أسد بربري: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 18:
|خريطة الانتشار = موطن الأسد البربري.PNG
|تعليق خريطة الانتشار = الموطن السابق للأسد البربري}}
'''الأسد البربري''' والذي يعرف أيضا '''بالأسد النوبي''' و'''أسد الأطلس''' هو إحدى سلالات الأسود التي انقرضت في البرية خلال أوائل [[قرنالقرن 20|القرن العشرين]]، والتي استوطنت [[شمال أفريقيا|شمال إفريقيا]]. واعتقد لفترة طويلة بأنه انقرض تماما في أوائل 1940 ولم يبق منه أي أفراد حية كمنطقة [[سوق أهراس]] والتي تعني '''سوق الأسود'''، إلا أن بعض الأسود التي يحتفظ فيها في حدائق الحيوانات و[[سيرك|السيركات]] أظهرت خلال العقود الثلاثة الماضية بعضا من السمات التي جعلتها تعتبر من السلالة البربرية أو مرشحة لتكون كذلك على الأقل. هناك الكثير من الناس والمؤسسات المختلفة التي تزعم حاليا أنها تمتلك أسودا بربريّة، ويظهر أن هناك حوالي أربعين أسدا منها في الأسر في [[أوروبا|أوروبة]] بكاملها، ويصل عدد الأفراد منها في جميع أنحاء العالم إلى أقل من مئة.
 
كانت الأسود البربرية من ضمن الوحوش التي إستقدمها [[رومان (توضيح)|الرومان]] لقتال المجالدين في [[كولوسيوم|الكولوسيوم]] إن لم تكن أكثرها شيوعا، وكان الرومان ينقلون الأسود من شمال إفريقيا إلى [[روما]] بأقفاص مغلقة تماما ويسجونها لأيام عديدة بلا طعام لتصبح أكثر شراسة ومن ثم يطلقونها على المجالدين والمجرمين المحكوم عليهم بالإعدام بما فيهم [[مسيحية|المسيحيين]] في ذاك الوقت.
 
تعتبر الأسود البربرية من أكبر سلالات الأسود إجمالا، حيث تزن الذكور ما بين 400 و600 رطل (180 إلى 270 كيلوغراما) والإناث بين 220 و400 رطل (100 إلى 180 كيلوغراما) وهي بذلك تقارب [[ببر|الببور]] [[ببر بنغالي|البنغالية]] في الحجم، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن هذه الأحجام يُبالغ فيها بشكل كبير وإن الحجم الحقيقي لهذه السلالة يماثل حجم سلالات الأسود الإفريقية التي تقطن جنوب [[الصحراء الكبرى]] (التي تزن قرابة 400 رطل) بقليل، إلا أنه ليس هناك من مصدر موثوق يدعم هذا القول. كان العلماء الأوائل يفترضون أن بنية هذه الأسود الخارجيّة (لبدة الذكر الكبيرة التي تمتد لما بعد كتفيه) تميّزها عن غيرها من السلالات ويمكن بالتالي الاستناد إليها لتعريف هذه السلالة، إلا أنه يُعرف الآن أن لون وحجم اللبدة يتأثّر بعدد من العوامل الخارجيّة الخاصة بالبيئة التي يسكنها الحيوان مثل درجة الحرارة<ref>West P.M., Packer C. (2002) Sexual selection, temperature, and the lion’s mane. Science, 297, 1339–1343</ref>، وبالتالي فإن أي سلالة من الأسود يمكن أن تنمو لديها لبدة ضخمة في بيئة أكثر برودة، وهنا يمكن القول أنه لا يمكن تعريف الأسود البربرية عن طريق حجم لبدتها وإنما ينبغي تحليل حمضها النووي وإيجاد أثار فيه تدل على هويتها<ref name="Yamaguchi, N. 2002">Yamaguchi, N. & Haddane, B. (2002). The North African Barbary lion and the Atlas Lion Project. International Zoo News 49: 465-481</ref><ref>Barnett, R., N. Yamaguchi, I. Barnes & A. Cooper. 2006. Lost populations and preserving genetic diversity in the lion Panthera leo: Implications for its ex situ conservation. Conservation Genetics. [http://abc.zoo.ox.ac.uk/Papers/consgen06_lion.pdf Online full-text pdf] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20070731202402/http://abc.zoo.ox.ac.uk/Papers/consgen06_lion.pdf |date=31 يوليو 2007}}</ref>.
 
