عبد الله بن ياسين: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
صيانة : تنظيف
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 18:
}}
 
'''عبد الله بن ياسين بن مكوك بن سير بن علي الجزولي''' (توفي في [[24 جمادى الأولى]] [[451 هـ]] / [[7 يوليو]] [[1059]]، كريفلة، [[الرماني]]) هو داعية ومجاهد [[مالكية|مالكي]] [[السوس الأقصى|سوسي]]، من زعماء الإصلاح الإسلامي، جدد الإسلام بإفريقيا، ووضع الأسس الأولى ل[[الدولة المرابطية|دولة المرابطين]] في [[المغرب|المغرب الأقصى]].
 
== نشأته ==
سطر 25:
درس عند [[وجاج بن زلو اللمطي]]، وهو فقيه مغربي تتلمذ على يد أبي عمران الفاسي، وكان لوجاج [[المرابطون#الأربطة|رباط]] بناه للعلم والخير، وسماها ''دار المرابطين'' . رحل ابن ياسين بعدها إلى [[الأندلس]]، وهي في عهد [[ملوك الطوائف]]، وأقام بقرطبة سبع سنين، واجتهد في تحصيل العلوم الإسلامية، فأصبح من خيرة طلاب الفقيه وجاج.
 
بعث [[أبو عمران الفاسي|أبي عمران الفاسي]] بشيخ قبيلة جدالة، [[يحيى بن إبراهيم]]، إلى رباط وجاج بعدوة المغرب يطلب منه أن يزوده بفقيه يجدد الإسلام لأهل جدالة وصنهاجة. <ref group="معلومة">قبيلة '''صنهاجة''' قبيلة كبيرة من قبائل البربر بصحراء موريتانيا، وكانت قبيلتي '''جدالة''' و '''لمتونة''' أكبر فرعين في صنهاجة.</ref> ووقع الاختيار على ابن ياسين ليرحل مع يحيي ابن إبراهيم إلي قبيلته في الصحراء ويجدد لهم الدين.
 
=== تجديد الإسلام بإفريقيا ===
سطر 33:
لما رأى عبد الله بن ياسين إعراض الناس أراد الرحيل عنهم إلى بلاد السودان، فلم يتركه [[يحيى بن إبراهيم]] الجدالي، ونصحه بالبقاء، فدخلوا أرضا ومعهما سبعة نفر من جدالة، وجعلوا منها رابطة <ref group="معلومة">الرباط يجمع على ربط وأربطة، أخذه المسلمون من قول الله تعالى:{يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}. و'''الربط''' هي أبنية كانت تملأ بالرجال والمعدات والخيول لملاقاة العدو الذي يحاول أن يغير على ثغور البلاد.
 
ومعنى '''المرابطين''': الأتقياء، المجاهدون في سبيل الله، وهذا اللفظ مأخوذ من الرباط وهو حراسة الحدود حيث يذهب المخلصون للدين لصد الأعداء.</ref> . اختلف المؤرخون في تحديد مكان هذا الرباط، والغالب أنه كان على مصب [[نهر السنغال|نهر السينغال]] حيث توجد بعرضه جزر صغرى أقاموا رابطهم بإحداها. انتشر خبرها بين الناس فكثر الوارد عليهم، حتى اجتمع له من تلاميذه نحو ألف رجل من صنهاجة، فسماهم المرابطين، للزومهم رابطتهم. وظل على ذلك حتى صارت دعوته من الدعوة الفردية القليلة الأنصار إلى جماعة كبيرة بلغ تعدادها في بادئ الأمر ألف رجل فبدأ عبد الله بن ياسين بتوجيه هؤلاء الرجال بالتوجه إلى قبائلهم ودعوتهم للإسلام، ومن هنا بدأت دعوته في الانتشار.<ref>[http://islamstory.com/ar/المجاهد_عبد_الله_بن_ياسين عبد الله بن ياسين ] قصة الإسلام، تاريخ الولوج 29 نوفمبر 2012 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161102201038/http://islamstory.com:80/ar/المجاهد_عبد_الله_بن_ياسين |date=2 نوفمبر 2016}}</ref>
 
=== تسليح الدعوة ===
سطر 42:
== زحف الداعية على المغرب ==
=== دخوله سجلماسة ===
بسبب قوة [[مملكةإمبراطورية غانا|مملكة غانة]] في بداية القرن الخامس الهجري، لم يستطع الصنهاجيون مواجهتها. مما جعل المرابطين يتراجعون إلى الشمال واستغلوا اضطراب الأحوال السياسية ودخلوا إلى [[سجلماسة]]، باعتبارها قاعدة أساسية في المسلك التجاري الذي يربطها بأودغشت في الجنوب.
 
