المسألة الشرقية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 6:
إنقسم الأوروبين في خصوص هذه المسألة إلى طرفين، طرفٌ يريد من تسريع إنهيار الدولة العثمانية وهو الطرف الروسي وحلفائه، وطرفٌ أخر يتثمل في [[الإمبراطورية النمساوية|النمسا]] و[[الإمبراطورية البريطانية|بريطانيا]] يريد إطالة أمد حياتها تخوفاً من التمدد الروسي الذي قد يحصل في حال إنهار العثمانيون بشكل تام أمام التقدم الروسي العسكري. ظهرت هذه التحالفات جليةً في دعم البريطانيين للعثمانين في [[الحرب المصرية - العثمانية (1839-1841)|حروبهم مع محمد علي]] وفي [[حرب القرم]]. <ref>Aksan, Virginia (2014). Ottoman Wars, 1700–1870: An Empire Besieged. Routledge.</ref>
 
بقي الحال هكذا حتى إستئثار [[جمعية الاتحاد والترقي|جمعية الإتحاد والترقي]] ب[[الانقلاب العسكري العثماني 1913|السلطة عام 1913]] وتحالفهم مع الألمان ومن ثم دخول [[الحرب العالمية الأولى]] ضد الحلفاء الفرنسيين والبريطانيين والروس الذين انضمو لتحالف مع بداية القرن العشرين بسبب ظهور [[القيصرية الألمانية|الإمبراطورية الألمانية]] كخطر مشترك لهم. <ref> Clark 2014, صفحات 121–170.</ref>
إنتهت المسألة الشرقية بشكل نهائي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى حيث خسرت الدولة العثمانية الحرب، وتخلت بموجب [[معاهدة سيفر]] ولاحقاً [[معاهدة لوزان]] عن ممتلكاتها في الشرق الأوسط والبلقان. تم [[مؤتمر سان ريمو|تقاسم]] أراضي الدولة العثمانية بموجب هذه الإتفاقيات بين الحلفاء وبين دول مستقلة ك[[صربيا]] و[[بلغاريا]]. بينما أخذت [[تركيا]] ما بقي من أراضي الإمبراطورية العثمانية في الأناضول والعاصمة إسطنبول و[[البوسفور (مضيق)|المضائق]].
 
سطر 12:
 
بلغت الدولة العثمانية ذروة إتساعها عام 1683، وذلك عندما وصل إمتدادها الجغرافي ليشمل أراضي المشرق العربي كافةً والبلقان وهنغاريا، لكن المد العثماني بإتجاه أوروبا توقف بشكل نهائي بعد هزيمة القوات العثمانية في [[معركة فيينا]] أمام تحالف [[الإمبراطورية الرومانية المقدسة]] و[[الكومنولث البولندي الليتواني|الكومنولث البولندي اليتواني]]، و[[معاهدة كارلوفجة]] التي أنهت الحرب بشكل رسمي عام 1699.
لا تعتبر هذه الهزيمة وهذا التوقف في التمدد بداية للضعف العملي للدولة، حيث أن التراجع الحقيقي لم يبدء إلا بعد [[الحروب الروسية العثمانية|الحروب مع روسيا]] في نهاية القرن الثامن عشر والهزائم التي منيت بها الإمبراطورية العثمانية خلالها.<ref>[https://www.britannica.com/place/Ottoman-Empire/The-decline-of-the-Ottoman-Empire-1566-1807 Ottoman Empire - The decline of the Ottoman Empire, 1566–1807 | Britannica.com<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20190116034152/https://www.britannica.com/place/Ottoman-Empire/The-decline-of-the-Ottoman-Empire-1566-1807 |date=16 يناير 2019}}</ref><ref>الحروب الروسية التركية - موسوعة المورد، منير البعلبكي، 1991 م
</ref>
 
مما ساهم أيضاً في تسارع الضعف في الدولة العثمانية مقارنة بالدولة العظمى الأخرى هو [[عصر النهضة]] الأوروبية وما نتج عنه من تقدمٍ عسكري وإقتصادي وعلمي، بينما بقيت أغلب الولايات العثمانية في حالة من الجمود في كافة هذه المجلات من منتصف القرن الثامن عشر وحتى بداية فترة [[التنظيمات العثمانية|التنظيمات]] في القرن التاسع عشر التي أتت في محاولة لإيقاف تسارع ضعف الدولة.<ref> Anderson, M.S. The Eastern Question, 1774–1923: A Study in International Relations (1966)
</ref>
 
== مراحل المسألة الشرقية ==
=== المرحلة الأولى [[1453]]-[[1535]] ===
قامت هذه المرحلة على تعميق الحقد والكراهية للرأي العام الأوروبي ضد [[الدولة العثمانية]] عبر حملات تحسيسية من طرف الدول والجماعات الدينية و[[كنيسة|الكنيسة]] المسيحية بتبيان الإجرام العثماني في حق أوروبا من خلال احتلال أوروبا ونشر الإسلام في نظر المسيحيين، لكن الممارسة والتطبيق أصعب من الكلام حيث جعلت القوة العثمانية من الرغبة الأوروبية في طردها أمرا مستحيلا وبعيد المدى.
كانت الرغبة الدفينة في منأى عن علم العثمانيين بها ؛ فقد كان الوجه الظاهر هو الترحاب والموافقة على نقيض الوجه الآخر
.
 
