الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام (3.5) إزالة تصنيف:المسيحية في مصر لوجود (تصنيف:كنيسة قبطية أرثوذكسية))
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 17:
'''الامتداد الحديث''':{{سوريا}}، {{الأردن}}، {{الإمارات العربية المتحدة}}، {{قطر}}، {{الولايات المتحدة}}، {{فرنسا}}، {{بريطانيا}}، {{كندا}}، {{أستراليا}}، {{بوليفيا}}، {{البرازيل}}، {{السويد}}، ومناطق أخرى من العالم.{{للهامش|2}}
| تعداد =''' في [[مصر]]''':<br/>
5,000,000 - 13,000,000 نسمة.<ref>في الواقع فإنه من الصعب تحديد عدد الأقباط في مصر، بسبب غياب التعددات الرسمية التي أخذت بعين الاعتبار البعد الطائفي من عام [[1986]] خلال عهد الرئيس [[حسني مبارك]] وحكومة [[عاطف صدقي]]، حينها قدّر عدد الأقباط بحوالي 6% داخل مصر أي حوالي 3 من أصل 60 مليون. ولم تشمل المغتربين، لذلك فإن الإحصاءات التقديرية اليوم تنظر لعدد الأقباط بالنسبة نفسها [https://www.alghoraba.com/shbab/30_Aladed_alhaqiqi_llaqbat.htm العدد الحقيقي لاقباط مصر]، موقع الغربة. بحسب إحصاء غير رسمي قامت به الكنيسة القبطية قدر عدد الأقباط داخل مصر بحوالي 18 مليونًا [https://www.youm7.com/News.asp?NewsID=259392 كاهن رعية مار جرجس: عدد الأقباط 18 مليونًا]، اليوم السابع. على أن النسبة تشمل جميع المسيحيين بما فيهم الكاثوليك والبروتستانت وكعدد تقديري 16 مليون، أي حوالي20% من مجموع الشعب المصري. أخيرًا فإن موقع الأقباط الأحرار يقول [https://www.freecopts.net/forum/showthread.php?t=1449 ثلاث روايات عن أعداد الأقباط في مصر]: أن كلا الإحصائين يفتقران للدقة، وينقل عن عدد من الكهنة القول بأن عدد الأقباط حوالي 10 ملايين. يذكر أيضًا أن الأقباط يتهمون الحكومة المصرية بتزوير العدد الحقيقي، [https://www.coptichistory.org/new_page_251.htm الدولة تزور عدد الأقباط في مصر]، التاريخ القبطي. وتذكر نقلاً عن صحيفة "الأقباط المتحدون" بقلم ممدوح حليم نقلاً عن [[محمد حسنين هيكل]] أن عدد الأقباط في مصر هو بين 12 إلى 15% من مجموع المصريين أي بين 10 إلى 13 مليون. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20120118212439/http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=259392 |date=18 يناير 2012}}</ref><br/>
'''خارج [[مصر]]''':<br/>
4,000,000 نسمة.
سطر 41:
 
== أصل التسمية ==
كلمة [[أقباط|قبطي]] تأتي جذورها الأولى من كلمة "حاكبتاح" [[هيروغليفية مصرية|الهيروغليفية]] والتي هي بحسب بعض الآراء تشير إلى مدينة [[منف|ممفيس]] أو إله مدينة منف، كون الإله بتاح هو إلهها، ولما كانت المدينة يطلق عليها اسم إلهها في بعض الأحيان، فقد اطلق على هذه المدينة اسم الإله خاصتها " الإله بتاح ".<ref>[https://st-takla.org/Coptic-church-1_.html الكنيسة المسيحية القبطية الأرثوذكسية والتاريخ القبطي في مصر]، الأنبا تكلا، 15 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180630014418/https://st-takla.org/Coptic-church-1_.html |date=30 يونيو 2018}}</ref> ولما كانت المدينة إحدى عواصم [[مصر]] القديمة فقد ساد اسمها في المنطقة المحيطة واستبدلت بعض أحرفه على مر العصور، فأصبح "هكاتباه" وخلال [[يونانيون|العصر الإغريقي]] حوّر الإغريق المصلطح بما يلائم ملافظ الحروف في [[لغة يونانية|اللغة اليونانية]] ومنها استبدال الهاء بالألف، وإضافة الواو والسين، وهما لازمتان لجميع أسماء العلم في [[لغة يونانية|اليونانية]] وكنتيجة للتحوير أصبح المصطلح "إيجيبتوس ([[لغة يونانية|باليونانية]]: Αιγύπτιος)". وساد هذا المصطلح لفترة طويلة، لوصف [[مصر]] وسكانها.<ref name="مصطلح">[https://majles.alukah.net/showthread.php?t=1285 أصل كلمة قبط]، المجلس العلمي، 15 أيار 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20081025201752/http://majles.alukah.net:80/showthread.php?t=1285 |date=25 أكتوبر 2008}}</ref> هناك نظرية ثانية، تقول أن عاصمة [[صعيد مصر|مصر العليا]] في السابق كانت تدعى جيبتو ومنها اشتقت التسمية، وفي جميع الأحوال فإن الموئل واحد، بكون المصطلح ذو جذر [[لغة يونانية|يوناني]] واستخدم لوصف سكان مصر.
 
بعد أن نقلت اللغة الديموطيقية إلى [[ألفبائية يونانية|الأبجدية اليونانية]]، تكونت بذلك أولى أساسات [[لغة قبطية|اللغة القبطية]] وأصبحت التسمية اليونانية هي الشائعة لوصف [[مصر]] ومنها انتقلت إلى مختلف اللغات الحديثة [[لغة إنجليزية|كالإنجليزية]]؛ أما داخل البلاد فقد تحوّلت في أعقاب [[الفتح الإسلامي لمصر]] إلى لقب مخصوص بالكنيسة المصرية، ويشيع استخدامه لوصف المسيحيين فقط.<ref name="مصطلح"/> أما كلمة [[أرثوذكسية (توضيح)|أرثوذكسية]] فهي قادمة من [[لغة يونانية|اليونانية]] ([[لغة يونانية|باليونانية]]: Ορθοδοξία) بمعنى الإيمان المستقيم أو الإيمان القويم، وقد شاع استخدام هذا المصطلح لدى شتّى الطوائف المسيحية منذ القرون الأولى، وبات رسميًا في أعقاب [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] وغايته الأساس التفريق بين [[هرطقة|الهراطقة]] الذين ضلّوا حسب رأي الكنيسة عن الإيمان القويم وبين الطوائف المسيحية التي لا تزال متمسكة به.<ref>[https://www.peregabriel.com/aveomaria/article.php?id=1994 الفرق بين الأرثوذكسية والهرطقة]، موقع الأب جبرائيل، 18 أيار 2011. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> بناءً على ما سبق، يمكن ترجمة مصطلح "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية" ترجمة حرفية إلى [[اللغة العربية|العربية]] بحيث تصبح: "الكنيسة المصرية ذات الإيمان القويم".
سطر 48:
=== تأسيس كنيسة الإسكندرية ونشأتها (55 أو 61 - 106) ===
[[ملف:StMarkcoptic.jpg|يمين|250بك|تصغير|أيقونة قبطية تظهر [[نادي ليلي|القديس مرقس]]، البابا الأول [[الإسكندرية|للإسكندرية]] ومؤسس الكنيسة القبطية.]]
بحسب التقاليد الكنسية المتوارثة فإن [[نادي ليلي|القديس مرقس]] هو مؤسس الكنيسة القبطية ولذلك تسمى "الكنيسة المرقسية". القديس مرقس هو أحد [[الرسل السبعون|الرسل السبعين]] الذين اختارهم [[يسوع]] وأطلقهم لنقل البشارة. وقد ورد ذكره في [[سفر أعمال الرسل]] كأحد مرافقي [[بولس الطرسوسي|القديس بولس]] في {{المقصود|أنطاكية|أنطاكية}} و[[قبرص]]، وأحد أتباع [[بطرس|القديس بطرس]] وتلامذته، ومن ثم هو أيضًا كاتب [[إنجيل مرقس|الإنجيل الثاني]] في [[العهد الجديد]] والمنسوب لشخصه عن ذكريات نقلها إليه [[بطرس]]. أصل القديس مرقس غير معروف، وإن كانت بعض التقاليد وبعض كتابات [[آباء الكنيسة]] تعيده إلى مدينة [[برقة]] في [[ليبيا]].<ref>[http://vb.orthodoxonline.org/threads/1129-قصة-حياة-القديس-مارمرقس#axzz1aTs21Fa1 قصة حياة مار مرقس]، الشبكة العربية الأرثوذكسية، 15 أيار 2011. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> وصل القديس مرقس إلى [[الإسكندرية]] حسب ما يتفق عليه المؤرخون الأقباط حوالي عام [[61]] ويرجع البعض الآخر ذلك لعام [[55]]،<ref>[https://copticlibrary.t35.com/history/irisvolume1/20.htm قصة الكنيسة - إيريس حبيب المصري، ص.21]، المكتبة القبطية، 15 أيار 2011.</ref> قادمًا من [[ليبيا]] حيث بشّر هناك أولاً بعد أن عاد من [[روما]] على ما يذكر ساويرس بن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة".<ref name="مرقس">[https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_01-Historical-Notes-on-the-Mother-Church/Christian-Church-History__043-Patriarch-1-Saint-Marc.html القديس مرقس، الرسول الشهيد، والبطريرك الأول]، أنبا تكلا، 14 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170912121722/http://st-takla.org:80/Coptic-History/CopticHistory_01-Historical-Notes-on-the-Mother-Church/Christian-Church-History__043-Patriarch-1-Saint-Marc.html |date=12 سبتمبر 2017}}</ref> وفيها كانت أولى أعماله اجتراح أعجوبة شفاء [[إنيانوس (بابا الإسكندرية)|إنيانوس]] الذي كان يعمل إسكافيًا، ومن ثم اعتنق إنيانوس [[مسيحية|المسيحية]] وغدا [[أسقف|أسقفًا]] ومن ثم [[قائمة بطاركة الإسكندرية|البابا الثاني في الإسكندرية]]. وفق معتقدات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فإن عجائب القديس مرقس قد تعددت، ما ساهم في انتشار [[مسيحية|المسيحية]] في المدينة، ومن ثم حوّل إحدى المنازل لأول كنيسة فيها، عرفت فيما بعد باسم بوكاليّا، على ما ذكر المؤرخ [[يوسابيوس القيصري|يوسابيوس]].<ref name="مرقس"/> وأقام أيضًا مدرسة لاهوتية صغيرة كان [[يسطس (بابا الإسكندرية)|القديس يسطس]] أول مدرسيها، وهو غدا يسطس فيما بعد بابا للإسكندرية، وينسب للقديس مرقس في الإسكندرية أيضًا القدّاس المعروف باسم "القدّاس الكيرلسي" الذي لا يزال معمولاً به إلى اليوم.
[[ملف:Cima da conegliano, guarigione di anania.jpg|يسار|200بك|تصغير|اهتداء [[إنيانوس (بابا الإسكندرية)|القديس إنيانوس]]، البابا الثاني على يد [[نادي ليلي|القديس مرقس]]. بريشة كونجيليانو، [[1490]].]]
تنقل التقاليد الكنسيّة، أن القديس مرقس غادر [[الإسكندرية]] في رحلة تبشيرية إلى [[ليبيا]] و[[روما]] من جديد، ومن ثم عاد إليها وقد نما وتكاثر عدد المسيحيين فيها، ما أثار احتكاكات مع الوثنيين وأتباع الأديان الأخرى؛ تزامن ذلك مع حقبة من [[اضطهاد المسيحيين]] على يد [[الإمبراطورية الرومانية]] بدأت في [[روما]] نفسها على يد [[نيرون]]، وقد استمرّ الاضطهاد مستمرًا في مختلف أصقاع الإمبراطورية ردحًا طويلاً، كان أحد ضحاياه عام [[68]] القديس مرقس نفسه. طريقة موت القديس مرقس، حسب التقاليد القديمة للكنيسة القبطية والكنائس المصريّة بشكل عام، هي السحل. وقد تلاه في رئاسة أساقفة الكنيسة الإسكندرانية [[إنيانوس (بابا الإسكندرية)|إنيانوس]]، ويقول المؤرخ الروماني يوسابيوس القيصري، أنه في السنة الثامنة في حكم [[نيرون]] أصبح إينانوس بطريركًا على [[الإسكندرية]]. أبرز أحداث حبريته، ثورة اليهود عام [[70]] ضد الحكم الروماني والتي أفضت إلى تدمير [[القدس]] وهجرة الكثير من اليهود القاطنين بها نحو [[الإسكندرية]] أكبر المراكز الاقتصادية في حوض [[البحر الأبيض المتوسط]]، فنقلوا معهم قلاقل وعدم استقرار سياسي واقتصادي؛ ولا يمكن القول أن فترة حبريته كانت خالية من الاضطهاد للمسيحيين، لكن وكما حصل في مواقع أخرى من العالم الروماني كان عدد المسيحيين آخذ بالتنامي، حتى رسم البابا إينانوس أساقفة وشمامسة جدد بنتيجة تزايد عدد المسيحيين.<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_374.htm البابا إينانوس - ثاني الباباوات]، تاريخ الأقباط، 14 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170723004610/http://www.coptichistory.org:80/new_page_374.htm |date=23 يوليو 2017}}</ref> وإثر وفاته عام [[83]] أصبح [[ميليوس (بابا الإسكندرية)|ميليوس]] ثالث البطاركة في [[الإسكندرية]]، وقد وصف ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة" ميليوس بكونه: «''ذا عفاف وقد ثبت الشعب على معرفة المسيح، وكثر الشعب الأرثوذكسي [[مصر|بمصر]] والخمس مدن وأفريقية في حبريته التي امتدت اثني عشر عامًا على الكرسي.''»<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_1824.htm البابا ميليوس]، تاريخ الأقباط، 15 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160309192121/http://www.coptichistory.org/new_page_1824.htm |date=09 مارس 2016}}</ref> فيمكن استنادًا إلى وصف ابن المقفّع السابق، القول بنمو المطرد للمسيحيين في [[الإسكندرية]] وضواحيها أواخر [[القرن 1|القرن الأول]]، والذي تصاحب دومًا مع اضطهاد روماني، فإثر وفاة هذا البابا عام [[93]] لم ينتخب خلفه حتى عام [[95]] بسبب الاضطهادات وملاحقة المسيحيين، الأمر الذي استتبع في عهد رابع البطاركة [[كردونوس (بابا الإسكندرية)|كردونوس]] والمعروف باسم اضطهاد [[تراجان]] والذي بدأ عام [[98]] وكان من نتائجه قتل البطريرك نفسه عام [[106]].<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_1825.htm البابا كردنوس]، تاريخ الأقباط 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160304190253/http://www.coptichistory.org/new_page_1825.htm |date=04 مارس 2016}}</ref> وعلى الرغم من ذلك فقد توافق الأساقفة على بطريرك جديد، ما يدلّ، أنه وعلى الرغم من الاضطهاد الذي لحق بالمسيحيين بعض نصف قرن تقريبًا على تواجدهم في [[الإسكندرية]]، إلا أن أساس كنيستهم كان من القوّة بحيث لم ينقرض أو يباد باختلاف أنواع الاضطهاد، بما فيه قتل البابا نفسه.
=== شباب الكنيسة وصعودها (106 - 313) ===
[[ملف:ClemensVonAlexandrien.jpg|يمين|200بك|تصغير|أيقونة تظهر [[إكليمندس الإسكندري|القديس إكليمندس الإسكندري]] أحد أعلام [[مدرسة الإسكندرية المسيحية|المدرسة اللاهوتية في الإسكندرية]].]]
 