إن معظم الأسود الموجودة في الأسر اليوم تعتبر غير نقيّة [[مورثةجين|جينيّا]]، إذ أنها نتاج تهجين بين سلالات أسود مختلفة تمّ إحضارها من [[أفريقيا|إفريقيا]] منذ سنين بعيدة وزُوّجت لبعضها جهلا أو بعدم اكتراث بما أن الحفاظ على الحياة البرية لم يكن من أولى اهتمامات [[إنسان|الإنسان]] في تلك الفترة، وبالتالي فإن الأسود الأسيرة اليوم تمتلك خليط جيني من عدّة سلالات مختلفة للأسود البرية. ومن هنا يظهر أنه من الصعب تحديد أي أسد يعتبر بربريا بما أن جميع هذه الأسود تحمل خصائص متنوعة يُضاف إليها العوامل البيئية الخارجيّة التي تؤثر على شكلها وتجعلها تبدو بمظهر مختلف عمّا كانت ستبدو عليه في بيئتها الأصلية.
 
كانت الأسود البربرية تتشاطر موطنها مع نوعين أخرىن من الضواري الكبيرة وهي [[نمر إفريقي|النمر البربري]] و[[دب الأطلس]]، وقد انقرض الثاني بينما شارف الأول على الانقراض، أما الأسد البربري فإن البعض من العلماء والمؤسسات (مثل موقع الانقراض) يفترضون أنه [[انقراض|منقرض]] ولا يعترفون بوجود فرد حي نقي جينيّا اليوم إلى أن يتم إثبات ذلك عن طريق بعض الفحوص، أما البعض الأخر فيرون أن هذه الأسود لا تزال حيّة طالما أن هناك أسودا تحمل ولو جزء من خصائصها الوراثيّة، وإن تحديد هذه الأسود التي تحمل هذه الخصائص قد يمكّنهم من إكثارها وإعادة أفراد نقيّة منها إلى البرية. ومع ذلك، يبدو من علم الوراثة أن أسد الأطلس هو نفس السلالات مثل [[أسد غرب افريقيا|الأسد السنغالي]]<ref name=Haas2005>{{cite journal |author1=Haas, S.K. |author2=Hayssen, V. |author3=Krausman, P.R. |title=''Panthera leo''|year= 2005 |journal=Mammalian Species|volume=762|pages= 1–11|url=http://www.science.smith.edu/msi/pdf/762_Panthera_leo.pdf|doi=10.1644/1545-1410(2005)762[0001:PL]2.0.CO;2}}</ref> في [[غرب أفريقيا|غرب]] و[[وسط أفريقيا]].<ref name=Agostinho>{{Cite journal|authors=Antunes, A., Troyer, J. L., Roelke, M. E., Pecon-Slattery, J., Packer, C., Winterbach, C., Winterbach, H., Johnson, W. E. |titleعنوان=The Evolutionary Dynamics of the Lion Panthera leo Revealed by Host and Viral Population Genomics |journalصحيفة=PLoS Genetics |volumeالمجلد=4 |issueالعدد=11 |pagesصفحات=e1000251 |yearسنة=2008 |pmid=18989457 |pmc=2572142 |doi=10.1371/journal.pgen.1000251}}</ref><ref name="Iucn, Senegal lion">{{IUCN |assessor=Henschel, P. |assessor2=Bauer, H. |assessor3=Sogbohoussou, E. |assessor4=Nowell, K. |last-assessor-amp=yes |year=2016 |id=68933833 |taxon=Panthera leo (West Africa subpopulation |version=2016.2}}</ref>
 
== الوصف والخواص الأحيائية ==
سطر 38:
 