=== المرحلة الثانية (التمهيد) [[1535]]-[[1830]] ===
اعتبرت المرحلة تاريخيا تمهيدا للمرحلة الثالثة ألا وهي '''التنفيذ'''، فكانت غنية [[الامتيازاتامتياز (حق)|بالامتيازات]] العثمانية للأوروبيين والبعثات المسيحية التبشيرية والثقافية والتجارية مما وسع مناطق النفوذ الأوروبي في [[الدولة العثمانية]] ؛ كان التناسق والتكامل بين مختلف المجالات جد دقيق ومدروس.
 
لقد بدأت هذه المرحلة عمليا بعد الامتياز الذي حصلت عليه فرنسا من السلطان العثماني [[سليمان القانوني]] في 1535 بإعطائها الحق في حماية [[كاثوليكية|المسيحيين الكاثوليك]] والأماكن المقدسة لهم ككنيستي '''القيامة''' و'''المهد'''. لم تقف كل من [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] و[[روسيا]] ساكنتين بل فعلتا نفس الشيء ،فتطورت الامتيازات الدينية إلى تجارية فاقتصادية استعداد للإجهاز على [[الدولة العثمانية]] في الوقت المناسب وسلب الامتيازات بناء على المواثيق والعقود الموقّعة.
وهذا الجدول يمثل أهم المعاهدات والامتيازات المبرمة<ref>كتاب التاريخ للسنة أولى ثانوي، الجزائر</ref> :
{| class="wikitable" style="font-size: 100%"
سطر 53:
- التنازل عن الموانئ الهامة في شمال البحر الأسود لصالح [[روسيا]].
 
- الاعتراف [[شبه جزيرة القرم|بشبه جزيرة القرم]] والتخلي عن القلاع والتحصينات.
|-
| لندن
| [[1840]] م
| الدولة العثمانية مع [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]،[[النمسا|نمسا]]،[[روسيا]] ومحمد علي
| الاعتراف ل[[محمد علي باشا]] بحكم [[مصر]] ووراثة أسرته والانسحاب من جميع الولايات العثمانية التي احتلها
|-
سطر 63:
| 30 مارس [[1856]]
| الدولة العثمانية مع [[روسيا]] و[[النمسا]]
| - الاعتراف بالمساواة التامة بين الرعايا على اختلاف [[الديندين (توضيح)|الأديان]] و[[مذهب|المذاهب]].
- إعلان حرية الملاحة في نهر [[دانوب|الدانوب]].
 
- تمتع منطقة [[دانوب|الدانوب]] بالاستقلال الذاتي.
|-
| [[معاهدة سان ستيفانو|سان ستيفانو]]
سطر 78:
- الاعتراف باستقلال [[رومانيا]]،[[صربيا]] و[[الجبل الأسود]].
|-
| [[معاهدة برلين (1878)|معاهدة برلين]]
| [[1878]] م
| الدولة العثانية مع [[روسيا]]،[[النمسا]]،[[المملكة المتحدة|بريطانيا]]،[[المجر]]،[[فرنسا]]،[[إيطاليا]] و[[ألمانيا]]
| - منح النمسا إدارة [[البوسنة والهرسك]].
- منح روسيا [[أرداهان]]،[[قارص|كارس]] وباطوم.
 
- حصول بريطانيا على [[قبرص]].
سطر 90:
| اتفاق 1838 م
| [[1838]] م
| الدولة العثمانية و[[المملكة المتحدة|بريطانيا]]
| السماح لبريطانيا بفتح [[قنصلية]] [[فلسطين|بفلسطين]] ورعاية [[يهود|اليهود]] وبناء كنيسة [[بروتستانتية]].
|-
| امتياز صيد المرجان
| [[1650]] م
| الدولة العثمانية و[[فرنسا]]
| امتياز صيد [[مرجان (توضيح)|المرجان]] في الساحل الشرقي لل[[الجزائر|جزائر]] لشركة [[لانش]] الفرنسية.
|-
| امتياز [[قناة السويس]]
سطر 105:
 
=== المرحلة الثالثة (التنفيذ) [[1830]]-[[1870]] ===
مرحلة التصفية والاقتسام في البلقان بالاستقلال أو الحكم الذاتي بضغط سياسي أو تدخل عسكري عند الضرورة ([[حرب الاستقلال اليونانية|كحرب اليونان]] و[[حرب القرم]]) بإجبار الدولة العثمانية على منح الاستقلال للدويلات البلقانية بهدف الانفصال لاحقا حيث طُبِِّقت سياسة '''[[قومية|القومية]]'''، كما احتلال للأراضي العثمانية الممتدة في [[الوطن العربي]] و[[شمال أفريقيا]].
لكن عملية التنفيذ لم تنته بعد في ظل الضعف والتدهور المستمر للدولة العثمانية وتفاقم الهجمات الاستعمارية الأوروبية عليها.