يقدم [[ويل ديورانت]] بعض المميزات الاجتماعية للجماعات المسيحية في القرون الأولى، بما فيها جماعة [[مصر]]. فقد كانت الجماعات المسيحية الأولى مؤلفة بشكل رئيسي من البسطاء وطبقات الشعب الوسطى والفقيرة دون أن تضم علية القوم ومثقفيهم، رغم وجود المنتقلين إلى [[مسيحية|المسيحية]] باكرًا من مثل هذه الطبقات غير أنهم ظلوا أقلية.<ref>[https://www.civilizationstory.com/civilization/page.php?pageNumber=3976 قصة الحضارة]، ويل ديورانت، ص.3976 {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20121124154712/http://www.civilizationstory.com/civilization/page.php?pageNumber=3976 |date=24 نوفمبر 2012}}</ref> تساعد الجماعة العائلات الأكثر فقرًا فيها وتمدّ بالوقت نفسه [[تبشير بالإنجيل|حركات التبشير]] بالأموال؛ وقد تركزت بالمدن الكبرى أكثر من انتشارها في الأرياف ما أدى إلى محافظة هؤلاء على أديانهم القديمة مع تمدد المسيحية في المدن، حتى باتت لفظة قروي في [[بلاد الشام]] ومناطق مختلفة من [[الإمبراطورية الرومانية]] توافق كلمة وثني.<ref>[https://www.civilizationstory.com/civilization/page.php?pageNumber=3977 قصة الحضارة]، ويل ديورانت، ص.3977 {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20121124154716/http://www.civilizationstory.com/civilization/page.php?pageNumber=3977 |date=24 نوفمبر 2012}}</ref> ومقابل عدم الاستقرار في الزيجات ضمن المجتمع ككل، كان التزام الزوج والزوجة في [[مسيحية|المسيحية]] دورًا هامًا في تقوية أركان الجماعة المسيحية، وتأمين حياة كريمة لها وللأطفال، الذين تزايد عددهم بطول مدة الزواج. سوى ذلك، فإن الآرامل والعازبات من النساء كان يستفاد من خدماتهنّ بالأعمال اليدوية البسيطة وفي خدمة الكنائس والعناية بالمرضى ورعاية العجزة وإدارة الصدقة للمسيحيين وغيرهم، ما ساهم بانتشار المسيحية، وتأسيس غير مباشر [[رهبانية|للرهبنة]]، ووصف المؤرخ الروماني الوثني لوقيان الجماعة المسيحية، بأنها تقتسم جميع ممتلكاتها المادية مع بعضها البعض، كائنين بذلك على صورة [[العهد الجديد]].<ref>[https://www.civilizationstory.com/civilization/page.php?pageNumber=3978 قصة الحضارة]، ويل ديورانت، ص.3978 {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20121124154721/http://www.civilizationstory.com/civilization/page.php?pageNumber=3978 |date=24 نوفمبر 2012}}</ref> فكانت الأخلاق المسيحية عاملاً من عوامل انتشار الديانة، وازدجارًا لقيم المجتمع الإغريقي، ووضعًا لقانون يهذب حياة الإنسان، خصوصًا بعد فشل [[رواقية|الفلسفة الرواقية]] في الأخلاق.<ref>[https://www.civilizationstory.com/civilization/page.php?pageNumber=3979#bm قصة الحضارة]، ويل ديورانت، ص.3979. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20121124154707/http://www.civilizationstory.com/civilization/page.php?pageNumber=3979 |date=24 نوفمبر 2012}}</ref>
 
أما على صعيد الكنيسة، فقد كان [[القرن 2|القرن الثاني]] بدوره حافلاً: انتخب [[إبريموس (بابا الإسكندرية)|إبريموس]] عام [[106]] وأصبح [[مدرسة الإسكندرية المسيحية|لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية]] شأنًا هامًا في أيامه وتكاثر عدد الكنائس في [[مصر]] وخارجها، غير أن الإمبراطور [[هادريان]] أمر باضطهاد المسيحيين ونفيهم خارج المدن، ومن ثم أمر بهدم الكنائس.<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_401.htm البابا بريموس]، تاريخ الأقباط، 16 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170723004650/http://www.coptichistory.org:80/new_page_401.htm |date=23 يوليو 2017}}</ref> وبعد وفاته عام [[118]] اختير [[يسطس (بابا الإسكندرية)|يسطس]] بطريركًا والمعلومات حول بطريركيته قليلة للغاية رغم ذكره في كتابات المؤرخين الأقدمين [[يوسابيوس النيقوميدي|كيوسابيوس النيقموميدي]] وذكره كذلك في كتابات المؤرخين الأقباط خلال مرحلة [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]] وما بعدها؛ ولم يستراح المسيحيون في أيامه من الاضطهاد وكذلك في أيام خلفه [[أومانيوس (بابا الإسكندرية)|أومانيوس]] عام [[129]] وحتى [[141]]، وقد كان هذا البابا رئيسًا للمدرسة اللاهوتية في الإسكندرية، إذ اشتدّ اضطهاد [[هادريان]] خلال حبريته، وقتل خلاله مئات الأقباط ومن بينهم القديسة صوفيا، التي نقل جثمانها لاحقًا إلى [[القسطنطينية]] وشيدت [[آيا صوفيا]] خلال أيام [[قسطنطين العظيم|قسطنطين الأول]] فوق ضريحها.<ref>[https://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=391 أوميانوس]، قاموس آباء الكنيسة وقديسيها، 16 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160312083927/http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=391 |date=12 مارس 2016}}</ref>
[[ملف:St. Anthony's Monastery 2006.jpg|يسار|300بك|تصغير|[[دير الأنبا أنطونيوس]] في [[الصحراء العربية|صحراء العرب]]، والمسمى على اسم [[أنطونيوس|القديس أنطونيوس الكبير]] أب الرهبان.]]
هدأت الاضهادات في عهد خليفته [[مارقيان|مرقيانوس]] وكذلك في عهد كالاديانوس،<ref>[https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1457.html كلاديانوس البطريرك السابع - من سلسلة القديسين الأقباط]، الأنبا تكلا، 16 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170701052620/http://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1457.html |date=01 يوليو 2017}}</ref><ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_1674.htm البابا كلاديانوس]، تاريخ الأقباط، 16 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20120325044359/http://www.coptichistory.org/new_page_1674.htm |date=25 مارس 2012}}</ref> ويعود السبب في ذلك إلى اعتلاء عرش الإمبراطورية [[ماركوس أوريليوس]] وقد كان يميل إلى التسامح يحلم بإقامة الجمهورية الفاضلة التي تحدث عنها [[أفلاطون]] وقد أشرك [[فلسفة|الفلاسفة]] والحكماء في حكمه.<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_24.htm المائة سنة الثانية]، تاريخ الأقباط، 16 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170723002216/http://www.coptichistory.org:80/new_page_24.htm |date=23 يوليو 2017}}</ref> ومنذ منتصف [[القرن 2|القرن الثاني]] قدّمت الكنيسة القبطية عددًا وافرًا من [[آباء الكنيسة]] ومعلميها الأوائل الذين لا تزال مؤلفاتهم يدرسها [[إلهيات|طلاب اللاهوت]] حول العالم يدرسونها حتى اليوم: منهم [[أوريجانوس]] الذي ألف أكثر من ستة آلاف كتاب حول تفسير [[الكتاب المقدس]]،<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_591.htm أوريجانوس]، تاريخ الأقباط، 17 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170723003341/http://www.coptichistory.org:80/new_page_591.htm |date=23 يوليو 2017}}</ref> و[[إكليمندس الإسكندري|القديس إكليمندس الإسكندري]] الذي زاوج خلال دراسته في [[مدرسة الإسكندرية المسيحية|المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية]] بين الفلسفة اليونانية واللاهوت المسيحي، ما ساهم في نقل مبادئ الدين إلى لغة مثقفي ذلك العصر من ناحية، وانفتاح المسيحية على العلوم من الناحية الثانية،<ref>[https://www.christusrex.org/www1/ofm/1god/padri/clementealessandrino.htm إكلمندوس الإسكندري]، الموسوعة العربية المسيحية، 17 أيار 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160309221821/http://www.christusrex.org/www1/ofm/1god/padri/clementealessandrino.htm |date=9 مارس 2016}}</ref> ويضاف إليهم أثينا غوراس والقديس بنتينوس.<ref>[https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_01-Historical-Notes-on-the-Mother-Church/Christian-Church-History__050-3olama2-Madraset-Al-Iskandaria.html علماء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وفلاسفتها الأفذاذ]، الأنبا تكلا، 17 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180315200342/https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_01-Historical-Notes-on-the-Mother-Church/Christian-Church-History__050-3olama2-Madraset-Al-Iskandaria.html |date=15 مارس 2018}}</ref> يذكر أن بعضًا من أهم [[آباء الكنيسة]] اللاحقين في [[مسيحية غربية|الغرب المسيحي]] [[أوغسطينوس|كالقديس أوغسطين]] و[[جيروم|القديس جيروم]] قد تأثروا بكتابات آباء المدرسة اللاهوتية في الإسكندرية وكتاباتهم، أما على صعيد الإنجازات الأخرى خلال [[القرن 2|القرن الثاني]] تسجل أول ترجمة [[الكتاب المقدس|للكتاب المقدس]] إلى [[لغة قبطية|اللغة القبطية]] بعد أن كان منحصرًا [[لغة يونانية|باليونانية]] التي يجيدها متعلمو الشعب فحسب،<ref>[https://st-takla.org/Coptic-church-1_.html الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر]، الأنبا تكلا، 17 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180630014418/https://st-takla.org/Coptic-church-1_.html |date=30 يونيو 2018}}</ref> وقد وضع في عهد البطريرك [[ديمتريوس الأول (بابا الإسكندرية)|ديمتريوس]] ([[191]] - [[232]]) أول تقويم معتمد لحساب مواقيت الأعياد والأزمنة الطقسية، وسيقوم [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] في وقت لاحق بتثبيت هذا التقويم للكنيسة بأسرها خصوصًا فيما يتعلق بحساب موعد {{المقصود|عيد الفصح|عيد الفصح}}، وجاء في قرار [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] أن يقوم بطريرك الإسكندرية، لتقدّم المدينة في علوم الفلك والحساب، بتحديد موعد العيد وإخطار سائر البطاركة بالموعد، ليصار إلى الاحتفال به. توفي ديمتريوس بعد بطريركية طويلة عام [[232]]، ولم يحدث في حبريته ولا في حبرية سلفه يوليانوس ([[178]] - [[188]]) أي اضطهاد عنيف ضد المسيحيين، غير أن التضييقات لم تتوقف، فحظر على الأساقفة خلال عهده مغادرة الإسكندرية. غير أنّ البابا كان يغادرها سرًا، لتعيين [[قس|القسس]] الجدد في القرى والمدن الأخرى. ويقول المؤرخ تراتليان، أن ربع سكان [[الشرق الأوسط|الشرق]] بختام [[القرن 2|القرن الثاني]] كانوا من المسيحيين.<ref>[https://www.civilizationstory.com/civilization/page.php?pageNumber=3988#bm قصة الحضارة]، ويل ديورانت، ص.3988. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20121124154725/http://www.civilizationstory.com/civilization/page.php?pageNumber=3988 |date=24 نوفمبر 2012}}</ref>
[[ملف:StAnthony.jpg|يمين|200بك|تصغير|[[أيقونة]] من [[فن قبطي|الفن القبطي]] تظهر [[أنطونيوس الكبير|القديس أنطونيوس الكبير]] أبي الرهبان.]]
ولعلّ من أبرز مساهمات الكنيسة المصرية خلال [[القرن 2|القرن الثاني]] مقارعة [[غنوصية|الحركة الغنوصية]] وهي جماعة دينية توأمت بين [[مسيحية|المسيحية]] والمعتقدات التي كانت سائدة سابقًا، كان رهبانها يغرقون في التأمل والفلسفة للوصول إلى المعرفة التامّة، والتي بمقدور كل إنسان الوصول إليها وبالتالي الوصول إلى [[الله]] فهي شبيهة بالمذهب الحلولي في الأزمنة المعاصرة، وانطلاقًا من كونهم يعتمدون على التأمل الذاتي للوصول إلى المعرفة سمّوا جماعة العرفان، وهي الترجمة العربية لمصطلح غنوصية في [[لغة يونانية|اليونانية]]؛ ظلت المعلومات قليلة عن [[غنوصية|الغنوصيين]] حتى أواسط [[القرن 20|القرن العشرين]] حين اكتشفت مجموعة من المخطوطات في [[مصر]] ساهمت في إماطة اللثام عن معتقدات هذه الجماعة نوعًا ما، إذ دلّت المخطوطات المكتشفة ومنها [[مخطوطات نجع حمادي]] إلى أن الغنوصيين قد أفرزوا أناجيل خاصة بهم، ونسبوها إلى شخصيات كنسية شهيرة، وتهدف هذه الأناجيل الغنوصية إلى نقل وجهة النظر أو العقائد والفلسفات الخاصة بهذه الجماعة إلى العموم، مثلاً إحدى العقائد الغنوصية كما اكتشفت في [[إنجيل يهوذا]] توضح أن الغنوصيون ينظرون إلى [[يهوذا الإسخريوطي]] مسلم [[يسوع]] بكونه شريكًا في الخلاص والفداء؛<ref>[https://www.tahawolat.com/cms/article.php3?id_article=970 قبلة الاسخريوطي في سيناريو غنوصي]، موقع تحولات، 18 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20161011060847/http://www.tahawolat.com/cms/article.php3?id_article=970 |date=11 أكتوبر 2016}}</ref> قاومت الكنيسة الحركة الغنوصية من خلال [[آباء الكنيسة]] ولاهوتيها الذين ألفوا كتبًا داخل [[مصر]] وخارجها، حول أصول الإيمان المسيحي، وتذكر في هذا الخصوص كتابات [[أوريجانوس]] و[[إكليمندس الإسكندري]]، ما ساهم في فقدان الغنوصية لقوتها قبيل نهاية [[القرن 2|القرن الثاني]]، غير أن اختفائها كليًا استغرق قرونًا عدة.
 