وكان قد سبق أن كتب إلى ابن ياسين فقهاء من سجلماسة، يرغبونه في الوصول إليهم لمساعدتهم على ''القضاء على [[بدعة|البدع]] وإقامة العدل وإظهار السنة'' وتخليصهم من زناتة [[المغراويون|المغراويين]]، وزعيمهم [[مسعود بن وانودين]].
 
فزحف جيش المرابطين ونزلوا ب[[وادي درعة]]، وكانت أخبارهم قد وصلت إلى مسعود، فأعد جيشا قوامه أكثر من عشرة آلاف للقاء المرابطين، لكن لم يصمدوا وقتل أميرهم مسعود، وعاد من تبقى منهم إلى سجلماسة ليحصنوا أنفسهم بالمدينة، لكن المرابطين لم يتركوهم بل انقضوا عليهم بالسيوف حتى هزموهم. وترك عبد الله حامية في سجلماسة واتجه إلى الصحراء للقضاء على ثورة الزنوج. واستغل المغراويون الفرصة وانقضوا على حامية سجلماسة وقتلوها عن آخرها، الأمر الذي أغضب عبد الله ورجع وقضى عليها جميعا، وثبَت أقدام جيشه.
سطر 50:
أمر عبد الله بإزالة ما يخالف الشريعة، والضرائب الجائرة، وحرق الديار التي تبيع الخمور وأمر بتوزيع الأخماس على المرابطين وفقهاء البلاد وتطبيق أحكام الدين، واختار عاملا من قبيلة لمتونة لحكم سجلماسة. وفي سنة [[484 هـ]] أخذ عبد الله يستعد لغزو بلاد السوس، فغزى بلاد جزولة وماسة وضمها للمرابطين، ثم قصد عاصمة السوس مدينة [[تارودانت]] التي كانت بها طائفة من الشيعة يقال لها البجلية نسبة إلى مؤسسها عبد اللّه البجلي، الذين قدموا إلى سوس زمن حكم الفاطميين بالمغرب.
=== أغمات ===
اتجه إلى [[أغمات]] وتتبع من تبقى من فلول البرغواطيين، لكن حاصره البرغواطيون بالمدينة، إلا أنه استطاع أن يخرج من هذا الحصار واتجه صوب [[جهة تادلة أزيلال|تادلا]]. وتابع المرابطون الزحف حتى تمكنوا من القضاء على الإمارات الزناتية في إقليم الجنوب في أوائل سنة [[450 هـ]] واتخذوا من مدينة أغمات معسكرا لجيوشهم. وسيطروا على فازار، ولوانه، ومكناسة. فقررت قبائل المصامدة الانضمام إلى المرابطين وأعلنوا الاتحاد معهم، فقوى ذلك شوكة المرابطين، وبذلك استطاع عبد الله الاستيلاء على إقليم [[السوس الأقصى|سوس الأقصى]] [[شفشاوة|وشفشاوة]] حتى وادي تانسيفت، وبسطوا الدعوة في أقاليم [[مراكش]].<ref>[http://www.majlissala.ma/news/article.php?id=10&idmenu=3 شخصية عبد الله بن ياسين الحركية والجهادية -الحلقة 3 ] المجلس العلمي المحلي لعمالة سلا</ref>
=== محاربة برغواطة ===
بعد العمل الفكري والسياسي والاستراتيجي الذي قام به عبد الله بن ياسين لإعادة ربط الصلة بين شمال المغرب الأقصى والعمق الصحراوي، ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، تفرغ لشن حملات شرسة بين تادلة [[تامسنا|وتامسنا]]؛ لمحاربة [[برغواطةبورغواطة|التجمع القبلي للبرغواطيين]] الذين كانوا يشكلون لدعوته خصوما سياسيين أشداء إيديولوجيا، واقتصاديا. وكان يشاع أنهم يبيحون التزوج بأكثر من أربع نسوة، ويتعاملون بالسحر، ويحرمون أكل رأس البهائم، وأكل الدجاج. وكان مجالهم الحيوي يمتد من مصب [[أبيأبو رقراق|نهر أبي رقراق]] شمالا إلى مصب [[أم الربيع|نهر أم الربيع]] جنوبا، وكانت لهم قاعدة بشالة، وامتدت في منطقة تادلة ومنطقة دكالة.<ref>[http://www.maghress.com/almithaq/2927 عبد الله بن ياسين جمال بامي، نشر في ميثاق الرابطة يوم 26 - 02 - 2010] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180523100209/https://www.maghress.com/almithaq/2927 |date=23 مايو 2018}}</ref>
 
وكان هذا الصراع مصيريا لعبد الله بن ياسين، حيث لقى مصرعه فيه سنة [[451 هـ]] ودفن ب[[كريفلة]]، بين الرباط والرماني، ولا زال إلى اليوم يعرف مزاره باسم سيدي عبد الله "مول الغارة" تخليدا لرسالته.