=== المسكن ===
استوطنت هذه الأسود [[شمال أفريقيا|شمال إفريقيا]] بكامله، إلا أن القسم الشرقي من تلك المنطقة ([[مصر]] و[[ليبيا]]) يُحتمل بأنه لم يحو جمهرة كبيرة من الأسود حتى قبل أن يستوطنه [[بشر (توضيح)|البشر]]<ref name="Nowell, K 1996"/><ref name="Harper, F. 1945">Harper, F. (1945): Extinct and Vanishing Mammals of the Old World. American Committee for International Wild Life Protection, New York Zoological Park, New York</ref>، ولعلّ ذلك يعود إلى قحل وجفاف المنطقة. يُعتقد أنه بحلول أوائل [[قرنالقرن 18|القرن الثامن عشر]] عند أقصى تقدير، كانت الأسود البربرية قد اختفت من القسم الشرقي المتوسطي لشمال إفريقيا وانحصرت في القسم الغربي منه ([[المغرب]]، و[[تونس]])<ref name="Yamaguchi, N. 2002"/>. وعلى العكس من معظم سلالات الأسود الإفريقيّة، كان الأسد البربري صيّادا [[جبل|جبليّا]] يفضّل المناطق الحرجيّة على السهول المفتوحة و[[سافانا|السفانا]].
 
=== الحمية ===
شملت الحمية الأساسية للأسد البربري عدّة أصناف من الحيوانات البريّة من شاكلة [[ضأن بربري|الضأن البربري]]، [[خنزير بري|الخنازير البرية]]، [[غزال كوفي|غزلان كوفية]]، و[[أيل أحمر|الأيائل الحمراء]] (السلالة البربرية منها - الوعل البربري). وبالإضافة إلى ذلك كانت هذه الأسود تقتات على المواشي المستأنسة من [[بقرة|بقر]] و[[خروف|خراف]] بين الحين والأخر، حتى أنها كانت تقتنص [[حصانخيل|الأحصنة]] في بعض الأوقات. لم يتم توثيق طريقة الصيد التي اعتمدتها الأسود البربرية يوما، إلا أنه يُعتقد بأنها كانت تلجأ لنفس أسلوب الخنق الذي تلجأ إليه باقي السنوريات الكبرى في العالم<ref name="Yamaguchi, N. 2002"/><ref name="BarbaryLion.com">Preservation Station. 2005. [http://www.barbarylion.com/ BarbaryLion.com] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20130628181709/http://www.barbarylion.com/ |date=28 يونيو 2013}}</ref>.
 
=== التناسل ===
كان للأسود البربرية موسم محدد [[تزاوج|للتزاوج]] يُعتقد بأنه كان يقع في شهر يناير، وذلك على العكس من الأسود القاطنة للسهول التي لا موسم تزاوج محدد لها وإنما تتناسل على مدار العام<ref name="BarbaryLion.com"/>، تُظهر السجلات الخاصة بالأسود البربرية الأسيرة أن فترة حملها تمتد لحوالي 110 أيام تقريبا، تضع الأنثى بعدها ما بين شبل إلى 6 أشبال إلا أن المعدّل غالبا يصل لما بين 3 أو 4 أشبال. تكون الصغار مرقطة غالبا برقط ورديّة قاتمة كثيفة وتزن حوالي 3.5 رطل عند [[ولادة|الولادة]]، وهي تكسب وزنا بمعدّل 3.5 أونصات في اليوم وتبدأ أعينها بالتفتح عندما تصل لعمر 6 أيام ومن ثمّ تبدأ بالمشي عندما تبلغ 13 يوما. تصل الإناث إلى [[بلوغ (إنسان)|النضوج الجنسي]] عندما تبلغ سنتين تقريبا، إلا أنها لا تكون قادرة على الحمل إلى أن تصل لعمر 3 أو 4 سنين. تبدأ الذكور بإظهار اهتمامها بالإناث ما بين سن 24 و30 شهرا، إلا أنها لا تنجب صغارا خاصة بها قبل سن 3 سنوات، أو 4 إجمالا<ref name="BarbaryLion.com"/>.
 