ومنذ حبرية [[ياراكلاس (بابا الإسكندرية)|ياراكلاس]] ([[232]] - [[248]]) أصبح يطلق على بطريرك الإسكندرية لقب "بابا"، وهو لقب من حيث التاريخ أطلق عليه قبيل إطلاق الاسم على أسقف [[روما]] و[[بطريرك]] الغرب الذي يقابل حاليًا [[بابوية كاثوليكية|البابا الكاثوليكي]]، على أنّ اللفظة عندما انتقلت إلى [[روما]] جاءت لكون أسقفها خليفة [[بطرس|القديس بطرس]] رأس الرسل وفق المعتقدات المسيحية، وذلك عبر [[إمبراطورية قرطاجية|قرطاجنة]] و[[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] و[[مجمع خلقيدونية]] اللاحقين.<ref>[https://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=1871 البابا ياراكلاوس]، موقع شبكة البابا كرلس، 18 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160308072607/http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=1871 |date=08 مارس 2016}}</ref> وقد تلاه في رئاسة كرسي الإسكندرية [[ديونيسيوس (بابا الإسكندرية)|ديونيسيوس]] ([[248]] - [[265]]) الملقب "معلم الكنيسة الجامعة" وقد شهدت حبريته اضطهاد الإمبراطور ديسيوس الذي قضى خلاله الكثير من المسيحيين في [[الإمبراطورية الرومانية]]، وقد حفظ التاريخ مجموعة من رسائل البطريرك إلى الأساقفة خارج [[مصر]] ومنهم أسقف {{المقصود|أنطاكية|أنطاكية}} تبيّن به مآسي الكنيسة المصرية وشهدائها، والرغبة في المقاومة والاستمرار بل إن البابا يعلن في أحد رسائله أنه تعرض للسجن وأنه استطاع الهرب لاحقًا من سجنه برفقة واحدًا من [[شماس|الشمامسة]]، ولاحقًا ألقي القبض عليه مرة ثانية ونفي إلى أحد أديرة الصحراء؛<ref name="ديو">[https://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=967 ديونيسيوس - البابا الرابع عشر]، موقع شبكة البابا كرلس، 18 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160312032607/http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=967 |date=12 مارس 2016}}</ref> وهاجمت قبائل من البربر [[الإسكندرية]] وأعلن والي الإسكندرية نفسه إمبراطورًا فقامت المعارك بين [[روما]] و[[الإسكندرية]] حول السيادة، ذهب العديد من المسيحيين كضحايا لها، وقد قال البابا حول هذه القضية في رسالة {{المقصود|عيد الفصح|عيد الفصح}} لعام [[263]]: "''يبدو أن الوقت غير مناسب للعيد، فنحن لا نرى إلا الدموع، الكل ينوح، والعويل يسمع كل يوم في المدينة بسبب كثرة الموتى، بعد هذا حلّت الحرب وحدثت المجاعة. تحملنا هذين الأمرين سويّا مع الوثنيين؛ لكننا فرحنا بسلام المسيح الذي وُهب لنا نحن وحدنا''".<ref name="ديو"/> وقد ظهرت في حبريته كتابات بولس السمساطي وغيره مما وصفت [[هرطقة|بالهرطقة]] لأسباب شتى منها القول برفض خلاص التائبين أو القول بخلاف طبيعة [[ابن|الابن]] عن طبيعة [[الله الآب|الآب]]، وقد قارع البابا هذه المعتقدات بشدة. وكذلك ظهرت خلال تلك الفترة [[مانوية|الديانة المانوية]] التي سطعت من [[بلاد فارس]] ومزج معتنقوها بين [[مسيحية|المسيحية]] و[[غنوصية|الغنوصية]] و[[زرادشتية|الزرادشتية]] و[[بوذية|البوذية]] فصنفت على أنها واحدة من آخر ديانات الأسرار وأقواها، وقد ترك أمر التصدي لها في [[الإسكندرية]] و[[مصر]] عمومًا للبابا مكسيموس ([[265]] - [[282]]) إذ نبه البابا في عظاته ورسائله وحذّر بشدة من المانوية، وقد شهدت حبريته أيضًا الإدانة الرسمية لكتابات بولس السمساطي وآرائه،<ref>[https://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=1701 مكسيموس البابا الخامس عشر]، قاموس آباء الكنيسة وقديسيها، 18 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160313201149/http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=1701 |date=13 مارس 2016}}</ref>
غير أنها ظلت متواجدة في كتابات [[لوسيان الأنطاكي|لوقيان الأنطاكي]] ما مهد [[آريوس|لآريوس]] أن يأخذ بها لاحقًا.<ref>[https://www.newadvent.org/cathen/01707c.htm الآريوسية (بالإنجليزية)]، [[الموسوعة الكاثوليكية]]، 18 أيار 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190422212852/http://www.newadvent.org/cathen/01707c.htm |date=22 أبريل 2019}}</ref> كان عهد هذا البابا خاليًا من الاضطهاد وكذلك عهد خليفته [[ثاؤنا (بابا الإسكندرية)|ثيوأنس]]{{للهامش|3}} ([[282]] - [[300]]) حتى بني في حبريته أول كنيسة فوق سطح الأرض في [[الإسكندرية]] وشيدت على اسم [[مريم العذراء]]،<ref>[https://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=771 البابا ثيوأنس البابا السادس عشر]، قاموس آباء الكنيسة وقديسها، 18 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160311215250/http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=771 |date=11 مارس 2016}}</ref> كذلك فقد ظهر [[أنطونيوس|القديس أنطونيوس]] واضع قوانين وشروط الرهبنة وبانيها، فكان أحد [[آباء الكنيسة]] المرموقين والمبجلين من قبل المسيحيين في العالم أجمع، بدءًا من عام [[285]] فعن طريق [[مصر]] دخلت الرهبنة إلى [[بلاد الشام]] ومنها نحو [[أوروبا]]، على أن بعض الباحثين يشيرون إلى أن عددًا من القديسين الأوائل {{المقصود|كالقديس بولا|بولا}} ترهبوا قبل القديس أنطونيوس، بيد أن تنظيم الرهبنة ومأسستها إنما يعود له أولاً.<ref>[https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_332.html القديس أنطونيوس الكبير]، الأنبا تكلا، 18 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170912160359/http://st-takla.org:80/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_332.html |date=12 سبتمبر 2017}}</ref>
 
{{الدين في مصر}}
سطر 99:
=== على الصعيد الخارجي ===
[[ملف:Coptic Church Amman 2.JPG|تصغير|[[كنيسة]] قبطية في {{المقصود|عمان|عمان}} الأردن.]]
الكنيسة القبطية وإن كانت من الكنائس المصنفة بكونها كنائس وطنية، أي محصورة في منطقة جغرافية معينة، بيد أنها وبفعل حركات الهجرة النشطة لأتباعها قد أصبحت ذات وجود عالمي منتشر في جميع أصقاع الأرض. من غير المعروف على وجه الدقة أعداد أقباط المهجر غير أن عددهم يترواح بين مليوني وأربعة ملايين، منظمين في أسقفيات المهجر أو المغترب وبالتالي يتبعون من حيث الإدارة مباشرة إلى الكنيسة الأم في [[مصر]]، وكنائس أصبح لها بنية داخلية مستقلّة من الناحية الإدارية مع بقاء التبعية الرسميّة لكنيسة مصر. الاهتمام بأقباط المهجر، بدأ بشكل رئيسي بعيد منتصف [[القرن 20|القرن العشرين]] خلال حبرية البابا [[كيرلس السادس (بابا الإسكندرية)|كيرلس السادس]]، الذي عيّن الأنبا صموئيل سنة [[1954]] مندوبًا باسمه للأقباط في [[أوروبا]]، ومن ثمّ أعاد فأرسله في رحلة رعوية عام [[1963]]؛<ref name="مهجر"/> في عام [[1964]] تأسست أول كنيسة قبطية في [[كندا]]، وقد تضاعف عدد الأقباط فيها بشكل ملحوظ خلال العقود الثلاثة الأخيرة، فعام [[1991]] قدّر عدد الأقباط فيها بخمسة آلاف أصبح عشرة آلاف عام [[2001]]،<ref>[https://www12.statcan.ca/english/census01/products/standard/themes/RetrieveProductTable.cfm?Temporal=2001&PID=55822&APATH=3&GID=431515&METH=1&PTYPE=55440&THEME=56&FOCUS=0&AID=0&PLACENAME=0&PROVINCE=0&SEARCH=0&GC=99&GK=NA&VID=0&VNAMEE=&VNAMEF=&FL=0&RL=0&FREE=0 إحصاءات الأديان في كندا (بالإنجليزية)]، موقع ستاتكان، 29 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170129054653/http://www12.statcan.ca/english/census01/products/standard/themes/RetrieveProductTable.cfm?Temporal=2001&PID=55822&APATH=3&GID=431515&METH=1&PTYPE=55440&THEME=56&FOCUS=0&AID=0&PLACENAME=0&PROVINCE=0&SEARCH=0&GC=99&GK=NA&VID=0&VNAMEE=&VNAMEF=&FL=0&RL=0&FREE=0 |date=29 يناير 2017}}</ref> أما حاليًا فيوجد حوالي خمسين ألفًا يتمركزون بشكل أساسي في [[كيبك]] و[[أونتاريو]] ولهم أربعين كنيسة.<ref>[https://www.religioustolerance.org/can_rel1.htm المجموعات الدينية في كندا (بالإنجليزية)]، 29 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180910214656/http://www.religioustolerance.org/can_rel1.htm |date=10 سبتمبر 2018}}</ref>
 
