ممتلكاتها من قبل الحكومة، كما وضعت قيادات يهودية في دمشق وبغداد تحت الإقامة الجبرية، وسجن بعض قادتها وفرضت عليه غرامة، ومحصلة العملية طرد نحو 7000 يهودي عربي معظمهم نزح دون ممتلكاته.
 
== انظر أيضًا ==
سطر 195:
* [[هدنة 1949]].
* [[حرب أكتوبر]].
* [[قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242|قرار مجلس الأمن رقم 242]].
* [[القمة العربية 1967 (الخرطوم)|قمة اللاءات الثلاثة]].
* [[مبادرة السلام العربية]].
*[[يوم النكسة]]