== تاريخ السلالة ==
سطر 51:
كان [[مصر القديمة|المصريون القدماء]] أول [[بشر (توضيح)|بشر]] احتكت بهم الأسود البربرية، وقد تمّ ذلك عندما وجدت القبائل المرتحلة ملاذا لها في [[نهر النيل|وادي النيل]] فاستقرت هناك وأخذت تعمل في الزراعة وتربية الماشية في المناطق الخصبة التي سكنتها الأسود مما أدى بالتالي إلى صدام معها. وقد تلا [[بربر (توضيح)|البربر]] المصريين في النزاع مع الأسد البربري وذلك عندما أخذوا يستقرون في قرى صغيرة في جبال شمال إفريقيا ويقومون بزرع بعض المناطق، منذ حوالي 3000 سنة، وكان كل من المصريين والبربر يدافعون عن مواشيهم ومنازلهم من الأسود البربرية باستخدام الحراب والسهام، إلا أنهم على الرغم من ذلك لم يكونوا خطرا حقيقيا على جمهرة تلك الأسود.
 
بدأت أعداد هذه الحيوانات بالتراجع منذ عصر [[الإمبراطورية الرومانية]]، فقد كان الأباطرة الرومان يسعون دوما إلى الترفيه عن شعوبهم والإظهار لهم أن حضارتهم تسيطر حتى على [[طبيعة|الطبيعة]]، وكان الرومان القدماء يستقدمون هذه الأسود من شمال إفريقيا لجعلها تقاتل في المباريات التي كانت تقام في [[المدرج الروماني (عمان)|المدرج الروماني]] "الكولوسيوم" وغيره من الحلبات المشابهة، ويُعرف أن الرومان كانوا يحضرون الآلاف من تلك الأسود إلى مختلف أنحاء الإمبراطورية لتقاتل ما كان يعتبر ندّا لها وهم المجالدون. ولم تنتهي هذه الممارسات إلا بعد ستة قرون عندما اعتنقت الإمبراطورية [[مسيحية|الدين المسيحي]] وأصبحت تلك المباريات المتمثلة بقتل [[إنسان|الإنسان]] و[[حيوان|الحيوان]] تعتبر أعمالا محرّمة لا تتفق ورسالة المسيحيّة؛ ولكن بالرغم من ذلك فقد استمرت أعداد الأسود البربرية بالتراجع بعد أن حكمت [[إمبراطورية بيزنطية|الإمبراطورية البيزنطية]] المنطقة لفترة وجيزة قبل [[الفتوحاتفتوحات الإسلاميةإسلامية|الفتح الإسلامي]] في [[قرنالقرن 7|القرن السابع]]، وخلال فترة سيادة الدولة العربية كانت هذه الأسود تعتبر مصدر إزعاج وكان البعض يدفع مكافأة مقابل كل أسد يتم قتله.
 
ومع وصول الصيادين الأوروبيين إلى المنطقة في [[قرنالقرن 19|القرن التاسع عشر]]، تراجعت أعداد الأسود بشكل رهيب، حيث كان المرشدون المحليّون يتعقبون أثارها في جبال الجزائر، تونس والمغرب كي يصطادها صياد ما أو يُقبض عليها لغرض بيعها لحدائق الحيوان.
 