واستطاع الأقباط بعد تأسيس الكنيسة في [[كندا]] من تأسيس كنيسة في في [[نيويورك]] وكان للأقباط كنيسة في [[نيوجيرسي|نيوجرسي]] منذ عام [[1960]]؛ وبعد تأسيس كنيسة نيويروك بعام أي في [[نوفمبر]] [[1969]] تأسست كنيسة قبطية أخرى في [[لوس أنجلوس|لوس آنجلوس]] على الشاطئ الغربي [[الولايات المتحدة|للولايات المتحدة]]. آخر إحصاء للأقباط في [[الولايات المتحدة]] أظهر أن عددهم حوالي 420,000 مواطن،<ref>[https://www.copticcu.com/WhyCCU.html معلومات حولنا (بالإنجليزية)]، الاتحاد القبطي، 29 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171018141527/http://www.copticcu.com/WhyCCU.html |date=18 أكتوبر 2017}}</ref> وهم موزعين على ثلاث أبرشيات تتصل مباشرة بالكنيسة الأم في [[مصر]]، أولها مطرانية شمال أمريكا ويتبع لها خمس أسقفيات في [[نيوجيرسي|نيوجرسي]] و[[نيويورك]] و[[فرجينيا]] وحوالي مائتي كنيسة؛ والثانية أبرشية [[لوس أنجلوس|لوس آنجلوس]] ومجموع كنائسها ثلاثون كنيسة،<ref>[https://www.lacopts.org/about-the-coptic-orthodox-diocese-of-los-angeles/-historical-perspective مقدمة تاريخية (بالإنجليزية)]، أبرشية لوس آنجلوس للأقباط الأرثوذكس، 29 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20120610184337/http://www.lacopts.org:80/about-the-coptic-orthodox-diocese-of-los-angeles/-historical-perspective |date=10 يونيو 2012}}</ref> وثالث الأبرشيات هي أبرشية جنوب [[الولايات المتحدة]] ويقع مركزها في [[تكساس]] وتتبع لها 29 كنيسة.<ref>[https://www.suscopts.org/diocese/about/ حول الأبرشية (بالإنجليزية)]، موقع أبرشية الجنوب الإمريكي للأقباط الأرثوذكس، 29 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171212202145/http://suscopts.org:80/diocese/about/ |date=12 ديسمبر 2017}}</ref> التواجد القبطي في [[أمريكا الجنوبية]] حديث نوعًا ما، في [[فبراير]] [[2006]] افتتح البابا [[شنودة الثالث (بابا الإسكندرية)|شنودة الثالث]] كنيسة في [[ساو باولو]] في [[البرازيل]] وواحدة مثلها في [[سانتا كروز دي لا سييرا|سانتا كروز]] في [[بوليفيا]]، وعيّن أسقف للبرازيل وآخر في بوليفيا. أما في [[أستراليا]] فقد أوفد [[كيرلس السادس (بابا الإسكندرية)|كيرلس السادس]] موفده الخاص إليها عام [[1968]] لرعاية شؤون الأقباط، وكان تاريخ أول [[القداس الإلهي|قداس إلهي]] بالطقس القبطي فيها يوم [[22 يناير]] [[1969]]؛<ref name="مهجر">[https://www.coptichistory.org/new_page_497.htm الأقباط في المهجر]، تاريخ الأقباط، 29 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160712053739/http://www.coptichistory.org:80/new_page_497.htm |date=12 يوليو 2016}}</ref> وهي حاليًا منظمة في أبرشيتي [[سيدني]] و[[ملبورن]] ولها حوالي خمسين كنيسة.
 
تزامن ذلك مع تأسيس أول كنيسة قبطية في [[فرانكفورت]] جنوب [[ألمانيا]] وبقربها مركز ثقافي يرعاه الرهبان الأقباط في المدينة.<ref name="مهجر"/>
 
=== على الصعيد العام ===
بحسب تقرير الحريّة الدينية الصادر عن [[وزارة الخارجية]] في [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الإمريكية]] فإن [[مصر]] حاليًا، تعتبر دولة منتهكة ومقيّدة للأقليات الدينية،<ref name="حرية">[https://www.state.gov/g/drl/rls/irf/2007/90209.htm التقرير العالمي للحرية الدينية، مصر (بالإنجليزية)]، وزارة الخارجية الإمريكية، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20120119082940/http://www.state.gov/g/drl/rls/irf/2007/90209.htm |date=19 يناير 2012}}</ref> كذلك تعتبر دولة تميّز بين مواطنيها على أسس دينية رغم كون التشريعات النافذة في البلاد تكفل المساواة.<ref name="حرية"/> تقرير الحريات الدينية استند إلى عدّة معطيات منها، أن الدولة المصريّة لا تقبل التحوّل من دين إلى دين باستثناء باتجاه [[إسلام|الإسلام]] [[أهل السنة والجماعة|السنّي]]، أحدث هذه الحالات هي حالة {{المقصود|محمد حجازي|محمد حجازي}} الذي رفع دعوى قضائية للتحول وزوجته إلى [[مسيحية|المسيحية]] غير أنّ القضاء المصري رفض الدعوى، ويورد الناشطون الأقباط حالات أخرى مماثلة لهذه الحالة.<ref>[https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=146510 التحول إلى المسيحية جريمة في مصر المحروسة]، الحوار المتمدن، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20121204015530/http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=146510 |date=04 ديسمبر 2012}}</ref> أما في عدد آخر من الحالات مثل [[مجدي علام]] يغادر من يود اعتناق المسيحية [[مصر]]، ويقيم خارجها.<ref>[https://news.bbc.co.uk/hi/arabic/press/newsid_7310000/7310903.stm بابا الفاتيكان يعمد صحفيًا مصريًا ارتد إلى المسيحية]، البي بي سي العربية، 26 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160308220729/http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/press/newsid_7310000/7310903.stm |date=08 مارس 2016}}</ref> هناك قضية شائكة أخرى ترتبط بقضية التحوّل الديني لعلّ أبرز رموزها [[أحداث وفاء قسطنطين|وفاء قسطنطين]] و[[أحداث كاميليا شحاتة|كاميليا شحاتة]]، فبينما تقول جهات إسلامية أن المذكورتين قد اعتنقتا الإسلام بطوع إرادتهما، يصرّ الأقباط على حالات خطف وإكراه للفتيات على اعتناق الإسلام ولا يقتصر الأمر على الحالتين المذكورتين، حيث سلّمت السيدتين إلى السلطات الكنسيّة من جديد، بل تورد بعض الجهات القبطية -الغير معترف بها من الكنيسة- حالات أخرى في مواقع على الإنترنت تعدها الكنيسة رسمياً مشبوهة.<ref>[https://www.alkalema.net/copt/copt33.htm الحالة الدينية للأقباط في مصر - فتيات قاصرات تحولن من المسيحية إلى الإسلام تحت دواعي الغش والتدليس والإكراه.]، موقع الكلمة، 26 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180213193830/http://www.alkalema.net:80/copt/copt33.htm |date=13 فبراير 2018}}</ref>
[[ملف:Egyptian Unity.jpg|يمين|320بك|تصغير|شبّان مصريون يرفعون شعارات ترفض الطائفية وتؤكد المساواة بين المسلمين والمسيحيين.]]
المنحى الثاني من مناحي التمييز على أسس دينية يتمثل بقضية بناء [[كنيسة|الكنائس]] في [[مصر]]؛ حيث لا يزال التشريع المعتمد هو [[الخط الهمايوني|الخط الهمايونى]] الصادر عن [[الدولة العثمانية]] عام [[1856]]، ومن ثم أضافت إلى وزارة الداخلية المصرية عام [[1934]] ما يعرف باسم "الشروط العشرة"،<ref>[https://www.alkalema.net/copt/copt21.htm الحالة الدينية للأقباط في مصر - بناء الكنائس]، موقع الكلمة، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170918073155/http://www.alkalema.net:80/copt/copt21.htm |date=18 سبتمبر 2017}}</ref> مرفقًا بموافقة أمنية، وهو ما جعل بناء الكنائس حسب رأي البعض شبه مستحيل؛<ref>[https://islamexplained.com/DNNArticleView/tabid/104/ArticleId/125/128.aspx الحريات الدينية في مصر - 128]، الإسلام: دراسة وتحليل، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171113005452/http://islamexplained.com/DNNArticleView/tabid/104/ArticleId/125/128.aspx |date=13 نوفمبر 2017}}</ref> في حين صرّح البعض أن بناء الكنائس بما فيها الشروط العشرة هو أسهل من بناء [[مسجد|المساجد]].<ref>[https://www.youm7.com/News.asp?NewsID=325161& سليم العوا: شروط بناء الكنائس أسهل من بناء المساجد.. وعلى ولى الأمر منع زواج المسلمة من المسيحى مهما كان الثمن..والأصوات المنادية بتغيير المادة الثانية من الدستور "فقاقيع"]، اليوم السابع، 25 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20110825180822/http://www.youm7.com:80/News.asp?NewsID=325161& |date=25 أغسطس 2011}}</ref> يضاف إلى ذلك أن بناء الكنائس كان يحتاج حتى فترة قريبة إلى مرسوم من [[رئيس الجمهورية]] وكذلك ترميمها،<ref>انظر على سبيل المثال: [https://www.alkalema.net/copt/copt26.htm قرار جمهوري بتجديد دورة مياه في كنيسة]، موقع الكلمة، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170918073301/http://www.alkalema.net:80/copt/copt26.htm |date=18 سبتمبر 2017}}</ref> وقد نقلت هذه الصلاحية عام [[2005]] إلى المحافظين، غير أنه قد تم الحفاظ على الشروط العشرة والموافقة الأمنية قبلاً؛ ويقدّم الأقباط ملفات عديدة تتعلق بتعويق ترميم كنائس أو بناء كنائس جديدة؛<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_1037.htm بناء الكنائس]، تاريخ الأقباط، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170424063725/http://www.coptichistory.org:80/new_page_1037.htm |date=24 أبريل 2017}}</ref> يدور الجدل حديثًا في [[مصر]] حول الانتهاء من هذه القضية بوضع قانون موحد لبناء دور العبادة؛<ref>[https://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=60707&IssueID=674 خبراء: قانون موحد لدور العبادة هو الحل]، المصري اليوم، 24 أيار 2011.</ref> وقد نقلت أيضًا تصريحات عن عدد من الدعاة الإسلاميين من أمثال خالد الجندي وسواه، بأنه يجوز بناء الكنائس.<ref>[https://www.aljazeera.net/NR/exeres/A50ADBA5-D243-4FA7-8DAF-044452456DA0.htm داعية مصري يقر بناء الكنائس]، الجزيرة نت، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20110902134421/http://www.aljazeera.net:80/NR/exeres/A50ADBA5-D243-4FA7-8DAF-044452456DA0.htm |date=02 سبتمبر 2011}}</ref> يقول الأقباط أيضًا أن الدولة تميّز بينهم وبين المسلمين في كثير من مناحي الحياة اليومية، كتخفيض مدة الخدمة العسكرية ستة أشهر لمن يحفظ [[القرآن]] مقابل عدم وجود مثل هذا الامتياز للمسيحيين،<ref>[https://www.alkalema.net/copt/copt6.htm حق المواطنة - إشكاليات التمييز الطائفي في مصر]، موقع الكلمة، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170918075020/http://www.alkalema.net:80/copt/copt6.htm |date=18 سبتمبر 2017}}</ref> فضلاً عن عدم وجود أو وجود نسبة قليلة جدًا في المسيحيين يشغلون مناصب هامة، كضباط في الجيش أو عمادات في الجامعات، بل حتى أن الإذاعة المصرية تخصص 20% من برامجها للبرامج الدينية الإسلامية دون أن تلحظ أي نسبة للمسيحيين.<ref>[https://www.alkalema.net/copt/copt4.htm الفرز بين الأقباط والمسلمين في مصر]، موقع الكلمة، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170918074037/http://www.alkalema.net:80/copt/copt4.htm |date=18 سبتمبر 2017}}</ref> حتى في {{المقصود|مجلس الشعب|مجلس الشعب}}<ref>[[القمص بولس باسيلي]] أول كاهن في مجلس الشعب المصري</ref> المصري عن دورة [[2010]] يبلغ عدد النواب الأقباط سبعة نواب فقط أي 1.5% من مجموع المجلس، وبعد أن عيّن الرئيس السابق [[حسني مبارك]] عددًا من النواب الأقباط ضمن قائمة النواب المعينين حسب الدستور المصري فإن العدد ارتفع إلى أحد عشر نائبًا فقط أي 2% من مجموع المجلس.<ref>[https://copts-united.com/Arabic2011/Article.php?I=647&A=26196 في اول استطلاعات لمقاعد الاقباط في مجلس الشعب الجديد2010 يقوم به الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان ]، الأقباط المتحدون، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20121209081608/http://copts-united.com/Arabic2011/Article.php?I=647&A=26196 |date=09 ديسمبر 2012}}</ref> ومع ذلك فقد برز عدد من الأقباط في المجالات الاقتصادية والثقافية؛ فهناك تقارير تقول ان الأقباط يسيطرون على 40% من الاقتصاد المصري،<ref>[https://www.aljazeera.net/NR/exeres/AF9D7247-8E36-4CF0-861F-1502A22E1F97.htm ملف التمييز ضد الأقباط في مصر] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20111019192029/http://www.aljazeera.net:80/NR/exeres/AF9D7247-8E36-4CF0-861F-1502A22E1F97.htm |date=19 أكتوبر 2011}}</ref>؛ ويحتل ثلاثة من الأقباط رأس قائمة أغنى أغنياء مصر، <ref>[https://www.akhbarak.net/articles/169230- _10-03-2011_ مجلة_فوربس_الأمريكية_ مجلة فوربس الأمريكية: عائلة ساويرس أغنى أغنياء مصر]، مصرس، 10 مارس 2011</ref> وذلك حسب التصنيف السنوى الذي تصدره [[فوربس (مجلة)|مجلة فوربس]].<ref>[https://www.forbes.com/wealth/billionaires/list?country=208&industry=-1&state= مجلة فوربس الأمريكية: عائلة ساويرس أغنى أغنياء مصر] (بالإنكليزية) {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20120120135212/http://www.forbes.com:80/wealth/billionaires/list?country=208&industry=-1&state= |date=20 يناير 2012}}</ref>
 
سوى ذلك فإن [[مصر]] تشهد اقتتالات طائفية بين مسلمين وأقباط كان منها مؤخرًا حوادث في [[أطفيح]] و[[إمبابة]] و[[نجع حمادي]]، فضلاً عن مظاهرات لمناصري [[سلفية|التيار السلفي]] في {{المقصود|قنا|قنا}} حول رفض تعيين محافظ مسيحي؛ هذه الحوادث غالبًا ما تنتهي بسقوط عدد من القتلى الأقباط الذين تعتبرهم الكنيسة شهداء.<ref>[https://www.alarabiya.net/articles/2011/01/03/132018.html الفتنة الطائفية في مصر، حرائق سياسية تتنكر تحت عباءة الدين]، العربية نت، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20161230222247/http://www.alarabiya.net:80/articles/2011/01/03/132018.html |date=30 ديسمبر 2016}}</ref><ref>[https://www.dw-world.de/dw/article/0,,15077929,00.html تجدد المواجهات الطائفية في مصر]، دويتشه فيله، 24 أيار 2011.</ref> أمام هذا التراجع في الدور العام للأقباط، يقول العديد من الباحثين، بإن حالة انكفاء نحو الكنيسة سادت الشارع القبطي بدلاً من الانفتاح على المجتمع، وهو ما مكّن الكنيسة من لعب دور في السياسة المصرية، كممثل سياسي للأقباط، بل يعيد البعض الدور السياسي [[شنودة الثالث (بابا الإسكندرية)|للبابا شنودة نفسه]].
 
هذا الواقع الحالي للأقباط والكنيسة القبطية في [[مصر]] يختلف عما كان عليه الوضع تاريخيًا، إذ عرف عن مؤسس مصر الحديثة [[محمد علي باشا]] أنه كان متسامحًا مع رعاياه من المسلمين والأقباط وغيرهم على حد سواء، وعندما شكّل مجلسًا للشورى ليساعده في الحكم، كان عدد الأقباط خمسة أعضاء من أصل سبعة عشر عضوًا هم مجموع المجلس؛ وعندما وضع [[دستور مصر 1923|دستور 1923]] تحت رعاية [[سعد زغلول]] تمت رعاية المساواة بين المصريين على اختلاف أديانهم وكفلت حرية المعتقد بشكل كامل ولم تنصّ على [[دين الدولة]]،<ref>المادة الثالثة من [[دستور مصر 1923|دستور 1923]]: "''المصريون لدى القانون سواء. وهم متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الأصل أو اللغة أو الدين. وإليهم وحدهم يعهد بالوظائف العامة مدنية كانت أو عسكرية ولا يولي الأجانب هذه الوظائف إلي في أحوال استثنائية يعينها القانون.''" وفي المادة 12: ''"حرية الاعتقاد مطلقة."'' وفي المادة 13: ''تحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد طبقا للعادات المرعية في الديار المصرية على أن لا يخل ذلك بالنظام العام ولا ينافي الآداب.''</ref> وحتى مع حل الأحزاب واستلام [[جمال عبد الناصر]] السلطة عرفت مشاركة المسيحيين في الحكم، ومراعاة الدوائر الانتخابية لمناطق كثافتهم السكانية؛ في عام [[1971]] صدر دستور جديد لمصر نصّ على دين الدولة وقصر مصدر التشريع [[شريعة إسلامية|بالشريعة الإسلامية]] وفي عام [[1979]] ألغي النظام الانتخابي الذي وضعه [[جمال عبد الناصر]] لضمان تمثيل الأقباط،<ref>[https://www.alkalema.net/copt/copt7.htm الأقباط في الانتخابات]، موقع الكلمة، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170918073110/http://www.alkalema.net:80/copt/copt7.htm |date=18 سبتمبر 2017}}</ref> ومع بداية [[2011]] تم [[حادث كنيسة القديسين|تفجير كنيسة القديسين]] في [[الإسكندرية]] وأظهرت التحقيقات اللاحقة تورط [[وزارة الداخلية (مصر)|وزارة الداخلية المصرية]] في العملية،<ref>[https://www.youm7.com/News.asp?NewsID=362418&SecID=12 بالمستندات.. تفاصيل خطة حبيب العادلى لتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.. وزير الداخلية السابق كلف القيادة 77 لتنفيذ المهمة وإخماد نبرة احتجاج البابا شنودة ضد النظام]، اليوم السابع، 24 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20140331013129/http://www.youm7.com:80/News.asp?NewsID=362418&SecID=12 |date=31 مارس 2014}}</ref> هذا ما دفع العديد للقول بأن النظام الصري السابق كان يلعب على ورقة إثارة النعرات الطائفية، وإقصاء المسيحيين عن المشاركة في الحياة العامّة، وأشار العديد من الباحثين إلى أن أحوال الأقباط بعد [[ثورة 25 يناير]]، ستعود لما كانت عليه تاريخيًا في [[مصر]].
 
== إدارة الكنيسة وهيكليتها ==
سطر 118:
{{مفصلة|بابا الإسكندرية}}
 
[[بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|بابا الإسكندرية]] هو أعلى سلطة روحية وتنفيذية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويعود استعماله للقب بابا إلى [[القرن 2|القرن الثاني]]، ومن ثم جاء [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] عام [[325]] ليقرّ [[الإسكندرية]] كمركز من مراكز [[مسيحية|المسيحية]] الخمس الكبرى أي بطريركية، إلى جانب {{المقصود|أنطاكية|أنطاكية}} و[[القدس]] و[[القسطنطينية]] و[[روما]]؛<ref>[https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=981&aid=80855 القوانين الكنسية لانتخاب بابا الإسكندرية - سامي المصري]، الحوار المتمدن، 19 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171201035234/http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=981&aid=80855 |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> أما ولاية بطريرك الإسكندرية فهي تشمل وفق تقسيم المجمع المذكور كلاً من [[مصر]] و[[السودان]] و[[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]] و[[ليبيا]]، وبحكم الهجرة التي ظهرت منذ [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] فإن للبابا سلطة على ما يعرف باسم "أبرشيات الاغتراب". كلمة بطريرك تعني "أب الآباء" وهي تدلّ على رئاسته [[أسقف|للأساقفة]] و[[مطران|المطارنة]] الخاضعين للولاية البطريركية المذكورة، أما مصطلح "بابا" فهو للإشارة أيضًا للتقدم في المرتبة وكنوع من التقدير والتبجيل. اللقب الرسمي للبابا هو "صاحب القداسة" وخليفة [[مرقس|القديس مرقس]] وبطريرك الكرازة المرقسية. وقد توالى حتى الآن [[قائمة بطاركة الإسكندرية|مائة وسبع عشر بابا]] على رئاسة الكنيسة.
[[ملف:Kairo Hanging Church BW 1.jpg|يمين|200بك|تصغير|[[الكنيسة المعلقة]] أحد المقرّات البابوية في [[القاهرة]] ويعود زمن بنائها [[القرن 11|للقرن الحادي عشر]].]]
يصبح المرء بابا، وطريقة انتخاب [[بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|بابا الإسكندرية]] قديمة ومعقدة للغاية، تمتد منذ [[القرن 1|القرن الأول]] حتى الآن، واشتملت على أكثر من صيغة، منها أن يقوم البابا القائم بترشيح أحدهم ليقوم [[المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية|المجمع المقدس لبطريركية الأقباط الأرثوذكس]] بانتخابه، غير أنه يحق لهم ألا ينتخبوه، ومنها أن يكون انتخابه أشبه ببيعة من قبل الأساقفة والشعب. منذ قيام الدولة المصرية حديثًا، نظّم انتخاب البابا بقانون صادر عن {{المقصود|مجلس الشعب|مجلس الشعب}} أو [[رئيس الجمهورية]]، آخر تعديل لنظام انتخاب البابا كان في عهد [[جمال عبد الناصر]] عام [[1957]]. ينصّ القانون على كون المنتخب أن يكون من حملة الجنسية [[مصر|المصرية]] و[[رهبانية|راهبًا]] لم يسبق له الزواج، وقد تجاوز الأربعين من العمر وقضى في الرهبنة خمس عشر عامًا على الأقل.<ref name="انتخاب">[https://www.copticwave.org/news/news36.htm اللائحة التنفيذية لانتخاب البطريرك]، الموجة القبطية، 19 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171230125546/http://copticwave.org:80/news/news36.htm |date=30 ديسمبر 2017}}</ref> بموجب الأنظمة المستوحاة من التقاليد الكنسية، يجب أن يجتمع [[المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية|المجمع المقدس]] خلال شهرين من تاريخ خلو المنصب لانتخاب البابا الجديد، وخلال هذه الفترة يقدّم الراغبون بالترشح طلبات الترشيح للقائم بأعمال البطريرك شرط أن يؤيده في ترشيحه ستة أساقفة أو اثني عشر عضوًا من أعضاء [[المجلس الملي العام]]؛ وعملية الانتخاب ليست مقصورة فقط بالأساقفة والمطارنة بل تشمل أيضًا أقباطًا مدنيين بحيث يكون اثني عشر قبطيًا عن كل مطرانية ويدعى هؤلاء "آراخنة" أي من وجهاء الأقباط،<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_7176.htm البطريرك القادم]، تاريخ الأقباط، 19 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170914150649/http://www.coptichistory.org:80/new_page_7176.htm |date=14 سبتمبر 2017}}</ref> وفق شروط معينة حددها القانون.<ref name="انتخاب"/> كذلك يشارك مملثون عن مجموعة من الكنائس المتحدة مع الكنيسة القبطية، وقبل أنفصال [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] كان يشارك في الانتخاب أربع وعشرون ممثلاً معينين من قبلها. أما بالنسبة للعملية ذاتها فهي تقسم إلى مرحلتين، المرحلة الأولى هي اجتماع المولجين الانتخاب في دار البطريركية [[القاهرة|بالقاهرة]] للإدلاء بأصواتهم، وبعد فرز الأصوات ينتقل من حصل على أعلى ثلاث أصوات إلى المرحلة التالية التي تقام في {{المقصود|الأحد|الأحد}} الأول للحدث، وهي القرعة بين الأسماء الثلاث المرشحة لاختيار أحدها، بعد أداء صلوات مخصوصة بالمناسبة في حال لم يحصل أي مرشح على توافق عام الناخبين؛ ويكون من وقعت عليه القرعة [[بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|بابا الإسكندرية]] الجديد، ويتولى إعلانه من [[كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية|الكاتدرائية المرقسية بالعباسية]] القائم بأعمال البطريرك.<ref name="انتخاب"/> ولدى انتخاب البابا يظلّ في منصبه حتى وفاته، ما لم يقم المجمع المقدس بعزله، وهذا لا يحصل إلا في الحالات الخطيرة، كالخروج عن الإيمان، ويعتبر من عزل [[حرمان كنسي|محرومًا]].
 
صلاحيات البابا غير محددة في قانون خاص، غير أنه بوصفه الرئيس الأعلى للكنيسة القبطية فهو صاحب الكلمة الفصل في جميع القضايا التنفيذية أو التشريعية فيها، غير أن القرارات الخطيرة لا يمكن للبابا أن يتخذها دون التشاور وموافقة [[المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية|المجمع المقدس]]، كعزل أحد الأساقفة. سوى ذلك، فإن النظام الكنسي في جميع الكنائس التقليدية ومنها الكنيسة القبطية هو نظام لامركزي، أي يترك [[أسقف|للأساقفة]] و[[مطران|المطران]] شؤون إدارة الأمور التنفيذية في أبرشياتهم أو مطرانياتهم الخاصة؛<ref>[http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=16&ved=0CDwQFjAFOAo&url=http://www.kalimatalhayat.com/church-related/68-jesus-loved-church/1102-page18.html&rct=j&q=واجبات%20الأسقف%20والمطران&ei=npPWTcH_A4OWOrXj3bUH&usg=AFQjCNGiMR7KgUU0osLWrCHEwTjE6UaPTQ&cad=rja الأساقفة]، كلمة الحياة، 20 أيار 2011.</ref> ولعلّ من أبرز مهام البابا، سوى موقعه الديني "كأب للآباء ورئيس للرؤساء" هو رسامته للأساقفة والمطارنة بمشاركة أساقفة قائمين، أما القسس والرهبان فيحقّ للأسقف تعيينهم، كما يحقّ للبابا فعل ذلك. كذلك فإن البابا يعتبر رمز للكنيسة وممثلها، وأشبه بقدوة لسائر الأقباط سواءً أكانوا إكليروسييين أم لا.
 