=== اختفاء السلالة ===
[[File:Wild Barbary lion in 1925.tif|تصغير|صورة للأسد في [[جبال الأطلس]] سنة 1925]]
انقرضت الأسود من غربي [[ليبيا]] بحلول عام [[1700]] تقريبا، وفي [[تونس]] قتل أخر أسد بربري عام [[1891]] بالقرب من بلدة بابوش الواقعة بين [[طبرقة]] وعين دراهم، وفي [[الجزائر]] أصطيد أخر أسد عام [[1910]] بالقرب من [[سوق أهراس]]<ref>[http://www.annasronline.com/index.php/2014-09-30-11-05-07/2014-09-08-19-53-12/82479-2017-10-28-18-58-58 تم اصطياد آخر أسد مع بداية القرن التاسع عشر (1910) بغابات سوق أهراس] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171116194638/http://www.annasronline.com/index.php/2014-09-30-11-05-07/2014-09-08-19-53-12/82479-2017-10-28-18-58-58 |date=16 نوفمبر 2017}}</ref>شرق [[قسنطينة]]، على الرغم من أن البعض يزعم بأن آخر أسد بربري في الجزائر تم إطلاق النار عليه في موقع غير محدد عام [[1943]]. كان [[الإمبراطوريةالدولة العثمانية|العثمانيون]] يشجعون صيد الأسود في تونس والجزائر حيث كانوا يدفعون مبالغ طائلة مقابل الحصول على جلود تلك الحيوانات، أما بعد أن قام الفرنسيون باحتلال تلك البلاد انخفض سعر الجلد، حيث كانوا يدفعون 50 فرنك فقط مقابل واحد منها، وبالمقابل فإن الكثير من المستوطنين وملاك الأراضي الفرنسيين أصبحوا صيادين للأسود في شمال إفريقيا حيث قتل ما يزيد على 200 أسد في الجزائر ما بين عاميّ [[1873]] و[[1883]]. اختفت الأسود من الساحل المغربي خلال أواسط القرن التاسع عشر، إلا أنها استمرت بالتواجد في ذاك البلد حتى الربع الأول من [[قرنالقرن 20|القرن العشرين]] حيث قُتل أخرها عام [[1942]] في الجهة الشمالية من أحد المعابر في جبال أطلس بالقرب من الطريق التي توصل [[مراكش]] [[ورززات|بورزازات]]<ref name="Yamaguchi, N. 2002"/><ref name="Nowell, K 1996"/><ref name="Harper, F. 1945"/><ref>Guggisberg, C.A.W. 1961. Simba: the life of the lion. Howard Timmins, Cape Town</ref><ref name="naturalis.nl">Van den Hoek Ostende, L.W. 1999. Lion - Slowly ticking away. [http://www.naturalis.nl/300pearls/ 300 Pearls - Museum highlights of natural diversity] {{وصلة مكسورة|date= مارس 2018 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20110520172431/http://www.naturalis.nl/300pearls/ |date=20 مايو 2011}}</ref>.
 
يظهر أن السبب الرئيسي وراء انقراض الأسود البربرية من البرية هو التغيرات البيئيّة التي جرت من حولها، حيث كان لإزالة الغابات وتعريتها لإقامة مراعي للأبقار تأثير كبير على أنواع الطرائد التي تعتمتد عليها في غذائها، كالأيائل والغزلان، مما أدى إلى تناقص أعدادها وتناقص أعداد الأسود بالتالي التي لم تكن قادرة على اقتناص الماشية التي أحضرها الفرنسيون بما أنها كانت تُحرس بشكل جيّد، ومن ثم كان الصيد المكثّف الضربة القاضية بالنسبة لهذه السلالة<ref name="naturalis.nl"/>.
سطر 63:
=== الأسود البربرية في الأسر والأفراد المحتملة الباقية ===
[[ملف:Ljubljana (ZOO) - lev Boy (Panthera leo), 2005.jpg|تصغير|أسد يحتمل أنه بربري في حديقة الحيوانات]]
كانت الأسود التي اُحتفظ بها في [[معرض الوحوش]] في [[برج لندن]] خلال [[عصورالعصور وسطىالوسطى|القرون الوسطى]] أسودا بربرية، كما أظهر فحص [[حمض نووي ريبيريبوزي منقوص الأكسجين|الحمض النووي]] الذي أُجري على [[جمجمة|جمجمتين]] محفوظتين بشكل جيّد تم العثور عليهما خلال عمليات تنقيب جرت في عام [[1937]]<ref name="news.bbc.co.uk">[http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/7311134.stm BBC NEWS: "Tower's royal lions 'from Africa'"] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170707234011/http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/7311134.stm |date=07 يوليو 2017}}</ref>، وقد تمّ تأريخ الفترة التي تعود إليها الجماجم بما بين الأعوام [[1280]] - [[1385]] و[[1420]] - [[1480]]. يُفيد الدكتور نوبويكي ياماغوشي من وحدة الحفاظ على الحياة البرية في [[جامعة أوكسفورد]] أن نموّ وازدهار الحضارات في [[نهر النيل|وادي النيل]] و[[سيناء|شبه جزيرة سيناء]] عند بداية الألفية الثانية ق.م. كان سببا في منع التنوع الجيني لدى هذه الأسود بما أنه أدى إلى عزل العديد من الجمهرات عن بعضها البعض. استمرت الأسود البربرية بالتواجد في البرية في بلدان [[ليبيا]]، [[تونس]]، [[الجزائر]]، و[[المغرب]] حتى حوالي قرن مضى فقط<ref name="news.bbc.co.uk"/>.
 