البابا يقيم في [[مقر بابا الإسكندرية|المقر البابوي]]، تاريخيًا يقيم البابا في [[الإسكندرية]] غير أنه ومنذ [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] زاوج البطاركة اللاحقون بين [[الإسكندرية]] و[[القاهرة]]. وهناك حاليًا ستة كنائس تعتبر بابوية في [[القاهرة]] منها [[كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية|الكاتدرائية المرقسية بالعباسية]] و[[الكنيسة المعلقة|كنيسة المعلقة]] التي تعود [[القرن 11|للقرن الحادي عشر]] وتعتبر إحدى معالم القاهرة القبطية،<ref>[https://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=873 خرستوذولس - البابا السادس والستين]، قاموس آباء الكنيسة وقديسها، 20 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160312082034/http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/read.php?id=873 |date=12 مارس 2016}}</ref> أما في [[الإسكندرية]] فقد تم تجديد البناء وترميمه وأعيد افتتاحه عام [[2006]].<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_1126.htm المقر البابوي في مدينة الإسكندرية المحبة للمسيح]، تاريخ الأقباط، 20 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170826140854/http://www.coptichistory.org:80/new_page_1126.htm |date=26 أغسطس 2017}}</ref>
 
=== المجمع المقدس ===
{{مفصلة|المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية}}
 
[[المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] يتألف من 102 عضو، هم مجموع [[أسقف|الأساقفة]] و[[مطران|المطارنة]] و[[رهبانية|رؤساء الأديرة]] داخل [[مصر]] وخارجها إضافة إلى الكنائس ذات الشركة معها ونواب البابا الذين بمرتبة [[أسقف]]، يجتمع دوريًا برئاسة [[بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|البابا]] نفسه، وتنظم الشرائع والقوانين الكنسيّة آلية عمله وصلاحياته، التي تشمل المصداقة على جميع الأمور الخطيرة في الكنيسة، والتشاور حول وضعها العام ومشاكلها، فضلاً عن كونه أعلى سلطة [[إلهيات|لاهوت]]ية وشتمل ولايته الإكليروس من [[قس]]س و[[رهبانية|رهبان]] وكذلك مؤمني الشعب، ويولج تفسير العقائد وتعليمها،<ref>انظر على سبيل المثال موافقة المجمع المقدس على الوثيقة مع [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] التي أنهت الجدل الدائر حول طبيعة المسيح منذ [[مجمع خلقيدونية]]: [https://www.vatican.va/roman_curia/pontifical_councils/chrstuni/anc-orient-ch-docs/rc_pc_christuni_doc_20060130_report-iii-meeting_en.html الوثيقة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية المشرقية (بالإنجليزية)]، موقع الفاتيكان، 20 أيار 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180626194554/http://www.vatican.va:80/roman_curia/pontifical_councils/chrstuni/anc-orient-ch-docs/rc_pc_christuni_doc_20060130_report-iii-meeting_en.html |date=26 يونيو 2018}}</ref> وإقرار التشريعات الكنسية المختلفة وتطويرها وفق حاجة الكنيسة، وكذلك الحال بالنسبة للطقوس الكنسية وطرق الاحتفال بها.<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_2601.htm ما هو المجمع المقدس]، تاريخ الأقباط، 20 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171117191026/http://www.coptichistory.org:80/new_page_2601.htm |date=17 نوفمبر 2017}}</ref>
 
يتبع للمجمع، تسع وعشرين لجنة تغطي جميع مناحي الحياة الكنسيّة، سواءً على الصعيد اللاهوتي أم على الصعيد الرعوي أم على الصعيد الاجتماعي العام، ويطلق على الأساقفة رؤساء اللجان، اسم الأساقفة العامون لعدم تواجدهم في [[أبرشية|أبرشيات مخصوصة]]. الكنيسة القبطية تعتبر من الكنائس الهرمية أي كسائر الكنائس المسيحية عدا [[بروتستانتية|البروتستانتية]] منها، وهيكلية الكنيسة تفرض تواجد كنائس يخدمها [[قس]] واحد أو أكثر، وتتبع كل مجموعة من الكنائس في منطقة جغرافية واحدة لسيادة [[أسقف]] يشكل مع قسسها وجانبًا من علمانييها مجلسًا لإدارة شؤون الأبرشية، ومن ثمّ تشكل المدن الكبرى أو اتحاد من مجموعة أبرشيات صغيرة [[مطرانية]] يرأسها [[مطران]] أو كبير أساقفة، يمارس مهام الأسقف في أبرشيته وله حق الاطلاع والإشراف على عمل الأبرشيات التابعة له، غير أن رئاسته أشبه ما تكون بالشرفيّة، وعمومًا تعتبر كل أبرشية مستقلة من الناحية المادية عن سائر الأبرشيات، ولها الحق بإدارة شؤونها وفق مصالحها، تحت الضوابط العامة التي يضعها المجمع المقدس وشرع الكنيسة، ويحقّ في حال مخالفة ذلك للمجمع عزل الأسقف بموافقة [[بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|البابا]] أو نقله من أبرشيته؛<ref>[https://oce.catholic.com/index.php?title=Eparchy الإيبارشية في الكنائس الأرثوذكسية المشرقية (بالإنجليزية)]، الموسوعة الكاثوليكية، 20 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20150919152208/http://oce.catholic.com/index.php?title=Eparchy |date=19 سبتمبر 2015}}</ref> وعمومًا فإنه في كل ما يخصّ القضايا الخطيرة لا يجوز للأسقف أن يتفرد بالقرار دون العودة إلى المجمع المقدس. حسب المعتقدات المسيحية، فإن الأساقفة هم خلفاء [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]] الذين نقلوا البشارة وساسوا الكنيسة، وبالتالي فإن واجباتهم تنطلق من ذات دعوة [[العهد الجديد]] لهم.<ref>[https://mb-soft.com/believe/taom/apossucc.htm الخلافة الرسولية]، موقع نؤمن، 20 أيار 2011 {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20150927115423/http://mb-soft.com/believe/taom/apossucc.htm |date=27 سبتمبر 2015}}</ref>
 
كان [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] قد قسّم [[الإمبراطورية الرومانية]] ومنها [[مصر]] إلى أبرشيات تحت ولاية البطريرك، غير أنه ومنذ ذلك الحين، ظهرت تقسيمات جديدة للأبرشيات وفق الحاجة ووفق مناطق تجمع الأقباط في [[مصر]]؛ وعلى وجه الخصوص شهد عهد [[شنودة الثالث (بابا الإسكندرية)|شنودة الثالث]] زيادة ملحوظة في عدد الأبرشيات، من خلال تقسيم الأبرشيات الكبيرة إلى مجموعة من الأبرشيات الصغيرة، بهدف تسهيل إدارتها، وتقريب الأساقفة من رعاياهم، حتى بلغ عددها ثلاث وثمانين أبرشية وعشر مطرانيات.<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_4342.htm فهرس أبرشيات الداخل]، تاريخ الأقباط، 20 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20150913200054/http://www.coptichistory.org/new_page_4342.htm |date=13 سبتمبر 2015}}</ref>
 
=== المجلس الملّي العام ===
{{مفصلة|المجلس الملي العام}}
 
المجلس الملّي العام للأقباط الأرثوذكس جرى تأسيسه خلال عهد [[الخديوي إسماعيل]] في [[فبراير]] [[1874]] وصدر قانونه الأساسي في [[14 مايو]] [[1883]] بحيث نظمت صلاحياته وإطار تعامله مع البابا والمجمع المقدس، ونصّ القانون على كونه مكونًا من اثني عشر عضوًا منتخبًا واثني عشر من النواب الأقباط. كان [[وزير الداخلية]] في [[مصر]] حينها [[بطرس غالي]] وهو من المقربين من [[الخديوي إسماعيل]] ما ساهم في دعم البلاط لفكرة إنشاء مجلسٍ ملي دون اعتراض واضح من البابا أو الأساقفة؛ وقد عدا [[بطرس غالي]] عام [[1908]] رئيسًا لوزراء مصر. سبب تأسيس المجلس، كما جاء في قانونه الأساسي، لإشراك الأقباط في إدارة شؤون الكنيسة، وكسر احتكار رجال الإكليروس لها. فكان مبادرة إصلاحية تهدف للمشاركة في انتخاب [[بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|البابا]] ونقل الشكاوي المختلفة من رجال الدين إلى المجمع المقدس، ومراقبة طرق صرف أموال الكنيسة، فضلاً عن إدارة أوقافها والهيئات الخيرية والمداس التابعة لها.<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_934.htm إنشاء المجلس الملّي]، تاريخ الأقباط، 21 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171202170427/http://www.coptichistory.org:80/new_page_934.htm |date=02 ديسمبر 2017}}</ref> ينتخب المجلس من وجهاء الأسقفيات، ويقوم الأقباط بانتخابهم، وشارك منذ تأسيسه حتى الآن، بالكثير من القضايا الأساسية في إدارة الكنيسة، لعلّ أبرزها عام [[1954]] حين توافق المجلس مع المجمع المقدّس على عزل البابا [[يوساب الثاني (بابا الإسكندرية)|يوساب الثاني]] بعيد [[ثورة 23 يوليو|ثورة 1952]] وتعيين لجنة أسقفية لتقوم بإدارة شؤون الكنيسة، ريثما يتم التوافق على انتخاب بابا جديد، وبرر السبب بالفساد الذي كان مستشريًا حينها في إدارة الكنيسة.<ref>[https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Orthodox-Issues/Copts-Egypt-and-Faith-VS-Politics__10-Pope-Shenouda-n-People.html البابا والشعب]، الأنبا تكلا، 21 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180315200211/https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Orthodox-Issues/Copts-Egypt-and-Faith-VS-Politics__10-Pope-Shenouda-n-People.html |date=15 مارس 2018}}</ref>
 
=== الرهبانية ===
[[ملف:Coptic Christian Orthodox Monastery in Lower Egypt.jpg|يسار|200بك|تصغير|قلاّية (بيت الراهب) أثرية في أحد أديرة [[صعيد مصر]].]]
[[ملف:Menas.jpg|يمين|200بك|تصغير|[[أيقونة]] من [[فن قبطي|الفن القبطي]] تعود [[القرن 6|للقرن السادس]] تظهر [[يسوع]] والقديس ميناس.]]
الرهبنة المسيحية بشكل عام إنما بدأت وتمأسست في [[مصر]] أولاً، وبحسب البحاثة فقد ساهمت الرهبة في تكوين شخصية الكنيسة المصرية كما هي اليوم.<ref name="رهبنة">[https://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzI2OQ== الرهبنة القبطية - عبقرية مصرية]، موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 21 أيار 2011. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> وباتفاق الباحثين، فإن الرهبنة نشأت في [[مصر]] أواخر [[القرن 1|القرن الأول]] أو أوائل [[القرن 2|القرن الثاني]]؛ بحسب الوثائق التاريخية المتواجدة فإنه خلال عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس ([[138]] - [[161]]) قام فرونتونيوس بالانعزال في [[وادي النطرون]] مع سبعين رجلاً مسيحيًا للتزهد وقضاء الوقت في الصلاة والتأمل [[الله|بالله]]، وكذلك فحل {{المقصود|كالقديس بولا|بولا}} الملقب برئيس السوّاح، لأنه اعتزل الحياة العامة وساح في براري [[مصر]] زاهدًا في الحياة صارفًا الوقت في [[صلاة|الصلاة]] والتأمل.<ref>[https://www.senksar.com/vb/showthread.php?t=68069 تاريخ نشأة الرهبنة القبطية]، موقع السنكسار القبطي، 21 أيار 2011.</ref> أما تأسيسها الفعلي، أي وضع نظام واضح وصريح لها يعود [[أنطونيوس الكبير|للقديس أنطونيوس]] الملقب "بالكبير" والملقب "كوكب البرية". ولد [[أنطونيوس|القديس أنطونيوس]] عام [[251]] لعائلة غنيّة، بيد أنه اعتزلها عام [[269]] منتقلاً إلى عيش الحياة البساطة،<ref>[https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_332.html القديس أنطونيوس الكبير]، الأنبا تكلا، 21 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170912160359/http://st-takla.org:80/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_332.html |date=12 سبتمبر 2017}}</ref> ومن ثم كتب مجموعة من القوانين حول واجبات الراهب، إن كان بمواعيد الصلاة أو مواعيد العمل اليدوي كالزراعة أو التعليم وسواهما، ومن [[مصر]] انتقلت الرهبنة إلى سائر أصقاع العالم. المبادئ الثلاثة التي وضعها القديس أنطونيوس لا تزال في مختلف رهبانيات العالم ومنها القبطية إلى اليوم، وهي ثلاث: الفقر أو نذر حياة الفقر، والعفّة والطاعة.<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_335.htm طريق الرهبانية]، تاريخ الأقباط، 21 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171128105541/http://www.coptichistory.org:80/new_page_335.htm |date=28 نوفمبر 2017}}</ref> وعمومًا فإنه يوجد نوعين من الرهبنة، الرهبنة التشاركية حيث يقيم مجموعة من الرهبان في دير والرهبنة النسكية، حيث يتنسك الراهب منفردًا في {{المقصود|صومعة|صومعة}} لا يخرج منها في الحالة العامة، وقد توسعت مهام الرهبان في العصر الحالي لتشمل التعليم والتدريس، غير أنه لا يزال في الكنيسة القبطية على وجه الخصوص، الكثير من الرهبان المتنسكين والذين يطلق عليهم أيضًا اسم الرهبان المتوحدين. من آباء الرهبنة المصرية أيضًا [[باخوم|القديس باخوميوس]] والذي نقل منه القديس بندكت، بعد لقاءه إيّاه، نظام الرهبنة إلى [[أوروبا]].؛ ومن ثم تبعه [[شنودة رئيس المتوحدين|القديس شنودة رئيس المتوحدين]] الذي أعاد صياغة وتطوير نظام الرهبنة المصريّة، وحوى الدير الذي رأسه لأكثر من نصف قرن على 2200 راهب، وسمي "أبو القبط"، نظرًا لمكانته في الكنيسة القبطية. وكذلك يعتبر من آباء الرهبنة القبطية الأوائل ومؤسسيها، [[مارمينا]]، والذي تعتقد الكنيسة وتؤمن بأنه كان قادرًا على اجتراح العجائب ولذلك يلقب "[[مارمينا]] العجائبي". أما على صعيد الرهبنة النسائية، فقد برز ومنذ القرون الأولى، إذ إن الرهبنة ومنذ تأسيسها لم تكن حكرًا على الرجال، ومع تطورها، باتت أديرة الرجال منفصلة عن أديرة النساء، ولعلّ [[كاترين الإسكندرانية|القديسة كاترين الإسكندرانية]] المبجلة في [[أرثوذكسية مشرقية|الكنائس الأرثوذكسية المشرقية]] و[[أرثوذكسية شرقية|الكنائس الأرثوذكسية الشرقية]] و[[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] على حد سواء، واحدة من أشهر الراهبات القبطيات، يذكر أيضًا [[القديسة دميانة]]، التي قتلت خلال [[اضطهاد المسيحيين|الاضطهادات الرومانية]] ولم تنكر إيمانها، و[[مريم القبطية]] وغيرهنّ.
 