كان يحتفظ بالأسود البربرية في حدائق الحيوانات والسيركات خلال [[قرنالقرن 19|القرن التاسع عشر]] وأوائل القرن العشرين، وفي عام 1835 تمّ نقل الأسود الباقية في برج لندن إلى معارض ذات ظروف أكثر إنسانية في حديقة حيوانات لندن بناء على أمر دوق ولينغتون وإحدى أشهر هذه الأسود الأسيرة كان ذكرا يدعى "سلطان" والذي عاش في الحديقة حتى عام [[1896]]{{مر|Edwards1996}}، كما كان هناك أسد أخر معروف عاش في [[لايبزيغ|لايبزغ]]. أما حاليا فهناك بضعة عشرات من الأسود الأسيرة والتي تعتبر بأنها من السلالة البربرية مثل تلك الموجودة منتزه بورت لمبن للحيوانات البرية والبالغ عددها إثني عشر أسدا [http://www.totallywild.net/animals.php?animal=Barbary/Atlas%20Lion].
[[ملف:Captive barbary lion.jpg|تصغير|أسد يحتمل أنه بربري في حديقة حيوانات بورت لمبن في بريطانيا]]
 
كان العلماء يعتقدون بأن الأسود البربرية تعتبر سلالة مميزة بسبب مظهرها الخارجي وبالتحديد بسبب لبدتها الكبيرة الداكنة وحجمها الأضخم من باقي السلالات، إلا أنه يعرف الآن بأن بعض العوامل العرضيّة تؤثر على لون وحجم لبدة الأسد مهما كانت سلالته ومن هذه العوامل الطقس أو مناخ البيئة المحيطة بالحيوان{{مر|West2002}}، فقد لوحظ أن الأسود الإفريقية تنمو لديها لبدات كثيفة وقاتمة في حدائق الحيوانات الأميركية والأوروبية ذات المناخ البارد مما يؤكد أن النظرية الأساسية عن أن هذه السلالة مميزة بسبب مظهرها الخارجي تعتبر خاطئة بل إنه لم يعد يعتد بالمظهر الخارجي لتحديد ما إذا كان أسدا معينا ذو أصل بربري أم لا.{{مر|Yamaguchi2002}}{{مر|Barnett2006}}
 
وفي عام [[2005]] أظهر فحص للحمض النووي لأسد موجود في حديقة حيوانات نيوويد أنه لا يتحدر من فرد من جنوب الصحراء الكبرى وبالتالي فإنه يحتمل أنه يتحدر من أسد بربري أصلي{{مر|Burger2006}}. وعلى الرغم من هذا فقد أظهرت تقارير البحوث حول [[حمض نووي ريبيريبوزي منقوص الأكسجين|الحمض النووي]] للأسد البربري والتي نشرت في عام [[2006]] دلائل لا تدعم القول بأن الأسد البربري يُعد سلالة مستقلة بذاتها حيث وجد العلماء علامة بسيطة فريدة في حمض نووي مستخلص من عينات [[شعر (توضيح)|شعر]] أخذت من أسود بربرية [[تحنيط|محنّطة]] في المتاحف، ويمكن بالتالي استخدام هذا الأسلوب لمعرفة أي من الأسود المرشحة لتكون بربرية تعتبر فعلا من هذه السلالة ومن لا تكون كذلك. وقد أظهرت هذه الفحوصات أن خمسة من الأسود المنتمية للمجموعة الشهيرة الخاصة بملك المغرب لا تعتبر، وفقا لهذه الفحوصات، بربريّة الأبوين{{مر|Barnett2006}}، ويُعتقد أنه في الفترة التي سبقت حكم [[رومان (توضيح)|الرومان]] لشمال إفريقيا كان البعض من أفراد هذه السلالة يتم تزويجه مع جمهرة [[شمال أفريقيا|شمال إفريقيا]] من [[أسد آسيوي|الأسود الآسيوية]]، مما ولّد بالتالي حيوانات هجينة كانت في بعض الأحيان أكبر من أبويها وفي أحيان أخرى أصغر.
 