دور الرهبنة موقعها في عالم اليوم، لا يزال قويًا في الكنيسة القبطية؛ يعود ذلك إلى عوامل عدّة منها كون [[بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|بابا الإسكندرية]] ينتخب من صفوف الرهبان، ومنها أيضًا كون الرهبنة الذراع الذي يمدّ الكنيسة باحتياجاتها الرعويّة المختلفة إلى جانب الكهنوت؛ يبلغ عدد الرهبان الأقباط اليوم ألف وخمسمائة راهب،<ref name="واقع">[https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-006-His-Grace-Bishop-Makarios/005-Lematha-Yokbel-Shabab-3ala-El-Rahbana/Coptic-Youth-Monasticism-02-Movement.html الحركة الرهبانية بين الماضي والحاضر]، الأنبا تكلا، 26 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170905004714/http://st-takla.org:80/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-006-His-Grace-Bishop-Makarios/005-Lematha-Yokbel-Shabab-3ala-El-Rahbana/Coptic-Youth-Monasticism-02-Movement.html |date=05 سبتمبر 2017}}</ref> منقسمين إلى جميع أنواع الرهبنة، أي الرهبان المتوحدون والرهبان الديريون؛ كان العدد في السابق أكبر بكثير، فقد روى [[تقي الدين المقريزي]] أنه عند دخول [[عمرو بن العاص]] إلى [[مصر]] قابله فيها سبعون ألف راهب، فكتب لهم أمان؛<ref name="واقع"/> انخفاض عدد الرهبان يعود لأسباب عديدة منها [[اضطهاد المسيحيين|الاضطهادات]] التي لقيها المسيحيون وهدم الأديرة خلال بعض المراحل، إضافة إلى تطور الحياة العامة بينما ظلّت قوانين الأديرة دون إصلاحات جذرية؛ وعمومًا فإن الباباوات الأقباط سعوا للاهتمام بالرهبنة من جديد وإصلاح ما يمكن من أوضاعها دون المساس بجوهرها، وهو التوحّد مع الله، فكان عدد الرهبان الأقباط مائة وخمسين فقط في عهد [[كيرلس الرابع (بابا الإسكندرية)|كيرلس الرابع]] الملقب بالبابا الإصلاحي ومن ثم تتابع بالارتفاع خلال حبريتي [[كيرلس السادس (بابا الإسكندرية)|كيرلس السادس]] و[[شنودة الثالث (بابا الإسكندرية)|شنودة الثالث]] حتى وصل العدد إلى ما هو عليه الآن.<ref name="واقع"/>
 
=== المدارس اللاهوتية ===
سطر 160:
{{أقباط}}
[[ملف:CopticAltar.jpg|يمين|250بك|تصغير|المصلّى القبطي في [[كنيسة القيامة]] في [[القدس]]، والمكرّس على اسم [[مريم العذراء]].]]
فيما يخصّ العقائد المريمية، تؤمن الكنيسة بشفاعة [[مريم العذراء|مريم]] وكذلك بكونها قد حملت بيسوع بعذرية، وأنها قد مكثت عذراء قبل الميلاد وفي الميلاد وبعده، وهي بعيد وفاتها قد انتقل جسدها إلى السماء مباشرة، لذلك فإن الكنيسة القبطية تخصص صلوات وطلبات لمريم وتضع أيقوناتها في الكنائس، وهناك عدد من التراتيل الدينية الخاصة بمدحها، كذلك فإن [[كيهك|شهر كياهك]] وهو من شهور [[تقويم قبطي|السنة القبطية]] يخصص لتكريم ومدح [[مريم العذراء]].<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_2667.htm العذراء والكنيسة القبطية]، تاريخ الأقباط، 25 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170706011222/http://www.coptichistory.org/new_page_2667.htm |date=06 يوليو 2017}}</ref> وترفض الكنيسة القبطية عددًا من العقائد المريمية الخاصة [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|بالكنيسة الكاثوليكية]] كالشراكة في الفداء أو أن يكون قد حُبل بها بلا دنس، لكن الكنيسة القبطية تؤمن بظهورات العذراء، وقام [[المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] بتثبيت عددًا من الظهورات المريمية الخاصة على أرض [[مصر]].<ref>[https://www.copts-united.com/article.php?I=520&A=20948 أحدث إصدارات وطنى..حول ظهورات العذراء في "مصر" والعالم]، الأقباط المتحدون، 25 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20150914161027/http://www.copts-united.com/article.php?I=520&A=20948 |date=14 سبتمبر 2015}}</ref><ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_259.htm ظهورات العذراء في مصر قديمًا]، تاريخ الأقباط، 25 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170828181848/http://www.coptichistory.org:80/new_page_259.htm |date=28 أغسطس 2017}}</ref>
 
تؤمن الكنيسة القبطية بشفاعة [[قديس|القديسين]]، ويتسمى الأقباط بأسمائهم، وكذلك الكنائس والأديرة، وتخصص أعياد وتذكارات خاصة لمدحهم، وتوضع أيقوناتهم في الكنائس تخليدًا لدورهم وتضحياتهم في بناء [[مسيحية|المسيحية]]؛<ref>[http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=5&ved=0CEYQFjAE&url=http://popekirillos.net/ar/books/b17.pdf&rct=j&q=شفاعة%20القديسين%20في%20الكنيسة%20القبطية&ei=YDzdTYGnOcKdOumouYoP&usg=AFQjCNFjbTxiFwVnzr4B3W1bOoofcVeKqQ&cad=rja شفاعة القديسين]، البابا كيرلس، 25 أيار2011.</ref> وقد قدمت الكنيسة القبطية عددًا من القديسين الذين اشتهروا في العالم المسيحي قاطبة، [[القديس موريس|كالقديس موريس]]، القائد الروماني المصري، الذي رفض إجحاد إيمانه بالمسيحية، فقلته [[الإمبراطورية الرومانية|الرومان]] وأعضاء كتيبته المؤمنة أيضًا [[مسيحية|بالمسيحية]] وتدعى [[الكتيبة الطيبية]]. وقد دفن [[القديس موريس]] في [[سويسرا]] ويعتبر شفيع تلك البلاد.<ref>[http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=15&ved=0CDIQFjAEOAo&url=http://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1718.html&rct=j&q=القديس%20موريس&ei=VD3dTcO-HI7rObClvegO&usg=AFQjCNGnmF2J9lzQculsoVWYolHAK7wFXQ&cad=rja الشهيد موريس ورفاقه الشهداء]، الأنبا تكلا، 25 أيار 2011.</ref> في العصور الحديثة، نادرًا ما تقوم الكنيسة القبطية برفع قديسين جدد، ويتم ذلك بموافقة أعضاء المجمع المقدس للكنيسة، في حين يتولى البابا مهام إعلان ذلك، ومن القديسين حديثي العهد [[كيرلس السادس (بابا الإسكندرية)|القديس كيرلس السادس]] الذي كان [[بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|بابا الإسكندرية]] السابق. أما الخلاص فبحسب إيمان الكنيسة القبطية، لا يمكن أن يتم إلا بالإيمان والأعمال سويّة، ويتم بعد الدينونة العامة التي سيقوم بها [[يسوع]] في [[نهاية الزمان|اليوم الأخير]] حين يثيب على الصالحين بدخول [[جنة|الجنة]].<ref>[https://www.anbawissa.org/vb/showthread.php?t=25221 الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي]، الأنبا ويصا، 25 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160305111225/http://anbawissa.org/vb/showthread.php?t=25221 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>[https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/33-El-Khalas-Fel-Mafhoum-El-Orsozoksy/Salvation-in-the-Orthodox-Concept-44-Church-Creed.html كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث، إيمان الكنيسة]، الأنبا تكلا، 25 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170715064216/http://st-takla.org:80/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/33-El-Khalas-Fel-Mafhoum-El-Orsozoksy/Salvation-in-the-Orthodox-Concept-44-Church-Creed.html |date=15 يوليو 2017}}</ref><ref>[https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/33-El-Khalas-Fel-Mafhoum-El-Orsozoksy/Salvation-in-the-Orthodox-Concept-17-Sacraments-intro.html كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث، الأسرار اللازمة للخلاص]، الأنبا تكلا، 25 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170909140745/http://st-takla.org:80/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/33-El-Khalas-Fel-Mafhoum-El-Orsozoksy/Salvation-in-the-Orthodox-Concept-17-Sacraments-intro.html |date=09 سبتمبر 2017}}</ref>
 
تؤمن الكنيسة كذلك [[الصوم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|بالصوم]]، وتعتبر الصوم بحسب طقس الكنيسة القبطية من أطول مدد الصوم مقارنة بسائر الكنائس المسيحية، ويبلغ مجموع طول أيام الصوم مائتي وعشر أيام في العام، منفصلة عن بعضها البعض، ولعلّ أبرزها [[الصوم الكبير]] و[[الصوم الصغير]] وصوم [[أسبوع الآلام]] المسمى في الطقس القبطي "البصخة المقدسة" وصوم نينوى والصوم الذي يسبق عيد انتقال العذراء وصوم الرسل،<ref>[https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/Dictionary-of-Coptic-Ritual-Terms/5-Coptic-Terminology_Sein-Shein-Saad-Daad-Tah-Zah/Soum__Fast.html الصوم]، الأنبا تكلا، 25 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170909013019/http://st-takla.org:80/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/Dictionary-of-Coptic-Ritual-Terms/5-Coptic-Terminology_Sein-Shein-Saad-Daad-Tah-Zah/Soum__Fast.html |date=09 سبتمبر 2017}}</ref> ويكون الصوم بالامتناع عن تناول الطعام والشراب بين فترتي [[شروق|الشروق]] و[[غروب|الغروب]] والامتناع عن تناول أية منتجات حيوانية طوال فترة الصوم، غير أنها عادة ما تبسط حسب السنّ والحاجة والمرض وسوى ذلك.<ref>[https://www.coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=14294 الكنيسة القبطية وسبعة أصوام ورصدها في كتاب الصوم]، الرصد الإخباري، 25 أيار 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130131095902/http://www.coptreal.com/wShowSubject.aspx?SID=14294 |date=31 يناير 2013}} </ref>
 
== الليتورجيا والطقوس ==
[[ملف:Coptic Bible.JPG|يمين|300بك|تصغير|نسخة لأحد الكتب الطقسية القبطية تظهر مديحًا [[يوحنا بن زبدي|للقديس يوحنا]]؛ وهي من محفوظات [[المتحف القبطي]] في [[القاهرة]].]]
=== نشأة الطقس القبطي وتطوره ===
عموم الطقوس المسيحية إنما نشأت أولاً في [[القدس]] والتي تدعى "أم الكنائس"، ومنها تفرعت وانتقلت إلى [[مصر]] و[[بلاد الشام]] حيث نشأت العواصم اللاحقة للطقوس المسيحية وهي بنوع خاص {{المقصود|أنطاكية|أنطاكية}} و[[أورفة|الرها]] في [[بلاد الشام]] و[[الإسكندرية]] في [[مصر]]؛ بيد أنّ الطقوس المسيحية عمومًا تأثرت ببعضها البعض ونمت بشكل متوازي، وبناءً عليه يمكن القول بتشابه عام في خطوطها العريضة. أما الوضع في الطقس القبطي فهو مختلف تمامًا، يعود ذلك بسبب حالة العزلة التي فرضت على كنيسة الإسكندرية في أعقاب [[مجمع خلقيدونية]] عام [[451]]،<ref name="سنة">[https://www.catholicchurch-eg.com/catholicchurch/print.php/2010/04/20/2-48.phtml السنة الطقسية القبطية - الجزء الثاني]، الكنيسة الكاثوليكية في مصر، 28 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171201043107/http://www.catholicchurch-eg.com/catholicchurch/print.php/2010/04/20/2-48.phtml |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> ومن ثم [[الفتح الإسلامي لمصر|الفتح الإسلامي]] الذي جعل البلاد معزولة عمّا يدور خارجها في [[روما]] أو [[القسطنطينية]]، مجمل القول أن الطقس القبطي قد تتطور تطورًا ذاتيًا وبعيدًا عن سائر الطقوس المسيحية، واستجلب من الواقع المصري مراحل تطوره؛ أبرز مراحل الإصلاح كانت في [[القرن 12|القرن الثاني عشر]] على يد البابا غابرئيل الثاني، ومن ثم في [[القرن 15|القرن الخامس عشر]] على يد البابا غابرئيل الخامس، ومنذ ذلك الوقت لم تحصل أي تطورات تذكر على الطقس القبطي أو حذف أو إضافة أي طقوس خاصة به،<ref name="سنة"/> وقد ضبط النصّ بشكل دائم في أعقاب طباعة الكتب الطقسيّة التي بدأت في [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] تحديدًا في عام [[1736]] على يد الأنبا روفائيل الطوخي وذلك في [[روما]]، إذ لم يكن هناك مطابع في [[مصر]] بعد.<ref name="سنة"/> أحد أبرز المعالم العريضة للطقس القبطي هو الطول من حيث المدة الزمنية يعود ذلك لاستحباب تكرار الصلوات والأدعية وكثرة الترانيم،<ref name="جمال">[https://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MTg0 جمال الطقس القبطي]، موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكية، 28 أيار 2011. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> كذلك فإن من مميزات الطقس القبطي استخدام صيغة الجماعة خلال الصلوات لا صيغة الفرد،<ref name="جمال"/> فضلاً عن كثرة الحركات الطقسية ذات الرموز الخاصة،<ref name="جمال"/> إضافة إلى اعتماد الصلوات على جمل أو مقاطع معينة من [[الكتاب المقدس]] تدمج في صيغة الصلوات أو الأدعية، ويشير الباحثون إلى أن عددًا وافرًا من الطقوس {{المقصود|الفرعونية|فراعنة}} قد أدخلها آباء الكنيسة القبطية إلى الطقس القبطي بعد أن ارتدت معاني ورموز مسيحية، فالطقوس بشكل عام هي ابنة التقاليد والعادات السائدة في المجتمع.<ref name="جمال"/>
 
الطقوس القبطية تاريخيًا كانت تقام [[لغة قبطية|باللغة القبطية]] وإلى جانبها بعض المقاطع [[لغة يونانية|باللغة اليونانية]] التي كانت لغة ثقافة ذلك العصر، وبعد انتشار [[اللغة العربية|العربية]] بين أقباط مصر، عُربت بعض أقسام الطقوس خصوصًا [[القداس الإلهي|القداس]] فأصبحت تتلى [[لغة قبطية|بالقبطية]] و[[اللغة العربية|العربية]]، وفي بلاد الانتشار ترجمت الأسقفيات القبطية بعض المقاطع أيضًا إلى اللغات المتداولة في تلك البلاد، فأدخلت نصوص [[لغة إنجليزية|بالإنجليزية]] و[[لغة فرنسية|الفرنسية]] و[[اللغة الألمانية|الألمانية]] وغيرها إلى الطقوس القبطية، إلى جانب [[لغة قبطية|القبطية]] و[[اللغة العربية|العربية]].
 
=== السنة الطقسية والأعياد ===
تتألف السنة الطقسية القبطية من سبعة أزمنة مركزة على حياة [[يسوع]] وتعاليمه، تبدأ السنة الطقسية القبطية في [[11 سبتمبر]] من كل عام الموافق لليوم الأول من {{المقصود|شهر توت|توت}} في السنة القبطية، وهي الزمن الخاص لطلب البركة ويستمر حتى بدأ زمن [[عيد الميلاد|الميلاد]] الذي يستمر بدوره أربع أسابيع، حول ميلاد [[يسوع]] ومن ثم عماده على يد [[يوحنا المعمدان]]؛ يتميز هذا الزمن بالسهر عشية كل يوم [[سبت (توضيح)|سبت]] وقضاء الليل كله بالتسبحة والصلاة حتى فجر {{المقصود|الأحد|الأحد}}؛ يلي زمن [[عيد الظهور الإلهي|الغطاس]] المخصص لتذكار عماد [[يسوع]] على يد [[يوحنا المعمدان|يوحنا]] وينتهي بذكرى [[عرس قانا|عرس قانا الجليل]] ويدعى عموم هذا الزمن "زمن الفرح"؛ يليه في [[27 فبراير]] بدء صوم نينوى أو صوم يونان الذي يشكل مدخلاً للزمن التالي وهو زمن [[الصوم الكبير]] الممتد سبعة وأربعين يومًا لكل أسبوع منها اسم محدد مستقى من تعاليم [[يسوع]] أو مواعظه، وفي ختامه يبدأ [[أسبوع الآلام]] المسمى في الطقس القبطي "البصخة المقدسة" حيث تتواصل الصلوات القبطية المستذكرة لآلام [[يسوع]] و[[صلب يسوع|صلبه]] ثم موته فقيامته التي يبدأ بها "زمن الفصح" والذي يدعى أيضًا "زمن القيامة" أو "الخمسين المقدسة" نظرًا لأنه يمتد خمسين يومًا ينتهي بأحد العنصرة، وهو ذكرى حلول [[الروح القدس]] على [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]] كما ورد في [[سفر أعمال الرسل]]، وتشير صلوات وطلبات وقراءات الخمسين المقدسة بشكل واضح إلى لاهوت يسوع، وفق الطقس القبطي؛ وبعد انقضاء الخمسين المقدسة، تدخل الكنيسة القبطية بزمن "الرسل" وتبدأه بالصوم المخصص على اسم الرسل، يليه ختامًا الزمن السابع المخصص [[مريم العذراء|لمريم العذراء]].<ref>[https://www.catholicchurch-eg.com/catholicchurch/print.php/2010/04/20/3-41.phtml السنة الطقسية القبطية - الجزء الثالث]، الكنيسة الكاثوليكية في مصر، 4 حزيران 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20121029115708/http://www.catholicchurch-eg.com/catholicchurch/print.php/2010/04/20/3-41.phtml |date=29 أكتوبر 2012}}</ref>
 
[[ملف:POPE kyrellos.JPG|يمين|230بك|تصغير|مُعلم الكنيسة الجامعة البابا [[كيرلس الأول (بابا الإسكندرية)|كيرلس الأول]] يحمل "القداس الكيرلسي".]]
سطر 182:
أما في خصوص [[القداس الإلهي]] فهناك بشكل رئيسي ثلاث نصوص للقدّاس في الكنيسة القبطية، أقدمها هو قدّاس [[كيرلس الأول (بابا الإسكندرية)|البابا كيرلس الأول]]؛ بحسب التقليد الكنسي فإن [[نادي ليلي|القديس مرقس]] مؤسس الكنيسة هو من وضع نصوص هذا القدّاس [[لغة يونانية|باليونانية]] وتم تناقله شفهيًا بين الأساقفة والقسس حتى تم تدوينه أول الأمر في [[القرن 4|القرن الرابع]] وإرساله إلى [[إثيوبيا|أثيوبيا]] ليتمكن مسيحيوها من أداءه، وبعد ذلك قام البابا [[كيرلس الأول (بابا الإسكندرية)|كيرلس الأول]] بتنقيحه وتعديله وإعادة ترتيبه وإضافة مجموعة من النصوص لإغناءه، وانطلاقًا من ذلك كان أصل التسمية. أما القدّاس الثاني فهو القداس المنسوب للقديس باسيل أسقف {{المقصود|قيصرية|قيصرية}} والثالث هو القدّاس المنسوب للقديس غريغوري النيقي أسقف [[القسطنطينية]]، ويعتبر القدّاس الباسيلي أكثر القدّاسات استعمالاً. بنية القدّاس القبطي تبدأ برتبة البخور، حيث يضع المحتفل بالقدّاس البخور في مبخرة وينفح الشعب والمذبح به بهدف التطهير،<ref name="قداس">[http://ehdenz.com/index.php?option=com_content&view=article&id=399:القداس-القبطي-حسب-أباء-الكنيسة-(6)&catid=35:2011-01-06-11-06-03&Itemid=62 القداس القبطي حسب آباء الكنيسة]، أبرشية زغرتا المارونية، 4 حزيران 2011. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305115019/http://ehdenz.com/index.php?catid=35:2011-01-06-11-06-03&id=399:القداس-القبطي-حسب-أباء-الكنيسة-(6)&itemid=62&option=com_content&view=article |date=5 مارس 2016}}</ref> ومن ثم هناك تسبحة الصباح أو المساء حسب موعد القداس، ولا تعتبر جزءًا منه بل أشبه بمقدمة لتهيئة المشاركين في أجواء الصلاة. يلي ذلك "القراءات" وهي مجموعة من المقاطع المختارة من [[العهد الجديد]] للكتاب المقدس وتناسب الزمن الطقسي أو المناسبة التي يحتفل بها، ويفصل بين كل قراءة وأخرى مجموعة من الألحان والتسابيح القبطية التي تقوم الجوقة بأدائها؛<ref name="قداس"/> تبدأ بقراءة من سفر [[سفر أعمال الرسل|أعمال الرسل]] ثم رسائل [[بولس الطرسوسي|القديس بولس]] وأخيرًا [[رسائل الكاثوليكون]] الثمانية، مباشرة بعد القراءات يلقي المحتفل العظة، التي يشرح بها النصّ ويقدم معانيه، وبختام العظة يجب على غير المسيحيين أو غير [[معمودية|المعمدين]] مغادرة الكنيسة، في حين يظلّ من هو معمد داخلها، ويدعى هذا القسم "قسم الكلمة" وهو ذو صلوات متبدلة بحسب المناسبة المحتفل بها، ويليه "قسم [[أفخارستيا|قسم الإفخارستيا]]" ولا يشارك به سوى المعمدين في طقس [[أرثوذكسية مشرقية|الكنائس الأرثوذكسية المشرقية]] عمومًا.<ref name="قداس"/> "قسم الإفخارستيا" يبدأ بصلوات التوبة والغفران والطِلبات حيث يصلّي المحتفل من أجل الكنيسة والحكام المدنيين ومن ثم من أجل الجمع الحاضر، وفي ختامها يتبادل المشاركون "قبلة السلام"، وفي إثرها يقوم المحتفل برتبة "غسل الأيدي" حيث يغسل يديه، ليبدأ صلوات التقديس التي فيها يتم استدعاء [[الروح القدس]] ليحلّ على الخبز والخمر فيحولهما لجسد ودم [[يسوع]]، وهو أصل [[القداس الإلهي]] وجوهره، لتتم عملية المناولة أي توزيع القربان على المشاركين، في استذكار لما فعله [[يسوع]] مع [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]] وطلب منهم تكراره لذكراه.
 
المناولة القبطية تاريخيًا تقام تحت شكليْ الخبز والخمر، وحديثًا وبسبب تزايد عدد المشاركين في القدّاسات يمكن تقديم المناولة تحت شكلٍ واحد فقط مع تقديس الشكلين، اختصارًا للوقت، خصوصًا في القدّاسات الاحتفالية حيث يشارك عدد كبير من المؤمنين وتشابه الكنيسة القبطية في ذلك [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] التي كانت أول من أفتت بإمكانية المناولة تحت شكلٍ واحد. وتاريخيًا أيضًا، فإن [[القداس الإلهي]] يقام مرتين في الأسبوع فقط وذلك يومي [[سبت (توضيح)|السبت]] و{{المقصود|الأحد|الأحد}}،<ref name="قداس"/> ويقام في ليلاً نظرًا لأن [[يسوع]] عندما أقامه للمرة الأولى كان في الليل، وهو ما ثبته [[إكليمندس الإسكندري|القديس كلمينت الإسكندري]] في [[القرن 2|القرن الثاني]].<ref>[https://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9NzcwMg== القداس القبطي حسب آباء الكنيسة - الجزء الثاني]، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكية، 4 حزيران 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130129102834/http://www.coptcatholic.net:80/section.php?hash=aWQ9NzcwMg%3D%3D |date=29 يناير 2013}} </ref> في سائر أيام الأسبوع يستعاض عن القدّاس برتبة الكلمة فقط، ويتم فيها قراءة وشرح نصوص من [[العهد القديم]] إلى جانب [[العهد الجديد]]، وتتم أيضًا صلوات وتسابيح خاصة حسب أيام الأسبوع والزمن الطقسي. فيما يخصّ نوعية الخبز المستعمل في [[القداس الإلهي|القداس]] القبطي فهو خبز فطير يضاف إليه الخمير ويكتسب ذلك رمزية خاصة في [[إلهيات|علم اللاهوت]]، إذ يشير الخمير إلى الخطيئة حسب موروثات [[العهد القديم]] فبإضافته إلى الخبز الفطير والمسمى "الحمل" الذي يرمز إلى [[يسوع]] ورفعه، إشارة إلى [[إنجيل يوحنا]] حيث يذكر بأن [[يسوع]] هو الحمل الذي رفع خطيئة العالم.<ref>[https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/07_KH/kh_41.html الخمير]، الأنبا تكلا، 4 حزيران 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171201131529/https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/07_KH/kh_41.html |date=01 ديسمبر 2017}}</ref>
 
== مواضيع مرتبطة ==