== مشروع الأسد البربري ==
سطر 77:
إن شعبية الأسد البربري السابقة في حدائق الحيوان تعتبر الأمل الوحيد لإمكانية رؤيته مجددا بحالة بريّة في شمال إفريقيا؛ وفي الفترة التي سبقت تأسيس [[حديقة الحيوانات بالرباط]]، كان عالم الطبيعة الألماني فولفغانغ فري، والذي كان يبحث بشكل مكثّف عن المعلومات المتعلقة بالأسد البربرى مجازا قد أشاد بأهمية الأسود الخاصة بملك المغرب، وقد قام مدير حديقة الحيوانات بعد أن عرف مدى أهميّة تلك الأسود (التي بلغ عددها عندئذ 27 أسدا) بالاتصال مع علماء حيوان من مختلف أنحاء العالم، ومن ضمنهم كان خبيرا السنوريات الكبيرة المشهورين: البروفيسور هيلموت هيمر وبول ليهوسن، إلا أن هذان العالمان لم يستطيعا أن يجيبا على كل الأسئلة المتعلقة بمدى نقاء تلك الحيوانات جينيا، لذا افترضا أنها تعاني من التلوث الجيني واقترحا أن يتم العمل ببرنامج تناسل انتقائي خاص بها.
 
وقد قامت مؤسسة "ويلد لينك إنترناشونال" بالتعاون مع [[جامعة أوكسفورد]] بإطلاق مشروع الأسد البربري بعد سنين من البحث العلمي حول السلالة والتحقيق في الأقوال التي تزعم وجود أفراد حية منها اليوم، ويهدف هذا المشروع إلى تحديد الأسود البربرية الأنقى [[مورثةجين|جينيا]] وإكثارها ومن ثم إعادتها إلى البرية في موطنها الأصلي بشمال إفريقيا. ويقوم علماء هذا المشروع باستخدام أحدث التقنيات للتعرّف على "بصمات" الحمض النووي الأصلية والعائدة للأسد البربري، وقامت مؤسسة وايلد لينك إنترناشونال بتجميع عينات من عظام الأسود البربرية والموجودة في المتاحف الأوروبية في [[باريس]] و[[بروكسل]] و[[تورينو|تورين]] وغيرها ومن ثم إرسالها إلى جامعة [[أكسفورد|أوكسفورد]] حيث يعمل فريق من العلماء على استخراج جدلية الحمض النووي التي تظهر بأن هذه السلالة مميزة عن غيرها.
 
و على الرغم من أن الأسد البربري يعتبر منقرضا بشكل رسمي إلى أن يتم التأكد تماما من أن الحيوانات المرشحة تتحدر من أصول بربرية، فإن وايلد لينك قامت بتحديد بضعة أسود مأسورة حول العالم على أنها تتحدر من الأسود البربرية الأصلية في [[حديقة الحيوانات بالرباط|حديقة الحيوانات]] في مدينة [[الرباط]]. وتهدف واليد لينك بعد ذلك إلى فحص بصمة الحمض النووي لدى هذه الأسود للتأكد من مدى قربها للأسود الأصلية ومدى تهجينها مع سلالات أخرى، ومن ثم فسوف تنتقى الأسود الأنقى من بينها لتتكاثر مما يعيد الأسد البربري في النهاية بعد بضعة أجيال وبعد ذلك يتم إطلاق الأسود في منتزه قومي خصصته الحكومة المغربية لها في جبال أطلس.